بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فالخلق عاملون بسابق علمه ونافذون لما خلقهم له من خير وشر لا يملكون لانفسهم من الطاعة نفعا ولا يجدون الى صرفية المعصية عنها دفعا خلق الخلق بمشيئته عن عن خير حاجة كانت به فخلق الملائكة جميعا لطاعته وجب لهم على عبادته فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون فطائفة منهم حول عرشه يسبحون واخرون بحمده يقدسون فاصطفى منهم رسلا الى رسله وبعض مدبرون لامره ثم خلق ادم بيده واسكنه جنته وقبل ذلك للارض خلقه ونهاه عن شجرة قد نفذ قظاؤه عليه باكلها ثم ابتلاه بما نهاه عنه منها ثم سلط عليه عدوه فاغواه عليها وجعل اكله لها الى الارض سببا فما وجد الى ترك اكلها سبيلا. ولا عنه لها مذهبا ثم خلق للجنة من ذريته اهلا فهم باعمالها بمشيئته عاملون وبقدرته وبارادته ينفذون وخلق من ذريته للنار اهلا فخلق لهم اعينا لا يبصرون بها واذانا لا يسمعون بها لا يفقهون بها فهم بذلك عن الهدى محجوبون. وباعمال النار بسابق قدره يعملون بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اولا قبل الدخول في موضوع هذا اليوم وهو موضوع الايمان بالقدر اشير الى فائدة في سورة القيامة التي استمعناها او استمعنا الى قراءتها اليوم في صلاة الفجر في قوله جل وعلا وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ذكر هنا اكمل واعظم واجل نعيم يناله اهل الجنة في الجنة الا وهو لذة النظر الى وجه الى وجه الله الكريم فهذه اعظم النعم واجلها وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ان المؤمنين يرون الله تبارك وتعالى يوم القيامة قال انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فهذا الحديث الذي اشير اليه وهذه الاية بهذا السياق الذي جاءت فيه فيهما دلالة على ارتباط وثيق بين الصلاة والمحافظة عليها وبين الرؤية ففي الحديث قال عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا وهذا واظح في الدلالة على الارتباط بين الصلاة والرؤية وهذا المعنى الذي هو واضح في هذا الحديث ايضا جاء عند ذكر الرؤيا في سورة القيامة قال جل وعلا وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق فلا صدق ولا صلى فهذا من يحجب عن الرؤية من اوصافه ترك الصلاة ومفهوم المخالفة ان المصدق المصلي هو الذي يرى الله جل وعلا ولهذا دل هذا السياق المبارك على ما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم من ارتباط وثيق بين رؤية الله سبحانه وتعالى وبين الصلاة ولعل هذا سر من اسرار دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في اثناء الصلاة نفسها بسؤال الله تبارك وتعالى لذة النظر الى وجهه كما في حديث عمار ابن ياسر في الدعاء الذي كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته اوله اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احيني ما كانت الحياة خيرا لي الى ان قال واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وهذا ايها الاخوة نستفيد منه فائدة مهمة ولا سيما ونحن بصدد دراسة متن من المتون في العقيدة الا وهو ان العقيدة ليست منفكة عن العمل بل العقيدة هي اساس العمل وهي المحرك للاعمال وهي التي تقوي في قلب العبد حرصه على العمل وحرصه على الطاعة والعبادة والتقرب الى الله تبارك وتعالى ومن يتتبع النصوص الواردة في الاعتقاد وامور الايمان يجد في عامتها فهذا الارتباط الوثيق بين العقيدة والعمل وان الدين عقيدة وشريعة ايمانيات واعمال واقبال على على الله جل وعلا بتحقيق العبودية والذل له والخضوع بين يديه وهذا كما انه من الايمان فهو ثمرة من ثمار تحقيق الايمان الباطن بحسن الاقبال على الله وصدق الالتجاء اليه وكمال محبته والخضوع له جل وعلا نأتي الان الى المتن الذي بين ايدينا للامام المزني رحمه الله حيث بدأ الحديث عن اصل عظيم من اصول الايمان ودعامة عظيمة من دعائمه وركن متين من اركانه الا وهو الايمان بالقدر وبدأ حديثه عن الايمان بالقدر من قوله احاط علمه بالامور وانفذ في خلقه سابق المقدور يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور الى اخر الكلام الذي سمعناه فالحديث هنا عن هذا الاصل العظيم من اصول الايمان وهو احد اركان الايمان الستة الواردة في حديث جبريل المشهور وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وفيه قال النبي صلى الله وفيه قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله ملائكته وكتبه ورسله وان تؤمن بالقدر واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فذكر هذه الاصول الستة للايمان الايمان بالله والايمان بالملائكة والايمان بالكتب والايمان بالرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره ومعنى كون هذه الستة اصولا للايمان اي ان الايمان لا قيام له الا عليها فالايمان بمثابة البناء الذي لا يقوم الا على عماده واسره ولا قياما للبناء الا على عمادة فهذه الاصول في الايمان كشأن العماد في البناء شأنها في الايمان كشأن الاصول في الاشجار شأنها في الايمان وشأن القلب فالانسان فهي الاساس الذي يبنى عليه الدين ويقوم عليه الايمان وهذا يعني ان انتفاء اصل من هذه الاصول يعني انهدام الدين كله وحبوط الاعمال فمن كفر بشيء من اصول الايمان فهو كافر بالله جل وعلا لا ينتفع بصلاة ولا صيام ولا غير ذلك ولهذا قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين فالكفر بالايمان وبشيء من اصول الايمان محبط للاعمال مبطل لها وان كثرت وتعددت وتنوعت وقال الله جل وعلا وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله فالكفر مانع من قبول الاعمال لانه محبط لها مبطن لها والايمان بالقدر هو احد هذه الاصول التي يقوم عليها الايمان فاذا انتفى الايمان بالقدر او لم يوجد الايمان بالقدر فانه لا ايمان ولا اسلام ولا قبول للاعمال لمن كان هذا شأنه ولهذا يقول ابن ابي داود في حائيته المشهورة وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين والدين افيح الدين افيح اي واسع له شعب كثيرة واعمال عديدة وامور متنوعة داخلة في مسمى الدين كما قال صلى الله عليه وسلم الايمان بظع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان هذا معنى الدين افيح الدين واسع رحب يتناول امورا عديدة واعمالا كثيرة لكن له اصول يقوم عليها ولا ينتظم عقده الا بهذا ولهذا قالوا بالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين فالدين بمثابة العقد الذي لا ينتظم امره ولا يلتم شمله الا بهذه الاصول التي عليها قيام الدين ومنها الايمان بالقدر وفي قصة رواية ابن عمر رضي الله عنهما لحديث جبريل المشهور وفيه الشاهد على ان الايمان بالقدر اصل من اصول الايمان ما يدل على هذا المعنى وان الاعمال لا تكون مقبولة الا بالايمان بالقدر لما اتى رجلان الى ابن عمر رضي الله عنهما من اهل العراق وقالوا ان قبلنا اقواما يقولون لا قدر وان الامر انف قال ابن عمر رضي الله عنهما لهما اخبروهم باني منهم بريء وانهم مني برآء ثم قال والذي يحلف به عبد الله ابن عمر لو انفق احدهم مثل احد ذهبا ما تقبل منه حتى يؤمن بالقدر سمعت ابي عمر يحدث عن رسول الله صلى الله سمعت ابي عمر يقول بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر وساق الحديث بتمامه بطوله وموضع الشاهد منه قوله وان تؤمن بالقدر خيره وشره فابن عمر يحلف بالله العظيم انه لا قبول للاعمال لا قبول للنفقات لا قبول للطاعات مهما كانت لو انفق احدهم مثل احد ذهبا ما تقبل منه اذا اذا كان حاله كذلك غير مؤمن بالقدر ولهذا ايضا يقول ابن عباس رضي الله عنهما في في شأن القدر يقول القدر نظام التوحيد القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده انتهى كلامه رظي الله عنه فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا وهذا فيه ان عدم الايمان بالقدر محبط للايمان مبطل للاسلام فلا يقبل من العبد صلاة ولا صيام ولا صدقة ما دام ان شأنه اه على هذا على عدم الايمان بالقدر وهذا كله يقال في جميع اصول الايمان يجب الايمان بها كلها هي اصول متلازمة مترابطة لا ينفك بعضها عن بعض الايمان ببعضها مستلزم للايمان بباقيها والكفر ببعضها كفر بباقيها وكفر دين الله تبارك وتعالى الذي خلق الله تبارك وتعالى الخلق لتحقيقه واوجدهم للقيام به وقد جاء في القرآن الكريم ايات كثيرة وعديدة في بيان هذا الاصل العظيم والمقام الكبير من مقامات الدين لقوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وقوله جل وعلا وكان امر الله قدرا مقدورا وقوله جل وعلا ثم جئت على قدر يا موسى وقوله جل وعلا سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى وقوله جل وعلا ولقد درأنا لجهنم كثيرا من الانس والجن وقوله جل وعلا ولو شاء الله لاداهم اجمعين ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها وقوله جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين الى غير ذلك من الايات الكثيرة في كتاب الله عز وجل في تقرير هذا الاصل العظيم وقد جاء في ايات في القرآن عدوا اصول الايمان مجتمعة في موضع واحد وهي قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقوله في تمام هذه السورة كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وقوله واليك المصير الايمان باليوم الاخر وقوله جل وعلا في سورة النساء يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا ففي هذه الايات ذكرت اصول الايمان مجتمعة وان كان الايمان بالقدر لم ينص عليه في هذه الايات الا انه داخل في الايمان بالله لان القدر كما يقول الامام احمد رحمه الله قدرة الله الايمان بالقدر يقول الامام احمد قدرة الله فالذي لا يؤمن بالقدر ليس مؤمنا بالله لانه جاحد قدرته جاحد لمشيئته جاهد لكونه تبارك وتعالى الخالق لهذه الكائنات فالكافر بالقدر كافر بالله ولهذا جاء داخلا بهذه الايات الثلاث في الايمان بالله تبارك وتعالى ولم يذكر مفردا ويأتي في نصوص اخرى التنصيص عليه وتخصيصه بالذكر مع دخوله في الايمان بالله تبارك وتعالى والايمان بالقدر وحده الجامع له هو ايمان العبد بعلم الله تبارك وتعالى الازلي وكتابته تبارك وتعالى لما هو كائن الى يوم القيامة وان الامور بمشيئة الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه تبارك وتعالى الخالق لكل شيء هذا حد الايمان بالقدر الجامع له وهو ينتظم اركان الايمان بالقدر لان للايمان بالقدر اركان لا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا اذا امن بها وهي اركان اربعة ومراتب اربعة لا ايمان بالقدر الا بالايمان بها الاول الايمان بعلم الله تبارك وتعالى الازلي المحيط لكل ما هو كائن علم جل وعلا في الازل ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا فهذا احد اركان الايمان بالقدر ايمان العبد بعلم الله جل وعلا الازلي ولهذا جاء عن الامام الشافعي رحمة الله عليه انه قال ناظروا القدرية بالعلم فان جحدوه كفروا وان امنوا به خصموا فان جحدوه كفروا وان امنوا به خصموا والعلم هو احد اركان الايمان بالقدر ان تؤمن بان الله عز وجل علم في الازل ما هو كائن احاط علمه بكل شيء دقيق الاشياء ودليلها خفيها وظاهرها من سرها وعلنها احاط علمه تبارك وتعالى بكل شيء فهذا احد اصول الايمان بالقدر الاصل الثاني الايمان بكتابته جل وعلا في اللوح المحفوظ لكل ما هو كائن الى يوم القيامة قد جاء في الحديث الصحيح في المسند وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة وجاء في الحديث الاخر وهو في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة ان الله كتب مقادير الخلائق مقادير الخرائط هذه تتناول الاعمال الارزاق الاجال كل مقادير الخلائق مكتوبة في اللوح المحفوظ وكل ما هو كائن الى يوم القيامة من حياتنا او موت قيام او قعود كفر او ايمان هداية او ضلال كل ذلك كتب في اللوح المحفوظ فكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستقر ففيه كتب كل ما هو كائن فالايمان بالكتابة احد اركان الايمان بالقدر. ان يؤمن العبد بان كل ما هو كائن الى يوم القيامة كتب في اللوح المحفوظ. خلق الله تبارك وتعالى القلم وامره بالكتابة فكتب وجفت الاقلام ثم الركن الثالث الايمان بمشيئة الله تبارك وتعالى النافذة وقدرته الشاملة وان الامور كلها بمشيئة الله لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فالامور كلها بمشيئة الله تبارك وتعالى لا يمكن ان يقع في هذا الكون اي شيء الا بمشيئته فالخلق خلقه والملك ملكه والعبيد عبيده ولا يمكن ان ان يقع في ملك الله تبارك وتعالى شيء لم يشأه جل وعلا فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم فمن لم يؤمن بالمشيئة النافذة لا يكون مؤمنا بالقدر ثم الركن الرابع الايمان بان الله تبارك وتعالى خالق كل شيء الله خالق كل شيء والله خلقكم وما تعملون الحمد لله رب العالمين فيؤمن بان الاشياء كلها مخلوقة لله ليس المخلوق اه الاشخاص والذوات بل الاشخاص والذوات وما قام بهم من حركات وسكنات وقيام وقعود كل ذلك خلق لله تبارك وتعالى كل ذلك خلق لله سبحانه وتعالى وهذا معنى قوله والله خلقكم مما تعملون وقوله والله خالق الله خالق كل شيء يتناول الاشخاص والذوات ويتناول ما قام بهم من صفات وحركات وقيام وقعود الى غير ذلك وقد جاء عن الامام الشافعي رحمه الله في ذكر القدر وبيانه وايضاح ابيات جميلة جدا رواها عنه البيهقي في مناقب الشافعي رحمه الله واللالكائي في كتابه شرح الاعتقاد وابن عبدالبر في كتابه الانتقاء وغيرها من المصادر ورواها عنه غير واحد من تلاميذه منهم الامام المزني رحمه الله صاحب هذا المؤلف يقول المزني في روايته لهذا الاثر دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فانشدني لنفسه وذكر الابيات وكذلك رواها غير واحد من تلاميذه منهم البويطي الذي مر معنا قصته بالامس قال سئل الشافعي رحمه الله عن القدر فاجاب بهذه الابيات وهي ابيات جميلة وجامعة في هذا الباب. يقول فيها رحمه الله ما شئت كان وان لم عشاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن. اربعة ابيات لكنها وافية في بيان حقيقة الايمان بالقدر قوله رحمه الله ما شئت كان اي انت يا الله فالامور بمشيئتك ولا يكون شيء في هذا الكون الا شيء شئته فما شئت كان اي كل الامور الواقعة والكائنة بمشيئتك. لان مشيئتك نافذة في كل شيء وما شاءه الله تبارك وتعالى نفذ ووجد كما شاء الله جل وعلا لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه وقوله وان لم اشأ اي اي وان لم اسى ذلك انا ايها العبد فالعبد وان كانت له مشيئة الا ان مشيئته تحت مشيئة الله تبارك وتعالى ولهذا قال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فما شاءه الله يكون ويقع كما شاء سبحانه وتعالى وان لم يشأ ذلك العبد وان لم يشأ ذلك العبد فمشيئة الله تبارك وتعالى هي المشيئة النافذة التي لا راد لها وقوله وما شئت ان لم تشأ لم يكن وما شئت اي انا ايها العبد ما شئت من الاشياء والاعمال الحركات السكنات ان لم تشأ لم يكن يعني ان لم تشأه انت يا الله لا يكون وهذا هو معنى الاية وما تشاؤون الا ان يشاء الله فالشيء الذي اساؤه ان لم تشأه انت يا الله لا يكون فالامور كلها بمشيئتك ولهذا يقال ان اعرابيا سئل قيل له بما عرفت ربك قال بنقبض العزائم وحل الهمم اي اكون معنى ذلك ان يكون الانسان عازم على امر ثم يجد نفسه اتجه الى امر اخر او عمل بامر اخر. مع انه كان عازما على على هذا الامر وما شئت ان لم تشأ لم يكن فمشيئة الله تبارك وتعالى نافذة وقوله خلقت العباد على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن خلقت العباد خلقت العباد اي اوجدتهم من العدم وخلقت الانسان بعد ان لم يكن على ما علمت اي وفق العلم الازلي الذي علمته في الازل وهذا فيه الايمان بالعلم والايمان بالخلق والبيت الذي قبله الايمان بالمشيئة. وكل هذا من اركان الايمان بالقدر خلقت العباد على ما علمت اي على ما علمته كائنا في الازل وهذا فيه الايمان بعلم الله الشامل المحيط علم بما هو كائن وعلمه تبارك وتعالى بما ليس كائن لو كان كيف يكون وانه جل وعلا احاط علما بكل شيء خلقت العباد على ما علمت. اي خلقك لهم وايجادك لهم وانت الخالق لهم هو وفق العلم الازلي وفي العلم يجري الفتى والمسن اي فيما علمه الله جل وعلا في الازل وانه كائن يجري الفتى والمسن اي تقع الحركات من الكبار والصغار الذكور والاناث الجميع كلهم حركاتهم تجري وفق العلم الازلي الذي علمه تبارك وتعالى اه في الازل فكلما يقع وكل ما يجري في في هذا الكون امر علمه الله تبارك وتعالى في الازل قال على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن. كل هذه الاشياء التي تقع من الناس هي من الله تبارك وتعالى خلقا وايجادا على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن على ذا مننت؟ اي مننت عليه بالايمان والهداية والتوفيق والصلاح والسداد فهذه منة الله على من يشاء من عباده كما قال الله جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم وقال تعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان. بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان وقال جل وعلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء والايات في هذا المعنى كثيرة قال على ذا مننت؟ اي بالايمان والصلاح والهداية والتوفيق وهذا خذلته اي ابتليتهم بالخذلان والحرمان وعدم تحصيل الايمان وعدم التوفيق للهداية فهو عبد مخذول خذله الله جل وعلا فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم على هذا مننت وهذا خذلته وهذا اعنت وذا لم تعن هذا اعنت على طاعتك والقيام بعبادتك والمواظبة على ما يقرب اليك واذا لم تعن وفي هذا ان العبد لا يمكن ان يقوم باي عمل من الاعمال او اي طاعة من الطاعات الا بعون الله ولهذا جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل قال يا معاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وفي دعوات كثيرة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي هذا المعنى سؤال الله العون سؤاله العافية سؤاله التوفيق سؤاله الهداية سؤاله قالوا للثبات سؤاله السداد الى غير ذلك لان هذا كله بيده تبارك وتعالى على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعنى هذا كله بمشيئة الله سبحانه وتعالى وقدرته قال فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن وهذا فيه ان الايمان بالقدر يتناول الايمان طبيب خلق الله للذوات وخلق الله سبحانه وتعالى لما قام فيها من اعمال وصفات فمنهم قبيحا ومنهم حسن هذه هيئات الذواج ومنهم شقي ومنهم صعيد هذه صفات هذه الذوات والاعمال التي عليها منهم من يعمل عمل اهل السعادة ومنهم من يعمل عمل اهل الشقاوة قال صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل سعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن وهذا كله جار على وفق العلم الازلي وجار ايضا على وفق ما كتبه الله تبارك وتعالى في اللوح المحفوظ يقول صلى الله عليه وسلم والحديث في صحيح مسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس عجز الانسان عن القيام بما فيه سعادته وصلاحه وفلاحه في الدنيا والاخرة وكيسه وهو فطنته ونباهته وعلو همته وحرصه على الخير كل ذلك بقدر ويقول ابن عباس رضي الله عنهما كما روى ذلك البخاري في خلق افعال العباد يقول كل شيء بقدر حتى وظعك كفك على ذقنك بقدر. الوضع الانسان كفه على ذاقنا هذا كله بقدر. وكله مما آآ هو جار على وفق العلم الازلي ووفق ما كتب الله تبارك وتعالى في اللوح المحفوظ ويقول طاووس وهو من علماء التابعين يقول ادركت اكثر من ثلاث مئة صحابي كلهم يقول كل شيء بقدره كلهم يقول كل شيء بقدر فهذا هو الايمان بالقدر وهذه هي حقيقته ومراتبه على ضوء ما جاء في ادلة كتاب الله العزيز وسنة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه بدأ المصنف رحمه الله حديثه عن هذا الاصل بقوله احاط علمه بالامور احاط علمه بالامور اي بالامور الكائنة ايضا احاط علمه بالامور التي لا تكون لو كانت كيف تكون احاط علمه تبارك وتعالى بكل شيء احاط علمه بكل شيء وهذا علم ازلي علم الله تبارك وتعالى ازلا والازل هذه الكلمة يراد بها الدوام في الماضي. كما ان كلمة ابدا تدل على الدوام في المستقبل فازلا اي علم الله تبارك وتعالى في الازل من غير بداية لهذا العلم من غير بداية لهذا العلم الله جل وعلا علم كل ما هو كائن فالازل والاشياء التي تكون كلها انما تكون على وفق هذا العلم الازلي قال احاط علمه بالامور وانفذ في خلقه سابق المقدور لان مقدوره او ما قدره سبحانه وتعالى نافذ لا راد له ولا معقب له ولهذا جاء في حديث ابن مسعود في دعاء الهم ماض في حكمك اي الشيء الذي حكم الله سبحانه وتعالى به وقضى به وقدره نافذ لا راد له لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى قال وانفذ في خلقه سابق المقدور اي اه القدر السابق الذي كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فهذا الذي القدر السابق المكتوب في اللوح المحبوب نافذ في العباد واقع كما قدر الله تبارك وتعالى نافذ في العباد واقع كما قدر الله سبحانه وتعالى هذا معنى قوله وانفذ في في في خلقه سابق المقدور ثم ذكر دليلا للعلم قال يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وهذا فيه علم الله تبارك وتعالى بكل شيء ومن ذلك بواطن الاشياء وخفيها وما يدور في في صدور الانسان وخائنة الاعين حركتها السريعة التي قد لا يلحظها من حضر عند الانسان فكل ذلك به علم الله سبحانه وتعالى ثم اكد هذا المعنى وهو الايمان بعلم الله الازلي لما هو كائن؟ قال فالخلق عاملون بسابق علمه فالخلق عاملون بسابق علمه. عاملون اي اعمالهم كلها ايا كانت سواء كانت اعمال صلاح واستقامة او كانت اعمال كفر وضلال وعصيان فالخلق عاملون بسابق علمه عاملون اي اعمالهم التي يعملونها ويقومون بها اه مدة حياتهم بسابق علمه اي بما سبق به علمه تبارك وتعالى في الازل آآ آآ هذا اصل اصل لا ايمان بالقدر الا بالايمان به. ان يؤمن العبد بعلم الله تبارك وتعالى الازلي فان لم يؤمن بالعلم يكون كافرا بالله وان امن بهذا العلم كان ايمانه بهذا العلم ملزما له بالايمان بان الامور كلها بمشيئة الله لانه علم ذلك في الازل وانفذ ما علمه في الازل في خلقه كما شاء وهذا معنى كلمة الشافعي التي اشرت اليها سابقا حيث قال خاصموا القدرية بالعلم خاصموا القدرية بالعلم فان امنوا به خصم وان جحدوه كفروا. الذي يجحد علم الله تبارك وتعالى يكون كافرا بالله والذي يقول انا اؤمن بان الله علم في الازل ما هو كائن الى يوم القيامة يكون ايمانه هذا ملزما له لان يؤمن بنفوذ مشيئة الله سبحانه وتعالى فيما هو كائن قال فالخلق عاملون بسابق علمه هنا نقل المحقق في الهامش عن المزن انه سأل الشافعي رحمه الله قال يا يا ابا عبد الله من القدرية؟ قال يا ابا عبد الله من القدرية فقال هم الذين زعموا ان الله لا يعلم المعاصي حتى تكون الذي لا يعلم المعاصي حتى تكون. وهذا من قول القدرية في في هذا الباب والمراد بالقدرية هنا القدرية النفاة وهم المعتزلة لان القدرية نوعان. قدرية النفات وقدرية مجبرة والمراد بالقدرية عند الاطلاق اي القدرية النفاة. نفات القدر الذين جاء دمهم في النصوص بانهم مجوس هذه الامة القدرية مجوس هذه الامة لقولهم بنفي القدر وسم مجوسا لانهم مثل المجوس في القول بتعدد الالهة المجوس يقولون هناك خالق لا لا للظلمة وهناك خالق للنور يقولون بوجود خالقين والقدرية يقولون ايضا بوجود خالقين الله تبارك وتعالى خالق الاشخاص والاشخاص هم الخالقون لافعالهم فافعال العباد مخلوقة للعباد وليست مخلوقة لله. هذا قول القدرية النفات ومر معنا سؤال النفر من العراق لابن عمر قالوا ان قبلنا قوما يقولون ان الامر انف. يعني ليس امرا مقدر بقدر سابق وانما هو امر الوف وان الله تبارك وتعالى لا يعلم الاشياء الا الا بعد بعد وقوعها. فمن قال هذا القول فهو من القدرية اي من القدرية النفات نفاة القدر قال فالخلق عاملون بسابق علمه ونافذون لما خلقهم له من خير من خير وشر ونافذون لما خلقهم له من خير وشر قوله نافذون لما خلقهم له اي العبد منافذ اي ماض وسائر لما خلقه الله تبارك وتعالى له ان كان خلقه الله للسعادة ولعمل اهل السعادة فهو نافذ لذلك وماض اليه وان كان خلقه الله تبارك وتعالى لعمل اهل الشقاوة فهو نافذ لذلك وسائر اليه فالخلق نافذون لما خلقهم الله له من خير وشر. نافذون اي ماضون وسائرون للشيء الذي خلقهم الله تبارك وتعالى له من خير وشر. فان كانوا خلقوا للسعادة ولعمل اهل السعادة فهم ماضون لذلك وان كانوا خلقوا للشقاوة وعمل وعمل ال الشقاوة فهو فهم ماضون لذلك والصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن الاعمال التي يسير فيها الانسان. لاحظ كلام المصنف يقول والخلق ونافذون يقول ونافذون لما خلقهم له من خير وشر اي السائرون ماضون. لهذا الذي خلقوا له. الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا انعمل فيما قدر وقضي او في امر مستأنف قد جاء هذا السؤال متكررا في احاديث انعمل فيما قدر وقضي او في امر مستأنف؟ يعني هذه الاعمال التي نحن نافذون اليها وسائرون اليها. وماضون للقيام بها. هل هي امور قدرت وقضيت وكتبت علينا او ان او انه امر مستأنف يعني لم يقدر ولم يقضى ولم يكتب اي الامرين اعمالنا في اي الامرين هل هل هي في امور مقدرة او امور مستأنفة لم تقدر قال عليه الصلاة والسلام بل فيما قدر وقضي بل فيما قدر وقضي وهذا معنى قول المصنف نافذون لما خلقهم له من خير وشر لمن خلقهم له وقدره عليهم وكتبه عليهم في اللوح المحفوظ نافذون له كل ماض ونافذ وعامل بالشيء الذي كتب وقدر هنا يأتي سؤال كما يقال يطرح نفسه سؤال يطرح نفسه ولا شيء في طرح الانسان له وقد طرحه النبي وقد طرحه الصحابة على النبي عليه الصلاة والسلام سؤال يرد في الذهن فعلا عندما يسمع اننا نعمل في امر كتب وقدر يأتي سؤال فيما العمل فيما العمل؟ يعني فيما هذه المجاهدة من العبد لنفسه على الاعمال وعلى القيام بها الامر مكتوب ومقدر وكل نافذ لا لما خلق له من خير وشر. اذا فيما العمل المكتوب مكتوب وما هو كائن كائن اذا تفيم العمل هذا السؤال يطرح نفسه واجاب عنه عليه الصلاة والسلام بجواب مختصر ومواطن شاف كاف قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة ثم تلا قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وتأمل هذا الجواب تجد انه يتضمن اصلين في هذا الباب لابد منهما ليتحقق للعبد حقيقة الايمان بالقدر الاصل الاول في قوله اعملوا اعملوا امر للانسان بالعمل ومجاهدة نفسه على العمل وعلى القيام بالعمل والمراد بالعمل اي الصالح المقرب الى الله سبحانه وتعالى الذي به تنال السعادة والفلاح في الدنيا والاخرة. قال اعملوا والخطاب بالامر بالعمل لا يكون الا لمن له مشيئة لا يكون الا لمن له مشيئة وله ارادة اما الذي لا مشيئة له ولا ارادة لا يخاطب بالامر بالعمل لا يقال له اعمل ولا يقال له صلي ولا يقال له صم ولا يقال له تصدق لانه ما له مسيئة وليس له ارادة مثل الجدار والكتاب والاشياء التي لا لا سيئة لها ولا ارادة لا ليست ليس متعلقا بها الخطاب بالامر فالامر يدل على المشيئة التي في العبد ان عنده مشيئة ولهذا قيل له اعمل اعملوا والله جل وعلا ذكر في القرآن ان للعبد مشيئة لمن شاء منكم ان يستقيم لمن شاء منكم ان يستقيم العبد ومشيئه وهذه المشيئة هي مشيئة تحت مشيئة الله جل وعلا وهذا الشق الثاني او الاصل الثاني الذي دل عليه الحديث قال فكل ميسر لما خلق له. لان الامور ترجع كلها الى الى مشيئة الرب العظيم والخالق الجليل فكل ميسر لما خلق له وفي الاية قالوا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فتحصن من هذا ان السعادة في الدنيا والاخرة لا تنال الا بتحقيق هذين الامرين والقيام بهذين المطلبين مجاهدة النفس على الاعمال مع الاستعانة بالله جل وعلا ودوام سؤاله قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله. يعني لا تأتي بالحرص والمجاهدة بدون استعانة ولا ايظا تستعين بالله وتترك السبب وفعل الاسباب بل لا بد من الامرين معا تجاهد نفسك على الاستقامة وعلى الطاعة وعلى المواظبة على عبادة الله جل وعلا وفي الوقت نفسه لا تستعين بالله وتسأله العون والتوفيق والهداية والسداد ومن ينظر الى السيرة العملية لنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ولصحابته الكرام يجد هذا الامر واظحا جد واجتهاد وصبر ومصادرة ومرابطة وصرف للاوقات في طاعة الله جل وعلا وما يقرب اليه وفي الوقت نفسه ملازمة لطلب العون وطلب الهداية وطلب التوفيق تقول ام سلمة كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت له او ان القلوب لتتقلب قال ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع الرحمن فان شاء اقامه وان شاء ازاغه ومن دعائه صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيحين اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلني فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون ومن دعائه عليه الصلاة والسلام ما جاء في دعاء القنوت اللهم اهدني في من هديت اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وقني واصرف عني شر ما ما قضيت انك تقضي ولا يقضى عليك وفي خطبة الحاجة يقول عليه الصلاة والسلام من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له والنصوص في هذا المعنى كثيرة وبهذا يتبين ان الايمان بالقدر لا لا يتحقق للعبد ولا يتم الا مجاهدة النفس على بذل الاسباب في في الاعمال الصالحة وما يقرب الى الله سبحانه وتعالى مع سؤال والحاح والتجاء الى الله جل وعلا قال ونافذون لما خلقهم له من خير وشر لا يملكون لانفسهم من الطاعة نفعا ولا يجدون الى صرف المعصية عنها دفعا فالعبد لا حول له ولا قوة لا حول ولا قوة الا بالله من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فلا يملك العبد لنفسه من الطاعة نفعا ولا يجدون الى صرف المعصية عنها دفعا اذا كان الامر كذلك فما الذي على العبد ما الذي على العبد في هذا المقام ما الذي عليه في هذا المقام؟ امران واضحان الاول مجاهدة النفس على الطاعات وفعلها والبعد عن المحرمات واجتنابها وفي الوقت نفسه سؤال الله والاستعانة بالله والالتجاء الى الله سبحانه وتعالى. كان صلى الله عليه وسلم كما في حديث ام سلمة في كل مرة يخرج من بيته تقول اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي يقول اللهم اني اعوذ بك لان الامر بيده وبقدرته وبمشيئته سبحانه وتعالى العبد لا يملك لنفسه جلب نفع ولا دفع ضر الا بما شاءه الله تبارك وتعالى. اذا من الايمان بالقدر فعل الاسباب ومجاهدة النفس على فعلها مع الاستعانة التامة بالله تبارك وتعالى وسؤاله والالحاح عليه ثم قال رحمه الله خلق الخلق بمشيئته عن غير حاجة كانت به خلق الخلق بمشيئته عن غير حاجة كانت به وهنا ينبه المصنف رحمه الله ان خلق الله سبحانه وتعالى للخلق بمشيئته النافذة هو خلق لهم عن غير حاجة فالله سبحانه وتعالى غني حميد ليس محتاجا لطاعات العباد ولا محتاجا اعمال العباد ولا محتاجا الى دعوات العباد ليس محتاجا الى ذلك كله وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني. وفي الحديث نفسه يقول يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا وعلى اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ولو انه ولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا فهو سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى لا تنفعه سبحانه وتعالى طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين بل الامر كما قال سبحانه من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها. بداية الانسان هي نفسه ربحها وغنيمتها وفائدتها وعصيان الانسان وغوايته عليه هو مضرتها ووبالها واثارها في الدنيا والاخرة هي الانسان اما الرب العظيم فهو سبحانه لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين يقول جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد. وما ذلك على الله بعزيز فالله سبحانه وتعالى غني كامل الغنى من كل وجه عن العباد والعبادة فقراء الى الله من كل وجه. لا غنى لهم عنه طرفة عين ومع هذا كله فان من كمال فضل الله سبحانه وتعالى وعظيم منه انه يحب الطائعين يحب التوابين يحب المتطهرين يفرح بتوبة من تاب فرحا عظيما مع انه غني عن توبة التائب لكنه يفرح بتوبة من تاب فرحا عظيما قال عليه الصلاة والسلام لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من احدكم اظل راحلته بفلات عليها طعامه وشرابه حتى اذا ايس منها استظل تحت ظل شجرة ينتظر الموت فبين هو كذلك اذا بخطام ناقته عند رأسه فامسكه وقال من شدة فرحه اللهم انت ربي اللهم انت عبدي وانا ربك. اخطأ من شدة الفراغ فرح عظيم اليس كذلك وهذا مثال عظيم لبيان شدة فرح الانسان فيقول عليه الصلاة والسلام لله اشد فرحا بعبده بتوبة عبده اذا تاب من من هذا الشخص الذي فرح هذا الفرح العظيم بدابته في مثل هذه الحال يفرح فرحا عظيما بتوبة التائبين مع ان توبتهم لا تنفعهم ومعصيتهم لا تضرهم لو كانوا كلهم على قلب رجل واحد في التوبة والانابة لم ينفعه الله ذلك شيئا ولو كانوا كلهم على افجر قلب رجل منهم ما نقص ذلك من ملكه شيئا فهو سبحانه لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى. قال المصنف خلق الخلق بمشيئته عن غير حاجة كانت به عن غير حاجة كانت به يعني عن غير حاجة كانت بالله لا الى هذا الخلق وخلق الملائكة جميعا لطاعته وجبلهم على عبادته. ذكر هنا خلق الملائكة خلق الله تبارك وتعالى للملائكة والملائكة خلق من خلق الله سبحانه وتعالى وجند من من جنوده سبحانه اوجدهم وخلقهم لطاعته وجبلهم على هذه الطاعة ولهذا لا يوجد في الملائكة شيء يسمى معصية او عصيان او او مخالفة او عدم امتثال هذا لا يوجد لا يوجد في الملائكة الملائكة جبلوا على الطاعة فهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون كل ما يأمرهم الله تبارك وتعالى يقومون به على التمام والكمال ولا ولا وليس فيهم عصيان. لا يوجد عصيان في الملائكة لا يعصون الله ما امرهم. ويفعلون ما يؤمرون والايمان بهذا الخلق هو اصل من اصول الايمان الايمان بهذا الخلق هو اصل من اصول الايمان الستة وقد مر معنا في حديث جبريل المتقدم قال ان تؤمن بالله وملائكته فالايمان بالملائكة اصل من اصول الايمان ما هو الايمان بالملائكة الذي هو اصل من اصول الايمان هو ان نؤمن وجودهم نؤمن بوجود هذا الخلق ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من اسماء واعداد نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة من اسماء واعداد واوصاف ووظائف للملائكة وهذه اربعة اشياء انتبهوا لها فالايمان بالملائكة اسماؤهم واعدادهم واوصافهم ووظائفهم. نؤمن بهذه الاربعة اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل نؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة عن الملائكة سواء في اسماء الملائكة او اعداد الملائكة او وظائف الملائكة او اوصاف الملائكة وهذه منها اشياء جاءت مجملة ومنها اشياء جاءت مفصلة فنؤمن بذلك كله كما جاء وكما ورد في كتاب الله عز وجل اسماء الملائكة هناك اسماء تتناولهم كلهم مثل الملائكة وجند الله وما يعلم جنود ربك الا هو السفرة الكرام البررة فهذه لا تتناول الملائكة عموما ونؤمن بالاسماء التفصيلية التي وردت لاحاد وافراد من الملائكة ولم يذكر لنا الاسماء التفصيلية لكل الملائكة وانما ذكر لنا لافراد قليوم من الملائكة جبريل وميكائيل واسرافيل ومالك ورضوان ومنكر ونكير. فهذه من الاسماء التي جاءت على وجه التفصيل للملائكة فنؤمن نؤمن بان لله ملك اسمه جبريل وملك اسمه ميكائيل وملك اسمه اسرافيل وملك اسمه مالك وهكذا الايمان بالاسماء اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل والايمان بالاعداد اعداد الملائكة اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما افصل. نقول اجمالا عن عدد الملائكة انه عدد كبير جدا لا يعلمه الا الذي خلقهم واوجدهم وما يعلم جنود ربك الا هو وقد جاءت نصوص تدل على كثرة الملائكة الكاثرة قوله عليه الصلاة والسلام اطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع شبر الا وفيه ملك ساجد لله وقوله عليه الصلاة والسلام رفع الي البيت المعمور فقلت ما هذا؟ قال البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون هذا يدلنا على الاعداد الظخمة والكبيرة لهذا الجند كذلك نؤمن باوصاف الملائكة اجمالا الملائكة كلهم خلقوا من نور كما اخبر بذلك عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح وولهم اجنحة ويتفاوتون في اعداد هذه الاجنحة جاء الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع في الخلق ما يشاء يقول عليه الصلاة والسلام رأيت جبريل وقد سد الافق وله ست مئة جناح فنؤمن بهذا ونؤمن بالتفصيل الذي ورد في اوصاف بعض الملائكة مثل الصفة التي مرت معنا الان في رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لجبريل وعدد اجنحته وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذن لي ان احدثكم عن احد الملائكة وهو من حملة العرش ما بين شحمة اذنه وعاتقه تخفق فيه الطير سبعمائة سنة. والحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نؤمن بهذه الصفة على هذا الوجه المفصل الذي جاء في سنة النبي عليه الصلاة والسلام ما بين شحمة الاذن الى العاتق شحمة الاذن بالنسبة لنا هذه. والعاتق هذا هذه المسافة عندنا ما تكفي لان يقف الطير مجرد وقوف ربما ما تكفي اذا خاصة اذا كان كبير الحجم ما تكفي لان يقف يقول عليه الصلاة والسلام ما بين شحمة اذنه الى عاتقه تخفق فيه الطير سبع مئة سنة. بمعنى لو انه طار طير من عاتقه يحتاج الى سبع مئة سنة طيران حتى يصل الى شحمة الاذن فنحن نؤمن بهذا الوصف وهذا الخلق العظيم. الدال على كمال الخالق وهو من حملة العرش. من حملة عرش الرحمن ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية فنحن نؤمن بهذا الوصف ونؤمن بكل وصف ورد للملائكة ومن ايماننا باوصافه الملائكة ايماننا ما اعطاهم الله سبحانه وتعالى من القدرة على التشكل جبريل كان يأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام بصورة اعرابي اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد في تمام الحديث قال عليه الصلاة والسلام هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم فاعطاهم الله عز وجل هذه القدرة فتمثل لها بشرا سويا يعني جاه على صورة بشر هذا الخلق العظيم الذي رآه النبي عليه الصلاة والسلام وله ست مئة جناح وقد سد الافق من كبر خلقه يجعله الله سبحانه وتعالى يكون بهذا الخلق الصغير. الذي هو خلق الانسان ويكون على هيئة اعرابي فهذا ايضا من اوصاف الملائكة التي نؤمن بها ونؤمن بان الله عز وجل آآ اقدرهم على على ذلك ثم نؤمن بوظائف الملائكة وهو الامر الرابع وظائف الملائكة وعموما نقول في وظائف الملائكة ان الملائكة ان الملائكة جند لله عاملون بامره لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وانهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون. مستمرون بالتسبيح مداومون على الطاعة. قائمون بامر الله لا يعصون الله تبارك وتعالى ما امرهم نؤمن بذلك ونؤمن بالوظائف التفصيلية التي جاءت للملائكة وهي كثيرة جدا في القرآن والسنة منهم الذي وكل اليه حمل العرش منهم الملائكة الحاكون حول العرش منهم الملائكة الموكلون بقبض الارواح الملائكة الموكلون بالسحاب الملائكة الموكلون بكتابة اعمال ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد قل يتوفاكم ملك الموت له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة وملائكة بالنهار الى غير ذلك من الاحاديث التي فيها ذكر وظائف واعمال الملائكة فكل وظيفة وكل عمل جاء ذكره في الكتاب والسنة للملائكة نؤمن به كما جاء وكما ورد ولما ذكر المصنف رحمه الله هنا هذا الاصل من اصول الايمان الايمان بالملائكة اشار الى بعض وظائف الملائكة وبعض اعمالهم وهنا اريد الفت انتباهكم الى فائدة نبهت عليها في في مطلع او في بداية شرح هذا المتن الا وهي ان المتون المختصرة التي كتبها اهل العلم في العقيدة لا تحتمل البسط لا تحتمل البسط فجرت العادة من اهل العلم في مثل هذه المختصرات والمؤلفات المختصرة في العقيدة جرت عادة اهل العلم الاشارة الى بعض الامور التي ترشد الى بقية الامور فيشير الى الى مثلا الى الى الاصول وبعض ما يتعلق بهذه الاصول من التفصيل تنبيها بما ذكر على ما لم يذكر ان ينبه بما ذكر على الاشياء التي لم يذكرها وكانه يقول لك هذا هو الايمان بالملائكة وهذه بعض التفاصيل الواردة وكل ما ورد من هذا القبيل تؤمن به لان الباب واحد فما ذكر فيه تنبيه لما لم يذكر ذكر هنا ما يحتمله هذا المختصر فاشار الى بعض اعمال الملائكة قال فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون. قال تعالى ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قوله بقدرته في التنبيه عن على غنى الله سبحانه وتعالى عن العرش وعن حملة العرش في غنى الله سبحانه وتعالى عن العرش وعن حملة العرش فالعرش وحملته وما دون العرش كل ذلك فهو ممسك بقدرة الله قائم بقدرة الله ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا. فهذه الكائنات وهذه المخلوقات كلها قائمة بقدرة الله. جل وعلا وهو سبحانه غني عن العرش وعن حملة العرش وعن ما دونهم من المخلوقات غني عن ذلك كله وغناه سبحانه وتعالى عن خلقه غنى ذاتي من كل وجه وفقرهم اليه سبحانه وتعالى فقر ذاتي فقراء اليهم من كل وجه. لا غنى لهم عنه تبارك وتعالى طرفة عين قال فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون ومن الادلة على ذلك قوله ايضا سبحانه وتعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذي امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ولاحظ هذه الدعوات المستمرة المستديمة من حملة العرش لاهل الايمان وبهذه الاية استدل الشيخ الشنقيطي رحمه الله في تفسيره على قوة رابطة الايمان وانها اقوى الروابط ان رابطة الايمان اقوى الروابط قال جنس الملائكة جنس مختلف عن البشر جنس اخر الملائكة مخلوقة من نور والبشر مخلوقون من تراب لكن لما كانت هذه الرابطة التي اقوى الروابط موجودة رابطة الايمان كانت هذه الدعوات من الملائكة مستمرة مستديمة ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. دعوات مستمرة لاهل الايمان الذين يحملون العرش ومن حوله تسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا لاحظ يؤمنون ويستغفرون للذين امنوا فالرابطة بين الملائكة وبين البشر هي رابطة الايمان فهذا فيه دلالة على ان رابطة الايمان هي اوثق الروابط واقوى الصلات قال فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون وهنا ايضا فيه الايمان بالعرش عرش الرحمن الذي استوى عليه الرب جل وعلا وان العرش مخلوق موجود وكبير وواسع وله حملة من الملائكة يحملونه وجاء ايضا في السنة ان له قوائم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فاذا انا بموسى اخذ بقائمة من قوائم العرش من قوائم العرش فالعرش له قوائم وله وله حملة فنحن نؤمن بالعرش ونؤمن بكل صفاته التي ورد ذكرها في كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه قال وطائفة منهم حول عرشه يسبحون حول عرشه يسبحون ودل على على على هذا الاية الكريمة دل على هذا الاية الكريمة قال الذين يحملون العرش ومن حوله الذين يحملون العرش ومن حوله وجاء ذكرى هؤلاء الحافين من دون ذكر الحملة في قوله سبحانه وتعالى وترى الملائكة حافين من حول العرش ولعلكم لاحظتم الايات التي ذكرتها اية منها فيها ذكر للحملة والحافين معا بحملة العرش والحافين من حوله. وهي قوله سبحانه وتعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم والاية الثانية فيها ذكر الحملة فقط ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية والاية الثالثة فيها ذكر الحافين من حول العرش وترى الملائكة حافين من حول العرش قال وطائفة منهم حول عرشه يسبحون وهذا في الايتين الاية التي فيها الحملة والحافيين والاية التي فيها الحافيين من حول العرش كل كل من الايتين ذكر فيها التسبيح يسبحون وما يسبحون اي يقولون سبحان الله وبحمده تسبحون بحمد ربهم وقول سبحان الله وبحمده هذه فيها تنزيه الله عن النقائص والعيوب وعن ما لا يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى والحمد فيه اثبات الكمال لله سبحانه سبحان الله وبحمده ولهذا خذوها فائدة توحيد الاسماء والصفات قائم على سبحان الله وبحمده توحيد الاسماء والصفات قائم على سبحان الله وبحمده. لان توحيد الاسماء والصفات يتناول ايش امرين التنزيه والاثبات تنزيه الله عما لا يليق به وهذا في التسبيح واثبات الكمال لله سبحانه وتعالى وهذا في الحمد وقد عرفنا ان الحمد هو الثناء على الله سبحانه وتعالى بكماله يحمد على اسمائه وصفاته ويحمد على نعمه وعطاياه وهباته قال يسبحون واخرون بحمده يقدسون واخرون بحمده يقدسون وهذا وصف للملائكة عموما كما مر معنا في في قوله سبحانه وتعالى يسبحون الليل والنهار لا يفترون يعني لا يحصل لهم فتور او تعب او او ارتخاء بل هم مستمرون مستديمون على على ذلك الليل والنهار واخرون بحمده يقدسون والتقديس هو التنزيه ومعنى بحمده يقدسون اي يقولون سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده اي يحمدون الله ويقدسون اي ينزهونه. بتسبيحه لان التسبيح هو التنزيه تنزيه الله عما لا يليق به من النقائص والعيوب وتنزيهه كذلك وتنزيهه كذلك عن مماثلة المخلوقات ولهذا ايضا تنبهوا التنزيه لله يتناول امرين يتناول التنزيه عن النقائص والعيوب ويتناول التنزيه عن المماثلة مماثلة المخلوقات فالله منزه عن هذا وعن هذا قال واخرون بحمده يقدسون واصطفى منهم رسلا الى رسله واصطفى منهم رسلا الى رسله اصطفى اي اجتبى واختار والله تبارك وتعالى يقول الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. يصطفي ان يختار والله سبحانه وتعالى له هذا الخلق يصطفي منه ما شاء. بالاشخاص من الاوقات من الامكنة يصطفي ما شاء اصطفى من الاوقات رمظان واصطفى من رمظان ليلة القدر وخصها بمزيد الفضل اصطفى من من الناس الرسل واصطفى من الرسل والعزم واصطفى من اولي العزم رسول الله صلى الله عليه وسلم واصطفى من الملائكة رسل اختار من من الملائكة رسلا الى الرسل رسلا الى الرسل يعني رسلا منه سبحانه وتعالى الى رسله من البشر المأمورين بالبلاغ بلاغ الدين للناس وانظر الى حكمة الله سبحانه وتعالى في هذا الخلق وايجاده للناس وامرهم بالعبادة لما خلقهم للعبادة واوجدهم لها سبحانه فاقتضت حكمة الا ينزل على كل واحد منهم ماذا وحيا وانما خص بالوحي صفوة من البشر. ينزل عليهم وحيه بواسطة الملائكة. ثم يبلغون الناس هذا الوحي وما على الرسول الا البلاغ وهؤلاء الرسل من البشر يصلهم وحي الله بواسطة الملائكة. الذين هم رسل لله سبحانه وتعالى يبلغون وحيه الى الى الرسل من البشر ولهذا قال الله تبارك وتعالى في القرآن وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. الروحي جبريل وهو جبريل هو صفوة الملائكة الذي اختاره الله سبحانه وتعالى هذه المهمة العظيمة والامر الجليل الا وهو ايصال وحي الله الى رسله اذا الرسل اه نوعان رسل ملكي ورسل بشري ومهمة الرسول الملكي ايصال وحي الله تبارك وتعالى الى الرسول البشري ثم الرسول البشري مهمته البلاغ يبلغ ما انزل اليه يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وما على الرسول الا البلاغ. فيبلغ ما ارسل اه به وما انزل عليه قال واصطفى منهم رسلا الى رسله يقال ان تسمية الملائكة بهذا الاسم من الالوكة وهي الرسالة من الالوكة وهي الرسالة يقولون الكني فلان اي ارسلني والالوكة هي الرسالة ولهذا يقال انهم سموا ملائكة من هذا والله سبحانه وتعالى وصف الملائكة كلهم بانهم رسل قال جاعل الملائكة رسلا جاء الملائكة رسلا لكن كلام المصنف هنا مختصا بماذا بنوع من الرسالة التي يؤمر بها الملائكة وهي رسالة ابلاغ اه وحي الله تبارك وتعالى الى الرسل من البشر قال واصطفى منهم رسلا الى رسله وبعض مدبرون لامره وبعضهم مدبرون لامره اي امر الله سبحانه وتعالى اه والمراد بالامر هنا اي المأمور المراد بالامر اي المأمور مدبرون لامره مثل اه قبض روح مثل انزال مطر آآ مثل كتابة اعمال العباد الى غير ذلك من الاعمال التي يقوم بها الملائكة تنفيذا امره سبحانه وتعالى. قال بعضهم وبعضهم مدبرون لامره وبعضهم مدبرون لامره وهنا قاعدة ذكرها اهل العلم في المصدر المضاف الى الله سبحانه وتعالى تارة يراد به اذا اطلق يراد به الصفة وتارة يراد به اثرها. ففي الامر على سبيل المثال ومصدر مضاف الى الله في قوله تعالى الا له الخلق والامر. الامر هنا ماذا طبة لله تبارك وتعالى كما هو واضح في دلالة الصيام وفي قوله جل وعلا في اول سورة النحل اتى امر الله فلا تستعجلوا ما المراد بالامر اهو الصفة ام اثروها اذا تأملت السياق واضح ان المراد اثر الصفة فتارة الامر او نعم تارة او المصدر اذا اطلق تارة به الصفة وتارة يراد به اثرها وهذا معرفته تكون من خلال السياق الذي ورد فيه انهى هنا المصنف رحمه الله كلامه على خلق الملائكة ولعلنا لاحظنا انه جعل الحديث في جملته حديثة عن الايمان بالقدر اي من ضمن ما قدره الله واوجده سبحانه وتعالى وخلق بمشيئته ايجاد هذا الخلق آآ العظيم الذي هو آآ الملائكة ثم بعد ذلك انتقل الى الكلام على خلق ادم وذريته فقال ثم خلق ادم بيده واسكنه جنته ثم خلق ادم بيده واسكنه جنته قوله خلق ادم بيده هذا ذكر ما خص الله تبارك وتعالى به ادم وما شرفه به انه تبارك وتعالى خلقه بيده ولهذا قال الله تبارك وتعالى في القرآن آآ ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه اي اي ادم قال الله اي لابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي اي ادم الذي شرفته بان ان خلقته بيدي واهل البدع يؤولون اليدين بالقدرة يؤولون اليدين بالقدرة وفي انتقاد اهل العلم لهم وابطالهم لمقولتهم من وجوه كثيرة ذكروا من ضمنها ان قولكم اليد القدرة فيه جحد لفضيلة ابيكم ادم ومن شرفه الله سبحانه وتعالى به اذا كان المراد باليد القدرة فالخلق كلهم مخلوقون بقدرته. فما هي فضيلة ادم التي خص الله ادم بها وشرفه بها من بين الخلق قال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي؟ فالذي يقول اليد القدرة من ضمن المفاسد والاثار السيئة المترتبة على تأويل الفاسد انه جحد فضيلة ابيه ادم وما شرف به وما شرف الله تبارك وتعالى به ابيه اباه ادم شرفه بان خلقه بيده فاذا قيل اليد القدرة الخلق كلهم مخلوقون قدرة الله سبحانه وتعالى قال ثم خلق ادم بيده واسكنه جنته اسكنه جنته يدخله الجنة خلقه بيده واسكنه الجنة ودخل ادم الجنة دخل الجنة والجنة التي سيدخلها الناس يوم القيامة هي منازلهم الاولى التي كانوا فيها ووخرجوا منها بسبب الذنب الذي وقع فيه ادم كما قال ابن القيم منازلنا الاولى وفيها المخيم وهي المنازل الاولى وسيرجع اهل الايمان اليها فاسكنهم اسكنه جنته ان يدخله آآ الجنة وقبل ذلك للارظ خلقه. وذكر هنا هذا الكلام لان كل السياق جاء في ظمن حديث المصنف رحمة الله عليه عن الايمان بالقدر عن الايمان بالقدر ان الناس ماضون فيما خلقوا له ووجدوا له قال وقبل ذلك للارض خلقه يعني ادخله الجنة وقبل ذلك يعني في الازل للارض خلقه يعني خلقه ليهبط للارض وينزل للارض ويفعل السبب الذي يكون آآ موجبا نزوله وهبوطه الى الارض فهو سبحانه وتعالى للارض خلقه. اذا خروج ادم ما ما من الذرية من الجنة ووقوعه في الذنب الذي وقع فيه هذا بقدر هذا امر بقدر وامر كتبه الله سبحانه وتعالى على ادم وقدره عليه وسيأتي معنا الاشارة الى محاجة ادم وموسى في هذا الباب وما فيها من من الفائدة عليهما الصلاة والسلام قال وقبل ذلك للارض خلقه وقبل ذلك للارض خلقه ونهاه عن شجرة قد نفذ قظاؤه عليه باكلها. ولاحظ الكلام الدقيق والعبارات الموزونة قال ونهاه عن شجرة قد نفذ قظاؤه عليه باكلها نهاه عن شجرة اي عن قربانها والاكل منها نهاه ان يأكل من من الشجرة شجرة معينة في الجنة اه مخصوصة نهاه الله تبارك وتعالى عن قربانها والاكل منها وقد نفذ قظاؤه اي في الازل اه عليه باكلها بان ان يأكل من هذه الشجرة وان يكون اكله اه منها معصية يكون بسببها هبوطه الى الارض ثم ابتلاه بما نهاه عنه منها ابتلى الله سبحانه وتعالى ادم لحكمة ابتلاه ان يأكل من من هذه الشجرة ثم سلط عليه عدوه فاغواه عليها. عدوه الشيطان سلطه عليه وكل هذا بقدر ولهذا لا لم يزل الشيطان بادم في اغوائه واغراءه والمحاولات المتكررة معه واقسم لهما بالله انه ناصح وقاسمهما اني لك ما لمن الناصحين. فدلاهما بغرور قال الا ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ولاحظ طريقة الشيطان في الاحتيال اه هي نفسها متكررة على على الذرية والمدخل واحد اه بالاماني بالاطماع بالامال بالاغراء الا ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى والله اني ناصح لك هذي طريقته فلم يزل بالابوين فدلاهما بغرور فالذي حصل ان ادم ذاق اه الشجرة واكل منها فوقع في المعصية ومعصية ادم هي فعل امر نهاه الله عنه. فعل لامر او فعل لشيء نهاه الله عنه ومعصية ابليس معصية استكبار عدم فعل لشيء امره الله به. امره بالسجود فامتنع. تعاليا وتكبرا وادم معصيته هي ارتكابه لشيء نهاه الله عنه ليس على وجه التكبر والاستعلاء وانما غلبته نفسه وحصل لها ضعف في وقت من الاوقات فغلبته نفسه فوقع ولهذا سرعان ما ندم وتاب فتاب الله عليه. فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه قال ثم سلط عليه عدوه فاغواه عليها. يعني اغواه على الاكل من هذه الشجرة وجعل اكله لها الى الارض سببا. وجعل اكله لها الى الارض سببا يعني جعل اكل ادم لا من من هذه الشجرة سببا الى الارض الى الهبوط الى الارض. ولهذا جاء الا الامر بالهبوط الى الارض على اثر اكلهما من الشجرة. قال اهبطا منها جميعا اي من من الجنة فهذا الاهباط من الجنة جاء على اثر اكل ادم من الشجرة فجاء الامر بالهبوط الى الارض وجعل اكله لها الى الارض سببا كما وجد الى ترك اكلها سبيلا ولا عنه لها مذهبا. ان امر قدر وقضي وكتب على ادم فلم يكن له سبيل عنه فوقع ونفذ الامر الذي قدر فحصل من ادم ان ان اكل الشجرة ان اكل من الشجرة في محاجة ادم وموسى قال قال موسى عليه السلام لادم فاهبطنا وذرياتنا وذريتك من من الجنة قال اتلومني على شيء كتبه الله عليه قبل ان اخلق باربعين سنة قبل ان اخلق باربعين سنة اتلومني على شيء كتبه الله عليه قبل ان يخلق باربعين سنة وهذا التقدير هنا هو تقدير داخل في التقدير العام الذي هو قبل خلق السماوات بخمسين الف سنة لان التقدير هناك تقدير عام. وما كتب في اللوح المحفوظ وهناك تقدير خاص يتعلق بكل انسان فالتقدير الخاص بادم قبل خلقه باربعين سنة ولهذا هو تقدير من بعد تقدير يعني تقدير خاص من بعد التقدير العام وكل انسان ايضا له تقدير خاص متى يكون متى يكون؟ ويسميه العلماء التقدير العمري وهو في بطن امه كما جاء في حديث ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع احدكم خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك فيؤمر بكتب اربع كلمات كسب رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد قال ثم خلق للجنة من ذريته اهلا فهم باعمالها بمشيئته عاملون وبقدرته وبارادته ينفذون وخلق من ذريته للنار اهلا فخلق لهم اعينا لا يبصرون بها واذانا لا يسمعون بها وقلوبا لا يفقهون بها فهم بذلك عن الهدى محجوبون وباعمال اهل النار بسابق قدره يعملون ذكر هنا الفريقين اهل الجنة واهل النار وان الله سبحانه وتعالى خلق من ذريتي ادم اهلا للجنة ووخلق من ذريته اهلا للنار وقد جاء في هذا المعنى نصوص واحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قبض قبضة من ذرية ادم وقال هؤلاء في الجنة وقبضة من ذريته فقال هؤلاء في النار فخلق الله من ذريته للجنة اهل وخلق من ذريته للنار اهل اهل الجنة من ذريته يقول عنهم آآ المصنف فهم باعمالها بمشيئته عاملون باعمالها اي اعمال اهل الجنة التي هي الصلاح والاستقامة والصلاة والعبادة والطاعة والمواظبة على الخير والبعد عن الحرام فهم باعمالها بمشيئته عاملون باعمالها اي اعمال اهل الجنة وهذا فيه ان الجنة دخولها له اعمال يقوم بها العدل بمشيئة الله قال تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا فهم باعمالها اعمال الجنة بمشيئته عاملون يعني قائمون بالاعمال التي اعمالها الجنة بمشيئة الله سبحانه وتعالى وهذا فيه ان اه اعمال اهل الايمان التي يصلون بها الى جنة الرحمن لا تكون منهم الا او لم تكن منهم الا بمشيئة لله سبحانه وتعالى وبقدرته وبارادته ينفذون اي هؤلاء اهل الجنة ينفذون بقدرة الله وبارادة الله يعني بما قدره الله وبما اراده سبحانه وتعالى والمراد بالارادة هنا الارادة الكونية القدرية لان الارادة تطلق تارة ويراد بها الارادة الكونية القدرية وتارة يراد بها الارادة الشرعية الدينية قال وخلق من ذريته للنار اهلا وخلق من ذريته اي من ذرية ادم للنار اهلا اي اهل للنار ما ما صفتهم؟ قال فخلق لهم اعين اعينا لا يبصرون بها واذانا لا يسمعون بها وقلوبا لا يفقهون بها كما وصفهم الله تبارك وتعالى بذلك في القرآن فهذه صفة اهل اهل النار لهم اعين لكن لا يفطرون بها ولهم اذان ولكن لا يسمعون بها يعني لا لا يسمعون بها الحق والهدى. ولا تقبل على على سماعه بل تعرض عنه ولهم قلوب لا لا يفقهون بها. قلوب غلف ما تقبل على الخير بل هي معرظة عنه انهم الا كالانعام بل هم اضل فهم بذلك عن الهدى محجوبون اي حجبهم الله عن عن الهدى فهم عن عن الهدى محجوبون وباعمال اهل النار بسابق قدره يعملون. يعني بسابق ما ما قدره تبارك وتعالى يعملون هذه هذه الخلاصة البديعة اه هي كلمات دقيقة جدا ومحررة من من المصنف رحمه الله كتبها بدقة وباتقان في في هذا الباب الدقيق الخطير الذي هو موضوع الايمان بالقدر واشير هنا الى ان المصنف رحمه الله دقيق جدا فيما يحرر في في في تصانيفه وبعض مصنفاته تبقى معه سنوات طويلة مثل ما حصل منه في مختصر آآ المختصر في الفقه امضى فيه سنوات ومر معنا انه كتب ثلاث مرات يعني يدقق ويحرر العبارة باتقان وفعل لما تقرأ هذا التحرير البديع لكلامه هنا تجد كلام يعني محرم بدقة وكلمات يعني جزلة واضحة في بيان هذا الامر العظيم والمقام الخطير مقام الامام بالقدر واختم هنا بالاشارة الى ان الكلام في القدر الكلام في القدر والدخول في مسائله ينبغي ان يكون دخولا بعلم وبفهم لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يتكلم في هذا الباب الا في حدود الادلة وحدود ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والا نحن مأمورون بالامساك عن الخوظ في هذا الباب قد جاء في وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا ذكر القدر فامسكوا اذا ذكر القدر فامسكه يعني اياكم ان تتكلموا في هذا الباب اذا ذكر القدر فامسكوا وليس المراد بالامساك هنا اي الامساك عن الخوب في في امور القدر على ضوء الايات والاحاديث لاننا نحن مأمورون بفهم القرآن وفهم السنة ومن ذلكم ما جاء في القرآن والسنة فيما يتعلق بالقدر فنحن مأمورون بفهم ذلك فهم ما جاء في القرآن والسنة في امور الايمان عموما وايضا فيما يتعلق بامر الايمان بالقدر. نحن مأمورون بهذا الفهم فالكلام عن القدر في حدود الايات والاحاديث هذا امر مطلوب ولا يؤمر العبد الامساك عنه لكن الخوف في القدر بالعقل المجرد او ايظا محاولة اقحام العقل القاصر بفهم سر القدر قد جاء في بعض الاثار القدر سر الله القدر سر الله فالدخول اقحام العقل في القدر الذي هو سر الله ومحاولة يعني اه معرفة هذا السر او او كشفه او نحو ذلك فهذا اقحام للعقل فيما لا سبيل له اليه فهذا مما يؤمر ايضا العبد بالامساك عنه وايضا مما يؤمر العبد بالامساك عنه فيما يتعلق بالقدر الاسئلة الاعتراظية التي تأتي آآ من بعض الناس على اقدار الله سبحانه وتعالى بان يقول قائل لما خلق الله كذا ولما لم يخلق كذا؟ او نحو ذلك من السؤالات التي يحرم ان ان ان يأتي او يقولها العبد والله تعالى يقول في القرآن لا يسأل عما يفعل وهم يسألون الله سبحانه وتعالى لا يسأل عن افعاله فاقحام العبد نفسه بمثل هذه الاسئلة الاعتراظية لما فعل الله كذا ولما لم يفعل كذا او نحو ذلك هذي اسئلة باطلة وهي خوض في القدر بما يؤمر العبد بالامساك عن الخوض فيه وهو سؤال باطل لما ولما وكان السلف رحمهم الله يسمون هذا الصنف اللمية يسمونهم النية كما انهم يسمون من يسأل عن كيفية صفات الله المكيفة ولهذا قال اهل العلم لا يقال عن صفاته كيف ولا يقال عن افعاله لم؟ لا يقال في في صفاته كيف؟ ولا يقال في افعاله لما؟ لما فعل الله؟ ولما لم يفعل الله هذا سؤال باطن وادخال العبد نفسه فيما لا يعنيه ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه والذي يعني العبد في هذا الباب ان يسأل عما خلق هو له من عبادة الله. ولهذا قال بعض العلماء كلمة جميلة قال لا تقل لما فعل الله ولكن قل بما امر الله لا تقل لما فعل الله ولكن قل بما امر الله. لما تقول بما امر الله هذا السؤال يعنيك ان ان تبحث عنه بما امر الله بما امر الله. يعني بماذا امر ان الله فهذا سؤال يعنيك ان تبحثه فتجد بعض الناس لا يسأل عما يعنيه ويسأل عما عما لا يعنيه ثم بعد ذلك انتقل المصنف رحمه الله للكلام على اه الايمان وآآ نقف هنا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد الله اليكم واثابكم الله ونفعنا بعلمكم. هذا سائل يقول لماذا خص ابن عباس رضي الله عنهما الايمان بالقدر؟ من بين اركان الايمان الستة بانه نظام التوحيد آآ ابن عباس رضي الله عنهما ذكر الايمان بالقدر على انه نظام التوحيد لان لعل الموضوع الذي كان اه يعني جاء سياق كلام ابن عباس لاجله مقام بيان الايمان بالقدر ولا يعني ان ان القدر وحده نظام التوحيد التوحيد ينتظم بامور الايمان كلها ينتظم بامور الايمان كلها ومر معنا في احائية ابن ابي داود قال اه وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين قوله ان القدر دعامة عقد الدين لا يعني انه يرى ان القدر وحده هو الدعامة ولا يقال لماذا لم يذكر بقية الاصول؟ لان المقام هنا الذي هو يتحدث عنه مقام بيان اهمية الايمان بالقدر ومكانة الايمان به ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر نظام التوحيد وهذا قول صحيح وواضح لان التوحيد لا ينتظم الا بالايمان بالقدر ومما يوضح لكم ذلك ما اشرت اليه في الدرس من قول الامام احمد رحمه الله انه قال القدر قدرة الله فالذي لا يؤمن بالقدر الذي لا يؤمن بقدرة الله اين توحيده الذي لا يؤمن بقدرة الله اين توحيده؟ نعم احسن الله اليكم هذا السؤال تكرر عدة مرات يقول ما الفرق بين القضاء والقدر؟ وهل ورد لفظ القضاء في نص شرعي القضاء والقدر كل منهما ورد في اه في النصوص ورد القضاء في القرآن وايضا ورد القدر ثلث القرآن قال الله سبحانه وتعالى فقضاهن سبع سماوات وقال الله وكان امر الله قدرا مقدورا. فالقظاء والقدر آآ كل منهما وارد يعني هذا اللفظ كل منهما وارد في القرآن والسنة واهل العلم يقولون عن القضاء والقدر ان هذان اللفظان يعدان من الالفاظ التي يقال فيها اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت فاذا اجتمعت اي في الذكر ذكرت معا آآ ذكرت معا في في نص واحد فانها تفترق في المعنى يصبح للقضاء معنى خاص وللقدر معنى خاص واذا افترقت يعني ذكر آآ كل واحد منهما مفترقا عن الاخر اجتمعت يعني صار آآ شاملا معنيين فاذا القدر اذا ذكر وحده يتناول المعنيين في القضاء والقدر وايضا القضاء نفس الشيء اذا ذكر وحده يتناول المعنيين واذا ذكر آآ واذا ذكر معا بموضع واحد اصبح للقدر معنى يخصه وهو القضاء معنى يخصه واهل العلم في التفريق بين القضاء والقدر عندما يذكران معا منهم من قال القدر فهو التقدير السابق وما قدره الله سبحانه وتعالى وكتبه آآ ابرمه جل وعلا والقضاء هو تنفيذ هذا آآ الذي قدر وعلى هذا يكون القدر سابق للقضاء يعني يقدر ثم يقضي ومن اهل العلم من قال العكس وعلى كل حال يعني هاتان الكلمتان القضاء والقدر القضاء والقدر آآ عند الافراد كل منهما يتناول اه معنى الاخر واذا ذكر معا فلكل منهما معنى يخصه وفي كتاب الدرر السنية اه فتوى للشيخ عبد اللطيف ابن حسن او عبد اللطيف ابن بطين لا اذكر الان في الفرق بين القضاء والقدر فتوى جيدة في ثلاث صفحات او اربع الفرق بين القظاء والقدر نعم احسن الله اليكم. هذا سائل يقول ما توجيه الاية واتبعوا واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. على اساس انهما ملكان فكيف يعصيني الله واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت. يعني هذا موضع الشاهد للسؤال يعني الاخ السائل لم يذكر الشاهد من الاية لسؤاله. الشاهد لسؤاله ذكر الملكين. وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ويقال هنا ان ان هذين الملكين آآ امرهما الله سبحانه وتعالى بذلك امرهما بذلك ووجع لهما اه فتنة وهو ابتلاء للخلق ووهما قائمون بامر الله وبما امرهما لان الله سبحانه وتعالى انزلهما فتنة وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة. فلا تكفر نعم احسن الله اليكم هذا السؤال من الشبكة يقول هل اذا قلت اللهم قني شر ما قضيت؟ هل هذا يعني ما قظاه الله في الازل سؤال العبد ان ان يقيه شر ما قظى آآ اي ما اه قدره على على العبد وما قضاه الله سبحانه وتعالى فالازل كائن والذي يحدث فيه التغيير والتبديل هو ما في ايدي اه الملائكة كما قال الله سبحانه وتعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب وقني شر ما ما قضيت انك تقضي ولا يقضى عليك انه لا يعز من عاديت هو توجه الى الله بالسؤال ان يقيه شر ما قضى بان يكون العبد على السلامة وعلى الاستقامة وعلى الوقاية من الضلال فهو من جملة الدعوات التي اه بهذا المعنى كسؤال الله الهداية وسؤاله التوفيق وسؤاله الوقاية من الضلال قوله قني شر ما قضيت مثل فقوله في الدعاء ان تضلني وقوله اللهم اهدني نعم احسن الله اليكم وهذا ايظا سائل يقول ورد حديث خلق الله ادم على صورته فما صحة هذا الحديث؟ وما معناه؟ جزاكم الله خيرا خلق الله ان الله خلق ادم على صورته في الصحيحين وحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وايضا معناه واضح وظاهر ان الله خلق ادم على صورته وجاء في في حديث اخر ثابت ان الله خلق ادم على صورة الرحمن ومعنى هذا ان الله خلق ادم يعني على صورته له وجه وله عين وله آآ له وله سمع خلقه على صورته ولا يلزم من هذا ان يكون ان تكون الصورة كالصورة والوجه كالوجه لا يلزم ذلك وهذا له نظائر في السنة له نظائر كثيرة في السنة تبين انه لا يلزم من ذلك التشبيه ومن من مما جاء في السنة مما يبين ذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة قال قال يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ما احد يقول ان انه انهم يتحولون في صورتهم الى صورة مطابقة للقمر من كل وجه في استدارته وفي آآ صفته وفي آآ آآ اه هيئته ليس هذا المراد ان الله خلق ادم قوله تدخلون الجنة على على صورة القمر يعني في البهاء والحسن والجمال وهذا كلام واضح المعنى فقوله ان الله خلق ادم على صورته اي خلقه له وجه وله عين وله سمع ولا يلزم من ذلك ان تكون الصورة كالصورة والوجه كالوجه قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير احسن الله اليكم لعلنا نكتفي بهذا السؤال. يقول السائل هل يجب على العوام تعلم مراتب القدر الاربع؟ ام يكفي في حقهم الايمان بان كل شيء قدر مراتب القدر الاربع لا ليكون الايمان الا بها وعندما يقال ان ان العبد يؤمن لا يعني هذا انه يحفظ هذه المراتب ويعددها باصابع يده الاولى الثانية ولكن يكفي ان يكون مؤمن بان الله سبحانه وتعالى عليم بكل شيء وان الله كتب اللوح المحفوظ ما هو كائن وان الامور بمشيئته سبحانه وتعالى الخالق لكل شيء فهذه الامور قد توجد في العامي ولكن لا يحسن عدها ولو كتلة عدد لمراتب القدر ما يعرف يعددها لكنها موجودة عنده ومؤمن بها وحصل المقصود هو مؤمن بعلم الله ومؤمن ان الامور مكتوبة ومؤمن بان الامور قدر الله ومشيئته وان الله الخالق كلها هذه مؤمن بها ولو جئت له وقلت له القدر له مراتب اربعة لا يصح الايمان الا بها عد هذه المراتب قلت ما اعرفها وربما يقول لك ما ما سمعت بها لكنها هي عنده ويعرفها وتعلمها من القرآن ولهذا العلماء لما يعددون مثل هذه الطريقة المراد بها مزيد التفهيم والايضاح وهو البيان والا اذا حصل المقصود حتى لو ما عدا الانسان بيده وقال اولا كذا ثانيا كذا ثالثا كذا رابعا كذا لو ما حصل هذا وقد يعدها الانسان بيده مثل السهم في الدقة ويكون مخل بها وقد لا يحسن بعض الناس آآ هذا العد ويكون متحققة فيه متحققة فيه وبمناسبة هذا السؤال مراتب القدر انا اعددتها واذكر احد العلماء جمعها في بيت واحد يعني كل هذه المراتب فقال علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين