ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما معاشر الاخوة الكرام حديث هذه الليلة توفيق الله عز وجل ومنه وتيسيره سيكون عن الاستشفاء باية الكرسي هذه الاية العظيمة المباركة التي هي اعظم اية في كتاب الله عز وجل وكلنا معاشر الاخوة الكرام نعلم ان كتاب الله عز وجل قل له شفاء للناس وشفاء للصدور وقد وصفه الله عز وجل بهذا الوصف في ايات كثيرة في ايات عديدة في القرآن الكريم كقوله عز وجل يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قوله سبحانه وتعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وقوله جل وعلا قل هو للذين امنوا هدى وشفاء فالله عز وجل وصف القرآن في هذه الايات بانه شفاء شفاء لما في الصدور علاج لادواء الناس وامراضهم وما يعترق وما يعتري قلوبهم من اسقام وامراض وادواء يبتلون بها علاجهم الناجع وشفاؤهم في كتاب الله سبحانه وتعالى بل ان القرآن الكريم ذكر الداء والدواء وذكر المرض والشفاء ذكر الامراظ وشخصها وبين خطرها وشدة ظررها وبين انواعها وما يترتب على على فعلها وبين الدواء والعلاج والشفاء والسلامة وهذا جاء في مواضع كثيرة في القرآن الكريم ولهذا قال قتادة رحمه الله قال ان في القرآن داؤكم ان في القرآن دائكم ودوائكم ان في القرآن دائكم ودوائكم اما داؤكم فالذنوب واما دواؤكم فالاستغفار فالقرآن ذكر الداء وذكر المرض وذكر انواع الامراظ التي يبتلى بها الناس ذكر امراض الابدان وذكر امراض القلوب وجاءت اعداد هذا وتعداد ذاك في كتاب الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بامراض القلوب ذكر سبحانه وتعالى نوعي امراض القلوب وهي الشهوات والشبهات لان جميع امراض القلوب ترجع الى هذين اما الى شبهة يفسد بها العلم والتصور او الى شهوة يفسد بها القصد والارادة الشبهات تحرف الانسان في علمه وفهمه وتصوره وتصوره والشبهات تحلف الانسان في قصده وارادته فبدل ان يكون مقبلا على الطاعة يكون مقبلا على المعصية بدلا ان يكون مقبلا على العبادات يكون مقبلا على الذنوب بدل ان يتحرك قلبه للخير يتحرك قلبه للشر والفساد فالقلب اذا مرض سواء كان مرضه بشبهة او كان مرضه بشهوة جر هذا المرض القلبي فسادا على الجوارح كما ان هذا القلب اذا صلح وزكى واستقام جر هذا صلاحا على الجوارح كما هو مبين في قول النبي عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالقلب له شأن عظيم ومقام خطير صلاحه صلاح البدن كله وفساده فساد للبدن لان البدن في حركاته وسكناته واعماله فرع عن مرادات القلوب وعما يريده منه القلب فالقلب هو الآمر والجوارح مأمورة يأمرها القلب فتنفذ ولا تخرج عن طاعته ولا تخرج عن امره فهي جنود مطيعة له ولهذا صلاح القلب ابعاده عن الامراض والاسقام امراض الشهوات وامراض الشبهات هو صلاح للانسان في كل احواله ووجميع شؤونه يصلح لسانه وتصلح جوارحه ويصلح سمعه ويصلح بصره وممشاه ومأكله ومشربه كل ذلك تبع لصلاح القلب ولهذا جاءت دعوات كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام تتعلق بهذا الامر اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اني اعوذ بك من قلب لا يخشع والادعية في هذا المعنى عنه صلوات الله وسلامه عليه كثيرة جدا فالقرآن الكريم فيه شفاء للصدور وعلاج لهذه الادواء والامراض والاسقام التي تصيب الناس ولهذا معاشر الاخوة الكرام عندما نقرأ وصف الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم بانه شفاء ينبغي علينا ان نفهم معنى كونه شفاء فهما صحيحا وسليما لان بعض الناس الذي يفهمه من وصف القرآن بانه شفاء هو انه اذا مرض او مرض له اذا مرض هو في نفسه او مرض له احد من قرابته او اخوانه ان يقرأ عليه ايات من القرآن وينفث وهي الرقية الشرعية وهي نافعة ومفيدة وشفاء قد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام احاديث كثيرة في الاستشفاء بالقرآن بالرقية بان يرقي نفسه او يرقي مريضه بالقرآن ولا سيما فاتحة الكتاب والمعوذتين وسورة الاخلاص واية الكرسي التي اعظم اية في كتاب الله سبحانه وتعالى ايضا جاء احاديث كثيرة في قراءة هذه الايات للسلامة من الاظرار والاخطار وللحفظ وللوقاية كما هو معروف في اذكار الصباح والمساء والنوم وادبار الصلوات ونحو ذلك مما يترتب عليه حفظ العبد وسلامته في دينه واستقامته وطاعته لله جل وعلا ولهذا ينبغي الا يحصر الاستشفاء بالقرآن في في في الرقية الشرعية المعروفة وهذا الذي يرد في اذهان كثير من الناس ان الاستشفاء هو ان يقرأ على المريض بايات من القرآن الكريم وينفث عليه. نعم هذا نوع من الاستشفاء بالقرآن لكن حقيقة الاستشفاء بالقرآن اعظم من ذلك واتم من ذلك واكمل من ذلك واوعد من ذلك فلا ينبغي ان يحصر الاستشفاء بالقرآن في هذا الجانب ولا ينبغي ان يكون فزع الانسان للقرآن فقط عندما يمرض تجده يهجر القرآن ولا يعتني بقراءته ولا يعتني بتدبره ولا يعتني بفهم معانيه وتحقيق دلالاته واذا مرظ رجع الى القرآن وبدأ يقرأ على نفسه ايات من القرآن آآ او سور من القرآن او نحو ذلك فيكون استشفاؤهم بالقرآن فقط في جانب معين وليست هذه حقيقة الاستشفاء او تمام الاستشفاء بالقرآن الكريم حقيقة الاستشفاء بالقرآن الكريم ان يجتهد المسلم في مداواة اسقامه وامراضه ولا سيما القلبية وخاصة الشبهات والشهوات يعالجها بالقرآن حتى قال ابن القيم رحمه الله اذا مررت باية وانت تقرأ القرآن الكريم وانت بحاجة اليها يعني تداوي مرضا فيك تداوي مرضا فيك او تداوي علة فيك قال من الخير لك ان تقف عند هذه الاية وتكرر قراءتها وتكثر من من التدبر لها حتى انه قال قراءة اية بتدبر ومداواة للنفس خير من قراءة ختمة للقرآن بدون تدبر خير من قراءة ختمة للقرآن بغير تدبر يعني ان تقف عند اية تعالج خطأ فيه او تعالج فسادا او تعالج شبهة عندك او تعالج شهوة او نحو ذلك فتقف تداوي نفسك بهذه الاية وتكرر قراءتها وتكرر تدبرها وتستعين بكتب المفسرين لفهمها وعقل مدلولها هذا انفع لك وفيه مداواة لنفسك بالقرآن الكريم احيانا نمر على ايات تعالج امراض فينا كثيرة نمر على ايات في القرآن الكريم لكن ما نقف عندها نمر عليها وكانها لا تعنينا كانها تعني قوما اخرين مع اننا نحن بامس الحاجة الى العلاج الذي فيها والدواء فلماذا لا نقف لماذا لا نقف ونستشفي بالقرآن الكريم ونطلب شفاءنا بكتاب ربنا سبحانه وتعالى نمر على ايات مباركة وايات عظيمة نافعة جدا تعالج الشهوات وتعالج الشبهات لكن اثرنا اثرها فينا ضعيف لاننا لا نتدبر ولا نتعقل خطاب الله سبحانه وتعالى ولا نقف عنده متدبرين بل نمر مرورا سريعا هم الواحد منا متى اختم السورة او متى اختم القرآن الكريم؟ وليس همه متى اداوي نفسي بالقرآن متى اعالج نفسي بالقرآن؟ متى تزول عني امراضي بالقرآن الكريم. القرآن شفاء لكن كيف نستشفي به اذا لم نحقق طريقة الاستشفاء بكتاب الله سبحانه وتعالى ولهذا الذي يفترض في المسلم ان ان يداوي نفسه بالقرآن بالتدبر والتعقل والفهم لمعاني كلام الله سبحانه وتعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا افلا يتدبرون القرآن ولو افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها الم يتدبروا القول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب ان هذا القرآن يهدي للتي اقوم لكن هداية القرآن وشفاء القرآن والانتفاع بالقرآن كل ذلك موقوف على عقل الخطاب وفهم مراد الرب سبحانه وتعالى والوقوف عند الايات تأملا تدبرا وتعقلا بعض الصحابة امضى في سورة واحدة يحفظها سبع سنوات مع انه يستطيع ان يحفظها في شهر واحد لماذا؟ لانهم متجهون الى عقل القرآن وتدبره وفهم معانيه وفهم دلالاته وتحقيقه في في حياتهم لا ان يكون هم الانسان ختم ختم السورة او ختم القرآن دون تعقل ودون فهم لكلام الله سبحانه تعالى ودون مداواة لنفسه بالقرآن الكريم اية الكرسي التي اهي موضوع حديثنا التي اعظم اية في القرآن الكريم هي من جملة القرآن فيها شفاء لانواع كثيرة جدا من الامراظ والادواء اية مباركة عظيمة فيها شفاء لانواع كثيرة من الادواء واذا كان القرآن كما وصف الله عز وجل شفاء لما في الصدور فان هذه الاية العظيمة التي اعظم اية فيه فيها من انواع الشفاء والخير والبركة ومعالجة الاسقام والامراض والادواء شيء عجب لكن متى ينتفع الانسان بهذه الاية المباركة متى ينتفع الانسان بهذه الاية المباركة اذا كان حظه منها مجرد القراءة اذا كان حظه منها مجرد القراءة متى ينتفع بها متى ينتفع بهذه الاية المباركة اذا كان لا يعقل خطاب الله فيها بل اقول متى ينتبع؟ متى ينتفع؟ بهذه الاية المباركة وهو يقرأها قراءة مجردة وينقضها باعماله ويناقضها بفعاله متى ينتفع بها اية الكرسي شفاء لكن لابد من الاستشفاء بهذه الاية المباركة ان يجاهد المسلم نفسه على فهمها وعقل خطاب الله تبارك وتعالى فيها وتدبرها وان يفهم ما دلت عليه من الاخلاص والتوحيد وعمارة القلب بالايمان وتوسيع مساحة الايمان والتوحيد في القلب فاذا حقق هذه المعاني سطع نور التوحيد في قلبه واشرق ضياء التوحيد في فؤاده واصبح علاجا طاردا لشبهاته وطاردا لشهواته اية اية اية الكرسي اية التوحيد اخلصت لبيان التوحيد والتقرير وقد وقفنا مع هذه الاية ليالي عديدة ونحن نعيش مع معاني التوحيد الخالصة التي تشع ضياء ونورا من هذه الاية المباركة. اية اخلصت للتوحيد فاذا حقق المسلم فهم هذه الاية وعمر قلبه بالتوحيد الذي يبين في هذه او بين في هذه الاية وجلي في هذه الاية اذا عمر قلبه بالتوحيد لم يبقى بقية في في القلب ولم مساحة في القلب لشهوة زائلة او شبهة مظرة متى تدخل الشبهات والشهوات الى القلب اذا كان خاليا خاويا صادف قلبا خاويا فتمكن اذا كان خاويا فتأوي اليه الاوهام وتأوي اليه الشرور وتأوي اليه الشبهات والشهوات يكون مأوى لها. لكن اذا عمر الانسان قلبه بنور التوحيد وضياء التوحيد ومعاني التوحيد العظيمة لم يبقى فيه مساحة تتسع لشبهة او لشهوة ابن تيمية رحمه الله كان في بعض كتبه يتحدث عن القلق والهم والكرب الذي يدخل القلوب فتجد القلب يقترب ويضيق ويهتم ويغتم فيقول ابن تيمية رحمة الله عليه وهو يتحدث عن علاج هذا المرض يقول القلب خلق للتوحيد لم يوجد اصلا القلب الا للتوحيد هذه الغاية التي خلق لاجلها واوجد القلب لتحقيقها. فاذا خرج الانسان بقلبه عما خلق له اضطرب اذا خرج الانسان بقلبه عما خلق له واوجد القلب لتحقيقه اضطرب القلب ودخله الكرب واشتد عليه الامر ولا يمكن ان يداوى الا بالعودة الى التوحيد ولهذا اقرأ في السنة علاج الكرب جاء في احاديث عديدة عن النبي عليه الصلاة والسلام كلها عودة الى التوحيد كلها عودة الى التوحيد الا ادلك على ما تقولينه في الكرب او عند الكرب؟ قالت بلى يا رسول الله. قال قولي الله الله ربي لا اشرك به شيئا هذا علاج للكرب. لما يقول المسلم هذه الكلمة كلمة التوحيد ويعود بقلبه للتوحيد يطمئن القلب. الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب فالقلب الى اذا اضطرب واذا اغتم واذا دخلته الكربات ليس له علاج الا ان يعادل التوحيد. كان عليه الصلاة والسلام يقول في الكرب لا اله الا الله العليم الحليم. لا اله الا الله رب سماوات ورب الارض ورب العرش العظيم توحيد دعوة ذا النون لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. ما قالها مكروب الا فرج الله كربه. توحيد فعلاج الكرب ودواء الكرب ودواء الغم ان يعاد القلب الى التوحيد هنا نصل الى حقيقة الاستشفاء بهذه الاية المباركة اية الكرسي اية التوحيد. كيف يتم الانسان له الشفاء بهذه الاية المباركة. نحن مر معنا في السنة انه يشرع لنا كل يوم ان نقرأها ثمان مرات ندبا واستحبابا وليس المطلوب ان تقرأ قراءة مجردة بل في كل مرة تقرأها تستحضر ماذا معاني التوحيد والاخلاص وحسن الالتجاء الى الله تبارك وتعالى وتمام قصده وحده سبحانه وتعالى بالعمل فتعمر قلبك بهذه المعاني وتوسع مساحة التوحيد في قلبك وتجتهد على ملء قلبك بالتوحيد من خلال قراءة هذه الاية المباركة العظيمة اية التوحيد بتدبر وتفهم فيعمر القلب بالتوحيد وثمة تنطرد من القلب الامور الاخرى تذهب عنه الامور السافلة تبتعد عنه الامور الحقيرة لا يبقى لها مساحة في القلب ولا يبقى لها متسعا فيه التوحيد الذي في اية الكرسي هو في الحقيقة نور هو في الحقيقة نور اذا شاء في القلب اضاء في القلب بدد الظلمات بدد الظلمات ولم يبقي لها باقية هنا اقف مع كلمة جميلة جدا للامام ابن القيم رحمه الله تعالى اوردها في كتابه مدارج السالكين في اواخر المجلد الاول يتكلم عن نور التوحيد واشعة التوحيد ونحن نعلم ان اية الكرسي اية التوحيد لكن هذا النور وهذا الاشعاع متى يستفيد منه الانسان تابعوا كلاما جميلا للعلامة ابن القيم رحمه الله يقول رحمه الله وذلك في اثناء كلام الله يقول ان اشعة لا اله الا الله اشعة لا اله الا الله تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وظعفه تبدد من ظباب الذنوب وغيومها الذنوب بمثابة ماذا؟ الغيم والضباب الذي يخيم على القلب ويغطيه اذا اذنب العبد كما جاء في السنة نكت في قلبه نكتة سوداء ولا يزال ينكت على القلب فالذنوب تظلم القلب كيف تطرد هذه الظلمة ويطرد هذا الظلام بنور التوحيد يقول اشعة لا اله الا الله تبدد من من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه فلها نور وتفاوت اهلها في ذلك النور قوة وظعفا لا يحصيه الا الله لا يحصيه الا الله. الكل يقول لا اله الا الله. كل اهل الاسلام يقول لا اله الا الله. لكن هل نور لا اله الا الله في قلوبهم واحد هل ضياء لا اله الا الله عندهم واحد هل هم متساوون متساوون فيها؟ لا والله. يقول رحمه الله وتفاوت اهلها في ذلك النور قوة وظعفا لا يحصيه الا الله. فمن الناس ما النور هذه الكلمة في قلبه كالشمس ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم واخر كالسراج المضيء واخر كالسراج الضعيف ولهذا تظهر الانوار يعني انوار التوحيد يوم القيامة بايمانهم وبين ايديهم على هذا المقدار يعني على مقدار نور التوحيد عندهم في هذه الحياة الدنيا بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علما وعملا ومعرفة وحالا قال وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد احرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته. اسمعوا الكلمة مرة ثانية. وكلما عظم نور هذه الكلمة يعني كلمة التوحيد واشتد كل ما عظم نورها في القلب واشتد ضياؤها في القلب احرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى انه ربما وصل الى حال لا يصادف معه شبهة ولا شهوة ولا ذنبا الا احرقه اعيد الكلام مرة ثانية واسأل الله عز وجل ان ينفعنا به يقول وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد احرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته بحسب قوته وشدته حتى انه ربما وصل الى حال يعني من القوة حتى انه ربما وصل الى حال لا يصادف معه شبهة ولا شهوة ولا ذنبا الا احرقه احرقه اي نور التوحيد وهذا حال الصادق في توحيده الذي لم يشرك بالله شيئا فاي ذنب او شهوة او شبهة دنت من هذا النور احرقها فسماء ايمانه لاحظ التصوير الجميل فسماء ايمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته فلا ينال السارق اي من حسناته الا غرة وغفلة لا بد منها لابد منها للبشر يعني ما يسلم منها احد كما قال عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء فاذا استيقظ وعلم ما سرق منه استنقذه من سارقه او حصل اظعافه بكسبه فهو هكذا ابدا مع لصوص الجن والانس ليس اي حالة كما انفتح لهم خزانته وولى الباب ظهره انتبهتم ليس حاله كمن فتح خزانته يعني كمن فتح خزانته للصوص الجن والانس فتح قلبه لهم على مصراعيه واعطى الباب ظهره يعني خذ ايها السارق من الجن والانس من قلب ما شئت واعطى الباب ظهره لم يقم بحراسة قلبه ولا يمكن من ان يحرص الانسان قلب نفسه الا بالتوحيد وبنور التوحيد والصدق الاخلاص مع الله سبحانه وتعالى قال وليس التوحيد انتبه للكلام وليس التوحيد مجرد اقرار العبد بانه لا خالق الا الله وان الله رب كل شيء ومليكه كما كان عباد الاصنام مقرين بذلك وهم مشركون ليس هذا هو التوحيد اذا ما هو التوحيد اسمع كلام ابن القيم رحمه الله قال بل التوحيد يتضمن من محبة الله يتضمن من محبة الله والخضوع له والذل له وكمال الانقياد لطاعته واخلاص العبادة له وارادة وجهه الاعلى بجميع الاقوال والاعمال والمنع والعطاء والحب والبغض ما يحول بين صاحبه وبين الاسباب الداعية الى المعاصي والاصرار عليها انتهى كلامه رحمه الله وهو كلام عظيم الفائدة كبير النفع يجدر بالمسلم ان يقف عنده مرات عديدة ليتأمل حسن الاستفادة وكيفية تحقيق الاستشفاء بنور القرآن الكريم ونور هذه الاية المباركة اية كرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله جل وعلا على ضوء ما تقدم ايها الاخوة لعلنا نقف وقفة مع بعض الادواء التي توجد وقد تنتشر بين اقوام وبين اخرين قلة وكثرة ثم ننظر الطريقة المثلى والسبيل الانجع لمعالجة النفس من خلال هذه الاية المباركة معاشر الاخوة الكرام ان اخطر الادواء واسر الامراض واشنع الاسقام واخطرها الشرك بالله سبحانه وتعالى. لا يوجد داء او مرض اشد او اشنع او افظع من هذا المرظ العظال وهذا الداء الفتاك نسأل الله الكريم العافية منه والسلامة لا يوجد مرض اشنع ولا افظع ولا اخطر من هذا المرظ اي مرض افظع واي بلاء اشنع ان يخلق الله تبارك وتعالى العبد لعبادته فيجعل العبد لغير ربه سبحانه وتعالى ان الشرك لظلم عظيم ان الشرك لظلم عظيم. لا يوجد اشنع منه ولا يوجد افظع منه ولا يوجد في الامراظ مرظ اشنع من هذا المرظ هو اخطر الامراض واشدها على الانسان الشرك مرض عضال وداء فتاك يهدم الاديان ويضر بالانسان غاية الظرر وعقوبته عند الله وخيمة وقد توعد الله عز وجل من مات مشركا الا يغفر له ان الله لا يغفر ان يشرك به انه من يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق قال عز وجل والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور اية الكرسي هي اعظم علاج لهذا الداء اعظم علاج لهذا الداء وانفع علاجا لهذا الداء اية الكرسي لماذا؟ لان اية الكرسي اخلصت لتقرير التوحيد ابطال الشرك من خلال اياتها من خلال حججها البينات ودلالاتها الظاهرات الساطعات الجليات الواضحات فالذي يقرأ اية الكرسي ويداوي نفسه بها ويعالج نفسه بها يجد فيها من نور التوحيد وضيائه ما يبدد ظلمة الشرك ويبعدها عنه تمام الابعاد لكن لا ان يكون حظه من هذه الاية المباركة مجرد القراءة بل لا بد من التدبر والفهم والتعقل لهذه الاية المباركة. اية اية الكرسي اقيمت فيها حجج بينات ودلائل ظاهرات للتوحيد وابطال الشرك وقد عرضت في هذا الدرس في في ليالي ماظية انواع الدلالات التي ابرزت وبينت في في هذه الاية المباركة لتقرير التوحيد فاذا قرأ المسلم هذه الاية وعقلها وفهمها وتدبرها وفهم ما دلت عليه من التوحيد وتقريرها له بوجوه كثيرة من الدلالات لم يبقى للشرك وشبهاته والكفر وضلالاته اي مكان عنده بل يحفظه الله سبحانه وتعالى ويشفيه بالقرآن الكريم هذا الشفاء من مرض الشرك هذا الشفاء من مرض الشرك والعلاج من هذا الداء هو الذي جعل كفار قريش يقولون ماذا؟ لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لانهم وجدوا من يسمع لهذا القرآن نور القرآن يبدد الشرك الذي عنده خاصة اولئك القوم الذين كانوا يسمعون القرآن يفهمون المعاني ويفهمون الدلالات ويعقلون الخطاب اذا قال لهم قولوا لا اله الا الله يفهمون معناها خلافا لاقوام يقولون لا اله الا الله ولا يدرون ما هي من دلائل انهم يفهمون معناها والدلائل على ذلك كثيرة قول الله سبحانه وتعالى انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا لسائر مجنون وفي الاية الاخرى قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب فكانوا يفهمون ما يدل عليه القرآن من خطاب ويفهمون دلالته ولهذا جاء في القرآن وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله والله يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام وذكر بالقرآن وهو عليه الصلاة والسلام يقول قل انما انذركم بالوحي ويقول الله تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب القرآن شفاء ايات التوحيد اعظم شفاء لكن كيف يستشفي بها حقيقة بليت الامة عندما اصبح حظه من القرآن مجرد القراءة لو نهض الناس ونهض اهل الدين الى ان يكون حظهم من من القرآن مع القراءة فهم القرآن لذهبت هذه الادواء ولا زالت هذه الامراض المصيبة عظيمة جدا ان تجد من يقرأ اية الكرسي ويقيم حروفها اقامة جيدة ممتازة ولكن لا يقيم حدودها يقيم حروفها ولكنه لا يقيم حدودها لانه لم يعطي هذه الاية حظها من التدبر وعقل كلام الله تبارك وتعالى فيها اذا لنداوي انفسنا بهذه الاية المباركة لابد من فهمها لابد من تدبرها لابد من عقل التوحيد الذي هو غاية هذه الاية وروح مقصودها فانها ثمة وحينئذ تبدد ظلمات الشرك. ويكون فيها شفاء للعبد وحفظا وسلامة ووقاية من الاسقام والامراض عندما نأتي الى الى فرع من فروع الكفر ونوع من من الكفر العريض الذي بلي به اقوام واقوام وهو السحر بالله وقد جاء قرينا للشرك كما قال عليه الصلاة والسلام اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر والسحر كفر بالله سبحانه وتعالى هذا الداء والمرض الذي يفشوا لو نقرأ كلام العلماء اين ومتى يفشوا السحر ويكثر؟ ومتى يكثر السحرة؟ ويكون لهم وجود وانتشار ورواج متى يقول العلماء اذا ضعف التوحيد في البلد واذا قلت الدعوة للتوحيد في البلد اذا عم الجهل بالتوحيد في البلد جاء اهل السحر والشعوذة والدجل والباطل وصار لهم رواج وانتشار واذا ظهر نور التوحيد وشع ضياءه وبرز اشعاعه في البلد ذهبت السحرة ولم يبقى لها مكان لان التوحيد يطردها ونوره لا يبقيها في المكان ولهذا قال العلماء ان اية التوحيد اية الكرسي اذا قرأت بصدق اية الكرسي اذا اذا قرأت بصدق على الاحوال الشيطانية او اضاليل السحرة والدجاجلة بددت ذلك كله ولعل من المناسب ان اوقفكم هنا على نقول جميلة جدا لابن القيم رحمه الله اوردتها في كتاب كنت ذكرته لكم عنوانه اية الكرسي وبراهين التوحيد وهو ولله الحمد وصل اليوم للمدينة وصل منه كميات ولعله غدا ان يسر الله عز وجل يوزع في قسم الاهداء هنا في في الحرم او بعد غد لعل الله عز وجل ييسر ذلك فهناك نقول جميلة في في هذا المقام لا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في كتابه الفرقان اذا قرأت اية الكرسي هناك اي عند الاحوال الشيطانية بصدق انتبه لهذه الكلمة اذا قرأت بصدق بطل هذا فان التوحيد يطرد الشيطان لاحظ فان التوحيد يطرد الشيطان. اذا قرأت اية الكرسي وانت لا تستحظر التوحيد الذي فيها وقلبك غافل عن التوحيد الذي فيها. ولاهن عنها. هل اثر قراءتك مثل اثر رجل يقرأ الاية وقلبه معمور بالتوحيد الذي دلت عليه الاية يا اخواني انتبهوا مرة ثانية اذا قرأ انسان اية الكرسي وقلبه غافل عن التوحيد الذي آآ قررته واخلصت لبيانه واخر قرأ اية الكرسي وقلبه عامر بالتوحيد والايمان الذي تدل عليه هذه الاية. هل هاتان القراءتان واحدة كان يقول ابن تيمية كان رجل يقرأ على الناس من يأتون اليه من المرظى يقرأ عليهم بقل هو الله احد لا يزيد على ذلك فغالبا من يقرأ عليهم يشفون باذن الله سبحانه وتعالى فرجل اراد ان يقلده فصار يقرأ على المرضى بقل هو الله احد فكان يأتيه مرضى كثير ما ما انتفع منه احد مع انه مثل ذاك يقرأ قل هو الله احد فخرج بنتيجة قالها في كلمات قال ليست قل هو الله احد من كل احد تشفي كل احد يعني يحتاج الامر مع القراءة الى ماذا الى ايمان الى صدق الى توحيد في القلب ليس فقط باللسان بعض الناس يقرأ اية الكرسي وهو حين يقرأها يقول اجرب يمكن تنفع ويمكن ما تنفع. هل هذه القراءة لها اثر قلبه مشغول عنها قلبه معرض عنها قلبه ليس عامرا بالتوحيد الذي دلت عليه. هل يستوي هذا وشخص يقرأ اية الكرسي وقلبه ممتلئ توحيدا واخلاصا وصدقا مع الله سبحانه وتعالى شتان بين هذا وذاك ولهذا يقول ابن تيمية اذا قرأت اية الكرسي هناك بصدق بطل هذا فان التوحيد يطرد الشيطان. فان التوحيد يطرد الشيطان ايضا يقول في كتاب اخر يقول اذا قرأها الانسان عند الاحوال الشيطانية بصدق ابطلت ابطلتها ودائما يكرر كلمة بصدق وقال في كتابه قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة يقرأ اية الكرسي بصدق فاذا قرأها تغيب ذلك يعني الشيطان تغيب ذلك اوساخ في الارظ او احتجب لاحظ كلمة بصدق وقال ايضا رحمه الله فاهل الاخلاص والايمان لا سلطان له عليهم. ولهذا اسمعوا مرة ثانية اهل الاخلاص والايمان لا سلطان له عليهم. ولهذا يهربون من البيت الذي تقرأ فيه سورة بقرة ويهربون من اية الكرسي ويهربون من اية الكرسي واخر سورة البقرة وغير ذلك من قوارع القرآن لاحظ الكلمة الجميلة وغير ذلك من قوارع القرآن ومن الجن من يخبر بامور مستقبلة للكهان وغير الكهان مما يسرقونه من السمع والكهان كانت ظاهرة كثيرة بارض العرب فلما ظهر التوحيد هربت الشياطين فلما ظهر التوحيد هربت الشياطين وبطلت او قلت ثم انها تظهر اي الشياطين في المواضع التي يختفي فيها اثر التوحيد الشياطين الكهان تظهر في المواظع التي يختفي فيها اثر التوحيد وقال ايضا رحمه الله وهذه الاحوال الشيطانية تبطل او تضعف اذا ذكر الله وتوحيده وقرأت قوارع القرآن لا سيما اية فانها تبطل عامة هذه الخوارق الشيطانية. وذكر رحمه الله انه وغيره قرأوا اية الكرسي بصدق على بعض الدجاجلة ممن تحملهم الشياطين في الهواء وتطير بهم ويتظاهرون عند اتباعهم بانها كرامة فقال شيخ الاسلام على مثل هؤلاء قرأنا اية الكرسي فسقطوا قرأنا اية الكرسي فسقطوا لكن تقرأ بماذا تقرأ بصدق بتوحيد باخلاص بحسن التجاء الى الله سبحانه وتعالى بتحقيق المعاني العظيمة والدلالات المباركة التي دلت عليها هذه الاية الكريمة. مر علي كلاما جميلا في ترجمة يحيى ابن معين رحمه الله الامام المعروف يقول كانت عادتي كل ليلة اذا دخلت البيت اقرأ اية الكرسي على بيتي واولادي ونفسي اقرأ اية الكرسي اكثر من مرة يقول ليلة من الليالي لما قرأتها عدة مرات اذا اذا بي اسمع بصوت داخل البيت يسمع صوتا ولا يرى من يحدثه لكن سمع صوتا يقول له كم تقرأ هذه يعني كم مرة انت تقرأ اه تقرأها؟ كم مرة تقرأ هذه؟ كانه لا يحسن قراءتها الا انت هذا الصوت الذي يسمعه يقول لك كم مرة انت تقرأ هذه كانه لا يحسن احد من الناس قراءتها الا انت يقول قلت له ارى هذا يسوءك والله لازيدنك ارى هذا يسوؤك والله لازيدنك. يقول فزدت في قراءتي لهذه الاية. الشاهد ان قراءة هذه الاية بصدق في البيت وعلى الاولاد وعلى النفس والمواظبة على قراءتها في في الاوقات الواردة في السنة مع استشعار التوحيد الذي قامت عليه الاية واخلصت لبيانه هذا كله يبدد ظلمات الشياطين ويبدد السحر وغير ذلك من الباطل لكن كل ذلك لا بد فيه من صدق مع الله واخلاص للتوحيد الذي دلت عليه هذه الاية المباركة ايظا اذا اذا نظرنا في وجوه اخرى من دلالة هذه الاية للاستشفاء من الامراض التي تصيب الناس. مثلا الرياء هذا مرظ يصيب القلوب تجد في اية الكرسي هذه الاية المباركة علاج علاج للرياء. اذا قرأتها وكررت قراءتها وتدبرت معانيها افهمتك التوحيد وافهمتك حقيقة الامر وارشدتك الى ان آآ الامر لله سبحانه وتعالى والعبادة حقه سبحانه وتعالى وان تظاهرك للناس بعملك لا ينفعك شيئا والذي ينفعك ان تحسن عملك لله وان تقصد بصلاح عملك وجه الله سبحانه وتعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم اذا تفكرت في هذه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين يبتعد قلبك كل الابتعاد عن مطالعة الناس في عملك ومراة الناس بعملك لانك قلبك متجه لمن يعلم ما بين يديك وما خلفك للذي يراك حين تقوم للذي له كالسماوات والارض لله الذي لا اله الا هو فانت اذا حققت معاني التوحيد التي في هذه الاية المباركة تطرد النفاق وتطرد الرياء وتطرد السمعة وتطرد ارادة الدنيا بالاعمال التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى تجد فيها شفاء لك من هذه الادواء من الادواء التي يصاب بها الناس العجب تجده يعجب بنفسه والكبر والخيلاء ونحو ذلك من المعاني. لو قرأ اية الكرسي بصدق وتدبرها وتأملها لطردت منه عجبا وطردت منه كبريائه وخيلاءه وجد فيها ما يدعوه الى اخلاص نيته وقصده وتوجهه لله تبارك وتعالى على ماذا العجب والكبر والخيلاء ومن انت ومن تكون ولهذا جاء في طرد العجب في القرآن الكريم فلولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله هذا هو التوحيد اقرأ اية الكرسي لله له ما في السماوات وما في الارض له ما في السماوات وما في الارض اذا اعجبت بحديقتك او ببيتك او بشخصك اطرد هذا العجب بان تتذكر ان بيتك وشخصك وحديقتك ملك لمن لله سبحانه وتعالى وصل اليك منا وتفضلا وانعاما فبدل ان تشتغل بالعجب اشتغل بالحمد والثناء على الله وشكر المنعم سبحانه وتعالى فتجد شفاءك في كتاب ربك سبحانه وتعالى وما يطرد عنك هذه الامور اذا دخل الانسان آآ التعاظم والتكبر وقرأ وهو العلي العظيم ثم قرأ معناها وتدبر في معناها وقرأ الحديث الذي اوردناه مبينا لمعنى العظيم قول قول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار اذا وقف عند العظيم واستشعر ان العظمة لله والكبرياء لله وان العبد لا يليق به ان يتعاظم وان يتكبر وجد في اية الكرسي ما يطرد عنه الخيلاء والتعاظم والتكبر والترفع على عباد الله بل ما وجد فيها فيفتح له ابواب التواضع واللين والانكسار ايظا من الامور التي تجد في اية الكرسي علاجا لها الالم الذي يصيب الانسان عند المصيبة والحزن والكمد الذي يصيبه باي شيء يعالج عندما يفقد الانسان محبوبا او يفقد قريبا او يفقد ولدا او نحو ذلك باي شيء يعالج بماذا عالج النبي ذلك الم يقل عليه الصلاة والسلام في معالجة هذا الامر؟ لله ما اخذ وله ما اعطى لله ما اخذ وله ما اعطى انت اذا تذكرت ان الملك لله وان المالك له ما اعطى وله ما اخذ انتهى الامر عندك واقرأ هذا المعنى في اية الكرسي له له ما في السماوات وما في الارض فما في السماوات وما في الارظ لله ان كان عطاء فهو لله وان كان منعا فهو لله يعطي ويمنع يحيي ويميت يخفض ويرفع الامر امره والملك ملكه سبحانه وتعالى ولهذا عالج النبي عليه الصلاة والسلام هذا الالم بهذه الكلمة لله ما اخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده باجل مسمى فاذا تذكر الانسان ان الملك لله ووان هذا الكون لله وانه المالك المتصرف المعطي المانع القابض الباسط فهذا يدعوه الى آآ الى الصبر والرظا والتسليم كما قال سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال احد السلف وهو علقمة رحمه الله هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. الشاهد معاشر الاخوة الكرام ان هذه الاية المباركة فيها علاج وفيها شفاء لامراظ القلوب وامراظ الصدور وجميع الشبهات وجميع الشهوات موجود علاجها في اية الكرسي. على ضوء ما قرأنا سابقا في كلام العلامة ابن القيم. لكن تاء متى يملأ الانسان قلبه بالتوحيد الذي اخلصت هذه الاية لبيانه متى متى يملأ قلبه بضياء التوحيد ونور التوحيد الذي دلت عليه هذه الاية المباركة. هذا الذي يحتاج العبد الى ان يجاهد نفسه على تحقيقه. ويسأل ربه تبارك وتعالى دائما ابدا ان يحققه له وان يعمر قلبه به. وان يضيء قلبه نورا بنور التوحيد التوحيد ويعمر بالايمان انظروا وصف النبي عليه الصلاة والسلام العجيب لعمار ابن ياسر رضي الله عنه ماذا قال في وصفه قال عليه الصلاة والسلام ان عمار ابن ياسر ملئ ايمانا حتى مشاشه ان عمار ابن ياسر ملئ ايمانا حتى مساسه. ما هو المساس؟ اطراف الاصابع يعني من الداخل امتلأ ايمان فمتى يجاهد الانسان نفسه على ان يملأ قلبه من الداخل بالتوحيد اذا حصل هذا الشبهات تذهب والشهوات لا لا تجد لها مجالا ولا متسعا وما يصيبه من ذلك لمم وهذا اللمم سرعان ما يقضي عليه اه العبد بتوفيق من الله سبحانه وتعالى بما عنده من الايمان وما عنده من التوحيد والصدق مع الله جل وعلا فالاستشفاء بالقرآن والاستشفاء باية الكرسي يحتاج الى امور عظيمة ومهمة ومجاهدة للنفس وحسن التجاء الى الله سبحانه وتعالى وجد واجتهاد في تحقيق التوحيد وعمارة القلب به والا يتكاثر الانسان على نفسه في حياته كلها دراسة التوحيد والعناية به. فانه اعظم شيء في هذه الحياة اعظم شيء في هذه الحياة هو التوحيد هو الغاية التي خلق الخلق لاجلها واوجدوا لتحقيقها. واسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العلى وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يهدينا سواء السبيل وان يعيننا على طاعته وان يجنبنا ما يسخطه. وان يمن علينا بتحقيق التوحيد نسأل الله جل وعلا ان يمن علينا بتحقيق التوحيد ونسأله جل وعلا ان يعيذنا من الشرك كله صغيره وكبيره ونسأله جل وعلا ان يحيينا مسلمين وان يتوفانا مؤمنين. ونسأله تبارك وتعالى ان يجعل اخر كلامنا من هذه الحياة لا اله الا الله ونسأله جل وعلا ان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل فقبل الاسئلة ذكرت في هذه الكلمة اربعة كتب بعظها لابن القيم وبعظها لا لا الابنة ابن تيمية من يذكر هذه الكتب واعطيه هذه النسخة تفضل يا مدارج السالكين وماذا الفوائد اظن ما ذكرته ها درس سابق ماشي ماشي مقبولة منك كمان اربعة كتب ولا اعطيك نص الكتاب لان تفضل يا اخي مدارج السالكين والفرقان لابن تيمية والفرقان ايوا ارفع صوتك ثالثا تحفظ اثنين اقسم الكتاب بينكم ولا اعطيه الاخ الاول تفضل اه وصلوه للاخ هذا سائل يقول هذا سؤال يتعلق بدرس الامس يقول ولا يشفعون الا لمن ارتضى فهل الموحد اه الزاني اه الظالم اه وشارب الخمر فسافك الدماء ممن يرتضيه الله سبحانه وتعالى يعني هل من فعل هذه الاشياء هل له شفاعة يوم القيامة فهل يرتضيه الله جل وعلا رضا الله جل وعلا عن عباده آآ اولا رضا متعلق توحيد العبد لله واخلاص الدين له ولهذا جاء في الحديث القدسي ان الله سبحانه وتعالى يقول يوم القيامة اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله من قال لا اله الا الله هو في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان من ايمان فهؤلاء هم اهل معاصي عنده زنا وعنده سرقة وعنده لكن رضي الله عز وجل عن التوحيد الذي عنده. وهذه الاعمال لا يرضاها الله لكنها اليست عند الله موجبة لخلوده في النار خلافا لما يقوله الخوارج وغيرهم من اهل الاهواء والضلال فالله عز وجل لا يرظى عن لا يرضى عن اهل الشرك مطلقا ولهذا يخلدون في نار جهنم ابد الاباد اما الموحد الذي عنده توحيد وارتكب مع توحيده معاصي فالله عز وجل يرظى عن توحيده يكون مآله الى الجنة بعد ان يطهر من ذنوبه وخطاياه التي لا تستوجب خلودا في النار ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنا وان سرق يقول عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنا وان سرق. رووا الحديث ابو ذر رضي الله عنه فقالوا وان زنا وان سرق فقال النبي عليه الصلاة والسلام وان زنا وان سرق وان رغم انف ابي ذر كان ابو ذر رضي الله عنه اذا روى الحديث يقول هذه الكلمة فالشاهد ان آآ قول آآ السائل هل يرظى الله عنهم الله عز وجل يرظى عن اهل التوحيد ولا يرظى هذه المعاصي لا يرضى هذه المعاصي فالرضا عنه لتوحيده واخلاصه لله جل وعلا وبعده عن الشرك ولهذا جاء في ببعض الاحاديث ما يدل على عظم مقام التوحيد واثره ونفعه للعبد في في اخراه عندما يلقى الله جل وعلا يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا للقيتك او لاتيتك بقرابها مغفرة لا يستهين الانسان بمقام التوحيد ومقام الاخلاص لله جل وعلا واثر ذلك على تبديد الظلمات وتأمل في في ذلك قصة المرأة البغي المرأة البغي وهذا في موظوع السائل كانت آآ في طريق لها فوجدت كلبا يأكل الثرى من شدة العطش فنزلت في بئر ولم يكن معها وعاء فملأت موقها ماء واخذته بفمها وصعدت وسقت الكلب فشكر الله عملها فغفر لها امرأة بغي تمارس الزنا ولكن غفر الله لها بهذا العمل هنا انتبهوا لامر يغفل عنه بعض الناس. هل المراد بالعمل ذاته ام المراد هنا التوحيد المرأة هنا ظهر عندها من الصدق مع الله وحسن التقرب اليه وطلبي ثوابه لا احد يراها خاطرت بنفسها لاجل الله وطلب ثواب الله في البئر ونزلت ووصعدت وهي تطمع في ذلك في ثواب الله لم يقم في قلبها طلب مدح للناس او ثناء او نحو ذلك وانما قلبها يريد اجر الله ويريد ثوابه مقبلة على الله سبحانه وتعالى ثم قدمت هذا الماء بصدق واخلاص لله عز وجل شكر لها هذا العمل. فغفر لها لكن لو نزل انسان في بئر وسقى كلبا وحوله اناس يريد مدحهم ولا فكر في الاخلاص. هل ينال ما نالت تلك اذا رجع العمل واثره الى التوحيد بعض الناس يظن ان العمل يرجع الى الى صورة ان الثواب يرجع الى صورة العمل الذي قامت به وهذا خطأ. المرأة قام فيها من التوحيد والصدق والاخلاص لله جل وعلا وطلب ثوابه وطلب مرضاته ما كان سببا لغفران ذنوبها وورظا الله سبحانه وتعالى عنها ولهذا ينبغي للمسلم ان ان يتعقل وان يتفهم هذا الامر وان يكون نظره في هذا المعنى في عموم الايات. لا ان يكون نظره في في بعض النصوص ثم يعطل الجانب الاخر. يعني بعض الناس يطيب له في هذا المقام ان يقرأ قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ويعطل فيما يقابل ذلك احاديث الوعد والرجاء. وهذا من اكبر الخطأ الذي اوقع كثير من الناس في الافهام الخاطئة هذا السؤال ثاني له تعلق بهذا السؤال يقول فيه صاحبه قول الله سبحانه وتعالى بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون قال فيخلد صاحب السيئة كما هو مذكور في هذه الاية يعني يقول الاية تدل على ان هذا صاحب سيئة والله عز وجل ذكر انه مخلد في النار. فكيف يكون هذا يعني معنى ذلك كانه يؤيد الكلام السابق ان ان الله لن يرضى عنه مطلقا ويخلده في النار ما دام ان عنده سيئة لو فهم معنى الاية ما دار في خاطره هذا المعنى الخاطئ الذي فهمه منها. الاية تدل على ان من احاطت به خطيئته قال العلماء الخطيئة لا تحيط بالعبد من كل جانب الا اذا كانت كفرا وشركا بالله الا اذا كانت كفرا وشركا بالله فهي الخطيئة التي توصف بانها احاطت بذلك كما نص على ذلك علماء التفسير فالخطيئة التي تحيط بصاحبها من كل جانب هي الكفر اما الخطيئة التي دون الكفر لا يقال فيها هذا. فهو ان كان عنده خطيئة لكن عنده من الصلاح والاستقامة ما ما ينال به غفرانا ورحمة لكن اذا وجد الكفر فالكفر يحيط بالانسان ولا يبقي عنده حسنة. لان الكفر والشرك محبط للاعمال مفسد لها. اما المعاصي التي دون الكفر لا توصف بانها تحيط بصاحبها. فالسيئة هنا السيئة التي تحيط بالانسان وهي سيئة الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى يقول ما حكم قراءة القرآن عند العزاء او بعد وفاة الشخص امام الحاضرين بمكبرات الصوت هذا من الامور المحدثة التي لا دليل عليها في كتاب الله ولا في سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وهذا يقول بالنسبة لعلو الله تبارك وتعالى هل المقصود علو المنزلة ام علو الذات ام هما معا اه الجواب على هذا السؤال ان سبق ان ذكرت عندما تكلمت عن قوله وهو العلي ان العلو هنا يتناول امورا ثلاثة علو الذات وعلو القدر وعلو القهر. كل هذه المعاني الثلاثة ثابتة لله سبحانه وتعالى. اما ذات الله عز وجل فهو كما اخبر عن نفسه ثم استوى على العرش الرحمن على العرش استوى فنحن نؤمن بما اخبر الله به عن نفسه كما اخبرنا جل وعلا قال عز وجل عن نفسه ثم استوى على العرش فنقول عنه الرحمن على العرش استوى كما اخبر وهو اعلم سبحانه وتعالى بنفسه وكذلك ما اخبرنا به رسوله عليه الصلاة والسلام في سنته ثم يقول السائل اذا كان العلو علو المكانة وعلو الذات فكيف يكون الامر عند النزول نزول الرب الى السماء الدنيا ما اه ما القول في من كان في السماء الثانية فما فوق ام ان النزول ليس حقيقي؟ النزول حقيقي كما اخبر عليه الصلاة والسلام في حديثه المتواتر الذي نقله عنه ما يقارب ثمانية وعشرين صحابيا في كلها يقول عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا الى سماء الدنيا. يأتي الخلل عند الناس اذا قاسوا صفة الله بصفة المخلوقين هنا يأتي الفساد ولهذا قال السلف قديما ولهذا قال السلف قديما لا يقاس الله بخلقه اذا قاس الانسان بخلقه الله بخلقه واراد ان يفهم النزول الالهي مثل النزول الذي يحصل منا نحن في حركاتنا وانه يستلزم كذا ويتطلب كذا هنا يقع الفساد ويقع الخلل. اما اذا امنت بما جاء عن الله وما جاء عن عليه الصلاة والسلام على وجه يليق بجلال الرب وكماله خرجت من ذلك كله فالواجب على المسلم ان يؤمن بذلك ارأيتم الصحابة رضي الله عنهم عندما قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا الى سماء هل خطر ببالهم هذا الكلام الذي في هذه الورقة مرة ثانية يا اخوان