اي من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام الامام الاواب محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وقدس الله روحه في كتابه كشف الشبهات قال فبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دينهم دين ابيهم ابراهيم. ويخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله. محض حق الله تعالى. لا يصلح منه شيء لغيره لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلا عن غيرهما والا فهؤلاء المشركون يشهدون ان الله هو الخالق. وحده لا شريك له. وانه لا يرزق الا هو ولا ولا يميت الا هو ولا يدبر الامر الا هو. وان جميع السماوات السبع ومن فيهن. والاراضين السبع ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بعد ان بدأ بالمقدمة التي مرت معنا بكتابه كشف الشبهات والتي اوضح فيها اتفاق النبيين على الدعوة الى توحيد الله عز وجل واخلاص الدين له. وكسر الاصنام. وتحطيمه وكسر صور الصالحين التي يتعلق بها من اشرك بغير الله عز وجل وان من ارسل فيهم هؤلاء الانبياء اناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا لكنهم جعلوا بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله عز وجل تقربهم بزعمهم الى الله زلفى وتكون لهم شفعاء عند الله عز وجل فيقول رحمه الله فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين ابيهم ابراهيم يجدد لهم دين ابيهم ابراهيم لان العرب كانوا على دينه وكانوا حنفاء على دين ابيهم ابراهيم عليه صلوات الله وسلامه. الى ان حصل فيهم التحول من التوحيد الشرك بسبب عمرو ابن لحي الذي آآ سيب الصوائب وغير دين ابراهيم. قد مر معنا في الحديث الذي اشرت اليه بالامس وهو في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى عمرو ابن لحي يجر قصبة في النار وان سيب السوائب وغير دين ابراهيم هو الذي جاء بالاصنام من جدة ونشرها بين العرب ودعا العرب الى عبادتها والاعتقاد فيها فتحولوا من التوحيد الى الشرك فبعث محمد صلى الله عليه وسلم لاعادتهم الى التوحيد اعادتهم الى الاعتقاد الصحيح الذي هو دين ابراهيم الخليل امام الحنفاء عليه صلوات الله وسلامه قال يجدد لهم دين ابيهم ابراهيم. والتجديد يكون لما اندرس من امور الدين ولما غير وبدل منه بان يبين لهم الحق توحيد الخالص والايمان الصافي. ويحذرهم عليه الصلاة والسلام من الشرك بالله عز وجل قال ويخبرهم ان يخبروا هؤلاء المشركين الذين بعث فيهم عليه الصلاة والسلام ان هذا التقرب والاعتقاد اي الذي يعتقدونه في الاصنام والانداد وما يصرفونها ما يصرفونه لها من انواع التقربات وانواع العبادات من النذر والذبح والدعاء والاستغاثة وغير ذلك قال يخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله اي خالصة حق الله ليس لاحد فيه شركة ولا يستحق احد منه شيئا لانه حق الله تبارك وتعالى وحده فبعث عليه الصلاة والسلام بعث عليه الصلاة والسلام ليبين لهم ان هذه الامور التي يمارسونها مع الاصنام والاوثان هي حق الله عز وجل وليس لهذه الاصنام ايه احقية فيها سواء كانت صور الصالحين او غير ذلك ليس لها اي احقية في هذه الامور لانها محض حق الله اي خالص حق الله عز وجل لا يستحقها اي مخلوق كائنا من كان لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي من الاوليا ولا صالح من الصالحين. فضلا عن غيرهم. هذه امور لا يستحقها الا الخالق العظيم والرب الجليل تبارك وتعالى ان هذا التقرب اي الاعمال التي يقدمونها الاصنام متقربين بها اليها من اجل ان تقربهم الى الله عز وجل ومن ذلكم الذبح والنذر والدعاء والاستغاثة وغير ذلك والاعتقاد اي اعتقادهم في هذه الاصنام انها وسائط بينهم وبين الله تقربهم الى الله عز وجل وتدنيهم منه فهم يعتقدون فيها ذلك ولهذا يدعونها لها ويذبحون لها ويصرفون لها انواعا من العبادات بهذا الاعتقاد الذي قام في قلوبهم تجاه هذه الاصنام قال لا يصلح منه اي التقرب والاعتقاد شيء لغير الله لا يصلح شيء منه لا يصلح منه شيء لغير الله اي انه حق الله عز وجل وهنا ايضا ينبه الى انه لا يشفع لمن يقدم هذه الاعمال التي هي التي لا تصلح الا لله. لغيره. لا يشفع له ان يسميها او يسميها له اشياخه بغير اسمها بان يدعو غير الله ويستغيثوا بغير الله ويطلب المدد والعون من غير الله ويقول هؤلاء شفعاؤنا عند الله فهذا لا يشفع له لا يشفع له صرفه حق الله لغيره تحت مسميات ايا كانت كما نبه العلماء رحمهم الله في هذا المقام تغيير الاسماء لا يغير الحقائق والمسميات وعبر التاريخ يمكر اهل الباطل بالناس مكرا كبارا من هذا الباب يغيرون اسماء المحرمات الشرعية والمناهي في الكتاب والسنة يغيرون اسمائها ويسمونها باسماء اخرى حتى تنفق عند الناس وعند آآ وعند الجهال وهذا كثير جدا كتسمية الربا فوائد وتسمية الرشوة اكرامية وتسمية المخدرات والمسكرات مشروبات روحية الى غير ذلك من الاسماء التي يمكن اصحاب الباطل بطرحها للباطل في نفوس الناس الشاهد ان تغيير الاسماء لا يغير الحقائق وهؤلاء وان سموا اعمالهم شفاعة او توسلا او نحو ذلك من الاسماء هو في الحقيقة شرك بالله. اسمه الشرعي اسمه الحقيقي الشرك بالله. من يدعو غير الله بغير الله ويصرف انواعا من العبادة لغير الله اسم عمله الشرك هذا هو اسمه ولا يتغير عن حقيقته ان سمي توسلا او سمي شفاعة قد قال المشركون قديما كما ذكر الله عنهم في القرآن قال عز وجل ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فهذا القول لا لا يسوغ لهم هذا الباطل ولا يزال اهل الضلال والانحراف في هذا الباب يسمون هذه الاعمال الشركية والممارسات الممارسات الشركية توسلا او شفاعة او نحو ذلك من الاسماء قال لا يصلح منها شيء لغير الله لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل خص بالذكر الملائكة المقربين والانبياء المرسلين لانهم افضل خلق الله افضل عبادة ملائكته المقربون وانبياؤه المرسلون هم افضل خلق الله عز وجل وافضل عبادة فاذا كان هؤلاء الصفوة وهؤلاء العباد المصطفون لا احقية لهم في العبادة ولا في شيء منها فان غيرهم من باب اولى قال الله عز وجل الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فهؤلاء الصفوة من عباد الله تبارك وتعالى لا يستحقون من العبادة اي شيء فغيرهم من باب اولى واحرى ولهذا فان الشيخ رحمه الله تعالى عقد في كتابه التوحيد بابين متتاليين الاول بين فيه ان الانبياء لا يستحقون شيء من العبادة والباب الاخر بين فيه ان الملائكة لا يستحقون شيئا من العبادة باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون والباب الثاني حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير بين في الاول ان الانبياء ليس لهم في العبادة اي حق واورد قول الله عز وجل لنبيه ليس لك من الامر شيء واورد من النصوص والشواهد ما يدل على ذلك واورد ايضا في في حق الملائكة ان الله عز وجل اذا تكلم بالوحي خرت الملائكة الصعقة خضعانا لقوله عز وجل حتى اذا زال الفزع عن قلوبهم اي قلوب الملائكة قالوا ماذا قال ربكم فهذا يبين ان الملائكة مع كبر خلقها وشدة قوتها لا تستحق من العبادة اي شيء وشأنها مع الله عز وجل هو هذا انها تفزع وتخر صعقة ولا تملك من امرها او امر غيرها شيء الامر كله لله عز وجل وهكذا الشأن في الانبياء واذا كان الملائكة المقربون والانبياء المرسلون لا يستحقون من العبادة اي شيء فان غيرهم من باب اولى واحرى قال لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فظلا عن غيرهما قال والا فهؤلاء المشركون اي الذين بعث فيهم عليه الصلاة والسلام مقرون يشهدون ان الله هو الخالق وحده هؤلاء المشركون مقرون اي مقرون لله عز وجل بالربوبية مقرون له بذلك التفرد بالخلق والرزق والاحياء والاماتة واذا سئلوا من خلقكم من خلق السماء من خلق الارض من خلق الجبال من خلق الانهار من الذي بيده ازمة الامور كل ذلك يقولون الله كل ذلك يقولون الله. فهم مقرون لله تبارك وتعالى بالربوبية. ويشهدون انه تبارك وتعالى رب العالمين ولا يعتقدون في الاصنام انها تخلق وترزق وتحيي وتميت هو في هذا الكون لا يعتقدون ذلك. يعتقدون ان هذا كله بيد الله عز وجل يقرون بذلك والايات على ذلك كثيرة وسيأتي بعظها عند المصنف رحمه الله تعالى مقرون يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي ولا يميت الا الله. ولا يدبر الامر الا هو. وان جميع السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره هذا من الامور التي يعتقدها المشركون الذين بعث بهم عليه الصلاة والسلام يعتقدون ذلك كله بل وايضا وهذا نبه عليه المصنف قريبا يعبدون الله يعبدون الله ويحجون ويتصدقون ويصلون الارحام ويطعمون الطعام ويتصفون باخلاق فاضلة عندهم مثل هذه الاشياء ومشكلتهم كما ان نبهنا على ذلك بالامس في توحيد العبادة لا يجعلونه خالصا لله نعم يعبدون الله لكن لا يجعلون العبادة خالصة لله تبارك وتعالى بل يجعلون مع الله الشركاء في العبادة ولا يجعلون مع الله الشركاء في الربوبية الربوبية يرون ويعتقدون ان الله هو المتفرد بها اذا قيل لهم من خلقكم يقولون الله لا يقولون الله والاصنام من يرزقكم؟ يقولون الله لا يقولون الله والاصنام من الذي يحييكم ويميتكم يقولون الله لا يقولون الله هو الاصنام من الذي يدبر الامر؟ يقولون الله. لا يقولون الله والاصنام واذا قيل لهم من تعبدون من تلجؤون اليه في دعائكم من الذي تلجأون اليه في سؤالكم في طلبكم يقولون ماذا الله والاصنام الله والاصنام هنا المشكلة في توحيد الربوبية يخلصون ويعتقدون ان الخالق الرازق المنعم المتصرف هو الله سبحانه وتعالى وهذا سيأتي دلائله وشواهده من القرآن وفي توحيد العبادة من تعبدون لا يقولون الله وحده كما يقولون ذلك اذا قيل من خلقكم؟ من رزقكم؟ من يحييكم؟ من يميتكم؟ يكون الله وحده. لا يقولون الله والاصنام فاذا قيل من تعبدون يقولون الله هو الاصنام مر علينا الحديث الذي في المسند قال النبي عليه الصلاة والسلام لاحدهم كم اله تعبد قال سبعة ستة في الارظ وواحد في السماء ولو قيل لهذا كم خالق لك كم رازق لك؟ كم مدبر لامرك؟ ماذا يقول يقول واحد الذي في السماء هو الذي يخلق هو الذي يرزق هو الذي يدبر الامر لكن العبادة هي التي حصل عندهم فيها خلل والخلل الذي وقع وقع فيه هؤلاء في باب العبادة من جهة اعتقادهم ان هذه الاصنام وسائط ان هذه الاصنام وسائط بينهم وبين الله عز وجل تقربهم الى الله مثل ما يفعل سواء بسواء عباد القبور مثل ما يفعل عباد القبور الذين يعكفون عند القبور ويذبحون لها وينذرون لها النذور ويبكون ويتبللون ويخشعون ويخضعون اذا قيل له لماذا؟ هذه الاعمال يقولون اه هؤلاء لهم مكانة عند الله ومنزلة عند الله ونريد ان يقربونا الى الله زلفا. ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى قال يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي الا هو ولا يميت الله ولا يدبر الامر الا هو لاحظ عبارة الشيخ دقيقة قال ان الله هو الخالق وحده هكذا يعتقدون ان الله الخالق وحده لا شريك له اي لا شريك له في الخلق حتى حتى انهم كانوا يقولون في تلبيتهم في تقرير هذه الحقيقة كانوا يقولون في حجهم وفي تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه ومن ملاك اي ان هذا الذي نعبده معك ونتخذه شريكا لك هو مملوك لك. انت تملكه وهو لا يملك هكذا يعتقدون يعتقدون انها مملوكة لله مخلوقة لله وان الخالق الرازق المحيي المميت المدبر للامر هو الله وحده جل وعلا لا شريك له ايظا السماوات ومن فيهن الاراظون ومن فيهن كلهم عبيد لله عز وجل وتحت تصرفه وقوله كلهم عبيده المراد بالعبودية هنا العبودية العامة عبودية الذل والخضوع لامر الله عز وجل وقضائه فقدرته سبحانه وتعالى لهم شاملة ومشيئته فيهم نافذة وهم طوع تسخيره وتدبيره له الامر سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فكلهم عبيد الله اي فتح اي اي تحت تصرفه وتدبيره لا خروج لاحد منهم عن تدبير الله عز وجل وتسخيره سبحانه كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره قوله وتحت تصرفه وقهر التوضيح. لقوله كلهم عبيده اي انهم مماليك له مربوبون مسخرون يتصرف فيهم تبارك وتعالى كيف يشاء ويحكم سبحانه وتعالى فيهم بما يريد. لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه سبحانه وتعالى نعم قال فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون؟ قولوا تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون فيقولون لله قل افلا تذكرون. قل من قل من ربك السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فانى تسحرون. وغير ذلك من الايات جادة الشيخ رحمه الله هي جادة اهل السنة والجماعة اتباع الدليل وقفو النصوص ولا يقول ما يقول الا مستندا على دليل ولهذا درج اهل السنة في كتب الاعتقاد وعموم ما يؤلفون ذكر الحكم او الامر مضموما الى دليلة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام خلافا لما عليه اهل الاهواء واهل الباطل الذين لا تراهم يعولون على كتاب الله ولا على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بل يتخذون اه انفسهم مصادر شتى ومنابع مختلفة عنها يأخذون اعتقادهم ويتلقون دينهم اما اهل السنة فاتخذوا امامهم كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه فلما ذكر هذه الحقيقة في في في شأن المشركين انهم يشهدون ان الخالق وحده الله. الرازق وحده الله المحيي هو الله المميت هو الله لا شريك له في شيء من ذلك لما قرر ان المشركين يعتقدون ذلك قال اذا اردت الدليل على ان المشركين يشهدون بهذه الامور اقرأ هذه الايات ليس امرا جاء به من عنده رحمه الله او ادعاه وانما امر هو مقرر في كتاب الله عز وجل. اذا اردت الدليل على ذلك اقرأ هذه الايات فقوله رحمه الله اذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا تشهدون بهذا الاشارة الى ما سبق وهو انهم يقرون بان الخالق الرازق المحيي المميت المدبر هو الله. هؤلاء الذين يعتقدون هذا الاعتقاد قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام وهنا تعجب غاية الادب اذا علمت ان في بامة محمدا عليه الصلاة والسلام من يعتقدون ان معنى لا اله الا الله لا خالق الا الله وهذا من غاية العجب ويثبتونه في كتب تقرأ وتحفظ وتروج بين الناس ان لا اله الا الله معناها لا خالق الا الله لو كان معناها لا خالق الا الله لما نسب قتال ولا وجد خصومة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين. ولم ترق دماء ولما تذهب ارواح اذا كان معنى لا اله الا الله لا خالق الا الله هل يتردد المشركون في قبول ذلك فهذا من غاية العجم وهو امر يأتي التنبيه عليه لاحقا. الشاهد ان المشركين كانوا يعتقدون ان الخالق الرازق المحيي المتصرف في هذا الكون هو الله وحده لا شريك له والدلائل على ذلك كثيرة قال اذا اردت الدليل على ذلك فاقرأ قوله تعالى قل اي ايها النبي لهؤلاء المشركين قل لهم من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر ماذا سيكون جوابه فسيقولون الله اي الله وحده هو الذي تفرد بهذه الاشياء تفرد برزقنا من السماء والارض. تفرد بملك السمع والبصر. تفرد باخراج الحي من الميت واخراج الميت من حي تفرد بتدبير الامور لا يعتقدون في اصنامهم انها تفعل شيئا من ذلك او تقوم بشيء من ذلك ولهذا قال فسيقولون اي سيقول لك المشركون عندما تسألهم هذا السؤال سيقولون الله. اي الله وحده فقل لهم حينئذ افلا تتقون ما دمتم تعتقدون هذا الاعتقاد وتقرون هذا الاقرار وتؤمنون هذا الايمان قال الله عز وجل وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. معنى الاية كما قال ابن عباس وغيره وما يؤمن اكثرهم بالله ربا وخالقه رازقا محيا مدبرا متصرفا الا وهم مشركون اي معه في العبادة فقل لهم افلا تتقون؟ اي الا تتقون الله تعلمون انه وحده الخالق وحده الرازق وحده المحيي وحده المميت وحده المدبر للامر وتتخذون معه الشركاء الا تتقون الله قال فقل افلا تتقون اي افلا تتقون الله عز وجل؟ وتطرحون هذا الشرك الذي تمارسونه والباطل الذي تختلفونه وتخلصون لله رب العالمين التوحيد فلا تعبدون الا اياه ولا تسألون الا اياه افلا تتقون وقوله تعالى قل لمن الارض اي قل ايها النبي لهؤلاء المشركين الذين يتخذون الانداد قل لهم لمن الارض ومن فيها لمن الارض ومن فيها؟ ان كنتم تعلمون. من المالك للارض؟ من المدبر للارض؟ من الذي سخر الارض؟ من الذي اوجد الارض؟ قل لمن الارض ومن فيها اي من الناس والدواب والاشجار والمخلوقات لمن هذه الاشياء هل هي لهذه الاصنام التي تعبدونها؟ سيقولون لا لله فيقولون لله هذا جوابهم وهذه عقيدتهم وهذا هو ايمانهم وهذا الذي هو يعتقدونه في قرارة نفوسهم كما اخبرنا بذلك رب العالمين جل وعلا كما اخبرنا من بعث في هؤلاء محمدا عليه الصلاة والسلام رسولا وبشيرا ونذيرا اخبرنا عنهم سبحانه انهم اذا سئلوا هذه السؤالات يقولون الله فيقولون لله قل افلا تذكرون اين تذكركم اين تفكركم في الامر؟ اين تدبركم للحقيقة لماذا تتخذون الاصنام؟ لو تذكرتم قليلا وتدبرتم الامر قليلا لوجدتم ان هذه الاصنام لا تستحق شيء من العبادة الذي يستحق العبادة كلها من تفرد بخلق هذه الاشياء يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا. والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون لا تجعلوا لله اندادا اي شركاء في العبادة. وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله هذا هو معنى الاية وانتم تعلمون اي تعلمون انه لا خالق لكم غير الله قال سيقولون لله قل افلا تذكرون؟ قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون اي الا تتقون الله عز وجل بترك الانداد والبعد عن اتخاذ الشركاء وانتم تقرون ان الله عز وجل وحده رب السماوات السبع ورب العرش العظيم قل من بيده ملكوت كل شيء قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فانى تسحرون قال رحمه الله وغير ذلك من الايات قوله فانى تسحرون اي كيف تخدعون وتصرفون عن طاعته وتوحيده كيف تخدعون وتصرفون عن طاعته تبارك وتعالى وتوحيده مع ايمانكم واقراركم واعترافكم بانه المتفرد بخلق هذه الاشياء. وتدبير هذه الكائنات لا شريك له وغير ذلك من الايات اي الايات الدالة على ايمان المشركين واقرارهم بان الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر هو الله تبارك وتعالى وحده نعم قال رحمه الله تعالى قال اذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت ان التوحيد الذي الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد فما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم. او يدعو رجلا صالحا مثل الله او نبيا مثل عيسى قال فاذا تحققت اي كان عندك علما متحققا وامرا ثابتا راسخا انهم مقرون بهذا اي مقرون بربوبية الله وخلقه للمخلوقات وايجاده للكائنات اذا تحققت من ذلك واقول هنا منبها ومن الذي لا يتحقق من ذلك وايات الله تتلى بينة في تقرير هذا الامر وبيان هذه الحقيقة قال فاذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد اي هذا الاقرار منهم لله بالربوبية لم يدخلهم بالتوحيد لم يكونوا موحدين بذلك بل وصفوا مع وجود هذا الاقرار عندهم بانهم مشركون لا يوصفون بانهم موحدون مع اقرارهم بانه وحده الخالق وحده الرازق وحده المحيي المميت يوصفون بانهم مشركون. لماذا؟ لان هذا الاقرار وحده لا يدخل الانسان في التوحيد الاقرار لله بالربوبية بالخلق بالاحياء بالاماتة وحده لا يدخل الانسان في التوحيد قال اذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد بالتوحيد الذي دعاهم اليه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم هو توحيد الله في العبادة الذي كان عندهم خلل فيه فكان يدعوهم الى ذلك وكان يقول لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا قولوا لا اله الا الله تفلحوا ايوحد الله عز وجل في العبادة اعبدوا الله ولا تعبدوا غيره اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا قال وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة وهذا امر ينبه عليه ويؤكد عليه كثيرا رحمه الله التوحيد الذي جحده المشركون هو توحيد العبادة ليس التوحيد الذي جاهده المشركون توحيد الربوبية بل الشواهد والدلائل كثيرة على ان المشركين مقرين بتوحيد الربوبية مقرين بتوحيد الربوبية معترفين بان الرب الخالق الرازق المنعم هو الله سبحانه وتعالى مع ان بعض المنظرين لعبادة القبور في زماننا هذا وقبله يقولون ان قول المشركين عندما يسألون من الذي خلقكم؟ من الذي رزقكم؟ من الذي يحييكم؟ قولهم سيقولون لله هذا لا يقولونه على وجه الاقرار يقولون لا لا يقولون على وجه الاقرار وانما على وجه المجادلة وان المشركين في الحقيقة لا يقرون بالربوبية لماذا لان التوحيد عند هؤلاء القبوريين هو الاقرار لله بالربوبية وهو معنى لا اله الا الله واذا ثبت ان المشركين مقرين اصبح توحيدهم وتوحيد آآ المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم سواء اقرار في الربوبية واما جانب العبادة فهو مضيع عندهم وعند اولئك ولهذا حاول بعض منظري هؤلاء ان يحرفوا في في هذه في معاني هذه الايات ودلالاتها من اجل ان يوجد اه فرقا بينهم وبين اولئك مع ان الامر الذي عليه هؤلاء هو الذي عليه اولئك. يقرون لله بالربوبية ولكن جانب العبادة يجعلون مع الله وتعالى فيه الشركاء قال وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد اي الاعتقاد في الاولياء الاعتقاد من يسمون بالسادة الاعتقاد في في الاشياء في الصالحين التوحيد الذي جحدوه اي جحده المشركون هو هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد مثلا يقول قائل هؤلاء انا اعتقد في الشيخ فلان او اعتقد في الولي الفلاني او اعتقد في في السيد الفلاني اعتقد انه رجائي واملي ومنجدي ومنقذي وشفيعي وواسطتي اعتقد ذلك وبناء على هذا الاعتقاد يوجد التقرب تقرب اليه بالنذور بالذبائح بالقرابين بالبكاء بالعكوف عند قبره عند ضريحه بالمناجاة بالطلب بالتوصلات ان لم تكن اخذا بيدي من الذي يأخذ بيدي ان لم تنقذني؟ من الذي تبدأ هذه الامور؟ التي تترتب على ماذا على هذا الاعتقاد فالذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد اي الاعتقاد في الاوليا او في السادة او في المقبورين او في الاضرحة او نحو ذلك والذي يبنى عليه انواع التقربات كما كانوا يدعون الله ليلا ونهارا قوله كما كانوا يدعون الله ليلا ونهارا اي المشركين المشركين الذين بعث فيهم عليه الصلاة والسلام كانوا يدعون الله ليلا ونهارا اي من الاعمال التي يقومون بها انهم يدعون الله يسألون الله يطلبون حاجاتهم من الله سبحانه وتعالى لكن هل هذا الدعاء يخلصونه لله فهل هذا الدعاء يخلصونه لله؟ ام انه يدعونه ويدعون معه غيره يسألونه ويسألون معه غيره يلتجئون اليه ويلتجئون معه الى غيره ما شأنه في هذا الباب قال كما كانوا اي المشركون الذين بعث فيهم عليه الصلاة والسلام يدعون الله ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله او يدعو رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى هنا المشكلة تدعون الله ليلا ونهارا توجهوني الى الله بالدعاء بالسؤال بالطلب بالالتجاء لكنهم لا يخلصون دعاهم لله بل يدعون معه اما ملكا من الملائكة لاجل صلاحه وقربه من الله او رجلا صالحا من اجل صلاحه ومكانته او نبيا من هذا الدعاء الذي يوجد عندهم لهؤلاء سببه ماذا؟ الاعتقاد سببه الاعتقاد يعتقد في في في النبي او الولي او الملك ويعظمه تعظيما لا يليق الا بالله سبحانه وتعالى ثم يلتجئ اليه في سؤاله وطلبه ودعائه ورجائه ورغبه ورهبه قال كما كانوا يدعون الله ليلا ونهارا يدعون الله ليلا ونهارا لكنهم لا يخلصون يدعون الله ليلا ونهارا لكنهم لا يخلصون لله الدعاء. ولهذا نبه المصنف قال ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقرب من الله او يدعو رجلا صالحا مثل اللات اللات بالتشديد افرأيتم اللات اللات فرأيتم اللات والعزى ومن اتى الثالثة الاخرى اللات بالتشديد وقيل في في التفسير انه رجل كان المشركون يعتقدون فيه الصلاح لانه كان من صنيعه ان يلت العجين يلت السويق للحجاج حجاج بيت الله فكان يعجن العجين ويلت السويق ويصنعه ويهيئه ويقدمه قرن وضيافة للحجاج نوع من الكرم فكانوا معجبين بهذا الرجل لكرمه وسخائه وبذله فلما مات عكفوا على قبره عكبوا على قبره واخذوا يجعلونه وسيطا وشفيعا لهم عند الله لقربه بزعمهم عند عند الله عز وجل قال او يدعون رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى عليه السلام قد قال الله جل وعلا ومن اضلوا ممن يدعو من دون الله. من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عند دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين نعم قال وعرفت ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وكما قال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء. قال وعرفت ايضا اضافة الى ما سبق وهذه الامور التي ينبه عليها الشيخ رحمه الله اذا عرفت كذا وعرفت كذا وعرفت كذا هذي لابد ان تضبط ويحبذ ان طالب العلم يحفظها يحفظ هذه المقدمات اذا عرفت كذا وعرفت كذا وعرفت كذا لانها امور نبه الشيخ انه لابد ان يتحقق الانسان منها يكون متحققا بها ويكون منها على يقين وثبات وعلم بها وبادلتها لانه اذا ضبطت هذه الامور ظبطا تاما وعرفت بدلائلها كانت عمدة واساسا لابطال ما سيأتي من ما من شبهات اهل الشرك والباطل. فهذه امور اه ركائز ودعائم واسس لابد ان تعرف الكتاب في كشف الشبهات هذه الشبهات لاجل ان تكشف وتبطل لابد ان تعرف كذا وتعرف كذا وتعرف كذا وتتثبت من كذا وتكون على يقين من كذا فهذه امور لابد منها ولهذا اؤكد ان هذه الامور لابد ان تظبط ظبطا جيدا من طالب العلم مع ادلتها واذا ضبطت هذه الامور مع ادلتها والشيخ لم يستقصي الادلة وانما اشار الى البعض فانت اذا ظبطت هذه الامور او ظبطت ادلتها تجد انك محتاجا اليها فيما بعد في كل كشف شبهة لهؤلاء المشركين لانك تحتاج فيما بعد في كشف الشبهات ان تقول ان من الامور المتكررة في القرآن كذا. والمرور المتكررة كذا ومن الامور المتقررة كذا والدليل كذا يصبح الحق واضح وبين وشواهده واضحة وماذا بعد الحق الا الضلال؟ فاذا ظهرت هذه الامور واتضحت ما سواها شبهات لا قيمة لها وقد يكتفى في ابطانها بتقرير هذه القواعد كما سيظهر لك هذا فيما بعد قد يكتب في ابطال الشبهات بتقرير هذه القواعد لانه سيتبين من تقرير هذه القواعد واظهارها وابرازها بادلتها ان ما سواها قطعا باطل قطعا هو باطل سيظهر انه قطعا هو باطل وماذا بعد الحق الا الضلال؟ لكن ما وجه بطلانه كيف يكشف؟ تبقى هذه مسألة تفصيلية يتناولها اهل العلم كأن يقول العالم هذا حديث موضوع لان في سند فلان ولا حجة فيه او يقول هذا الحديث ظعيف او الذي فهمتموه من هذا الحديث غير مسلم ولا يفهم من الحديث امور تفصيلية تأتي فيما بعد لكن هذه القواعد هي الاساس اساس كشف شبهات اهل الباطل هذه القواعد لابد ان ان ان تضبط وان تكون عند طالب العلم امور راسخة ثابتة بدلائلها وشواهدها من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. قال وعرفت ان رسول الله قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده كما قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا اي ان هؤلاء المشركين مع ما كانوا عليه من الاقرار لله بالربوبية وما كانوا عليه من الدعا دعاء الله وعبادته انهم لا يخلصون لله مع ذلك قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله فاذا كان هذا الامر هذه الامور التي كانوا عليها واشار اليها السير لم تكن كافية ولا منجية لهم بل قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام ووصفهم بانهم كفار وانهم مشركين صلوات الله وسلامه عليه ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده. في ايات كثيرة جدا دعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده من ذلك قول الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا ان المساجد اي المبنية التي بنيت ان تقام فيها الصلاة ويذكر فيها فيها الله لله اي وحدة بنيت لله وحده لان يعبد فيها وحده تبارك وتعالى ولا يجعل معه فيه الشركاء وقيل المساجد اي اي مواضع السجود واعضاء السجود لله فلا يصرف شيء من السجود والذل والخضوع الا لله تبارك وتعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا واحدا جاءت نكرة في سياق النهي فتفيد العموم اي احد كان لا تدعو مع الله احدا اي اي احد كان لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي من الاولياء ولا غيرهم لا تدعو مع الله احدا اي احد كان وكما قال تعالى له دعوة الحق له دعوة الحق له اي لله وهذه الاية في سورة الرعد بعد ان ساق تبارك وتعالى من اول السورة البراهين على تفرده تبارك وتعالى وحدانيته بتفرده بخلق السماوات والارض الجبال وغير ذلك وسعة علمه واحاطة ملكه وغير ذلك مما ذكر تبارك وتعالى ختم ذلك بقوله له دعوة الحق اي المتفرد بهذه الاشياء وخلق هذه الاشياء وايجادها هو وحده الذي له دعوة الحق وهو سبحانه وتعالى الحق جل وعلا ذلك بان الله هو الحق والحق اسم من اسمائه ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير الله عز وجل هو الحق ودعوة الحق لله جل وعلا فلا يدعى الا الله ولا يلجأ الا الى الله ولا يصرف شيء من العبادة الا لله وصرف شيء من العبادة لغيره شرك بالله عز وجل وهو ابطل الباطل واضل واظلم الظلم واشد الضلال له دعوة الحق فدعاؤه وصرف الدعاء له والذل والخضوع له وحده هذا هو الحق وهو وهو المستحق لذلك وحده تبارك وتعالى واما من سواه فلا يستحقون شيئا من ذلك قال له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه ما هو ببالغه وما دعاء الكافرين الا في ظلال نعم قال وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله وعرفت ان بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم عرفت حينئذ التوحيد. الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركين كون يقول الشيخ رحمه الله وتحققت اذا عرفت كذا وعرفت كذا وعرفت كذا وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم اه اعيد مرة ثانية المشركون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بان الخالق الرازق المحيي المميت المدبر للامر هو الله وحده لا شريك له. سبحان الله وايضا كانوا يدعون الله ويحجون لبيته ويذبحون لله وينذرون لله. يقومون بهذه الاعمال. لكنها لا يجعلونها لله خالصة بل يجعلون معه فيها الشركاء. اقول هؤلاء المشركون الذين يقرون بهذه الاشياء ويعبدون الله ويدعونه قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام وختالهم قتاله لهم امر معلوم في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وفي كتب التاريخ قاتلهم ودارت بينه وبينهم معارك طاحنة وشديدة. وذهبت ارواح كثيرة من المسلمين ومن الكفار قاتلهم لماذا لماذا قاتلهم؟ مع انهم كانوا يقرون ان الخالق الله الرازق الله المحيي المميت الله المدبر للامر الله وكانوا يدعون الله ويذبحون لله وينذرون لله لماذا قاتلهم قال وتحققت ان رسول الله قاتلهم ليكون الدعاء كله لله ليكون الدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله ما يجعل مع الله فيها شريك ولا في مقدار ذرة لاجل ذلك قتلهم فهم نعم يقرون ان الخالق الرازق المحيي المميت المدبر يذكرون بذلك ويعبدونه ويدعونه ويسألونه المشرك اذا قيل له هل الله معبود هل الله يدعى يسأل هل تسأله هل تدعوه؟ هل تذبح له؟ هل تندر؟ يقول ماذا اجيبوا يقول نعم يقول نعم لكن لو قلت له ان في هذه الامور عن غير الله لا بد ان تنفي هذه الامور عن غير الله. لا تكون من اهل الايمان الا اذا نفيتها. عن غير الله لا اله لابد من النفي لا توحيد الا بالنبي نفي العبودية عن كل من سوى الله عندما يطلب منه نفي هذه الامور عن غير الله هنا يقف لا يتردد المشرك بان الخالق الله الرازق الله المحيي المميت الله لا يتردد. ولا يتردد ايضا في انه معبود وانه يدعى ويسأل ويطلب منه ويذبح له وينذر. هذا ايضا لا يتردد فيه لكن اذا قيل له هذه الامور يجب ان تنفيها عن غير الله هنا يقف فجعل الالهة الها واحدة هنا هنا هنا الخصومة اجعل الالهة اجعل المعبودات معبودا واحدا؟ لا ندعوا الا الله وحده لا نسأل الا الله وحده لا نذبح الا لله وحده لا اننظر الا لله وحده هنا الخصومة التي كانت بينهم ولهذا يقول الشيخ قاتلهم اي النبي عليه الصلاة والسلام ليكون الدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله اذا عرفت هذا وتحققت منه وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام كما سبق ايضاح ذلك وهذه معاني مهمة جدا ولهذا الشيخ يبدي ويعيد في هذه الحقائق وعرفت ان اقرارا بتوحيد الربية لم يدخلهم في الاسلام وعرفت ايضا ان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك اذا عرفت هذا الامر اه وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم التقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم هو الذي احل دماءهم واموالهم عرفت حينئذ التوحيد عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل. وابى عن الاقرار به المشركون وكان الشيخ يقول رحمه الله لا يمكن ان تفهم التوحيد الا بهذه الحقائق لا يمكن ان تفهم التوحيد الا بمعرفة هذه الحقائق لابد من العلم بهذه الحقائق ان تعرف كذا وتعرف كذا وتعرف كذا وتعرف بهذه الحقائق تعرف التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون ومدلول كلمة التوحيد لا اله الا الله قال وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله اقرأ قال وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله فان الاله عندهم هو الذي يقصد لاجل هذه الامور. سواء كان ملكا او نبيا او وليا. او شجرة او قبر او جنيا لم يريدوا ان الاله هو الخالق الرازق المدبر. فانهم يعلمون ان ذلك لله كما قدمت لك وانما يعنون بالاله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيد نعم قال فاتاهم فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى كلمة التوحيد. وهي لا اله الا الله والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها والكفار الجهال يعلمون ان مراد صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله تعالى بالتعلق والكفر بما يعبد من دونه البراءة منه فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة واحدة ان هذا لشيء عجاب. قال رحمه الله وهذا التوحيد اي التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى المشركون من قبوله والاذعان له هو معنى قولك لا اله الا الله ومعنى قولك لا اله الا الله فالتوحيد هو مدلول لا اله الا الله ولا اله الا الله هي كلمة التوحيد ولا توحيد الا بتحقيق هذه الكلمة ولا اله الا الله قائمة على ركنين النفي والاثبات نفي العبودية عن كل من سوى الله ايا كان نفي عام للعبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله وحده هذا هو التوحيد ولهذا يجب ان ان يعلم انه لا توحيد الا بالنفي والاثبات. التوحيد قائم على ركنين لابد منهما. ولا يكون الموحد الا بهما وهما النفي في اول هذه الكلمة والاثبات في اخرها النفي في اولها للعبودية عن كل من سوى الله والاثبات في اخر هذه الكلمة للعبودية بكل معانيها لله وحده فلا اله الا الله نافية للعبودية عن كل من سوى الله والا الله مثبتة للعبودية بكل معانيها لله وحده. فمن نفى ولم يثبت لا يكون موحدا ومن اثبت ولم ينفي لا يكون موحدا من نفى ولم يثبت يكون ملحدا ومن اثبت ولم ينفي يكون مشركا ولا يكون المرء موحدا الا اذا نفى واثبت اذا جاء بالنفي والاثبات معا ارأيتم من من قال انا اقر بان الله معبود اقر بان الله معبود واعبده وادعوه واسجد له واركع واذبح له وانذر اعتقد ذلك وافعل لكن لا انفي هذه عن غيره انا اعتقد انه معبود واذبح له واندر لكن لا انفي هذا عن غيره هل يكون موحدا حاشا. كلا حاشا وكلا لا يكون موحدا لا بد في التوحيد من النفي من لم ينفي العبودية عن غير الله لا يكون موحدا لا يكون موحدا ولو اثبت ان الله معبودا وعبده دون نفيا للعبودية عن غيره لا يكون موحدا. التوحيد لابد فيه من النفي والاثبات ولهذا يقول الشيخ وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله ثم اخذ يشرح معنا الاله من وقعوا في او المنظرون في لعباد القبور حصل منهم عبث محاولة لان التغيير في المعاني فقالوا معنى لا اله الا الله لا قادر على الاختراع الا الله. او لا خالق الا الله او لا رازق ولا مدبر الامر الا الله يقول الشيخ رحمه الله وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله فان الاله عندهم فان الاله عندهم هو الذي يقصد لاجل هذه الامور فان الاله عندهم من هم اهل اللسان الذين بعث فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام اهل اللسان العربي الذين بعث فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا يعرفون معنى لا اله ويعرفون معنى الاله يعرفون معناها جيدا باللسان العربي المبين الذي قطب به يعرفون معناها ولو قال لهم قولوا لا خالق الا الله تفلحوا المسألة تختلف في فهمهم للسان العربي عن قوله لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا لانهم يعرفون معنى الاله الاله معناه عندهم يعني عند ال اللسان الذي يقصد بهذه الاشياء. يقصد بالذل بالخضوع بالدعاء بالرجاء بالانكسار بالتألق لله در الغانيات المدهي سبحن واسترجعن من تأله اي تعبده. التأله والتعبد والمألوف هو المعبود ويدرك والهتك ويدرك والهتك اي عبادتك التأله والتعبد التأله هو التعبد والاله هو المعبود اهل اللسان يعرفون ذلك ولهذا يقول الشيخ رحمه الله فان الاله عندهم اي عند اهل اللسان اللسان العربي الذين بعث فيهم عليه الصلاة والسلام هو الذي يقصد لاجل هذه الامور هو الذي يقصد اي بالذبح والنذر والدعاء والرجاء والسجود والركوع ونحو ذلك من الاعمال لاجل لهذه الامور التي هي طلب الشفاعة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى قال هو الذي يقصد لاجل هذه الامور سواء كان ملكا او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا والمعنى ان من دعا ملكا او ذبح له او نذر له او شجرة او نبيا او وليا فقد اتخذه ماذا الها فقد اتخذه الها واصبح ليس من اهل لا اله الا الله ليس من اهل التوحيد لانه لا يكون من اهل التوحيد الا اذا نفى هذه الاشياء عن ماذا عن غير الله تبارك وتعالى قال لم يريدوا اي اهل اللسان العربي الذين بعث بهم عليه الصلاة والسلام لم يريدوا ان الاله هو الخالق الرازق المدبر فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده ولو كانوا يريدون بالاله الخالق ولو كان معنى الاله في اللسان العربي الخالق الرازق لكان الامر مختلفا عندما قال لهم عليه الصلاة والسلام قولوا لا اله الا الله تفلحوا ماذا سيكون؟ سيكون لا اله الا الله اذا كان معنى لا اله الا الله اي لا خالق او لا رازق الا الله لانهم هم يعتقدون هذا الامر ولا يكون منافيا لشيء يعتقدونه. قال لم يريدوا ان الاله هو الخالق الرازق المدبر. فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده وانما يعنون بالاله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيد الشيخ يوضح هذه المعاني من خلال وقايع معاينة ومشاهدة المشركون فالازمنة المتأخرة يطلقون على المعبود الذي يصرفون له الدعاء والذبح والنذر يطرقون السيد وعندما يقال فلان سيد او السيد فلان اصبح مرتبطا في في قلوبهم الاصلح مرتبطا في في قلوب بسبب الباطل الذي اكتنفها ان له حق في الذل حق في الدعاء حق في الخضوع والرجاء حق في الانكسار والخضوع له حق في هذه الاشياء سيد فالسيد هذه المعنى هذه كلمة اصبح منصبغا عند هؤلاء الذين يعبدون القبور يعبدون الاضرحة والقباب ونحو ذلك اصبح مرتبطا عندهم بهذه الكلمة ان السيد له شيء له احقية بل ارتقى الامر ببعض هؤلاء الى حد لم يبلغه المشركون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم اعتقدوا في بعض من يسمونهم بالسيد او سادة ان عندهم تصرف في الكون وهذا امر ما بلغه المشركون. عندهم تصرف في الكون تدبير احياء واماتة. حتى قال بعض اه المشاهير من دعاة القبور في في زماننا قال من الذي يقول انه لا لا لا يقول من الذي يقول انه اه آآ المتفرد بالخلق هو الله يعني معنى كلامه آآ في في في قول الله سبحانه وتعالى فتبارك الله احسن الخالقين. يفهم من الاية من يقول الاولياء عندهم قدرة. نعم ويقول ان الولي يستطيع ان يخلق الجنين في رحم الام ولكنهم لا يفعلون ذلك حتى لا تختلط الانساب من اجل المصالح ومن اجل ولا يقدرون يقدر ويقول الله يقول في القرآن فتبارك الله احسن الخالقين. يقول هذا يدل على انه فيه خالقين مع الله. هذا ما قاله ولو قال هذا القائل هذا الكلام لابي جهل لصفعه ابو جهل على وجهه لو قال هذا الكلام لابي جهل لصفعه ابو جهل على وجهه قال ما ما تفهم انت هذه امور متكرر وراسخ وثابت ان الله سبحانه وتعالى متفرد بها والايات واظحة في في هذا المعنى فبلغ في بعظهم الامر مبلغا لم يبلغه حتى المشركون الذين بعث فيهم النبي عليه الصلاة والسلام وسيأتي عند الشيخ لاحقا قوله تبا لمن كان ابو جهل اعلم منه التوحيد قال فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده وانما يعنون بالالهة ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيد والسيد هذه الكلمة اصبحت عند اهل القبور تعني ما اشرت اليه ان من يطلق عليه هذا اللقب له حق في الذل له حق في الخضوع في الانكسار حتى ان بعضهم اذا وقف عند قبر من يسمى بالسيد يخضع خضوعا لا يكون منه في صلاته يخضع خضوعا لا يكون منه في صلاته ويبكي بكاء لا يكون منه عند قيامه بين يدي ربه في الصلاة يخظع خظوع وذل وهذا مبني على هذا الاعتقاد في هؤلاء قال فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى كلمة التوحيد اي الى لا اله الا الله وهي لا اله الا الله قال والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها المراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها مجرد اللفظ لا يكفي ولا يكون به الانسان من اهل التوحيد لا بد من تحقيق الشهادة بلا اله الا الله وهذا لا بد فيه من العلم كما قال الله فاعلم انه لا اله الا الله في صحيح مسلم من حديث عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله قال الله تعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون الحق لا اله الا الله يعلمون اي معنى ما شهدوا به فلابد من من العلم بمعناها المراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها فمن قال هذه الكلمة وهو لا يفهم معناها لا تفيده ومن قال هذه الكلمة وهو يفهم منها معنى لا تدل عليه لا تفيده واضح؟ لو قال قائل لا اله الا الله وقيل له ما معنى لا اله الا الله؟ قال معناها اي ان الله القادر على الاختراع لا يكون بهذا الفهم من اهل لا اله الا الله لا يكون بهذا الفهم من اهل لا اله الا الله او لا خالق الا الله لا رازق الا الله لا يكون بهذا الفهم من اهل لا اله الا الله وحتى يفهم معناها ومدلولها الذي دلت عليه وهو عبادة الله عز وجل وعدم الاشراك به قال الله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه هذا معنى لا اله الا الله. قال تعالى وقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت هذا هو معنى لا اله الا الله وقال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. هذا هو معناها قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين هذا هو معناها قال تعالى اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا هو معناه هذا هو معنى لا اله الا الله ان يعبد الله عز وجل وحده والا يتخذ معه الشركاء قال والكفار الجهال يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله بالتعلم والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه الكفار الجهال اي الذين بعث فيهم عليه الصلاة والسلام كانوا يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله بالتعلق والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه ما الدليل ما الدليل على انهم كانوا يعلمون ما الدليل على ان الكفار المشركون الذين الكفار المشركين الذين بعث فيهم عليه الصلاة والسلام كانوا يعلمون آآ ان معنى لا اله الا الله افراد الله بالتعلق يعني بالذل بالخضوع بالذبح بالنذر بالرجاء والكفر بما يعبد من دونه البراءة منه ما الدليل؟ يقول الشيخ فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب قال لهم قولوا لا اله الا الله لا اله الا الله تفلحوا؟ فالجواب اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب بل اخذوا يتواصون على الصبر على عبادة الالهة. وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم. ان هذا لشيء مراد يعني يدبر بكم ويخطط ويمكر بكم حتى تحرقوا عن هذا الدين. فانتبهوا وتواصوا بالصبر على عبادة الالهة وايضا اخذوا يتفاخرون ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها لولا اننا كنا متحلين بالصبر لحرفنا محمد صلى الله عليه وسلم عن عن هذه الالهة كل ذلك قالوه عندما قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا فهموا ان لا اله الا الله تعني ماذا؟ ابطال عبادة هذه الاصنام واخلاص العبادة لله تبارك وتعالى ولهذا قال عز وجل في اية اخرى انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون؟ لان لا اله الا الله تعني ماذا؟ ترك الالهة واخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وايضا خذ الدليل على ذلك في قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه ابي طالب وقد اوردها الشيخ رحمه الله في كتابه التوحيد في باب انك لا تهدي من احببت لما حضرت ابا طالب الى الوفاة لما حضرت ابا طالب الوفاة اتاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله وكان عنده ابو جهل وبعض المشركين عند رأسه فاذا قال له يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله يقول يقولون لا بل على ملة عبد المطلب بل على ملة عبد المطلب اذا لما قالوا له هنا في هذا المقام بل على ملة عبد المطلب لان لان قول النبي صلى الله عليه وسلم له قل لا اله الا الله تعني ماذا؟ ابقاء للاصنام واذ قال عبادتي ودعاء غير الله سبحانه وتعالى ولهذا قال له قال له قالوا له بل على ملة عبد المطلب اريد ان اسألكم هنا ثلاث اسئلة مفيدة قولهم بل على ملة عبد المطلب هل ملة عبدالمطلب انكار وجود الله هل ملة عبد المطلب انكارا من الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر لهذا الكون؟ هو الله هل هذه ملة عبدالمطلب هل ملة عبد المطلب جحد ان الله معبود يعبد ويصلى له ويركع ويسجد ويدعى؟ هل هذه ملة عبد المطلب؟ لا. كلا ما هي ملة عبدالمطلب؟ ملة عبد المطلب الاقرار بهذه الاشياء المتقدمة الاقرار بهذه الاشياء المتقدمة واتخاذ الشركاء مع الله في العبادة الله بالدعاء في الذبح في النذر هذي ملة عدم المطالب ولهذا لما قالوا له هنا في هذا المقام بل على ملة عبد المطلب اي ماذا في دعاء الاصنام مع الله والذبح لها والنذر لها والتقرب اليها والمحافظة على على هذا الامر الذي تنافيه لا اله الا الله الذي تنافيه وتبطله لا اله الا الله ولهذا لما قال له قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله؟ قالوا له بل على ملة عبد المطلب ومات وهو يقول هو على ملة عبد المطلب. ابى ان يقول لا اله الا الله ابى ان يقول لا اله الا الله قال فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب نعم قال فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة من وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار ما عرفه. ما عرفه جهال الكفار بل ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني. والحاذق منهم يظن ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الا الله. الامر ولا يدبر الامر الا الله فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بمعاني لا اله الا الله بمعنى قال رحمه الله تعالى فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك جهال الكفار الذين بعث فيهم نبينا عليه الصلاة والسلام يعرفون ذلك اي يعرفون معنى لا اله الا الله وانها تعني افراد الله بالتعلق والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه اذا عرفت ذلك فالعجب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار العجب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار ثم هنا لاحظ امر يستفاد من قول الشيخ بل يظن الى اخره من لم يعرف معنى هذه الكلمة حقيقة معناه الصحيح الذي دل عليه الكتاب ودلت عليه السنة ويعرف باللسان العربي وقد فهمه الكفار الذين بعث فيهم عليه الصلاة والسلام من لا يعرف معنى الصحيح فهو في احد طريقين قال بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها. من غير اعتقاد القلب بشيء من المعاني. هذا مسلك يظن ان تحقيق بعظهم يظن ان تحقيق لا اله الا الله هو ان يتلفظ بحروفها هذا هو تحقيقه ان يتلفظ بحروفها دون ان يعتقد القلب بشيء من المعاني هذا مسلك من المسالك لا اله الا الله كلمة تقال وتردد لكن لا يعتقد القلب لشيء من المعاني هذا مسلك من المسالك المسلك الاخر قال والحاذق منهم الذي يدعي الحذق والفهم والدراية بالامور يظن ان معناها لا يخلق ولا يرزق الا الا الله فمنا يجنح عن المعنى الصحيح للا اله الا الله له اه احد مسلكين اما ان يظن انها كلمة تقال دون ان يعتقد او يعتقد القلب بشيء من المعاني التي تدل عليها. والمسلك الاخر وهو من يدعي الحفظ والفهم من هؤلاء يظن ان معناها لا يخلق ولا يرزق الا الله ولا يدبر الامر الا الله فيقول الشيخ اسفا على حال هؤلاء يقول لا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا جهال الكفار اعلم منه بلا اله الا الله لان لان الشيخ وضح قريبا ان جهال الكفار المشركين الذين بعث فيهم عليه الصلاة والسلام كانوا يعرفون معنى هذه الكلمة ولهذا امتنعوا من قبولها واستكبروا عن النطق بها وقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب فيتعجب الشيخ ثم يختم بقوله فلا خير لرجل جهال الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا الله واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعلنا جميعا من اهل لا اله الا الله حقا وصدقا وان يحيينا على التوحيد وان يميت عليه وان يهدينا سواء السبيل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين