بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات باعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرة. اما بعد فكأننا نرى على هذا ولكن مرورا سريعا ومن الخير ان يجعل استودع الاعمال الصالحة. من الله جل وعلا. والا فان سنون تمضي والشهور تمضي والاوقات تمر وكل ساعة تمر بالانسان تدنيه من اجله وتقربه من نهايته. والعاقل يعتبر بمرور الايام وسرعة انقضائها وتصرمها ليجاهد نفسه في العمل بطاعة الله جل وعلا وليتدارك ما كان عنده من نقص او خطأ او تقصير ونسأل الله جل وعلا ان يلهم ان يلهمنا جميعا رشد انفسنا وان يهدينا سواء السبيل هذه بداية دورة علمية في هذا المسجد في بعض المتون النافعة وحقيقة هذه الدورات اثبتت نجاحا باهرا وترتب عليها نفع كبير في مناطق كثيرة جدا لان مدتها قصيرة ويستطيع طالب العلم ان يمر من خلالها على نخبة من المتون المهمة العظيمة ومن هنا تزايد اقبال طلاب العلم على مثل هذه الدورات. وهي حقيقة لا تكفي لطالب العلم الجاد الحريص لكنها فرصة ليحصل فيها ومن خلال مدتها الوجيزة قدرا مناسبا من انهاء بعض المتون العلمية النافعة سواء في العقيدة او المصطلح او الحديث او غير ذلك من فنون العلم وينبغي على طالب العلم في كل وقت وحين ان يتذكر ان طلب العلم عبادة يتقرب بها الى الله جل وعلا ويطلب بها ثوابه ومرضاته سبحانه والعبادة لا يقبلها الله من العابد الا اذا كانت خالصة لله جل وعلا ولهذا لا بد من مجاهدة النفس ومعالجة النية حتى يكون قصد الانسان في جلوسه في حلق العلم ومجالس الذكر لابتغاء وجه الله والنيات في مثل هذه المجالس تتفاوت والموفق من عباد الله من كانت نيته في حضوره لمجالس العلم وحلق الذكر ابتغاء وجه الله عز وجل قد جاء عن الامام الاوزاعي رحمه الله انه قال ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي وجاء عن الامام احمد رحمه الله انه قال العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية فلا بد من من صلاح النية وصلاح النية في طلب العلم ان يبتغى به وجه الله وان يكون قصد العامل بتحصيله للعلم ان يرفع عن نفسه الجهل وان يعمل بالعلم وان يتقرب الى الله عز وجل بالعلم وان يدعو عباد الله عز وجل الى هذا العلم الذي حصله والخير الذي وفق اليه ولهذا تتمة كلام الامام احمد قال العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية. قيل وما صلاحها؟ قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك ونبدأ مستعينين بالله تبارك وتعالى من حيث انتهينا في كتاب الاعتقاد بالحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله تعالى. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وبعد قال المصنف رحمه الله ومن صفاته سبحانه الواردة في كتابه العزيز الثابتة عن رسوله المصطفى الامين اليدان. قال الله عز وجل بل يداه مبسوطتان. وقال عز وجل ما منعك ان تسجد لما بيديه وروى ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التقى ادم وموسى فقال موسى يا ادم انت ابونا. خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته خيبتنا واخرجتنا من الجنة. فقال ادم انت موسى كلمك الله تكليما. وخط لك التوراة بيده واصطفاك رسالته فبكم وجدت في كتاب الله وعصى ادم ربه فغوى. قال باربعين سنة قال فتلومني على امر قدره الله علي قبل ان يخلقني باربعين سنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم فحج ادم موسى. فلا نقول كيد ولا نكيف ولا نشبه ولا نتأول اليدين على القدرتين. كما يقول اهل التعطيل والتأويل. بل نؤمن بل نؤمن بذلك ونثبت له الصفة من غير تحديد ولا تشبيه. ولا يصح حمل اليدين على القدرتين. فان قدرة الله عز وجل واحدة ولا على النعمتين فان نعم الله عز وجل لا تحصى. كما قال عز وجل وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها نعم. المصنف رحمه الله سبق ان ذكر في هذه الرسالة العظيمة منهج اهل السنة والجماعة في الصفات عموما وانهم يمرونها كما جاءت ويؤمنون بها كما وردت دون تحريف او تمثيل او تعطيل او تأويل وذكر ايضا ان منهجهم في اثبات الصفات قائم على اثبات ما ثبت في الكتاب والسنة ونفي ما نفي في الكتاب والسنة دون تجاوز لما جاء فيهما كما جاء عن الامام احمد رحمه الله انه قال نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به ورسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث لما ذكر رحمه الله منهج اهل السنة والجماعة عموما اخذ بذكر انواع من صفات الله جل وعلا. وسبق ان مر معنا صفة العلو والنزول والوجه وبدأ هنا بالكلام على صفة اليدين لله جل وعلا. والطريق في اثبات الصفات واحدة والمنهج واحد الاعتماد على الكتاب والسنة. والتعويل عليهما واثبات ما ثبت فيهما وهذا اساس باب الصفات عند اهل السنة والجماعة التعويل الكامل والايمان التام بما جاء في الكتاب والسنة ولما كان هذا اصل الاصول الذي هو الاعتماد على الكتاب والسنة اصل الاصول واساس العلم والايمان لما كان شأنه كذلك اقتضى المقام في مثل هذا المختصر وكذلك في المطولات التي تكتب في الاعتقاد ان يؤكد على هذا الامر في اكثر من مناسبة ولهذا تلاحظون المصنف رحمه الله لما ذكر صفة اليدين قال ومن صفاته سبحانه الواردة في كتابه العزيز الثابتة عن رسوله المصطفى الامين هذا المعنى سبق ان قرره واكد عليه سبق ان قرره واكد عليه ان المنهج عند اهل السنة والجماعة في الصفات هو الاعتماد على ما جاء في الكتاب والسنة لا يثبتون صفة من قبل انفسهم دون تعويل على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. وكان يكفي ما قرره في صدر رسالة في بيان المنهج لكن لما كان هذا المقام مقاما عظيما واصلا متينا واساسا لا بد منه في جميع الصفات فاقتضى اه ذلك ان يؤكد عليه حتى يستقر في النفوس ويتمكن في القلوب وحتى لما يحفظ طالب العلم مثل هذا المختصر او يمر عليه يستقر في نفسه تمام الاستقرار ان اثبات الصفات على وجه التفصيل هو منبني على الاصل العام الكلي في جميع الصفات وهي ان العمدة فيها على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولما كان اهل البدع يخوضون في مثل هذه الصفات اجمالا وتفصيلا بعقولهما القاصرة وافهامهم الرديئة كان من المناسب ايضا عند اهل السنة والجماعة ان يؤكدوا على قضية الاعتماد التام والتعويل الكامل على صفات الله. سبحانه وتعالى وان يعتمد فيها اعتمادا كليا على ما جاء في الكتاب والسنة واذا تكرار هذا الاصل مع انه سبق تقريره فيه فائدة عظيمة بل فيه فوائد كثيرة كما سبقت الاشارة الى شيء من ذلك قال ومن صفاته سبحانه الواردة في كتابه العزيز الثابتة عن رسوله المصطفى الامين اليدان. واليدان من صفات الله عز وجل الثابتة في الكتاب والسنة والمصنف رحمه الله لما قرر ثبوت هذه الصفة في الكتاب والسنة ذكر عليها دليلين من القرآن ودليلا من سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام واليدان هما من صفات الله عز وجل الذاتية قد سبق مر معنا ان صفات الله جل وعلا نوعان ذاتية وهي التي لا تنفك عن الذات. ولا تعلق لها بالمشيئة وصفات فعلية وهي التي لها تعلق بالمشيئة فاليدان من الصفات الذاتية كالوجه والقدم والساق والعين والعلو وغيرها فهذه كلها صفات ذاتية لله جل وعلا واهل السنة منهجهم واحد في صفات الله الذاتية والفعلية ويقولون باب الصفات باب واحد كل ما ثبت في الكتاب والسنة من صفات الله جل وعلا نثبته كما جاء ونؤمن به كما ورد بلا تعطيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل واليدان ثابتتان لله عز وجل وهما يدان اثنتان كما دلت على ذلك نصوص كثيرة في الكتاب والسنة فالله عز وجل له يدان اثنتان وقد جاء في بعض النصوص في القرآن والسنة ذكر هذه الصفة بالافراج. كما في قوله جل وعلا تبارك الذي بيده الملك وكما في قوله تبارك وتعالى يد الله فوق ايديهم وكما في حديث محاجتي ادم وموسى الاتي معنا وجاء في بعض النصوص ذكر اليد بالجمع. كما في قوله اولم يروا ان خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون وجاءت بالتثنية كما في قوله بل يداه مبسوطتان وكما في قوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي. وكما جاء ايضا هذا المعنى في احاديث كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام ربما يأتي الاشارة الى شيء منها. وهذا لا يشكل على ان الله عز وجل موصوف بان له يدان تليقان بجلاله وكماله وعظمته لان لغة العرب تتسع للاخبار عن المثنى بالمفرد والاخبار عنه بالجمع لاغراظ معلومة في اللغة ومن ذلك المشاكلة بين المضاف والمضاف اليه فمثلا قوله تبارك الذي بيده الملك يد مضاف والهاء الظمير مضاف اليه يده اي الله عز وجل لما كان المضاف اليه مفردا ناسب ان يكون المضاف مفرد ولما يكون المضاف اليه جمعا يناسب ان يكون المضاف جمعا. كما في قوله مما عملت اي دينه وهذا للمشاكلة بين المضاف والمضاف اليه. واللغة تتسع. للاخبار عن المثنى بالمفرد والاخبار عنه بالجمع. تقول العرب رأيت بعيني وسمعت باذني وذهبت الى فلان بقدمي فهو يقصد رأيته بعيني وسمعته باذني وذهبت اليه بقدمي ويعبر ايضا عن المثنى بالجمع لاغراض منها التعظيم لاغراض منها التعظيم فعليه قول الله جل وعلا تبارك الذي بيده الملك ونظائرها من الايات التي ذكرت فيها اليد مفردة وقوله تعالى مما عملت ايدينا لا ينافي ثبوت يدين لله عز وجل كما على ذلك كثير من النصوص وبهذا يزول تلبيس الجهمية ومشاكستهم بمثل هذا المقام حيث يقول بعضهم يلزم من ذلك اثبات ايد كثيرة او اعين كثيرة او نحو ذلك مما يقوله هؤلاء في مثل هذا المقام فالله جل وعلا له يدان وثبتت ثبتتا في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويداه عز وجل احداهما يمين والثانية اخرى وجاء في رواية في صحيح مسلم تكلم على اسنادها بعض اهل العلم فيها ذكر الشمال شماله ولكن ثبت آآ وصفه احداهما باليمين والثانية بالاخرى كما في الحديث الصحيح يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار وبيده الاخرى القسط يخفض ويرفع. وهذا الحديث يدل على ان الله عز وجل له يدان احداهما يمين والاخرة والاخرى ويد اخرى ليست اليمين جاء تسميتها بانها شمال في رواية ان صحت وثبتت يقال عنها انها الشمال. وما لم تثبت يقال اليمين والاخرى وكونه تبارك وتعالى له يمين واخرى لا يتنافى مع ما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح انه قال كلتا اي ربي يمين هذا لا ينافي اه وصفة لاحدى اليدين بانها يمين ولليد الثانية بانها الاخرى لان مقصوده عليه الصلاة والسلام بقوله وكلت يدي ربي يمين دفع توهم النقص لما يقال يمين واخرى او يمين وشمال قد يتوهم البعض ان الاخرى انقص في البدن وفي العطاء وفي القوة ونحو ذلك ولدفع هذا التوهم قال صلوات الله وسلامه عليه وكنت يدي ربي يمين الشاهد ان الله عز وجل له يدان حقيقيتان تليقان بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى ولا تشبهان ايدي المخلوقين. وليس تشبيها ان يثبت لله عز وجل يد تليق به. وانما التشبيه ان يقاس عز وجل بالمخلوقين فيقال يد كايدينا هذا هو التشبيه ولهذا لما سئل امام اهل السنة احمد بن حنبل رحمه الله عن المشبه من هو؟ قال المشبه الذي يقول يد وسمع كسمعنا وبصر كبصرنا والله عز وجل يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذا هو التسبيح التشبيه ان يقول القائل يد كايدينا اما من يقول يد تليق بالله يد تليق بجلال الله وعظمته وكماله سبحانه وتعالى فهذا ليس فيه تشبيه لا من قريب من ولا من بعيد وعليه فان اثبات الصفات لله عز وجل على الوجه الذي يليق بجلاله وكماله سبحانه لا يعد تشبيها وبهذا يزول تشنيع المبتدعة على اهل السنة بانهم مشبهة مع ان المشبه هو من يقيس الله عز وجل بخلقه فيقع صراحة في التشبيه او يعطل صفات الله تبارك وتعالى فرارا من التشبيه ولهذا قال ائمة السلف رحمهم الله كل معطل مشبه وكل مشبه معطل كل معطل مسبح. لان من يعطل صفة الله انما عطلها فرارا من التشبيه الذي قام في نفسه توهم في نفسه ان اثبات هذه اليد لله حقيقة يقتضي التسبيح فاراد ان يفر منه فعطل الصفة ولما عطل الصفة وقع في تشبيه اخر هو تشبيه الله عز وجل اما بالجمادات او المعدومات او حسب نوع تعطيله ولهذا كل تعطيل محفوف بتشبيهين كل تعطيل محفوف بتشبيهين تشبيه قبل التعطيل وتشبيه بعد التعطيل وكل مشبه معطل من يأتي الى اليد هنا يد الله فوق ايديهم ويدعي انها كيد المخلوق من يأتي الى اليد هنا يد الله فوق ايديهم ويدعي انها كيد المخلوق. هذا معطل ولم يعطل مرة واحدة بل وقع في ثلاثة انواع من التعطيلات اما التعطيل الاول فهو تعطيله للرب العظيم عن صفة كماله اللائقة بجلاله سبحانه وهي اليد ما اثبت لله يدا تليق به بل عطلها بتشبيهه والتعطيل الثاني انه عطل النص المثبت لهذه الصفة عن مدلوله فهو لم يؤمن بمدلول قوله يد الله فوق ايديهم. لم يؤمن به بل عطل مدلول النص وهذا نوع اخر من التعطيل وقع فيه ونوع ثالث من التعطيل وقع فيه المشبه وهو تعطيله للايات الكثيرة النافية للتشبيه. كقوله ليس كمثله شيء فقوله هل تعلم له سم يا ونظائرها من من الادلة فهذه ثلاثة انواع من التعطيل وقع فيها المسبر ولهذا قال ائمة السلف رحمهم الله كل معطل مشبه وكل مشبه معطل ولا يسلم من التعطيل والتشبيه الا صاحب السنة. الذي يثبت لله عز وجل صفة كماله على الوجه الذي يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى وفي هذا السياق الذي نحن بصدده الان اروي لكم قصة دارت بيني وبين شخص لا تخلو من فائدة اه مهمة في هذا الباب مرة في المسجد النبوي صلى الى جنب رجل من احدى الدول وجرى بيني وبينه بيني وبينه بحث وكلام في موضوعات مختلفة من بينها صفات الله جل وعلا فقال لي هذا الرجل يد الله وانظروا الي يد الله فوق ايديهم ويشير الى يده يد الله فوق ايديهم هذه جارحة يده قدرته انا لما يعني تحدث وفعل ما فعل امامي وضح لي ما قرره اهل العلم ان التعطيل والتأويل مرتكزه الاساس التشبيه يعني التشبيه الذي قام في نفوس هؤلاء فهو لما قال لي يد الله فوق ايديهم كان يقرأ الاية ويشير الى يده. يشير الى يد نفسه. قال يد الله فوق بهم هذه جارحة يده قدرته. اذا لو لاحظتم في سياق كلام هذا الرجل يده قدرته من اين جاءت؟ جاءت من تلاوته للنص وفهمه منه هذه اليد يد يد المخلوق فلما لم يفهم من النص الا هذه اليد التي يد المخلوق لا بد ان ينزه الله عز وجل عن هذا التشبيه فهم يفرون من تشبيههم قام في نفوسهم فيقعون في تعطيل ويجرهم هذا التعطيل الى تشبيه اخر لله عز وجل قلت له ومجرد ما انهى كلامه قلت له لماذا تشبه الله؟ قال لي قال لي انا لا اشبه الله قلت لا بل انت تشبه الله انت تقرأ الاية وتشير الى يد نفسك هذا عين التشبيه. وهذا التشبيه الذي وقع منك هو الذي جرك الى التعطيل اما اهل السنة لما يقرأون هذه الاية وغيرها من الايات المثبتة لليد بل غيرها من الايات المثبتة لصفات الرب هل يخطر ببالهم فظلا عن ان يتكلموا به بالسنتهم او يشيروا اليه بجوارحهم؟ هل يخطر ببال في الصفات المضافة الى الله عز وجل المعنى الذي في الصفة المضافة الى المخلوق حاشاهم. فاهل السنة في سلامة تامة وبعد كامل عن التشبيه وعن التعطيل. اما من يشبه فانه سيعطل ولابد ومن يعطل فانه وسيشبه ولابد ولا سلامة من الامرين الا بالاثبات. اثبات الصفات لله جل وعلا على الوجه الذي يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه. ونخلص مما سبق ان اهل السنة والجماعة في هذه الصفة يثبتونها لله عز وجل اثباتا حقيقيا يقول لله يد حقيقية موصوفة بالقبض والبسط والاخذ والعطاء وغير ذلك من الصفات التي هي صفات اليد الحقيقية حتى ان ابن القيم رحمه الله في باب عظيم مختصر اه في كتابه العظيم الصواعق قال وقد وصفت يد الله عز وجل في الكتاب والسنة بما يقارب مئة صفة. كلها تؤكد انها يد حقيقية وذكرها. مثل القبر والاخذ والطي والعطاء والاصابع وعدى قرابة المئة صفة. لله لصفة اليد يد الله واليمين وآآ ذكر ما يقارب المئة صفة. كلها تؤكد انها يد حقيقية لله عز وجل. فاهل السنة يقولون الله عز وجل موصوف بان له يدا حقيقية تليق بجلاله وكماله ولا تشبه ايدي المخلوقين ومن الذي يتجرأ ان يقول انها تشبه ايدي المخلوقين؟ الا من ابتلي والضلال وعدم تعظيم الرب عز وجل وعدم قدره سبحانه وتعالى حق قدره. ولهذا قال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة. من يقول يد الله كايدينا هل قدر الله حق قدره الله عز وجل وصف يده بان الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. ثم يأتي ظلال المشبهة يقولون يد كايدينا هؤلاء ما قدروا الله حق قدره ولا عظموه تبارك وتعالى حق تعظيمه تعظيم الله عز وجل لا يكون بتعطيل صفاته ولا يكون ايضا بتشبيه صفاته تبارك وتعالى بصفات المخلوقين ثم ذكر المصنف رحمه الله بعض الادلة على اثبات هذه الصفة وبدأ بقول الله تعالى بل يداه مبسوطتان بل يداه مبسوطتان وهذا جزء من والاية هي في سياق الرد على اليهود في افكهم وافترائهم على الله سبحانه وتعالى. فاليهود اثبتوا لله يدا وزعموا انها مغلولة قلت ايديهم ولعنوا بما قالوا. زعموا انها مغلولة ومرادهم بانها مغلولة اي البخل. اي ان ان الله بخيل تعالى الله عز وجل عما يقول هؤلاء الظالمون المعتدون علوا كبيرة. قال تعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة. وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان. وهذا الذي ذكره الله عنهم هو من جملة مخازي كثيرة لهؤلاء اليهود وقبائح وشنائع وضلالات كثيرة بسط الله عز وجل كثيرا منها في القرآن وبين حال هؤلاء او حال هذه الامة الغضبية الملعونة فمن قبائح هؤلاء ادعائهم ان يد الله مغلولة. وقالت اليهود يد الله مغلولة. لو تلاحظون السياق هنا السياق تدل على ان اليهود يثبتون يد لله. ولكنهم يصفون يد الله بانها مغلولة اي يقصدون البخل وصف الله عز وجل بالبخل تعالى الله عما يقولون فهم يثبتون اليد ولكن يصفونها بهذه الصفة فرد الله عليهم بقوله غلة ايديهم ولعنوا بما قالوا. ولهذا سبحان الله ابخل الامم وابخل الناس اليهود ابخل الناس اليهود ويضرب بهم المثل في البخل ولا يعرف بالبخل مثل اليهود لا يبخل على الناس يبخل على نفسه وعلى اهل بيته ويضرب بهم المثل في شدة البخل فهذا الذي هو وصفهم هم الذي لا ينفك عنهم في كل وقت وصفوه او جعلوه وصفا للرب العظيم الذي يمينه ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار. وهذا يبين لنا شناعة هؤلاء وشدة قبحهم وعظم افتراءهم على الله عز وجل غلة ايديهم ولعنوا بما قالوا. وصف بيد الله بانها مغلولة موجب للعن واللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله عز وجل. فمن موجبات الطرد والابعاد عن رحمة الله عز وجل وصف يده بانه بانها مغلولة يعني اثبات يد مع جعلها مغلولة. هذا من موجبات اللعن والطرد. ولهذا قال ولعنوا بما قالوا وهذا فيه فائدة ان الافترا على الله والقول عليه في اسمائه وصفاته وانتقاصه سبحانه انتقاص عظمته يوجب اللعن والطرد والابعاد من رحمة الله كما قالوا ولعنوا بما قالوا. فاللعن الذي حل عليهم ونزل بهم موجبه قولهم في الله عز وجل هذا القول العظيم وهكذا من يقول في الله وعلى الله بغير علم وينتقص الرب وعظمته سبحانه وتعالى وينتقص صفات الرب او يتهكم بشيء من صفات الله او يسخر او نحو ذلك فهذا موجب للطرد والابعاد من الله جل وعلا. وولت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان. بل يداه مبسوطتان. في سياق الرد على هؤلاء اثبت جل وعلا لنفسه اليدين ووصفهما بانهما مبسوطتان. خلافا خلاف ما يدعيه هؤلاء. بل يداه ينفق كيف يشاء. الجهمية الذين لا يثبتون اليد لله عز وجل امعانا منه في الضلال ادعوا ان الرد هنا على اليهود اثباتهم اليد لله. الرد على اليهود هنا في لذكرهم اليد لله عز وجل وقالت اليهود يد الله مغلولة ويريدون ان يتوصلوا من ذلك النفي اليد عن الله عز وجل وان الله جل وعلا لا يوصف بها وكيف يستقيم الاستدلال؟ والله عز وجل ما انكر عليهم اثبات اليد بل اكد ثبوتها له سبحانه وتعالى وذكر ان له يدان ايمكن ان ان يرد على امن يصف الله بصفة ليست ثابتة له بتأكيدها ما يستقيم ذلك ولا يمكن ان يكون فهم ادعوا ان لله يدا ووصفوها بانها مغلولة. والجميع يقولون دعواهم باطلة في اثبات اليد لله اصلا وان الرد عليهم لنفي هذا الذي ادعوه فكيف يستقيم؟ نفي ذلك باثبات يدين لله سبحانه. قال بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء فاثبت لنفسه يدين ووصف تبارك وتعالى يداه بانهما مبسوطتان ينفق كيف يشاء ومن دلالات هذه الاية ان الله عز وجل له يدان اثنتان كما اخبر والمقام مقام اثبات وثناء وتمجيد وتعظيم وتنزيه لله عز وجل عن افتراء اليهود في في هذا المقام قال بل يداه مبسوطتان وفي الاية وصف اليدين بالبسط والبسط وكثرة الانفاق والسخاء والعطاء والجود. ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. وجاء في الحديث يمين الله ملأى لا يغيظها نفق قال صحاء الليل والنهار وبيده الاخرى القسط يخفض ويرفع. وفي هذه الاية رد على رد واضح على من يتأول اليد بالقدرة او النعمة. كما يفعله هذه الصفة يقولون يده قدرته ومنهم من يقول يده نعمته. المراد باليد القدرة وبعضهم يقول المراد باليد النعمة. والاية فيها رد عليه لانه قال باليداه مبسوطتان. فذكر اليد بالتثنية. ذكر انهما يدان ولهذا هل يقال فهل يقول من يجعل اليد بمعنى القدرة؟ هل يقول في هذا المقام قدرتاه مبسوطتان؟ فيجعل لله قدرتين مع انه اتفق المسلمون على ان الله عز وجل له قدرة شاملة لكل شيء ومشيئة نافذة في كل شيء. وولم يقل احد من المسلمين قدرتين الله عز وجل موصوف بان له قدرة وقدرته شاملة لكل شيء وهل يقولون نعمتان ويأتي معنا قول الله تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها نعم الله لا تعد ولا تحصى فمع تثنية لليدين في هذا النص ونظائره يبطل قول من تأول اليد بالقدرة او النعمة وهذا القول يعني بطلانه بينه اهل العلم من وجوه كثيرة تأويل اليد بالقدرة او النعمة وقد انهى ابن القيم رحمه الله الوجوه في ابطال آآ من يتأول اليد بالقدرة او النعمة الى عشرين وجها. اي كلها قوية وواضحة في ابطال هذا التأويل وذلك في كتابه الصواعق المرسلة. قال وقال عز وجل ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي. والسياق هنا في هذه الاية الكريمة في الرد على ابليس الذي امتنع عن السجود لابينا ادم تجبرا وتكبرا وامتناعا وايباء عن ما امره الله عز وجل به. فالله امره وامر ذلك ان يسجد لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر. قال الله عز وجل لابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي اي ما المانع الذي جعلك تمتنع عن السجود لهذا الذي خلقته بيدي. لو تأملنا السياق هنا السياق السياق تشريف لادم سياق تشريف لادم. وتمييز له وتعلية لقدره وجعله في هذا المقام العظيم. ان اسجد له ملائكته اسجد له ملائكته. وسجدوا كلهم الا ابليس. امتنع من السجود تكبرا وعلوا فالسياق سياق تشريف لادم ومن تشريف ادم ما ذكره الله عز وجل في هذا السياق انه خلقه بيديه ما منعك ان تسجد لما خلقته بيديه. وهذه ميزة وخصيصة لادم. شرفه الله عز وجل ان خلقه بيديه اي باشر خلقه له بيديه تبارك وتعالى. وقد جاء في في الحديث لم يخلق تبارك وتعالى بيده الا ثلاثة. خلق ادم بيده وغرس جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده وهذا ايضا الحديث مما يبطل التأويل. من يقول يد الله وقدرته ماذا يصنع في هذا الحديث؟ هل يقول لم يخلق بقدرته الا ثلاثة لم يخلق الله بقدرته الا ثلاثة ادم وكتب وغرس جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده. اذا بقية المخلوقات باي شيء؟ خلقت ولا تشملها؟ وهل لا يشملها قدرة الله؟ ولهذا خذوا فائدة هنا. نبه اهل العلم في غاية الاهمية. اذا اردت ان تعرف بطلان اي تأويل من التأويلات فظعه في موارد النص يعني خذه وظعه في موارد النص. لما يقول لك قائل اليد القدرة قل له انا ساقرأ عليك الاحاديث والايات التي بها اليد وان تظع لي هذا الذي جعلته هو معنى اليد. وننظر هل يستقيم ان بمعنى القدرة او لا؟ فتقرأ عليه هذا الحديث. اقرأ عليه الحديث الاخر وانظر ماذا يصنع. يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار وبيده الاخرى القسط يخفض ويرفع. اذا قلت اليد القدرة ماذا تصنعون؟ يمين الله ملأى نمشي قدرة الله ملأى. لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار. اكمل. وبقدرته الاخرى ما ينسى الكلام ولهذا هذه فائدة يعني جليلة نبه عليها اهل العلم لابطال اي تأويل من التأويلات تضع هذا التأويل في موارد النص او في موارد هذه الصفة في النصوص. وتعرظها. ولو لو لو تنظر في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيره من اهل العلم ممن توسعوا في مناقشة اهل البدع يستعملون هذه الطريقة بكثرة يستعملونها بكثرة جدا في ابطال التأويلات. يؤتى بالنصوص التي فيها اثبات هذه الصفة وتعرض على هؤلاء ولهذا لو رجعت في هذا الموضع الى الى الصواعق بابن القيم في رد تأويلهم للقدرة لليد بالقدرة او نعمة تجد انه استخدم هذا الاسلوب مرات كثيرة. وحقيقة هو يعني رد مسك من خلال الادلة وايضا فيه قطع للجدل. يعني بدل ان تخوض معه في جدل. ارح نفسك من ذلك وقل نقرأ الاحاديث انا اقرأ عليك الاحاديث والايات وانت ارني كيف يستقيم هذا التاويل. وتمظون في جلستكم في ماذا؟ في تلاوة في ايات وقراءة احاديث. وتنتهي الجلسة في انقطاعه ولابد. لان ما يمكن ان يضع هذا التأويل في موارد ابدأ في موارد النص. قال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه. قال اهل العلم هنا ان قيل ذي القدرة فاي ميزة وخصيصة لادم؟ بل قال اهل العلم هذا عقوق من هؤلاء لابيهم الله وخصه وميزه بانه خلقه بيده فقال هؤلاء العاقون لم يخلق الله عز وجل ادم بيده. فنفوا هذه الميزة وهذه الخصيصة التي خصه بها تبارك وتعالى. وهذا من العقوق بابي اه البشر ادم عليه السلام. اه تأملوا معي السياق قال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه. اظاف الخلق الى نفسه قال خلقت هذي واحدة. اظاف الخلق الى نفسه. قال خلقته وثنى اليدين. قال بيد وعد ذلك بالباء. التي تأتي في مثل قولك كتبت بقلمه لما تقول كتبت ذلك بقلمي من تخاطبهم اينصرفوا في ذهنهم؟ اينصرف الى اذهانهم انك كلفت من يقوم بالكتابة ما يمكن كتبت يعني اسندت الكتاب الى نفسك قلت كتبته ثم عديت بالباء التي تؤكد مباشرتك للفعل بنفسك. كتبت بقلمك فهنا ثلاثة اشياء اسند الخلق الى نفسه قال خلقت وثنى اليدين ذكرهما بالتثنية يدي لم يقل يدي وذكر الباب وكل ذلك يؤكد ان اه اليدان ثابتتان لله سبحانه وتعالى. والمعنى هنا يختلف عن مثل ما في اه قوله تعالى مما عملت ايدينا. لاحظ الامور الثلاثة هنا انتفت. الامور الثلاثة هنا انتفى العمل اظافه الى من؟ الى الايدي. قال عملت ايدينا هناك قال خلقت اظاف الخلق الى نفسه. هنا العمل الى الايدي قال عملت ايدينا. وذكر الايدي بماذا؟ بالجمع. لم يذكروا التثنية ولم يذكر الباب. انتفت الامور الثلاثة. فهذا يؤكد المعنى الذي قرره اهل العلم وهو ثبوت يدين لله تبارك وتعالى. مما عملت ايدينا لا يفيد ما افادته الاية الاولى خلقت بيدي من ان الله عز وجل باشر خلق ذلك بيده ومن جعل قوله مما خلق ما خلقت بيديه كقوله مما عملت ايدينا فانه بذلك يجعل خلق ادم وخلق الانعام سواء كلهم خلقوا بالقدرة. وليس هناك تشريف ولا تفضيل لادم مما عملت ايدينا اي مما عملنا وخلقنا واوجدنا وهذا فيه ثبوت اليد لله عز وجل او اليدين لله عز وجل وسبق في بداية الدرس انا اوضحت ان لا اشكال في التعبير عنهما بالجمع. آآ لكن هنا دلالة الاية ليس كدلالة قوله مما آآ مما خلقت لما خلقت بيديه. فقوله لما خلقت بيدي نص في مباشرة الخلق بيده تبارك وتعالى. وفعله ذلك بيده هو بنفسه سبحانه وتعالى. اما الانعام فخلقها تبارك وتعالى بقدرته قال لها كن فكانت اما ادم شرفه الله وخصه عن بقية المخلوقات بان باشر الخلق بيده وهذا واضح في السياق في قوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه. بعد ذلك ذكر المصنف رحمه الله ابي هريرة المخرج في الصحيحين. وهذا الحديث مشهور عند اهل العلم بحديث المحاجة. حديث المحاجة بين ادم وموسى. والحديث فيه فوائد. ودلالات عظيمة. من بينها الايمان بالقدر وان الامور كلها بتقدير الله عز وجل وان ما شاء الله كان وما لم وما لم يشأ لم يكن يقول ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال التقى ادم وموسى وفي بعض الروايات احتج ادم وموسى فقال موسى يا ادم ان تابونا خلقك الله بيده خلقك الله بيده. قل في هذا مثل ما في قوله ما منعك ان تسجد لما ما خلقت بيدي خلقك. الله بيده. اسند الخلق اليه الى الله. وذكر الباء ولكن من هنا لم تأتي التثنية وانما عبر عن المثنى بالمفرد وهو سائق كما قدمت. قال خلقك الله ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته. يعني خصك بهذه الامور وميزك بها. وشرفك بها اه ان خلقك بيده اي باشر خلقك بيده. ونفخا فيك من روحه واسجد لك ملائكته لك ملائكته. خيبتنا واخرجتنا من الجنة. خيبتنا واخرجتنا من الجنة هنا فيه لوم من موسى لادم موسى يلوم موسى عليه السلام يلوم ادم ولابد ان نفهم في اي شيء يلومه لان هذا ينبني عليه آآ آآ قال خيبتنا واخرجتنا من الجنة. اذا اللوم منصب على ماذا؟ على يلومه على الاخراج من الجنة. لا يلومها على الذنب. هنا لم يقل يا ادم خيبتنا واذنبت او خيبتنا وعصيت. لان ذنب ادم معصيته تاب منها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه فادم وقع في الذنب وتاب منه. تاب منه الى الله عز وجل. وقبل الله توبته واخبرنا الله عز وجل انه قبل توبته فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه. فالذنب تاب منه ولا يلام احد على ذنب تاب منه. من تاب من الذنب توبة نصوحا لا يلام على على ذنبه. والله عز وجل يغفر له ذنبه. مهما كان الا حقوق العباد فان العباد يقتص بعضهم من بعض. اما الذنب الذي بين العبد وبين الله ايا كان حتى الشرك ان تاب منه تاب الله عليه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا اي لمن تاب المقصود هنا اي من تاب. ويدخل الشرك هنا تحت قوله يغفر الذنوب جميعا. اما قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به فهذا في حق من مات على ذلك. فالشرك يدخل تحت قوله ان الله يغفر الذنوب جميعا ان هذا في حق من تاب من تاب من الذنب ايا كان تاب الله عليه. الشاهد ان ادم اذنب وتاب من تاب من الذنب كان كمن لا ذنب له. بتوبة الله تبارك وتعالى عليه. فهنا اه موسى لا يلوم ادم على الذنب لان الذنب تاب منه ادم ولا يلام عليه. وانما يلومه على ما ترتب عليه. وهو الاخراج. وانما يلومه على ما ترتب عليه وهو الاخراج. الاخراج من الجنة الاخراج من الجنة ذنب ولا مصيبة؟ مصيبة نلاحظ هنا ان موسى لامه على المصيبة ولم يلمه على الذنب. الذنب تاب منه ولا يلام عليه. لكن على المصيبة قال اخرجتنا الاخراج هذا مصيبة. مصيبة ترتبت على الذنب فقال اخرجتنا من الجنة. ما الجواب؟ ما يعني باي شيء اجاب؟ اه ادم موسى وحجه كما اخبر عليه الصلاة والسلام حج ادم موسى بماذا اجابه ادم؟ قال انت موسى انت موسى كلمك الله تكليما يعني ميزك بهذا. وخط لك التوراة بيده. وسط برسالته فبكم وجدت في كتاب الله وعصى ادم ربه فغوى. يعني هذا الذي ترتب على ذلك على هذه المعصية وانبنى عليها متى كتب علي متى قدر؟ بكم وجدته؟ قال باربعين سنة. باربعين سنة. اي انه كتب عليه قبل خلقك باربعين سنة. قال فتلومني على امر قدره الله علي قبل ان يخلقني باربعين سنة. الامر هنا هل هو الذنب او الاخراج لما قال على امر قدره الله عليه الامر الذنب والا الاخراج والذنب قدر لكن الكلام هنا الان عن الاخراج والمحاجة حول الاخراج وليست على الذنب. ولهذا قال اتلوه اتلومني على امر قدره الله علي وهو ان اخرج انا وذرية الذرية من الجنة قبل ان اخلق باربعين سنة ولهذا حج ادم موسى ادم هنا احتج بالقدر ادم احتج بالقدر وحجته به مقبولة وحج بها موسى فان قيل ان ادم احتج بالقدر على الذنب فمعنى ذلك انه يصح ان يحتج كل احد بذنبه او على ذنبه بماذا؟ بالقدر. مثلا لا يصلي ويقول ماذا قضاء وقدر لا يصوم ويقول قضاء وقدر ان يترك الطاعات يرتكب المحرمات يقول قضاء وقدر وهذا لا يقوله احد ولا يصح الاحتجاج بالقدر على المعائب لا يصح الاحتجاج بالقدر على المعائب ويصح الاحتجاج بالقدر على المصائب المعايب لا يحتج عليها بالقدر يعني ما يقع فيه الانسان من عيب من خطأ من مخالفة من ذنب ما يصح ان يحتج عليها بالقدر. واحتجاجه عليها بالقدر باطل. كما قدمت يترك الصلاة ويقول ما قدر الله لي وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء. هذا احتجاج بالقدر وبالمشيئة وهذا احتجاز باطل وهكذا من يحتج على معاصيه وذنوبه واخطائه بالقدر احتجازه باطل. اما الاحتجاج على القدر بالمصيبة الاحتجاج على المصيبة بالقدر فهذا صحيح. واضرب لكم مثال من ذكره اهل العلم لو ان شخصا قتل اخر خطأ خطأ يعني اه يصلح له جهازا فسقط الجهاز على شخص فمات دون ان يقصد قتله الخطأ ثم لاموه قالوا لماذا قتلته؟ وقال والله هذا قضاء وقدر. الكلام هنا مقبول والا لا؟ مقبول لان احتجاج على المصيبة بالقدر. لكن لو ان اخر امسك بسلاحه واتجه الى شخص وتعمد قتله وقتله ولاموه في ذلك وقال قضاء وقدر لا يقبل منه. لا يقبل منه. وكله قتل لكن هذا خطأ وذا وهذا عمد. فالشاهد ان المصيبة يحتج عليها بالقدر ام اما المعائب فلا يحتج عليها بالقدر. وهنا ادم لما قال تلومني على امر قدره الله علي يقصد المصحف التي هي الاخراج التي لامه فيها موسى. لو قال لنا قائل من اين من اين جئتم بهذا؟ نقول من نفس اللوم الذي جاء عن موسى عليه السلام قال اخرجتنا ما قال له اذنبت. ما قال آآ يعني اذنبت وانما وحتى وان جاء ذكر الذنب في بعظ الروايات يقصد الذنب المترتب عليه هذا الاخراج اما اللوم فان ما هو في الاخراج اما الذنب لا يلومه موسى عليه. لان الذنب تاب منه موسى ومن تاب ادم ومن تاب من الذنب انا كمن لا ذنب له. قال فتلومني على امر قدره الله علي قبل ان يخلقني باربعين سنة. قال النبي وعليه الصلاة والسلام فحج ادم موسى حجه بالقدر. هنا يقول باربعين سنة قد قدره الله عليه وفي حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما في الصحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة هنا قال باربعين سنة فما الجمع بينهما؟ قال اهل العلم هذا تقدير من بعد تقدير. يعني قوله باربعين سنة في هذا الحديث حديث محاجة ادم وموسى هو تقدير من بعد تقدير يعني داخل في التقدير العام هناك تقدير عام قبل خلق السماوات بخمسين الف سنة دل عليه حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص وهو في طيب مسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وهنا تقدير خاص داخل في التقدير العام. يشبه هذا تماما ما يتعلق تقدير كل انسان عندما يكون ماذا؟ في بطن امه. وذلك ما جاء في حديث عبد الله ابن مسعود المشهور بالصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك فيؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او السعيد هذا تقدير وكتابة داخلة في التقدير العام الذي هو قبل خلق السماوات الارض بخمسين الف سنة ومثل هذا يقال في هذا الحديث باربعين سنة هذا تقدير يعني من بعد تقدير وهو داخل التقدير العام الذي كان قبل خلق السماوات بخمسين الف سنة الشاهد من الحديث هذا السياق قوله خلقك الله بيده خلقك الله بيده. وهذا فيه كما قدمت تشريك ادم واثبات آآ لله عز وجل وان الله عز وجل باشر خلق ادم بيده. قال المصنف رحمه الله بعد ذكره للايتين والحديث فلا نقول يد كيد لا نقول كيد ولا نكيف ولا نشبه ولا نتأول اليدين على القدرتين كما يقول اهل التعطيل والتأويل لما ذكر رحمه الله منهج اهل السنة في هذه الصفة وهو الاثبات وذكر شيئا من على الاثبات حذر من فهذه المحاذير والاباطيل التي وقع فيها اهل الضلال. مثل التشبيه كيف والتعويم والتعطيل؟ هذي كلها محاذير. هذه المحاذير يجب على كل من اثبت صفات الله تبارك وتعالى اجمالا وتفصيلا ان يحترز منها. و اقول هنا ما ذكرته في بداية هذه هذا الدرس هذه المحاذير سبق ان اشار اليها المصنف فاشارة مجملة. لكن لما كان الوقوع فيها خطير. وضررها على على من وقع فيها كبير ناسب ان يؤكد عليها عند بعض الصفات والا عند كل صفة نقول هذا عند كل صفة من صفات الله نقول هذا عند اليد والوجه والغضب والرضا وغيرها كل صفات الله نقول فيها مثل ما قال قال هنا رحمه الله فلا نقول يد كيد. لان القول بان يد الله كيد المخلوق هذا تشبيه تشبيه لله والتشبيه كفر والمشبه كافر والله عز وجل ليس كمثله شيء قال تعالى ليس كمثله شيء. قال هل تعلم له سم يا؟ قال فلا تجعلوا له فلا تجعلوا لله اندادا وقال ولم يكن له كفوا احد. فالله عز وجل لا مثيل له ولا نظير له في اسمائه وصفاته سبحانه وتعالى اذا نثبت اليد لله ولا نقول يد كيد. ولا نكيف اي لا نبحث في عقولنا وافهامنا عن كيفية لهذه اليد. ولا ايظا نسأل عن كيفيتها لان السؤال عن كيفية يد الله او غيره من صفاته بدعة. كما قال الامام مالك رحمه الله في عندما سئل عن الاستواء ولا نكيف. والتكييف هو محاولة معرفة كيفية صفات الله وكيف آآ يعني كيف يدرك او كيف السبيل الى ادراك كيفية صفات الله سبحانه وتعالى والمخلوق عاجز عن ادراك كيفية كثير من صفات المخلوقين. عاجز عن ادراك كيفية كثير من صفات المخلوقين. فكيف يدرك كيفية صفات الخالق سبحانه؟ والله عز وجل اكبر من كل شيء ولا شيء اكبر من الله وكل وصف يدور في خاطر الانسان يظنه يعني عظيما وكبيرا لايقا بالله فالله اعظم من ذلك فوق ما يصف الواصفون. سبحانه وتعالى. وكل كمال يدور في خلد الانسان ويظنه هو اللائق بالله فالله اكبر من ذلك الله اكبر من كل شيء باطل والتكييف لا سبيل اليه. لا سبيل الى معرفة كيفية صفات الله تبارك وتعالى. قال ولا ولا نشبه يعني لا نشبه صفة الله عز وجل بصفات المخلوقين وهو بمعنى قوله لا نقول يد كيد. قال ولا نتأول اليدين على القدرتين كما يقوله اهل التعطيل والتعويل. وسبق الكلام على ابطال هذا التأويل. واشرت الى ان ابن القيم رحمه الله الله ذكر في كتابه الصواعق المرسلة عشرين وجها في ابطال هذا التأويل وابطال تأويل اليد بالنعمة كما يقول اهل التعطيل والتأويل. التعطيل نفي نفي صفات الله والتاويل صرفها عن ظاهرها هنا لما قال المصنف رحمه الله اهل التعطيل والتأويل اراد ان يؤكد على شيء وهو ان المؤول معطل لان المقصودين هنا هم اهل التأويل والسياق في مناقشة اهل التأويل الذين يقولون اليد القدرة فلما قال كما قولوا اهل التعطيل والتعويل يريد ان يؤكد ان ان كل مؤول معطل لابد يعني لا انفكاك من لا انفكاك للمؤولين من التعطيل. لان تأويله ان بنى على تعطيل الصفة الثابتة لله لو نظرنا هنا الذي يقول اليد القدرة عطل اليد عطل اليد الحقيقية الثابتة لله عز وجل ولم يثبتها لله. وزاد على تعطيله ماذا اليد بصرفها عن ظاهرها. قال بل نؤمن بذلك ونثبته ونثبت له الصفة. يعني نثبت له هذه الصفة من غير تحديد قوله من غير تحديد اي شيء نحده للصفة بافهامنا واوهامنا يعني قوله من غير تحديد اي شيء نحده للصفة بافهامنا واوهامنا وعقولنا لا نحد الصفة بحد. وعليه فمعنى قوله من غير تحديد اي من غير تكييف يعني من غير محاولة تكييف هذه الصفة. ولا تشبيه. نثبتها لله عز وجل اثباتا حقيقيا يليق بجلال الله وكماله من غير تحديد ولا تشبيه. اي من غير تكييف ولا ولا تشبيه. ولا يصح حمل اليدين على القدرتين. لماذا؟ قال فان قدرة الله عز وجل واحدة قدرة الله عز وجل واحدة. فهذا وجه يعني من الوجوه التي رد بها اهل العلم على هذا والا الوجوه كثيرة جدا. ولا على النعمتين لماذا؟ قال فان نعم الله عز وجل لا تحصى. كما قال عز وجل وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. آآ ذكر في ابطال تأويل اليد بالقدرة وجها واحدا وفي ابطال بتأويل اليد بالنعمة وجها واحدا. وآآ كما قدمت الوجوه في ابطال هذين التأويلين كثيرة. ويمكن مطالعتها في كتاب الصواعق المرسلة لابن القيم رحمه الله. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد