بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى الحمد لله احق من ذكر واولى من شكر وعليه اثني الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد دل عن المثيل فلا شبيه له ولا عديل السميع البصير العليم الخبير المنيع الرفيع عال على عرشه وهو دان بعلمه من خلقه احاط علمه بالامور وانفذ في خلقه سابق المقدور يكفي بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان المصنف رحمه الله بدأ هذه الرسالة المباركة شرح السنة بحمد الله عز وجل اقتداء بكتاب الله العزيز وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم في خطاباته والحمد هو ثناء على الله جل وعلا مع الحب والتعظيم له ولهذا يقال ان الثناء ان كان عن حب وتعظيم فهو حمد واذا كان مجرد ثناء فهو مدح بهذا يعرف الفرق بين المدح والحمد الحمد هو ثناء مع الحب والتعظيم والحمد كله لله تبارك وتعالى له الحمد في الاولى والاخرة له الحمد اولا واخره يحمد جل وعلا على نعمائه واسع عطائه ويحمد جل وعلا على اسمائه الحسنى وصفاته العليا فليس الحمد مختصا بالنعمة فهو يكون على النعمة كما في الحديث ان الله يحب من عبده ان يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها هو يكون في مقابل النعمة ويكون فيما يتعلق بالاسماء الحسنى والصفات العظيمة والجلال والكمال والعظمة والكبرياء فالله عز وجل يحمد على نعمائه وعطائه ويحمد على اسمائه وصفاته كقوله تعالى الحمدلله الذي لم يتخذ له ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي في الذل ويحمد على الاسماء والصفات ويحمد على النعم ولهذا قال اهل العلم الحمد اعم من الشكر من جهة اسبابه والشكر اعم من الحمد من جهة انواعه لان الحمد انما يكون بالقلب واللسان يكون القلب حامدا واللسان حامدا القلب حامدا بمعرفة عظمة الله جل وعلا وما له من الثناء والكمال والعظمة والكبرياء وما له من الاسماء الحسنى والصفات العلى واللسان يحمد بالثناء على الله جل وعلا يثني بلسانه وقلبه يعظم ويحب فهذا الحمد والشكر اعم من جهة انواعه لان الشكر ليس فقط بالقلب واللسان بل يكون ايضا بالجوارح فاليد يكون منها الشكر والقدم يكون منه السكر والسمع يكون منه الشكر والبصر يكون منه الشكر وهكذا قال تعالى اعملوا ال داوود شكرا فالشكر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح فهو اعم من جهة انواعه ويكون في مقابل النعمة الشكر على النعم والعطايا والمنن وبهذا يعرف الفرق بينهما والمؤلف رحمه الله في هذا الاستهلال جمع بين الحمد والشكر قال الحمد لله احق من ذكر واولى من شكر الحمد لله احق من ذكر قوله الحمد لله عرفنا ان في الحمد الاستغراب بمعنى ان المحامد قل لها لله تبارك وتعالى ملكا واستحقاقا يحمد تبارك وتعالى على نعمائه ويحمد على اسمائه تبارك وتعالى وصفاته فالحمد كله لله له الحمد اولا واخرا ظاهرا وباطنا احق من ذكر احق من ذكر احق هنا افعل تفضيل ومعنى احق من ذكر اي خير من ذكر. خير من امضيت في ذكره الاوقات وصرفت في ذكره الانفاس فذكر الله جل وعلا هو احق شيء قاله العبد ولهذا جاء في صحيح مسلم في دعاء الرفع من الركوع ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا اه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد احق ما قال العبد احق ما قال العبد فاحق معنى الحديث معنى الدعاء احق شيء قاله العبد هو ذكر الله وقد روى بعضهم فهذا الحديث حق ما قال العبد روى بعضهم هذا الحديث بهذا اللفظ حق ما قال عنه قد نبه شيخ الاسلام على ان هذا اللفظ لم يرد ومن حيث المعنى ايضا فاسد حق ما قال العبد فالعبد ليس ما يقوله حق ففي قوله حق وفيه باطل ولفظ الحديث احق ما قال العبد. احق ما قال العبد اي احق شيء قاله العبد واولاه وافضله واكمله ذكر الله وحمد الله والثناء على الله فقوله في هذا الدعاء احق ما قال العبد دليل على ان الحمد والثناء هو احق شيء وافضل شيء يقوله العبد العبد لسانه يتحرك دائما باقوال وكلمات والفاظ وجمل احق شيء واولى شيء وخير شيء يقوله العبد فهو حمد الله وذكره سبحانه وتعالى وقول المصنف هنا الحمد لله احق ما من ذكر اي احق من ذكر بالحمد والتسبيح والتهليل ولهذا ذكر الله تبارك وتعالى يتناول الاذكار اه الشرعية ويتناول تلاوة كتابه ويتناول التعرف اليه بمعرفة اسمائه وعظمته وجلاله ويتناول معرفة شرعه ودينه كل ذلك من ذكر الله جل وعلا وهذا هو معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة؟ قال حلق ذكر المراد بحلق الذكر اي مجالس العلم مجالس التي يبين فيها الحلال والحرام والاحكام ويعرف فيها الناس بربهم وخالقهم ومعبودهم وما له من الاسماء والصفات والعظمة والجلال فهذا كله من ذكر الله وهو احق شيء صار في انصرف فيه فالعبد اوقاته كذلك ذكره لله بالحمد والثناء والتهليل ونحو ذلك قد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لانبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من انفاق الذهب والورق وخير لكم من ان تلقوا عدوكم يضربوا اعناقهم ويضربوا اعناق اعناقكم؟ قلنا بلى يا رسول الله قال ذكر الله وحديث حسن والاحاديث في في في هذا المعنى آآ كثيرة الاحاديث في هذا المعنى كثيرة فاحق من ذكر هو الله جل وعلا وهذا فيه فضل شغل الاوقات بذكر الله تبارك وتعالى بمعرفة دينه وبمعرفة آآ عظمته وجلاله ومعرفة الايمان واصوله فهذا احق ما ما شغل به العبد وقته قوله احق من ذكر واولى من شكر هذه اللفظة جاءت في حديث يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام رواه الطبراني في معجمه الكبير عن ابي امامة الباهلي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول كل يوم في الصباح والمساء اللهم انت احق من ذكر واولى من شكر في دعاء طويل ولكن الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم اورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال فيه فضائل ابن جبير مجمع على ضعفه لكن هذا اللفظ صحيح تدل عليه عموم الادلة ولكنه ليس من الاذكار الراتبة او الاذكار آآ المأثورة عن النبي صلوات الله وسلامه عليه. اما معناه فمعناه حق لا ريب فيه قوله احق من ذكر واولى من شكر واولى من شكر اي اولى من آآ صرف العبد له شكره وعرفنا آآ ان الشكر يكون اه في مقابلة النعمة وهو يكون باللسان والقلب والجوارح. اللسان يشكر بالثناء على الله والقلب يشكر ايضا بمعرفة نعمة الله سبحانه وتعالى على العبد والجوارح تشكر باستعمال هذه النعمة في طاعته وعدم استعمالها في معصيته قال وعليه اثني عليه اي على الله جل وعلا اثني اي اذكره سبحانه وتعالى بالثناء والتعظيم بالثناء والتعظيم والله جل وعلا يثنى عليه باسمائه وصفاته ومن ذلكم ما جاء في دعاء النبي عليه الصلاة والسلام اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك فالثناء على الله تبارك وتعالى يكون ذكر آآ محامده سبحانه وذكر عظمته ودلالة ذكره واحسانه وانه المنعم المتفضل ذو الجلال والكمال والعظمة والكبرياء فهذا كله ثناء على الله. والله عز وجل يحب من عبده ان يثني عليه وان يكثر من الثناء عليه وان يكون ثناؤه على ربه تقدمة بين سؤاله حاجته ووسيلة الى ربه تبارك وتعالى تدنيه وتقربه منه ولهذا قال قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال جل وعلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة والنصوص في هذا المعنى كثيرة عليه اثني اي على الله جل وعلا الواحد الصمد الواحد اي المتفرد بالوحدانية الواحدة اي المتفرد بالوحدانية في اسمائه وصفاته وفي ربوبيته وفي الوهيته قال الله جل وعلا قل هو الله احد فالواحد اي الاحد الذي له الوحدانية الذي له التفرد بالوحدانية ولهذا يسمى دين الله توحيدا تم دين الله توحيدا لانه مبني على الايمان بوحدانية الله وانه تبارك وتعالى الواحد الاحد المتفرد بالجلال والكمال والعظمة والكبرياء المتفرد بالاسماء الحسنى والصفات العلا المتفرد بالربوبية والخلق والايجاد والانعام المتفرد بالالوهية فهو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه فالواحد اي الاحد الفرض الذي لا مثيل له ولا نظير ولا عدل له ولا نديد المتفرد بالاسماء الحسنى والصفات العلى والمتفرد بالربوبية والمتفرد بالالوهية وكما ذكرت دين الله سبحانه وتعالى يسمى توحيدا لان مبناه على الايمان بوحدانية الله ولا يؤمن العبد بوحدانية الله الا اذا امن وحدانيته في في الربوبية وحدانيته في الالوهية ووحدانيته تبارك وتعالى في الاسماء والصفات. ولهذا قال العلماء ان التوحيد ينقسم الى هذه الاقسام الثلاثة لان المطلوب من العبد ان يوحد الله جل وعلا بهذا كله يوحده في في ربوبيته وفي الوهيته وفي اسمائه وصفاته وعليه لا يكون مؤمنا ولا يكون موحدا من لم يوحد الله عز وجل بهذه الثلاثة كلها من لم يوحده بهذه الثلاثة كلها فالايمان بوحدانية الله لا يكون الا بالايمان بوحدانيته بهذه الامور الثلاثة الربوبية الالوهية والاسماء والصفات وقوله الصمد كما قال عز وجل الله الصمد هذا الاسم فهو من الاسماء التي تدل على صفات عديدة وفي هذا ذكر ابن القيم رحمة الله عليه قاعدة في الاسماء الحسنى ان من الاسماء ما يكون دال على صفة اه واحدة العلم العليم العلم السميع السمع البصير البصر التواب التوبة ومنها ما هو دال على جملة من الصفات مثل الصمد والسيد والحميد والمجيد ونحو هذه الاسماء فهي ليست دالة على صفة واحدة وانما هي دالة على صفات فاسمه تبارك وتعالى الصمد اسم دال على كمال الله جل وعلا وكمال عظمته وكمال غناه جل وعلا ولهذا قال ابن عباس رظي الله عنه الصمد هو السيد الكامل في صدده العظيمة الكامل في عظمته الرحيم الكامل في رحمته الى اخر ما جاء عنه رظي الله عنه هو اسم اسم يدل على كمال الله وكمال اسمائه وصفاته ومن دلالات هذا الاسم دلالته على كمال غنى الله وافتقار المخلوقات اليه جل وعلا. ولهذا قيل في معناه اي التي اي الذي تصمد اليه الخلائق وتفزع اليه في حاجاتها ورغباتها فهي مفتقرة اليه من كل وجه وهو سبحانه وتعالى غني عنها من كل وجه قل هو الله احد الله الصمد فقوله الواحد الصمد اخذ آآ هذين من سورة الاخلاص الله قل هو الله احد الله الصمد قال ليس له صاحبة ولا ولد اي انه سبحانه وتعالى متنزه عن الصاحبة وعن الولد وهذا من كمال غناه سبحانه وتعالى ومن كمال صمديته فهو غني جل وعلا وهو منزه عن الصاحبة والولد. قال تعالى وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا فهو ينزه عن ذلك كله والمراد بالصاحبة اي الزوجة والمراد الولد اي النسل والذرية والله تبارك وتعالى منزه عن ذلك كله منزه عن ذلك كله قال عز وجل لم يلد ولم يولد وهذا فيه نفي آآ ان يكون متفرعا عن اصل ونفي ان يكون متفرع عنه فرح لم يلد ولم يولد بل بل هو تبارك وتعالى اه الاحد الذي لا مثيل له ولا شبيه له في في كماله وعظمته وكبريائه وجلاله وجماله سبحانه وتعالى قال ليس له صاحبة ولا ولد جل عن المثيل جل عن المثيل دل اي تنزه وتقدس عن المثيل اي عن ان يكون له تبارك وتعالى مثيل قال الله عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال جل وعلا هل تعلم له سميا وقال جل وعلا ولم يكن له كفوا احد فهو سبحانه وتعالى متنزه عن عن المثيل اي لا مثيل له لا لا مثيل له باسمائه ولا مثيل له في صفاته ولا مثيل له في في عظمته وكبريائه والتمثيل كفر بالله تمثيل كفر بالله من جعل لله مثلا او عدلا فهو كافر بالله قال الله عز وجل والذين ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وقال جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فالله عز وجل مثل له ولا اذن ولا شبيه له ولا نظير فمن جعل لله مثلا فهو كافر بالله فهو كافر بالله جل وعلا فهو منزه تبارك وتعالى عن المثيل لا يشبه احدا من خلقه ولا يشبهه احد من خلقه لا يشبه احدا من خلقه لا يشبه احدا من خلقه ولا يشبهه احد من خلقه ولهذا قال العلماء التشبيه نوعان تشبيه للخالق بالمخلوق وتشبيه للمخلوق بالخالق وكل ذلك كفر بالله وقوله هنا جل عن المتين اي جل عن ان يكون له مثل من مخلوقاته وكيف يكون المخلوق اه الضعيف الناقص الفقير العاجز مثل للخالق العظيم والرب الجليل سبحانه وتعالى دل الله عن ذلك جل الله عن ذلك وتنزه وتقدس جل عن المثيل ثم اكد اهذه الجملة بقوله فلا شبيه له ولا عديل فلا شبيه له ولا عديل لا شبيه لله اي ليس في مخلوقاته ايا كانت من هو شبيه لله تبارك وتعالى او من هو عديل له فالله عز وجل لا شبيه له ولا عديل ووالعديل هو المكافأ المساوي ووالنظير وهذا كله وهذا كله الرب جل وعلا متنزه عنه متنزه عنا آآ النظير وعن العوين وعن الشبيه وعن العديل وعن المثيل متنزه عن ذلك كله وهذا من دلائل اسمائه الاحد من دلائل اسمائه الاحد فاسمه الاحد دليل على تفرده وواسمه الصمد دليل على تنزهه تبارك وتعالى عن ما ينافي كماله وعظمته وجلاله سبحانه وتعالى قال فلا شبيه له ولا عديل ثم ذكر جملة من اسمائه وصفاته بدأها بقوله السميع البصير العليم الخبير المنيع الرفيع الى اخره ولعلنا نلاحظ ان المصنفون في ذكره للاسماء والصفات جمع بين النفي والاثبات وهذه طريقة السلف رحمهم الله الجمع بين النفي والاثبات على ضوء ما ورد كالقرآن والسنة وقاعدة السلف رحمهم الله في هذا الباب انهم يثبتون لله ما اثبته لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت الجلال وينفون عنه سبحانه وتعالى ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب وهم في هذا يدورون مع الكتاب والسنة مثل ما قال الاوزاعي ندور مع السنة حيث دارت يدورون مع الكتاب والسنة حيث دارا نفيا او اثباتا كما ثبت في الكتاب والسنة اثبتوه وما نفي في الكتاب والسنة نفوه ولا يتجاوزون القرآن والحديث كما قال الامام احمد رحمه الله ونصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث والمصنف سلك هذا المسلك وسار في هذه الجادة التي عليها اهل السنة والجماعة في الاثبات والنفي في باب الصفات يثبتون ما ثبت في الكتاب والسنة وينفون ما نفي في الكتاب والسنة ولا يتجاوزون كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وطريقة القرآن والسنة في الاثبات هي النفي المجمل والاثبات المفصل النفي المجمل والاثبات المفصل الغالب في النفي الاجمال وقد يأتي في بعض الاحيان تفصيل في النفي لاقتضاء المقام والا الغالب والاصل في النفي الاجمال والاصل في الاثبات التفصيل وهذا ابلغ ما يكون في المدح والثناء. وهي طريقة القرآن والسنة وهي طريقة ائمة السلف وعلماء السنة في قديم الزمان وحديثه بخلاف طريقة اهل البدع والاهواء فانهم في هذا الباب يفصلون في الاثبات ويجملون في النفي يفصلون في النفي ويجملون في الاثبات ففي النفي يأتي نفي مفصل والاثبات قد لا يثبتون شيئا او يثبتون سبعا او دون ذلك او اكثر واما باب النفي فيفصلون فيه على غير طريقة القرآن اما السلف رحمهم الله فطريقتهم في الباب هي طريقة القرآن والسنة تفصيل فالاثبات واجمال في النفي من التفصيل في الاثبات ما اخذ يعدده المصنف هنا السميع البصير العليم الخبير الى اخر ما سيذكره رحمه الله قوله السميع البصير اثنان اه عظيم ان لله جل وعلا دل عليهما كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى اليس كمثله شيء وهو السميع البصير هما دالان على ثبوت السمع والبصر لله جل وعلا وقاعدة السلف رحمهم الله في هذا الباب ان اسماء الله كلها حسنى كما اخبر الله ولله الاسماء الحسنى وهي حسنى لانها دالة على صفات الكمال ولهذا كل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى دال على صفة كمال لله جل وعلا ليس في اسماه اسم لا يدل على صفة بل كل اسم من اسمائه دال على صفة كمال لله جل وعلا. وبعض اسمائه دال على اكثر من صفة على ما سبق ايضاحه ولهذا كانت حسنا ولو انها لا تدل على صفات او تدل على صفات ليست بصفات كمال لا تكون حسنا بل لا هي حسنى لكونها دالة على صفات الكمال لله جل وعلا فالسميع هو من اسماء الله الحسنى وهو دال على ثبوت السمع لله جل وعلا ثبوت السمع الكامل ثبوت كمال السمع لله جل وعلا وانه وانه سبحانه يسمع جميع الاصوات يسمع جميع الاصوات على اختلاف اللغات وتفنن الحاجات كما قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الاصوات قالت ذلك في قصة المرأة المجادلة التي اتت النبي صلى الله عليه وسلم تجادله في زوجها وتشتكي الى الله فتقول كنت في في البيت واسمع بعض كلامها ويغيب عني بعضا ولم تنتهي المرأة من مجادلتها الا ونزل قول الله سبحانه قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير يسمع جميع الاصوات لو ان الناس كلهم قاموا في صعيد واحد من زمن ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها لو انهم كلهم قاموا في صعيد واحد وكلهم تكلموا في لحظة واحدة وفي دقيقة واحدة وكل تكلم بلغته وكل ذكر حاجته لسمع اصواتهم اجمعين دون ان يختلط عليه سبحانه وتعالى صوت بصوت او لغة بلغة او حاجة بحاجة واقرأ دليل هذا في حديث ابي ذر في صحيح مسلم الحديث القدسي الذي يقول الله تبارك وتعالى فيه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على لو ان يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد منكم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا فلو انهم قاموا في صعيد واحد وسألوه لسمعهم اجمعين واللغات مختلفة والحاجات اه متنوعة ولا يختلط اه عليه تبارك وتعالى شيء بشيء وسع سمعه تبارك وتعالى الاصوات فلا يكون العبد مؤمنا باسمه السميع الا الا اذا اثبت آآ السمع صفة له تبارك وتعالى ولا يكفي في في في هذا الباب الوقوف عند هذا الحد بل ينبغي ان يكون لهذا الامن الايمان الاثر في سلوك العبد وعبادته اذا علم العبد ان ربه تبارك وتعالى يسمع كلامه فما الذي عليه اذا علم ان ان الله تبارك وتعالى يبصره ما الذي عليه فهذه الاسماء لها العبوديات المختصة بها التي ينبغي على العبد ان يحققها في في حياته وهو من جملة ايمانه باسماء الله تبارك وتعالى قال السميع البصير والبصير هذا دال على ثبوت البصر لله تبارك وتعالى وانه بصير ببصر يرى به المبصرات جل وعلا يرى ببصره المبصرات يرى كل شيء سبحانه وتعالى يرى سبحانه من فوق سبع سماوات دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء يرى يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء مثل هذه الحالة ليلة ظلماء وصخرة صماء سوداء وتمشي عليها نملة سوداء لو اقتربت منها وانت حاد البصر ما تراها ورب العالمين يراها من فوق سبع سماوات ويرنا ويرى جريان الدم في عروقها ويرى كل جزء من اجزائها سبحانه وتعالى فمن الايمان بهذا الاسم البصير الايمان بان له بصر جل وعلا يرى به آآ المبصرات والكائنات والمخلوقات يرى الصغير والكبير والدقيق والجليل يرى كل شيء ولا يكون مؤمنا بهذا الاسم من لم يؤمن آآ البصر صفة لله وهذا يبين لنا شناعة ما عليه اهل البدع والضلال الذين منهم من اه لا يثبت الاسماء والصفات ومنهم من يثبت اسماء مجردة عن الصفات يثبتها اعلاما محضة لا لا تدل على المعاني فهذا من ابطل الباطل واضل الضلال وقاعدة اهل السنة في في الباب ايضا ان اسماء الله تبارك وتعالى اعلام واوصاف اعلام باعتبار دلالتها على ذاته سبحانه وتعالى واوصاف باعتبار دلالتها على المعاني ولهذا لو قيل لك هنا هل السميع هو البصير هل السميع هو البصير فما الجواب؟ لا بد ان تكون مستحظرا هذه القاعدة اسماء الله تبارك وتعالى اعلام واوصاف فلو قيل لك هل السميع هو البصير الجواب هذا السؤال لابد ان تلاحظ اعتبارات الاسماء لانها باعتبار دلالتها على الذات مترادفة وباعتبار دلالتها على الصفات متباينة فالسميع هو البصير باعتبار الدلالة على الذات السميع والبصير هو الرحمن والرحيم باعتبار انها اسماء لمسمى واحد تدل على الرب العظيم جل وعلا فبهذا الاعتبار هي مترادفة وباعتبار المعاني متباينة ليس السميع هو البصير. السميع يدل على صفة السمع والبصير يدل على صفة البصر ولهذا جواب هذا السؤال هل السميع هو البصير لابد فيه من التقصير تقول باعتبار الدلالة على الذات نعم وباعتبار الدلالة على المعاني لا ليس السميع هو البصيرة السميع يدل على السمع والبصير يدل على البصر اما باعتبار دلالتها على ذات الله فالسميع هو البصير هو الرحيم هو الرحمن هو الملك هو القدوس الى اخره اسمائه تبارك وتعالى الدالة على ذاته سبحانه قال السميع البصير لاحظ هنا ملاحظة ايضا نستفيدها من سياق المصنف وهي ايضا مستفادة قبل ذلك من القرآن في قوله تعالى ليست كمثله شيء وهو السميع البصير في الاية اثبت الله جل وعلا لنفسه السمع والبصر بعد نفيه للمثلية اثبت لنفسه السمع والبصر بعد نفيه المثلية وفي هذا دلالة على ان اثبات الصفات لله سبحانه وتعالى الوجه اللائق به لا يقتضي التمثيل لا يقتضي التمثيل لان الله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه المتين نفى المثيل وفي وفي الوقت نفسه اثبت السمع والبصر فدل ذلك على ان اثبات الصفات لله على الوجه اللائق به ليس فيه تمديد فالاثبات بحد ذاته ليس فيه تمثيل التمثيل فهو باثبات الصفات لله على وجه مقيد بالوصف الموجود عند المخلوق ولهذا قال الامام احمد رحمه الله الممثل من يقول يد كيده سمع كسمعي بصر كبصر والله تعالى يقول ليس كمثله شيء فالممثل الذي الذي يثبت الصفة لله على وجه مقيد بماذا بوصف المخلوق فهذا هو التمثيل ان يقيس الله بخلقه لكن الذي يقول ان اثبت لله السمع والبصر هذا ليس ممثل هذا ليس ممثل الذي يقول انا اثبت لله السمع والبصر هذا ليس بممثل الممثل هو الذي يثبت لله سمع كالأسماع وبصر كالابصار فهذا هو التمثيل فاذا اثبات الله سبحانه وتعالى لنفسه السمع والبصر بعد نفي المثنية فهذا دليل على ان اثبات الصفات لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله ليس تمثيلا وسلك المصنف هذا هذا النهج اه نفى عن الله المتين نفى عن الله المتين ثم اثبت لله تبارك وتعالى الصفات قال جل عن المتين فلا شبيه له ولا عديل السميع البصير العليم الخبير فاثبات هذه الصفات لله سبحانه وتعالى ليس فيه تمثيل بل هي صفات واسماء اثبتها الله لنفسه في كتابه واثبتها له رسوله عليه الصلاة والسلام فنحن نثبتها ونؤمن بها كما جاءت وكما وردت قوله العليم اي اه اه آآ الذي له العلم المحيط الشامل الكامل العلم بما كان وبما سيكون وبما لم يكن لو كان كيف يكون فالعليم دال على ثبوت العلم صفة لله جل وعلا وعلم الله سبحانه وتعالى علم كامل علم محيط بكل شيء اه بالماضيات والمستقبلات يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم يعلم ما كان وما سيكون ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون كما قال سبحانه ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه هذا امر لا يكون ولكنه سبحانه وتعالى علمه لو كان كيف يكون فالايمان باسمه السميع لابد من اثبات العلم المحيط لله سبحانه وتعالى العلم الكامل علم لم يسبق بسهل ولا يلحقه ضعف ونقص ولا يعتريه نسيان بخلاف علم المخلوق علم المخلوق قليل وما اوتيتم من العلم الا قليلا ومسروق بجهل والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وايضا يؤول الى الضعف والنقص ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا وايضا يعتريه النسيان ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي فهذا علم المخلوق علم قليل ومسبوق بجهل ويلحقه النسيان ويأتريه النقص ويؤول الى الضعف هذا علمه اما علم الله سبحانه وتعالى فهو علم محيط كامل وسع كل شيء علما واحصى كل شيء عددا يعلمه خائنة الاعين وما تخفي الصدور آآ احاط علمه بكل شيء علم في الازل ما هو كائن سبحانه وتعالى وكل ما يقع من الكائنات والمخلوقات احاط علم الله تبارك وتعالى بها في في الازل سبحانه وتعالى فاسمه السميع دال على ثبوت العلم عفوا الاسم العليم دال على ثبوت العلم صفة له والخبير دال على الخبرة وهو علم الله جل وعلا بدقائق الامور وبواطن الاشياء وخفياتها اسمه الخبير دال على علمه بخفايا الامور وبواطن الاشياء آآ لا يغيب عنه ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لطيف خبير لاحظ الختم بهذا الاسم الامور الخطيات الله خبير بها احاط علمه بها واسمه العليم يتناول هذا وذاك يتناول علمه بظواهر الاشياء وبواطنها واسمه الخبير يدل على احاطة علمه بالبواطن والخفيات قال المنيع وهذا فيه اثبات كمال قوته وكمال قدرته ووكمال عظمته جل وعلا فالمنيع الذي لا ينال جنابه ولا يرد قضاؤه والذي هو قدير على كل شيء من كان الله عز وجل عوينة ومن كان الله نصيره ومن كان الله حافظا ومؤيده لا يناله احد بسوء ولا يصل احد اليه بمكروه وهذه هذه المعاني كلها من دلالات اه قوله المنيع اي آآ الذي له القوة وله القدرة الكاملة وله التدبير سبحانه وتعالى ولا راد لقضائه جل وعلا وهو القاهر فوق عباده المنيع الرفيع قال تعالى رفيع الدرجات والرفيع اي الذي له الرفعة والرفعة هي العلو والله سبحانه وتعالى له العلو والرفعة ذاتا وقدرا وقهرا فكل ذلك ثابت لله فهو العالي الرفيع ذاتا فهو سبحانه وتعالى آآ فوق خلقه علي على خلقه مستو على عرشه وقدرا وقهرا قدرا اه اي اي مكانة قال عز وجل ما قدروا الله حق قدره فهو الرفيع قدرا والرفيع قهرا وهو القاهر فوق عبادة فكل معاني العلو والرفعة ثابتة لله سبحانه وتعالى ونفاة الصفات الذين ينفون عن الله علوه يقصرون ايات العلو والرفعة بعلو القدر والقهر دون علو الذات وهذا تحكم في النص بدون دليل وابطال دلالة النص النص دال على اثبات العلو لله ذاتا وقهرا وقدرا فمن خصه ببعضها فهو تحكم يكون تحكم في النص بلا دليل وبلا مستند قال الرفيع عالم على عرشه اي الله جل وعلا عال اي مرتفع مستو على عرشه اه علوه على عرشه دل عليه كتابه سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اخبر عن نفسه في سبع ايات في القرآن بانه مستو على العرش وكل هذه الايات لو تأملتها تجد انها جاءت في مقام الثناء على الله وبيان كماله وعظمته وجلاله فهو سبحانه وتعالى يثني على نفسه ومن جملة ثنائه على نفسه يذكر استواه على العرش يعني خذ مثالا على ذلك اول الحديد قال الله سبحانه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يجري في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم فهذا كله مقام ثناء على الله يثني على نفسه باوليته اخريته ظاهريته يثني على نفسه بكمال علمه خلقه للسماوات استوائه على العرش فهو من جملة ما ادنى به على نفسه وكله مقام اثبات لله جل وعلا تجد هذا المقام العظيم الذي ساقه الله عز وجل في سبع ايات في القرآن. اثبات الاستواء تجد اهل البدع والاهواء يقفون عنده ليس موقف الاثبات كما جاء في النص وانما موقف التعطيل والنفي. الاستواء لا يكون الا عن حاجة وافتقار نحن لا نعهد استواء على شيء الا عن حاجة اليه. المخلوق اذا استوى على الدابة يحتاج اليها. واذا سواء على الفلك محتاج اليه فالاستواء لا يكون الا عن حاجة. ولو اثبتنا لله الاستواء لاثبتنا له الحاجة للعرش انطلاق في الحديث ينطلقون في حديث في هذا الموضوع عن قياس للخالق بالمخلوق سبحانه وتعالى فالجأهم هذا القياس الى التعطيل الجأهم هذا القياس الفاسد الى التعطيل فقالوا والله منزه عن الحاجة وعن الافتقار اذا ماذا نصنع؟ استوى اي علا وارتفع الذي هو معناها المعهود المعروف في اللغة هذا ما يصلح يقول لله اذا ماذا نصنع قالوا نبحث عن معنى اخر بحثوا عن معنى اخر والمعنى الاخر ايضا يحتاج الى شاهد في اللغة وانه مستعمل ومعروف فقالوا الاستواء الاستيلا استوى على العرق اي استولى عليه استولى عليه. اذا اطلق الاستواء يقولون في غير بابه اريد به الاستيلاء الا هم هل هذا مستعمل في اللغة؟ قالوا وجدنا بيت بيتا يتيم ما ما له عظيم هاتوا البيت قالوا قد استوى بشر على العراق من غير سيف او دم مهران استوى بشر على العراق اي قالوا اي استولى عليه وبسر الذي يمدح بهذا البيت بسر ابن عبد الملك اخو مروان ابن عبد الملك وكان قائد الجيش الذي فتح العراق كان قائد الجيش الذي فتح العراق فالسائر يثني عليه بهذا الفتح يقول قد استوى بشر على العراق من غير سيف او دم مهران نثني عليه بذلك طيب هذا البيت قبل وجوده الان ووجد في زمن بني امية البيت. طيب قبل زمن بني امية اجوا الشاهد الذي يرجع اليه الناس بان استوى اه هو استولى ما عندهم شاهد الناس فيبقون في امر في العقيدة ما عندهم شاهد عليه. اللي بعد هذا الشاعر وجدوا لهم جاهد. لكن قبل هذا الشاعر وين الشاهد على ان من استعمالات السواء اي استولى ما يوجد مطلقا. حتى ان بعضهم ذهب الى فطاحلة في اللغة. قالوا له هل تعرف في لغة عرب استوفى ما نعلم درسنا اللغة وعرضناها ما وجدنا ابدا استوى بمعنى استولى فشاهدهم ودليلهم بي وعامة كتبهم يأتون بهذا البيت كأنه اية من القرآن عامة كتبهم وهو البيت الوحيد اليتيم الذي وجدوه شاهدا لهم فالذين قبل هذا البيت ايش الشاهد عندهم؟ ما عندهم شاهد ولهذا عقيدتهم ما عليها ما ما يمكن يعرفونها ولا عندهم عليها اي ثم البيت الذي استشهدوا به معناه على خلاف ما فهموه وتنبهوا لهذا الشاعر الان يمدح بسر لقوله قد استوى بشر هل هو يمدح بشر بالاستيلا او يمدح بشر بالاستواء لو كان يمدح بسر بالاستيلاء لما كان بسرا حقيق بالمدح وانما الحقيق بالمدح مروان الذي جهزه لهذا الامر ولا يمدح القادة وانما يمدح الملاق في مثل هذا. وهو وهو كان يمدح بشر النفث باستوائه على العراق لانه دخل واستوى عليها وعلا على عرش اه مالكها على المعنى المعروف في اللغة على المعنى المعروف في اللغة على وجه التنزل يمكن نقول لهم هذا دليل تطرق اليه الاحتمال واصبح يحتمل معاني فهل عندكم دليل واضح وشاهد واضح ما ما يدخله على ان بعض العلماء ايضا يقولون البيت محرم. وقالوا فيه اقوال كثيرة وهو عمدة القوم بان استوى معناه استولى ليست هذه المشكلة ليست المشكلة في استدلالهم بالبيت او عدم استدلالهم به. المشكلة اكبر من هذا لاحظ المشكلة عندما اوردت عليهم واحدثت لهم ارتباكا في الباب كان كان يفترض انه يكون سببا لعودته من الحق والصواب قيل لهم انتم تقولون الصوى معناه استولى والاستواء هذا الفعل جاء في القرآن آآ معطوفا على خلق السماوات والارض ثم التي تفيد الترتيب والمهلة. الذي خلق السماوات والارض ثم استوى على العرش فهل ترون استيلاء الله على العرش المعنى الذي تقولونه اي ملكه له هل فهو بعد خلق السماوات والارض لانها ثم تفيد الترتيب والمهلة في اللغة الذي خلق السماوات والارض من ستة ايام ثم استوى على العرش معناها عندهم ثم استولى على العرش فانتم تقولون استوى بمعنى استولى اي ملك ملك العرش اه وكان مالكا العرش اه تفيد الاية ان هذا الامر انما كان بعد الخلق بعد خلق السماوات والارض هذا التنبيه من علماء السلف لهم هو في الحقيقة باب ينبغي ان يستعملوه في الهداية والرجوع الى الحق والصواب ماذا عملوا الان استوى على غير بابها قالوا ثم تحمل على غير بابها قالوا ثم تحمل على غير بابها ثم على غير بابها استوى على غير بابها ايضا العرش قالوا ان العرش في اللغة هو سرير الملك ولها عرش عظيم هذا معروف معناه في اللغة قالوا هو كناية عن العظمة كناية على العظمة فثم الغير بابها والعرش على غير بابه واستوى على غير بابها والرحمن ثم استوى على عرش ثم استوى آآ الرحمن على العرش استوى ايضا الرحمن على غير بابها لان الرحمن في اثبات الرحمة لله سبحانه وتعالى فما بقيت للاية شيء على بابه حتى الحروف الافعال والحروف والاسماء كلها على غير بابها كلها على غير ما بقي في الاية شيء على بعده. لا اسم على بابه ولا فعل على بابه ولا حرف على بابه ليش ايش الموجب لكم لهذا الدخول في هذه الورطات وكل شيء في الاية تحكموه على غير بابه كل هذا يعني كل هذا تورطوا حقيقة فيه بسبب واحد يجب ان تفهموه كل هذا تورطوا فيه بسبب واحد ما هو؟ انهم اولا تلوثوا بلوثة التشبيه بلوتة التشبيه ولما تلوثوا بهذه اللوثة ارادوا ارادوا ان يتخلصوا منها باي طريقة فلجأوا الى التعطيل. والتعطيل جذرهم الى هذه التحريفات المتراكمة التي لم يبقوا في الاية حرفا او فعلا او اسما على بابه وعلى اصله وعلى معهود معناه في لغة العرب قال عال على عرشه عال على عرشه وهنا في في هذا اثبات العرش المجيد لله سبحانه وتعالى والعرش مخلوق موجود خلقه الله سبحانه وتعالى نؤمن به ونثبته كما جاء وكما ورد. وكل صفة جاءت للعرش في القرآن او السنة فنحن نؤمن بها ونثبتها ومن ذلك سعة العرش دل عليها قوله سبحانه وتعالى ذو العرش المجيد في قراءة فالعرش المجيد المجد هو السعة فنؤمن بسعته وكبره وانه اكبر المخلوقات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر في الحديث ما الكرسي في العرش الا كحلقة القيت في فلاة ما الكرسي في العرش الا في حلقة اوفيت فيه ثلاث يعني كقطعة حديد اوقيت في صحراء. ماذا تساوي نسبة قطعة حديد الى صحراء؟ قال ما الكرسي في العرش كحلقة انقذ في ثلاث وما السماوات والارض في الكرسي الا مثل ذلك ولاحظ هذه النسب العجيبة التي تدل تدلك على عظمة الخالق سبحانه وتعالى فالعرش مجيد اي واسع وعظيم كما اخبر عنه بذلك سبحانه وتعالى وله قوائم فاذا انا بموسى اخذ بقائمة من قوائم العرش وله حملة. فالشاهد كل صفات العرش يثبتها نثبتها ونؤمن بها كما جاءت في كتاب الله وكما جاءت في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونؤمن بان ربنا سبحانه على العرش كما اخبر هو عن نفسه بذلك وكما اخبر عنه بذلك رسوله عليه الصلاة والسلام استواء يليق بجلاله وكماله واستواؤه على عرشه فهو عن غنى لان العرش وما دونه كلهم فقراء الى الله محتاجون اليه وهو سبحانه وتعالى الحي القيوم وهو الممسك للعرش وللسماوات وللارظ ولكل المخلوقات بقدرتها فمن هو قائم على كل نفس بما كسبت. ومن اياته ان تقوم السماوات والارض بامره ان الله يمسك آآ السماوات والارض ان تزولا فالله عز وجل هو الممسك للمخلوقات الممسك للعرش بقدرته وللكرسي وللسماوات الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونه فهو الممسك لكل هذه المخلوقات واستواؤه على العرش ليس عن حاجة الاستواء الذي عن حاجة هو استواء المخلوق لتستووا على ظهوره الذي جعل لكم من الفلك والانعام ما ترقبون لتستووا على ظهوره. اي على الفلك والانعام هذا استواء عن حاجة لان الفلك لو غرق غرق من عليه ولو سقطت الدابة سقط من عليها لانها عن حاجة اما استواء الله عن غنى لكن هؤلاء لما فسدوا في هذا الباب توالى عليهم انواع من الفساد ودخلت عليهم صنوف من البدع تولد بعظها آآ في بعض عندهم والبدع تتوالد كما يقول اهل العلم فعندما توجد بدعة يلد منها بدعة والبدعة يلد منها بدعة الى غير الى ما لا حد له من البدع يقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله في منظومته جوهرة التوحيد اني براء من الاهوى وما ولدت ووالديها الحيارى سأم ولده. البدع تتوالد. يعني يولد بعضها بعضا. ولهذا لما وقعوا هم في بدعة التشبيه جرتهم هذه البدعة الى بدعة التعطيل بدعة التحريف الى غير ذلك من البدع قال عال على عرشه وهو دان بعلمه من خلقه والله سبحانه وتعالى جمع بين الاستواء على العرش ودنوه من خلقه بعلمه جمع بين هذا في ايات كثيرة بل لو تتبعتم هذا في القرآن الايات التي جاء فيها اه الايات التي جاء فيها اثبات تواء الله سبحانه وتعالى على العرش وهي سبع ايات في القرآن كلها او في في اغلبها يذكر عقب الاستواء العلم اما قريبا منه او متراخيا عنه قريبا منه مثل ما قرأت عليكم في سورة الحديد ومثل ايضا في اول سورة في سورة طه الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى. وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى فذكر الاستواء ثم ذكر عقبه العلم وايضا في سورة الرعد لما ذكر الاستواء ذكر بعدهم متراقيا عنه علمه الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار فلو تتبع الايات تجد ان الايات السبع تجد ان في الغالب يذكر مع الاستواء العلم يذكر مع الاستواء العلم ولهذا ذكرهما المصنف ذكر علوه على عرشه وانه دان بعلمه من خلقه وانه سبحانه وتعالى دان بعلمه من خلقه الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يجر في الارض. وما يخرج منها وما ينزل من وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم اي بعلمه فهو دان اي قريب دان بمعنى قريب بعلمه من خلفه اي مع انه مستو على عرشه فهو قريب من من عباده. ولهذا الامام مالك رحمه الله يقول الله في السماء وهو بعلمه في كل مكان الله في السماء وهو في علمه بكل مكان ومثل هذه الكلمة جاءت كثيرة عن السلف يجمعون بين الاستواء والعلم او المعية التي هي معية العلم والاحاطة قال وهو دان بعلمه من خلقه احاط علمه بالامور احاط علمه بالامور اي بالامور كلها اه الخطيات والجليات سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار فالله سبحانه وتعالى آآ احاط علمه بالامور ايجاده سبحانه وتعالى للمخلوقات من العدم هو بحد ذاته دليل على احاطة علمه بها ايجاد الله سبحانه وتعالى للمخلوقات من العدم هو بحد ذاته دليل على احاطة علم الله سبحانه وتعالى بها قال تعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وقال تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما فالخلق دليل على العلم ولهذا من لطائف الاستدلال في هذا الباب ما اورده الامام قوام السنة التيمي وهو من علماء الشافعية كما وضحنا في الصباح صاحب كتاب الحجة ببيان المحجة هو كتاب طبع في مجلدين وذكرت لكم انه كتاب نفيس للغاية مليء بالدرر والفرائض من الطرائد التي وجدتها في ولم ارها عند غيره فائدة نفيسة جدا يقول اه رحمه الله ذكر رحمه الله ان احد الملاحدة اراد ان يشوش على بعض ابناء المسلمين او على بعض المسلمين فقال ان انني اقدر اه اقدر على الخلق اقدر على افاد كائنات حية اوجدها من العدم ليس الله متفرد بذلك كما تزعمون اتى بكوب ووضع فيها اشياء متعفنة واحكم اغلاقه واعطاه احدهم وقال احتفظ به ثلاثة ايام ثم جاء به بعد ثلاثة ايام واذا به ممتلئ دود ممتلئ ذو التعفن وتوالدت فيه الدود وهذه الحشرات فصار ممتلئ. فتحوه فاذا به ممتلئ دود فقال انا الذي خلقت هذه خلقت هذا الدود فكان احد الحاضرين رأسا قال له كلمة عجيبة هي مستفادة من هذا الذي نتحدث عنه قال لم يكن احد ليخلق الا ويعلم عدد ما خلق وذكورهم من اناثهم وارزاقهم واجالهم. بين لنا ذلك كله كم عدد اه مخلوقاتك لان الان هو يعطي رقم سيعدونه واحدا واحدا كم عدد مخلوقاتك؟ وكم الذكور من الاناث كم الذكور من هذه الدود الذي تزعم انك خلقته؟ كم الذكور من الاناث وما هي الارزاق التي يطعمها كل مخلوق من هذه المخلوقات وما هي اجال؟ كل واحد منها متى سيموت الله يقول الا يعلم من خلق؟ الخلق دليل على الانس فاذا كان خالق لا بد ان يعلم بمخلوقاته اما يخلق ولا يعلم فبهت الملحد هذه فائدة لطيفة جدا ووقفت عليها في كتاب الحجة ولم اقف عليها عند غيرها. واذكر انني آآ ذكرت هذه الفائدة لبعض الطلاب من الجمهوريات الاسلامية فاحدهم اندهش لما ذكرت له هذه القصة قال لما كنت طالب في المرحلة الابتدائية الاستاذ فعلها عندنا يقول الاستاذ فعلها عندنا يقول آآ يعني كان هذا اخذ يعظم من هذا الجواب ويفخم منه ويقول سبحان الله كيف غاب يعني عنا؟ يقول انا ادرك انه انه باطل وانه يعني مفتري وانه يعني لكن ما ما وصلت الى هذا الجواب واخذ منها الجواب مأخذ واخذ يعظم من الجواب ويقول سبحان الله فيه ما ما انتبهنا له ولعلنا نكتفي بهذا القدر وسيأتي عند المصنف كلام على موظوع الايمان بالقظاء والقدر والى الى الدرس القادم ان شاء الله والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا سائل يسأل ويقول تقول اهل البدع اهل السنة ايضا يتأولون فيقولون هو معكم اي بعلمه هذا يقوله بعض اه اهل البدع يقولون ان ان اهل السنة يتأولون ويأتون بشواهد على غير بابها يأتون بشواهد لم يعني ليست في في بابها او لم يفهموا مراد اهل السنة منها وهنا اذكر لكم قاعدة في الباب كل ما يقول فيه اهل البدع ان اهل السنة وقعوا فيه بتأويل لا يخلو من امرين اما كذب على من نسبوه اليه من اهل السنة او انهم لم يفهموا الامر على وجهه والكذب في هذا الباب كثير يعني ننسب الى الامام مالك بعض بعض التأويل هي افتراء عليه وكذب ونسب للامام احمد ونسب للشافعي وغيره من اهل العلم وهذا يعرف من خلال الكتب المختصة في هذا المجال ونوع اخر ينسبون فيه لاهل السنة التأويل وهم لم يفهموا حقيقة الامر ومن ذلك هذا المثال الذي اورده السائل. قول الله سبحانه وتعالى وهو معكم اينما كنتم قال السلف باجماعهم معكم اي بعلمه معكم اي بعلمه وليس هذا هو تأويل للنص بمعنى صرف له عن ظاهره. لان هذا هو ظاهر النص كما قال الامام احمد برده على الجهمية قال بدأ الخبر بالعلم وختم الخبر بالعلم ومع هذه الكلمة هي لا تفهم الا من خلال السياق الذي ورد فيه. وردت فيه فهي تبيد مطلق المصاحبة وهي في كل اه موضئ بحسبه ولهذا تجد ان معناها يختلف بحسب المواضع التي جاءت فيه هذه الكلمة. الان لو قلت الحليب مع الماء الحليب مع الماء. هنا ماء تفيد الايش الامتزاج والاختلاط خالد مع زيد سافر خالد مع زيد تفيد المصاحبة والتآخي القمر معنا او يقول مسافر القمر مع القمر في السماء لكن معنا اي ببهاءه ونوره واضاءته يقولون فلان مع زوجته او او معه زوجته ويكون هو في المدينة وهي في في في بلد اخر وهي معها اي في عصمته فاذا لاحظ الماء تختلف بحسب السياق الذي وردت فيه اذا من اجل فهم لا بد من نظر النظر الى ماذا؟ الى السباق واللحاق وهذا هو معنى قول الامام احمد ختم بدأ الخبر بالعلم وختم بالعلم هذه الاية وكذلك اية الحديد الم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض آآ ها ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. بدأ الخبر بالعلم وختم بالعلم ولهذا يقول الامام الدارمي رحمه الله في رده على هؤلاء في هذا الباب قالوا جردوا الاية من سباقها ولحاقها وقالوا وهو معكم اي انه بذات وحال في مخلوقاته. هذا هذا الباطل اما الذي يقرأ النص كاملا ويفهمه كاملا على على بابه لم يقع في التأويل اذا قول السلف رحمهم الله وهو معكم اينما كنتم الا هو معهم اينما كانوا اي بعلمه فهذا هو باجماعهم وهو مأخوذ من دلالة النص نعم احسن الله اليكم. هذا سائل يقول عن المنيع اسم من اسماء الله واين ورد؟ هذا ايش؟ المنيعة. لا المنيع ليس من اسماء الله. والمصنف هنا لم يسقه اه مساق الاسم وانما ساقه مساق الاخبار ووهو من حيث المعنى صحيح نعم يخبر عن الله تبارك وتعالى به لكن اسماء الله توقيفية يثبت منها ما دل عليه الدليل في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه احسن الله اليكم هذا سائل يقول ما الفرق بين الاحد والواحد في اسماء الله؟ الاحد هو بمعنى الواحد ولهذا في في في تعريف اسمه الاحد قالوا اي الواحد فالاحد اي الواحد المتفرد بالوحدانية في ربوبيته واسمائه وصفاته سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم وجزاكم الله خيرا وصلى الله وسلم على نبينا محمد