الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى الشبهة الثانية. وهي من الشبه العظيمة عند القبوريين وعند المشركين. وهي قولهم ان الايات التي ذكر الله عز وجل فيها كفر المشركين واشراكهم انما هي فيمن عبد الاصنام والاحجار والاشجار وليست هي فيمن دعا الاولياء والصالحين والانبياء. وهذه يرددها اصحابها واول من ذكر هذه الشبهة اصحاب المصطفى في رسائلهم فانهم ذكروا ان الارواح لها تأثير لها تأثير في الدنيا واذا خرجت من اجسادها بل ان تأثيرها بعد خروجها من اجسادها اعظم من تأثيرها حال وجودها في اجسادها وهم فلاسفة كفار ويرون ان الارواح تؤثر وان لها تأثير على من يزورها وعلى من يقرض منها ولو كانت مفارقة للجسد. فهذا اول من اثار هذه الشبهة وقصر عبادة وان الشرك هو متعلق باعتقاد النفع والضر في غير الله عز وجل. واما الاصنام والاحجار والاشجار هي التي يسمى عابدها مشرك ويسمى عابدها كافر بالله عز وجل. اما الذي يتعلق بالارواح سواء ارواح او ارواح بني ادم او ارواح او اي شيء له روح فانه لا يسمى مشرك ولا كافر. وما زال اتباعهم اصحابهم يرددون هذه الشبهة على على اهل السنة والجماعة وعلى اهل التوحيد وهذه الشبهة ذكرها شيخ الاسلام لانه ابتلي في زمان من يقول كيف تشبهوننا بمن يعبد الاصنام والاحجار والاشجار وهم يعتقدون النفع والضر ونحن ان سألنا او دعونا فانما ندعوا اولياء وصالحين لهم جاه ومنزلة عند الله عز وجل فلا من عبد صنما ومن عبد رسولا ووليا. هذه شبهتهم. قال رحمه الله تعالى فجاوبه بما تقدم فانه اذا اقر الجواب بما تقدم ما ذكره في الشبهة الاولى وهي ان كفار قريش ومشركي العرب كانوا يعتقدون ان هذه وهذه الاشجار لا تستقل بالنفع ولا تستقل بدفع الظر ولا بجلبه وانما هي بمنزلة الوسائط ومنزلة الشفعاء والوجهاء وانما النافع الضار هو الله سبحانه وتعالى كما ذكر ذلك عنهم ربنا سبحانه سبحانه وتعالى في قوله ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فهم مضرون بتوحيد الربوبية. وثانيا ان مشركي العرب وكفار قريش انما عبدوا هذه الاصنام على هيئة الصور. تصوروا للملائكة صورا يعبدونها من دون الله عز وجل. فكلها هذه الاصنام التي يعبدونها هي عبارة عن صور للملائكة او للشياطين او للجن. بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم فحقيقة الاصل حقيقة الاصنام ان عبارة عن صور لالهة يدعونها كالملائكة او او الشياطين وكانت العزة شجرة تعبد من دون الله عز وجل وكانوا يخاطبون ويسألون وترد عليهم وكانت امرأة جنية تخرج عليهم ثائرة الرأس اذا خاطبوها ونادوها اجابتهم وسمعت سمعت سؤالهم وخطابهم واجابتهم الى ما يسألون ويطلبون بفعل الشياطين لعنهم الله. وكذلك الاصنام التي كان يعبدها المشركون كان كان يخالطها الاصنام كان شياطين يسمعون اصواتهم ويجيبون سؤالهم ويخاطبونهم بل قد يستجيبون لهم في بعض ما يطلبونه. ولو انها احجار واشجارا واصناما لا لا حراك لها ولا سماع لها ولا صوت لها فان الشرك ليس هو بنوع ليس نوع المشرك به وانما الشرك هو ان تصرف العبادة لغير الله عز وجل. فعندما تعبد وليا او حجرا او شجرا او وثنا او اي شيء فانك عندما تصرف العبادة له تكون قد اشركت بالله عز وجل وخرجت من دائرة الاسلام وخرجت من دائرة الاسلام بهذا الفعل. فدعواكم وقولكم انكم انكم انكم تدعون اولياء وصالحين ان كفار قريش والمشركي العرب كانوا يدعون اصناما فهذه دعوة باطلة. الجواب الاول اذا انهم كانوا يقرون بان الله هو الخالق المحي المميت والجواب الثاني ايضا ان مشركي العرب كانوا يصرفون لهم العبادة ويدعونهم ويرجونهم ويسألونهم كما كان كما كان يفعل مشرك زمان الشيخ رحمه الله تعالى فكانوا يدعون الاولياء والصالحين ويسألونهم كما يفعله المشركون مع الاصنام. وثالثا ايضا ان العبرة بصرف العبادة لا بنوع المعبود لا بنوع المعبود. ورابعا ايضا ان ان مشرك ان مشركي العرب وقريش كان منهم من يعبد اللات وهو رجل صالح كان يلف السويق وكان منهم من يعبد الملائكة كان من يعبد عيسى عليه السلام وكامل من يعبد غير ذلك من اولياء الله والصالحين ومع ذلك كفرهم الله عز وجل اجمعين ولم ولم يستثني من عبد وليا عمن عبد صنما او حجرا او شجرا بل كل اخبر الله عز وجل انه الكفار المشركون وقاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بين من عبد شجرة او عبد وليا وصالحا. قال بعد ذلك قال قال وانهم ارادوا ممن قصدوا الا الشفاعة ولكن اراد ان يفرق بين فعلهم وفعله. وهذا هو الجواب ان ما يفعل ويطلب من الاصنام والاحجار انما هو سؤالهم بجلب نفع او بدفع ضر او بكشف بلاء هذا هو العبادة التي لا لا تليق ولا تختص الا بالله عز وجل. وانتم يا من دعوتم يا من دعوتم الاولياء والصالحين ما تفعلونه هو نفس ما يفعل عند الاصنام والاحجار. وهذه هي العبادة التي لا يستحقها الا الله سبحانه وتعالى. قال الشيخ فاذكر له ان الكفار منهم من يدعو الاصنام كما ذكرنا ومنهم من يدعو الاولياء كما قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم ايهم اقرب؟ اي ان حجاج المؤلف بهذه الاية ليبين ان مشركي العرب ومشركي قريش كانوا يدعون هم يتقربون الى الله وهم يعبدون الله عز وجل وقد ذكر ان هذه الاية نزلت فيمن كان يعبد الجن وهو كافر كان في من يعبد الجن وكان الجن مشركون بالله كافرون بالله عز وجل فاسلم الجن وامنوا بالله عز وجل وما زال المشركون على عبادتهم وعلى كفرهم بهم فلما تاب اولئك الجن انزل الله عز وجل اولئك الذين يدعون اياما تدعونهم ايها المشركون هم ايضا مثلكم عباد يبتغون التقرب الى الله عز وجل بالاعمال الصالحة. اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة. وقد احتج القبوريون في هذه باحتجاج لم يسبقوا اليه من احد من اهل التفسير فقالوا ان تفسير هذه الاية ان دعاء الصالحين هو من باب اتخاذ الوسائل التي الى الله عز وجل وهذا التفسير لا يعرف عن احد من سلفنا الصالح ولا من علماء التفسير المعتبرين وانما هو مصير مبتدع باطل ضال يدعو الى الشرك بالله نسأل الله العافية والسلامة. ثم بين ان منهم من يدعو عيسى عليه السلام وهو نبي من انبياء الله رسول من رسل الله عز وجل ثم ذكر الدليل على ذاته وقوله تعالى ما المسيح ابن مرن الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبينهم الايات ثم انظر انا يؤفكون ولتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم. وهذا هو حال كل معبود سوى الله عز وجل انه لا يملك نفعا ولا ضرا. اذا هذه الشبهة جوابها من هذه الاودية الخمسة التي ذكرناها ثم اخذ يسوق الادلة على ابطال قولهم ودعوتهم وهو اثبات ان مشركي العرب لم يكن كلهم على على على عبادة واحدة من جهة الاولياء والصالحين بل كانوا متفاوتين متفرقين في عبادتهم منهم من يعبد الاولياء ومنهم من يعبد الصالحين منهم من يعبد الجلد ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الاحجار والاشجار وكلهم قد كفرهم الله عز وجل وان عبادتهم اياهم ليس المقصد انهم ينفعون يضرون وانهم يعتقدون فيه التصرف في هذا الكون وانما كان دعاءهم على وجه انه وسطاء وشفعاء توجيهات يقربونهم الى الله عز وجل. الشبهة الثالثة التي ذكرها وهي قوله فيقال فان فان قال الكفار يريدون منهم وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد الا منه والصالحون ليس لهم من الامر شيء ولكن اقصدهم وارجو من الله شفاعتهم. لهذه شبهة ثالثة وهي دعواه انه اذا سأل الصالحين او سأل الاولياء او سأل الرسل فان سؤاله اياهم لا بقصد انهم ينفعون او يضرون او انهم يملكون النفع والضر او اني اريد ذلك منهم استقلالا هذه الشبهة هي شبهة باطلة وحوى حجتها داحضة وليس لهم فيها متعلق بل حتى كفار قريش وحتى مشركي العرب الذين كفرهم الله عز وجل وحكم عليهم بكفرهم. واستباح الرسول صلى الله عليه وسلم دماءهم واموالهم وقاتلهم شرع الجهاد لاجل مقاتلتهم كانوا ايضا على هذا المعتقد. كانوا ايضا على هذا المعتقد كما ذكر الله ذلك عنهم. ما نعبده الا ليقربونا الى الله زلفى. فكفار قريش عندما سألوا الله وعندما سألوا العز والمناة لم يكونوا يعتقدون فيها ان وتضر استقلالا او انهم يطلبون ذلك منه ابتداء وانما يسألونها ويرجونها بزعم انها تقرب دعائهم وترفع دعاءهم الى الله عز وجل فيستجيب الله دعاءها لانها اقرب وانها ذات جاهل ومنزلة عند الله عز وجل وهذا الذي الذي ذكره شيخ الاسلام ابن حنبل ابن الوهاب هو ما ذكره المقريزي في ان شرك العرب وقع من جهة تشبيه تشبيه الخالق بالمخلوق فيه الخالق بالمخلوق حيث ضلوا ان ان الخالق لا يمكن ان يصار اليه ولا يمكن ان يدعى الا اذا كان بينه وبين وبين الداعي واسطة تقرب الداعي الى الله عز وجل كما هو حال الملوك والوزراء والعظماء انه لا يوصل اليهم الا من باب بالحجاب ومن باب الوزراء ومن باب الحراس فهم الذين يوصلون دعاء الناس وسؤال الناس وخطابهم الى الملوك. فظل هؤلاء الجهلة الله بهذه المنزلة انه لا يوصل اليه ولا ولا يصنع الدعاء الا اذا كان هناك من يوصله وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية ان هذا المعتقد ينبني عليه اعتقادات فاسدة لا لا يخلو منها لا تخلو من هذه المعتقدات اولها ان من اعتقد هذا الاعتقاد فانه يصف الله بالجهل حيث ان الله يحتاج من يبلغه احوال الخلق ومن يبلغه احوال الناس ليستجيب دعاءهم احوالهم والله جاهل بهذا المعنى لانه لا يمكن ان يعرف احوال الناس الا اذا كان هناك اولياء وصالحين يرفعون دعائهم يرفعون دعاء الناس الى الله. ايضا الامر الثاني مما ينبني على هذا الاعتقاد ان الله عاجز ان يدير ان يدير الخلق ويدبرهم وانه يحتاج الى من يعينه الى الى ان يحتاجه من يعين على تدبير الخلق او ايصال الحق الى الخلق او ايصال النفع الى الحق الى الخلق وهذا ايضا باطل وهذا كفر مستقل. وثالث ان الله محتاج لغيره. والله له الكمال المطلق من جهة قدرته ومن جهة قوته ومن جهة غناه ومن جهة كماله سبحانه وتعالى. فالذي يجعل بينه وبين الله هو صائم لا يخرج من هذه الحالات الثلاث. اما ان يصف الله او يصف الله بالعدل او يصف الله عز وجل بالحاجة والظعف وانه محتاج الى غيره. ولذلك قال تعالى واذا سألك عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي. وقد جاء في الصحيحين عن موسى رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رفع فلما رفع اصحابه اصواته اصواتهم بالدعاء قال ارجعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا ان الذي تدعون اقرب اليكم من واحدكم اي ان الله قريب سبحانه وتعالى يسمع ويبصر ويرى سبحانه وتعالى. اذا هذه الشبهة قول منا لا نريد منهم اقول هي دعوة كفار قريش وهي دعوة العرب والعبرة بدعائك وسؤالك غير الله عز وجل وصرف هذه العبادة لغير الله هو الشرك الاكبر المخرج من ذات الاسلام. فعندما تقف عند ذلك الولي وتقول يا عبد القادر اشف مريظي وان كنت تعتقد ان الشافي والله سبحانه وتعالى وان عبد القادر انما هو وسيط وشفيع عند الله نقول اشركت بالله باجماع المسلمين وكفرت بالله وخرجت من دائرة الاسلام يقول فالجواب ان هذا هو قول الكفار سواء بسواء واقرأ عليه قوله تعالى لا نعبدهم الا يقربون الى الله زلفى وقوله تعالى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله واعلم ان هذه الشبه اي هذه الشبه الثلاث هي ما يتعلق به القبوريون واعظم ما يتعلق به المشركون. وكل شبهة بعد هذه الشبهة الثلاث تعود الى هذه الشبه. تعود الى هذه الشبه هي اولهم قولهم اولا انا لا نعتقد بالنفع والضر وان النافع الضار هو الله والشبهة الثانية انهم ان هؤلاء اصنام وهؤلاء اولياء وصالحين والثالثة اننا نطلب بهم وليس نطلب منهم والحقيقة بها الشبه ان هي التقرب الى الصالحين ودعاء الصالحين وسؤال من نور الله عز وجل وهو الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام. قال بعد ذلك فاذا عرفت ان الله اوضحها في كتابه وفهمها وفهمتها فهما جيدا فما بعدها ايسر منها. قال بعد ذلك. فان قال انا لا اعبد الا الله وهذا التجاء اليهم ودعاؤهم ليس بعبادة. فقل له انت تقر ان الله افترض عليك اخلاص العباد الله. قال نعم فقل له بين هذا الذي فرضه الله عليه. هذه الشبهة اذا قال المشرك انا لا اعبد الا الله وهذا الذي افعله من دعاء الصالحين والتوسل والالتجاء اليهم هو التجاء وطلب الشفاعة وليس عبادة. نقول له نتنزل مع هذا الجاهل فنقول له فسر لي العبادة واخبرني ما هي العباد؟ وهذا اسلوب رفيع من شيخ الاسلام رحمه الله تعالى حيث انه نزل مع الخصم منزلة الجاهل الم تعلم الطالب العلم من هذا الجاهل فقال اخبرني ما هي العبادة التي فرضها الله عليك وامرك الله عز وجل بها حتى اتعلى منه. فان كان لا العبادة ولا يعرف انواعها واقر لك بالجهل انتقل معك من العالم الى الجاهل واصبح منك طالبا ان تعلمه وان ترفع وهذي من احسن الطرق في مخاصمة الجهال وفي مجاهدة اهل الباطل ان تتنزل معه في دعواه وتتنزل معه في ادلته عليه بعد ان يستدل بها فقل له اخبرني ما هي العبادة التي افترضها الله عز وجل علينا؟ فاذا قال لا اعرفها فقل كيف تصف نفسك بشيء وانت لا تعرفه وكيف تنفي عن نفسك شيئا وانت تجهله فلا شك ان هذا من اعظم من اعظم من اعظم البلاء العبد ان ان يبرئ نفسه من شيء لا يعرفه وان يثبت لنفسه شيئا لا يعلمه فهذا هو الجهل المركب نسأل الله العافية والسلامة وهذه الطريقة احسن من طريقة الانكار بشدة والغلظة عليه فان ذلك قد يحمله على الايباء والاستكبار وعلى اخذ العزة وعلى ان تأخذه العزة بالاثم فيكابر ويمتنع وينتقل من طلب الحق الى المعاندة. فالشيخ رحمه الله تعالى نزل مع هذا هذا المعاني ثم هذا المشرك منزلة الجاهل حتى يقر بجهله وحتى يقر بعدم علمه. فقال رحمه الله فاخبرني ما هو الذي افترضه الله عز وجل عليك وهو الاخلاص لله وهو حقه عليك فانه لا يعرف العبادة ولا يعرف انواعها ان العباد اصلها الذل والخضوع. اصل العبادة الذل والخضوع. واما من جهة الشرع فهي كل ما امر الله به وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم ورتب عليه ثوابا فانه يسمى عبادة. وما احسن ما عرفه شيخ الاسلام بقوله العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة. فكل فعل وكل عمل سواء كان قلبيا او فعلية من الجوارح واللسان والله يحب ويرضاه فانه عبادة تصرف لله عز وجل ودليل ذلك قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم وقوله تعالى الا لله الدين الخالص فهذا الايات وما شابه والقرآن مليء باثبات العباد لله وحده وانه لا يعبد الا الله عز وجل. وانواع العبادة كثيرة. انواع العبادة كما قال تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وقوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين استكثروا العبادة سيدخلون جهنم داخرين. فاخبر الله عز وجل الدعاء عباده. وقال تعالى فصل لربك وانحر. فكل هذا يدخل المسمى العبادة وعامة ما يفعله المشركون عند الاولياء والصالحين هو الدعاء والذبح والسؤال والطلب وهذا هو العبادة التي لا يستحقها الا الله عز وجل. فعندما ترجو وليا او تخافه او تتوكل عليه او تعتمد عليه او تفوض امرك اليه فهذا فكل عبادة لا يستحقها الا الله عز وجل فتنتقل معه بعد ان بعد ان يثبت جهله وانه جاهلا بانواع تنتقل معه الى التبين والتعليم فتخبره بمعنى العبادة الصحيح وتخبره بانواعها ثم ثم تنقله بعد ذلك الذي يفعله المشركون عند عند الذي يفعله المشركون عند الاصنام والانداد والاوثان والملائكة وليعبدوا لله عز وجل اليس هذا هو كانوا يعبدونها اليس كانوا يدعون الملائكة ان ينفعوهم ويضروهم ويدعون اللات والعزى ويسألون ويذبحون له ويتقربون اليها حتما فيقول نعم فقل له ايضا هذا الذي يفعل عند قبر عبد القادر الجيلاني وعند قبر البدوي وعند قبر الدسوقي وعند قبر محمد صلى الله عليه وسلم انهم يأتونه صلى الله عليه وسلم ويسألونه ويرجونه ويطلبونه ويطلبون منه النفع والضر وكشف الامراض وزيادة الارزاق وهذا كله شرك اكبر مخرج من دائرة الاسلام. قال بعد ذلك فانه لا يعرف العباد ولا انواع فبين لهم بقولك قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين. فاذا اعلمت بهذا فقل له هل علمت هذا عبادي فلا بد ان يقول نعم لان الله اخبر ان الدعاء عبادة وان سؤال الاموات ان سؤال الاموات هو من الدعاء فلا بد ان يقول نعم والدعاء مخ العبادة وهذا الذي ذكره الشيخ هو حديث رواه الترمذي من حديث عبيد من حديث ابن لهيعة عن عبيد الله ابن عبد الله ابن ابي جعفر عن عن ابان عن انس ابن مالك واسناده ضعيف وقد جاء الحديث من طريق من طريق الاعمس عن عن ذر عن نسيع الحظرمي عن رضي الله تعالى عنه انه قال الدعاء والعبادة الدعاء هو العبادة وهذا بالاجماع ان الدعاء عبادة وان صرفه لغير الله شرك اكبر يخرج من دائرة الاسلام. قال بعد ذلك فقل له اذا اقررت ان عباد ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا او غيره هل اشركت ببيت الله؟ فلابد ان يقول نعم فقل له فاذا عملت قول الله تعالى فصل لربك وانحر واطعت الله ونحرت له هل هذا عبادة؟ فلابد ان يقول نعم فقل له فان حرث لمخلوق النبي حجر او غيرهما هل اشركت في هذا؟ فلابد ان يقول نعم فقل له هذا هو الشرك. اذا وضح الشيخ ان اولا معنى العبادة ووضح انواعها ووضح ما يفعله المشركون الاوان عند عند اللات والعزى ومنات. في دعائهم وسؤال والذبح لهم ثم قرروا بهذا الشرك واياك ثم نقله بعد ذلك الى حال الزمان وانهم ايضا يأتون الى قبر عبد القادر الجيلالي ويدعونه ويرجونه ويذبحون له ويسألونه اذا اذا النتيجة ان اولئك مشركون وان هؤلاء مشركون وانهم كفار بخبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وقل له ايضا المشركون الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة الصالحون لا وغير ذلك فلا بد ان يقول نعم اي هذا جواب اخر على هذه الشبهة ان تقول له اخبرني ما هو فعل ما هو فعل ما هو فعل المشركين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟ مع الملائكة والصالح والاولياء فيقول لهم كانوا يعبدونهم لا بد ان يقر ان ان كفر كفار قريش وان الله اخبر انهم مشركين لانهم كانوا يعبدون الملائكة والصالحين والاحجار والاشجار لابد ان يقول ذلك لان الله اخبر بكفرهم واخبر بشركهم واخبر انهم الملائكة وانهم يدعون الاولياء وانهم يدعون الصالحين. فيقول لابد ان يقول نعم فقل له وهل كانت عبادتهم اياهم؟ انهم كانوا يعتقدون انهم ينفعون ويضرون؟ هل كانوا يعتقدون ذلك؟ فلا بد ان يقول لا لان الله اخبر عنهم انهم يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وانهم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المحي المميت النافع الضار وانما عبادتهم من كونهم هؤلاء شفعاء عند الله ما نعبده الا ليقربونا الى الله زلفى. ولا والا فهم يقرون انهم عبيد وتحت قهره وان الله هو الذي يدبر الامر ولكن والتجأوا اليهم الى الجاه والشفاعة وهذا ظاهر جدا. انتهت الشبهة. الشبهة الخامسة وهي ايضا مخرعة عن الشبهة التي قبلها وهي قوله فيقال اتنكر شفاعة الانبياء؟ اتنكر شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وتتبرأ منها؟ وهذه اراد بها ان بمذهب الخوارج اراد هذا المجادل وهذا المعاند ان يصف الشيخ رحمه الله تعالى ومن يدعو للتوحيد انه من اهل الاعتزال والخوارج الذين ينكرون الشفاعة والذين يكفرون المسلمين ويحكمون عليهم بردة فقل لهم لا انكرها ولا اتبرأ منها بل اثبتها بل اثبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم واعتقد انه الشافعي المشفع وارجو شفاعته ولكن الشفاعة ملك لله عز وجل هذه الشبهة وهي شبهة ان دعاءهم للاولياء والصالحين والرسل الانبياء هو من باب طلب شفاعتهم فهذه هي اعظم شبه القوم وهي وهي تعود الى الشبهة الثلاث السابقة التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى. اولا مسألة الشفاعة الشفاعة جاءت في كتاب الله عز وجل على نوعين شفاعة منفية في قوله تعالى ولا تنفعهم شفاعة الشافعين وشفاعة مثبتة واثبتها الله عز وجل في واثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الشفاعة مثبتة جاءت في كتاب الله بقوله ولا يشفعون الا لمن ارتضى كما قال تعالى الذي يشفع عنده الا باذنه. اذا الشفاعة التي اثبتها الله عز وجل قيدها بشرطين. شرط الاذن بالشافع والشرط الاخر الرضا عن المشفوع الاذن الكوني والاذن الشرعي الاذن الكوني والاذن الشرعي اي الاذن للشافع ان يشفع والرضا المشفوع ان يشفع له هذه الشفاعة المثبتة واهل السنة يثبتون شفاعة الرسل وشفاعة الصالحين وشفاعة الاولياء وشفاعة الملائكة وشفاعة الافراق والشهداء ولكن هذه هذه الشفاعة لها ضوابط عند اهل السنة. والنبي صلى الله عليه وسلم خصه الله عز وجل بشفاعات ثلاث خاصة به واشياء خصه بثلاث شفاعات لا يشاركه فيها غيره صلى الله عليه وسلم اول هذه الشفاعات التي خصه الله بها شفاعته للفصل بين بين العباد يوم القضاء وهو المقام المحمود الذي يحمده عليه جميع الخلائق صلى الله عليه وسلم يوم يبعثه ربه مقاما محمودا يحمده الخلاء عندما يفزع الخلاء الى الانبياء والرسل فيأتون ادم ثم يأتون ابراهيم ثم موسى ثم عيسى الى ان سيقول يا رسول يا محمد يا رسول لا ترى ما نحن فيه الا تشفع لنا فيقول انا لها انا لها فينطلق الى ربي سبحانه وتعالى فيخر ساجدا قدر سبت ثم يقول الله له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيشفعه الله عز وجل في الخلائق اجمعين حتى الكفرة وحتى المؤمنين يشفعهم الله يفصل بينهم في القضاء وهذه الشفاعة العامة لجميع الخلق وهي خاصة برسولنا صلى الله عليه وسلم. الشفاعة الثانية وهي خاصة به صلى الله عليه وسلم عندما يحبس اهل الجنة على ابواب الجنة ولا يدخلونها حتى يأتيهم يا رسول الله اشفع لنا فينطلق الى ربه فيخبره بذلك فيشفعه الله عز وجل فيفتح ابواب الجنة ولا ولا تفتح ابواب الجنة الا لمحمد صلى الله عليه وسلم فهو اول من فهو اول من يدخلها اول من يدخلها الله عليه وسلم. الشفاعة الثالثة وهي خاصة به ايضا شفاعته لعمه ابي طالب. وهذه الشفاعة خاصة برسول الله وشاء وخاصة بابي طالب فلا يشفع لكافر غيره ودليل ذلك حديث العباس وحديث ابي سعيد الخدري والنمامشي في الصحيح انه قال العباس يا رسول الله ان ابا طالب كان يحوط عنه وكان يدافع هل انت لا يمشي يوم القيامة؟ قال نعم. كان في اسفل النار فجعلت في ضحظاحها اي في الاهت فهذه شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه ابي طالب. اما مع ذاك من الشفاعات فهي شفاعات مشتركة. كشفاعة اناس وجبت لهم النار الا يدخلوها يشتركوا فيها الملائكة والانبياء والصالحون وكذلك اناس دخلوا النار ان يخرجوا منها يشتركوا فيها الانبياء والرسل الملائكة والنبيون الصالح والشهداء والافراد وشفاعة لاناس في الجنة ان ترتفع درجاتهم وهذه ايضا يشترك فيها الانبياء والمؤمنون. فهذه الشفاعة السبع هي الشبعات التي يثبتها اهل السنة والجماعة. اما الشفاعة من فيها نفاها الله عز وجل هي ما يتعلق بها القبوريون وما يتعلق بها المشركون ان يطلبوا من الاحجار والاشجار او الاولياء والصالحين ان يشفعوا لهم. والذي يدعو الاولياء والصالحين ويسألهم شفاعتهم. نقول لا لا تسمع ولا تستجاب. وطلب الشفاعة لها احوال. طلب الشفاعة لها احوال. في حال الحياة. وفي حال البرزخ وفي حال عرصات القيامة اما في حال الحياة فطلب الشفاعة بمعنى طلب الدعاء حال الحياة عندما تقول يا فلان اشفع لي فمعناها انك تطلبه الدعاء وهذا جائز عندما تأتي لشخص يقول يا فلان تدعو الله لي ان يغفر لي او ان يرحمني نقول لا بأس بذلك ولو قاله صيغة الشفاعة اشفع لي نقول لا بأس بذلك لان الشفاعة حقيقتها هو ان يظن الشافع قوله الى قول المشفوع له في تحقيق حاجة يطلبها او في امر يريده. فهذه جائزة. الحالة الثانية في حال البرزخ وبعد خروج بعد خروج الروح فان من قال لي في قولي اشفع لي او ادعو الله لي نقول اشركت بالله الشرك الاكبر لان هذه الشفاعة لا يمكن ان لا يمكن ان يفعلها ذلك ميت ولا يمكن يسمع دعاك ولا ان يمكن ان يسمع خطابك وخطابك اياه بهذا هو الدعاء. فانت عندما تقول يا رسول الله اشفع لي نقول اشركت بالله عز وجل وخرجت من دائرة الاسلام. وكذا عندما تقول له ادعو الله لي يقول اشركت بالله الشرك الاكبر. المخرج من دائرة الاسلام. اما في عرصات القيامة فلو قالوا ثلاثة كما جاء في الصحيحين انهم يقولون يا رسول الله الا ترى ما نحن فيه؟ الا ترى من فاشفع لنا فيشفع له وسلم ولكن الشفاعة ملك لله لا يشفع الشافعي ابتداء ابدا وانما يشفع بعد ان يأذن الله له بخلاف احوال اهل الدنيا عندما يطلب الشفاعة من شخص فانه يباشر ويبادر بشفاعته دون ان يستأذن المشروع عنده. عندما تطلب مثلا من صاحب لك ان يشفع لك عند عند مسؤول او عند مدير لعمل فان الشافع يأت ويخاطب دينه يا فلان وظف فلان فهل دون ان يستأذنه في شفاعته. اما الله سبحانه وتعالى فلا يشفع احد الا بعد ان يأذن الله له الا بعد ان يأذن الله له. واما الشباب الدنيا عندما عندما يسمع فلان لفلان عند الله عز وجل يقول يا ربي اغفر لفلان فان هذه لا الا بعد ان يأذن الله فان اذن الله فقبل دعاءه واستجاب له قبلت شفاعته. وان لم يقبلها الله عز وجل ردت شفاعته فالشفاعة ملك لله عز وجل وما كان ملكا لله فلا يطلب الا ممن الا من الله عز وجل. اذا هذا هو معنى الشفاعة وتعلقهم وزعمهم ودعواهم اننا اتخذناهم شفعاء نقول هذه الدعوة وهذا الزعم هو الذي اخرجكم من دائرة الاسلام فان مخاطبة الاموات بطلب الشفاعة هو كفر بالله وشرك بالله عز وجل من جهتين. الجهة الاولى ان كنت تخاطب من بعيد او بمكان بمكان تنأى عن الميت ان هذا اجتمع فيه شركان الشرك الاول انك تعتقد بانه يسمعك وانه يستطيع ان يجيب دعاك من بعيد وهذا ادعاء لانه يعلم الغيب وهذا كفر ومن جهة اخرى من جهة الالوهية حيث انك دعوته وسألته وهذا الدعاء والسؤال لا يستحقه الا من؟ الا الله سبحانه وتعالى قال بعد ذلك ولكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا ولا تكون الا من بعد اذن الله قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفع في احد الا بعد ان يأذن الله كما قال تعالى يعلم بين ايديهما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى اي الاذن الشافعي والرضا عن المشفوع في توفرت الشروط. واذن الله للشافع ان يشفع نفع المشفوع شفاعة الشافع. اما المشركين اما المشركون والقبوريون فانهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين لانهم بطلب الشفاعة من غير الله عز وجل ووقعوا في الشرك الاكبر والله لا يرضى عن المشركين كما جاء في الصحيح ابي هريرة قال قلت يا رسول الله من اسعد الناس؟ قال بل قالها الله خالصا من قلبك اذا من لم يحقق التوحيد ولم يحقق الاخلاص فان الشفاعة لا تناله ولا ولا ينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والشفاعة ينكرها وينكرها المعتزلة. اما اهل السنة فيثبتونها. قال بعد ذلك لا يأذن الله الا لاهل التوحيد. تبينت من الشفاعة كلها لله واطلب فقل اللهم لا تحرمني شفاعته. اللهم شفعه لي. فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطي وانا اطلبها مما مما اعطاه الله هذه ايضا شبهة اخرى وهي قوله ان الله اعطى محمد الشفاعة وانا اطلبها وانا نقول له والجواب عليه كما قال الشيخ قل ان الله اعطاه الشفاعة ونهاك عن سؤاله ونهاك ان تطلبها منه بقوله تعالى ما هو الدليل على ذلك؟ قوله وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فالله الذي اعطاه الشفاعة امرك ايضا بتوحيده واخلاص العبادة له والا تشرك به طرفة عين وسؤالك اياه سؤالك اياه وطلبك اياه ان ان يشفع لك هذا هو الشرك بالله عز وجل وهو الذي نهاك الله عز وجل عنه ونهاك ان تقع فيه هذا الجواب الاول على هذه الشبهة ان نقول له ان الذي اعطاه الشفاعة نهاك عن سؤاله ونهاك عن طلبه من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وانما الذي امرك بان تقول اللهم شفع في رسولك صلى الله اللهم شفع في رسولك صلى الله عليه وسلم. الوجه الثاني ساق الادلة كذلك لقوله فلا تدعو مع الله احدا وقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ثانيا الجواب الثاني وايضا فان الشفاعة طه يعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم اي ان الشفاعة كما تزعم ايها القبوري وايها المشرك ان الله اعطاها محمد صلى الله عليه وسلم فنقول لك ايضا الله اعطاها الانبياء جميعا واعطاها الملائكة واعطاها الافراق واعطاها الشهداء واعطاها المؤمنين فلك ان تقول انا ساسأل هؤلاء ايضا ان يشفعوا لي واذا اقر بذلك وقع فيما وقع به مشركي العرب ومشركي العرب فانهم كانوا يدعون الملائكة ويدعون الاولياء بدعوى انهم شفعاءهم عند الله وانهم يقربونهم الى الله زلفى. فحتما سينكر ذاك ولا يقر به فتنقطع حجته ويخصم بهذا الدليل وبهذا البرهان فان الله عز وجل امر بتحقيق العبادة له والا نشرك به شيئا سبحانه وتعالى. يقول فان قلت هذا فقال والاو يشفعون اتقول ان الله اعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم فان قلت هذا رجعت الى عبادي الصالحين التي ذكرها الله في كتابه وان قلت لا بطل قولك اعطاه الله الشفاعة وانا اطلبها مما اعطاه الله اي هذا القول قول باطل فيلزمك ان تقولها ايضا هذا في دعاء للشهداء وفي الصالحين وفي الافراد فتقف على فتقف على قلوب على على قبور الافرار وتدعوهم من دون الله ان يشفعوا لك وتقف على قبول الصالحين وتدعوه من دون الله وتخاطب ملائكة الدعاء ان يشفعوا لك هذا هو دين المشركين وقد جاء في صحيح البخاري في صحيح مسلم عن ابي رضي الله تعالى عنه ان الله يقول شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون وبقي ارحم الراحمين. فكل هؤلاء يسعون والافراط ايضا يشفعون كما جاء في الصحيح ما من مسلم الا كن له حجابا من النار وثلاثة ايضا كن له حجابا من النار قال بعد ذلك فان قال انا لا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك الان شبهة اخرى وهي قوله ان الالتجاء الى الصالحين والالتجاء الى الاولياء ليس بشرك وانما التجاء وتوسل ووجهاء وشفاعة فقل له اذا كنت تقر هذا التنزل الست تقر ان الله عز وجل حرم الشرك الله عز وجل اخبر ان الذنب الوحيد الذي لا يغفر اي ذنب الشرك بالله عز وجل واخبر ان من اشرك بالله ان الجنة حرام وانه خالد في نار جهنم ابد الاباد فلابد ان يقول نعم. فقل له ايهما اعظم حرمة؟ الزنا او الشرك لا شك انه سيقر بان الشرك اعظم لان صاحبه مخلد في نار جهنم فلزاما ان يكون الله قد بين الشرك وبين صوره وبين اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك طائرا يطير بجناحيه السماء الا واعطى امته منه خبرا وعلمهم واعلمهم واخبرهم ما يقول عند دخول الخلاء وما يقول عند الخروج منه اتراه لا يعلمه التوحيد ولا يعلم حقيقة الشرك لا شك ان هذا من اعظم سوء الظن بالله لرسوله صلى الله عليه وسلم ورسولنا قد بلغ الرسالة ونصح الامة واعظم ما بلغه هو توحيد الله سبحانه وتعالى بالعبادة فقل له بعد ذلك اذا كان هذا الامر بهذه الاهمية وبهذه المنزلة العظيمة فاحضر لي فعرف لي الشرك وما هو الشرك الذي نهى الله عنه والذي حذر الله منه وامر ان لا نعبد الا هو والا نشرك به شيئا فقل اخبرني ما هو الشرك. فان قال اعرفه فقل لو كيف تنفي عن نفسك شيئا لا تعرفه وهذا من اعظم من اعظم المصيبة ان ينفذ الانسان عن نفسه شيئا لا يعرفه قل له كيف تبري نفسك ان وانت لا تعرفه وكيف يحرم الله عليك هذا الامر العظيم ويذكر انه لا يغفره وانه يخلد صاحب النار وانت لا تسأل عنه ولا تتعلمه ولا تطلبه لا شك ان هذا من جهل الاعراب الذي لا يعذر به صاحبه يوم القيامة فاوجب واجب واعظم ما يجمع العبد ان يتعلمه ان يعرف التوحيد وان يحققه وان يعرف الشرك وصوره حتى يجتنبها ولا يقع فيها. فان قال الشرك ان عرف لك الشرك بتعريف خاطئ وتعريف باطل فقال ان الشرك هو عبادة الاصنام فقط اذا قال فان الشرك هو عبادة الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام فقل لهم ما معنى عبادة الاصنام؟ هذي الشبهة تتكررت معنا سابقا وهي قوله كيف تشبهون من يعبد الاولياء والصالحين بمن يعبد الاحجار والاشجار والاصنام فقل له ما معنى عبادة الاصنام؟ اي ما هو معتقد كفار قريش ومشرك العرب بالاصل في يعبدونه اتظن انهم يعتقدون فيها انها تنفع وتضر وتستقل بذلك دون الله عز وجل. فان قال نعم نقول كذبت الله له سبحانه وتعالى وهذه الدعوة ادعاها احد الضلال واحد دعاة القبور ودعاة الشرك بالله الشرك بالله عز وجل وقال ان مشرك العرب كان شرك من جهة توحيد الربوبية لا من جهة توحيد انه يولف الكتاب بذاته سماه مفاهيم يجب ان تصحح مفاهيم ان تصحح واعتق وزعم ان من المفاهيم التي يجب ان تصحح مفهوم ان مشركي العرب كان شرك في توحيد الربوبية لا في توحيد الالوهية وهذه الدعوة وهذا المفهوم مفهوم باطل بل اخفى ربنا سبحانه وتعالى انهم كانوا يقرون بان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت النافع الضار الذي يملك النفع والضر واما هذه الاصنام التي يعبدون ويرجونها انما عبدوه من باب الا تقربوا الى الله زلفى. قال بعد ذلك تظن انهم يعتقدون ان تلك الاخشاب والاحجار تخلق وترزق وتدبر الامر من دون الله فهذا يكذبه القرآن كما ذكرنا الايات. وان قال هو وان قال هو من قصد خشبة او حجرة او حجرا او بنية على قبر او غيره يدعون ذلك ويذبحون له يقولون انه يقربنا الى الله زلفى ويدفع الله عنا ببركته او يعطي بركة فقل صدقت وهذا هو فعلكم. اذا قال ان فعلهم انهم كانوا يذبحون لها ويدعونها ويزعمون انها انها ترفع عنهم بامر الله عز وجل وتدفع عنهم الضر بامر الله عز وجل فقل له هذا هو فعلكم عند القبور وعند الاولياء وعند الصالحين فانتم تدعون الاولياء والصالحين بزعم انهم يدفعون الضر عنك بامر الله عز وجل ويجلب لكم الخير بامر الله عز وجل. وهذا هو الشرك الذي اخبر الله عز وجل عنه انه وقع فيه مشرك العرب وعباد الاحجار والاشجار ولا ولا فرق بين من عبد حجرا او عبد وليا او عبد نبيا فكلهم قد اشرك بالله عز وجل. قال بعد فهذا اقر ان فعلا هذا هو عبادة الاصنام فهو المطلوب. قال ويقال له ايضا قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك ان الشرك مخصوص في عبادة الاصنام؟ اذا كان قصده اذا اذا قال الشتلات اصنام نسأله ونقول هل تقصد بها؟ هل تقصد بهذا؟ ان الشرك محصور فقط بعباد الاصنام فان قال نعم قلنا له كذبت لان الله كذبك بقوله ان الله كفر الذين اتخذوا الملائكة اتخذوا الملائكة اولياء وعبدوه من دون الله عز وجل. وكفر الله الذين عيسى عليه السلام وكفر الله الذين اتخذوا عزير ابن الله عز وجل وكفر الله خلقا كثيرا ممن لم يعبدوا صنما ولم حجرا ولا وترا وانما عبد الاولياء وعبد الملائكة وعبد الصالحين. فدعواك هذه باطلة. وان قال وانطفأ بها وان الاعتماد على الصالح ودعاؤهم لا يدخل في ذلك فهذا يرده ما ذكره الله في كتابه من كفر من تعلق بالملائكة وعيسى والصالحين فلا بد ان يقر لك ان من اشرك في عبادة الله احدا فهذا والشرك المذكور في القرآن وهذا المطلوب. اذا هذه الشبهة يبطلها القرآن ان الله كفر عباد الصليب اي عباد عيسى عليه السلام الذي يعبدون عيسى وكفر عباد الصالحين وكفر عباد الملائكة وهؤلاء لا يعبدون اصنامهم فلا بد ان يقر لك بذلك ثم اذا اقر بذلك لا بد ان يقر ان ان ما فعلوه من صرف العبادة او من سؤال الاولياء والصالح الملائكة انه الشرك بالله عز وجل وان فاعله كافر بالله خارجة في الاسلام وان ما يفعل عند قبور الاولياء والصالحين هو الشرك المخرج من دائرة الاسلام قال بعد ذلك وسر المسألة انه اذا قال انا لا اشرك بالله فقل له وما الشرك بالله فسره لي فان قال هو عباد الاصنام فقل وما معنى عبادة الاصنام؟ فسرها لي فان قال الا اعبد الا الله وحده فقل ما معنى عبادة الله وحده فسرها لي فان فسرها بما بينه الله في كتابه فهو المطلوب. وان لم يعرفها فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه وان فسر ذلك بغير بينت له الايات الواضحات في معنى الشرك وعبادة الاوثان وان بمعنى شرك بالله وعلامة الاوثان انه الذي يفعلون في هذا الزمان وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي هي التي ينكرون هي التي ينكرون علينا ويصيحون فيها كما صاح اقواله حيث قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. اي اعاد اعاد الشبه باسلوب مبسط فاخذ يتنزل مع هذا الخصم فقلنا وعرفنا مع العبادة ثم عرفنا معنى الشرك فان عرفها المعنى الصحيح فيلزمه ان فيلزمه ان يعبد الله وحده وان عرف الشرك بالمعنى الصحيح فيلزم ان يجتنبه وان يتقيه وان عرفه بغير معناه الصحيح فالواجب علينا ان نعلمه التوحيد وان نعلمه العبادة التي يستحقها الله عز وجل قال له بقى له الشرك ونحذره منه ثم نلزمه باحقاق العبادة لله عز وجل والا يصفها لغيره سبحانه وتعالى. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر رحمه الله تعالى شبهة اخرى ايضا يدلي بها عباد القبور ويدلي بها المشركون وهي دعواهم وزعمهم ان الله سبحانه وتعالى انما كفر عابد الملائكة وعابد عيسى عليه السلام وعزير. لانهم وصفوهم بانهم بنات الله او ان عيسى ابن لله عز وجل. او ان عزير ان لله سبحانه وتعالى تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا وهذه الشبهة ترد من وجوه. الوجه الاول اننا لا ننكر ان من وصف لله ولد او زعم ان لله ولدا انه كافر لاتباع المسلمين. وانه يكفر بهذا وبهذا الاعتقاد ولو كان عابد الله عز وجل ولو كان مصليا ساجدا خاضعا خاشعا معتقدا ان الله المستحق للعبادة فانه يكون كافر بالاجماع بدعوى انه وصف الله بالولد. وصف الله ان له ولدا سبحانه وتعالى عما يقول الكافرون علوا كبيرا. وهذه الدعوة من اعظم السب لله عز وجل والافتراء عليه. الوجه الثاني ان الذين كفرهم الله عز وجل ليسوا كلهم على هذه الطريقة فكان كفار قريش يعبدون اللات وقد كفرهم الله عز وجل مع انهم ما كانوا يعتقدون في اللات ان ابنا لله عز وجل او انه ولد لله سبحانه وتعالى. وانما كفره لانهم كانوا يصفون شيئا من العبادة ذلك الرجل الصالح من دعائه وسؤاله والتقرب اليه بنوع النذر او بنوع القرابين من ذبح ونحر وما شابه ذلك. الامر الثالث او الوجه الثالث الرد على هذه الشبهة انه ما زال اهل العلم يذكرون في كتبهم في باب احكام المرتد يذكرون من انواع الردة من نسب لله ولدا ويجعلونه ناقضا مستقلا ويعقبون بعده بالشرك بالله عز وجل ويجعلوه ناقضا مستقلا فاصبح ولله ناقض وكفر بالله سبحانه وتعالى واصبح الشرك ايضا كفر بالله مستقل. فيكون الجواب ان مشرك العرب ومشركي وبعض كفار الذي كفرهم الله عز وجل اجتمعت فيهم عدة مكفرات فكفروا بدعوى انهم زعموا ان الملائكة بنات الله ايضا بدعوى انهم عبدوا غير الله وصرفوا العبادة لغير الله سبحانه وتعالى. والله سبحانه وتعالى هو الاحد الذي لا سمي له في اسمائه ولا بصفاته ولا في ذاته فهو احد لا فهو احد صمد تصمد الخلايا كلها اليه وهو سيد لا جوف له سبحانه وتعالى ولا يلد ولا يولد سبحانه وتعالى وبالنسل لله الولد او نسل لله الفقر والحاجة فهو كافر باجماع المسلمين. قال بعد ذلك رحمه الله تعالى قال الشبهة الاخرى ذكر شبهة ثانية وهي قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وهذه الشبهة دعواه ان الاولياء لهم جاه ولهم منزلة عند الله سبحانه وتعالى. وان من مقتضى وهذا الجاه ان يتوسل بهم وان يتقرب بهم الى الله عز وجل وان دعاءهم وسؤالهم والتشفع بهم عند ربنا ان هذا ليس شركا مخرج من دائرة الاسلام. وهذه الدعوة هذه الشبهة باطلة بالوجوه. الوجه الاول ان معنى الاية الا ان اولياء الله لا خوف ولا هم يحزنون ان حق الاولياء ان نحبهم وان نترضى عليهم وان نقر بكراماتهم وان نشهد لهم ان الله عز وجل ولنشهد لمن شهد الله لهم الجنة انه من اهل الجنة. ونقطع انهم من الصالحين اذا ماتوا على ذلك وماتوا على هذا العمل الصالح. اما ان ندعوهم ونرجوهم ونسألهم ونتقرب اليه بانواع القرب التي لا يستحقها الا الله سبحانه وتعالى. فهذا الشرك الاكبر الذي كفر الله به كفار العرب وكفر الله بمشرك العرب. فان مشرك العرب انما كفروا بالله عز وجل لما صرفوا ذلك بغير الله سبحانه وتعالى. فاللات رجل صالح والملائكة والملائكة خلق صالحين ايضا. والانبياء خلق صالحين ومع ذلك كفر الله من عبدهم ومن سألهم ومن رجاهم الا من عرف حق الله وعرف حق الله فيهم والنبي صلى الله عليه وسلم تقول لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. ولما قاله رجل ما شاء الله وشئت قال جعلت لله ندا ما شاء الله وحده ما شاء الله وحده ولما جاء له بعض الصحابة قالوا يا رسول انا نستشعر بك على الله فسبح الله وعظمه وقال انه لا يستشفع بالله انه لا يستشفع باحد منك انه لا يستدل على احد من خلقه انه لا يستشفع بالله على احد من خلقه اي ان الله اعظم من ذلك سبحانه وتعالى. وانما الذي يعبد ويسأل ويرجى ويخاف هو ربنا سبحانه وتعالى وان من صرف شيئا للعبادة لغير الله ايا كان ذلك المصروف له نبيا كان او ملكا او رسولا كما قال الشيخ في الاصول بل ان الله لا يرضى ان يشرك انه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. وخص الملك المقرب والنبي المرسل لانهم افضل الخلق. فافضل الخلق. الملائكة من الانبياء والرسل فاذا كان الله لا يرضى ان يشرك به ولا يشرك معه الملائكة المقربون ولا الرسل ولا الانبياء فمن باب من كان دونهم من خلقي سبحانه وتعالى. قال بعد ذلك فاذا عرفت ان هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد هو الشرك الذي نزل فيه القرآن وقات رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه فاعلم ان شرك الاولين اخف من شرك اهزم لامرين اي ان مشرك العرب كانوا يعتقدون كانوا يدعون كانوا كانوا يعبدون الملائكة والانبياء ويسألونهم ويرجونهم مع اعتقادهم انها لا تنفع ولا تضر استقلالا والذي سماهم والذي سماه المشركون في زمن شيخ الاسلام في زماننا هذا ان الشرك وان تعتقد فيهم النفع والضر هذا اعتقاد فاسد وباطل بل الشرك هو ان تسقط شيئا من العبادة لغير الله عز وجل. واراد بهذا الفصل ان يبين رحمه الله تعالى ان تفاخر او او او او انفت مشركي زمان الشيخ رحمه الله تعالى ان يشبه مشرك العرب ان ليس له وجه بل مشرك العرب في النبي صلى الله عليه وسلم اخف من مشرك زماني بامرين اخف بامرين. الامر الاول من جهة الكم. من جهة كم اي ان مشركي العرب اخف شركا من جهة الكم فمشرك العرب ما كانوا يشركون في كل زمان بل كان يشرك بالله عز وجل في حالة واحدة وهي حال الرخاء اما في حال الشدائد فاذا ركو الفلك دعوا الله مخلصا له الدين. اي في وقت الشدة وفي وقت الكرب وفي وقت الشداد كان كفار قريش ومشركوا العرب يوحدون الله عز وجل ولا يدعون الا الله وحده سبحانه وتعالى. اما في حال الرخاء فيشركون بالله عز وجل فاذا ركبوا الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. اما مشركي زماننا فهم يشركون في وقت الرخاء ويشركون في وقت الشدة ففي الرخاء مشركون بالله ويدعون غير الله عز وجل واذا تلاطلت بهم الامواج في البحار واشتدت بهم الكرب ايضا دعوا غير الله سبحانه وتعالى يذكر ان احدهم ركب سفينة رحمه الله تعالى ومات هذا الرجل اعرفه يقول ركبت سفينة مع بعض جاريته يقول فلما ركبنا السفينة وكانوا على مذهب باطل وعلى شرك بالله عز وجل. فلما تلاطى بنا الاموات اخذوا يدعون يا عبد يا عبد القادر يقول فقلت له اتقوا الله عز وجل ووحدوا الله فان الله هو الذي ينجيكم من هذا من هذا الخط ومن هذا الكرب فقالوا لم تسكت والا رميناك ان لم تسكت والا رميناك فهدأت الامواج وسكنت فقال بعضهم قد قد كدنا ان ان نهلك بدعوات وبقولك فاصبح الدعوة الى التوحيد هي سبب هلاك نسأل الله العافية والسلامة فكانوا يشركون بالله في زمن الرخاء وفي زمن الشدة واخرى لما اشتد بها الزحام على الكعبة لما اشتد بها الزحام في الطواف اخذت تنادي بسيد وولي الاولياء وتقول سترك يا فلان سترك يا فلان وفي حماك يا فلان وفي حماك. اما مشرك العرب ومشرك اهل الجاهلية فكانوا في وقت الشدائد يوحدون الله ويدعون الله وحده. فايهما افضل؟ وايهما اخف؟ من يشرك في زمان الرخاء وحده او الذي يشرك في زمن الرخاء والشدة؟ لا شك ان الذي يشرك في زمن الرخاء وحده اخف كفرا واخف شركا ممن يشرك في الله عز يشرك بالله عز وجل في زمن الرخاء وفي زمن الشدة الامر الثاني الذي يفضل فيه مشرك العرب ومشرك قريش على مشرك زماننا ان مشرك العرب وقريش والكفار كانوا يشركون اما بحجر لم يعصي الله قط او بشجر لم يعصي الله سبحانه وتعالى او بولي صادق او صالح او بنبي او برسول وكل المشركون كفارا بهذا العمل. اما مشركي زماننا فهم يشركون بالفجرة والكفرة والفسقة حتى ان بعض من يعظمونه ويشركون به ويدعون من دون الله عز وجل ذكر في ترجمته انه كان اذا على المنبر اخرج ذكره واخذ يبول على الناس يبول على الناس ويتبركون ببوله ويتبركون بغائطه نسأل الله العافية والسلامة فهو كان فاجرا فاسقا وتاج الذي كان يعبد يعبد من دون الله في هذه البلاد كان رجلا فاجرا فاسقا يرتكب المحرمات ويعاقب المحرمات نسأل الله العافية والسلامة ومع ذلك كانوا يشركون به مع الله عز وجل. فاصبح الذي يشرك برجل صالح او بولي او بحجر او شجر اخف من جهة ممن يشرك بفاجر وفاسق وكلهم في الحقيقة مشركون خارجون من ذات الاسلام كفار فالعبرة بصرف العبادة لغير الله عز وجل لا بنوع المعبود فمن عبد حجرا كفر ومن عبد ملكا كفر ومن عبد رسولا كفر ولو كنت طوال عمرك على الله عز وجل ولكنك في ليلة من الليالي ضاق امرك فسألت فسألت مثل العيدروس او الدسوقي او البدوي او عبد او دعوت رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فانك بهذه بهذا الدعاء تكون قد كفرت بالله واشركت بالله وخرجت من دائرة الاسلام ووجب لك النار والخلود فيها لان الله يقول انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأوى النار ما للظالم من انصار. اذا هذا الذي ذكره شيخ الاسلام في هذا المقطع ليبين ان ما يألف به مشرك زمانه من تشبيههم مشرك العرب الذي تفضل معهم بل مشرك العرب اخف شركا واخف حكما منكم لانكم تشردنكم لانكم دونهم من جهتين من جهة الكلب ومن جهة الكيف ومن جهة الكيف. قال قال رحمه الله تعالى بعد ذلك من فهم هذه المسألة التي وضحها الله وفي كتابه وهي ان المشركين الذين قاتل يدعون الله تعالى ويدعون غيره في الرخاء واما في الضر والشدة فلا يدعون الا الله وحده لا شريك له اي هذا هو الامر الاول والامر الثاني من جهة الكيفية فهؤلاء يدعون صالحين ويدعون اولياء وملائكة واولئك احجارا واشجارا وان اشتركوا في الكفر والخروج من دائرة الاسلام الا انهم اخف من جهة كيفية ما يشركون به. هذا ما ذكره رحمه الله تعالى ونقف على هذا الفصل والله اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد