بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. وبعد. قال المؤلف رحمه الله والامام بان الايمان قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية قال الله تعالى فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وقال عز وجل ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. وقال عز وجل ويزداد الذين امنوا ايمانا وروى ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وسبعون وفي رواية بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الايمان. ولمسلم وابي داود فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان المصنف رحمه الله بدأ هنا بالكلام على الايمان حده وامور اخرى متعلقة به وذكر في هذا الامر خلاصة مفيدة وايجازا نافعا لما يتعلق بقول اهل السنة والجماعة رحمهم الله في هذه المسألة الجليلة العظيمة والايمان هو اجل المقاصد. واعظم المطالب. وانبل وحاجة الناس اليه وضرورتهم الى العلم به تطبيق اعظم الضرورات. بل ليس للناس حاجة. في هذه الحياة مثل حاجتهم الى الايمان بالله وبما امر تبارك وتعالى عباده بالايمان به. وحاجتهم الى العلم بالايمان وتطبيقه اعظم من حاجتهم الى الطعام والشراب واللباس وسائر الامور وهذه المشار اليها بها حياة الانسان في دنياه. اما الايمان فبه حياته في الدنيا والاخرة. يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. فالحياة الحقيقية لا تكون ولا تتحقق الا بالايمان ومن حكمة الله سبحانه وعظيم فضله ان الامر كلما كانت حاجة العباد اليه اعظم وضرورتهم اليه الزم كانت سبل نيله وطرائق تحصيله اوضح وابين من غيره وهذه سنة ماضية. كل ما كانت حاجة العباد الى شيء اشد. كان تيسر الحصول اليه وسبل نيله اعظم من غيره. وتأمل هذا في حاجات الناس. حاجة الى الهواء اعظم من حاجتهم الى الماء. ولهذا تحصيل الهواء ايسر من تحصيل الماء في هذه الدنيا. وحاجة الناس الى الماء اعظم من حاجتهم الى الطعام ولهذا تحصيل الماء ايسر من تحصيل الطعام. وحاجة الناس الى الايمان اعظم من كله واهم من ذلك كله ولهذا الايمان ودلائله وحججه اوضح ما يكون وابين ما يكون. لمن من الله عز وجل عليه بالايمان وهداه اليه. وكيف لا يكون واظحا وهو اهم المقاصد ولاجله خلق الخلق واوجد الناس. لا يمكن ان يكون خفيا ملتبسا لا يعرف ولا يعلم وليس عليه براهين واظحة ودلائل بينة لا يمكن ان يكون كذلك بل براهينه اوضح ما يكون ودلائله ابين ما يكون. والشواهد عليه لا تعد ولا تحصى. فهذا شأن شأن الايمان. وعندما يقع لدى اشتباه فيه فالاشتباه ليس عائدا الى الايمان نفسه. وليس عائدا الى براهينه الصحيح وانما عائد الى ما قد يحدثه الناس. من اراء او اصطلاحات او نحو ذلك. ولهذا فان كثيرا من الخلافات التي تنسب سببها الاصطلاحات في الحادثة والاراء التي تستجد فيكون الناس فيها في وعطاء وقبول ورد وينسى بينهم بسببها شقاق وخلاف. ولهذا حل النزاع ورفع الاشتباه في هذا وغيره انما يكون بالرجوع الى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. كما قال الله جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا ولهذا من جميل صنيع شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لما بين الايمان في كتابه الفذ الفريد الايمان وتكلم عما نشأ فيه من خلاف واقاويل بدأه اول ما بدأ بالاشارة الى ان النزاع الذي يحدث حدث لدى الناس في هذه المسألة سببه المصطلحات الحادثة. فيتخاصم الناس فيها ويختلفون عليها ولهذا قال الطريقة الصحيحة السليمة في جمع القلوب معرفة الحق انما تكون بالعودة الى الكتاب والسنة. ولهذا بدأ رأسا بقوله ونحن نبين ما يتعلق بذلك من خلال كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وبدأ يأتي بالايات والاحاديث التي فيها تعريف الايمان وحقيقة من يرى حال الناس يرى في هذا الباب لدى بعض امور غريبة. يرى لدى بعضهم اهتمام بالغ. باصطلاحات حادثة ويشتد فيها واذا سئل عن بعظ الاحاديث المهمة في ايمان وبيان حده لا يعرفها. وهذه مشكلة اذا كان الارتباط بالاصلاحات حادثة مع اهمال كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه هناك احاديث مهمة في تعريف الايمان وبيان حده ينبغي ان تحفظ وتظبط وتعرف معانيها ويعرف الايمان المراد به من خلالها ويعيش الانسان مع الايات والاحاديث. لماذا يزجي الناس في تلك المصطلحات ومعرفتها ولا يوقفون على الاحاديث ومعانيها ودلالاتها فهذا من من اعظم اسباب الاشكالات التي تقع. هناك حديث جبريل المشهور وحديث وفد القيس واحاديث الشعب واحاديث كثيرة هي التي ينبغي ان يعتمد عليها وان تعرض للناس وتبين ويعرف ايمان حده وما يتعلق به من خلالها. وعلى هذا مضت كلمة السلف وائمة العلم في الايمان وما اشتغلوا بمثل هذه المصطلحات. وانما اشتغلوا بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومن خلاله ما يبين للناس الايمان الصحيح والمعتقد الحق الذي يتلقى من كتاب وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومثل هذه المصطلحات لا لا يلجأ اليها ابتداء وانما يبتدأ الانسان دائما وابدا بالقرآن والحديث. ثم اذا احتاج الى شيء من ذلك عند المناقشة او نحو ذلك يبين الحق من خلال التفصيل في معرفة تلك المصطلحات. ولا يكون عليها التعويل وانما يكون التعويل على الكتاب والسنة هذه طريقة السلف. في الايمان وفي غيره. ولو سلكت واتبعها الناس لم ما وجد خلاف لان الناس لا يمكن ان يجتمعوا الا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اما ما سوى ذلك لا يمكن ان يتحقق فيه او عليه اجتماع والمؤلف رحمه الله في هذا المختصر عرف الايمان على طريقة السلف رحمهم الله وبين بعيدا عن التكلفات والتعقيدات والمصطلحات المتعبة بعيدا عن ذلك كله. عرف الايمان بين حده بين امورا متعلقة به. ذكر شيئا من دلائله وبراهينه. وانتهى بذلك بيانه للمعتقد قال الايمان والايمان بان الايمان قول وعمل ونية. من من الايمان الايمان بان الايمان قول وعمل ونية. وهذا باتفاق السلف رحمهم الله ليس بينهم خلاف في ذلك كلهم متفقون على ان الايمان قول وعمل ونية احيانا تختلف العبارة فقط والمؤدى واحد يعني بعضهم يقول الايمان قول واعتقاد وعمل وبعضهم يقول الايمان قول وعمل وبعضهم يقول الامام قول وعمل ونية وبعضهم يقول الايمان قول وعمل ونية واتباع وسنة وعبارات نحو هذه العبارات وكلها من حيث المؤدى تؤدي الى مفاد واحد ومقصد واحد الايمان عند السلف قول وعمل قول بالقلب وهو الاعتقاد الحق الصحيح. المتلقي من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقول باللسان وهو النطق بالشهادتين. شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وعمل بالقلب واللسان والجوارح. عمل بالقلب. وذلك بان يأتي الانسان بقلبه باعمال الايمان مثل الحياء التوكل والرجاء والخوف والانابة وغير ذلك من الاعمال القلبية التي هي من الايمان وعمل باللسان اي ان يأتي بالاعمال الصالحة التي انما يؤتى بها باللسان مثل التسبيح التحميد والتكبير وتلاوة القرآن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك هذا كله ايمان وعمل بالجوارح وهو الاعمال التي يؤتى بها بالجوارح مثل الصلاة قيام والحج والجهاد فهذه كلها ايمان وعليه فقول السلف رحمهم الله الايمان قول و امل يدخل تحته هذه الاشياء. يدخل تحت قولهم الايمان قول قول وهو الاعتقاد والاقرار والتصديق. قول اللسان وهو وبالشهادتين. ويدخل تحت قولهم عمل عمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح. فهذه الامور كلها من الايمان باتفاق السلف. وكلها داخلة في الايمان وعلى كل واحدة من هذه الامور عشرات الادلة في الكتاب والسنة الدالة على دخولها في مسمى الايمان بعض السلف يقول الايمان قول واعتقاد وعمل ذكرت لكم اه قول بعظهم الايمان قول وعمل. بعظهم يقول قول واعتقاد وعمل. ينصون على الاعتقاد مع ان اعتقاد داخل في القول لكن لما كان ليس ظاهرا لكل احد دخول الاعتقاد في القول نص عليه. من باب زيادة البيان وتمام التوضيح. فبعضهم يقول الايمان قول واعتقاد وعمل ولهذا من يقول الايمان قول وعمل الاعتقاد معدود عنده في الايمان والا ليس معدودا في الايمان وهو داخل في القول لماذا؟ لان القول اذا اطلق في النصوص شمل قول القلب الذي هو وقول اللسان الذي هو النطق. مثلا قول الله تعالى قولوا امنا بالله ما مراد الله بهذا الامر؟ قولوا امنا بالله. اي قولوا هذا القول بالسنتكم مجردا؟ ابدا. وانما المراد قولوا ذلك بقلوبكم والسنتكم. ولهذا القول اذا اطلق في النصوص يشمل قول القلب وقول اللسان ولا يكون خاصا باللسان الا اذا قيد كما في قوله تعالى يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم. قيد القولون. فالقول اذا اطلق شمل قول القلب واللسان امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. ان الذين قالوا ربنا الله ونظائر ذلك كثير. اذا اطلق القول فانه يشمل قول القلب وقول اللسان. آآ فقول القلب الذي هو الاعتقاد وقول اللسان الذي هو النطق بالشهادتين. مرة ثانية اقول لما كان لا يظهر لكل احد دخول الاعتقاد تحت القول نص بعض اهل العلم عليه عند التعريف فقالوا الايمان قول قول واعتقاد وعمل وبعضهم يقولون الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان بالجوارح. وهذه كلها يعني تؤدي الى معنى واحد. المصنف هنا قال الايمان قول وعمل ونية. قول وعمل ونية. لما قال السلف القول وعمل؟ مرادهم بالعمل هي العمل القائم على نية صالحة. لكن لما كان هذا تتوقف الاعمال على قبوله نص عليه. ومن لم ينص عليه هو داخل تحت كلامه لكن لما كانت الاعمال لا تقبل الا بالنية نص عليه زيادة في البيان والتوظيح. قول وعمل ونية كما في الحديث الصحيح انما الاعمال بالنيات فالعمل الصالح لا يقبل الا بالنية اذا كان قائما على نية صحيحة وقصد صحيح ولهذا نص على النية رحمه الله بعضهم يزيد واتباع السنة والعمل لا يقبل الا اذا كان فيه اتباع للسنة قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه وليس مقبولا منه واذا فقول المصنف ونية وقول بعض السلف واتباع سنة فيه تنبيه على شرطي قبول الاعمال وهما الاخلاص والمتابعة الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. قال الايمان والايمان بان الايمان قول وعمل هذا حد الايمان وتعريفه. وقد جرت سعادة العلماء ان حدود الاشياء وتفسيرها تسبق تسبق الحكم عليها والكلام فيها. على القاعدة الحكم على الشيء فرع عن تصوره. ولهذا يتكلم عن الحد. قبل على الامور الاخرى ولهذا كتب اهل العلم التي فيها بيان الايمان اول ما يبدأ فيما يتعلق بالايمان بيان حده وتفسيره. وحدود الاشياء وتفسيرها تسبق الكلام عليها قال الايمان بان الايمان قول وعمل ونية. هذا تعريف الايمان في الشرع. هذا تعريف الايمان في الشرع على ضوء ما دل عليه كتاب الله العزيز وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ودخول القول والعمل والنية واتباع السنة في الايمان هذا عليه الدلائل الكثيرة. وسيشير المصنف رحمه والله الى بعضها لكن كل واحد من هذه يدل على دخوله في مسمى الايمان ادلة كثيرة القرآن والسنة وقد بسطت هذه الادلة في كتب اهل العلم. اما حد الايمان في اللغة فهو اشتقاقه من الامن. اشتقاقه من الامن وهو آآ القرار والاقرار. ولهذا الامن دخول اه الايمان دخول في الامن والاقرار دخول في القرار بين اللفظتين تطابق وتقارب في في المعنى بينهما تطابق في المعنى والدلالة الاقرار ايمان فالايمان من الامن والاقرار من القرار وكلها تعطي الطمأنينة او الثقة ولهذا احسن ما يعرف به الايمان لغة انه الاقرار. وهذا ما اختاره وقرره وانتصر له شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والاقرار فيه تصديق وقدر زائد على التصديق. وهو الاذعان في تصدير وقدر زائد على التصديق وهو الاذعان. الذي هو انقياد القلب اما التصديق فليس مرادفا للايمان. لان قد يكون تصديقا شيء ولا يكون في ولا يكون هناك انقياد واذعان. فلا يكون ايمانا فليس التصديق مرادفا للايمان قد يصدق ولا يكون مقرا ولا مؤمنا. كما قال ابو طالب ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا. لولا الملامة او حذار فسبة لرأيتني سمحا بذاك مبينا. فهو يصدق ان الدين حق. لكن لم يقر ما وجد عنده الاذعان لم يوجد عنده الاذعان. فالتصديق ليس مرادفا. للايمان واحسن ما يعرف به الايمان في اللغة هو الاقرار. والايمان والاقرار قرار وكلها طمأنينة وثقة. اما تعريفه في الشرع فهو ما ذكره المصنف رحمه الله بانه قول وعمل ونية. ثم ان الايمان عند السلف مركب من هذه الاشياء. الايمان له شعب واجزاء. من اجزاء وشعبه ما هو متعلق بالقلب ومنها ما هو متعلق باللسان ومنها ما هو متعلق بالجوارح. وهو كذلك عند السلف له اصل وفرض كما قال الله تعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت في السماء. شبه الايمان وكلمته بالشجرة التي هي النخلة المراد بالشجرة هنا النخلة كما جاء بيان ذلك في السنة والشجرة لها اصل وخرج والايمان كذلك له اصل وفرج. والاعتقاد الراسخ والايمان كان الجازم هو اصل الايمان الذي عليه يبنى ويقوم. وفروعه الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية والقربات العظيمة التي يتقرب بها المؤمنون الى الله تبارك وتعالى. وهو مثل الشجرة في كوني له اصل وفرع وثمار. وثمار الايمان هي كل خير في الدنيا والاخرة. وكل فضل وعطاء في الدنيا والاخرة ثمرة من ثمرات الايمان نتيجة من نتائجه. وامور الايمان التي هو مركب منها هي على ثلاثة اقسام وهذا جانب ينبغي ان ننتبه له. هي على ثلاثة اقسام. قسم طول الايمان بزواله. وقسم يزول كمال الايمان الواجب بزواله وقسم يزول كمال الايمان المستحب زواله. فهي على اقسام ثلاثة. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهو مركب اي الايمان من اصل لا يتم بدونه ومن واجب ينقص بفواته نقصا يستحق صاحبه العقوبة ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة. هذا في مجموع الفتاوى المجلد السابع الصفحة ست مئة وسبعة وثلاثين. وهذا كلام كلام متين. ينبغي ان بفهمه وظبطه. الايمان مركب من هذه الامور الثلاثة. من هذه الاقسام الثلاثة اصل لا يتم بدونه يعني اذا فقد يفقد الايمان. اذا فقد يفقد الايمان. ومن ذلك اصول الايمان الستة ارأيتم لو ان رجلا مضى حياته كلها صائما مصليا منفقا باذلا لكنه يقول انا لا اؤمن بالقدر. ايقبل منه عمله؟ اي بطاعته لا ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. فمن فمن امور ايمان ما اذا فقد فقد الايمان. ولا ولم ينتفع باي شيء منه ان وجد وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله. فاذا انتفى هذا القسم انتفى الايمان ولم ينتفع صاحبه لا بفرض ولا نفل. والقسم الثاني ما يذهب بذهابه كمال الايمان الواجب. ما يذهب كمال الايمان الواجب. كما يقول شيخ الاسلام ومن واجب ينقص بفواته نقصا يستحق صاحبه العقوبة لانه ترك واجبا من واجبات الايمان. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. فليس المنفي هنا اصل الايمان كما يقول الخوارج والمعتزلة. وانما المنفي هو كمال الايمان وانما هو كمال الايمان الواجب. لانه يجب على كل مؤمن ان يبتعد عن هذا الامر. وهكذا القول في بقية الحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس فيها اليه ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. فالنفي هنا لكمال الايمان الواجب والقسم الثالث ما يذهب بذهابه كمال الايمان المستحب. او ينقص بذهابه كمال الايمان المستحب. وفي الحديث الاتي المعروف بحديث الشعب عجز النبي صلى الله عليه وسلم اماطة الاذى عن الطريق من الايمان. اماطة الاذى اه عن الطريق من الايمان. وهذا فيه ان هذا العمل من اعمال الايمان لكن من ترك اماطة الاذى عن الطريق. ما الذي نقص من ايمانه الايمان المستحب. نقص الايمان المستحب. لان هذا الامر ليس واجب. مستحب واجره عند الله عظيم وثوابه جزيل. ومن موجبات مغفرة الذنوب ودخول الجنة. جاء في صحيح مسلم ان ان رجلا مر في طريق ووجد غصنا ذا شوك فاخذه قال والله لا ادع هذا في طريق المسلمين فيؤذيهم فشكر الله عمله فادخله الجنة. فشكر الله عمله فادخله الجنة ومن امور الايمان المستحبة لكنه موجب الجنان والفوز برضا الرحمن. ولهذا لما يقال عن امر من امور الايمان انه مستحب لا يعني هذا ان يستهين به الانسان. بعض الناس يقول هذا مستحب. لا يعني ان يستهين به الانسان قد ينجو به من النار. اتقوا النار ولو بشق تمرة. اتقوا النار ولو في تمرة ولهذا من الخير للانسان ان يحرص على امور الايمان المستحبة وان يعتني بها وان يحافظ عليها وهي باذن الله ستكون ردءا له من ترك الواجبات. اذا كان عظيم العناية بالمستحبات لكن ان تهاون بالمستحب وفرط فيه جره ذلك الى التهاون بما هو اعظم واهم وهو الواجبات. الشاهد ان الايمان مركب من هذه الامور الثلاثة ولما يفصل فيه هذا التفصيل يزول كثير من الاشتباه الذي قد ينشأ من الاطلاقات التي تكون صادرة عن اجمال وشيخ الاسلام رحمه الله يقول بالتفصيل يستبين السبيل يعني يتضح الامر ويزول الالتباس لكن لما تأتي احكام مجملة مطلقة بدون تفصيل يقع الاشتباه. فالامام مركب من هذه الامور الثلاثة ثلاثة وحال الايمان معها على ما سبق ايضاحه وتفصيله قال يزيد بالطاعة. وينقص بالمعصية. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. من شأن الايمان عند اهل السنة من المتقرر عندهم فيه ان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية قبل الدخول في هذا اضيف الى ما سبق في تعريف الايمان الذي مضى شرحه كله تعريف الايمان عند اهل السنة. وخالفهم في هذا اجمالا طائفتان او خالفهم في هذا يعني آآ لنقل وجهتان اناس قالوا بدخول العمل في مسمى الايمان وقرروا ان الايمان مكون من قول واعتقاد وعمل. ولكنهم في الوقت نفسه يعتقدون ان الايمان كل واحد لا يتجزأ اذا ذهب بعضه ذهب كل كل واحد لا يتجزأ اذا ذهب بعضه ذهب كله فهذا شأن الايمان عندهم. ولهذا اذا ذهب شيء من الايمان ولو كان من امور الايمان الواجبة يذهب الايمان لان كل واحد لا يتجزأ. وهذا مذهب الخوارج والمعتزلة هذا فالخوارج والمعتزلة مرتكب الكبيرة والتارك لامور الايمان او شيء من اعمال الايمان ينتقل من الايمان يخرج من الايمان بارتكابه للكبيرة او فعله معصية يخرج من الايمان وعند الخوارج يدخل في الكفر يعني يكون خارجا من الايمان وداخلا في الكفر ويوم القيامة مخلدا في النار. وعند المعتزلة يخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر. وانما يبقى في منزلة بين المنزلتين. لا مؤمن ولا كافر. وهذه من اصول المعتزلة القول بالمنزلة بين المنزلتين يعني منزلة لا كفر ولا ايمان. وهو عندهم يوم القيامة مخلد في النار ولهذا اتفق الخوارج والمعتزلة في هذه المسألة في عدة امور منها اخراج مرتكب الكبيرة من الايمان. ومنها القول بتقليده في النار. واختلفوا فقال الخوارج هو كافر وقال المعتزلة ليس بمؤمن ولا كافر وعلى الظد من هؤلاء قسم اخر يعني من خالف اهل السنة والجماعة كما قدمت على قسمين القسم الاخر من اخرج العمل من مسمى الايمان وهؤلاء جميعا وهم وهؤلاء جميعا يوصفون بالمرجئة. لان الارجاء معناه في اللغة التأخير قالوا ارجه واخاه وابعث في المدائن حاسرين اي اخره. فالارجاء في اللغة التأخير وهؤلاء لما اخروا العمل عن ما عن مسمى الايمان وجعلوا العمل ليس داخلا في مسمى الايمان صار وصفهم الذي يجمعهم هو الارجاء. لكن اهل الارجاء على اقسام. منهم من يرى ان الايمان مجرد المعرفة. ومنهم من يرى الايمان والتصديق. ومنهم من يرى الايمان هو القول فقط. ومنهم من يرى ان الايمان القول والاعتقاد والعمل ليس داخلا فيه فهؤلاء كلهم يقال عنهم مرجئة لكنهم آآ درجات وليسوا على مستوى واحد. واخف هؤلاء حالا القسم الاخير الذين يقول الايمان هو الاعتقاد والقول. وقولهم مع انه اخف الاقوال قول باطل مخالف لادلة كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه لان الادلة الدالة على دخول العمل في مسمى الايمان لا تحصى ولا تعد في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. وقد انبنى على اخراج هؤلاء للعمل للعمل من مسمى الايمان ان بنى على ذلك عندهم انواع من الاعتقادات الخاطئة المخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نعود الى قول المصنف رحمه الله يزيد بالطاعة وينقص المعصية. الايمان عند اهل السنة يزيد بالطاعة. وينقص اه اه بالمعصية. واهله ليسوا فيه سواء. بل يتفاوتون هنا في الايمان تفاوتا عظيما. وليس احد من الطوائف ليس احد من الطوائف يقول الايمان يزيد وينقص بانواع من الاعتبارات باعتبار التصديق وباعتبار العمل وباعتبارات عديدة الا اهل السنة والجماعة. ليس احد اهل السنة على على ذلك. قول اهل السنة في الايمان انه يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. اذا اقبل الانسان على طاعة الله وحافظ عليها زاد ايمانه واذا غفل عن ذكر الله او وقع في انواع من المعاصي نقص ايمانه بحسب ذلك والادلة على ان الايمان يزيد وينقص كثيرا ذكر المصنف رحمه الله طرفا منها. قال قال الله تعالى فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وقال عز وجل ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وقال عز وجل ويزداد الذين امنوا ايمانا. هذه ايات صريحة في ان الايمان يزيد. وهي احد انواع الادلة الدالة على ان الايمان يزيد وينقص والا من يتأمل القرآن الكريم يجد ان دلالته على ان الايمان يزيد وينقص من خلال انواع كثيرة. منها هذا النوع الذي اشار اليه المصنف وهو الايات المصرحة بزيادة الايمان ومن انواع الادلة الدالة على زيادة الايمان التصريح بزيادة الهدى والهدى من الايمان وآآ ومن ذلك قوله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. ومن انواع الادلة الدالة على زيادة الايمان التصريح بزيادة الخشوع والخشوع من الايمان. قال تعالى ويزيدهم خشوعا. ومن انواع الادلة التي على زيادة الايمان امر المؤمنين بالايمان. كقوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله. فهذا امر للمؤمنين بالايمان. والامر بالشيء لمن قام به ماذا يعني؟ الامر بالشيء لمن قام به لمن هو قائم به؟ ماذا يعني؟ لما يكون الى جنبك شخص يمشي تقول له امشي يا فلان وهو يمشي الى جنبك ماذا يعني هذا الامر؟ الزيادة. والمحافظة والعناية. فامر المؤمنين بالايمان دليل على ان الايمان يزيد. ولهذا امر اهل الايمان بالايمان ليزدادوا منه وليحافظوا عليه وليعتنوا به ومن انواع الادلة الدالة على زيادة الايمان ذكر تفاضل بدرجات اهل الايمان في الاخرة. كقوله تعالى ولكل درجات مما عملوا. وقول قوله تعالى في اه اه سورة الاسراء انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ولا الاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا ولا يأتوا في هذا المعنى كثيرة. فالتفاضل في درجات الجنة وفي ثواب الاخرة يرجع الى التفاضل في الايمان. ومن انواع الادلة اخبار الله تبارك وتعالى بان اهل الايمان على طبقات وذلك في قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. فذكر الظالم لنفسه ذكر المقتصد وذكر السابق بالخيرات. والسابق بالخيرات هو الذي فعل الواجبات ونافس والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات والمقتصد هو الذي فعل الواجب وترك المحرم. والضال لنفسه الذي في بعض الذنوب فيما دون الكفر. فهؤلاء ليسوا على درجة واحدة. فهذا دليل على ان الايمان زيد وينقص. فالظالم لنفسه بلا ريب انقص ايمانا من المقتصد. والمقتصد انقص ايمانا من بالخيرات والعكس السابق بالخيرات ازيد ايمانا من المقتصد والمقتصد ازيد ايمانا من الظالم لنفسه فانواع الادلة في القرآن الدالة على زيادة الايمان كثيرة جدا والسنة جاء فيها ادلة كثيرة جدا تدل على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى وان اهله فيه ليسوا سواء ليسوا على درجة واحدة. واقوال السلف في تقرير لذلك كثيرا من الصحابة والتابعين ومن اتبعهم باحسان. اقوالهم في هذا كثيرة في تقرير ان الايمان يزيد وينقص ومما جاء في ذلك قول عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه قال الايمان يزيد وينقص. قيل وما زيادته ونقصان قال وقال اذا ذكرنا الله وسبحناه وحمدناه زاد. واذا غفلنا وضيعنا ونسينا نقص هذا امر متكرر وكان الصحابة رضي الله عنهم يقول بعضهم لبعض قوموا بنا نزدد ايمانا تعالوا نزدد ايمانا فهذا امر متقرر لدى السلف الصحابة ومن اتبعهم باحسان. المصنف رحمه الله لا اقتصر ان كتابه مختصر على بعظ الادلة الدالة على زيادة الايمان ونقصان وفيما يتعلق بزيادة الايمان ونقصانه لا بد من معرفة امرين. الامر الاول اوجه زيادة الايمان ونقصانه. فالايمان عند اهل السنة والجماعة لا يزيد وينقص من وجه واحد. بل من وجوه كثيرة فهو يزيد وينقص من جهة العلم. ومن جهة التصديق. ومن جهة العمل. وآآ من من من جهات كثيرة يزيد الايمان وينقص من جهته. اوصلها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الايمان الى او توب. وهي في الجملة ترجع الى وجهين. زيادة الايمان من جهة في امر الرب وزيادة الايمان من جهة فعل العبد. ويمكنكم مطالعة تفاصيل ذلك في كتاب الايمان لشيخ اسلام ابن تيمية الامر الثاني اذا عرف المسلم ان الايمان يزيد وينقص فان من المهم والمفيد في هذا الباب ان يعرف اسباب زيادته واسباب نقصانه. اسباب زيادته يعرفها فليحرص على تطبيقها والقيام بها واسباب نقصانه يعرفها ليحذرها وليجتنبها واما اسباب زيادة الايمان فهي كثيرة من اهمها معرفة الله ومعرفة اسماءه وصفاته ومنها تدبر كتابه. ومنها معرفة سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم ومنها قراءة سير السلف الاخيار والصحابة الابرار. ومنها التأمل في ايات الله الكونية ومنها البعد عن عن المعاصي ومنها مرافقة اهل الخير مصاحبتهم فهناك امور كثيرة تزيد الايمان وتقويه. وهناك امور تنقص الايمان وتظعفه وهي ترجع الى قسمين. قسم يتعلق بالانسان يعني امور من الانسان نفسه وامور خارج الانسان مؤثرات خارجية تؤثر على الايمان بالنقص. الامور الداخلية مثل النفس الامارة بالسوء مثل الجهل بالدين ومثل الغفلة والاعراض فهذه كلها تنقص الايمان وتظعفه وربما اذهبته والمؤثرات الخارجية لعلها ترجع الى ثلاثة. الشيطان فهو من اعظم دعاة انقاص الايمان واضعافه واذهابه وقرناء السوء وخلطاء الشر والفساد وكذلك الدنيا بفتنها ومغرياتها. لكن في زماننا هذا يمكن ان نضيف الى هذه الامور الثلاثة امر رابعا وان كان يدخل لكن لخطورته في هذا الزمان فيجعل امرا رابعا في اظعاف الايمان وهو القنوات الفظائية بما فيها من شر وبلاء. وقد لاحظ الناس في زماننا هذا كيف انها دمرت كثيرا من الناس. وخلخلت ايمانهم اضعفت يقينهم واوقعتهم في انواع من البلايا والشرور ثم اورد المصنف رحمه الله حديث ابي هريرة وهذا الحديث مشهور عند العلماء بحديث وللعلماء عناية فائقة بهذا الحديث ومنهم من افرده بمصنفات كبيرة منهم منهم البيهقي في كتابه المعروف بشعب الايمان. وقبله آآ الحليمي وايضا ابن حبان وعدد من اهل العلم اعتنوا بهذا الحديث افرادا برسالة او كتاب مستقل او ضمنا في مؤلفاته. واهل العلم في فهم هذا الحديث فهم قول النبي وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة. منهم من يرى ان العدد هنا مقصود ومراد وان الايمان عدد شعبه بضع وسبعون وعلى الرواية الاخرى بضع وستون. ومنهم من ان العدد لا مفهوم له. وان المراد به التكفير. وهذا يأتي في اللغة ولا سيما في السبعة وما تظاعف منها سبعة وسبعين وسبع مئة. فالعرب تستعمل هذا للتكثير فمن اهل العلم من يرى ان العدد هنا لا مفهوم له وانما المراد ان ان الايمان شعبه كثيرة من يرى ان شعب الايمان محصورة في هذا العدد اعتنى بجمع الشعب منهم اعتنى بجمع هذه الشعب. وتفاوتت مناهجهم في جمع هذه الشعب. جمعها البيهقي وجمعها عدد من اهل العلم. وذكروا على كل شعبة دليلا. لكن اعرف طريقة مرت علي في جمع هذه الشعب. طريقة ابن حبان البستي رحمه الله. ابن بن حبان اعتنى بهذه الشعب عناية عجيبة وفريدة. يقول هو نفسه في كتابه الصحيح صحيح بن حبان يقول تتبعت شعب الايمان في الكتاب والسنة وجمعتها فاجتمع عندي عدد كثير. فرجعت مرة واخذت اتدبر القرآن. واستخرج منه كل عمل وكل امر اعده الله في الايمان في القرآن ايمانا. يعني مثلا وما كان الله ليضيع ايمانه. قد افلح المؤمنون الذين فهم في صلاتهم خاشعون الى اخر الايات. انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الى اخر الايات. فتتبع القرآن يستخرج منها كل عمل او امر نص على انه من الايمان. يقول يقول فاجتمع عندي عدد دون السبعين فاخذت اتتبع السنة حديثا حديثا. ويقول ان اخذ في هذا وقتا طويلا. يتتبع السنة حديثا حديثا يستخرج منها كل حديث نص فيه على عمل من الاعمال انه من الايمان. يقول فاجتمع عندي دون السبعين. فجمعت بينما اجتمع عندي من القرآن وما اجتمع عندي من السنة. وحذفت المكرر فعددتها فاذا هي بظع وسبعون هذي طريقته يقول واودعتها هذا كله يقوله في كتابه الصحيح يقول واودعت ذلك كله في كتابي وصف الايمان وشعبه فاغنى عن اعادته هنا كتاب وصف الايمان وشعب المفقود. انا لما قرأت كلامي هذا قلت ليته وليت ما تنفع. ما قال اه اودعته وانما ذكر له ملخصا له لكن لو تفتح عمل الشيطان. فيقول ولا فاغنى عن اعادته هنا كتاب آآ آآ كتاب وصف الايمان وشعبه ليس فقده من وقت قريب وان انما مفقود من وقت مبكر ولهذا ابن حجر ذكر انه لم يقف عليه. فيفتح الباري. وابن حجر رحمه الله له في بفتح الباري في صفحة واحدة كلام مختصر لكنه جميل في عد شعب الايمان. نظر في طريقة اهل العلم في جمع شعب الايمان وكتاباتهم ولخص مما اه مما آآ شعبا اختارها من مجموع ما وقف عليه من كتابات عديدة. فلخص ذلك في صفحة واحدة بدون عد بدون ذكر للادلة. ولهذا تلك الشعب يعني هي مختصرة وفي صفحة واحدة وقراءتها لا تطول وعند الكلام عن هذه الشعب الوقوف على تلك الخلاصة نافع ومفيد قال الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من الايمان. الحديث فيه فوائد. ولا نطيل في الكلام عليها لكن اشير الى شيء منها من فوائد الحديث ان الايمان يتناول ما قوموا بالقلب وما يقوم باللسان وما يقوم بالجوارح. هذه كلها يتناولها مسمى الايمان والحديث واضح وصريح في ذلك. اما تناوله لما يقوم باللسان ففي قوله اعلاها قول لا اله الا الله. واما لما يقوم بالجوارح ففي قوله اماطة الاذى عن الطريق. واما تناوله لما يقوم بالقلب ففي قوله والحياء شعبة من شعب الايمان ومن فوائد الحديث فظل كلمة التوحيد لا اله الا الله وانها افضل الكلمات على الاطلاق ولهذا عدها النبي صلى الله عليه وسلم اعلى شعب الايمان وارفع درجاته ومراتبه من فوائد الحديث ان شعب الايمان ليست على درجة واحدة بل متفاوتة. فلها فلها اعلى ولها ادنى فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق وبين هاتين الشعبتين شعب كثيرة منها ما هو قريب للاعلى ومنها ما هو قريب الادنى. ومن فوائد الحديث ان في دلالة واضحة على لان الايمان يزيد وينقص. لانه اذا كان الايمان متناولا لهذه الشعب. ومنها ما هو اعلى ومنها ما هو فالناس متفاوتون في هذه الشعب وتطبيقها قوة وظعفا زيادة ونقصا. وعليه فان الايمان يزيد وينقص. ومن اوجه زيادته ونقصانه قول النبي عليه الصلاة والسلام الحياء شعبة من الايمان. والناس ليسوا في الحياء سواء بل متفاوتون. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احيا امتي عثمان فالناس ليسوا في الحياء على درجة واحدة. وهذا وجه من اوجه زيادة الايمان يزيد وينقص باعتبار ما يقوم في القلب من اعمال. وكذلك قوله واماطة الاذى عن الطريق عمل من الاعمال وهو من الايمان. والناس في هذا على درجات. ويمكن اجمال حال الناس مع هذه الشعبة في ثلاثة اقسام. قسم يميط الاذى عن الطريق وقسم يضع هذا في الطريق وقسم يدع الاذى في الطريق. وهؤلاء ليسوا في الفضل سواء. هل يستوون؟ من يميط الاذى عن الطريق ومن يدع الاذى في الطريق ومن يضع الاذى في الطريق وكل من اهل الايمان. كل من اهل الايمان فليسوا في فيه على درجة واحدة. فالحديث فيه دلالة على ان الايمان يزيد وينقص يقوى ويضعف وان اهله ليسوا فيه سواء. ومن فوائد الحديث وهي فائدة آآ لطيفة عد النبي صلى الله عليه وسلم اماطة الاذى عن الطريق ايمان. والمراد بالاذى الاذى الحسي الذي يؤذي الناس. ويضرهم في سيرهم لتحصيل مصالحهم الدنيوية. مثل ان توضع القاذورات الله او مثلا توضع الاشواك او توضع الامور في طريق الناس فاماطتها عن طريق الناس ايمان. فهذه من الايمان يعني اماطة هذا الاذى الحسي الذي يؤذي الناس في اه طرقهم التي يسلكونها لمصالحهم الدنيوية هي ايمان فمن باب اولى ان يكون ايمانا اماطة الاذى الذي هو في طريق الناس لطاعة الله والتقرب اليه سبحانه وتعالى. فاماطة هذا النوع من الاذى عن الناس حتى يمظوا في عبادتهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى على وظوح وعلى بصيرة وعلى بيان هذا من اماطة الاذى عن الطريق فلهذا الرد على البدع وتحذير الناس من البدع وبيان السنن وايضاح الجادة الى للناس وتحذير من الاهواء المضلة والفتن المطغية هذا من اماطة الاذى عن الطريق. وهو من الايمان. هذا من اماطة الاذى عن الطريق وهو من الايمان لان البدع اذى اذى في طريق الناس لعبادة الله والتقرب اليه وهذا الاذى يصد الناس عن الحق ويصرفهم عن السبيل. ولهذا من الايمان من الايمان هذا الامر العظيم نعم ثم قال رحمه الله والاستثناء في الايمان سنة ماضية فاذا سئل الرجل امؤمن انت؟ قال ان شاء الله روي ذلك عن عبد الله ابن مسعود وعلقمة ابن قيس والاسود ابن يزيد وابي وائل شقيق ابن سلمة ومسروق من الاجدع ومنصور ابن المعتمر وابراهيم النخاعي ومغيرة ابن مقسم الضبي وفضيل ابن عياض وغيرهم وهذا استثناء على يقين قال الله عز وجل لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين ثم اه اخذ المصنف رحمه الله يتكلم عن مسألة الاستثناء في الايمان. وعادة عند اهل العلم في كتب العقيدة وكتب الايمان تبحث هذه المسألة عقب الكلام على زيادة الايمان ونقصانه وبين المسألتين ارتباط من جهات كثيرة. فجرت عادة اهل العلم بحث هذه المسألة عقب مسألة زيادة الايمان ونقصانه. ولهذا القول في الايمان من الزيادة والنقصان له تأثير في هذه المسألة التي هي مسألة الاستثناء في الايمان واهل السنة قولهم في هذه المسألة واضح والمصنف رحمه الله اعطى في اعطى في ذلك فخلاصة موجزة ونافعة جدا. قال والاستثناء في الايمان سنة ماضية الاستثناء في الايمان سنة ماضية. الاستثناء في الايمان ما هو؟ عرفه المصنف رحمه الله فاذا سئل الرجل امؤمن انت؟ قال ان شاء الله. هذا هو الاستثناء في الايمان. الاستثناء في الايمان ان يقول من يسأل امؤمن انت؟ يقول ان شاء الله. وهذه صيغة من صيغ اقتصر المؤلف على ذكرها والا هناك صيغ معروفة عند السلف. اذا قيل امؤمن انت؟ يقول ان شاء الله او يقول مؤمن ارجو او يقول امنت بالله او يقول لا اله الا الله كل ذلك يعد استثناء في الايمان والمراد بالاستثناء عدم الجزم وعدم القطع والسلف رحمهم الله مضت سنتهم في هذا الامر بان يستثنوا في ايمانهم عندما يسأل احدهم امؤمن انت وامتحان الناس في هذا ليس من هدي السلف لكن اه اه اول من بدأ يمتحن الناس بذلك اه المرجئة. ولهذا جاء عن اه عدد من سلف تبديع من يمتحن الناس بهذا الامر. وعنهم في ذلك نقول عديدة. لكن ان طرح السؤال واذا سئل الانسان فالسنة التي مضى عليها السلف رحمهم الله ان يستثني احدهم في الايمان عندما يسأل امؤمن انت؟ اذا قيل له امؤمن انت؟ يقول ان شاء الله. او مؤمن ارجع او لا اله الا الله او امنت لا او نحو ذلك. ولما يستثني السلف رحمهم رحمهم الله في ايمانهم. فانهم في هذا الاستثناء اربع اعتبارات. هذه تعرف بالتتبع اقوال السلف والنقول التي في الاستثناء في الايمان فهم يلحظون اعتبارات اربع الاول ان الايمان المطلق شامل كما مر معنا للقول والاعتقاد والعمل شامل للامور الواجبة والامور المستحبة فالايمان شامل لذلك كله ومن الذي يجزم انه كمل هذه الامور؟ لنفسه والايمان المطلق يتناول ذلك. فاذا قال فاذا سئل سائل وقيل امؤمن انت؟ وقال انا مؤمن او نعم انا مؤمن ماذا تتناول هذه الكلمة؟ تتناول اعمال الايمان كلها. الفرائض والسنن والمستحبات تتناول هذا كله لان الايمان المطلق يتناول ذلك. فاذا هم يلاحظون يلاحظون هذا الامر. الملحظ الثاني ان الايمان النافع هو المتقبل. مما يلاحظه السلف في ايمانهم في استثناء في الايمان ان الايمان النافع هو المتقبل الذي تقبله الله. ومن الذي يجزم ان عمله متقبل قال الله تعالى في وصف المؤمنين الكمل والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم انهم الى ربهم راجعون. وثبت في الحديث الصحيح ان عائشة رضي الله عنها سألت النبي عليه الصلاة والسلام عن هؤلاء. قالت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل ولهذا المسلم في اي طاعة يقوم بها يرجو من الله القبول. ولاحظوا امام الحنفاء الخليل عليه السلام لما بنى بيت الله قال الله تعالى واذ يرفع ابراهيم قواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم احد السلف لما قرأ هذه الاية بكى. وقال خليل الرحمن يبني بيت الرحمن ويقول ربنا تقبل منا وهو خليل الرحمن والعمل الذي يقوم به بناء بيت الرحمن بامر الرحمن وحتى جاء في بعض كتب التفسير ولا ادري عن صحته انه كان يقول هذه الكلمة مع كل حصاة يضعها يضعها ربنا تقبل منا. فالشاهد ان الانسان يقوم بالاعمال ويأتي بامور الايمان وهو يسأل الله القبول وقد مضت سنة المسلمين كما ذكر ذلك غير واحد من اهل العلم ان يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنكم. وجاء عن السلف اه التهنئة بعد العيد. بان يقول بعض لبعض تقبل الله منا ومنكم وهذا جاء حتى عن بعض الصحابة. سؤال الله للقبول. فاذا هذا ملحظ من الامور التي تلحظ عند الاستثناء في الايمان لما يسأل الشخص امؤمن انت؟ فيقول انا مؤمن ان شاء الله لماذا؟ خوفا من عدم القبول يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة يعني خائفة يخاف الا يقبل كما يقول عليه الصلاة والسلام الامر الثالث بعدا عن تزكية النفس قال الله تعالى فلا تزكوا انفسكم بمن اتقى فلا يقول انا مؤمن حتى لا يزكي نفسه. ومن لطيف ما يروى في هذا الباب وقد رواه بعض ائمة السلف في كتب الاعتقاد ان اعرابيا سئل امؤمن انت؟ فقال ازكي نفسي؟ اعرابي فاتى الاعرابي بفطرته خير من مئات المتكلمين الذين تاهوا في خضم بحر الكلام الباطل قالوا لا امؤمن انت؟ قال ازكي نفسي؟ قال لو قلت انا مؤمن زكيت نفسي. فبعدا عن تزكية النفس يستثني المسلم في ايمانه. الملحظ الرابع ان الاستثناء لا يعني الشك الاستثنى لا يعني الشك. وقد يستثني وقد يستثنى في الامور المتيقنة قال الله تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آآ لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين. والنبي صلى الله عليه وسلم قال في الدعاء لاهل القبور وانا ان شاء الله بكم لاحقون وقد نعيت له نفسه. قال الله تعالى له انك ميت وانهم ميتون نعيت له نفسه ويقول وان ان شاء الله بكم لاحقون. هل هذا الاستثناء عن شك ليس عن شك. طيب مر معنا في هذا الكتاب استثناء من النبي عليه الصلاة والسلام وهو على ان الاستثناء لا يكون عن شك من منكم يتذكر؟ تفضل ها لا في الكتاب مرت معنا. مرت معنا قريبا يعني درسين ها هات هات الحديد. عطنا الحديث. هات تسمع شي؟ ما ما ما في واحد مننا سمعك هنا الشيخ ارفع صوتك. ها سمعته؟ ارفع ارفع الصوت لكل نبي دعوة واني واني الله اختبوا دعوتي هذا استثناء من غير شك هذا استثناء من غير شك فالاستثناء في الايمان لا يقتضي الشك ومن لا يستثني في الايمان وسيأتي الاشارة اليهم يلمزون السلف بانهم سكاك ويقولون عن السلف المشكك او السكات وهذا لمز لهم بامر لا يلزمهم. وقد عرفنا من اه ادلة القرآن وادلة السنة ان الاستثناء لا يكون عن شك. والسلف رحمهم الله لما استثنوا في الايمان لما استثنوا في الايمان هل استثناؤهم راجع الى شك منهم في الايمان حاشاهم. وانما الاستثناء راجع الى تمام الايمان وكماله ولهذا ينبغي ان يلاحظ هنا اذا كان يقصد الانسان بالايمان اصله لا يستثني. واذا كان يقصد بالايمان كماله تمام ولابد ان يستثني. ومن جميل ما يروى في هذا الباب. ونافع جدا ان الحسن البصري رحمه الله سئل مرة امؤمن انت؟ فقال الايمان ايمانان. ان كنت تسأله هل انا مؤمن بالله وملائكته وكتبه والبعث والجزاء والحساب؟ انا مؤمن. وان كنت تسألني هل انا من اهل قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا فارجو. فارجو ان كان تسألني عن هؤلاء ارجو ان اكون منهم. ولهذا نلاحظ ان الايمان قد يأتي في النصوص ويراد به اصل الايمان وقد يأتي ويراد به تمام الايمان وكماله. فمثلا قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ونظائرها من من الايات المراد بالمؤمنون بالمؤمنين المؤمنون الكمل لكن لما تأتي الى قوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا تعالى فتحرير رقبة مؤمنة. ايش المراد بتحرير رقبة مؤمنة؟ يعني تامة الايمان ما نجزم لاي احد بانه الايمان فالمراد بمؤمنة يعني عنده اصل الايمان. ولاجل هذا قال الحسن كلمته. قال بذلك ولهذا لا احد يستثني باعتبار اصل الايمان وانما يستثني السلف رحمهم الله باعتبار كماله فاذا هذه امور اربعة تلاحظ عند الاستثناء في الايمان. وهذا هو مذهب السلف رحمهم الله فيه وهذا معنى قول المصنف والاستثناء في الايمان سنة ماضية فاذا سئل الرجل امؤمن انت قال ان شاء الله روي ذلك عن عبد الله ابن مسعود وعلقمة ابن قيس والاسود ابن يزيد وابي وائل شقيق ابن سلمة ومسروق ابن الاجدع ومنصور ابن المعتمر وابراهيم النخعي ومغيرة بن مبسم الضبي وفضيل بن عياض وغيره. قال وهذا استثناء على يقين وهذا استثناء على يقين يعني ليس عن شك ليس عن شك والاستثناء يأتي على اليقين وذكر على ذلك دليلا واحدا وهو قول الله تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله اشرت لكم الى بعض الادلة التي ذكرها السلف تضم الى ما ذكره المصنف رحمه الله هنا آآ وقوله هذا استثناء على يقين اشارة الى ملحظ واحد من الامور التي يلحظها السلف رحمهم الله في الاستثناء في الايمان ويضم اليه الامور الثلاثة حتى تصبح تصبح اربعة امور تلاحظ عند الاستثناء في الايمان اه خالف اه السلف في هذا القول اهل مذهبين اه مذهب يقولون بعدم بعدم جواز الاستثناء في الايمان. وان الاستثناء فيه لا يكون الا عن شك. وهذا قول اه مرجئة الفقهاء وغيرهم. يقولون ان الاستثناء في الايمان لا يكون الا عن شك لهذا يحرمون الاستثناء في الايمان ويمنعون الاستثناء في الايمان. ويقولون ان الاستثناء في الايمان شك في الايمان والشك في الايمان كفر. ولهذا غلا بعض هؤلاء فنصوا في بعض كتبهم على عدم جواز تزويج من يستثني في الايمان. على عدم جواز تزويجه. يقولون بجواز الزواج من النصرانية واليهودية اما من يستثني في ايمانه لا لا يزوج ولا ايضا تنكح اذا اذا كانت تستثني في الايمان. وغلوا في ذلك غلوا يعني عجيبا عابه بعض آآ اهل ذاك المذهب فهذا قول يعني عدم جواز الاستثناء بالايمان يقابله قول اخر وجوب الاستثناء بالايمان باعتبار الموافاة. وجوب الاستثناء بالايمان ولكن باعتبار موافاة وهذا يقوله الكلابية والاشاعي. آآ نلاحظ هنا ان الاشاعرة يوجبون الاستثناء في الايمان باعتبار الموافاة والماتوردية يمنعون الاستثناء في الايمان يمنعون الاستثناء في الايمان ويرون عدم جوازه. وكل من ما تريديه والاشاعرة مذهبهم من ابن كلاب لان ابو منصور وابو حسن الاشعري كلاهما اخذ من ابن من ابن كلاب. ولهذا الاشاعرة والماتورية يتفقون في جميع المسائل الا في مسائل قليلة اعدها بعض الباحثين اثنعشر مسألة فقط يختلف فيه الاشاعرة الماتوردية. من بينها هذه المسألة. وبقية المسائل يتفقون فيها. واتفاقهم فيها يرجع الى ان المصدر واحد كلاهما اخذ من ابن كلاب. الذين يقولون بوجوب الاستثناء باعتبار الموافاة هم الطلابية والاشاعرة. ما معنى باعتبار الموافاة؟ هم يقولون الايمان الحال نقطع فيه. ولا نستثني. لكن الايمان النافع المتقبل هو الذي يوافي الانسان عليه ربه. فلما يسأل احدهم امؤمن انت يقول انا مؤمن وهذا وقوله انا مؤمن على وجه الوجوب لماذا؟ ما الملحظ الذي يلحظه؟ يقول لانني لا ادري هل ابقى على هذا الايمان؟ هل ابقى على هذا الايمان؟ وهل اوافي عليه ربي؟ او انني فاذا هو لا يستثني باعتبار ايمان الحال وانما يستثني باعتبار ايمان المآل. وهذا معنى قول باعتبار الموافاة هذا معنى قولهم باعتبار الموافاة. وانتم تلاحظون ان الايمان المسؤول عنه هو ايمان ماذا ولا احد يسأل عن ايمان المآل. ما احد يقال له هل انت تموت مؤمن ولا مسلم؟ ما احد يطرح هذا السؤال ابدا. فالسؤال المطروح هو عن ايمان الحال ما يقال امؤمن انت؟ فهذا الملحظ لاجله يستثني الاشاعرة والطلابية الايمان يلحظون كما قلت ايمان المآل وهو ما يعبرون عنه بالموافاة. هذا الفاسد لهؤلاء في الايمان جر الى بدع والبدع يقولون تتوالد يعني يولد بعضها بعضا. فبسبب هذه البدعة نشأت بدعة المرازقة بدعة المرازق ينتسبون الى رجل يقال عثمان بن مرزوق وهذا يعني اه ينتسبون اليه وان كانوا يقولون اقوالا كثيرة ليس هو عليها. لكنهم ينتسبون اليه. هؤلاء المرازقة سبب بدعة الاشاعرة التي هي ملحظ الموافاة اخذوا يستثنون في كل شيء. اخذوا يستثنون في كل شيء. مثلا يسأل احدهم وفي يده حبل يقال له هذا حبل فيقول ان شاء الله فيقول يقال له لماذا لا تجزئ وهو في يدك حبل معروف يقال لماذا لا تجزم؟ لماذا لا؟ يقول لان الله قادر ان يقلبه الى شيء اخر قادر على تحويله الى شيء اخر. مثلا يكون في يد كتاب يقال له هل هذا الكتاب يقول ان شاء الله. فيقال له لماذا استثني وانت متحقق ان الذي بيدك كتاب يقول لا باعتبار الموافاة لان الله قادر على تحويله الى شيء اخر هناك حديث موضوع ربما ان هؤلاء يستشهدون به وهو آآ حديث ان من تمام ايمان المرء ان تثني في كل حديث ان من تمام ايمان المرء ان يستثني في كل حديث هذا حديث موظوع وباطل ذكره الذهبي الله في الميزان وعلق عليه تعليقا قريبا. قال حديث باطل ولو وقف عليه بعظ المرازقة لاحتج به ولا وقف عليه بعض المرازق لاحتج به الذين لو اه اه الذين لو قيل لهم كذا وذكر كلمة طريفة نسيتها الان الذين لو قيل لهم انت المسيح الدجال لقال ان ان شاء الله لو قيل لاحد انت المسيح الدجال لقال ان شاء الله على اعتبار ان الله قادر على كل شيء يعني جرتهم الى اشياء عجيبة وغريبة وكل ذلك جاء من هذه البدعة وكما يقول العلماء البدع تتوالد يقول الشيخ حافظ حكمي في منظومته جوهرة التوحيد اني براء من الاهوى وما ولدت ووالديها حيارى ساء ما ولده. فالبدع يعني تتوالد ويولد بعضها بعضا والمسلم يبرأ من ذلك كله ويحافظ على هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وسنته. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد