بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور وصيات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يا ذا الجلال والاكرام اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ثم هذه رسالة عظيمة القدر رفيعة الشأن علية المكانة لامام عالم وهو الامام الصنعاني رحمه الله تعالى سماها تطهير الاعتقاد تطهير الاعتقاد عن ادران الالحاد والادران هي الاقدار والاوساخ والالحاد فهو الميل والانحراف والعدول عن الحق والهدى والملحد هو المائل عن الحق العادل عن الهدى والصواب الى الضلال والكفر والباطل والطهارة هنا اعظم طهارة ينبغي ان يعنى بها المؤمن لان الطهارة نوعان طهارة حسية وطهارة معنوية قال جل وعلا وثيابك فطهر قيل في معنى طهر ثيابك اي طهر اعمالك كلها من الشرك بالله ومن الكفر ومن كل ناقظ مبطل وقيل ان المراد بالطهارة في الاية الطهارة الحسية بمعنى تنظيف الثياب من الاقدار والاوساخ والنجاسات واعظم الطهارة طهارة القلب وزكاؤه بالايمان بالله وتوحيده سبحانه وتعالى واخلاص الدين له والبراءة من الشرك قل له دقيقه وجليله والشاهد ان هذه الرسالة عظيمة في بابها باب الطهارة من الشرك والكفر بالله تبارك وتعالى والالحاد وفيها تقرير للتوحيد وذكر لبراهينه وحججه ودحض لباطل المبطلين وتلبيس اهل الزيغ والشرك بالله سبحانه وتعالى وقد اجاد فيها مؤلفها رحمه الله تعالى وافاد ولهذا اثنى عليها اهل العلم ثناء عاطرا وعقدت مجالس عديدة لاهل العلم في تدريس هذه الرسالة العظيمة النافعة لهذا الامام رحمه الله تعالى ونشرع مستعينين بالله تبارك وتعالى طالبين مده وعونه وتوفيقه وان ينفعنا سبحانه وتعالى بما حوته هذه الرسالة من علم وفائدة وخير. نعم بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وهو المستعان الحمد لله الذي لا يقبل توحيد ربوبيته من العباد حتى يفردوه بتوحيد العبادة كل الافراد. من اتخاذ فلا يتخذون له ندا ولا يدعون مع الله احدا. ولا يتكلون الا عليه ولا يفزعون في كل حال الا اليه. ولا يدعون بغير اسمائه الحسنى. ولا يتوصلون اليه بالشفعاء ان ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. هذا الحمد والثناء الذي بدأ به المصنف رحمه الله تعالى معدود في براعة الاستهلال. لان من حي من حين يبدأ تشعر بموضوع الكتاب ومضمون الرسالة فهي رسالة مؤلفة في باب عظيم وهو تقرير التوحيد واخلاص الدين لله تبارك وتعالى والبراءة من الشرك ولهذا استهلها رحمه الله تعالى بحمد وثناء على الله سبحانه يشعر اه بمقصود الرسالة ومضمونها ولهذا بدأ بقوله رحمه الله الحمدلله الذي لا يقبل توحيد ربوبيته من العباد حتى يفردوه بتوحيد العبادة كل الافراد لا يقبل توحيد ربوبيته من العباد حتى يفردوه بتوحيد العبادة كل الافراد اي ان توحيد الربوبية وحده لا يكفي ولا ينجي لا يكفي في حصول التوحيد ولا ينجي من عذاب الله تبارك وتعالى يوم الوعيد فليس فيه الكفاية ولا ولا فيه النجاة ولهذا فان المكلف اذا جاء به وحده ولم يضم اليه لازمة وهو توحيد العبادة لم يقبله الله منه لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل توحيد الربوبية الا اذا ضم اليه لازمه هو توحيد العبادة ولهذا قيل ان توحيد الربوبية بوابة ومدخل لتوحيد العبادة بمعنى ان من عرف الله سبحانه وتعالى بانه وحده المتفرد بالخلق والرزق والاحياء والاماتة والتصرف والتدبير كان من لازم هذه المعرفة ان يفرده تبارك وتعالى بالعبادة فلا يعبد احدا سواه كما قال الله سبحانه وتعالى وانا ربكم فاعبدون اي كما اني تفردت وحدي بالربوبية والخلق والرزق والايجاد فاعبدون اي فافردون وحدة بالعبادة وقال الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله سبحانه وتعالى اي تعلمون تفرده سبحانه وحده بخلقكم وايجادكم ومن كان مقرا بروبية الله سبحانه وتعالى غير مخلص العبادة له جل وعلا فانه يعد مشركا بالله يعد مشركا بالله كما قال الله سبحانه وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال اهل العلم في كتب التفسير من الصحابة التابعين لهم باحسان في معنى الاية قالوا ما يؤمن اكثرهم بالله ربا خالقا رازقا الا وهم مشركون به غيره في العبادة الا وهم مشركون به غيرهم في العبادة فلم ينفعهم ذاك الاكرام ولم يفدهم لان توحيد الربوبية لا يكون نافعا مفيدا للعبد الا اذا ضم اليه توحيد العبادة والا لا يفيده لا يفيده ان يبقى حياته مقرا بان الرب الله وان الخالق الله وان الرازق الله وان المنعم المتصرف المحيي المميت المدبر الله هذا لا يفيده اذا لم يضم اليه لازم ذلك وهو ان يفرده سبحانه وتعالى بالعبادة وان يخلص له سبحانه وتعالى الدين فلا يعبد الا الله ولا يسأل الا الله ولا يتوكل الا على الله ولا يصرف اي شيء من العبادة الا لله سبحانه وتعالى وهذا لازم ذاك الاقرار فمن لم يأتي باللازم لم يفيده اقراره ولهذا استهل المصنف رحمه الله تعالى هذه الرسالة المباركة بهذا الاستهلال العظيم حامدا الله جل وعلا مثنيا عليه به قال الحمد لله الذي لا يقبل توحيد الربوبية توحيد الربوبيته من العباد حتى يفردوه بتوحيد العبادة كل الافراد حتى يفردوه بتوحيد العبادة كل الافراد فان افردوه بتوحيد العبادة كل الافراد قبل منهم توحيد الربوبية والا لم يكن مقبولا ثم ايضا في استهلاله رحمه الله اخذ يبين معنى افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة كل الافراد ما المراد به قال شارحا وموظحا ومبينا فلا يتخذوا له ندا كما قال الله سبحانه فلا تجعلوا لله اندادا فلا يتخذوا له ندا والند هو الشريك ومعنى فلا تتخذوا لله اندادا اي شركاء في العبادة فلا تتخذوا آآ لله ندا اي لا تتخذوا فلا تجعلوا مع الله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا مع الله سبحانه وتعالى شركاء في العبادة. فالند الشريك فمن اتخذ مع الله سبحانه وتعالى ندا يصرف له شيئا من حقوق الله سبحانه وتعالى على عباده كان بذلك مشركا بالله ولا ينفعه اقراره بربوبية الله ان كان مقرا بها قال فلا يتخذون له ندا ولا يدعون معه احدا ونص رحمه الله على الدعاء وبدأ به لانه اعظم انواع العبادة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة وتلا قول الله سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فالدعاء عبادة وافراد الله سبحانه وتعالى به واخلاص هذه العبادة له توحيد هو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين فهو عبادة لا يجوز صرفها الا لله ومن صرفها لغير الله سبحانه وتعالى اشرك ووقع في اشد الضلال ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقال جل وعلا والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير قال ولا يتوكلون الا عليه والتوكل عبادة قلبية من اعظم العبادات واجلها وهي عبادة تصحب المسلم في كل اموره الدينية والدنيوية فهو في طاعاته عباداته وفي عموم مصالحه متوكل على الله سبحانه وتعالى مفوض امره اليه سبحانه التوكل هو ثقة القلب واعتماده وتفويضه والتزاؤه في كل اموره في طلب المرغوب وايضا في السلامة من المرهوب يفوظ امره الى الله ويعتمد بقلبه سبحانه وتعالى في جلب النعماء ودفع الضر والبلاء على الله سبحانه وتعالى وفي القرآن يقول الله سبحانه وتعالى في مواضع منه وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وهذا من اساليب الحصر اي عليه وحده فلا تتوكل الا عليه قال ولا يتوكلون الا عليه يقول الله جل وعلا وتوكل على الحي الذي لا يموت هذه الاية فيها فائدة عظيمة جدا في باب التوكل وفي باب العبادة عموما وتوكل على الحي الذي لا يموت اي ليكن توكلك عليه وحده الحي الذي لا يموت اما الحي الذي سيموت او الحي الذي قد مات او الجماد الذي لا حياة له فكل هؤلاء ليس منهم من يصلح ان يتوكل عليه او يلتجأ اليه او تصرف له العبادة من دعاء ورجاء وخوف ورغب ورهب وغير ذلك كل ذلكم لا يصلح الا للحي الذي لا يموت وهو الله سبحانه وتعالى قال ولا يفزعون في كل حالهم الا اليه لا يفزعون في كل حال الا اليه اي في كل نائبة او مصيبة او بلية او نحو ذلك لا يفزعون اي لا يلتجئون الا الى الله سبحانه وتعالى فاليه الملجأ واليه المفزع واليه المفر ففروا الى الله قال عليه الصلاة والسلام في في في دعاء النوم لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك فليس هناك مفر ولا ملجأ ولا مفزع للعباد الا الى الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يغيث الملهوف ويجبر الكسير ويكشف الضر لا شريك له امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون قال ولا يدعونه بغير اسمائه الحسنى اي عملا بقوله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون وقال جل وعلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى فلا يدعونه الا باسماءه الحسنى فلا يدعونه الا باسمائه الحسنى وهذي اعظم الوسائل التي يتوسل بها المؤمنون الى الله سبحانه وتعالى طالبون طالبين منه جل وعلا توفيقه وتسديده وعونه لا يدعونه الا باسمائه الحسنى مثل يا الله يا رحيم يا غفور يا ودود يا شكور الى غير ذلك من اسمائه الحسنى الثابتة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهم في كل حاجة يسألونها يذكرون من اسماء الله متوسلين الى الله سبحانه وتعالى به ما يناسب حاجتهم فان كانوا يطلبون مغفرة توسلوا اليه باسمه الغفور توبة التواب رزقا الرزاق رحمة الرحيم الى غير ذلك كما هو واضح في ادعية الانبياء المذكورة في القرآن والادعية المأثورة عن نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة الثابتة عنه صلوات الله وسلامه عليه فلا يدعونه الا باسمائه لا يدعونه بغير اسمائه الحسنى ومن الالحاد في اسماء الله من الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى ان يسمى بغير ما سمى جل وعلا به نفسه او سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال اهل العلم باب الاسماء توقيفي باب الاسماء والصفات توقيفي اي اي يتوقف في اثبات ذلك على النص على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومما يستدل به لذلك قول الله ولله الاسماء الحسنى فقوله الاسماء التعريف هنا للعهد اي الاسماء المعهودة المعلومة في كتابه سبحانه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا فان اهل الحق والهدى لا يدعونه بغير اسمائه الحسنى وقوله الحسنى فهذا وصف لاسماء الله اي البالغة في الحسن تمامه وكماله فهي في غاية الحسن وكمال الحسن لانها دالة على ثبوت صفات كمال لله سبحانه وتعالى وكل اسم من اسماء الله جل وعلا دال على ثبوت صفة كمال الله اذ ان الاسم ان لم يكن دالا على صفة او كان دالا على صفة والصفة ليست صفة كمال لا يكون موصوفا الحسن فالحسن فيها دليل على كمالها في دلالتها على ثبوت صفات الكمال لله ونعوت الجلال له سبحانه وتعالى ولهذا فان كل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى شأنه كذلك دال على صفة ثبوت صفة كمال لله عز وجل قال ولا يتوصلون اليه بالشفعاء ولا يتوصلون اليه بالشفعاء لا يتوصلون اليه اي لا يطلبون الزلف عنده. والقرب منه سبحانه وتعالى بالشفعاء اي الوسطاء يجعلونهم بينهم وبين الله سبحانه وتعالى مقربين مقربينهم الى الله لا يفعلون ذلك بل هذا فعل المشركين كما قال الله سبحانه وتعالى عنهم في في قولهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وقالوا ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله هؤلاء شفعاؤنا عند الله فاهل الحق والهدى لا يتوصلون اليه بالشفعاء لا يتوصلون اليه بالشفعاء اي لا يجعلون بينهم وبينه وسائط يقربونهم منه ويدنونهم منه سبحانه لا يفعلون ذلك لان هذا عين الشرك بل يلتجئون اليه مباشرة يلتجئون اليهم مباشرة بدون واسطة في اي حاجة واي ملمة واي امر واي قربة يلتجئون الى الله سبحانه وتعالى مباشرة ولا ولا يجعلون بينهم وبين الله واسطة لا من الملائكة ولا من الانبياء ولا من الاولياء ولا غيرهم يلجأون الى الله سبحانه وتعالى مباشرة ولهذا الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه هم واسطة بين الله وعباده في ابلاغ دينه وليسوا واسطة بينه وبين الله في عبادته فالله عز وجل يلجأ اليه مباشرة يتوكل عليه مباشرة يدعى سبحانه وتعالى مباشرة دون ان ان تجعل الوسائط فالانبيا وسائط بين بين الله وبين عباده في ابلاغ الدين وليسوا وسائط في العبادة ولهذا في في سورة البقرة ايات كثيرة يبدأها يبدأها الله سبحانه وتعالى بقوله يسألونك عن المحيض يسألونك عن الاهلة يسألونك عن المواقيت يسألونك عن عن الشهر الحرام اسئلة كثيرة كلها يأتي الجواب قل كذا لانه واسطة في ابلاغ الدين قل كذا قل كذا لانه عليه الصلاة والسلام واسطة لكن لما ذكر العبادة والدعاء قال واذا سألك عبادي عني قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان حتى ان قل ارتفعت هنا حتى ان قل ارتفعت هنا قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان اينما كان وفي اي مكان يدعو اجيبه اي لا يحتاج الامر الى وسطاء وشفعاء يدعى سبحانه وتعالى من خلالهم او بواسطتهم هذا هذا ابطل من ابطل الباطل واظل الضلال ولهذا فان اهل الحق والهدى لا يتوصلون اليه بالشفعاء لا يتوصلون اليه بالشفعاء اي في عبادتهم له سبحانه وتعالى قال من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وهذا فيه التنبيه على ان الشفاعة ملك لله قل لله الشفاعة جميعا قل لله الشفاعة جميعا فهي ملك له ولا يشفع احد عنده الا باذنه ولا يشفع احد عنده الا لمن رضي سبحانه وتعالى قوله وعمله كما قال جل وعلا ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهذان ضابطان في باب الشفاعة لا تكون الشفاعة الا عن اذن للشافع وعن رضا عن المشفوع له هو سبحانه وتعالى لا يرظى الا عن اهل التوحيد ثم قال رحمه الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه واشهد ان لا اله الا الله ربا معبودا واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي امره ان يقول قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضراء الا ما شاء الله وكفى بالله شهيدا صلى الله عليه وعلى اله والتابعين له في السلامة من العيوب وتطهير القلوب يعني اعتقادي كل شيء يشوب ثم قال رحمه الله تعالى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ربا ومعبودا وهذا فيه الشهادة لله تبارك وتعالى بالوحدانية والتفرد وانه سبحانه وتعالى المعبود بحق ولا معبود بحق سواه قال واشهد ان لا اله الا الله ومعنى لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله وهي كلمة التوحيد مشتملة على ركني النفي والاثبات ولا توحيد الا بهما النفي في اولها والاثبات في اخرها. لا اله الا الله لا اله نفي عام للعبودية عن كل من سوى الله والا الله اثبات للعبودية بكل معانيها لله سبحانه وتعالى وحده ولهذا لا يكون الانسان موحدا الا اذا نفى واثبت لا يكون موحدا الا اذا نفى واثبت اما من نفى ولم يثبت او اثبت ولم ينفي لا يكون موحدا فالتوحيد نفي واثبات ولا توحيد الا بهما لا اله الا الله نفي عام للعبودية عن كل من سوى الله واثبات للعبودية بكل معانيها لله وحده وقائل لا اله الا الله لا يصرف شيئا من العبادة الا لله فلا يدعو الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يلتجأ الا الى الله ولا يصرف شيئا من العبادة الا لله هذا هو معنى لا اله الا الله ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام للمشركين وهم اهل لسان عربي واهل فهم لمعاني اللغة لما قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا ماذا قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب وفي الاية الاخرى قال انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائن لتارك الهتنا لشاعر مجنون يفهمون ان لا اله الا الله تعني نبذ الالهة وترك عبادة كل من سوى الله والاقبال على الله وحده تبارك وتعالى بالذل والخضوع وانواع العبادة هذا هو معناها وقوله وحده لا شريك له هذا تأكيد لركني كلمة التوحيد وهو ثابت في الذكر المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام ادبار الصلوات وفي غيرها فقوله وحده لا شريك له في تأكيد ركني كلمة التوحيد الاثبات والنفي فقوله وحده تأكيد للاثبات تأكيد لقولك الا الله وقوله لا شريك له تأكيد للنفي تأكيد لقولك لا اله فلما نفيت واثبت في قولك لا اله الا الله اكدت هذين الامرين بقولك وحده لا شريك له والاتيان بهذا التأكيد بعد التقرير والاثبات للتوحيد فيه الاهتمام بمقام التوحيد والتأكيد عليه وبيان اهميته ومكانته العظمى لا اله الا الله وحده لا شريك له لا اله الا الله وحده لا شريك له. فقولك وحده تأكيد للاثبات وقولك لا شريك له تأكيد للنفي وفي الذكر المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام ادبار الصلوات المكتوبات لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون يشرع لك ان تهلل ادبار الصلوات المكتوبة ثلاث تهليلات وكل تهليلة من هذه التهليلات متبوعة بتثبيت التوحيد وتقريره والتأكيد عليه التهليلة الاولى تقول لا اله الا الله وحده لا شريك له وعرفنا ان هذا تأكيد ركني التوحيد التهليلة الثانية تقول لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه. وهذا تقرير لمعنى التوحيد الذي هو مدلول كلمة لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه والتهليلة الثالثة تقول بعدها مخلصين له الدين وهذا هو مقتضى كلمة التوحيد ان تخلص الدين لله سبحانه وتعالى فاصبح هذا الذكر الذي يشرع للمسلم ان يداوم عليه ادبار الصلوات اشبه ما يكون بالمدارسة والمذاكرة والتقرير للتوحيد يوميا خمس مرات يأتي بكلمة التوحيد ادبار الصلوات ثلاث مرات ثم يأتي بعدها بتأكيد معناها وتقرير مدلولها وبيان ما تقتضيه من اخلاص العبادة والذل لله سبحانه وتعالى قال وحده لا شريك له ربا ومعبودا ربا ومعبودا اي نقر له سبحانه وتعالى بالربوبية ونخلص له جل وعلا العبودية والذل فلا نعبد الا الله ولا نصرف شيئا من العبادة الاله قال واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه واشهد ان محمدا عبده ورسوله وهنا ذكر الشهادة لنبينا صلى الله عليه وسلم بالرسالة عقب الشهادة لله بالوحدانية والشهادة لنبينا صلى الله عليه وسلم بالرسالة قرينة الشهادة لله بالوحدانية والله سبحانه وتعالى لا يقبل الشهادة له بالوحدانية الا اذا شهد لنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة لانه كما انه مطلوب من العباد ان يخلصوا الدين له فانه مطلوب منهم في الوقت نفسه الا يعبدوه الا بما شرع الا يعبدوه الا بما شرع ومن لم يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة ويقوم بما تقتضيه هذه الشهادة لم يتحقق منه العبودية لله سبحانه وتعالى كما شرع وكما امر جل وعلا عباده بذلك قال واشهد ان محمدا عبده ورسوله قوله عبده لانه عليه الصلاة والسلام عبد من عباد الله بل هو اعظم الناس تحقيقا للعبودية وتتميما لها وفي الشهادة له عليه الصلاة والسلام بانها بانه عبد لله فيه ان العبد لا يعبد فيه ان العبد لا يعبد العبادة للرب العظيم والخالق الجليل سبحانه وتعالى وفي الشهادة له عليه الصلاة والسلام بالرسالة دليل على وجوب طاعته وامتثال اوامره والاقتداء بما جاء بما جاء به صلوات الله وسلامه عليه وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله وفي الجمع بينهما الشهادة بالعبودية والرسالة تحقيق للوسطية وسلامة من الافراط والتفريط ففي الشهادة له بالعبودية خروج من الغلو وفي الشهادة له بالرسالة خروج من الجفاء اذا حقق العبد ما تقتضيه هذه الشهادة الذي امره ان يقول قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله وهذا فيه انه عليه الصلاة والسلام عبد لا يعبد انه عبد لا يعبد لا يملك لنفسه نفعا ولا ظرا الا ما شاء الله لان الامور كلها بمشيئة الله فهو عليه الصلاة والسلام لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله فمن باب اولى الا يملك شيئا من ذلك لغيره صلوات الله وسلامه عليه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في امر الشفاعة قال لكل نبي دعوة مستجابة واني ادخرت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا لاحظ ذكر الضابطين في باب الشفاعة وانها نائلة ان شاء الله قال من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه قال وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا هذا فيه ولا يشفعون الا لمن ارتضى فالشفاعة لا تكون الا باذن الله ولا تكون الا لمن رضي الله سبحانه وتعالى قوله وعمله قال وكفى بالله شهيدا وكفى بالله شهيدا والشهيد اسم من اسماء الله جل وعلا الحسنى الثابتة في كتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وهو من الاسماء الدالة على احاطة علم الله سبحانه وتعالى بالعباد وكمال اطلاعه عليهم وعلى اعمالهم واقوالهم وحفظه اه سبحانه وتعالى وكتابته لما يعملون وما يقولون قال وكفى بالله شهيدا صلى الله عليه وعلى اله والتابعين له في السلامة من العيوب وتطهير القلوب عن اعتقاد كل شيء يشوء ذكر هنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الال ولم يذكر هنا الصحابة لم يذكر الصحابة ولعل مراده بالال هنا اي اهل اهل دينه فيدخل الصحابة واهل البيت وغيرهم وفي خاتمة الكتاب خاتمة هذا الكتاب جمع رحمه الله بين الصلاة على الصحب والالم جمع في اخر الكتاب بين جمع في في الصلاة بين الصحب والاهل على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه واله ماذا قال في اخر الكتاب قال وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. نعم جمع بين في اخر الكتاب بين الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الصحب والال. فاذا هنا في هذا الموضع في اول كتاب اما ان تكون سقطت من المصنف سهوا او من الناس للكتاب هذا احتمال او يكون رحمه الله اراد بالال اي اه اتباع اتباع دينه واهل دينه عليه الصلاة والسلام قال والتابعين له في السلامة من العيوب وتطهير القلوب وهذا وهذا هو الاتباع باحسان في الاتباع في السلامة من العيوب وتطهير القلوب وهذا فيه ان المتبع حقا هو الذي يجتهد في تطهير قلبه وتنقية نفسه من كل اعتقاده اعتقادي شين يشوب ان يشوب الاعتقاد الصافي والاعتقاد ينبغي ان يصان وينزه عن الشوائب التي تشينه وتعيبه تفسده وتبطله يجب عليه ان يصون توحيده عن كل شائبة ليبقى توحيده تاما واخلاصه لله سبحانه وتعالى كاملا وايمانه نقيا هذا هو حقيقة الاتباع والتابعين له في السلامة من العيوب وتطهير القلوب عن اعتقاد كل شيء يشوب. نعم قال رحمه الله وبعد فهذا تطهير الاعتقاد عن اضران الالحاد وجب علي تأليفه وتعين عليه ترصيفه لما رأيته وعلمته يقينا من عموم اتخاذ العبادة الانداد في الانصار. والقرى وجميع البلاد. من اليمن الشامي ومصر ونجدة وتهامة. وجميع ديار الاسلام وهو الاعتقاد في القبور وفي الاحياء ممن يدعي العلم بالمغيبات والمكاشفات. وهو من اهل الفجور. لا يحضر للمسلمين مسجدا ولا يرى ولا يرى لله راكعا ولا ساجدا ولا يعرف السنة ولا الكتاب ولا يهاب البعث ولا الحساب فوجب علي ان انكر ما اوجب الله انكاره ولا اكون من الذين يكتمون ما اوجب الله اظهاره؟ فاعلم ان ها هنا اصولا هي قواعد الدين ومن اهم ما تجب معرفته على الموحدين ثم قال رحمه الله تعالى وبعد وبعد او اما بعد يؤتى بها عند ارادة الشروع في المقصود بعد الفراغ من الثناء والحمد والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عندما يراد الشروع في المقصود يؤتى بها اما بعد او وبعد ومعناها اي مهما يكن من شيء بعد فان الامر كذا وكذا يشرع في بيان المقصود قال وبعد فهذا تطهير الاعتقاد عن ادران الالحاد فهذا تطهير الاعتقاد عن ادران الالحاد نص على اسمي هذه الرسالة في اول شروعه في المقصود مما يدل ان عنوان الرسالة دال على مظمونها تمام الدلالة ولهذا اكتفى في دخوله في المظمون بذكر عنوان الرسالة. قال اما بعد فهذا تطهير الاعتقاد عن ادران الالحاد اي هذا مؤلف صنف في تطهير الاعتقاد عن ادران الالحاد هذا هذا مقصود المصنف تطهير الاعتقاد عن ادران الالحاد قال وجب علي تأليفه وتعين علي ترصيفه لماذا لان الله سبحانه وتعالى اخذ الميثاق على اهل العلم لتبيننه للناس ولا تكتمونه اوجب عليهم ذلك وخاصة عندما يشيع الانحراف تشرئب اعناق البدع ويحصل التطاول على دين الله وتثار الشبهات فيتوجب في مثل هذا المقام وفي مثل هذه الحال على اهل العلم بيان الحق وايظاحه للناس ليهلك من هلك عن بينة ويحي ما حي عن بينة قال وجب علي تأليفه وتعين علي ترصيفه لماذا؟ قال لما رأيته وعلمته يقينا من اتخاذ العباد الانداد لما رأيته وعلمته لما رأيته اي لما رآه لما رآه رحمه الله تعالى بنفسه وشاهده بعينه وعلمته يقينا مما ينقله الناقلون من الامكنة والبقاع ولهذا عدد مناطق قال من اتخاذ العباد الانداد في الامصار والقرى وجميع البلاد من اليمن التي هي بلده والشام ومصر ونجد وتهامة وجميع ديار الاسلام. يقول هذا امر شاع وانتشر في شتى البقاع يتخذون يتخذ العبادة الانداد اي مع الله والشركاء يصرفون لهم العبادة التي هي حق لله سبحانه وتعالى فيراهم الرائي ملتجئين الى غير الله مستغيثين به منزلين بهم به حاجتهم وطالبين كشف الضر والكربات مقدمين الذبائح والندور طالبين المدد والعون والشفاء بل بعضهم يخاطب مخلوقا ميتا بقوله ان لم تأخذ بيد من يأخذ بيدي ان لم تغثني من الذي يغثني ان لم تجرني من الذي يجرني انا نازل ببابك ومنيخ عند اعتابك طالب رجاءك طالب كذا وينادي مخلوقا مثله ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم عباد امثالكم العبد لا يعبد العبد لا يعبد العبادة لله سبحانه وتعالى والالتجاء الى الله وحده سبحانه فالمصنف رحمه الله يتألم لواقع مريض عايشه وشاهده ورآه وبلغه في مختلف المناطق فيقول لما كان الحال بهذه الصفة وجب علي ولهذا هذا الكتاب الفه رحمه الله غيرة دينية ونصيحة لعباد الله واحقاقا للحق وابطالا الباطل قال وهو الاعتقاد في القبور والان يشرح ما شاهده وما علمه وبلغ من واقع كثير من الناس قال وهو الاعتقاد في القبور قوله وهو الاعتقاد في القبور هذا شرح لقوله من من اتخاذ العباد الانداد من اتخاذ العباد الانداد يبين ذلك بقوله وهو الاعتقاد في القبور وفي الاحياء الاعتقاد في القبور ان يذهب هؤلاء الى القبور مستغيثين باهلها ملتجئين الى المقبورين يقدمون القرابين والنذور وينزلون بهم الحاجات المرأة التي لا تلد تذهب الى القبر وتطلب ولدا من من المقبور والمريض يذهب يطلب الشفاء من المقبور والفقير يذهب ويطلب الغنى من المقبور والضان يطلب الهداية من المقبور الى غير ذلك من الشرك الصراح والكفر البين والامر الاخر قال وفي الاحياء ايضا في المقبورين وفي الاحياء ممن يدعي العلم بالمغيبات من يدعي العلم بالمغيبات والمكاشفات وهو من اهل الفجور لكنه يتظاهر بانه عنده علم بالمغيبات وانه يكاشف ويطلع مثلا على ما في الصدور ولهذا يوجد حتى في زماننا هذا من من يذهب الى بعض الاحياء بعض الاشخاص الاحياء ويجلس امامه بذل وخضوع وانكسار ثم ينصرف وهو يعتقد ان هذا الشخص الذي امامها اطلع على ما في قلبه وعلم ما في صدره والقى فيه حلا لاشكاله ومداواة لمصيبته وهذا يقع قال وفي الاحياء ممن يدعي العلم بالمغيبات والمكاشفات وهو من اهل الفجور لا يحضر للمسلمين مسجدا لا يحضر للمسلمين مسجدا ولا يرى لله راكعا ولا ساجدا ولا يعرف السنة ولا الكتاب ولا يهاب البعث ولا الحساب ثم يعتقدون في في شخص هذه صفته وهذه حاله لا يشهد الجمع ولا الجماعات ولا يراه الناس راكعا ولا ساجدا لا يعرف السنة ولا الكتاب اجنبي عن هذا كله ولو خوف بالبعث والحساب لا يهاب ولا يخاف ومع هذه الحال يلجأ اليه بعض الناس مستغيثين به طالبين منه راجين منه لانه يموه عليهم بانه عنده علم بالمغيبات وان عنده شيء من المكاسبات وانه من اولياء الله الصالحين وكم وكم حصل من اظلال وافساد للناس في اديانهم وعقائدهم بمسمى او تحت مسمى الولاية وما كانوا اولياءه ان اولياؤه الا المتقون الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. هؤلاء اولياء الله اهل الايمان والتقوى اهل الايمان والتقوى اهل الايمان اي العبادة والطاعة لله سبحانه وتعالى والعبادة واهل التقوى للذين يتقون المحرمات ويجتنبون ما يسخط الله سبحانه وتعالى هؤلاء هم اولياء الله اما اشخاص لا يرون في المساجد ولا يشهدون الجمع ولا الجماعات ولا يرون يؤدون المفروظات ويعلم عنهم انتهاك الحرمات والوقوع في انواع من الاثام ثم يعتقد فيهم بسبب التمويه على الناس في هذا الباب باب العلم بالمغيبات او بالمكاشفات قال فوجب علي ان انكر ما اوجب الله انكاره وجب علي ان اوجب ان انكر ما اوجب الله انكاره ولا اكون من الذين يكتمون ما اوجب الله اظهاره فالله عز وجل اوجب على اهل العلم انكار الباطل واظهار الحق اوجب عليهم انكار الباطل واظهار الحق ولهذا قال فوجب علي ان انكر ما اوجب الله انكاره واعظم ما اوجب الله سبحانه وتعالى انكاره الشرك بالله لانه اعظم الاثام واكبر الجرائم واظلم الظلم ان الشرك لظلم عظيم والكافرون هم الظالمون وقوله ولا اكون من الذين يكتمون ما اوجب الله اظهاره واعظم شيء اوجب الله اظهاره التوحيد لان التوحيد اعظم الاوامر والشرك اخطر النواهي ثم قال رحمه الله فاعلم ان ها هنا اصولا هي من قواعد الدين ومن اهم ما تجب معرفته على الموحدين بدا رحمه الله بتقرير اصول عظيمة ونافعة جدا ينبغي على كل مسلم وعلى كل طالب علم ان يقف عندها متأملا ومستفيدا جمعها احسن جمع ورتبها احسن ترتيب نعم قال رحمه الله الاصل الاول انه قد علم من ضرورة الدين ان كل ما في القرآن فهو حق لا باطل. وصدق لا كذب وهدى لا ضلالة وعلم لا جهالة ويقين لا شك فيه. فهذا اصل لا يتم اسلام احد ولا ايمانه الا بالاخوار بهذا الامر اصل هذا الامر مجمع عليه لا خلاف فيه هذا الاصل الاول من الاصول التي يجب ان تكون ثابتة في قلب كل مؤمن ان انه قد علم من ضرورة الدين ان كل ما في القرآن حق ان كل ما في القرآن حق فهو حق لا باطل ان كل ما في القرآن حق يقول الله سبحانه وتعالى ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور والذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق والذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق كتاب الله سبحانه وتعالى كتاب حق لا باطل فيه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فهو كتاب حق لا باطل فيه. يجب على كل مسلم ان يعتقد هذه العقيدة وان يكون هذا الايمان للقرآن راسخا في قلبه انه كتاب حق لا باطل فيه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. كتاب لا باطل فيه مطلقا. كل ما فيه حق وكل ما فيه صدق لا كذب فيه ومن اصدق من الله قيلا كتاب حق لا باطل فيه وكتاب صدق لا كذب فيه وكتاب هدى لا ضلالة فيه. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فهو كتاب هداية وعلم لا جهالة فيه كل ما في القرآن علم ليس في في القرآن جهالة ويقين لا شك فيه هذه كلها اوصاف لكتاب الله سبحانه وتعالى كتاب حق وصدق وهدى وعلم ويقين فهذا الاصل اصل لا يتم اسلام احد ولا ايمانه الا بالاقرار به لا يتم اسلام احد ولا ايمانه الا بالاقرار به. ان يقر بهذا الاصل العظيم. ان القرآن كتاب حق وصدق وهدى وعلم ويقين ومبرئ من اضداد ذلك كلها وهذا مجمع عليه لا خلاف فيه وهذا مجمع عليه لا خلاف فيه اي بين اهل العلم ويضم الى ذلك السنة النبوية والاحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي ايضا حق وصدق وهدى وعلم ويقين والاخذ بها اخذ بالقرآن. وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة القرآن والسنة كلاهما حق وهدى وصدق وعلم ويقين فهذا اصل يجب ان يكون ثابتا في قلب المؤمن راسخا لا يشك فيه ولا يرتاب نعم ثم قال الاصل الثاني ان رسل الله وانبيائه من اولهم الى اخرهم بعثوا لدعاء العباد الى توحيد الله توحيد العبادة فكل رسول اول ما يقرع به اسماع قومه قوله تعالى يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. ان لا تعبدوا الا الله ان يعبدوا الله واتقوه واطيعوه وهذا هو الذي تضمنه قوله لا اله الا الله فان ما دعت الرسل اممها الى قول هذه الكلمة واعتقاد معناها لا مجرد قولها باللسان ومعناها هو افراد الله بالالهية والعبادة. والنفي لما يعبد من دون الله والبراءة منه. وهذا الاصل لا مرية فيما تضمنه ولا شك فيه وانه لا يتم ايمان احد حتى يعلمه ثم قال رحمه الله تعالى الاصل الثاني ان رسل الله وانبياءه عليهم صلوات الله وسلامه من اولهم الى اخرهم بعثوا لدعاء العباد الى توحيد الله بتوحيد العبادة هذا اصل يجب ان يعتقده كل مسلم ان الرسل والانبياء من اولهم الى اخرهم بعثوا لدعوة العباد الى توحيد الله بتوحيد العبادة بان يخلصوا الدين لله سبحانه كما قال الله تعالى واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر اي الرسل وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه لاي غرض لاي هدف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله هذه مهمة جميع المرسلين الا تعبدوا الا الله وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال جل وعلا واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون فالرسل مهمتهم واحدة وكلهم من اولهم الى اخرهم دعاة الى توحيد الله وافراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة وهذا معنى قول نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد اي عقيدتنا واحدة كلنا دعاة الى توحيد الله كلنا دعاة الى اخلاص العبادة لله وافراده سبحانه وتعالى وحده بها ديننا واحد عقيدتنا واحدة وامهاتنا شتى اي شرائعنا مختلفة. لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. الشريعة قد تختلف تكاليف الاوامر والنواهي قد تختلف لكن العقيدة واحدة ولهذا قال العلماء التوحيد والاعتقاد عموما لا يدخله النصف العقيدة هي العقيدة والتوحيد هو التوحيد من اول ما خلق الله سبحانه وتعالى الخلق هو واحد لا يدخله النسخ النصف يدخل في ماذا في الشرائع وتفاصيل الاعمال اما العقيدة واحدة والتوحيد واحد لدى جميع النبيين من اولهم الى اخرهم قال ان الرسل وان رسل الله وانبيائه من اولهم الى اخرهم بعثوا لدعاء العباد الى توحيد الله بتوحيد العبادة فكل رسول اول او اول ما يقع به اسماع قومه قوله يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اول ما يقرع به اسماع قومه قوله يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اول ما يقرأ به اسماع قومه اي اول كلمة يسمعها الاقوام من انبيائهم هي هذه الكلمة اول كلمة يسمعها الاقوام من انبيائهم هي هذه الكلمة لا يبدأونهم بشيء اخر قبل ذلك. اول ما يبدأون الدعوة بالدعوة الى اصلاح الاصل اول ما يبدأون الدعوة بالدعوة الى اصلاح الاصل ثم اذا صلح الاصل اقيم البناء لاحظ هذا في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام لما بعث هل بدأ بالصلاة هل بدئ بالصيام هل بدأ بالزكاة؟ هل بدء بالحج اول ما بدأ بالتوحيد واول ما بدأ هو عليه الصلاة والسلام به في دعوة الاقوام الدعوة الى التوحيد بل مكث على ذلك ثلاثة عشر سنة وهو لا يدعو الا الى التوحيد اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قولوا لا اله الا الله تفلحوا اصلاح للاصل اذا صلح الاصل يقام بعد اذن البناء وهذا نحن نعرفه في امور الدنيا نعرفه جيدا في امور الدنيا. الانسان اذا اراد ان ان يبني بيتا لا يأتي بالطوب واللبن ويضع بعضه فوق بعض بدون اساس لانه اذا وظعه بدون اساس انهار فاول ما يبدأ يضع الاساس ويتقن الاساس ويضبط الاساس ثم اذا وضع الاساس يبدأ بالبناء حتى لو اخذ مني الاساس فترة طويلة لا لا اشكال المهم ان يكون الاساس متقن ثم يوضع البناء على الاساس اما ان يستأجر الانسان ويظع البناء على غير اساس فالبناء ينهار البناء ينهار ولهذا التوحيد كالاساس للبنيان وكالاصول للاشجار يدل لذلك قول الله سبحانه وتعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء كيف يمتد فرع على غير اصل على غير اصل ثابت وكيف يقام بناء على غير اساس ولهذا كان الانبياء اول ما يبدأون اقوامهم في الدعوة بالدعوة الى التوحيد اعبدوا الله ما لكم من اله غيره الا تعبدوا الا الله ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه هذا اول ما يبدأون اقوامهم به واول ما يسمع الاقوام من الانبياء في دعوتهم هي هذه الكلمة وهذا هو الذي تضمنه قول لا اله الا الله هذا هو الذي تضمنه قول لا اله الا الله يعني هذه الكلمات التي ساق ذكر دعوة الانبياء لاقوامهم هي معنى لا اله الا الله لان لا اله الا الله معناها اعبدوا الله ما لكم من اله غيره معناها الا تعبدوا الا الله معناها ان اعبدوا الله واتقوه. هذا هو معنى لا اله الا الله قال فانما دعت الرسل اممها الى قول هذه الكلمة واعتقاد معناها انما دعت الرسل اممها الى قول هذه الكلمة واعتقاد معناها دعوهم الى قولي هذه الكلمة نطقا باللسان واعتقادي معناها بالقلب بحيث يكون قائلها معتقدا ما دلت عليه مؤمنا بما دلت عليه من التوحيد والاخلاص وهذا فيه ان لا اله الا الله ان قول لا اله الا الله قولا مجردا باللسان لا يكفي بل لا بد من الاعتقاد قال فانما دعت الرسل اممها الى قول هذه الكلمة واعتقاد معناها لا مجرد قولها باللسان لا مجرد قولها باللسان والمشركون الذين خاطبهم النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الكلمة قولوا لا اله الا الله تفلحوا علموا ان المراد بالقول قولها باللسان نطقا وبالقلب اعتقادا علموا ذلك ولهذا قالوا اجعل الالهة الها واحدا وامتنعوا من قول هذه الكلمة واستكبروا انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون قال ومعناها فهو افراد الله بالالهية والعبادة ومعناها هو افراد الله بالالهية والعبادة هذا هو معناها ان يفرد سبحانه وتعالى بالالهية والعبادة الالهية اوصاف الكمال والعظمة والجلال التي استحق بها سبحانه وتعالى ان يعبد وان يذل له ويقضى والعبادة اي من صلاة وصيام وذل وخضوع وانكسار بان يفرد سبحانه وتعالى في ذلك كله وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى اسم الجلالة الله قال هو ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين الله قال ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين والالوهية في اوصاف الكمال والجلال والعظمة التي بها استحق سبحانه وتعالى ان يؤله وان يخضع له ويذل والعبودية اي انواع العبادة بان تصرف له سبحانه وتعالى وحده ولا يجعل معه شريكا في شيء منها قال والنفي لما يعبد معناها هو افراد الله بالالوهية والعبادة والنفي لما يعبد من دونه والبراءة منه فلابد من الامرين لابد من الافراد ولابد من النفي الافراد يدل عليه قولنا الا الله والنفي يدل عليه قول لا اله فلا اله الا الله كما علمنا فيها نفي واثبات ولا يكون العبد من اهل لا اله الا الله الا اذا حقق ما دلت عليه من النفي والاثبات وهذا هو معنى قول مصنف معناها افراد الله بالالهية والعبادة والنفي لما يعبد من دونه والبراءة منه بهذا يكون العبد موحدا وبهذا يكون من اهل هذه الكلمة العظيمة وهذا الاصل لا مرية فيه اي لا ريب فيه ولا شك وهذا الاصل لا مرية فيما تضمنه ولا شك فيه وفي انه لا يتم ايمان احد حتى يعلمه ويحققه لا يكون الانسان من اهل التوحيد من اهل الايمان ومن اهل الاسلام الا اذا افرد الله سبحانه وتعالى بالالهية والعبادة ونفى آآ العبادة وتبرأ من عبادة اه كل من سوى الله سبحانه وتعالى فالعبد لا يكون من اهل التوحيد الا بتحقيق هذا الاصل العظيم. هذا الاصل الثاني من الاصول التي بدأ المصنف رحمه الله تعالى بها ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه نمت بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل خير هذا السائل يقول ما حكم الصلاة خلف المشرك الجاهل؟ علما انه قد لا يوجد غيره في المسجد اذا كان متيقنا انه مشرك بمعنى ان انه واقع في الشرك وفي انواع الشرك لا يصلي خلف المشرك لان الشرك مبطل للعمل مفسد له فلا يصلي وراءه لكنه ينهى عن الشرك ويحذره ويقيم عليه الحجة يزيل عنه الشبهة اذا كان طالب علم متمكنا في في ذلك يبين له هذه الامور. نعم وهذا سائل يقول احسن الله اليكم قولكم قال العلماء ان التوحيد ان التوحيد والعقيدة عموما لا يدخلها النسخ هل معنى قولكم عموما ان من التوحيد والعقيدة ما يقولها النسخ التوحيد والعقيدة لا يدخلها النسخ. النسخ يدخل للاحكام والشرائع هذا الذي يدخله الناس وتختلف الشريعة اه قد تختلف الشريعة من نبي الى اخر مثل ما دل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى نحن قول الله سبحانه وتعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فالشرائع تكون اه فالنسخ يكون في الشرائع اما العقائد والتوحيد لا يدخله نسخ ومن الادلة على ذلك ما سبق وهو قول نبينا عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد ديننا واحد يعني عقيدتنا واحدة من اولنا الى اخرنا العقيدة واحدة ديننا واحد امهاتنا شتى العقيدة فالايمان بالله الايمان بالملائكة الايمان بالكتب الايمان بالرسل الايمان باليوم الاخر الايمان بالقدر خيره وشره هذي موجودة عند جميع النبيين كل نبي بعثه الله سبحانه وتعالى دعا قومه الى هذه الاصول دعا قومه لهذه الاصول دعاهم الى الايمان بالله دعاهم الى آآ الايمان بالملائكة الى الايمان بالرسل الى الايمان بالكتب الى الايمان باليوم بالاخر الى الايمان بالقدر يقول الله سبحانه وتعالى وسيق الذين كفروا الى جهنم زمراء حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم؟ يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا الاية دليل على ان جميع المرسلين ينذرون من البعث وفي الحديث قال ما بعث الله من نبي الا انذر قومه من فتنة المسيح الدجال فامور العقائد واحدة عند جميع النبيين امور العقائد واحدة عند جميع النبيين لا لا اختلاف بين نبي واخر في شيء منها العقيدة واحدة ولهذا الشوكاني رحمه الله له رسالة مطبوعة سماها ارشاد الثقات ارشاد الثقات الى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات ان هذا متفق عليه بين الشرائع وايضا له رسالة اخرى سماها المقالة الفاخرة في اتفاق الشرائع على الايمان بالاخرة المقالة الفاخرة في اتفاق الشرائع على الايمان بالاخرة. الايمان بالاخرة امر متفق عليه لدى جميع الانبياء. الايمان بالقدر خيره وشره متفق عليه بين جميع الانبياء الايمان بالبعث النسور هذا كله متفق عليه بين جميع الانبياء ومن يطالع قصص النبيين من يطالع قصص النبيين في القرآن والسنة يجد اجتماع الانبياء على هذه الاصول ولعل من البحوث النافعة المفيدة النظر في قصص الانبياء في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وجمع اتفاق الانبياء على اه على الاصول آآ والعقائد والدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى. نعم يقول السائل قسم المؤلف التوحيد الى قسمين ولم يذكر توحيد الاسماء والصفات ما وصلنا اليه هذا هذا سؤال قفز فيه السائل الى شيء لم نصل اليه. الله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله