بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ثم اما بعد قال المصنف رحمه الله الله وكل ما قال الله عز وجل في كتابه وصح عن رسوله بنقل العدل عن العدل مثل المحبة والمشيئة والارادة والضحك والفرح والعجب والبغض والسخط والكره والرضا وسائر ما صح عن عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وان نبت عنها اسماع بعض الجاهلين واستوحشت منها نفوس المعطلين. نعم. ومن ما نطق به القرآن وصح به وصح بها النقل من الصفات النفس. قال الله عز وجل اخبارا عن نبيه عيسى عليه السلام انه قال تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب. وقال عز وجل كتب على نفسه الرحمة وقال عز وجل لموسى عليه السلام واصطنعتك لنفسي. وروى ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكرني فاذا فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه. خير منهم وان اقترب الي شبرا اقتربت اليه ذراعا وان اقترب الي ذراعا اقتربت اليه باعا وان اتاني يمشي اتيته هرولة وروى ابو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فكتبه على نفسه. فهو موضوع عنده على العرش. ان رحمتي تغلب غضبي. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فلا يزال المصنف رحمه الله يذكر ان وامثلة من صفات الله عز وجل التي دل عليها كتابه وصحت في سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وفي كل مرة او في غالب مرات ذكره لصفات الله جل وعلا يؤكد على ثبوت الصفة في الكتاب او السنة. سنة النبي صلى الله عليه وسلم. هنا في هذه الفقرة قال وكل ما قال الله عز وجل في كتابه وصح عن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن العدل. فهذا كله تأكيد فيما سبق تقريره في هذه الرسالة غير مرة. من اهمية لزوم الكتاب والسنة. والتعويل عليهما والاعتماد على ما جاء فيهما. وان اهل السنة رحمهم الله في اثباتهم لصفات اتق الله جل وعلا لا يتجاوزون الكتاب والسنة. هنا قال ما قال الله عز وجل في كتابه وصح عن رسوله بنقل العدل عن العدل عن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن العدل وهذا ضابط لا بد منه. في الاحتجاج بالسنة ان تكون السنة صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا فيه اشارة او دلالة على ان اهل السنة والجماعة في اثباتهم للصفات الواردة في السنة لا يأخذون الا ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فهم ليس كما يدعيه اهل البدع. على اهل السنة يأخذون كل حديث يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا يسمي او يلمز اهل البدع اهل السنة بانهم حسوية ومعنى ذلك ان ما عندهم حسو لا يميزون بين غث ووسمين وصحيح وسقيم وانما يجمع كل شيء ويحتجون بكل شيء. وحاشى اهل السنة ان يكونوا كذلك فعند الاحتجاج بالسنة يحتجون بالصحيح الثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولهذا قول المصنف هنا آآ وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنقل العدل ان العدد يخرج الضعيف هذا يخرج الضعيف. وما لم يثبت وما كان في اسناده علة وما لم يتصل او كان في انقطاع او نحو ذلك من العلل المعروفة عند ائمة هذا الشأن فليسوا يأخذون في الاحتجاج في باب الصفات باي حديث يجدونه دون اه دراسة لاسناده او ومعرفة لصحته من عدم ذلك. واذا قول المصنف هذا كما انه يقرر منهج اهل السنة في هذا الباب وطريقتهم فيه فهو يرد على من يلمز اهل السنة او يرميهم بالاحتجاج بكل حديث ينسب الى النبي صلوات الله وسلامه عليه قال وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن العدل ثم ذكر امثلة الامثلة التي ذكرها منها ما دل عليه الكتاب العزيز ومنها ما دلت عليه السنة بنقل العدل عن العدل مما هو صحيح ثابت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. ثم ذكر جملة من الصفات قال مثل المحبة وهذه من صفات الله عز وجل الثابتة له في كتابه وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه. والله عز وجل يحب عباده يحب المؤمنين يحب المتقين يحب المتطهرين يحب التوابين يحب الانبياء ويحب الصالحين يحب الصلاح ويحب اهله يحب الخير ويحب اهله. والمحبة صفة له. تبارك وتعالى من صفاته العظيمة الثابتة في كتابه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. واهل السنة يثبتون هذه الصفة لله على الوجه اللائق بجلاله وفي الوقت نفسه يثبتون اثارها يثبتون اثارهم من لوازم محبة الله عز وجل لعبده ان يثيبه وان يوفقه وان يسدده وان يعينه. فهذه من لوازم المحبة وان ينعم عليه هذه كلها من لوازم المحبة ليست هي نفس المحبة وانما هي من لوازمها ولهذا اهل السنة في هذه النصوص يثبتون الصفة ويثبتون لازم الصفة بينما اهل البدع في مثل هذا المقام يعطلون الصفة ويجعلون معناها ويجعلون لازمها هو معناها فيقولون محبة الله لعبده اي انعامه عليه. فيجعلون الانعام هو المحبة. هذا من كان منهم لا يثبت الارادة. اما من يثبت الارادة فيجعل المحبة هي ارادة الانعام. ومثل هذا يقولون في الرضا والرحمة ونحوها من الصفات. فيجعلون اثر الصفة هو الصفة وهذا باطل لان فيه تعطيل لصفة الرب التي اثبتها الرب لنفسه في كتابه واثبتها له رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته والله عز وجل كما تقدم يحب ويحب كما قال في القرآن يحبهم ويحبونه يحب عباده المؤمنين وعباده وعباده المؤمنين او المؤمنون يحبونه يحبون الله عز وجل ثم هنا امر لا بد من العلم به وهو ان العبد اذا امن بهذه الصفة ان الله عز وجل يحب موصوف بهذه الصفة العظيمة ينبغي ان يسعى في نيل محبة الله. وان يبذل وسعه في تحصيل محبة الله تبارك وتعالى ولمحبة الله علامة بينها في كتابه قال قال جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. لانه من السهل على كل لسان ومن اليسير على كل انسان ان يقول اني احب الله. هذه كلمة سهلة اليهود قالوا نحن اولياء الله واحباؤه اي نحب ويحبنا هذه الكلمة سهلة على لسان كل احد لكن ليست العبرة بالدعاوى لابد ان ان ان يظهر على المحب علامة المحبة ولهذا يسمي بعظ اهل العلم قول الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الى اخر الاية يسميها بعض اهل العلم اية المحنة اي التي يمتحن الانسان نفسه على ضوئها ليعلم مدى محبته لله. ولهذا قال بعض السلف عند هذه الاية ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب ليس الشأن ان تحب يعني انت تقول او تدعي او تزعم انك تحب الله. فهذه يقولها كل احد ولكن الشأن ان تحب يعني ان يحبك الله. ان تنال محبة الله عز وجل. ولن ينال عبد ما محبة الله عز وجل لمجرد الدعوة. لا يمكن ان ينالها الا بالعمل والجد والبذل اي واذا من امن بان الله يحب عليه ان ينظر في الاعمال التي يحبها الله فيحبها ويسعى في تطبيقها وفي الاوصاف التي يحبها الله فيحبها ويسعى في الاتصاف بها والاسباب التي ينال او تنال بها محبة الله عز وجل فيسعى في تحصيلها وتطبيقها ثم قال رحمه الله والمشيئة والارادة والمشيئة والارادة وهاتان صفتان لله عز وجل المشيئة وهي ان الله عز وجل يشاء ولا يكون شيء الا بمشيئته وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان الامور كلها بمشيئة الله. والمشيئة صفة لله يشاء سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ومشيئته جل وعلا نافذة في كل شيء. بمعنى ان ما شاءه الله لا بد ان ينفد ويقع وفقا وطبقا لما شاء الله فالامور كلها بمشيئة الله لا يمكن ان يكون في الكون ذرة او حركة او سكون الا بمشيئة الرب. سبحانه وتعالى ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما كل شيء بقدر حتى وضعك كفك على اذقني كهكذا بقدر فكل شيء بقدر وكل شيء بمشيئة الله ما من حركة او سكون او قيام او قعود او مرض او صحة او ضعف او قوة او ايمان او كفر الا بمشيئة الله. ولا يمكن ان يقع في هذا الكون شيء الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى فما شاءه الله كان وما لم يشأه سبحانه لم يكن. كما قال الشافعي رحمه الله ما شئت كان وان لم اشاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن ما شئت كان وان لم اشأ. ما شئت اي انت يا الله كان لا رد له. ولا معقب وان لم شاء يعني وان لم اساء ذلك الامر انا ايها العبد. وما شئت اي انا العبد وما شئت ان لم تشاء لم يكن يعني الشيء الذي اشاؤه انا ولا تشاؤه انت لا يمكن ان يكون لان الامور كلها بمشيئته وهذا هو معنى قوله تبارك وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله هو رب العالمين. اذا الله عز وجل موصوف بان له مشيئة نافذة. له مشيئة نافذة معنى نافذة اي لا تتخلف ولا ولا ترد ولا معقب لها فمشيئته سبحانه وتعالى نافذة وقدرته سبحانه وتعالى شاملة شاملة لكل شيء اه مشيئته نافذة في كل شيء وقدرته سبحانه وتعالى شاملة لكل شيء وحتى ندرك الفرق بين المشيئة النافذة والقدرة الشاملة فانهما فيما كان وما سيكون المشيئة النافذة والقدرة الشاملة يجتمعان فيما كان وفيما سيكون. ما كان وما سيكون اجتمع فيهما القدرة الشاملة اي هو تحت قدرة الله التي شملت كل شيء. وايضا نفذت فيما كان. مشيئة الله فوقع وما سيكون ستنفث فيه مشيئة الله وهي قاعدة. واما الامور التي ما كانت ولا تكون الامور التي ما كانت ولا تكون فهذه تشملها القدرة الشاملة مثلا اهل النار عندما يدخلون النار يسألون الله عز وجل ان يعيدهم مرة ثانية الى الحياة الدنيا. ليعملوا صالحا غير الذي كانوا يعملوا في الحياة الدنيا قدرة الله عز وجل شاملة لذلك او لا؟ اي اليس الله قادر على ان يعيدهم؟ الحياة الدنيا مرة ثانية قادر لكن هل نفذت المشيئة؟ هل شاء ذلك؟ ما ما شاء ذلك لانه لو سأل نفذ واعادهم وبهذا يتضح الفرق بين المشيئة النافذة والقدرة الشاملة. الشاهد ان الله عز وجل موصوف بان له مشيئة نافذة في كل شيء وقدرة شاملة لكل شيء. فهو على كل شيء قدير. وما شاءه سبحانه تعالى لابد ان يقع. والمشيئة كونية المشيئة كونية قدرية ومن الايات المثبتة للمشيئة قوله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وقوله تعالى ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ونظائرها في القرآن كثير. والارادة هي صفة من صفات الله سبحانه وتعالى ومن يتتبع الادلة ادلة الكتاب والسنة. يجد ان النصوص دلت على ان الارادة نوعان ارادة كونية قدرية وهذه كما قال اهل العلم مرادفة للمشيئة بمعنى المشيئة ارادة كونية قدرية مثلا قوله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وقوله تعالى واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها. واذا اردنا ان نهلك قرية فالارادة هنا كونية قدرية وهي ترادف المشيئة. وهناك ارادة شرعية دينية ومن لوازمها محبته تبارك وتعالى لهذا الشيء الذي اراده فهي تتضمن المحبة بخلاف الارادة الكونية القدرية قد يريد الله عز وجل كونا وقدرا ما لا يحب مثل كفر الكافر وعصيان العاصي وظلم الظالم هذي كلها امور وقعت بارادة الله سبحانه وتعالى الكونية القدرية فالارادة الكونية القدرية لا تتضمن المحبة اما الارادة الشرعية الدينية فهي تتضمن المحبة دائما وابدا فكل ما اراده الله شرعا ودينا فهو يحبه يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. هذه ارادة شرعية. الاوامر التي في الكتاب العزيز والنواهي هذي كلها امور ارادها الله عز وجل من عباده شرعا اراد منهم الصلاة واراد منهم الصيام واراد منهم الايمان واراد منهم ترك المعاصي والفسوق فهذه كلها ارادها الله تبارك وتعالى من عباده شرعا ودينا يقول العلماء هاتان الارادتان الكونية القدرية والشرعية الدينية تجتمعان في حق المطيع من اطاع الله المؤمن المطيع اجتمعت في حقه الارادتان. لان الله عز وجل اراد منه كونا وقدرا ان يكون مطيعا واراد منه شرعا ودينا ان يكون مطيعا فاجتمع في حقه الارادتان. وتنفرد الارادة الكونية القدرية في كفر الكافر الكافر اراد الله عز وجل منه الكفر كونا وقدرا. ولكن لم يرده منه شرعا ودينا. ولا ارظى لعباده الكفر وتنفرد الارادة الشرعية الدينية في مثل كفر المؤمن عفوا وتنفرد الارادة الشرعية الدينية في مثل ايمان الكافر في مثل ايمان الكافر. فالكافر اراد الله عز وجل منه شرعا ودينا ان يكون مؤمنا ولكن لم يرد ذلك كونا وقدرا لانه لو اراده سبحانه وتعالى كونا وقدرا لكان وترتفع الارادتان في مثل ايمان الكافر. يعني الذي اراد الله عز وجل ان يبقى كافرا ويموت كافرا فايمان هذا الكافر آآ آآ يعني الذي اراد الله ان يبقى على على الكفر او او عفوا كفر يعني آآ كفر الكافر الذي اراد الله ان يبقى على الكفر لم يرد الله عز وجل منه كونا وقدرا ان يكون كافرا فارتفعت هنا الارادة التبس علي الامر اعيدها مرة ثانية آآ الارادتان تجتمعان في حق آآ نعم تجتمعان في ايمان المؤمن فالمؤمن اراد الله عز وجل منه شرعا وقدرا ان يكون مؤمنا واراد منه كونا وقدرا ان يكون مؤمنا ثم اه توجد الارادة الكونية القدرية اه في مثل ماذا قلنا؟ كفر الكافر كفر الكافر فالكافر اراد الله عز وجل منه كونا وقدرا ان يكون كافرا ولم يرد منه ذلك شرعا ودينا فاذا وجدت الارادة الكونية القدرية ولم توجد الارادة الشرعية الدينية. القسم الثالث الذي توجد الارادة الشرعية الدينية ولا توجد الارادة الكونية القدرية. هذا مثاله ايمان ابدا فالله عز وجل اراد من الكافر ان يكون مؤمنا شرعا ودينا ولكنه لم يرد ذلك كونا وقدرا اذا بقيت معنا الحالة الثالثة الحالة الرابعة والاخيرة وهي ما ترتفع فيه الارادتان من يذكر مثاله ماذا؟ كفر المؤمن. كفر المؤمن. المؤمن الذي اراد الله عز وجل ان يبقى على الايمان. الذي اراد الله ان يبقى على الايمان آآ آآ كفره كفره ليس مرادا لله عز وجل. لا شرعي ولا ماذا؟ ولا كون قدره. كفره ليس لله لا شرعيا ولا كون قدري. اذا كفر المؤمن الذي اراد الله عز وجل ان يموت على الايمان كفره هذا ليس مرادا لا كونيا ولا شرعيا فاذا ارتفعت الارادتان آآ قول المصنف رحمه الله والمشيئة والارادة فيه اشارة الى ان ثمة فرق بين الامرين فالمشيئة دائما وابدا كونية والارادة منقسمة الى اه كونية قدرية وشرعية دينية قال رحمه الله والضحك اي ومن صفات الله سبحانه وتعالى. الثابتة له في كتابه و اه الثابتة له في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الظحك وقد جاء في احاديث كثيرة وصف الرب العظيم بانه يضحك والاحاديث التي في هذا في الصحيحين وفي غيرهما وقد اشار المحقق الى بعض الاحاديث التي على ذلك منها ما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان الجنة. آآ الضحك الصفة الفعلية من صفات الله سبحانه وتعالى. دلت عليها السنة الصحيحة سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه وثمة قاعدة سبق ان اشرت اليها الا وهي ان ما يلزم من الصفة حال اظافتها للمخلوق ليس بلازم للصفة حال اظافتها للخالق تبارك وتعالى ولهذا لا ينبغي ان يتبادر الى الاذهان والاوهام عندما يضاف الضحك الى الله عز وجل ضحك المخلوق وضحك المخلوق له لوازم. قد يكون عن خفة وقد يكون عن طيش. وقد يكون ضحكه في بعض احواله مذموما حتى في المخلوق. فهناك لوازم كثيرة تلزم ضحك المخلوق. فكل صفة كل لازم يلزم الصفة حال اظافتها للمخلوق ليس بلازم للصفة حال اظافتها للخالق تبارك وتعالى اذا الظحك المظاف الى الله تبارك وتعالى هو وصف خاص به يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه ولا يماثل ضحك المخلوقين. وكل لازم في ضحك المخلوق من لوازم النقص ليس بلازم في ضحك الرب تبارك وتعالى والضحك يجب ان يفهم على معناه. لاننا ندرك في لغة العرب الفرق بين الظحك والرظا والغظب والسخط كلها لها معاني فمعنى الظحك في وصف الرد هو معناه الذي نعرفه من خلال اللغة. لكن حقيقة الضحك وكيفيته هو امر مختص بالرب تبارك وتعالى ويليق بجلاله وكماله سبحانه. وايضا نقول ما قلناه فيما سبق من امن بالضحك عليه ان يؤمن بلوازم ذلك واثار ذلك ثم يوضح لنا هذا الجانب ما جاء في حديث ابي ابي رزين وحديث ثابت انه لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يضحك ربنا فقال له ابو رزين اويظحك ربك هنا اويظحك ربنا؟ قال نعم. قال لا عدمن الخير من رب يظحك. لا عدمنا الخير من رب يظحك وهذا فيه فائدة مهمة هذا الحديث فيه فائدة مهمة الا وهي ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفهمون اني نصوص الصفات. يفهمون معاني نصوص الصفات. خلافا لما يدعيه فيهم المفوضة فوضت المعاني ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقرأون آآ ايات الصفات واحاديث الصفات قراءة مجردة دون ان يفهموا منها اي معنى. وهذا ليس صحيح. يكذبه اثار كثيرة ثابتة عن الصحابة. من بينها هذا الاثر ابو رزين لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام اويظحك ربنا؟ قال نعم قال لا عدمن الخير من رب يضحك. يعني ما دام ان ربنا سبحانه وتعالى متصف بالضحك لعدمنا الخير من هذا الرب العظيم الذي هو موصوف بالضحك. اذا ابو رزين هنا فهم المعنى والا لم يفهم. فهم المعنى. وهذا خلاف يدعيه المفوظة مفوظة المعاني ان السلف رحمهم الله كانوا يمرون نصوص الصفات دون فهم لشيء من معانيها قال والفرح اي وموصوف تبارك وتعالى بالفرح ومن ادلة ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من احدكم اضل راحلته بفلات وعليها طعامه وشرابه حتى اذا ايس منها نام تحت ظل شجرة ينتظر الموت. فبين هو كذلك اذا بخطام اذا بخطام راحلته عند رأسه فامسك بخطام راحلته وقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة ما مدى فرح هذا الرجل؟ يعني هذا يعني من غاية ما يوصف في فرح العباد فيقول عليه الصلاة والسلام لله اشد فرحا بتوبة عبده من هذا براحلته هذا فيه وصف الله عز وجل بالفرح. وانه يفرح يفرح بتوبة التائبين وانابة المنيبين وطاعة الطائعين واقبال المقبلين يفرح بذلك سبحانه وتعالى. يفرح به مع انه غني عن عن عبادة وهذا من كمال فضله وتمام انعامه سبحانه وتعالى. فرح ليس عن حاجة ولا عن افتقار المخلوق عندما يفرح غالبا يكون فرحه بشيء يحتاج اليه امور يحتاج اليها امور مكملة له. امور تتمم نقصا فيه او ما الى ذلك. اما الله عز وجل فرحه عن غير حاجة عن غنى كامل لان توبة التائبين وانابة المنيبين لا تزيد في ملك الله شيئا. كما قال في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم اخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. فطاعة الطائعين لا تزيد ومع ذلك يفرح هذا الفرح العظيم الذي وصفه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه اذا علم العبد ان ربه يفرح وامن بهذه الصفة ينبغي ان يحقق في نفسه اثار هذه الصفة وموجباتها. فاذا كان الله يفرح بتوبة التائب فلماذا لا نتوب؟ اذا كان يفرح بتوبة التائب لماذا لا نتوب؟ ما اكثر الذنوب عندنا وما اكثر التقصير وما اكثر المخالفات والاخطاء. فلماذا لا نتوب؟ والله يفرح. يفرح بتوبتنا هذا الفرح العظيم. مع انه غني عنا ولهذا من تمام ايماننا بهذه الصفة ان نتوب الى الله. وان نقبل على طاعة الله. وان نعمل بالامر الذي يفرح به الا هو سبحانه وتعالى. ولا يكون مجرد الايمان بالصفات. عريا عن الاثار بل يكون ايمان الانسان بالصفات معطيا للثمار يثمر في العبد كما كان السلف رحمهم الله ايمان السلف بالله وبصفاته آآ عظمته وجلاله كمال اثر فيهم غاية التأثير اثر فيهم توبة وانابة واقبالا وطاعة وذلا لله سبحانه وتعالى لهذا ينبغي على العبد عندما يؤمن بصفات الله تبارك وتعالى ان يحقق في نفسه اثار. الاثار التي يعني لا بد ان تكون في العبد عندما يؤمن بمثل هذه الصفات العظيمة. وسبحان الله مع ايمان العبد بان الله يحب تائبين ويفرح بتوبتهم تجد العبد ينغمس في المعاصي وتقل توبته وتضعف انابته ويقل استغفاره وهذا من نقص العبد. ونقص ايمانه وظعف اعتقاده. وان الايمان القوي والاعتقاد الراسخ يؤثر في العبد ولهذا الايمان صفات الله تبارك وتعالى درجات ومراتب ايمان الناس بصفات الله تبارك وتعالى اعلى درجات هناك ايمان راسخ ايمانا مؤثر ايمانا مع فقه في الصفات ودلالاتها ومعانيها واثارها وهناك ايمان بان به اصل الايمان وشتان بين هذا وذاك. قال والعجب يعني من صفاته تبارك وتعالى العجب والعجب صفة ثابتة لله دل عليها القرآن ودلت عليها سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. اما القرآن ففي قوله تعالى بل عجبت ويسخرون في قراءة بل عجبت ويسخرون هيا عجب الرب تبارك وتعالى منه وعجب الله ليس كعجب المخلوق. قد يعجب المخلوق لوقوع شيء لا علم له مسبقا به ولا يمكن ان يقع هذا من الله عز وجل لان علمه ازلي ومحيط بكل شيء ولا تخفى عليه تبارك وتعالى خافية هذا نعود الى قاعدتنا السابقة ان لوازم اوصاف المخلوق ليست بلازمة في اوصاف تبارك وتعالى. ومن الادلة على العجب من السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم عجب الله من من قوم يدخلون الجنة بالسلاسل. يعني انهم يقادون الى الجنة قودا يلزمون الزاما بالحديد وبالسيوف وبالظرب يبقون على الايمان وعلى الطاعة حتى يكونون يوم القيامة من اهل الجنة. عجب ربكم من قوم يقادون الى الجنة بالسلاسل. قال والبغض يعني من اوصافه تبارك وتعالى انه يبغض يبغض الكافرين ويبغض العصاة ويبغض الكفر ويبغض العصيان فالبغظ صفة ثابتة لله جل وعلا. ومن ادلتها قول النبي صلى الله عليه وسلم واذا فابغض عبدا اي الله دعا جبريل فيقول اني ابغض فلانا فابغضه قال فيبغضه جبريل ثم في اهل السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه. قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الارض. رواه مسلم وايضا اذا علم العبد ان الله عز وجل يحب ويبغى. لو نتأمل هذا الحديث العظيم في شأن من يحبهم الله وشأن من يبغضهم الله الذين يحبهم الله من عبادة اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم منهم بمنه وكرمه الذين يحبهم تبارك وتعالى ينادي في السماء يا جبريل اني احب فلانا فاحبه. فيحبه جبريل. يحبه جبريل لحب الله له ثم ينادي جبريل في اهل السماء يا اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يطرح له القبول في الارض وهذا هو معنى قوله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا واذا ابغض الله عبدا نادى جبريل اني ابغض فلانا فابغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في اهل السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه. فيبغضه اهل السماء ثم تطرح له البغضاء في الارض فهناك اهل محبة وهناك اهل بغضاء واذا امن العبد بذلك اذا امن بان الله يحب ويبغظ عليه ان يعرف الاوصاف التي يحبها الله. والاشخاص الذين يحبهم الله. وايضا عليهم في الوقت نفسه ان يعرف الاوصاف التي يحبها الله والاشخاص الذين يبغضهم الله. ولهذا جاء في الحديث الصحيح اوثق عرى الايمان في الله والبغض في الله. وهذا الحديث هو من تحقيق الايمان بهذه الصفة. صفة الحب وصفة البغظ لله وتعالى لان العبد مأمور ان يحب ما يحبه الله. وان يبغض ما يبغضه الله. اذا علمنا هذا معرف الانقطاع الشاسع الكبير الذي وقع فيه الجهمية ومن تأثر بهم. الذين يقولون ان الله لا يحب ولا ليس موصوف بالمحبة وليس موصوفا بالبغض وليس موصوفا بالرضا وليس موصوفا بالسخط كل هذه ليس موصوفا بها من كان كذلك كم سيوجد فيه من الانحرافات ليست العقدية فقط بل حتى التعبدية. ولهذا عقيدة الجهمية كما انها انحراف في المعتقد هي انحراف في العبادة والسلوك. ولهذا من اضر ما يكون على فعبادة الانسان وسلوكه تعطيل صفات الله تبارك وتعالى او تعطيل شيء منها وبحسب ما يقع فيه العبد من التعطيل لصفات الله تبارك وتعالى يكون ذلك مؤثرا في عبادته وفي سلوكه. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين ان عوام اهل السنة يفوقون علماء المتكلمين بمراحل كثيرة. لانهم عوام ولكنهم على السنة. لكن المتكلم كلامه الباطل في صفات الله تبارك وتعالى قطع عليه الطريق لتحصيل الاثار التي تقع من العبد اثر ايمانه بصفة الله. التي تقع من العبد اثر ايمانه بصفة ولهذا من يقول في حق الرب انه لا يحب ولا يبغض وهذا يقوله الجهمية ولا يرظى ولا يسخط اذا قال ذلك اثر اعتقاده هذا ولابد في عبادته وفي ماذا؟ وسلوكه وهذا ايضا يجعلنا ننتبه ان كما اكرمنا الله عز وجل بالايمان بهذه الصفة صفة المحبة او يحب وصفة البغض انه يبغض علينا ان ننهب بانفسنا وان نسعى جادين في معرفة الامور التي يحبها الله لنفعلها فننال محبة الله ولنعرف الامور التي يبغضها الله عز وجل فنجتنبها لنسلم من بغض الله تبارك وتعالى لنا قال والسخط اي من صفاته تبارك وتعالى انه يسخط قال تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رظوانه. فالله فالله عز وجل من صفاته انه يسخط وهناك امور تسخطه سبحانه وتعالى يسخطه الكفر تسقطه المعاصي يسقطه الذنوب ومن اتبع ما اسخط الله سخط الله عليه سخط الله عليه ولذا اذا امن العبد بان الله يسخط فعليه ان يجتنب كل سبيل يسر الله عز وجل ونسأل الله عز وجل ان يجنبنا واياكم ما يسفطه سبحانه. قال والكره من صفاته الكره ومن ادلة هذه الصفة قوله تعالى ولكن كره الله انبعاثا فهو يكره. يبغض ويكره اشخاصا ويكره اعمالا فنحن نؤمن بذلك نؤمن بان الله عز وجل يكره كما وصف نفسه بذلك في كتابه العزيز والرضا اي من صفاته سبحانه وتعالى الرضا رضي الله عنهم ورضوا عنه فهو من صفاته جل وعلا انه يعني يرظى عن عباده المؤمنين ويرضى عن اهل الايمان يحب واهل الايمان ويرضى عنهم. واذا امن العبد بذلك عليه ان يطلب رضا الله عز وجل بفعل التي ترضيه سبحانه. فهذه نماذج من صفات الله التي ثبتت في القرآن وصحت في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لما ذكر هذه الامثلة قال وسائر ما صح عن الله ورسوله. وقوله وسائر هذا تأكيد ان ما مجرد امثلة والا صفات الله عز وجل كثيرة جدا في الكتاب والسنة قال وان نبت عنها اسماع بعظ الجاهلين واستوحشت منها نفوس المعطرين. هذه فائدة مهمة فائدة مهمة جدا وتنبيه حقيقة مفيد للغاية من المصنف رحمه الله قوله وان نبت معنى نبت اي تجافت وابتعدت عنها اه اسماع بعظ الجاهلين اي وجدوا آآ اتجاهها شيئا من الوحشة جاء في مصنف عبد الرزاق ان اه رجلا انتفض عندما سمع حديثا من احاديث الصفات انتفض يعني جاءته رعشة عندما سمع حديثا من احاديث الصفات فقال ابن مسعود رضي الله عنه ما فرقوا هؤلاء وفي رواية ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهين. يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهين. يعني بعض الناس عندما يسمع صفة لاول مرة يسمع بها ينبو عنها سمعه ويجد وحشة تجاهه يجد في نفسه وحشة تجاهها. هذا الامر الذي قام به او قام في نفسه ايكون مسوغا لجحد شيئا لجحد شيء اثبته الله لنفسه اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام لاحظوا هذا من خلاله تدركون سبب تعطيل المعطلة لكثير من صفات الله تبارك وتعالى. يعني رغم ان الله لنفسي في كتابه واثبتها له رسوله عليه الصلاة والسلام في سنته عندما نبت عنها اسماعهم واستوحشت منها قلوبهم عطلوها. ونفوها عن الله سبحانه وتعالى اهل السنة ليسوا في شيء من ذلك لا قليل ولا كثير. اذا نبت آآ اسماعهم او استوحشت قلوبهم يطردون هذا من نفوسهم ويؤمنون بما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام اه في سنته ولهذا قال بعظ السلف فاظنه مالك ابن انس قد ذكر ذلك شيخ الاسلام في الحموية قال اني اكره الكلام في الصفة اكره الكلام في الصفة. ولكن عندما نطقت بذلك النصوص تجاسرن عندما نطقت بذلك النصوص تجاسرنا او كلاما هذا معناه. يعني انا اكره اني اتكلم في صفة الله ابتداء من قبل نفسي لكن لما نطقت بذلك النصوص تجاسرنا وتكلمنا بذلك. الان لما تقول انت بكل اطمئنان الله ويغضب ويحب ويرضى ويبغض ما الذي جعلك تتجاسر وتقول هذا الكلام اخبرني ما الذي جعلك؟ ما يمكن لاحدنا يتجاسر من قبل نفسه؟ ويطلق على الله عز وجل اوصافا من عند نفسه لكن ما الذي يجعلك تتجاسر؟ وتقول الله يرضى ويسخط ويبغض ويكره ويحب. وينتقم الى غير ذلك من من الصفات التي هي في القرآن والسنة. ما الذي يجعلك تتجاسر؟ وما الذي جعل ائمة السنة وعلماء السلف الله يتجاسرون ويؤلفون كتب يقولون فيها من صفاته انه يرظى من صفاته انه يسخط من صفاته انه يبغظ من صفاته انه يحب من صفاته انه ينتقم وهكذا. هذه الجسارة من اين جاءت؟ من النصوص لما نطقت بذلك النصوص تجاسرن اذا اذا نبى السمع او استوحش القلب هل هذا يكون مسوغا للانسان ليعطل الصفة ليجحد الصفة ليمتنع عن الايمان بها لا لا يمكن ان يكون. المبتدعة استوحشت نفوس من بعظ الصفات او من كثير منها فعطلوها وقالوا الله عز وجل لا يوصف بكذا ولا يوصف بكذا ولا يوصف بكذا وعددوا صفات كثيرة تراها في القرآن وتراها في سنة النبي عليه الصلاة والسلام. فهذا الانكار مبني على مثل هذه الاوهام تنبو اسماعهم وتستوحش قلوبهم فيبنون على ذلك تعطيل اوصاف الرب العظيم سبحانه وتعالى. اذا هذه كلمة مهمة قول المصنف رحمه الله وان نبت عنها اسماء بعض الجاهلين واستوحشت منها نفوس المعطلين نحن نثبت ولا نبالي. نحن يعني اي اهل السنة نثبت صفات الله ولا نبالي بمثل هذا الاستيحاش او بمثل كون بعضهم نبت اسماعهم عن مثل هذه الصفات. قال وما نطق به القرآن ومما نطق به القرآن وصح به النقل من الصفات النفس قال الله عز وجل اخبارا عن نبيه عيسى عليه السلام انه قال تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب. وقال عز وجل كتب على نفسه الرحمة. وقال عز وجل لموسى عليه السلام واصطنعتك لنفسي هنا يتكلم المصنف على النفس في مثل قوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك ومثل قوله تعالى كتب على نفسه الرحمة ونظائرها من الايات هنا كما نبه اهل العلم ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله المراد بنفسه اي ذاته سبحانه اي ذاته هو سبحانه وتعالى. بصفاته التي اثبتها لنفسه سبحانه في كتابه فاذا نفسه اي هو بصفاته الثابتة له فليس المراد بالنفس ذات مجردة من الصفات وليس المراد بالنفس صفة مستقلة قائمة بالذات فكلا القولين خطأ نفسه اي هو سبحانه وتعالى ويحذركم الله نفسه تعلمون ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسي. اذا المراد بالنفس المراد نفس مرة ثانية اي هو سبحانه اي ذاته سبحانه وتعالى الموصوفة بالصفات. ذاته سبحان الموصوفة الصفات ليس المراد بالنفس ذات مجردة عن الصفات كما قال يقول البعض وليس المراد بالنفس صفة مستقلة قائمة بالذات. وانقل لكم هنا اه كلاما للشيخ الاسلام تجدونه في المجلد التاسع من مجموع الفتاوى صفحة مئتين وثلاثة وتسعين ذكر جملة من هذه النصوص التي اورد المصنف طرفا منها هنا ثم قال رحمه الله فهذه المواضع المراد فيها بلفظ النفس عند جمهور العلماء الله نفسه التي هي ذاته المتصفة بصفاته ليس المراد بها ذاتا منفكة عن الصفات ولا المراد بها صفة للذات وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات كما يظن طائفة انها المجردة عن الصفات وكلا القولين خطأ. وكلا القولين خطأ. تلاحظون الان ان شيخ الاسلام ينبه على خطأين في فهم قوله ولا اعلم ما في نفسك ونظائرها من الايات. الخطأ الاول من يجعل النفس هنا ذاتا مجردة من الصفات والخطأ الثاني من يجعل النفس صفة مستقلة قائمة بالذات. يقول كلا القولين خطأ والصواب ما هو؟ الصواب نفسه اي ذاته الموصوفة بالصفات. وعليه فمعنى قوله ولا اعلم ما في اي لا اعلم ما في ذاتك اه اه ويحذركم الله نفسه اي يحذركم من من نفسه من ذاته سبحانه وتعالى بصفاته جل وعلا وهكذا بقية النصوص التي ورد فيها هذا الاطلاق اه لما نقرأ كلام المصنف في بداية الكلام هنا قال ومما نطق به القرآن وصح به النقل من الصفات وصح به النقل من الصفات. كلامه يحتمل احد امرين يحتمل اما انه يعد النفس صفة مستقلة مثل ما تقول الرضا والغضب والمحبة والسخط يقال ايضا على على على هذا الفهم والايش والنفس وهذا كما قرر شيخ الاسلام ما هو؟ خطأ. ليس ليس هذا معنى الاية. فكلام المصنف يحتمل هذا ويحتمل امر اخر الامر الاخر ناخذه من منهجه الذي هو بصدد الكلام عليه وهو اثبات ما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا وهذا محتمل محتمل انه يتكلم على اثبات ما اثبته يعني نطلق ما اطلقه الله عز وجل في كتابه العزيز من اوصاف او من اخبارات فهذا محتمل وعلى المعنى الثاني يكون الكلام هنا مستقيما مع ما قرره يعني آآ اهل العلم من ان النفس ليست مستقلة نظير كلام المصنف هذا وقع عند ابن خزيمة في كتاب التوحيد ابن خزيمة ذكر كلاما مثل هذا يفهم منه ان الله عز وجل موصوف بصفة هي النفس ولكن كما قرر شيخ الاسلام وغيره من اهل العلم ليس هناك صفة مستقلة والنصوص لا تدل على على ذلك آآ النفس هنا بالاسكان. النفس بالاسكان ويأتي في بعض الاحاديث النفس مضافا الى الله بالتحريك النفس في مثل قوله اني لاجد نفس الرحمن من جهة اليمن. اني لا اجد نفس الرحمن من من جهة اليمن. وفرق بين النفس والنفس النفس المراد به في مثل قوله صلى الله عليه وسلم اني لاجد نفس الرحمن اي تنفيسا. تنفيسه تبارك وتعالى تنفيسه على عبادة وما يعني يترتب على ذلك من تيسير واعانة وتوفيق وسداد اني لاجد نفس الرحمن من جهة اليمن اي تنفيسه على عبادة والمعنى هنا بالتحريك يختلف عن المعنى الوارد في مثل هذه النصوص التي ذكرها المصنف رحمه الله قال الله عز وجل اخبارا عن نبيه عيسى عليه السلام انه قال تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب. عرفنا ان معنى قوله ولا اعلم ما في نفسك اي اي ما في ذاتك المقدسة انت يا الله. فانت يا الله تعلم ما في نفسي. يعني لو اخفيت شيئا في نفسي ولم يطلع عليه احد من الخلق تعلمه انت كما قال الله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. فهو سبحانه وتعالى الغيب عنده شهادة والسر عنده علانية لا تخفى عليه قافية فهو يعلم ما في نفوس العباد يقول عيسى تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك يعني الشيء الذي آآ لم تعلمني به. واستأثرت بعلمه عندك. في علم الغيب عندك. ولم تطلع عليه احدا من خلقك او لم تطلعني عليه انا. فلا علم لي به. لانه لا علم لي الا ما علمتني اياه فهذا معنى قوله تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. والاية فيها ادب رفيع من عيسى عليه السلام. وهذا يتبين بالنظر في سياق الاية. الاية جاءت في سياق يقول الله عز وجل فيه واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ومعنى سبحانك اي انزهك يا الله عن ذلك. قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق. يعني اه ما ليس لي بحق ان اقوله لا اقوله من الامور التي ليست حق الافتراء على الله. وادعاء ان مع الله الها اخر ان كنت قلته فقد علمته. لاحظ هنا جواب عيسى عليه السلام ما قال لا يا الله ما قلت ذلك وانما اتى بهذه العبارة التي تدل على كمال الادب ورفيعه. قال ان كنت قلت فقد علمته تعلمون ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك يعني لو ان شيئا عندي اخفيته في نفسي علمك محيط به ولا اعلم ما في نفسك يعني لو استأثرت بامورا بامور عندك والله عز وجل علمه محيط تبارك وتعالى بكل شيء يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا. ولا اعلم ما في نفسك لان علم الله عز وجل محيط بكل شيء واما علم العبد مهما بلغ فهو كما قال الله تعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا قال وقال عز وجل كتب على نفسه الرحمة. كتب على نفسه الرحمة. كتب على نفسه الرحمة اه الكتابة هنا كتابة كونية قدرية لان الكتابة المضافة الى الله عز وجل نوعان كتابة كونية قدرية وكتابة شرعية دينية والقول في الكتابة كالقول في الارادة. ومثل ذلك ايضا يقال في الاذن والقضاء والتحريم وغيرها. كلها تنقسم الى كون قدر وشرع دينه. قوله كتب على نفسه الرحمة اي كتب ذلك عليه على نفسه كونا وقدرا. والمراد بالنفس هنا اي ذاته تبارك تعالى المقدسة الموصوف بالصفات سبحانه وتعالى. كتب على نفسه الرحمة. وسيأتي معنا في حديث ان هذا الكتاب الذي كتبه تبارك وتعالى وكتب فيه على نفسه الرحمة وضعه عنده تبارك وتعالى فوق العرش وسيأتي الكلام على ذلك. وقال عز وجل لموسى عليه السلام واصطنعتك لنفسي الاصطناع هنا يتضمن معاني كثيرة يتضمن الرعاية والعناية والاصطفاء والتربية والتوفيق وآآ اصطفائه للنبوة والرسالة اجتباء موسى عليه السلام كل هذه من اصطناع تبارك وتعالى لموسى اصطنعه لنفسه. آآ ومعنى قوله آآ لنفسي عرفنا معنى النفس فيما سبق اي ذاته تبارك وتعالى المقدس. اه اصطنعه لنفسه هذا فيه تشريع لموسى وتمييز له عليه السلام وتفظيل ان الله عز وجل اصطنعه لنفسه وهذا فيه اصطفاء واجتباء ومزيد تكريم لموسى عليه السلام والشاهد من الاية قوله لنفسي والمراد بالنفس اي هو سبحانه وتعالى بذاته الموصوفة بالصفات. قال وروى ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه. وان اقترب الي شبرا اقتربت اليه ذراعا وان اقترب فالي ذراعا اقتربت اليه باعا. وان اتاني يمشي اتيته هرولة. هذا الحديث متفق عليه آآ قوله انا عند ظن عبدي بي انا عند ظن عبدي بي. هذا فيه احسان الظن بالله تبارك وتعالى. وان يكون العبد حسن الظن بالله. ويقول ابن القيم رحمه الله حسن الظن ملازم لصلاح العمل تمام الملازمة لا ينفك عنه. فاذا وجد صلاح العمل وجد حسن الظن اما من يسيء العمل ويتمنى على الله الاماني فهذا مغرور وليس من باب حسن الظن. حسن الظن لابد فيه من احسان العمل. الاقبال على الله والاقبال على طاعة الله وتعالى وهذا المعنى الذي نبه عليه ابن القيم وغيرهم من اهل العلم واستفادوا من الحديث لانه قال انا عند ظن عبدي انا عند ظن عبدي بي. هنا الاظافة الى الله عبدي تقتضي عبودية من العبد وصلاح في العبد يدل عليها هذه الاضافة اضافته الى الله عز وجل كما في قوله وعباد الرحمن ثم ذكر ماذا؟ اوصافهم. فقوله عبدي هذا يدل على صلاح في العمل ومع صلاح العمل يأتي ويستقيم حسن الظن. بالله تبارك وتعالى. قال انا عند ظن عبدي بي ومعنى قوله عند ظن عبدي بي اي ان ظن بي خيرا حصل خيرا وان ظن بي شرا حصل شرا ولهذا على العبد المؤمن ان يقبل على الله وعلى طاعة الله والا يظن بربه الا خيرا ويتأكد هذا المعنى عند الموت. كما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بربه عز وجل. يعني يظن بان الله سيرحمه ويغفر له ويدخله الجنة وينجيه من النار يموت وهو يحسن الظن بالله تبارك وتعالى. قال وانا معه حين يذكرني وانا معه حين يذكرني المعية هنا هي المعية الخاصة لان معية الله نوعان عامة وخاصة العامة هي العلم علم الله بالعباد واطلاعه عليهم وانه لا تخفى عليه تبارك وتعالى منهم خافية. الخاصة مثل ما في هذا الحديث وهي تقتضي الرعاية والتأييد والحفظ والتسديد والتثبيت والتوفيق. قال وانا معه اي معية خاصة اسدده واعينه واوفقه واحفظه انا معه حين يذكرني وهذا فيه فضل ذكر الله عز وجل. فالعبد اذا حافظ على ذكر الله نال بذلك معية الله له الخاصة قال فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ان ذكرني في نفسه يعني سرا بينه وبين نفسه يذكر الله بينه وبين نفسه. ذكره الله عز وجل مقابل ذلك في نفسه يعني ليس على ملأ. وانما يذكره الله سبحانه وتعالى في نفسه. وهذا موضع الشاهد من الحديث. والمراد بنفسه ذاته تبارك وتعالى المقدسة الموصوفة بالصفات. ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم. اي الملائكة الذين لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وهذا فيه شاهد للقاعدة المشهورة الجزاء من جنس العمل الجزاء من جنس العمل وهل جزاء الاحسان الا الاحسان هذا اه في الاحسان وفي الاساءة قال تعالى ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء فالجزاء من جنس العمل وكنت فيما سبق يعني اتمنى لو ان احد طلاب العلم يجمع هذه الامثلة التي فيها الجزاء من جنس العمل. من نفس عن مسلم كربة في من كرب الدنيا نفس الله عنه قربة من كرب يوم القيامة. فالله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه في نظائر كثيرة التي من قبيل الجزاء من جنس العمل فكنت اتمنى ان لو جمعت هذه النظائف في مكان واحد حتى يستفيد منها طلاب العلم. ثم رأيت عند يعني احد الاخوة قبل شهرين كتابا في مجلدين بعنوان الجزاء من جنس العمل وجمع فيه هذه الامثلة لكن ما يعني ما قرأت في الكتاب وانما هو في مجلدين وفكرته هي هذه الفكرة جمع يعني هذه النظائر قوله ذكرته في ملأ خير منهم هذا من اقوى ما استدل به من استدل على تفضيل الملائكة على الباشا وهي مسألة مشهورة ايهم افظل الملائكة او البشر والاقوال في ذلك ثلاثة. قول من قال ان الملائكة افضل مطلقة والقول الثاني ان البشر افضل مطلقا والقول الثالث التفصيل وهو الحق والصواب. الا وهو ان آآ الانبياء وصالح البشر افضل من الملائكة. وبسط ذلك مذكور في كتب كثيرة منها كتاب زميلنا الفاضل الشيخ محمد عبدالرحمن ابو سيف الجهني له كتاب بعنوان المباحث المفاضلة في العقيدة مباحث المفاضلة في العقيدة وكتاب قيم في بابه. جمع فيه المفاضلة في العقيدة. مثلا المفاضلة في الصفات معنا شاهدا على ذلك المفاضلة بين الملائكة والانبياء المفاضلة بين الصحابة المفاضلة بين كذا كل مباحث المفاضلة في العقيدة جمعها ورتبها ودرسها في مجلد واحد قال وان اقترب الي شبرا اقتربت اليه ذراعا اقترب الي ذراعا اقتربت اليه باعا وان اتاني يمشي اتيته هرولة. وهذا فيه اثبات صفة القرب لله سبحانه وتعالى وانه يقرب متى شاء كيف شاء على الوجه الذي يشاء. ونحن نؤمن انه سبحانه وتعالى يقرب من عبادي كما اخبرت كما دل عليه كتابه العزيز وكما دل عليه سنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه وقوله في تمام الحديث وان اتاني يمشي اتيته هرولة في اثبات هذه الصفة. لله سبحانه وتعالى والقاعدة في الباب ذكرتها غير مرة كل ما يضاف الى الله عز وجل من الصفات فهو على الوجه الذي يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه. قال وروى ابو هريرة رضي الله عنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فكتبه على فهو موضوع عنده على العرش ان رحمتي تغلب غضبي هذا فيه تفسير للاية السابقة وهي قوله تعالى كتب على نفسه الرحمة ولهذا يريده المفسرون بالمأثور عند هذه الاية اه لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فكتبه على نفسه كتابته تبارك وتعالى لهذا الكتاب الذي كتبه على نفسه كتب ربكم على نفسه الرحمة. والحديث فيه ان رحمتي تغلب غضبي. هذه الكتابة لها حكم قد يظهر لنا منها شيء وقد لا يظهر. لكن من من ما ذكره اهل العلم من تلمس الحكم في ذلك آآ تعظيم هذا الامر ومزيد العناية به. وذكره للعباد ذكره للعباد وفي ذكره لهم من الاثار المباركة الشيء الكثير. لما يعلم العبد ان الرب العظيم كتب عندما قدر الخلائق كتابا كتب فيه ان رحمتي سبقت غضبي ووضعه عنده فوق العرش لما يعلم العبد بان الرب العظيم كتب هذا الكتاب وضع عنده فوق العرش. اي اثر يقع في قلب العبد بايمانه بهذا الوصف او بهذا الامر عندما يؤمن ان الرب العظيم كتب كتابا كتب فيه ان رحمتي سبقت وفي رواية من غضب غلبة غضبي لا شك ان هذا يجعل العبد يعظم رجاؤه في الله وتعظم امله في نيل رحمة الله ويقبل في طلب رحمته سبحانه وتعالى وله اثار مباركة يعني اعلام العباد بكتابة الرب لهذا الكتاب وهذه من الحكم التي ذكرها اهل العلم تلمسا والا علمنا الحكمة او لم نعلمها نؤمن نحن بذلك. كما اخبر بذلك الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فهذا الكتاب كتبه الله على نفسه وهو موضوع عنده على العرش. الحديث فيه اثبات علو الله عز وجل على عرشه وفي اثبات العرش وفيه اثبات هذا الكتاب وانه موضوع عنده تبارك وتعالى اه فوق العرش فكل هذه امور نؤمن بها ونثبتها من هذا الحديث الثابت في الصحيحين وقوله ان رحمتي تغلب غضبي ان رحمتي تغلب غضبي آآ هذا فيه ان الرحمة اشمل واوسع من الغضب وفي دعاء الملائكة وحملة العرش الذين يحملون العرش ومن حوله بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فرحمة الله عز وجل وسعت اه كل شيء. واثار رحمته في عباده لا الدوا لا تحصى وغضب الله عز وجل خصه بمن آآ عصاه رحمة الله وسعت كل شيء وغضبه خص خصه بمن عصاه وخالف امره اه هنا هذا يوضح لنا معنى ان رحمتي غلبت لان الرحمة فيها سعة وفيها شمول والغضب مخصوص الغضب مخصوص ومقيد اه الذين تعرضوا لسخط الله وباؤوا بغضب الله تبارك وتعالى فهذا يوضح لنا آآ معنى قوله ان رحمتي سبقت غضبي او غلبت غضبي وايضا هذا الحديث يدل على مسألة ذكرها العلم وهي في الكتاب الذي اشرت اليه كتاب المفاضلة في العقيدة مسألة التفاضل بين الصفات التفاضل بين الصفات صفات الله تبارك وتعالى متفاضلة ولهذا على ضوء هذا حديث لو سألت ايهما افضل الرحمة او الغضب؟ الرحمة فهذا يدل على التفاضل بين الصفات كلام الله عز وجل من صفاته وكلامه متفاضل. اية الكرسي افضل اية في القرآن. الفاتحة افضل سورة في القرآن قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن وكله كلام الله عز وجل. ففيه تفاضل ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك. هذا فيه اشارة الى التفاضل بين الصفات الشاهد من الحديث آآ قوله فكتبه على نفسه فكتبه على نفسه و ذكرت لكم فيما سبق ان كلام المصنف يحتمل امرين يحتمل انه يرى ان النفس صفة لله عز وجل وان كان يرى ذلك فالنصوص ليست واضحة في الدلالة على ذلك بل دلالتها على المعنى السابق الذي ذكره شيخ الاسلام وهو الذات الموصوفة بالصفات واضحة وقد يراد او وقد يحتمل كلام المصنف اشرت اليه انه قصد يعني الاثبات لكل ما ورد سواء على وجه الصفة مثل الرحمة والغضب او الاخبار عن الرب تبارك وتعالى. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. طيب. السؤال الاول يا شيخ اه قوله تعالى كتب على نفسه الرحمة حيث وصف النفس بالرحمة. نعم. الا يدل هذا على ان الرحمة غير النفس. ان الرحمة غير النفس غير النفس النفس عرفنا فيما سبق ما المراد بها ذات الله الموصوفة بالصفات من هذه الصفات ماذا؟ الرحمة فالرحمة صفة قائمة بالله عز وجل قائمة به نفسه سبحانه وتعالى. فالرحمة صفة لله جل وعلا. والله نفسه اي ذاته سبحانه وتعالى الموصوفة بالصفات. لذلك يسأل السائل في هذه المسألة هل جعل النفس من صفات الله عز وجل قول لاهل السنة او قول لبعضهم ذكرت لكم ان ابن خزيمة والمصنف عبد الغني المقدسي رحمه رحمه الله. يعني جاء في كلامهما ما قد يفهم منه. اه انهما يعدان النفس صفة وكلام عبد الغني قرأناه قبل قليل وكلام ابن خزيمة شبيه بهذا الكلام وهو يحتمل انهما يعدان هذه الصفة. واذا اه كان كذلك فهذا خطأ كما نص على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ويمكن حمل اه كلامهما بما يتفق مع دلالات النصوص في معنى النفس بان يقال مقصود ذلك يعني آآ آآ المنهج العام في الاثبات ما يضاف الى الله تبارك تعالى قد يكون يعني لانه لما ذكر القول الاخر ويعني خطأه فهذا قد يفهم منه ان يعني بعظ علماء السلف رحمهم الله اعدوا ذلك من الصفات يعني فهما من ظاهر الايات التي والاحاديث التي وردت في هذا المعنى. لكن مثل كلام ابن خزيمة وكلام عبد الغني ان ان امكننا ان نحمله بما يتفق مع يعني آآ ظاهر النص ودلالته ومفهومه الواضح منه لا شك انه اولى. مع ان يعني آآ عبارته يعني قال من الصفات. يعني من الصفات لكن ان امكن والا يعني يبقى يعني القول القول الواضح اه الذي قرر جمهور اهل العلم. يقول ما الفرق بين والسخط والكره اليست هذه صفات مترادفة؟ آآ القول بالترادف يعني محل نظر. لكن يعني ان يقال انها صفات اه متقاربة في المعاني لا بأس بذلك. اما مترادف هذا محل لان مع المراد بالترادف ان انه متطابقة تمام المطابقة في الدلالة على معنى معين. لكن آآ مثل هذه الصفات يعني بالتأمل وبمراجعة كتب اللغة وكلام اهل العلم قد يوجد معاني او فروقات دقيقة بينها. يعني ان يقال انها متقاربة ممكن. اما مترادفة فهذا محل نظر يقول ذكرتم في الارادة اربعة اقسام اي نعم آآ فهل آآ من اعادة للرابعة؟ الا تلكأت علي فيظن اذا اعدتها بعدين يمكن يعيد اعيدها مرة ثانية. ها؟ ساعدوني طيب. انا من فترة اهل العلم يقولون هذي مفيدة في الفروقات لان الفرق الفروق بين الارادتين كثيرة الارادة الكونية القدرية والارادة الشرعية الدينية. وبالمناسبة لعلي اعدد لكم بعض الفروقات بين الارادتين الارادة الكونية القدرية قد يحبها الله وقد لا يحبها الله. اما الارادة الشرعية الدينية دائما هي محبوبة لله تبارك وتعالى. الارادة الكونية القدرية لابد ان تقع اما الارادة الشرعية الدينية فانها قد تقع وقد لا تقع اه اه من الفروقات التقسيم هذا الرباعي الذي ذكره اهل العلم. اه ان الارادتان تجتمعان في حق المطيع. يعني من اطاع الله سبحانه وتعالى اجتمعت فيه الارادتان لان الله اراد منه الطاعة آآ كونا وقدرا واراد منه الطاعة ايضا شرعا ودينا. آآ وتجتمع وتوجد الارادة الكونية القدرية وترتفع الارادة الشرعية الدينية في كفر الكافر. فكفر الكافر هذا اراده الله عز وجل من الكافر كونا وقدرا لكن لم يرد منه شرعا ودينا الكفر. آآ وجود الارادة الشرعية الدينية وارتفاع الارادة كونية القدرية في ايمان الكافر. الذي مات على الكفر ايمانه اليس مرادا لله شرعا والا لا؟ ايمان الكافر مراد من الله عز وجل شرعا والا لا شرعا الله عز وجل يريد ذلك شرعا والدعوة الاسلامية موجهة لعموم الناس ولكنه لم يرد ذلك تبارك وتعالى كونا وقدرا. بقي القسم الرابع وهو ما ارتفعت فيه الارادتان يعني ليست موجودة لا اه الارادة الكونية القدرية ولا الارادة الشرعية الدينية وهي وهذا المثال يعني في مثال متصور ليس موجود يعني متصور في الذهن وليس موجود ما هو كفر المؤمن. الذي يعني اراد الله ان يموت على الايمان. كفر المؤمن الذي اراد الله ان يموت على الايمان. هل كفره اراده الله عز وجل كونا وقدرا؟ لم يردنا. لم يريد لانه لو اراده لما مات على الايمان بل يموت على ايش؟ على الكفر. وايضا كفره هل هو مراد لله شرعا؟ لا اذا هنا ارتفعت الارادتان ارتفعت الارادتان اذا هذا مثال فقط يعني متصور ليس موجود لكنه يوضح ارتفاع الارادتان ارتفاع ارادتين في مثل كفر المؤمن. فالمؤمن الذي اه شاء الله عز وجل ان يموت على الكفر. ان يموت على الايمان عفوا ارتفع في حقه الارادة الكونية القدرية والارادة الشرعية الدينية لان كفر وليس مرادا لله لا كونا ولا ايظا شرها. لعلها واظحة ان شا الله. واظحة طيب من يعيد يعيد لي اياها؟ نعم. ايمان المؤمن نعم. ايمان الكافر الشيخ طيب اه بس حتى نتفق على منهج. اه الاسئلة بهذه الطريقة ما تسمع من الاخوان. انا اجيب على تسمحون واجيب على سؤال الاخ؟ ما يدرون ايش السؤال كان انا حبيت نجيب على اسئلة القريبين بس ما يستفيدون يعني هذا اللي عنده سؤال يكتبه ويقرأه الاخ يقول نعم حفظكم الله كيف نجمع بين حسن الظن بالله تعالى وخوفه عز وجل؟ فكيف نجمع بين حسن الظن بالله وخوفه عز لابد من الجمع بينهما لا بد من الجمع بين الامرين حسن الظن بالله تبارك وتعالى والخوف منه والجمع بينهما يتيسر للعبد معرفة اوصاف الله عز وجل. فالله عز وجل خسوف بالرحمة والانعام والاكرام وما الى ذلك وموصوف ايضا بالغضب والسخط والانتقام. ولهذا قال الله عز وجل فلنبه عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم. ولهذا العبد لا بد له من اه جاء رحمة الله عز وجل والخوف من من عقابه. اما ان يبقى يحسن الظن بالله ويهمل الامور يعني العناية بالامور التي توجب سخط الله جل وعلا فهذا يجر الى الوقوع في العصيان ومن ثم الغرور. يعني اه اه يتمادى في في المعصية وينهمك في في الاثام وهو يظن انه من اهل الجنة. فهذا نعم. يقول ذكرت فضيلة الشيخ ان كل تعطيل محفوف بتشبيهين. افلا اعدتم ذلك حتى ان افهمه جيدا كل تعطيل محفوف بتشبيهين يعني تشبيه يسبق التعطيل وتشبيه آآ يأتي بعد التعطيل. ولهذا ما من تعطيل الا ويسبقه تشبيه ويلحقه تشبيه ووضحت ذلك بان الذي عطل الصفة انما عطلها لتشبيه وقع في نفسه تجاه هذه الصفة جره الى التعطيل لانه لم يفهم من الصفة المضافة الى الله عز وجل الا المماثلة للمخلوقين. فهذا التشبيه الذي قام في جره الى التعطيل فعطل الصفة. لما عطل الصفة شبه الله عز وجل اما بالجمادات او المعدومات او الممتنعات بحسب نوعية تعطيلا ولهذا كل تعطيل يسبقه تشبيه ويلحقه تشبيه. يقول فضيلة الشيخ اذا كان البغظ متعلقه باهل المعاصي وهم اكثر من الطائعين فيكون البغظ على هذا اوسع من الرحمة فكيف بين هذا والحديث الا اهل المعاصي آآ تشملهم الرحمة العامة التي بها ينعم ويطعمهم ويسقيهم ينجيهم من بعظ مصائب الدنيا ونحو ذلك يعني تشملهم الرحمة العامة لكن لا تشملهم الرحمة الخاصة التي قال وكان بالمؤمنين رحيما فلا تشملهم والا كما جاء في دعاء الملائكة ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما رحمة الله وسعت كل شيء اما غضبه فهو خاص بمن آآ عصاه وخالف امره يقول فضيلة الشيخ قول النبي صلى الله عليه وسلم يعمل احدكم بعمل اهل الجنة فما يكون بينه وبينها الا شبرا فهنا قدر الله ان يعمل بعمل اهل النار. فدخل النار. فهل هذا يدخل في القسم الرابع وهو كفر المؤمن الذي لا يريد لا يريد الله كونا ولا شرعا او لا لا يدخل لان المراد بكفر المؤمن وضحته لكم قلت لكم هذه مسألة غرف الذهن للتوظيح فقط. آآ ومرة ثانية اقول ما المراد بكفر المؤمن من المؤمن الذي آآ يعني في المثال؟ المراد بالمؤمن الذي كتب الله ان يموت على الايمان المؤمن الذي كتب الله ان يموت على الايمان. فهذا الذي كتب الله ان يموت على الايمان. كفره هل هو مراد لله كونا؟ وهل هو مراد لله شرعا؟ لا اذا ارتفعت الارادتين. فالمراد بالمؤمن من كتب الله ان يموت على الايمان. هذا الذي كتب الله ان يموت على الايمان كفره ليس مرادا لله لا كونا ولا ايظا شرعا فهنا ارتفعت الارادتان وهو مثال للتوظيح فقط. هنا الاخير احد الاخوة ينبه ان الصحابي القائل ما ما فرقوا هؤلاء هو ابن عباس لا ابن مسعود. آآ انا يعني ذكرت ان ابن مسعود وآآ يعني كان الامر يعني مشتبه عليه لعل الاخ متثبت اكثر ويقول كذلك بان الكلام المحكي في الحموية وغيرها مم هو عن ابن المبارك لا عن ما لك هذا وهم ثاني جزاك الله خير ايها الكاتب. لكن ليت الاخ نفسه غدا يأتي لنا بالنصفين آآ اه من اه كتاب التوحيد لان هذا النص موجود في كتاب التوحيد الاول. والنص الثاني موجود في الحموية ينقل لنا النص كاملا نقرأه على الاخوان واكرر ايضا دعائي له جزاه الله خيرا على التنبيه وصلى الله وسلم على نبينا محمد