لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين وبعد. قال المؤلف المؤلف رحمه الله روى طالب ابن شهاب قال جاء يهودي الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال يا امير المؤمنين اية في كتابكم تقرأونها لو علينا معشر جنود نزلت معلم اليوم الذي نزلت فيه ليتخذنا ذلك اليوم عيدا قال اي اية؟ قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فقال الى اعلم اليوم الذي نزلت فيه فقال اني لاعلم اليوم الذي نزلت والمكان نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بعرفة عشيرة جمعة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فان المصنف غير بعض. كما مر معنا في الدرس الماضي ذكر مصدر الاستدلال عند اهل سنة والجماعة وبين انهم يعتمدون في دينهم وايمانهم خدهم واسمائه وصفاتهم وامور الايمان الاخرى على ما نطق به الكتاب وصحت به السنة. سنة النبي صلى الله عليه وسلم. واشار الى ان النبي عليه الصلاة والسلام اكمل الله به الدين واتم به النعمة واقام به وقمع به الكافرين. وانه لم يدع لقائد مقالة ولا لمتكلم مجال. لما ذكر ذلك ذكرت دليل عليها الدليل على ان العمدة في الدين انما تكون على الكتاب والسنة وعلى ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فاورد قول الله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام مدينة فهذه الاية دلت على ان دين الله كامل الذي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام. وان الرسول صلى الله عليه وسلم بينه غاية البيان واوضحه غاية الايضاح. ولم يبقى شيء من الدين لم يبين الاصول ولا في الفروع. فهو صلوات الله وسلامه عليه لم يمت الا وقد انزل الله قوله اليوم اكملت لكم دينكم. الى اخر الاية. وهذه الاية نزلت عليه صلوات الله وسلامه عليه في الوداع وبعدها لم ينزل حلال ولا حرام. الدين كمل وتم فالاية تدل على ان دين الله عز وجل بينه الرسول صلى الله عليه وسلم وانه كامل في الاصول والفروع ليس هناك جانب من الدين لم يبين. ليس هناك جانب من الدين لم يبين. لا في الاصول ولا في الفراولة. ولهذا لا مجال للاحداث او الاقتراع. او التصورات او الانسان العقائد من اه من خلال افكار الناس وارائهم. ولا مجال لاحداث العبادات. وانواع التقربات الى الله عز وجل. لا مجال الى شيء من ذلك لم يبق للناس الا الاعتصام بحبل الله والتمسك بسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم والعمل بما جاء في الكتاب والسنة هذا الذي امام الناس اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. اكملت لكم دينكم. وقوله دينكم للاصول والفروع. الدين الدين كله اكمل. وبين في الاصول بين فيه ما يتعلق بالاعتقاد والايمان غاية البيان وبين فيه ما يتعلق بالاعمال والتقربات الى الله عز وجل غاية البيان وبين فيما يتعلق بالاداب والاخلاق كلها بينت في الكتاب والسنة. ولهذا من اتى بعقيدة ليست في القرآن والسنة او عبادة ليست في الكتاب والسنة. فهو في حقيقة الامر كالمستدرك كالمستدرك على الشارع. كالمستدرك على الرسول عليه الصلاة والسلام بل ان فعله هذا يتضمن اتهاما للنبي صلى الله عليه وسلم انه ترك جوانب من الدين دون جوانب من دين الله تبارك وتعالى دون ان يبينها. ولاجل هذا قال ما لك بن انس رحمه الله كلمته العظيمة واستشهد لها بهذه الاية الكريمة قال من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة. فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة. لان الله يقول هكذا يقول ما لك. لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فليس اليوم دينا. ولن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها انتهى كلامه رحمه الله. وقد ذكره الشاطبي في كتاب الاعتصام ما لم يكن دين زمن محمد صلى الله عليه وسلم فليس اليوم دين. ولن يكون دينا الى ان تقوم الساعة دين الله عز وجل بينه النبي صلوات الله وسلامه عليه بينه غاية البيان ووضحه غاية الايضاح ولم يمت حتى الله به الدين واكمل به النعمة. واذا كان كذلك فليس امام الانسان الا ان يقبل على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. يأخذ عنهما دينه ويتلقى منهما ايمانا. ويعبد من خلالهما ربه تبارك وتعالى. فمن لم يفعل ذلك فهو متقدم بين يدي الله ورسوله. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وعبارات السلف في معنى هذه الاية كما يقول ابن القيم تدور الاعتقاد ولا تفعلوا حتى يأمر هذا يتعلق بالعبادة والعمل. فمن لم يكن قول الرواة وايمانه واعتقاده عن الكتاب والسنة فهو متقدم بين يدي الله ورسوله. ومن لم يكن عمله وعبادته التي يتقرب بها الى الله عز وجل مؤسسة على ما جاء في الكتاب والسنة فهو متقدم بين يدي الله ورسوله. والله يقول يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله. فهذه الاية التي اورد المصنف هنا اليوم اكملت لكم دينكم لها شأن عظيم في نفوس المؤمنين. ولها مكانة عالية في قلوبهم وهي تعد نعمة من الله عز وجل عليك. فيها بيان ان دين الله الذي انزله عليه بواسطة رسولنا عليه الصلاة والسلام دين كامل. دين كامل لا نقص فيه باي وجه. لكن عبادات ولا في العقائد ولا في المعاملات والاداب. فان جئت الى العقائد التي جاءت في الكتاب والسنة فهي اصح العقائد. واقومها واسلمها. وان جئت الى العبادات التي بينت في الكتاب والسنة فهي اكمل العبادات واتمها. وان جئت الى الاخلاق التي بينت في الكتاب والسنة فهي ازكى الاخلاق واطيبها. فدين كامل. دين كامل. فالمسلم امام دينه الكامل. ما الذي عليه اين تذهب عقول المبتدعة؟ اين تذهب افهامهم؟ الدين الكامل ما الذي على صاحبه؟ دين وصفه الله عز وجل بانه دين كامل. فاين تذهب عقول المبتدعة عن مثل هذه الاية الكريمة؟ اليوم اتممت لكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فدين هذا شأنه لم يبقى على اهله الا ان يقبلوا عليه ويتعلمون ويفهمون ويقوموا به على التمام والكمال. بينما حال المبتدع انه مفرط في جوانب كثيرة من الدين وواجبات الدين التي دل عليها الكتاب والسنة ثم تجده متشبثا ببدع اما يكون هو اخترعها او اخترعها له بعض شيوخه. ويعظم بدعه ويعظمه بدعه اكثر من تعظيمه للاوامر الصريحة الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة فهذه الاية لها شأن. لها شأن في قلوب المسلمين. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ولهذا المصنف رحمه الله لم يكتفي بايراد الاية فقط. وانما اورد معها ما يبين عظم شأنها وجلالة قدرها. الاية هي المقصود الاية هي المقصودة لكنه لم يكتفي بايراد الاية وحدها وحدها وانما ذكر ما يبين مكانتها وعظم شأنها في قلوب اهل الايمان. فهي لها مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة في قلوب اهل الايمان. اورد حديث طارق بن شهاب. الذي اتفق البخاري ومسلم على تخريجه في صحيحيهما. قال جاء يبودي. الى عمر جاء يهودي الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال يا امير المؤمنين اية في كتابكم يقرأونها لو علينا معشر اليهود معشر يهود نزلت نعلم اليوم الذي نزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيدا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. هذا اليهودي ادرك قيمة هذه الاية. ادرك قيمة هذه الاية ومكانة هذه الاية. وادرك ان شأنها عظيم ومكانتها عالية اليوم اكملت لكم دينكم. الله جل وعلا يقول لعباده اتباع رسوله عليه الصلاة والسلام. يقول لهم اليوم امنت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فشأنها عظيم ادرك اليهود ذلك. فاتى عمر رضي الله طبعا وقال له اه اه وقال له اية تقرأونها في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. يعني لعظمنا اليوم الذي نزلت فيه. ولكان لليوم الذي نزل فيه عندنا شأن من اجل هذه الاية من اجل هذه الاية ولاجل المكانة في هذه الاية وعظم شأنها فقال عمر اي اية؟ قال اليهودي اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فماذا قال عمر؟ ذكر كلاما رضي الله عنه مفاده ان هذه الاية لها مكانتها في نفوس المؤمنين ولها قدرها ولها فمنزلتها ويعرفون لها شعرها. فقال رضي الله عنه اني لاعلم اليوم الذي نزلت في بعض النسخ فيه. والمكان. اعلم اليوم الذي نزلت والمكان اي الذي نزلت فيه في علم اليوم يعني الوقت الذي نزلت فيه هذه الاية على النبي عليه الصلاة والسلام يعلم المكان الذي نزلت فيه هذه الاية على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم بين ذلك قال نزلت على رسول صلى الله عليه وسلم ونحن بعرفة عشية جمعة عشية الجمعة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة. في ذلك اليوم العظيم الذي هو سيد ايام السنة. الذي هو سيد ايام السنة. وافضل ايام السنة على خلاف بين اهل العلم في ايهما افضل يوم العيد او يوم النحر يوم عرفة او يوم النحر الذي بعده التقوى انه يوم عرفة. قد جاء في في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله. يقول شيخ الاسلام رحمه الله كلاما معناه كان صلى الله عليه وسلم يكثر في سيد الايام من سيد الاذكار. لان سيد الاذكار لا اله الا الله هي افضل الاذكار على الاطلاق فالنبي عليه الصلاة والسلام اختار او اكثر والانبياء من قبله اكثر من سيد الاذكار في سيد الايام الذي هو يوم عرفة. فنزلت في يوم عظيم. اعظم ايام السنة. وفي الوقت نفسه افضل الاسبوع يوم الجمعة فوافق يوم الجمعة. وفي موافقة يوم عرفة يوم الجمعة مزيد فضل لاجتماع فضلين في الوقت فضل يوم عرفة وفضل يوم الجمعة لا سيما عشية يوم الجمعة وعشية يوم عرفة فكل منهما جاء فيه نصوص خاصة. اما حديث انها تعدل سبعين هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن اجتماع يوم عرفة ويوم الجمعة في وقت في يوم واحد هذا لا شك انه يدل على مزيد فضل. وابن القيم رحمه الله ذكر جملة من الفضائل في حال الاجتماع اليومين في كتابه زاد المعاد. فيقول انا نعرف متى نزل نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في عرفة عشية عرفة عشية عرفة وجاء في في بعض الروايات انه قال انه يوم عيد وهذا يوم عيد الذي هو يوم الجمعة يوم عيد في الاسبوع والشاهد من هذا الكلام ان لهذه الاية مكانتها في قلوب اهل الايمان وينبغي لكل مسلم ان ان يقدر لهذه الاية قدرها كما يقدر للقرآن الكريم قدرا. وان يرعى بهذه الاية حق رعايته ولهذا المبتدعة المخترعون بعقائد او عبادات ما ابعدهم عن فهم هذه الاية ما ابعدهم عنه فهدي هذه الاية الكريمة. اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا الواجب على المسلم ان يقرأ هذه الاية ويحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة ثم يقبل على دين الله الموجود في كتابه نبيه صلى الله عليه وسلم. نعم. فامنوا بما قال الله سبحانه في كتابه وصح عنا واغروه كما ورد من غير تعدد لكيفية او اعتقاد شبهة او ابتلية او تكبير يبكي الى التعظيم السنة المحمدية والطريقة الارضية ولم يتعدوها الى البدعة المبدية الرديئة فحاسوا بذلك الرتبة السنية ومنزلة العبيدة لما ذكر المصنف رحمه الله هذه الاية الكريمة بنى عليها رحمهم الله في التعامل مع النصوص نصوص الكتاب والسنة. ولا سيما في الباب اي الف هذا المصنف لاجله وهو باب الايمان. والاعتقاد. فما طريقتهم؟ على ضوء هذه الاية الكريمة في التعامل مع النصوص التي فيها الاخبار. سواء عن عن الله جل وعلا اسمائه وصفاته او الاخبار عن امور الايمان الاخرى فما هي طريقته؟ فقال رحمه الله وبنى ذلك على هذه الاية الكريمة فامنوا بما قال الله سبحانه في كتابه فامنوا اي اهل الحق والسنة والاستقامة على هذه خير الامة محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه شأنهم وطريقتهم انهم امنوا بما قال الله سبحانه في كتابه وصح عن نبيه صلى الله عليه وسلم. يعني كل ما جاء في الكتاب والسنة من امور الايمان تلقوه بالقبول والتسليم كما قال الامام الزهري رحمه الله من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم. فهم قابلوا كل ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قابلوه بالتسليم والقبول والايمان والتصديق وعدم الاعتراف او الانتقاد او التردد او الشك او نحو ذلك بالتسليم التام الكامل. فامنوا بما قال الله سبحانه في كتابه. وصح عن نبيه صلى الله عليه وسلم. وامروه كما ورد. يعني هذه الاخبار وفي مقدمتها الاسماء والصفات امروها كما جاءت. امروها كما جاءت جاء السميع البصير استوى على العرش يداه مبسوطتان غضب الله عليهم كل هذه النصوص طائرها يمروها كما جاءت. امروها كما جاءت. وهذه المقولة مشهورة بين السلف منقولة عن غير واحد منهم يقولون في نصوص الصفات امروها كما جاءت بلا كيد. وهذه هذه العبارة منقولة عن غير واحد من السلف منهم الامام مالك والاوزاعي وسفيان الثوري وابن عيينة وغيرهم. امروها كما جاءت بلا كيف. هكذا يقولون اي نصوص وقولهم انطوها كما جاءت وقول المصنف هنا وامروها كما ورد كما ورد وامروه كما ورد هو نظير قول السلف ان الروها كما جاءت. يعني هو نظير قولهم امروها كما جاءت. وهنا لنتنبه الى امر في غاية الاهمية. الا وهو ان نصوص الصفات جاءت بمعانيه جاءت محملة بمعاني هكذا جاءت. لم تأتي الفاظا جوفاء لا معنى لها. ولا مدلول فمثلا قوله تعالى الرحمن على العرش استوى جاء محملا بمعنى ما هو؟ اثبات استواء الله على العرش بل يداه مبسوطتان جاء محملا بمعنى وهو اثبات اليدين لله عز وجل ووصفهما بالبسط وكذلك غضب الله عليهم وغيرها من ايات الصفات ونصوص الصفات جاءت محملة بمعاني لم تأتي الفاظا جوفاء لا معنى لها. اذا امرارها كما جاءت لا يكون ولا يستقيم الا باثبات معناها الذي دلت عليه. وبهذا تعلمون فساد قول من يقول من الخلف. ولا من هم على مسلك التفويض عندما يحتجون على تفويض المعنى لقول السلف امروها كما جاءت فيقولون ان التفويض هو طريقة تفويض المعنى وطريقة السلف بدليل قولهم امروها كما جاءت. ويفهم هؤلاء من قول السلف امروها كما جاءت ان يقرأوها قراءة مجردة بدون ان ان تفهموا منها اي معنى هذا فهم بعيد ومنحرف لمقولة السلف هذه وهي مقولة واضحة امروها كما جاءت يعني قيدوا الامرار بان يكون كما جاءت وهي جاءت محملة بمعاني ما جاءت الفاظا جوفاء. فلا يستقيم لاحد امرارها كما جاءت الا باثبات معناها. فان عطل المعنى او فوض المعنى او لم يؤمن بالمعنى ما امرها كما جاءت وهم يقولون عقبها بلا شيء يغروها كما جاءت بلا كيف وقولهم بلا كيف ايضا فيه دلالة على اثباتهم للمعنى ورد على ان يأخذوا من قولهم هذا تفويض المعنى. فقولهم بلا شيء اي بلا تكييف اي بلا تكييف او بلا علم منا بالكيفية. ومن المعلوم ان الذي لا يثبت المعنى اصلا لا يحتاج ان يمحي الكيفية. من لا يثبت معنى لا يحتاج ان ينفي الكيفية. ولهذا لو كان قول السلف لو كان مراد السلف بقولهم امروها كما جاءت مجرد التلاوة بدون فهم هل يحتاج ان يقولوا بلا كيف ما يحتاج يحتاج ان يقال بلا كيف لمن يثبت معنى يعني امرها كما جاءت واثبت المعنى الذي دلت عليه واياك ان تكيف واياك ان تكيف يعني واياك ان تحاول في معرفة الكيفية او ان تخوض في معرفة الكيفية ان الروم كما جاءت بلاتين. اذا قول السلف امروها كما جاءت بلا كيف مبطل لمذهب التقويم من وجهين فيه ابطال لمذهب التفويض من من وجهين. الوجه الاول من خلال قولهم امروها كما جاءت عرفنا انها جاءت محملة بالمعاني. فامرارها كمجات انما يكون باثبات معناها. والوجه الثاني في قوله بلا كيف فقولهم بلا كيف دال على انهم يثبتون المعنى ولو كانوا لا يثبتون المعنى نحتاج الى ان يقولوا بلا كيف. لما احتاجوا ان يقولوا بلا كيف. قال المصنف رحمه وامروها وامروه كما ورد. يعني ما جاء في الكتاب والسنة امروه كما وردوا من غير تعرض لكيفية من غير تعرض لكيفية. هنا يأتي التفويض عند السلف رحمهم الله وهو تفويض علم الحين الى الله سبحانه وتعالى. المعنى لا يفوض. المعنى مروها كما جاءت. اثبتوا المعنى الذي دلت عليه لكن الكيف لا يجوز لاحد كائنا من كان ان يخوض فيه. او ان يتعرض له او ان يقحم فهمه القاصر في في في معرفته. فهذا من امح المحال وافضل الباطل. ان يحاول الانسان في عقله القاصر معرفة كيفية صفة الرب تبارك وتعالى و مما يقطع طمع الانسان في ادراك كيفية صفة الرب تبارك وتعالى؟ علمه بعجزه وقصوره الادراك كيفية صفة كثير من المخلوقات. فعقل يعجز عن ادراك كيفية صفات المخلوقات او كثير منها. من باب اولى ان ان يكون اعجز عن ادراك كيفية صفة الخالق تبارك وتعالى. جاء في سير اعلام النبلا في ترجمة احد السلف لا اذكره الان انه لقي غلاما ابتلي بمحاولة معرفة اه كيفية صفة واخذ يخوض في هذا الباب معرفة كيفية صفة الرب تبارك وتعالى. فقال له يا غلام لننظر هل تستطيع ان تدرك كيفية صفة بعض مخلوقات الله تبارك تعالى فان استطعت بعد ذلك تحاول ان ان ان تعرف كيفية صفة الرفع وتعالى. فان عجزت عن ادراك كيفية المخلوق فانت عن ادراك كيفية صفة الخالق اعجز ما رأيك لو اعطيك مثالا من مخلوقات الله؟ لننظر هل تدرك كيفيته او لا؟ فوافق الغلام قال جاء في القرآن في وصف الملائكة انهم اولي قال تعالى اولي اجنحة جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاثة ورباع يزيد في الخلق ما يشاء. وذكر له ان النبي عليه الصلاة والسلام رأى جبريل وقد الافق وله ست مئة سنة. قال اخبرني الست مئة جناح. هذه اين تكون؟ كيف هي؟ اخذ واطال التفكير الغلام قال انا اهون عليك الامر. اخبرني عن ملك له ثلاث اجنحة. الجناح الثالث اين يكون؟ ولاجنحة مثنى وثلاثة ورباع. الجناح الثالث اين يكون؟ قال انا عاجز. وانقطع وانقطع الغلام عن ماذا عن البحث في كيفية صفة ماذا؟ الرب تبارك وتعالى. هذا مما يفضح الطمع في ادراك كيفية الله ومما يقطع الطمع في ادراك كيفية الله قول المسلمين الله اكبر الله اكبر اي من كل كما قال عليه الصلاة والسلام لعلي بن حاتم عندما آآ دعاه الى الاسلام وقال يا عدي ما يقرك ما ما يقرك يعني ما الذي يجعلك تفر عن عن الاسلام ما يقره؟ ايقرك ان يقال لا اله الا الله؟ وهل اله غير الله؟ يا ابي ما ايقرك ان يقال الله اكبر؟ وهل شيء اكبر من الله؟ الله عز وجل اكبر من كل كبير هذا معنى الله اكبر اكبر ومهما يخطر في بال الانسان ويدور في خياله من كبر في الوصف والجمال والجلال والحسن والكمال فالله اكبر من ذلك. يعني مهما تصور الانسان وقدر في فهمه من تكبير وتعظيما وكمال لله تبارك وتعالى فالله اكبر. لا يبلغ كونها صفاته الواصفون ولا يدرك كيفية ذاته. مهما قدر الانسان ومهما تصور فالله اكبر واعظم واجل من ان ان تدرك آآ كماله. وجلاله وجماله وعظمة صفاته هذه العقول. عقول الناس والعقول عاجزة العقول عاجزة عن ادراك كيفية صفة الرب هذا قال من غير تعرض للكيفية. يجب على الانسان ان يقطع عن نفسه هذا الباب تماما. باب الخوف في معرفة كيفية صفة الله تبارك وتعالى. والسلف رحمهم الله يعدون الخائض في هذا الباب وهو معرفة كيفية صفة الله. يعدونه من المبتدعة اهل الاهواء. ويعدون مسلكه مسلكا محدثا مبتدعا. وسيأتي معنا قصة الامام ما لك رحمه الله. عندما اتاه ذلك الرجل وقال له الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فغضب ما لك رحمه الله حتى علاه وحظائر العرب وقال الاستواء معلوم والكيف مجهول. والايمان به واجب. والسؤال عنه بدعة ما اراك الا رجل سوء اخرجوه عني. فامر باخراجه من مجلسه لان هذه الطريقة طريقة محدثة وطريقة باطلة ويتعرض للكيفية فهذا السائل الذي سأل الامام مالك تعرض للكيفية تعرض لامر باطل لا يجوز لاحد ان يتعرض او يخوض به. اذا من من من الاعتقاد في الصفات ومن اسس التي ينبغي العناية بها في صفات عدم التعرظ للكيفية. ويمكن ان نقول اه عندما يثبت المسلم لله تبارك وتعالى صفاته الواردة في الكتاب والسنة فان هناك محاذير ينبغي ان يحترز منها من بينها التكليف. من بينها التكييف. ولهذا فالعقائد التي يكتبها اهل السنة يقولون نثبت ما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تحريف ومن غير تكييف ولا تنفيذ. فالتكيف هو من المحترزات او المحاذير التي ينبغي ان يحذر منها المسلم عندما يثبت لله تبارك وتعالى صفات كماله ونعوذ لاحظ اه ذكر المحذور الاول لما ذكر الاثبات ذكر المحذور الاول وهو عدم التعرض للكيفية ثم ذكر المحذور الثاني الذي ينبغي ان يجتنبه المسلم عندما يثبت لله الصفات. قال او شبهه او اعتقاد شبهة او مثلية. في بعض النسخ اعتقادي شبهه او مثلية وفي بعضها شبهه او مثيله. فالمقصود هنا عدم اعتقاد تشبيه او التمثيل عدم اعتقاد التسبيح او التنبيه. يعني ان يحترز الانسان من اه الخوض في في صفات الله تبارك وتعالى بالتشبيه او التمثيل ومعناهما متقارب. وبينهما فروق آآ آآ ذكر التكييف وذكر بعده التمثيل. وكلاهما محظوران يجب على من يثبت لله تبارك وتعالى الصفات ان ان يحذر منهما. التكييف ان يتصور الانسان للصفة كيفية في ذهنه يقدره التكييف ان يتصور للصفة كيفية يقدرها في ذلك. سواء كان هذا على سبيل القياس على صفة المخلوق وهذا هو او على سبيل تقدير امر في الذهن يتوصل اليه في في تصوره وفهمه فالتكيف قد يكون تمثيلا وقد يكون ليس تمثيل ليس تمثيلا وانما هو وسيتصور في الذهن هكذا من من نفسه لا يقيسه على شيء موجود. لا يقيسه على شيء من المخلوقات. والتمثيل اثبات الصفة لله تبارك وتعالى على وجه يماثل صفة المخلوق. على وجه يماثل صفة المخلوق يعني يقيس صفة الخالق بصفة المخلوق. ولهذا قال الامام احمد الممثل الذي يقول سمع كسمعي وبصر كبصر ويد كيدي والله تعالى يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وعلى هذا كل ممثل كل ممثل مكيف يعني كل كل انسان وقع التمثيل واقع في التكييف. لانه جعل لصفة الله تبارك وتعالى كيفية وهي ككيفية صفة المخلوق فكل ممثل مكيف وليس كل مكيف ممثلا لان المكيف في بعض احواله يكون ممثلا وفي بعض احواله لا يكون ممثلا. لانه لم في بعض احواله لا يكون عنده قياس على مخلوق معين يقيس عليه صفة الخالق تبارك وتعالى. وذلك اذا قدر لصفة الله صفة هكذا في ذهنه يخترعه ولهذا قال العلماء كل ممثل مكيف وليس كل مكيف ممثلا لان المكيف في في بعض احواله يصف الله تبارك وتعالى بصفة مقدرة في ذهنه ليست آآ على ضوء ما يراه ويشاهده في المخلوقات. وبهذا يتبين الفرق بين التكييف والتمثيل. وبهذا يتبين الفرق بين التكييف والتمثيل. هذان محظوران التكييف لا يتعرض له عند اثبات الصفات والمحظور الثاني التسبيح. لا لا يتعرض له عند اثبات الصفات دليل عدم التكييف من القرآن. قول الله تبارك وتعالى ولا تقف ما ليس لك به علم. ان والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا. وقوله تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما. فهذه من النصوص الدالة على فقدان التكييف منه. واما بطلان التشبيه فالنصوص في ابطاله كثيرة. منها قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله تعالى هل تعلم له سميا؟ والاستفهام هنا انكاره بمعنى النفي اي لا سمي له وقوله تعالى ولم يكن له كفوا احد. قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون السلف رحمهم الله يقولون في الله عز وجل لا يقاس بخلقه. لا يقاس بخلقه. والمراد بذلك ابطال التمثيل. لان التمثيل قياسا للرقب الثمين للرد الكامل العظيم. من مخلوق الناقص الضعيف. او تأويل. وهذا المحظور الثالث. من المحاذير التي ينبغي ان يجتنبها من يثبت لله تبارك وتعالى الصفات. او تأويل. والتأويل الذي يحذر هنا ويجتنب صرف اللفظ عن ظاهره بغير قرينة تدل عليه. وانما بشبهة نفي التشبيه بشبهة نفي التشبيه تشبيه الله تبارك وتعالى بخلقه. ويزعم معطلة الصفات ان ظواهر الكتاب والسنة فيها تشبيه لله تبارك وتعالى. ولهذا يخوضون في تأويل هذه النصوص عن ظواهرها تنزيها لله تبارك وتعالى بزعمهم. فنزه الله بتعطيل صفاته وبصرفها عن ظواهرها الى معاني ليست مرادا. الى معان ليست مرادا. لله تبارك وتعالى. وليست رسوله صلى الله عليه وسلم. فهذا هو التأويل الباطل. هذا هو التأويل الباطل. اما التأويل الذي هو تفسير النص وفهم معناه ومدلوله على ضوء مراد الله تبارك وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا حق ومطلوب من المسلم. ان يفهم معاني كلام الله عز وجل وان يفهم مراد الله سبحانه وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. فهذا مطلوب. هذا النوع من التأويل مطلوب الذي هو التفسير ولهذا التأويل منه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم. والتأويل الممدوح فهم النص وتفسيره على مراد الله تبارك وتعالى وهذا يسميه السلف تأويلا. والنبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس قال اللهم علمه التأويل. والطبري رحمه الله يقول تأويل هذه الاية كذا اي تفسيرها ويقول قال اهل التأويل اي اهل التفسير. تأويل الذي هو فهم النص على ضوء مراد الله تبارك وتعالى ومراد لرسوله صلى الله عليه وسلم هذا امر مطلوب. اما التأويل الذي يؤدي الى التعطيل ويفضي الى الانكار فهذا باطل صرف النص عن ظاهره بغير قرينة. والمبتدعة عندهم قرينة واحدة اتكؤوا عليها في تأويل النصوص وصرفها عن ظواهرها وهي دفع التشبيه. زعموا ان نصوص الصفات في الكتاب والسنة دالة على التسليم وموهمة للتشبيه. فبنوا على ذلك التأويل. ولهذا قال صاحب الجوهرة وكل نص اوهم التشبيه او اوله او فوض ورم تنزيها. فاوله هذا منبني على توهم في التسبيح ولهذا لاحظوا هنا ان هؤلاء الذين تأولوا النصوص عن ظاهرها وصرفوها عن مرادها سبب ذلك فيهم هو انهم ماذا مشبهة يعني تلوثوا بالتسبيح شبهوا اولا يعني ولد هذا التسبيح تعقيلا والبدع يولد بعضها بعضا تتوالد البدع فهؤلاء سبهوا اول يعني وقع في نفوسهم بالتشديد فاراد ان ينزه الله عز وجل عن هذا الذي وقع في نفوسهم اولوا النص وصرفوه عن عن مراده وعطلوا الرب تبارك وتعالى عن صفته كماله. فكل تأويلات كل تأويلات المبتدعة لنصوص الصفات منبلية على توهم التشبيه. وهنا يقبرني كلمة جميلة لابي حيان التوحيد. هذا قيل وتكلم. قال في في وصف بعض الناس الذين ينتقد طريقتهم. كما اورد ذلك الذهبي رحمه الله في ترجمته في سير النبلاء قال عن اقوام يذمهم اناس مضوا تحت التوهم يظنون ان الحق معهم ولكن الحق وراءه. فماشين او سائرين تحت توهم يتوهمون شيئا فيبنون عليه اشياء يظنون ان الحق معهم ولكن الحق وراءهم. هكذا يقول ابو حيان. قال الذهبي عقب هذه الكلمة قلت وانت حامل لوائها. وانت حامل لوائهم يعني هؤلاء الذين مضوا تحت التوهم يظنون ان الحق معهم ولكن الحق وراءهم يقول انت حامل لوائهم لانه متكلم وفيلسوف الرجل من كبار الفلاسفة والمتكلمين فهؤلاء ماضون تحت توهق توهم التشبيه يعني يظن في النص انه مو مهم للتشبيه ولهذا لاحظ وكل نص اوهمه التشبيه فالنص يوهم التشبيه عند عند المريض عند المريض الذي فيه لوثة اما صاحب السنة فلا فلا يوهم كلام الله عنده تشبيها وحاسب ان يوهم كلام الله تشبيهه ولا يوهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبيها. اكان الصحابة رضي الله عنهم لما يسمعون ايات الصفات واحاديث الصفات يدور في خواطرهم الصفات التي يرونها في المخلوقين؟ فكان يدور في خواطرهم هذا او انهم يفهمون ان هذا وصف يليق بالرب العظيم سبحانه وتعالى يليق بجلاله وكماله هذا الذي يدور في فهم هذا هو من كان على طريقته. بينما هؤلاء يقولون نحن لا نعقل في هذه الصفات الا ما نراه في الشاهد يعني ما ثمة الا المتابعة ما ثمة الا المشابهة. اما معنى يليق بالله ما يمكن. فيريدون فرار من هذا التسبيح الذي تلوثوا به فصاروا الى التأويل والتعطيل. ظلمات بعضها فهذا قول قوله او تأويل يعني او اعتقاد تأويل يعني يجب على المسلم ان ان يحذر من التأويل لاحظ القيد الذي ذكره قال تأويل يؤدي الى التعطيل. تأويل يؤدي الى التعطيل. اما تأويل النص الذي فهمه تأويل النص الذي هو فهمه على مراد الله تبارك وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم الذي هو بمعنى التفسير فهذا لا شك فيها من هو مخلوق ويندب اليه. او تأويل يؤدي الى التعظيم. وقوله يؤدي الى التعظيم هذا فيه المحظور الرابع اشارة الى المحظور الرابع الذي ينبغي ان يجتنبه المسلم عندما يثبت لله الصفات وهو التعطيل والتعطيل النفي. تعطيل النفي وعدم الاثبات. ومنه قوله تعالى وبئر معطلة اي متروكة ومهجورة. فتعطيل الصفات نفيها. وعدم اثباتها لله تبارك وتعالى و المؤول الذي هو اه في الحقيقة محرض للنص معقد المؤول الذي هو محرك النص معقم. معطل لصفة الله تبارك وتعالى لانه لا يستقيم التحريف الا عن تعطيل صفة الثابتة بالنص. ولهذا يقول العلماء كل محرف معطر. كل محرف معطر من يحرف الصفة مثلا الذي يقول رحمة الله ارادة الانعام. هذا محرم. وفي الوقت نفسه حقا لانه عطل صفة الرحمة بالله تبارك وتعالى ولم يثبتها لله. قوله تعالى غضب الله عليهم عندما يقول المحرف اراد ان ينتقم منهم ارادة الانتقام. هو محرف وفي الوقت نفسه معطل. فكل محرف معطل وليس كل معطل محرفا. لماذا؟ لان المعطل قد يكتفي بالتعطيل دون يخوض في ذكر معنى اخر للنص وانما يكتفي بالتعظيم. الرحمن العرش استوى يقول لا ما استوى ويقف بل يداه مبسوطتان يقول ليس له يدين. فهذا تعطيل. هذا تعطيل وليس فيه تحريف للنص يعني اعطاء النص معنى لفظ اخر لان التحريم آآ مأخوذ من الميل والانحراف. وهو اعطاء آآ النص معنى لفظ الاخر فهذا ما حصل في المعطل وانما اكتفى بعدم بعدم الاثبات. ولهذا يقول العلماء كل آآ كل معطل فكل محرف معطل وليس كل معطل محركا آآ لاحظ هذا التلخيص الجميل الذي بدأ به في المصنف رحمه الله بمنهج اهل السنة الجماعة في الصفات منهجهم ماذا؟ الاثبات امروها كما جاءت هذا الاثبات. مع الاحتراز من المحاذير الاربعة التي ذكرها التكييف والتمثيل والتحريف الذي هو التأويل والتعطيل. فهذه طريقة اهل السنة يثبتون ما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال من غير تحريف تعطيل ومن غير تكييف ومن غير تمثيل ولو قارنت بين هذا وبين ما ذكره شيخ الاسلام في العقيدة الواسطية وما يذكره ائمة السلف في كتب العقيدة تجده كله على نسق واحد لانه كله مأخوذ من مشكاة واحدة. فالطريقة واحدة آآ قال ووسعتهم السنة المحمدية وسعتهم اي كفتهم السنة وسعتهم السنة المحمدية يعني وجدوا فيها الكفاية والغنيا والشفاء. لم يحتاجوا الى غيرها واحد السلف كان مرة في مناظرة مع احد من المتكلمين في شيء يتعلق الصفات فقال له هذا الذي تقوله هل علمه النبي صلى الله عليه وسلم وهل علمه الصحابة؟ ابو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ ام شيئا علمته انت لم يعلمه هؤلاء وادخر لك انت فعلمته. ان قال علمه النبي عليه الصلاة السلام وعلمه الصحابة يطالب بالبيان اين ما يدل على ذلك في الاحاديث واينما يدل على ذلك في كلام الصحابة وان قال لم يعلموه. يكون ادعى لنفسه شيئا ادخر له لم يعلمه النبي عليه الصلاة والسلام ولم يعلمه الصحابة. ففي اثناء المناظرة قال له شيء اه اه قال له اه امر يعني اه لما اه يأتي به النبي عليه الصلاة او او قال له شيء هذا لا يسعك ما وسع النبي؟ نعم. قال له الا يسعك ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم وما وسع اصحابه؟ فالصحابة رضي الله عنهم وسعهم القرآن ووسعتهم السنة. ووجدوا فيها الكفاية والغنية. وفي بعض ايضا عبارات السلف في هذا المعنى لا وسع الله عليه من لم يسعه ما وسع ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومما يدل على هذا المعنى في القرآن قوله الله تبارك وتعالى اولم يكفهم ان انزلنا عليك الكتاب يتلى عليك. فالقرآن فيه كفاية وفيه غنية في كفاية وفيه غنية. فوسعتهم السنة المحمدية سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وسعته كفتها ووجدوا فيها الشفاء ووجدوا فيها الغنية فلم يتجاوزوها. هذا معنى قوله ووسعتهم السنة المحمدية. والطريق المرضية الطريقة المرضية التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمرضية اي التي رضيها الله عز وجل ورضيت لكم الاسلام دينا. وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا اتبعوا السبل هذا طريق رضيه الله. لعباده. فهي طريقة مرضية. كان عليها النبي عليه الصلاة والسلام وعليها اصحابه ومن اتبعهم باحسان. فوسعتهم السنة المحمدية و الطريقة المرظية. ولم يتعدوها الى البدعة. ولم يتعدوها اي لم يتجاوز السنة النبي والطريقة المرضية الى البدعة وانما اكتفوا بها. اكتفوا بالسنة واقتصروا عليها. ولم يتجاوزوها ندور مع السنة حيث دارت اي نفيا او اثباتا. فما ثبت في الكتاب والسنة اثبتناه وما لقي في الكتاب والسنة نفيناه. هذي طريقته. لم يتجاوزوها الى البدعة. لم يتجاوزوها الى البدعة. ثم وصف البدعة بصفتين. قال البدعة الردية البدعة المرضية الرذية. المرضية من الردى هو الهلاك. ومنه قوله تعالى وذلك ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. ارداكم من الردى وهو الهلاك اي اهلكهم مهلكة لصاحبه. فالبدعة مهلكة لصحيحه. فهذا معنى قوله المردية. والرضية من الردى وهو الفساد والقبر. فهاتان الصفتان للبدع عموما. مهلكة لصاحبها وفاسدة في نفسها فاسدة ومهلكة لصاحبها لاحظ هنا وصف اهل الحق بصفتين الاولى تمسكهم بالسنة ما هي؟ بعدهم عن البدعة هذان الامران هما اللذان يكون بهما النجاة والسلامة عندما يوجد في الناس الاختراق والاختلاف كما قال عليه الصلاة والسلام انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. هذا يقابله قول المصنف هنا وسعتهم السنة المحمدية والطريقة المرضية. ثم قال واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وهذا يقابله ولم يتعدوها الى البدعة. ولهذا النجاة لا تكون الا بالامرين معا. التمسك بالسنة و الحذر من من من البدعة ويأتي الجمع بين الامرين في احاديث كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام منها قوله في كل جمعة ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والاحاديث في هذا المعنى كثيرة. لما كانوا كذلك متمسكين بالسنة مجانبين للبدعة اذوا بذلك الرتبة السنية. والمنزلة العلية يعني بتمسكهم بالسنة وبعدهم عن البدعة حازوا اي نالوا اكتسبوا وحصلوا حازوا بذلك الرتبة الثنية. الرتبة الدرجة. والثنية ولا في السنة وهو العلو والرفعة. فحازوا الرتبة السنية والمنزلة العرية. يعني المنزلة العالية الرفيعة وبهذا يعلم ان نيل المراتب العالية والمنازل الرفيعة في الدنيا والاخرة لا يكون الا بهذين الامرين التمسك بالسنة ومجانبة البدعة التمسك بالسنة ومجانبة البدعة اه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد