بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. مر معنا في اول الرسالة قول المصنف رحمه الله تعالى وكفى بالله شهيدا صلى الله قال واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي امره ان يقول قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله وكفى بالله شهيدا صلى الله عليه وعلى اله والتابعين له في السلامة من العيوب الى اخره. الواو في قوله ليست موجودة في نسختين خطيتين مرفقتين في الطبعة التي بايديكم وهي النسخة الاولى والنسخة الثالثة والكلام بحذف الواو يستقيم تماما وهو الاولى حذفها اولى بحيث يكون صلى الله عليه وعلى اله التابعين. صلى الله عليه وعلى اله التابعين بدون الواو تكون التابعين صفة للان. ويكون وتكون الصلاة شاملة لكل من كان متبعا. للنبي عليه الصلاة والسلام على المعنى الذي سبق بيانه هو ان المراد بالال اهل الدين ان المراد بلال اهل الدين المتبعين للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وجاء في نسخة هندية للكتاب في في جامعة دار السلام بالهند اثبت اللفظ هكذا صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه التابعين بزيادة وصحبه. صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه التابعين وهذه فائدة اتحفنا بها احد الاخوة الافاضل جزاه الله خيرا. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. قال المصنف رحمه الله الاصل الثالث ان التوحيد قسمان القسم الاول توحيد الربوبية والخالقية والرازقية ونحوها. ومعناه ان الله وحده هو الخالق العالم وهو الرب والرازق لهم. وهذا لا ينكره المشركون. ولا يجعلون لله فيه شريكا بل هم مقرون به كما سيأتي في الاصل الرابع. قال رحمه الله تعالى الاصل الثالث اي من الاصول التي صدر رحمه الله تعالى بها هذه الرسالة قيمة قال ان التوحيد قسمان ان التوحيد قسمان توحيد الربوبية ثم القسم الثاني توحيد العبادة. ورحمه الله يشير بهذا التقسيم. الى ان وحيد له جانبان جانب علمي وجانب عملي وكل منهما مقصود للخلق فالله جل وعلا خلق الخلق ليعلموا وخلقهم ليعبدوا للعلم والعبادة. فمقصود الخلق يتناول الجانبان العلمي والعملي يدل للاول قول الله تبارك وتعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن. يتنزل الامر بينهن لتعلموا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما فلاية فيها ان مقصود الخلق ان نعلم ان الله على كل شيء قدير. وانه تبارك وتعالى قد قد احاط بكل شيء علما وهذا النوع من التوحيد توحيد علمي ويسمى ايضا توحيد المعرفة والاثبات والنوع الثاني التوحيد العملي وهذا يدل له قول الله سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فهذه الاية فيها انه خلق ليعبدوا والاولى فيها انه خلق ليعلموا وكل من العلم امل مقصود للخلق فالله خلق الخلق ليعرفوه وخلقهم سبحانه وتعالى ليعبدوه ولا تكفل معرفة في حصول التوحيد معرفة الله وانه هو الخالق الرازق المتصرف المدبر هذه المعرفة وحدها لا تكفي وسيأتي بيان ذلك وتقريره عند المصنف رحمه الله تعالى فقوله رحمه الله التوحيد قسمان فهذا مراده بذلك وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى الاشارة الى توحيد الاسماء والصفات في وعن لاحق عند عنده في الكتاب قال القسم الاول توحيد توحيد الربوبية والخالقية والرازقية ونحوها توحيد الربوبية كما عرفنا توحيد علمي والمطلوب من العباد فيه العلم والمعرفة والاثبات ومعنى ان يوحدوا الله في ربوبيته اي ان ان يقروا لهم بالوحدانية في الربوبية بانه لا رب الا الله ولا خالق الا الله. ولا رازق الا الله ولا متصرفة في هذا الكون خفضا ورفعا قبضا وبسطا عطاء ومنعا الا الله سبحانه وتعالى توحيد الربوبية والخالقية والرازقية. كلها داخلة في توحيد الربوبية. لان توحيد الربوبية يتناول جميع معاني الربوبية من من الملك والخلق والرزق والاحياء والاماتة التصرف في التدبير الى غير ذلك. ولهذا قال المصنف ونحوها ونحوها اي من الامور التي يطلب من العباد اثباتها. والاقرار بها والايمان بها قال ومعناه ان الله وحده هو الخالق للعالم. ومعناه اي معنى هذا التوحيد الاقرار بان الله وحده الخالق للعالم اي لا خالق له سواه. هل من خالق غير الله يرزقكم وهو الرب لهم والرازق لهم اي لا شريك له في شيء من ذلك فتوحيد الله في الربوبية هو اثبات ان الله وحده هو الخالق الرازق الملك المتصرف المدبر لا شريك له ويسمى هذا التوحيد او يعرف هذا التوحيد بانه توحيد الله بافعاله مثل الخلق والرزق والاحياء والاماتة والتصرف والتدبير قال وهذا لا ينكره المشركون ولا يجعلون لله فيه شريكا وهذا لا ينكره المشركون وسيأتي سوق المصنف رحمه الله تعالى لبعض الادلة في فصل مستقل تدل دلالة واضحة على ان المشركين لا ينكرون هذا النوع من التوحيد لا ينكرون ان الخالق الله وان الرازق الله وان المحيي المميت الله لا ينكرون ذلك. وفي القرآن ايات كثيرة فيها انهم ان سئلوا من خلقهم من خلق السماوات من خلق الارض من خلق الجبال من الذي يدبر الامر كل ذلك يقولون الله مقرين بتفرده سبحانه وتعالى وحده بذلك ولا ينسبون شيئا من ذلك للاصنام التي يعبدونها واذا قيل لهم كيف مع هذا الاقرار تعبدون الاصنام يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى لم يقولوا ما نعبدهم الا لكونهم هم الخالقون او لكونها تخلق ولكونها ترزق ولكونها تحيي لم يقولوا ذلك لانهم لا يثبتون شيئا من ذلك الاصنام. قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى اي نحن لا نعبدهم لكوننا نعتقد في في فيها انها تخلق او ترزق او تحيي او تميت هذا كله يعتقدون انه من خصائص الله وسيأتي كما اشرت سوق المصنف رحمه الله تعالى لجملة من من اهل القرآن المقررة لذلك قال وهذا لا ينكره المشركون ولا يجعلون لله فيه شريكا لا يجعلون لله فيه شريكا اي لا يجعلون الاصنام شريكا لله في ذلك بل يجعلون الاصنام شريكا لله في العبادة فيعبدونها مع الله لكن لا يثبتون لها خصائص الله من الخلق والرزق والاحياء والاماتة والتدبير ونحو ذلك قال بل هم مقرون به. اي مقرون بتوحيد الربوبية والله سبحانه وتعالى وصفهم بانهم يؤمنون بذلك كما في قوله سبحانه وتعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. ما معنى يؤمن بالله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون المراد بالايمان هنا الايمان بان الله الخالق الرازق المنعم المتصرف ومعنى قوله الا وهم مشركون اي مشركون به غيره في العبادة يدعونه مع الله ويستغيثون به من دون الله ويصرفون له من العبادة ما هو حق الله سبحانه تعالى قال قال كما سيأتي في الاصل الرابع كما سيأتي في الاصل الرابع اي ان المصنف في الاصل الرابع يأتي عنده تقرير ذلك وسوق الادلة عليه. نعم قال رحمه الله والقسم الثاني توحيد العبادة. ومعناها افراد الله وحده بجميع انواع العبادات الاتي بيانها هذا هو الذي جعل لله فيه الشركاء. ولفظ الشريك يشعر بالاقرار بالله تعالى. قال والقسم توحيد العبادة ويسمى توحيد الالوهية ويسمى توحيد الارادة والطلب ويسمى توحيد القصد ويسمى توحيد النية ويسمى التوحيد العملي فهذه اسماء لمسمى واحد وهو توحيد العبادة وكل اسم من هذه الاسماء يلحظ فيه اعتبار في تسمية فهذا النوع من التوحيد قال توحيد العبادة المراد بالتوحيد الافراد لان التوحيد مصدر للفعل وحد يوحد توحيدا وهو اصل يدل على الافراد فتوحيد العبادة اي افراد الله بالعبادة وما سبق توحيد الربوبية افراد الله بالربوبية فالتوحيد هو الافراد قال توحيد العبادة ومعناه افراد الله وحده بجميع انواع العبادات الاتي بيانها افراد الله وحده بجميع انواع العبادات الاتي بيانها سواء منها القلبية فالحياء والرجاء والخوف والمحبة والانابة والتوكل او العبادات التي تكون باللسان كالدعاء والذكر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر تلاوة القرآن ونحو ذلك او العبادات التي تكون بالجوارح من صلاة وصيام وصدقة ونحو ذلك فيفرد جل وعلا بذلك كله ولا يجعل معه شريك في شيء من ذلك وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا تعبدوا الا الله. اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه والايات في تقرير هذا المعنى كثيرة جدا اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. الايات في هذا المعنى كثيرة قال بجميع انواع العبادات الاتي بيانها فهذا هو الذي جعلوا لله فيه شركاء. هذا هذا اي هذا النوع من التوحيد. هو الذي جعلوا اي المشركون فيه شركاء اي مع الله سبحانه وتعالى فصرفوا لهم من هذه الحقوق فدعوهم من دون الله ذبحوا لهم من دون الله قدموا لهم النذور والقرابين من دون الله وصرفوا لهم انواعا كثيرة من العبادة فكانوا بذلك مشركين وشركهم في العبادة اما النوع الاول فكانوا مقرين بان الله لا شريك له في شيء من ذلك ولهذا من عجيب امرهم انهم يقولون في التلبية عندما يحجون البيت يقولون لبيك لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك. تملكه وما ملك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك يعني الشريك الذي ندعوه معك وندعوه من دونك هو لك. اي مملوك لك انت تملكه وهو لا يملك شيئا فالاصنام يعتقدون فيها انها ليست مالكة ولا خالقة ولا رازقة ولا مدبرة ليس لها ملك لشيء من ذلك. وان كل ذلك ملك لله فتوحيد الربوبية مقرون به. اما توحيد العبادة فقد جعلوا مع الله سبحانه وتعالى الشركاء قال ولفظ الشرك يشعر بالاقرار بالله تعالى وهذي فائدة هذه فائدة مهمة قال ولفظ الشريك يشعر بالاقرار بالله اي وصف هؤلاء بالشرك وصف هؤلاء بالشرك فيه دلالة بانهم مقرون بالله لان الشرك التسوية الشرك التسوية تسوية غير الله بالله والتسوية دلت النصوص على انها انما كانت منهم في جانب العبادة في التوحيد العملي دون التوحيد العلمي لفظ الشريك الذي وصف لهم او الشرك الذي هو وصف لهم يدل على انهم مقرين بالله سبحانه وتعالى اي به ربا خالقا معبودا مقرين بانه معبود. يستحق ان يعبد. لكن لا يقرون بالافراد. افراده سبحانه وتعالى بالعبادة ولهذا هم يعبدونه مع الاصنام ويدعونه مع الاصنام ويذبحون له مع الاصنام لكن لا يفردونه بالعبادة قد جاء في المسند بسند جيد ان النبي عليه الصلاة والسلام سأل احد المشركين قال له كم الها تعبد كم اله تعبد؟ قال سبعة ستة في الارض وواحد في السماء اذا هم هم يعبدون الله لكنهم لا يفردونه سبحانه وتعالى بالعبادة بل يعبدون معه ستة وسبعة وعشرة ومئة يعبدون معه اصناما لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ولا عطاء ولا منعة فظلا من ان تملك شيئا من ذلك لغيرها فقوله ولفظ الشريك يشعر بالاقرار بالله. اي باقرار هؤلاء القوم بالله. ربا خالقا رازقا مطلقا معبودا لكنهم يفردونه الجانب العلمي والجانب العملي يجعلون معه الشركاء. نعم. قال فالرسل عليهم السلام بعثوا لتقرير الاول. ودعاء المشركين اليه عند قولهم في خطاب المشركين افي الله شك؟ اعد قال فالرسل عليهم السلام بعثوا لتقرير الاول ودعاء المشركين اليه عند قولهم في خطاب المشركين افي الله شك؟ هل من خالق غير الله؟ ونهيهم عن شرك العبادة. ولذا قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله. اي قائلين لاممهم ان يعبدوا الله. فافادوا بقوله في كل امة ان جميع الامم لم ترسل اليهم الرسل ولم تبعث اليهم الا لطلب توحيد العبادة لا للتعريف بان الله هو الخالق للعالم وانه رب السماوات والارض. فانهم مقرون بهذا. ولهذا لم ترد الايات في الغالب الا بصيغة استفهام التقرير. نحو هل من خالق غير الله؟ افمن يخلق كمن لا يخلق كمن لا اخلق افي الله شك فاطر السماوات والارض؟ اغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والارض؟ فاروني ماذا خلق من دونه اروني ماذا خلقوا من الارض استفهام تقرير لهم لانهم به مقرون. قال رحمه والله تعالى فالرسل عليهم السلام بعثوا لتقرير الاول اي توحيد الربوبية بعثوا الاول اي توحيد الربوبية لم يبعثوا للدعوة اليه. لان من بعثوا فيهم مقرون به لان من بعثوا فيهم مقرون بهذا التوحيد مؤمنون به. لا ينكرونه فالرسل بعثوا لتقرير الاول. يعني لاقرار هذا النوع من التوحيد وليس للدعوة اليه ابتداء لان الاقوام الذين بعث فيهم الانبياء يقرون بهذا التوحيد. فبعث انبياء لتقريره ودعاء المشركين الى الثاني ودعاء المشركين الى الثاني هكذا العبارة فالرسل عليهم السلام بعثوا لتقرير الاول ودعاء المشركين الى الثاني. الثاني توحيد العبادة والمشركون جعلوا مع الله سبحانه وتعالى الشركاء في هذا النوع من التوحيد فالانبيا بعثوا لتقرير الاول الذي هو توحيد الربوبية ودعاء المشركين الى الثاني الذي هو توحيد العبادة لان الخلل الذي عند المشركين في النوع الثاني هو الاول يقرون به كما مر وكما سيأتي سوق الادلة على ذلك قال ودعاء المشركين الى الثاني مثل قولهم اي الرسل في خطاب المشركين افي الله شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فهذا الذي بعث به الانبياء بعثوا بتقرير الاول الذي هو توحيد الربوبية دعوة الى الثاني الذي هو توحيد العبادة. وهو الذي فيه الخلل وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الانبياء واقوامهم قال ونهيهم عن شرك العبادة ونهيهم عن شرك العبادة لم يقل ونهيهم عن شرك الربوبية. لانهم مقرين لله سبحانه وتعالى بالربوبية والتفرد في الخلق والرزق والاحياء والاماتة ولذا قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. مهمة محددة ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فالرسل من اولهم الى الى اخرهم بعثوا لهذا لهذا الهدف والدعوة الى عبادة الله سبحانه وتعالى وافراده بالعبادة وابطال الشرك ومثل هذه الاية قوله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقوله جل وعلا واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن الا تعبدوا الا الله قال رحمه الله في بيان معنى الاية اي قائلين معنى قوله ان اعبدوا الله اي قائلين لاممهم ان اعبدوا الله اي قائلين لاممهم ان اعبدوا الله هذي هي المهمة. التي بعثوا لاجلها وارسلوا للدعوة اليها فافاد بقوله في كل امة ان جميع الامم لم ترسل اليهم الرسل وتبعث الا لطلب توحيد العبادة. الا لطلب توحيد العبادة. ولقد بعثنا في كل امة رسولا لاجل ماذا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت لا للتعريف بان الله هو الخالق للعالم لا للتعريف بان الله هو الخالق العالم. اي ان الرسل لم يبعثوا للتعريف بان خالق العالم هو الله بل كما سبق من بعث فيهم الرسل عليهم صلوات الله وسلامه يقرون بان الخالق للعالم هو الله والذي يرزق العالم هو الله والذي يحيي ويميت هو الله يقرون بذلك فالانبيا لم يبعثوا الى اممهم للتعريف. بان الخالق لهذا العالم هو الله وهذه المعاني تأتي في دعوة الانبياء من باب الاقرار لشيء موجود في هؤلاء ويقصد ايضا من هذا الاقرار التوصل منه الى لازمة. اي كما انكم تقرون بانه وحده الخالق المتصرف المدبر فافردوه وحده بالعبادة ولا تجعلوا معه الشركاء قال لا للتعريف بان الله هو الخالق للعالم وانه رب السماوات والارض فانهم مقرون بهذا فانهم اي المشركون مقرون بهذا اي بهذا النوع من التوحيد قال ولهذا لم ترد الايات فيه اي في توحيد الربوبية في الغالب الا بصيغة الاستفهام التقرير. لم تأتي الا بصيغة استفهام التقرير. نحو هل من خالق غير الله افمن يخلق كمن لا يخلق افي الله شك فاطر السماوات والارض فغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والارض هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه اروني ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السماوات؟ هذه كلها استفهامات لكن ما نوع هذا الاستفهام؟ قال استفهام تقرير. استفهام تقرير لهم لانهم لانهم مقرون استفهام تقرير لهم لانهم به مقرون ليسوا له منكرون ولا جاحدون بل مقرون. فتأتي هذه الاستفهامات للتقرير وللتوصل من ذلك الى الدعوة الى الثاني وهو ان يفرد الرب جل وعلا بالعبادة نعم. قال وبهذا يعرف ان المشركين لم يتخذوا الاوثان والاصنام ولم يعبدوها ولم يتخذوا المسيح وامه ولم يتخذوا الملائكة شركاء لله تعالى لاجل انهم اشركوهم في خلق السماوات والارض وفي انفسهم بل اتخذوهم لانهم يقربونهم الى الله زلفى. كما قالوه فهم مقرون بالله تعالى في نفس كلمات كفر بهم وانهم شفعاء عند الله. قال تعالى قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه تعالى عما يشركون. فجعل تعالى اتخاذهم للشفعاء شركا. ونزه نفسه عنه لانه لا يشفع عنده احد الا باذنه. فكيف يثبتون شفعاء لله لهم؟ لم يأذن الله لهم في شفاعة. ولا هم اهل لها ولا يغنون عنهم من الله شيئا قال وبهذا تعرف ان المشركين لم يتخذوا الاصنام والاوثان وبهذا تعرف ان المشركين لم يتخذوا الاصنام والاوثان ولم يعبدوها ولم يتخذوا المسيح وامه ولم يتخذوا الملائكة شركاء لله لاجل انهم اشركوهم في خلق السماوات والارض وفي خلق انفسهم يعني بهذا الذي ساقه المصنف رحمه الله تعرف ان المشركين الذين اتخذوا الاصنام والاوثان لم يتخذوها لكونها لكونهم اشركوهم مع الله في الخلق. او في الرزق او في الاحياء او في الاماتة عندما يسألون عن الخالق للسموات والخالق للناس والخالق للارظ والجبال يقرون لله سبحانه وتعالى بذلك ولا يجعلون مع الله شريكا فيه فالرسل لم يبعثوا في الاقوام للدعوة لذلك وكذلك الاقوام الذين هم المسرفون لم يتخذوا هذه الاصنام معبودة لانهم اشركوهم مع الله في خلق السماوات وفي خلق انفسهم اذا لماذا؟ اشركوهم مع الله في العبادة وهم يقرون بانهم بان الاصنام لا لا تملك شيئا من خلق او رزق او احياء او اماطة لماذا اشركوهم؟ قال بل اتخذوهم لانهم يقربونهم الى الله زلفى اي بزعمهم بل اتخذوهم زعما منهم ان هذه الاصنام تقربهم من الله اي تدنيهم من الله وتكون شفيعا وواسطة بينهم وبين الله سبحانه وتعالى كما قالوا اي كما اقروا هم بذلك وصرحوا به فهم مقرون بالله في نفس كلمات كفرهم فهم مقرون بالله في نفس كلمات كفرهم. هذا نظير قوله رحمه الله ولفظ الشريك يشعر بالاقرار به لله نفس كلمات الكفر كلمات الشرك التي تصدر من هؤلاء فيها اثبات اقرارهم بالله مثل التلبية التي اشرت اليها قبل قليل تلبية هؤلاء فيها الاقرار بالله خالقا رازقا مالكا فهم مقرون بالله في نفس كلمات كفرهم وانهم شفعاء عند الله. وانهم اي هذه الاصنام اوثان شفعاء عند الله اي يعبدونها لتكون شافعا لهم عند الله واسطة بينهم وبين الله سبحانه وتعالى تقربهم من الله قال الله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. لماذا ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم هل لكون هذا الذي عبدوه من دون الله خالقا؟ يعتقدون فيه خالقا او رازقا او منعما لا وانما ليقربهم من الله سبحانه وتعالى وليكون لهم شافعا عند الله ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اي منكرا عليهم مبينا قبح فعالهم اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون اي تنزه وتقدس عن هذا الشرك فجعل الله تعالى اتخاذهم للشفعاء شركا ونزه نفسه عنه جعل الله اتخاذهم للشفعاء شركا الشفعاء هي الوسائط التي بزعمهم تقربهم من الله. وتدنيهم منه سبحانه وتعالى. سمى الله ذلك شركا. ونزه نفسه عنه لانه ختم الاية بقوله سبحانه وتعالى عما يشركون لانه لا يشفع عنده احد الا باذنه. فالشفاعة ملك له سبحانه وتعالى. قل لله الشفاعة جميعا فكيف يثبتون شفعاء لهم لم يأذن لهم لم يأذن الله لهم في الشفاعة ولا هم اهل لها ولا يغنون عنهم من الله شيئا فالشفاعة ملك لله ولا تكون الا باذن الله ولا تكون ايضا الا لمن رضي الله سبحانه وتعالى قوله وعمله. والله لا يرظى الا عن اهل التوحيد نعم قال رحمه الله الاصل الرابع ان المشركين الذين بعث الله الرسل اليهم مقرون ان الله تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله. وانه الذي خلق السماوات والارض. ولان سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم. وبانه الرازق الذي يخرج الحي من الميت. ويخرج الميت من الحي وانه الذي يدبر الامر من السماء الى الارض وانه الذي يملك السمع والابصار والافئدة. قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر. فسيقولون الله فقل افلا تتقون؟ قل لمن قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون؟ قل من بيده ملكوت كل كل شيء وهو ويجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله. قل فانى تسحرون؟ وهذا فرعون ثم ذكر رحمه الله الاصل الرابع وهو ان المشركين الذين بعث الله الرسل اليهم مقرون ان الله خالقهم مقرون ان الله خالقهم اي انهم اذا سئلوا من الذي خلقكم؟ واوجدكم من عدم بعد ان لم تكونوا شيئا مذكورا اهي الاصنام التي تعبدون؟ يقولون لا. الاصنام ليست هي التي خلقتنا واوجدتنا من العدم الذي خلقنا هو الله قال الله تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله اي يقرون بان المتفرد بخلقهم من العدم هو الله رب العالمين لا شريك له وانه اي ويقرون انه هو الذي خلق السماوات والارض فاذا سئلوا من الخالق للسموات ومن الخالق للارض؟ يقولون الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم وانه الرزاق الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. وانه الذي يدبر الامر. من السماء الى الارض وانه الذي يملك السمع والابصار والافئدة. كل ذلكم اذا سئلوا من المتفرد به يقولون الله قل من يرزقكم من السماء والارض؟ ام من يملك السمع والابصار؟ ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله. فقل افلا تتقون؟ قل لمن الارض ومن فيها. ان انتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تتذكرون افلا تذكرون؟ قل من رب السماوات السبع ورب ارسل عظيم سيقولون لله قل افلا تتقون؟ قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فانا تسحرون فهذه الايات ولها نظائر عديدة في كتاب الله سبحانه وتعالى فيها ان المشركين مقرون بتفرد الله سبحانه وتعالى بالخلق والرزق والاحياء والتدبير والتصرف لا يجعلون الاصنام شريكا لله سبحانه وتعالى في ذلك ثم قال وهذا فرعون مع غلوه في كفره ودعواه اقبح دعوى ونطقه بالكلمة الشنعاء يقول الله في حقه حاكم عن موسى عليه السلام قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. فقال ابليس اني اخاف الله رب العالمين. وقال ربي بما اغويتني وقال ربي فانظرني فكل مشرك مقر بان الله خالقه وخالق السماوات والارض وربهن ورب ما فيهما ورازقهم. ولهذا احتج عليهم الرسل بقولهم افمن يخلق كمن لا يخلق وبقولهم ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا والمشركون مقرون بذلك لا ينكرونه. قال وهذا فرعون مع غلوه في كفره ودعواه اقبح دعوى اي حيث قال انا رب العالمين ما علمت لكم من اله غيري ونطقه بالكلمة الشنعاء يقول الله في حقه حاكيا عن موسى عليه السلام لقد علمت اي يا فرعون في قرارة نفسك لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. يقول انت تعرف لكن هذا الجحد الذي يعلنه فرعون والدعاوى الباطلة التي يدعيها هذه مبنية مبنية على الا الاستكبار والعلو والطغيان وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فهي مبنية على ذلك على الظلم والعدوان والجحود والاستكبار والتعالي اما في في في قرارة نفسه يقر لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات الاية الاخرى قالوا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم يعني هم في قرارة انفسهم على يقين استيقنتها انفسهم لاحظ لم يقل علموا او عرفوا قد استيقنتها عندهم يقين بان الله عز وجل هو الرازق وحده المالك المتصرف المدبر وقال ابليس اني اخاف الله رب العالمين يقر بين رب العالمين هو الله وقال ربي بما اغويتني وقال ربي فانظرني فابليس يقر بوجود الله وبانه الخالق الرازق المنعم المتصرف قال وكل مشرك مقر بان الله خالقه وخالق السماوات والارض وربهن وربما فيهن ورازقهم ولهذا احتج عليهم الرسل بقولهم افمن يخلق كمن لا يخلق يعني هل يسوى بين من يخلق ومن لا يخلق افمن يخلق كمن لا يخلق اي كيف تسوون الخالق العظيم المدبر للامر الذي بيده ازمة الامور باحجار ليست تملك لنفسها نفعا ولا ضرا فظلا من ان ان تملك شيئا من ذلك لغيره ولهذا لما استظهر بعض بعض المشركين هذا المعنى تركوا الشرك تركوا الشرك لما صبروا ان هذه الاصنام لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا فضلا من ان تملك لغيرها تركوا الشرك لان هذا دليل على بطلان الشرك وفي القرآن الزام لهم بذلك ليتخلوا عن الشرك ويقبلوا على عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له ومن الامثلة على ذلك ما ذكره ابن جرير الطبري رحمه الله في كتابه التفسير ان احد المشركين قصد صنما من الاصنام اتاه من مسافة بعيدة فلما وصل الى الصنم وجد ثعلبا فوق رأس الصنم ويبول والبول ينزل من رأس الصنم الى اسفل قدميه وهو قصده من مسافة بعيدة ليدعوه وليسأله فلما رأى هذا المنظر قال ارب يبول الثعلبان برأسه لقد هان من بالت عليه الثعالب ورجع فالشاهد ان مثل ما قال المصنف رحمه الله ولهذا احتج عليهم الرسل اي بذلك احتج عليهم الرسل بقولهم افمن يخلق كمن لا يخلق اي هل يسوى التراب برب الارباب لرب العالمين بخالق الخلق اجمعين ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم اي لا يملكون شيئا لانفسهم فضلا عن غيرهم قال وبقولهم ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له. يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعونا والذباب من احقر الحيوان اخسه لو اجتمع هؤلاء كلهم على خلق ذباب واحد ما استطاعوا فكيف يسوى من لا يستطيع ان يخلق ولا ذباب واحد بالخالق العظيم الذي خلق جميع المخلوقات واوجد جميع الكائنات وتفرد فيها تصرفا وتدبيرا ورزقا واحياء واماتة وعطاء ومنعا قال والمشركون مقرون بذلك ولا ينكرونه والمشركون مقرون بذلك اي بتفرد الله بالربوبية ولا ينكرونه. نعم. قال رحمه الله الاصل الخامس ان العبادة اقصى باب الخضوع والتذلل ولم تستعمل الا في الخضوع لله تعالى لانه تعالى مو لي اعظم النعم وكان حقيقا باقصى غاية الخضوع كما في الكشاف. ثمان رأس العبادة اساسها التوحيد لله الذي تفيده كلمته التي اليها ادعت جميع الرسل. وهو قول لا اله الا الله والمراد اعتقاد معناها لا مجرد قولها باللسان. والمراد اعتقاد معناها والعمل تظاها لا مجرد قولها باللسان. نعم. ومعناها؟ ومعناها افراد الله تعالى بالعبادة الالهية والنفي والبراءة من كل معبود دونه. وقد علم الكفار هذا المعنى لانهم اهل اللسان فقالوا اجعل الاله الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. هذا الاصل امس من اصول التي قررها المصنف رحمه الله تعالى قال ان العبادة اقصى باب الخظوع والتذلل اقصى باب الخضوع والتذلل والعبادة اصلها اللغوي هو الذل يقال طريق معبد اي مذلل ويقال ناقة ذلول او ناقة معبدة اي ناقة ذلول مذللة فاصل العبادة في اللغة الدل فيقول المصنف ان العبادة اقصى باب الخظوع والتذلل ولم تستعمل الا في الخضوع لله ولم تستعمل الا في الخضوع لله لان الذل والخضوع لا يكون الا لله سبحانه وتعالى لا يكون الا لمن خلق هذه المخلوقات واوجد هذه الكائنات وخلق الناس واوجدهم من العدم هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا انا خلقنا الانسان من نطفة امساج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا الانسان لم يكن شيئا مذكورا. ورب العالمين خلقه وكون في مراحل من تراب ثم من نطفة ثم من علق ثم من مضغة ثم خرج طفلا صغيرا ثم كبر وترعرع وصار انسانا سويا له سمع وبصر ويد وقدم ويتحرك وكل ذلك من الله عليه. ثم يتوجه اكثر الناس الى غير خالقهم والى غير رازقهم والى غير موجدهم يتوجهون الى احجار والى اشجار والى قباب والى اضرحة بها يستنجدون واليها يلجأون وعليها يعتمدون و منها الشفاء يطلبون واليها يتوجهون وبها ينزلون الحاجات والرغبات تعالى الله عما يشركون ووالله انها لحالة عجيبة لهذا الانسان فانى تسحرون قليلا ما تذكرون. افلا تعقلون تأتي في في القرآن ايات مر معنا بعضها اين العقول هل هي عقول مسحورة تائهة ضالة؟ الله يخلقها ويوجدها واذا سئلوا من خلقكم يقولون الله ثم يتوجهون الى اصنام او قباب او اضرحة او غير ذلك ويصرفون لها العبادة ويلتجئون اليها بالذل والخضوع حتى ان كثيرا من هؤلاء اذا وقف امام معبوده حصل له من الذل والخضوع والانكسار والخشية والرغبة والرهبة ما لا يكون منه اذا وقف بين يدي ربه سبحانه وتعالى قال ولم تستعمل الا في الخضوع لله ولم تستعمل الا في الخضوع لله لانه مو لي اعظم النعم اي معطي والمال والمتفضل في اعظم النعم هل من خالق غير الله يرزقكم وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها واتاكم من كل ما سألتموه. ان الانسان لظلوم كفار فالله سبحانه وتعالى مو للنعم والمتفظل بالمنن وما بالعباد من نعمة الا منه. هو المتفضل سبحانه وتعالى بذلك كله لانه مو لي اعظم النعم. وكان لذلك باقصى اقصى غاية الخضوع اي كما انه تفرد بالانعام والامداد والاكرام والعطاء فليفرض وحده بالخضوع والذل. لا يجعل معه سبحانه وتعالى شريكا في شيء من ذلك وكان لذلك حقيقا باقصى غاية الذل حقيقة اي جديرا باقصى غاية الذل ان ان يكون الذل العبد وخضوعه وانكساره له وحده سبحانه وتعالى قال ثم ان رأس العبادة واساسها التوحيد لله رأس العبادة واساسها التوحيد لله اساسها اي الذي عليه تبنى. فان لم تكن العبادة قائمة على توحيد الله بطلة العبادة. وكانت حابطة ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله اي وحده فاعبد وكن من الشاكرين وما قدروا الله حق قدره وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه اي ومع ذلك يتجهون لغيره ويلتجئون الى غيره سبحانه وتعالى عما يشركون قال ثمان رأس العبادة واساسها التوحيد لله الذي تفيده كلمته التي اليها دعت جميع الرسل وهي قول لا اله الا الله ولا اله الا الله هي كلمة التوحيد وعرفنا ان لا اله الا الله دلت على التوحيد بركنيه النفي والاثبات والتوحيد لا يكون الا بنفي واثبات التوحيد لا يكون الا بنفي واثبات او باسلوب او باي اسلوب اخر من اساليب الحصر التي هي تدل على تدل في القوة ما تدل عليه كلمة النفي والاثبات انما الهكم الله اي لا اله لكم غيره اياك نعبد اي نعبدك ولا نعبد غيرك ونحو ذلك من اساليب الحصر قال وهي قول لا اله الا الله والمراد بلا اله الا الله اعتقاد معناها والعمل بمقتضاها لا مجرد قولها باللسان فليس المطلوب ان تقال قولا مجردا باللسان بل المطلوب ان يعرف معناها وان يعلم بمدلولها وان يعمل بما تقتضيه من الافراد لله سبحانه وتعالى بالعبادة. اما ان يقول القائل لا اله الا الله ثم يمد يديه ويقول مدد يا فلان ان لم تدركني من الذي يدركني؟ هذا ليس من اهل لا اله الا الله. بمجرد قوله لها فلا اله الا الله ليست نافعة لقائلها الا اذا علم معناها وعمل بما تقتضيه. ولهذا لا بد فيها من العلم ولابد فيها من الصدق ولابد فيها من العمل بالعلم يخرج من طريقة النصارى وبالعمل يخرج من طريقة اليهود وبالصدق يخرج من طريقة المنافقين علم وعمل وصدق بذلك يكون من اهل لا اله الا الله. اما ان يقول لا اله الا الله هو لا يعرف معناها فضلا عن ان يعمل بمقتضاها لا يكون بذلك من اهلها بمجرد قوله لا قال ومعناها افراد الله بالعبادة والالهية والنفي والبراءة من كل معبود دونه اي لابد من الامرين النفي والاثبات افراد الله بالعبادة والبراءة والنفي كل ما يعبد من دونه كما هو واضح في كلمة التوحيد لا اله الا الله نفي واثبات وقد علم الكفار هذا المعنى وقد علم الكفار هذا المعنى اي علموا ان قول لا اله الا الله يعني ان يفرد الله وحده بالعبادة وان تنفى العبادة عن الاصنام وان يتبرأ من عبادة الاصنام. يعرفون هذا المعنى. لماذا؟ قال لانهم اهل اللسان العربي لانهم اهل اللسان العربي يعني يعرفون اللغة هو دلالاتها ودلالاتها اهل لسان عربي فقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. اي انهم عندما قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام قولوا لا اله الا الله تفلحوا فهموا المراد فقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب وفي الاية الاخرى قال تعالى انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله اي قولوا لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون اي عرفوا ان لا اله الا الله تعني ذلك تعني اخلاص العبادة لله والبراءة من الشرك. ولهذا امتنعوا واستكبروا وتواصوا بينهم وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد ويقولون متفاخرين في مجالسهم متباهين في مجالسهم ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها يعني لولا اننا تحلينا بالصبر والا كدنا ان نترك الالهة كل هذا قالوه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا قولوا لا اله الا الله تفلحوا فهم يعرفون معنى هذه الكلمة بينما يوجد من الناس من يقول هذه الكلمة لكن لا يدري ما معناها ولهذا يقولها بلسانه وينقضها بفعاله يقولها بلسانه قولا مجردا وينقضها بفعالة يسأل غير الله ويذبح لغير الله ويطلب المدد والعون من غير الله ويصرف انواعا من العبادة لغير الله وهو يقول لا اله الا الله لانه لا يعرف معناها فضلا عنان يعمل بمقتضاها. بل بعضهم اذا قيل له ما معنى لا اله الا الله؟ قال اي لا خالق الا الله هل لو كان معنى لا اله الا الله لخالق الا الله؟ هل يأباها المشركون ويمتنع من قبولها وهم مقرون بانه لا خالق الا الله. اذا كلمة لا اله الا الله اذا كان معناها لا خالقا لله لا تصادم عقيدة عندهم فما فما يحتاج الامر الى امتناع واستكبار وايباء الشاهد ان ان المشركين يعرفون معنى هذه الكلمة وما تدل عليه ولهذا لما امرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يقولوها امتنعوا وقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله جزاكم الله خيرا واحسن اليكم. هذا سائل يقول هل يصح اطلاق القول بان الله يقول حاكيا عن كذا اي الاخبار بان الله يحكي نعم يصح القول بذلك. لان العبارة لا اشكال فيها يعني عندما يقال حكاية عن اه حكاية لقول فلان او فيما حكاه الله اه او نحو ذلك فهذا الاستعمال صحيح واهل العلم استعملوه قديما ويأتي في في تبويبات البخاري رحمه الله في كتابه الصحيح في مثل هذه اللفظة قال الله حكاية عن كذا او فيما يحكيه عن كذا ويأتي كثيرا استعمال هذه الكلمة في الفاظ اهل العلم ولا علاقة لهذه الكلمة بالاعتقاد الفاسد العاطل الباطل الذي يعتقده طائفة من المتكلمين الا وهو ان القرآن ليس كلام الله وانما هو حكاية عن كلام الله. هذي عقيدة باطلة يقولون ان القرآن ليس كلام الله وانما هو حكاية لكلام الله حكاية لكلام الله والمراد بكلام الله اي النفس لانهم لا يثبتون لله سبحانه وتعالى كلاما فيسمع كلاما له حرف ولفظ وصوت لا لا يثبتون ذلك ويثبتون الكلام النفسي ويقولون ان القرآن حكاية عن كلام الله وليس كلام الله. هذه عقيدة باطلة وهي من عقائد بعض طوائف المتكلمين اما عندما يقال ان الله قال فيما حكاه عن فلان او بمعنى اي فيما ذكره سبحانه وتعالى عن فلان. الشاهد ان العبارة صحيحة لا اشكال فيها نعم احسن الله اليكم هل اقرار المشركين بربوبية الله تعالى نابعة من فطرتهم دعم الفطرة تدل على ذلك الفطرة تدل على ذلك وفي الحديث القدسي خلقت عبادي حنفا فاتتهم الشياطين فاجتلتهم عن دينهم فالفطرة تدل على توحيد الربوبية وتدل على توحيد العبادة لكن توحيد الربوبية بقي على ما هو عليه على الفطرة وتوحيد العبادة اشتالتهم فيه الشياطين فاتخذوا الاصنام والاوثان شركاء مع الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم ما حكم من يقول ان ابليس ليس بكافر مستدلا باقرار ابليس لتوحيد الربوبية. الذي يقول لابليس ليس بكافة هو كافر الذي يقول ان ابليس ليس بكافر يكون كافرا لان آآ الاقرار الذي كان من ابليس بتوحيد الربوبية الاقرار الذي كان من ابليس بتوحيد الربوبية ليس كافيا ولا منجيا من عذاب الله لا ليس كافيا ولا منجيا من عذاب الله. واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس. ابى استكبر وكان من الكافرين. فالذي يقول انه ليس بكافر هذا جاحد لكلام الله وجاهد لكتاب الله سبحانه وتعالى القرآن بين كفر ابليس وان كفره كفر استكبار ان كفره كفر استكبار استكبر عن الحق لان الكفر انواع باعتبار اسبابه فابليس كفره كفر استكبار هو في قرارة نفسه يعرف ان ربه الله وانه يجب عليه ان يطيع الله وان يمتثل امر الله لكنه استكبر استكبر وكان باستكباره كافرا كان من الكافرين لان كفره كفر استكبار وتعال على الحق قال انا خير منه. خلقتني من نار وخلقته من طين. فاستكبر وامتنع من اجابة امر الله سبحانه وتعالى وطاعته. فيما امره الله به فكان بذلك كافرا نعم. يقول بعضهم زاد نوعا من انواع التوحيد وهو توحيد الحاكمية. فهل يصح؟ لا يصح لان توحيد الحاكمية ليس كقسم مستقلا فيزاد بل هو داخل في انواع التوحيد الثلاثة ودخوله في كل نوع منها باعتبار فدخوله في الاسماء والصفات باعتبار ان الحكم اسم من اسماء الله والحكم صفة من صفاته ويدخل في توحيد العبادة باعتبار ان ان الحكم لله ومما حكم به سبحانه وتعالى ان يفرد بالعبادة ان الحكم الا ان الحكم الا لله. امر الا تعبدوا الا اياه ويدخل في توحيد الربوبية لان الحكم في الكون خلقا ورزقا وتصرفا وتدبيرا بيده سبحانه وتعالى لا شريك له في شيء من ذلك. نعم. يقول ورد في صحيح مسلم ثم يطوي الاراضين السبع ثم يأخذهن مالي فكيف الجمع مع قول اهل السنة بان كلتا يدي الرحمن يمين؟ ليس هناك تعارض ليس هناك تعارض يعني هذه اللفظة جاءت في صحيح مسلم ولبعض اهل العلم كلام في ثبوتها من حيث من حيث الاسناد والا لو ثبتت لا اشكال. ولا ولا تعارض الادلة الاخرى وقد ثبت في الاحاديث وبيده الاخرى يذكر اليمين ويذكر اليد الاخرى. وجاء في مسلم بشماله آآ لا اشكال فيها من حيث المعنى لا اشكال فيها من حيث المعنى وليست معارظة لقوله كلتا يدي ربي يمين لان كما لان الامر كما بين اهل العلم قوله كلتا يدي ربي يمين فيه دفع توهم النقص في دفع توهم النقص اي ان يده سبحانه وتعالى الاخرى كاملة لا نقص فيها فقال وكلتا يدي ربي يمين دفعا لتوهم النقص. والا النصوص اثبتت يمينا واخرى وفي مسلم اليمين والشمال. نعم. قال احسن الله اليكم ذكرتم في القسم الثاني ان توحيد العبادة يسمى ايضا توحيد النية هل من تفصيل اكثر؟ هذه اسماء لهذا التوحيد باعتبارات يعني يقال توحيد العبادة لان المطلوب فيه ان يفرد جل وعلا بالعبادة ويسمى توحيد الالهية والتأله هو التعبد لله در الغانيات المدهي سبحن واسترجعن من تأله اي من تعبد ويذرك والهتك في قراءة اي عبادتك ويسمى توحيد القصد لان المطلوب في هذا النوع من التوحيد افراد الله بالقصد والنية النية هي القصد فتوحيد الله بالنية او توحيد الله بالقصد هو توحيد العبادة. بان يكون العبد مفردا لله سبحانه وتعالى بالعبادة لا يجعل مع الله الله شريكا فيها انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله فتوحيد النية وتوحيد القصد وهما بمعنى ويقال التوحيد العملي لان هذا التوحيد الجانب الجانب المتعلق بهذا التوحيد جانب عملي والجانب المتعلق بالنوع الاول توحيد علمي ويسمى التوحيد الطلبي يسمى التوحيد الطلبي لان فيه امور مطلوبة من العباد ان تفعل وان يقوموا بها فله اسماء عديدة والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله