والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فانك اذا عرفت ان الانسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد طولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل. وقد يقولها وهو يضل وهو يظن انها تقربه الى الله. كما قل المشركون في هذا المقطع يبين شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ان الكفر يتعلق بالاقوال كما يتعلق بالافعال كما يتعلق بالاعتقاد. والكفر اصله من التغطية والستر اصله من التغطية والستر. وسمي كفرا لان الكافر ايمانه واسلامه بما ارتكبه من ناقض من نواقضه فيخرجه من دائرة الاسلام. هذا هو الكفر والكفر عند اهل السنة يتعلق بالقلب ويتعلق باللسان ويتعلق بالجوارح ان المسلم قد يكفر بقول بكلمة يقولها وقد يكفر بفعلة يفعلها وقد يكفر باعتقاد يعتقده واما غير اهل السنة فيقصرون الكفر على القلب. يقصرون الكفر على القلب انا على تكذيبه واما على جحوده. واما الاقوال والافعال فلا تكون كفرا بذاتها. وهذا القول هو قول الجهلية وهو خلاف لقول الله عز وجل ولقول رسوله صلى الله عليه وسلم فربنا سبحانه وتعالى ذكر عن الجلاس ابن سويد في قوله بلى قد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم قال مقولة كفر بها وهي قوله ان كان محمد صادق فيما يقول فنحن شر من الحمير بهذه الكلمة وكفره الله عز وجل. واخبر رسولنا واخبر ربنا سبحانه وتعالى عن الذين استهزأوا بالله ورسوله انهم كفروا بعد ايمانهم. فقال سبحانه وتعالى لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم وفي وفي تفسير ابن الطبري عن هشام بن سعد العجيز ابن اسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه بقصة هؤلاء النفر خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. فكانوا يقولون فيما بينهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا واجمل عند اللقاء. وكانوا يقولون من باب الا بقطع عناء الطريق عنهم او الا التحدث فاتى الوحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يأتي بمقولتهم عوفا بن مالك الاشجعي رضي الله تعالى عنه واخبر عز وجل ان هذه الكلمة التي قالوها على وجه الاستهزاء والسخرية بالله ورسوله انهم كفروا فقال لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فافادت هذه الاية والتي قبلها ان المسلم يكفر بكلمة يقولها او يفعله وان لم ينعقد عليه قلبه. والكفر عند اهل السنة ينقسم الى اقسام. اول اقسامه كفر كفر التكذيب وهو ان يكذب الله او رسوله صلى الله عليه وسلم او يكذب شيئا مما جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم فمن كذب الرسول كفر باجماع المسلمين. ومن ومن كذب الله في خبره كفر ايضا باجماع المسلمين. فهذا هو النوع الاول كفر التكبير النوع الثاني كفر الاستكبار فالذي يستكبر ان ينقاد عن شيء القاد الى شريعة الله والى دين الله عز وجل فهذا ايضا كافر باجماع المسلمين. النوع الثالث كفر الجحود كفر وهو الذي يجحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة. او يجحد ما هو واجبا معلوم الدين بالضرورة كأن يجحد وجوب الصلاة. او الزكاة او الصوم او الحج او اي شريعة ثبتت في كتاب الله عز وجل او في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فمن جحدها كفر باجماع المسلمين النوع الرابع كفر الاعراض. والمراد بالاعراض هنا الاعراض الكلي. ان يعرض عن دين الله عز وجل لا يتعلمه ولا يعلمه هذا الاعراض كفر بالله عز وجل وخروج من ذات الاسلام لان الموحد والمسلم ملزم ان ينقاد ويتعلم شريعة الله عز وجل حتى يحقق توحيد الله وحتى يحقق الاركان التي امر الله عز وجل بها. فاذا اعرض عن دين الله عز وجل اعراضا كليا يكون كافرا بهذا الاعراض. او اعرض اعراضا جزئيا او اعراضا جزئي عما يتعلق بتوحيد وصحة اسلامه. فاذا اعرض عن التوحيد خاصة كفر بالله عز وجل او اعرض بعد الصلاة فلا يتعلمها ولا يعمل بها ولا ولا يقيمها كفر ايضا بهذا الاعراض كفر ايضا بهذا الاعراض وان كان لانه يتعلق بامر لا يصح الاسلام الا به لا يصح الاسلام الا به. فاذا اعرض عن شيء لا يصح الايمان الا به الاسلام الا به فان اعراضه عنه يكون عندئذ كفرا بالله عز وجل. النوع الخامس من انواع الكفر كفر النفاق كفر النفاق وهو الذي يبطل الكفر ويظهر الاسلام. وهم المنافقون الذين الذين خرجوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما زالوا وما زالوا الى يومنا هذا يتساللون الى ان يرث الله عز وجل الارض ومن عليها. وكفر النفاق وشر الكفر. لان الله عز وجل اخبر ان المنافقين في اسى من النار ولان المنافق يظهر لاهل الاسلام الولاء والمحبة ويبطل لهم العداء والخداع والخيانة نسأل الله العافية والسلامة وعلامة هؤلاء او صفاتهم ما جاء انهم من ان لهم ست صفات تدل على على انهم منافقون يخرج من دائرة الاسلام. الصفة الاولى من صفات هؤلاء المنافقين انهم يكذبون الله ورسوله. تكذيبهم لله الرسول صلى الله عليه وسلم الصفة الثانية ان يكذبوا بعض ما جاء به الله او بعض ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم الصفة الثالثة بغضهم لدين الله عز وجل بغضا كليا. والصفة الرابعة انهم يبغضون شيئا من دين الله عز وجل او من شريعة الله سبحانه وتعالى. الخامسة انهم يفرحون بانتصار الكفار وظهور على المسلمين والصفة السادسة انهم يحزنون ويستاؤون اذا انتصر اهل الاسلام على الكفار فاذا وقع الواحد في صفة من هذه الصفات كان منافقا نفاق الاعتقاد يخرجه من دائرة الاسلام. فهذه الكبر هذه انواع الكفر فقد يكون الكفر بالقول وقد يكون الكفر بالفعل وقد يكون الكفر بالاعتقاد فمن ومن كفر القول ان يستهزأ بدين الله عز وجل. ومن كفر الفعل ان يذبح لغير الله سبحانه وتعالى. او ان يسجد لصنم او وان يصف عبادي لغير الله سبحانه وتعالى. واما شرك اما كفر الاعتقاد فهو الجحود والاستكبار والتكذيب المتعلق بالقلب نسأل الله العافية والسلامة. المسألة الثانية ذكر هنا قوله ان الانسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد اقولها وهو جاهل اولا هنا ذكر ان المسلم يكفر ولو قال الكلمة وهو جاهل بها ومعنى كونه جاهلا بها اي جاهلا انها تكفر انها تكفر لان هناك فرق بين قصد لهم وقصد الحكم. فالذي يشترط في ان يقصد اللفظ. اما اذا لم يقصد اللفظ كان خرج اللفظ دون قصد اما لخطأ او لسبق لسان او لشدة او لاكراهم فانه لا يكفر بالكلمة الكفرية حتى يقصدها. ولا نشترط في ذلك قصد الكفر. لان من من الجهلية من يقول انه لا يكفر حتى يقصد الكفر لا في قوله ولا في افعاله ويبنون القول والفعل ويردونه الى القلب فانه اذا تكلم بكفر فان ذلك دليل على تكذيبه وعلى عدم ايمانه بالله صلى الله عليه وسلم اذا قول الكفر وفعل الكفر يشترط فيه ان يقصد الفعل والقول ان يقصد الفعل والقول اذا لم يقصد الفعل ولا القول فانه لا يكفر الا اذا قصده. واما اشتراط انه يشترط الكفر فهذا باطل وكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقال ايضا رحمه الله تعالى انه لو قيل انه لا يوجد احد يقصد الكفر لما بعد قوله عن الصواب. فابو جهل وابو لهب وجميع الكفار انما عددوا وفعلوا ما فعلوا بقصد التقرب الى الله عز وجل ولم يكن احدا منهم يقصد الكفر بالله عز وجل بل كان ابو جهل يستفتح على الله عز وجل ويقول اللهم اجعل اللهم انصر احب الرجلين اليك. اذا لا يوجد من يقصد كفرا او يريده الا من نذر وشد. واما عامة الناس فانهم يقصد فانهم يكفرون باقوال وافعالهم ولا يقصدون الكفر بالله عز وجل. اذا عرفنا ذلك اذ المؤلف رحمه الله تعالى انه يجهل الحكم لا انه يجهل اللفظ. فاذا قصد اللفظ وقال وقاصدا له كفر بالله عز وجل ولو كان جاهلا ان هذا القول يكفر به ويخرج به من دائرة الاسلام. ومسألة والعذر بالجهل لابد ان نعرف ان الجهل ينقسم الى اقسام. الجهل ينقسم الى ثلاثة اقسام او اربعة. القسم الاول جهل جهل جهل جهل التفريط ان يكون جهله جهل تفريط. والقسم الثالث ان يكون جهله جهل والقسم الثالث ان يكون جهله جهل عجز. هذه ثلاث انواع من انواع الجهل. اما جهل فهذا لا يعذر الجاهل به بالاجماع. فاذا كان مفرطا في معرفة الحق مع وجود اسبابه ووجود الحجج والبراهين الدالة على الحق ولكنه تركه تفريطا به وفعل ما يناقض الاسلام لجهله فان هذا الجهل لا يعذر به النوع الثاني جهل الاعراض وهو ان يعرض عن كلام الله وعن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ويرتضي حاله ويرتضي حاله الذي هو عليه من الكفر بالله عز وجل ومن الشرك به سبحانه وتعالى فهذا ايضا يكفر باجماع المسلمين ولا يعذر بجهله. القسم الثالث من جهله جهل عجز من جهله جهل عجز وهو الذي طلب الحق وبذل اوسعه في تحصيله وبذل جهده ولكنه لم يستطع ان يعرف الحق على وجهه وعلى صحته. فهذا النوع من الناس وهذا القسم من الناس هو الذي يعذر في الاخرة لا في الدنيا يعذر في الاخرة لا في الدنيا ولا يعذبه الله عز وجل يوم القيامة ولا يدخله النار الا اذا اقيمت الحجة عليه وبلغته الحجة الرسالية كما قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. فهذا القسم من الجهال هو الذي لا يعذب يوم القيامة. ولا تقام عليه كان الكفر الا بعد اقامة الحجة عليه. الا بعد اقامة الحجة عليه. اما ما يتعلق في ظاهر حاله وظاهر بوصفه فاننا نسميه بانه وقع في الشرك والكفر واتصف به لكن انزال الاحكام عليه احكام الكفر بالقتل والسباحة دم فلا يكون الا بعد اقامة الحجة. واما اذا مات هذا الصلح من الناس ولم تبلغه الحجة فان امره الى الله عز وجل وهو يمتحن يوم القيامة في عرصاتها كما جاء في حديث الاسود بن سريع وحديث ابي هريرة وانس بن ما لك وان كان في اسانيدها ضعف انه يدلي بحجته على الله عز وجل ومنهم اهل الفترات وهو الذي لم يبلغه لم تبلغه الحجة يأمره الله عز وجل ان يدخل النار فاذا دخلها كانت عليه بردا وسلاما وان لم يدخلها عذب في نار جهنم وخلد فيها يا ابد الاباء اما من جهة اسماء الدنيا والاحكام المترتبة على على ما ارتكبه من الشرك والكفر الدنيا فاننا عليه. اما فاما الاسماء التي تنزل عليه في الدنيا اولا ان نسميه مشركا. تسمي من تلبس بالشرك ووقع فيه ولو كان جاهلا نسميه مشركا. وفي حال هذا الفعل لا يرث ولا يورث ولا يدفن مع المسلمين. ولا يصلى عليه عليه في اعماله انه في حكم انه في حكم الكفار والمشركين. اما في الاخرة فامره الى الله عز وجل كما ذكرنا سابقا وهذا يتعلق في اصل الدين الذي هو تحقيق معنى لا اله الا الله وتحقيق توحيده. اما ما دون اصل التوحيد كشعائر الظاهرة من صلاة وصيام وزكاة وما شابه ذلك من الشرائع الظاهرة. فانه يعذر بجهله ويبقى اسم الاسلام عليه لانه يعذر بترك هذه الاشياء بجهله. ودليل ذلك ما جاء عند ابن ماجة باسناد صحيح عنه انه قال يدرس الاسلام كما يدرس حتى لا يبقى منه شيء حتى يقول رجال ادركنا ابائنا يقولون لا اله الا الله اي لا يعرفون صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج قال صلة ابليس لا تنفعهم قال اي وربي تنفعهم. فهؤلاء نفعتهم كلمة التوحيد لانهم حققوا اصل وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة وانما اجز عجز جهل وانما جهلوا جهل عجز عن معرفة الحق وادراكه فنفعهم فنفعهم ذلك يوم القيامة وبقي عليهم اسم الاسلام وبقوا بدائرة الاسلام. اما الذي يعبد غير الله ويشرك بالله عز وجل ويعبد الاولياء والصالحين ويدعو عبد القادر الجيلاني ويدعو غيره ممن يدعى من دون الله عز وجل وهو جاهل بذلك جهل لا اجزم اي لا يعلم حقيقة الامر فاننا نسميه مشركا. ونحكم عليه في ظاهر حاله انه من المشركين. ولو مات على هذا الحال لم نصلي عليه ولم ننزله مع المسلمين ولا يورث من اوليائه الذين هم من اهل الاسلام بل يكون الحكم في والله لنا انه مسلم كافر خان ذات الاسلام اما في الاخرة فانه يمتحن في عرصات القيامة فان اجاب دخل الجنة العصا دخل النار وكانت الحجة قد قامت عليه. اما من بلغته الحجة من هؤلاء الجهال الذين عجزوا عن معرفة الحق ببلوك القرآن له فاذا بلغهم القرآن بلسان يفهمونه اي كانوا عربا ويفهمون لسان العرب وبلغهم القرآن وتلي عليهم فان الحجة قد قامت عليهم ببلوغ القرآن. واذا كانوا عجبا لا يفهمون القرآن واتى لهم من يعلمهم القرآن ويترجمهم لهم ويبين معانيه لهم فان الحجة ايضا قد قامت عليهم ويحكم عليهم انهم مشركون كفارا في الدنيا والاخرة وانهم خالدون مخلدون في نار جهنم. واما المسالك يعذر المسلم فيها بالجهل فهي ثلاث مسائل فقط. نقل الاجماع عليها وهي المسألة في في الشرائع الظاهرة لمن كان حديث عهد باسلام. الشرائع الظاهرة لمن كان حديث عهد باسلام. هذه المسألة من كان الحديث في عهد باسلام فانه يعذر بجهله. المسألة الثانية من كان ناشئا في بادية بعيدة ان كان ماشيا في بادية بعيدة فانه يعذر بجهل في المسائل الظهاء في الشرائع الظاهرة والحالة الثالثة او المسألة الثالثة في المسائل الخفية. اذا ثلاث مسائل يعذر المسلم فيها بجهله وهي او ثلاثة احوال يعذر فيها بجهله. الحالة الاولى ان يكون حديث عهد الاسلام. وصورة ذلك ان يسلم اليه ان يسلم عندنا رجل كافر فيشرب الخمر ويظنها حلال. او يترك الصلاة ويظن انها ليست بواجبة. فهذا الصنف من الناس نعذره بجهله ولو مات وهو يشرب الخمر مستحلا انه لا يعلم حكمه حكمنا عليه بالاسلام. كذلك لو ترك الصلاة على انها غير واجبة وهو حديث عهد الاسلام حكمنا عليه بالاسلام لانه يعذر بجهل في هذه المسألة. الحالة الثانية ان يكون ناشئا في بادية بعيدة في ادغال افريقيا او في الاقطاب الشمالية الجنوبية ولم يبلغه الاسلام ولم تبلغه الحجة. فهذا النوع من الناس يعذر بجهل ايضا في المسائل وفي الشرائع الظاهرة اي في الصلاة والزكاة والصيام والحج فلو ترك الصلاة وترك الصيام وترك الزكاة وترك الحج ولم يفعل شيئا من شرع الاسلام الا انه يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاننا نحكم عليه بانه مسلم ويدفن مع المسلمين ويعذر بجهله لانه ناشئا وبعيدا عن بلاد الاسلام ولا يمكن ولا يستطيع ان يعرف احكام الشريعة اما الحالة الثالثة الحالة الثالثة فتتعلق بالمسائل الخفية وهذه المسائل يشترك فيها كل الناس كل مسلم يشترك في هذه المسائل الخفية وهي المسائل التي لا يمكن الاطلاع عليها الا بالبحث والنظر واللواء التحري. فاما مثل مسائل مسائل الصرف والعطف ومثل مسائل بعض ابواب الربا التي يجهلها كثير من الناس اما من قامت عليه الحجة وبلغته الحجة سواء في هذه المسائل الخفية او في المسائل الظاهرة ثم اصر على مخالفتها وتركها فانه يكفر بعينه عليه بالكفر نسأل الله العافية والسلامة. اذا هذه مسألة العذر بالجهل. ومتى ومتى ومتى يعذر ومتى لا يعذر المسألة الثالثة من عذر المسلمين بالجهل هل يكفر او لا يكفر؟ الصحيح ان من عذر من عذر الجاهل ولم يكفره فانه لا يكفر. الا اذا رأى ان الكفر الذي تلبس به ليس بكفرا. فاذا انكر الكفر كفر بتكبيره وانكار الكفر والشرك لا بعدم تكفيره الجاهل فان ترك تكفير الجاهل فان ترك تكفير الجهل قول غير لكن من ترك تكفيره لا ينزل عليه قول من قول شيخ الاسلام في نواقضه عندما قال من لم يكفر الكافر او في كفره فانه يكفر انما هذا من كان كفره صريحا بينا واضحا واقيمت عليه الحجة وقامت عليه ثم ترك تكفيره ثم صرف تكفيره بعد ذلك فانه يكفر كالكافر الاصلي من اليهود والنصارى والمجوس والوثنيين او ممن كفرهم واضح نبين وترك تكبيره فهو الذي يكفر. اما اذا ترك تكفيره لاجل الجهل وعذره بجهله فانه لا يكفر وقد نقل الشيخ سليمان الشحنان رحمه الله تعالى الاتفاق على هذا القول والقول بتكفيره لا دليل القول بتكفير العابد لا دليل عليه ولا وليس له وليس لمن قال به او كفر به ليس له سلف في ذلك الا عمومات لا يمكن الاخذ منها بتكفير المسلمين بهذه والله اعلم. فليحذر المسلم من تنزيل هذه المسألة والخوض فيها وهو جاهل بها فيكفر فيكفر المسلمين بهذه العلة او يكفر كل من لم يكفر الكافر بعلة انه كافر فانه يشترط في تكفير الكافر ان يكون كفره اولا كفرا اصليا كاليهود والنصارى. فمن ترك تكفيره كفر بالاجماع او ان يكون مرتدا وردته واضحة وبينة وقامت الحجة عليه ثم ترك تكفيره فان التارك عندئذ يكفر لعدم تكفير من كفره الله ورسوله هذا الذي قصده شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ويؤخذ من هذا المقطع ايضا تقرير وتوضيح لان مذهب شيخ الاسلام شيخ الاسلام حمد الوهاب رحمه انه لا يعذر من انه لا يعذب الجهل. وكل ما نقل عنه انه قال لا اكفر من طاف حول قبة الكواز او نحو هذه الاقوال فمراد رحمه الله تعالى التكفير الذي يترتب عليه اقامة القتل واستباحة الدماء الا بعد اقامة الحجة الا بعد اقامة الحجة فانه رحمه الله تعالى يكفرهم بالاسم والوصف وينزه عليهم الاحكام تتعلق بذلك كأن كأن كابطال ولايته وعدم اما قتله واستباحة دمه فانه لا ينزل ذلك عليه الا بعد اقامة الحجة. وهذا الذي نفاه رحمه الله تعالى وهذا الذي ذكره ابناؤه رحمه الله تعالى في عندما قالوا فكل من بلغته هذه الدعوة ومات على ومات بعد بلوغه يا فاننا نحكم عليه الكبرى في الدنيا والاخرة. واما من لم تبلغه الدعوة فامره الى الله عز وجل. لاننا لا نعلم هل قامت عليه الحجة او لم تقوم عليه الحجة فمن قامت عليه الحجة فانه يحتوي بكفره ومن لم تقم عن الحجة فانه فان امره الى الله عز وجل ولا يجوز ان يسمى مسلما وهو متلبس بالشرك. لان الاسلام معناه الاستسلام لله بالتوحيد. وهذا الذي دعا غير الله عز وجل وصفه بالاسلام وصفا كاذبا وصفه بالاسلام وصف كاذبا فكيف تقول انه مسلم وهو يعبد غير الله عز وجل ويشرك بالله سبحانه وتعالى فانه لا يسمى مسلم هذا وصفه بل وصفه انه يوصف باي شيء بانه مشرك كمن وقع في زنا ولا يعلم انه انه زنا نقول انت زاني ولكن حكم الزنا وتنزيل الحكم عليه لا ينزل بك لجهلك ولعدم علمك به لكن اسم الزنا ووصفه منطبق عليك لانك زنيت وقعتنا على امرأة لا تحل لك بعقد صحيح. كذلك المشرك يسمى مشركا وان عذرناه بجهله في الاخرة فاننا نسميه مشركا في الدنيا والله اعلم. قال بعد ذلك وقد يكون هو يظن ان تقربه الى الله عز وجل اي ان قوله اياها جاهلا او قوله للكفر ظانا انه يقربه الى الله عز وجل لا ينفعه يوم ولا يعذر بذلك الا في حالة واحدة وهي حالة الاكراه وهي حالة الاكراه. فالمكره هو الذي يعذر في كفره اذا تلبس به او اذا قاله وحالة ثانية اذا قاله مخطئا اذا قال كلمة الكفر مخطئ كان يخطئ فيريد ان يثني على الله عز وجل او يمدحه فيسب الله عز وجل كما جاء في الصحيحين في قصة الرجل الذي وجد راحلته بعد ان يئس من وجودها فقال اللهم انت عبدي وانا ربك اخفى من شدة الفرح فهذا لا يكفر لانه لم يقصد وانما خرج النقد دون قصد. وقد ذكرنا سابقا او فيما مضى انه يشترط في قول الكفر وفعل الكفر قصد الفعل والقول اما اذا فعل بدون قصد ان قاله خطأ او فعله خطأ فانه لا يكفر حتى يقصد الفعل والقول. ثم ذكر قصة موسى عندما قالوا لموسى عليه السلام اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون. اي هؤلاء الذين كانوا موسى عليه السلام عند مروا باناس قد جعلوا لهم صنما وجعلهم الهة الهة يعبدون من دون الله عز وجل قالوا يا موسى اجعل لنا اي اجعل لنا من نتبرك به ونطوف به او ندعوه وما شابه. قال موسى عليه السلام انكم قوم تجهلون. فهؤلاء لم يقولوا هذه الكذبة انهم يشركوا بالله عز وجل او انهم يكفروا بالله سبحانه وتعالى وانما قالوه بقتل التقرب الى الله عز وجل وان هذا الفعل مما يرضي ربه سبحانه وتعالى ويرضي الله عز وجل فقصدوا هذا الفعل وهذا الفعل كما قالوا انكم قوم تجهلون اي تجهلون حقيقة التوحيد وتجهلون حقيقة الاسلام وحقيقة ما يليق بالله عز وجل وان قولكم هذا ودعائكم هذا وطلعكم هذا قول باطل ودعوة باطلة ولم يلقى ان احدا كفر هؤلاء الذين قالوا هذه المقولة ولم يلقى انه من قال بعدم ذلك الا البغض لو قال لم يكفروا لانهم لم يفعلوا. وقد ذكر ذلك ايضا شيخ الاسلام ابن الوهاب انهم لم يفعلوا ولو فعلوا لكفروا فانما سألوا ولو فعل ذلك ولو ولو اجاز ذلك لهم لجاز ولم يكن لعدم الفعل. قال بعد ذلك اعلم واعلم ان الله سبحانه وتعالى من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعله اعداء كما قال تعالى كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا وقد يكون لاعداء التوحيد علوما كثيرة وكتب قل وحجج كما قال تعالى فلما جاءتهم رسل بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم. اذا عرفت ذلك وعرفت ان الطريق الى الله لابد له من ان اعداء القاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج فالواجب عليك ان تتعلم من دين الله ما يصير سلاحا لك لتقاتل هذه المسألة تتعلق بان من سلك طريق التوحيد وسلك طريق محمد صلى الله عليه وسلم لابد ان يبتلى ولابد ان يكون له اعداء فان هذه سنة كونية جعلها الله عز وجل في هذه الارض كما قال تعالى الف لام ميم احسب الناس يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا. وليعلمن الكاذبين. فلا بد سلك طريق الحق ان يبتلى وان يمتحن وان يكون وان يقف له في الطريق اعداء متربصون به فان اعداء الدين كثر اعداءه على طبقات شتى وعلى درجات مختلفين كما قال تعالى ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون واذا يتغامزون ولاهل الدين والتوحيد واهل الحق لهم اعداء يتربصون بهم وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حفت النار منك حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره. ومن المكانة تحف بها الجنة انه انه ينصب الاعداء الذين يحولون دون طريقك الى الله عز وجل ودون سلوكك الى جنة ارضها السماوات والارض. واول هذه واول هؤلاء وزعيمه ورئيسهم هو الشيطان لعنه الله عز وجل الذي اخذ العهد على ربه سبحانه وتعالى ان يتربص بنا وان من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا. ولهذا العدو حزن وجند يتابعونه ويؤزهم على اهل الايمان وهي العقبة السابعة من عقبات الشيطان لاهل التوحيد ان يرسله او ان يرسل لاهل التوحيد اولياءه فيصدونهم عن سبيل الله ويحاربونهم ولا يزال الحق والباطل متناحرا متضادان الى ان يرث الله الارض ومن عليها. فلا بد ان تعلم ان الموحد الذي يسير على الطريق لابد ان يبتلى بالاعداء. وهؤلاء الاعداء هم قسمان وصنفان من الناس. الصنف الاول منهم الرؤساء الرؤساء الذين يترأسون الناس اما بحكم وسلطان واما بعلم وعبادة. فهؤلاء هؤلاء من الناس هم اشد الاعداء على على الموحد على اهل التوحيد. اما اهل السلطان واهل الحكم فانهم يسومون الناس بسلطانهم وحكمهم يحاربونهم بقوة وما اوتوا من جنود فيعادون اهل التوحيد والايمان ففرعون عندما خرج موسى عليه السلام يدعو الى التوحيد قال ان هؤلاء وكادوا وتربص به واراد قتله وقتل اصحابه وهكذا وهكذا كل نبي اتى فان الذي يتربص به اول من يتربص الرؤساء والزعماء والحكام فابراهيم عليه السلام النمرود اوقد نارا عظيمة اججها فالقاه فيها فانجاه الله عز وجل منها وموسى عليه السلام تربص به فرعون لعنه الله حتى اهلكه الله عز وجل. وكذلك وكذلك عيسى عليه السلام تربص به قومه وهموا وهموا بقتله حتى خيل اليهم انهم صلبوه وقتلوه وما قتلوا وما صلبوا بل رفعهم الله عز وجل اليك وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم تربص به اهل قريش وتربص به السادة حتى اوذي اذى عظيما كما جاء احمد عن انس بن مالك انه قال لقد لقد اخذت في الله وما يخاف احد. ولقد اوذيت بالله وما يؤذى احد. ولقد اتى علي ثلاث ليال ليس لطعام ولبلال الا ما يواري ابط بلال. وقد حوصر بالشعر عليه الصلاة والسلام ثلاث سنوات. حتى لا يجد ما يأكل صلى الله عليه وسلم بل سعد فذهبت لاقضي يومي ذهبت لاقضي حاجي فسمعت لصوت بولي قعقعة فاذا هو يقع على جلد ميتة فاخذته فغسلته فاكلته الله تعالى عنه هكذا اهل التوحيد لابد ان يقع عليهم البلاء والشدة ولكن العاقبة للمتقين والنصر لابد لهم. فهذا القسم من الناس هم هم الرؤساء والزعماء او العلماء. والقسم الثاني من الاعداء عامة الناس. الهمج الرعاء الذين هم اتباع لاولئك الذين يترأسونهم والذين يكونون زعماء لهم ولا شك ان الناس على دين ملوكهم وعلى دين زعمائهم. فاذا كان الملوك والزعماء على باطل فان عامة الرعايا تكون مثلهم الا من انجاه الله عز وجل. وعرضت ان هؤلاء الاعداء انهم اهل حجج وبراهين فلا بد عندئذ ان يكون معك من العلم ما تدفع به هذا الباطل وما ترد به هذا الكيد والمكر فلا يغرك كثرة فهبهم كالذباب فلا تخشى من ذبان. هؤلاء مع كثرتهم وكثرة عددهم فان حججهم تتهافت كما تتهافت اذا كسر وكذلك هم كالذباب لا يضرك ولا يضرك كثرتهم فان فان الله ناصر حزبه وناصر اولياؤه حزب الله المفلحون وحزب الله هم منتصرون. فاراد المؤلف بهذه المقدمة ان يبينك انك احوج ما تكون ان تتسلم به سلاح العلم السائل من الله عز وجل يحتاج الى سلاحين يحتاج الى سلاحين سلاح علم يدفع به الشبهات وسلاح تقوى يدفع به الشهوات. ومن سار الى الله عز وجل بغير هذين السلاحين فانه من سيهلك فانه حتما سيهلك اما سيهلك في اودية الشبهات واما سيهلك في اودية الشهوات اما اذا سرت الى الله عز وجل بالعلم والتقوى وبالهدى والدين فان الله ناصرك ومؤيدك ولا يغرك كما ذكر الشيخ حججهم براهينهم وفصاحتهم وقوة بلاغتهم فان هذا لا ينفعهم فهم يعلمون ظاهرا منها في الدنيا عن الاخرة غافلون وانما الذي يكفيك من ذلك ان تتعلم التوحيد وحقيقته وان تتعلم شرائع الاسلام وما لا يسعك فجهله وان تأخذ بالنصوص الظاهرة الواضحة البينة وسيتدرج معنا شيخ الاسلام ابن تيمية شيخ الاسلام عبد الوهاب في هذا الكتاب كيف نرد اهل الباطل وكيف ندفع حججهم وندفع شبهاتهم وهذا اول مضمون الكتاب الذي الف لاجل الكتاب وهي الشبه التي اثارها اعداء التوحيد فسيذكرها رحمه الله تعالى. قال بعد ذلك فالواجب عليك ان تعلم من دين الله ما يصير لك سلاحا به هؤلاء الشياطين الذين قال امامهم ومقدمهم لربك عز وجل لاقعدن لهم صراطك المستقيم. ثم لاتينهم بين ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. وهذا الشيطان هو هو قائدهم وزعيمهم وهو الذي اولياءه الى اولياء الى اولياء الله عز وجل محاربين وعادين. قالوا معادين قال ولكن اذا اقبلت على الله اي بالدعاء والالحاح على الله بان يسلم قلبك وان يثبته على الصراط المستقيم. وان لا يزيغه فقد جاء في البخاري ان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وجاء في الصحيح من قال لا ومقلب القلوب هي اكثر يمينه صلى الله عليه وسلم. يا مقلب القل ثبت قلبي جاء في صحيح مسلم وفي صحيح البخاري ان يمينه لا ومقلب القلوب لا ومقلب القلوب والله يقول ربنا لا تزغ قلوبنا بعد ايه هديتنا فاول ما يجب عليك ان تسأل الله الثبات. وان تسأل الله الثبات. كما جاء في صحيح مسلم عن علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا علي سل الله الهدى والسداد فليحرص المسلم ان يدعو الله صباح مساء ان يثبته الله عز وجل وان وان وان يرزقه العلم النافع والهدي وان يكون على استقامة صادقة. قالوا ثلاث اذا اقبلت على الله واصغيت الى حجج وبيناته فلا تخف ولا تحزن. لان كيد الشيطان كان ضعيفا. وخص الشيطان لانه هو القائد هو الزعيم ولا شك ان التابع دائما اضعف من المتبوع لا شك ان التابع دائما اضعف من المتبوع فاعظمهم كيدا هو الشيطان ووصفه الله عز وجل بان كيده كان ضعيفا. وهذا من باب تقوية المؤمن وعدم اخافته وارجافه. فان الاعداء الذين يتربصون بك اعداء الحجج هم ضعيفة وبيناتهم قليلة وانما الحجة والقوة مع اهل التوحيد واهل الاسلام ان الله معهم والله غالب والله غالب على امره وجند الله وحزب الله هم الغالبون سبحانه وتعالى. قال بعد ذلك والعامي من الموحدين يغلب الالف او الالاف من علماء هؤلاء المشركين كما قال تعالى وان جندنا الغالبون فجند الله هم الغالبون على بالحجة واللسان كما انهم غالبون بالسيف والسنان. وقد جاء في حديث معاذ بن سفيان وعمران بن حصي وجاء بن عبدالله وعقبة بن عامر انه كما قال لا يزال طاغوت على الحق ظاهرين منصورين لا يضرهم من خالف ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله عز وجل. فاهل الحق ظاهرين واهل الحق منصورين. واهل الحق غالبين. حتى يأتي امر الله عز وجل سواء بالحجة والبيان منصورون. وسواء بالسيف والسنان هم ايضا منصورون ولكن الحق والباطل يدين جدول هذا من يدور هذا مرة ولا شك ان الغلبة لاهل الايمان والتقوى. اما السيف والسناد اما الحجة والبيان فهم دائما غالبون منتصرون ولا يمكن لاهل الباطل ينتفع الحق ابدا لا في الدنيا ولا في الاخرة. اما السيف والسنان فقد ينتصرها الباطل وقتا ولكن العاقبة لاهل الايمان والتقوى. قال بعد ذلك وانما الخوف على الموحد الذي الذي هو على الاسلام والتوحيد ويشهد ان لا اله الا الله ويشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وهو سالك لهذا الطريق طريق المناظرة وطريق المجادلة طريق السماع للشبهات وهو بغير علم. اقول هذا لان في هذه الازمنة خاصة ما يتعلق بالقنوات الفضائية. وما ينشر فيها من خطافة ومن اقوال باطلة يسمعها عامة الناس ويتلقفها عامة النساء والرجال وهم جهلة بنصوص الكتاب والسنة فهؤلاء العامة اذا سمعوا هذه الشبه وهذه الاقوال رسخت في قلوبهم واستقرت وما رأينا من انتشار الالحاد وانتشار نسأل الله العافية والسلامة والتشكيك بتوحيد الله عز وجل الا لما جلس ابناء المسلمين وبنات المسلمين لهذه القنوات التي تنشر الالحاد والكفر في قنواتها وتشتت الناس في اسلامها وتشكك الناس في توحيدها حتى انتشر بين ابناء المسلمين من يتنصل ويتنصر من دين الاسلام ويتهود ويتنصر من دين الاسلام بل من يتنصل للاديان كلها ويقول انا لا ديني ولا انتسب الى ديني حريتي هذا كله بسبب شبه سمعت واقوال طرحت لم يكن لمن سمعها من العلم ما يدفعها او من القوة ما يدمغها فلابد لهذا الذي يخاف عليه ان يسلك هذا الطريق طريق السماع وطريق النظر وليس معه علم وليس معه علم فهذا الذي تزل قدمه في هذه الشبه وتستقر الشبه في قلبه وكما قيل الشبه خطافة. وقال ابو بكر محمد بن سيرين رحمه الله وتعالى عندما قال له رجل كلمة اقولها قالا ولا كلمة فقال كلمة قال ولا كلمة وسد اذنيه ثم اقسم عليه ان يخرج من بيته فقالوا يا ما يضرك كلمة قال وما وما يؤمنني ان اذا وقعت انها لا تخرج. قد تقع هذه الشبهة وقد تقع هذه في قلب الموحد ثم لا يستطيع اخراجها لجهله ولعدم علمه. قال معنى ذلك وقد من الله علينا بكتابه الذي جعله لكل شيء وهدى وبشرى للمسلمين فلا يأتي صاحب الباطل بحجة الا وبالقرآن ما ينقضها ويبين بطلانها ولكن من يدرك هذه الحجة ومن يعلمها الا العلماء والا الناظرون في في كتاب الله عز وجل المتدبرون لكلامه سبحانه وتعالى كما قال تعالى ولا يأتون في مثل لا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. وهذه الاية عامة في كل شيء لا يأتون او بقول الا وفي القرآن ما يبطله ويبدله بل يقول شيخ الاسلام ابن تيمية ما من مبطل يحتج باية كتاب الله الا وفي الاية التي يحتج ما يبطل قوله ما يبطل قوله ويرده عليه ولكن يحتاج الى فهم وتدبر في كلام الله عز وجل. قال رحمه الله وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله في كتابه جوابا لكلام احتج بها جوابا لكلام احتج به المشركون في زماننا في زماننا علينا قبل ذلك ذكر ذكر قبل ذلك ذكر قبل ذلك ان الجواب اذا وقفنا على هذا الوقت قال فنقول جواب اهل الباطل من طريقين طريقا مجملا وطريقا مفصلا ومراد بهذين الطريقين ان كل بدعة وكل باطل وكل ضلال عليه من طريقين. الطريق الاول الرد المجمل. الرد المجمل وهو الذي يعتمد على الاعتماد على المحكمات وترك المتشابهات فان الله عز وجل انزل كتابه وجعل وجعله محكما لا متشابه فيه وجعل متشابها اي يشبه بعضهم بعضا كما قال تعالى منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. فالجواب المجمل ان على المحكمات وانه اذا عرفك بقول لا تفهمه تقول له لا افهم هذا الكلام ولا ادري ما تعني به ولكن الذي المه ان كلام الله لا يتناقض وان كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتناقض وكلام الله يدعو الى تحقيق العبودية له كلام رسوله صلى الله عليه وسلم يدعو الى طاعة الله وتوحيده. واما هذا الكلام الذي ذكرته لي فانا لا افهمه وهذا المتشابه الذي امرت ان ارده الى المحكم وهذه القاعدة قاعدة رد المتشابه المحكم عامة في كتاب الله وعامة في سنة رسول الله وعامة ايضا في كلام اهل العلم حتى كلام اهل العلم اذا اثنى علينا كلام الائمة فان فان نرد متشابه كلامهم محكم كلامهم كذلك اذا كان في ايات الله عز وجل ما تشابه علينا نرد متشابه الى محكمه مثلا عندما تقرأ قوله تعالى وهو الذي في السماء لا وفي الارض اله. فاتى محتج واحتج عليك بقوله ان الله في الارض ان الله في كل مكان في هذه الاية الرد المجمل ان اقول له هذا لا ادري ما معناها لا ادري ما معنى واللافن المحكم في كتاب الله عز وجل ان الله على عرشه استوى في سبع ايات من كتابه والو في السماء والو في العلو بل ايات تتجاوز الالف اية كلها تدل على ان ان الله في العلو فهذه الاية تحترم معنى لا افهمه ولا ادري ما هو ولكن هي متشابه عندي فارد الى المحكم فرده الى المحكم هذا مجمل فلا يستطيع ان يحتج عليك بهذه الاية على ان الله في كل مكان الا اذا كنت لست عندك قاعدة ليس عندك قاعدة محكمة في ان الله في العلو في السماء. فاذا رددت هذا الرد الاجمالي يبقى الرد التفصيلي وهي ان هذه الاية اي هو اله اهل السماء وهو ايضا اله اهل الارض هذا معناه الصحيح وليس معناها انه في كل مكان لكن العامي الجاهل الذي لا يعرف معنى تفسيرها يرد على هذا على هذا المبطل وعلى هذا المبتدع بقوله انا لا ادري ما معنى هذه الاية ولا افهم المراد منها ولكن الذي يعلمه وافهمه ان الله على العرش استوى وانه فوق السماوات السبع وانه في العلو والسماء ولا ادري ما هذه فارد هذه الى المحكمات البينة الواضحة واسكت هذا هو الرد المجمل وهذا في كل قول يقول مبطل او مبتدع او او مجسم او ما شابه ذلك نرد عليه هذا الجواب المقبل بهذا الجواب المدمن وهو رد المشابهة المتشابهات الى الى المحكمات الى المحكمات. قال مجمل مفصل اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لسهولتها ولعدم الاحتجاج لمعرفة النصوص الكثيرة وانما الذي يلزمك تحتاجه ان تكون عندك اعتقاد صحيح وعقيدة سليمة صحيحة اما اذا كان اعتقادك فاسد واعتقادك غير صحيح فانك وفطرتك غير سليمة فانك ستؤثر عليك هذه قال تعالى قال بعد ذلك وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهما. هذا الحديث رواه البخاري البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى من حديث ابي بريكة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قالت فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله عز وجل فاحذروهم اي الذين في قلوبهم زيغ. ومن علامة اهل التوحيد والتوفيق انه انه يقتصر على والمتشابهات يؤمن بها ولا يتعرض لها. اما اذا رأيت نفسك تتبع الشبهات وتتبع المتشابه من كلام الله وكلام برسوله للنظر فيه فاعلم ان في قلبك زيغ وانه يخشى عليك ان يزيغ قلبك وتسلب الايمان ولما جاء ابن عسل مراجع ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه واخذ يسأله عن متشابه القرآن من الايات اعد له عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه فلما قال من انت؟ قال انا عبد الله صبيغ ابن عفف قال وانا عبد الله ابن الخطاب ثم نزع رأسه بالضرب جلدا حتى رأسه رظي الله تعالى عنه فكان يسأل الصديق بعد ما فعل ما الذي ما فعل بك؟ قال قد اذهب العبد الصالح الذي في رأسي اذهب الله ما في رأسي من الباطل وتتابع المتشابهات بجنب امير المؤمنين له رضي الله تعالى عنه. قال بعد ذلك مثال ذلك اذا بعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وان الشفاعة حق او ان الانبياء لهم جاه عند الله او ذكر كلامه وسلم يستدل به على شيء من باطله وانت لا تكن معنى الكلام الذي ذكره فجاوبه بقولك ان الله ذكر في كتابه ان الذين في قلوبهم زيغ يذكرون يتركون المحكم ويتبعون المتشابه وما ذكرته لك وما ذكرته لك من ان المشركين يقرون الضي وان كفر بتعلق الملائكة والانبياء والاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاء عند الله قال هذا امر محكم. هذه الشبهة يقول لك رحمه الله تعالى لو قال لك القبور لو قالك من يرى الشرك ويجوزه الاولياء لهم جاه ولهم منزلة ولهم شفاعة وانا اطلبهم واسألهم هذه الشفاعة. واتوجه بهم عند الله عز وجل وانت لا تستطيع ان تعرف الجواب التفصيلي. الجواب المجمل في الرد على هذا ماذا نقول له؟ ها من يعرف كيف يرد على هذا رد مجمل الذي يقول الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ولا هم شفاعة ولهم عند الله فانا اطلب شفاعتهم واطلب جاههم وهو عامي لا يستطيع ان يعرف النصوص الدالة على ابطال هذا القول نعم يعني الرد المجمل الان ان اقول له اما قولك ان اولياء الله لا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون في هذا صحيح فاولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون عند الله سبحانه وتعالى لولايتهم والقرب من الله سبحانه وتعالى. اما دعواك ان منزلة وجاهة نعم لهم ذلك. واما دعواك اننا نطلب نطلب منهم الدعاء والشفاعة ونتشفع عند الله بهم في الدنيا فهذا قول باطل لان الله امرنا ان نرد الاجمالي الا ندعو ولا نسأل الا الا هو سبحانه وتعالى واخبرنا ان دعاء المشركين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من طلب الشفاعة من الملائكة والصالحين والاولياء فكان طلبك هذا هو نقص طلب المشركين. فانا لا ادري ما معنى كلامك هذا لكن الذي اعرفه واعلمه ان العبادة لا تصرف الا لمن الا لله عز وجل والشفاعة لا تكون الا ملكا لمن؟ الا لله ولله الشفاعة جميعا اي هي ملك لله سبحانه وتعالى وما كان ملكا لله فلا يطلب الا ممن الا من الله عز وجل لا يطلب الا من الله. فانت عندما تقول يا عبد القادر يا فلان يا الله اشفع لي نقول قد اشركت الشرك الاكبر لانك دعوت بشرا لا يملك نفعا ولا ضرا ودعوته وهذا الدعاء عبادة وصرفه لغير الله عز وجل شرك اكبر يخرج من داخل الاسلام. اذا هذا هو الجواب المدمن ان هذا خلاف التوحيد وان الذي كلفني الله به ان ادعوه وحده وان اسأله وحده سبحانه وتعالى واما كلامك هذا فانا لا افهمه ولا ادنى معناه اي اذا كان عامي غير عالم النصوص وبادلة الكتاب والسنة. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين ذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اعداء الاعداء واوصافهم ذكر انهم كثيرون وانهم ايضا اهل حجج وفصاحة وبلاغة وان الجواب معهم والرد لاعتراضهم وشبههم يكون ابراهيم اما ان يكون برد مجمل واما ان يكون برد مفصل. وبين الرد المجمل بقوله وان يرد عليه بالمحكمات وان يرد المتشابه الى المحكم. وهذه قاعدة عامة كما ذكرنا. وهذا الرد انما يعمل مع من ينتسب الى العلم. فان الاعداء ايضا منهم من ينتسب الى العلم والى الكتاب والسنة بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم على باطله. فهذا يدل على ان الشيخ رحمه الله تعالى ابتلي بعلماء زمانه اشد البلاء فكان من علماء زمانه من يكفره ويستبيح دمه ويصفه بانه خارجي عن الاسلام وانه على مذهب الخوارج يكفر المسلمين ويستبيح دماءهم. بل كان هؤلاء العلماء الذين في زماني رحمه الله تعالى يزينون الشرك ويحسنونه للعامة ويقول ان عملكم هذا ليس بشرك وانما من باب التقرب الى الله عز وجل من باب اتخاذ الوسيلة والشفاء عند الله وهو معنى قوله تعالى الذي يبتغون ربهم الوسيلة ايهم اقرب. يقول انتم تبتغون الى الله الوسائل والمراد بالوسائل هؤلاء هؤلاء الاولياء والصالحين فكانت شدة شيخه فكانت فتنة شيخ الاسلام ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في علماء زمانه اشد من بامراء زمانه واهل وقته. بل قد نصره بل قد نصره الامير محمد بن سعود رحمه الله تعالى وجاهد معه ونصره حتى اقام الله عز وجل هذه الشعيرة وهذا التوحيد واظهره الله عز وجل. واما غالب الامراء في ذلك الزمان فكان محاربين لهم معادين لهم ومعهم علماء الضلالة والشرك والفساد بل كانوا يزينون الشرك لاهل بلدانهم ويحسنونه ويجملونه لهم يصفون الشيخ محمد بانه كما ذكرت خارجي وانه يكفر يستبيح دماءهم. وقد عرض عقيدته رحمه الله تعالى على علماء مكة وعلى والحجاج فكلهم وافقوا على هذه العقيدة الا انهم خالفوه في مسألة التكفير والقتال لانهم لم يعرفوا حقيقة التوحيد والا لا يستطيع احد ان ينكر عليه مقولة قالها او دعوة دعا بها فهو يدعو الى توحيد الله عز وجل والى افراد الله بالعبادة. فاذا عرفنا وعرفنا ان هؤلاء الاعداء اهل حجة واهل بيان وفصاحة فلا بد ان يكون معك من العلم ما تستطيع به ان تدفع هذه الشبه وان تدفع هذه الحجج. ثم اخذ المؤلل الشيخ رحمه تعالى يذكر الامثلة في الرد المجمل والرد المفصل. فبدأ بالرد خذلا وهو ما ذكر هنا بقوله فان قال لك ومثال ذلك اذا قال لك الا ان اولياء الله خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم استدل بهذه الاية على ان الشفاعة حق وان الانبياء لهم جاه عند الله عز وجل او ذكر كلام النبي صلى الله عليه وسلم في التوسل بدعائه او التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم فيقول العامي والذي لا يحسن الادلة ولا يعرف حقيقته ولا يعرف معناها يقول انا لا افهم هذا الكلام وانما الذي افهمه ان دعوة الرسل جميعا كانت لتحقيق توحيد الله عز وجل وان يعبد الله وحده والا يشرك به شيئا. وكلام الله لا يتناقض. فلا يأمرهن بالتوحيد ويأمر في غيرها بالشرك وجواز الاشراف به بل كلام واحد غير متناقض سبحانه وتعالى. واعلم ايضا ان الذين كفرهم الله عز وجل وكفرهم رسوله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت. وكانوا يرون ان الملائكة شفعاء لهم عند الله. وكذلك اللات والعزة سخرهم الله عز وجل فالذي اعرفه واعلمه ان العبادة لا تكون لمن؟ الا لله عز وجل. واما دعواك ان لهم جاه وشفاعة فهذي لا ادوية معناها لكن الذي اعقله واعرفه ان العبادة لا تطلب الا الا من الله عز وجل. هذا هو الجواب المدمن وهذا يستطيعه اي احد من عوام المسلمين ان يحقق وان يرد بهذا القول. قال ايضا واما الجواب المفصل قال بعد هذا امر محتوى بين لا يقدر احدا يغير معناه وما ذكرته لي ايها المشرك من القرآن وكلام لا اعرف معناه لكن اقطع انك كلام الله لا يتناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل وهذا جواب شديد جيد كما ذكره فهو الجواب المثمر رحمه الله تعالى قال بعد ذلك واما الجواب المفصل فان اعداء الله لهم اعتراضات وعلى دين الرسل اعتراضات كثيرة بها عن دين الرسل وعن دين محمد صلى الله عليه وسلم على دين الرسل يصدون بها الناس عنها. منها اول شبههم واول الشبه بهذا هي قولهم نحن لا نشرك بالله. نحن لا نشرك بالله بل نشهد انه هو الخالق الرازق مدبر المحي المبين. اذا الشبه ما هي الشبهة الان؟ الشبهة انهم قصروا الشرك على اي شيء على الاعتقاد. وعلى شرك ربوبية اسروا الشرك على ان المشرك لا يكون مشركا الا اذا اعتقد ان من يدعوه ويرجوه ويسأله يملك النفع ويملك الضر ويجلب النفع ما شابه ذلك. هذه هي اول شبهة. والجواب عليها الجواب عليها الجواب يفصل مما يليه. اولا ان الله سبحانه وتعالى اخبر عن كفار قريش وعن مشرك العرب انهم كانوا يقرون بان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت كما قال تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن من خلق السماوات والارض ليقولن ليقولن الله فهم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المحي المميت النافع الضار وسماهم الله كفارا ومشركين لانهم سألوا الاولياء والصالحين مع عدم اعتقادهم انهم ينفعون يضرون استقلالا وانما كان دعائهم وسؤالهم ايام الله بقوله تعالى ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله تلفا. فيقول هنا نحن لا نشرك بالله بل نشهد وهذا دعوة مبطل انه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر الا الله وحده لا شريك له وان محمدا لا يملك لنفسه نفعا ولا فضلا عن عبدالقادر جلال وغيره ولكن انا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله واطول الله بهم. فجاؤوا بما تقدم فجو متقدم الجواب على انتباه الوجوه. الوجه الاول حتى تتضح الجواب على هذه الوجوه. الوجه الاول ان كفار كانوا يقرون بتوحيد الربوبية ان كفار قريش كانوا يقرون توحيده به وان الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت الوجه الثاني انهم كانوا لا يعتقدون فيما يدعونه من اللات والعز والممات انها تنفع او تضر استقلالا وانما هي علم بمنزلة الوجهاء والشفعاء والوسطاء. هذا الجواب الثاني. الوجه الثالث ايضا ان الله سبحانه وتعالى كفره وحكم عليهم بالشرك. وامره بقتالهم واستباحة دمائهم انهم اشركوا بالله عز وجل لان بشر الله عز وجل بصرف العبادة والدعاء لغيره سبحانه وتعالى. والوجه الرابع ان فعلكم هذا لا يغنين اعتقادكم هذا لا يغني عنكم شيئا لان العبرة بما صرفتموه من العبادة لغير الله عز وجل والعبرة بالحقائق لا لا بالمباني والالفاظ بل بالمعاني. فهنا معنى عملكم هذا ومعنى على فعلكم هذا وحقيقته انكم عبدتم غير الله سبحانه وتعالى. واتلوا عليه الايات التي تلاها الشيخ رحمه الله تعالى مثل قوله تعالى ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن الله وليس من خلقهم ليقولن الله قل من يبلغون السنن ليقولن الايات الدالة على ان الله هو الخالق الرازق سبحانه وتعالى. فان قال هذه الصفة الثانية فان قال هؤلاء الايات نزلت في من يعبد الاصنام. كيف تجعلون الصالحين مثل الاصنام؟ هذه الشبهة الثانية. الاشبهة الاولى ايش هي؟ الشبهة الاولى قالوا ان الشرك لا يكون الا في الاعتقاد ونحن قرة توحيد الربوبية واما مشرك العرب فكان لا يقروك في رقية فرد عليه ما ذكرناه. الشبهة قولهم ان هذه الايات وهؤلاء التي نزلت في ولايتكم يشركون باصنام واحجار واشجار فكيف تشبهون الاصنام والاحجار والاشجار؟ بعيسى عليه السلام او بمحمد صلى الله عليه وسلم او للصالحين من عباد الله كعبد قال الجلال ومن شابهه من الصالحين؟ الجواب على هذه الشبهة فقل له ان الله سبحانه وتعالى كفر النصارى مع انهم يعبدون من؟ عيسى عليه السلام. وكفر بعض مشركي العرب مع انهم كانوا يعبدون من؟ اللات واللات هذا رجل صالح كان يلت السويق لاهل مكة. وكفر الله قوم نوح مع انهم كانوا يدعون ودا وسواع ويغوث ويعوق ونصرا وهم اناس صالحين كانوا يعبدون من دون الله عز وجل. وكفر الله من عبد الحجر والشجر وكفر الله من عبد كل شيء سبحانه وتعالى. اذا انتم تقولون فكيف تشبهوننا بمن يعبد الاصنام والاحجار؟ بمن يعبد الاولياء نقول الله كفر من عبد المسيح ومن عبد عزير ومن عبد محمد صلى الله عليه وسلم ومن عبد اي معبود كان ذلك المعبود فانه يكفر. هذا الجواب الاول. اذا لا فرق بينكم وبين وبين من كفرهم الله ورسوله في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. الجواب الثاني ايضا على هذه الشبهة على هذه الشبهة ان العبرة بصرف العبادة لا بنوع المعبود العبرة بصرف العبادة لا بنوع معبود لان الله يقول وان المساجد لله فلا تدعو مع الله فلا تدعو مع الله احدا فلا تدعو مع الله احدا والله يقول واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فالله نهانا ان نشرك به شيئا ونهانا سبحانه وتعالى ان ندعو معه احدا. وشيء واحد نكرات في سياق النفي او في سياق النهي افادت العموم والقاعدة ان النكرة اذا جاءت في سياق النهي تفيد العموم وشيء كما ذكرنا سابقا هو كل ما يسمح ان ان يعلم او يؤول الى العلم. فالولي شيء والملك شيء والصالح شيء والرسول شيء والحجر شيء وكل ما في هذا الكون يسمى شيء. والله يقول ولا تشركوا به شيئا. فاذا عبدت حجرا او شجرا او وليا او صالحا او له عبادة فانك تقول قد اشركت بالله عز وجل ولا فرق بين ان تشرك بحجر وبين ان تشرك برجل صالح لا فرق بين من يعبد بين من من بين من يدعو محمدا صلى الله عليه وسلم او جميع السلام وبين من يدعو اكثر الخلق واكثر الخلق لانهم يشتركون يشتركون جميعا بانهم اشركوا بالله عز وجل فالله نهانا ان نشرك به او ان ندعو غيره. الجواب الثالث على هذه الشبهة هذا الفعل منكم هو الشرك بالله عز وجل لان العبادة لا يستحقها الا من؟ الا الله سبحانه وتعالى. والعبادة اصلها من الذل والخضوع العبادة اصلها من الذل والخضوع. فكل من خضعت له وذللت وذللت له على وجه التعظيم فانك عابدا له كما قيل وتركتني كالبعير المعبد اي الذليل الخاضع فالعبد اصله من الذل والخضوع واما بالاصطلاح فهي ما امر في الشارع ورتب الثواب عليه فانه يسمى عبادة واحسن من فسرها وعرفها قول شيخ الاسلام ابن تيمية ان العبادة اسم جامع لكل ما يحب الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة وفي تعريف اخر وما امر به الشارع من غير اقتضاء عقلي ولا اضطراب عرفي هذا والعبادة. فاذا صرفت اي نوع من العبادة لغير الله فانك تكون مشركا الشرك الاكبر خارجا من دائرة الاسلام. فمن دعا كما ذكر كم احتج كمن دعا صنما او دعا وليا هو مشرك بالله بدعائه الصنم وهو مشرك بالله بدعائه الرسول. اذا قولهم تشبهون بمن يعبد الاصنام بل نقول كما قال شيخ الاسلام ابن الوهاب في قواعده الاربع ان ان مشركي العرب كانوا اخف شركا من جهتين انهم اخفوا من الجهتين من جهة الكم ومن جهة الكيف. من جهة الكم؟ انه مشرك العرب كانوا يشركون في كم؟ في في الرخاء دون الشدة اذا كان الشدة اخلص لله عز وجل. واذا كانت الرخاء اشرك بالله سبحانه وتعالى. اما من جهة الكيف العرب كانوا يشركون باولياء وصالحين ويشركون باحجار واشجار. اما مشركي زماننا فيشركون بالفجرة والفسقة والكفرة نسأل الله العافية والسلامة فاصبح كفار قريش اخف شركا وكفرا من مشرك زمان الشام الوهاب. وكلاهما يوصف بانه مشرك وانه خالد الاسلام لانه عبد غير الله وصرف العبادة لغير الله عز وجل. اقف على هذه الشبهة والله اعلم واحكم. وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد