الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد لما انهى شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ما يتعلق بالشبه التي يذكرها عباد القبور عباد القبور والمشركين او عباد القبور المشركون فيما يتعلق بالعبادة غير الله عز وجل والتوسل اليهم وبهم انتقل الى شبهة اخرى وهي شبهة تتعلق بالعلماء دون العوام. وذلك ان شيخ الاسلام رحمه الله تعالى عرض معتقد على علماء المسلمين في الحجاز وفي نجد وفي وفي الاحساء فوافقوه على معتقده وخالفوه بمسألة التكفير والقتل وهذه الشبهة هي كيف تكفر المسلمين؟ وكيف تقاتلهم وهم يشهدون ان لا اله الا الله. فقالوا ان من قال لا اله الا الله فانه هو المسلم ولا يكفر ولا يقاتل حتى يكذب بهذه الكلمة او ينقضها. هذه هي شبهة القوم وهي التي تدلل حولها كثير من عباد القبور والمشركين ويدندن حول ايضا من مذاهب اهل الباطل ويصحح اعتقادهم ويرى ان من كفر من كفر بالله عز وجل مع نطقه بالشهادتين انه على مذهب الخوارج وانه على دين المعتزلة الذين يكفرون اهل الاسلام. وهذه الدعوة وهذه دائما يدندن حولها كل من خالف معتقد اهل السنة والجماعة في باب التكبير في باب التكفير. ولا شك ان حكم شرعي انزلنا به وانزلنا ان دين الله عز وجل به بل لا يصح اسلامنا ولا يصح ايماننا الا بتحقيق والاتيان به كما قال تعالى. فمن يكفر بالطاغوت ويرضي الله فقد استمسك بالعروة الوثقى. ولا ايمان الا بتكفيه ولا تكفير الا بايمان. ولكن لا نكفر الا من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. واجمع المسلمين على كفره. اما ان نكفر من لم يكفره الله ورسوله. او نكفر الناس على مذهب الخوارج والمعتزلة بارتكاب هذه من كبائر وفعلهم الذنوب التي لا يكفرون بها. فحاشى وكلا. فاهل السنة انما كفروا من كفره الله ورسوله وحاكى وقاتلوا من اوجب الله ورسوله قتالا وكفوا عمن كف الله عنه وكف عنه رسوله صلى الله عليه وسلم هذه شبهتهم وقد اجاب شيخ الاسلام في نقض هذه الشبهة وفي ابطالها وذكر احدى عشر دليلا على ابطال هذه الشبهة من اوجه كثيرة. فقال رحمه الله تعالى الجواب انه لا خلاف بين العلماء كلهم ان الرجل اذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء انه كافر بالله عز وجل لم يدخل في الاسلام وكذلك اذا امن ببعض القرآن وجحد بعضه كمن اقر بالتوحيد وجحد وجوب واقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة واقر بهذا كله وجحد الصوم او اقر بهذا كله وجحد الحج فهذا فهذا كافر بالله عز وجل ولا يصح اسلامه باجماع المسلمين. ومعنى هذه ومعنى هذا ان الذي يريد ان يدخل في الاسلام ويقول لا ادخل الا اخذا بعض الاسلام. اي اقبل اقبل شيئا من الاسلام انكر بعضه اقبل الصلاة واترك الحج اقبل الزكاة ولا اقبل الصوم فان هذا كافر بالله عز وجل وخارج ولا ولا يحكم له بالاسلام. كما قال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله يقولون نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا. فحكم الله عز وجل على من اراد ان يقبل بعظ الاسلام ويترك بعظه انه كافر حقا وانه لا يسمى مسلما. هذا اذا كان قبل ان قبل ان يسلم قبل ان يسلم. والله يقول يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة. فاهل الاسلام مأمورين ان يدخلوا بالاسلام كل يأخذوا بالاسلام كله وان يدخلوا في الاسلام كله وان لا يتركوا منه شيئا. هذا هو الذي اول ذكره شيخ الاسلام رحمه الله تعالى على هذه الشبهة. اذا كان الذي يقبل بعض الاسلام ويترك بعضه كافر باجماع المسلمين ولا اما مسلم ولا يصدق عليه انه دخل في الاسلام فكذلك الذي يقر بالصلاة والزكاة والصيام لكنه يقول الحج ليس بواجب. فينكر وجوب شيء من الشرائع الظاهرة كالصوم والزكاة والحج. فهذا ايضا كافر اجماع المسلمين. وايهما اعظم ان ينكر فرعا من فروع الشريعة او شريعة من شرائع الاسلام؟ او ينكر توحيد الله عز وجل الذي هو اعظم ما دعا اليه محمد صلى الله عليه وسلم. فرسولنا صلى الله عليه وسلم مكث عشر سنوات في مكة ادعو الناس الى ان يقولوا لا اله الا الله ويقولوا قولوا لا اله الا الله تفلحوا ولم تفرض الصلاة الا قبل الهجرة بثلاث سنوات اي بعد دعوته وبعثته صلى الله عليه وسلم بعشر سنين. فهذا الامر الذي بعث الله رسوله به ودعا الناس اليه عشر سنوات لا يكفر من تركه ويكفر من جحد وجوب الصلاة والزكاة لا شك ان هذا تناقض فان جاحد الصلاة كافر وتارك الصلاة ايضا كافر واعظم كفرا منه الذي ترك التوحيد والذي لم يعمل بلا اله الا الله فان الاسلام قائم على خمسة اركان على على الشهادتين وعلى الصلاة والزكاة وعلى الصيام والحج ومن ترك احد هذه الاركان الاربع دون الشهادتين جاحدا لوجوبها كفر باجماع المسلمين. ومن تركهما ممتنعا عن الالتزام بها كفر ايضا بالاتفاق كما نقله شيخ الاسلام ابن تيمية. واما من ترك التوحيد فكفره اعظم ولا يسمى مسلم الا اذا حقق التوحيد واتى به ومما يدل على ذلك ان العبد الذي يموت بعد ان ينطق بالشهادتين ولم يصلي ولم يزكي ولم يصم فانه يسمى مسلم ويدفن مع المسلمين. اما لو صلى وصام وزكى وحج ولم ان يقر بالشهادتين فانه كافر بالله عز وجل خالد مخلد في نار جهنم. فاذا كانت فاذا كنتم تقرون وتتفقون وتجمعون على ان تارك الصلاة يكفر فاعظم من ذلك الذي يترك التوحيد ولا يعرف معنى لا اله الا الله فهذه يا ابا اول جواب ذكره على هذه الشبهة. ثم قال فاذا كان الله قد صرح في كتابه ان من امن بعض الكتاب البعض فهو الكافر حقا زالت هذه الشبهة وهذه هي التي ذكرها بعض اهل الاحساء اي من علمائهم الذين انتقلوا على شيخ الاسلام انه يكفر من قال لا اله الا الله ويكفر من يشهد ان محمدا رسول الله. فرد عليهم بهذا الجواب الموفق ان الله كفر من قبل بعظ الاسلام وترك بعظه وهم مجمعون على هذا القول وموافقون له بل ينقلون الاجماع النجاح عند وجوب الصلاة كافر فمن باب اولى من جحد التوحيد او من نطق بالشهادتين ولم يعمل بمقتضاها ولم يحقق معناها فانه كافر ايضا بالاجماع. قال ويقال ايضا اذا كنت تقر ان من صدق الرسول في كل شيء وجحد وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال بالاجماع. وكذلك اذا اقر بكل شيء الا البعث بالاجماع وكذلك لو جحد وجوب الصوم اي ان من جحد واجبا من واجبات الاسلام او من الشرائع الظاهرة فانت ايها ايها المعترض وايها وايها الذي طرحت هذه الشبهة تقر بانه كافر وانه خارج من دائرة الاسلام مع انه يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله وانت كفرته مع نطقه بالشهادتين بامر بامر غير غير غير عدم نطقه بالشهادتين وهو ترك الصلاة. فكيف اذا كان ناطقا بالشهادتين وهو لا يعمل بمقتضاها فهذا الجواب الثاني انه من جحد شيئا من الدين معلوم من الدين بالضرورة انه كافر بالاجماع مع انه ينطق بالشهادتين قال رحمه الله تعالى فمعلوم ان التوحيد هو اعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم من الصلاة والزكاة الصوم والحج ووجه تعظيم التوحيد على على سائر الشرائع بامور. الامر الاول ان هو الامر الوحيد الذي مكث النبي صلى الله عليه وسلم يدعو اليه عشر سنوات لا يدعو الى شيء غيره لا يدعو الى حج ولا الى صيام ولا الى صلاة ولا الى جهاد ولا الى اي وانما كان يدعو الناس ان يقولوا لا اله الا الله ويقول كلمة تدين لكم بها العرب والعجم فكانوا يقولون اجعل الالهة الها واحدا؟ هذا الامر الاول انه اعظم ما يدعى اليه لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليه عشر سنوات قبل ان تفرض الصلوات والزكاة والصيام. الامر الثاني ان الذي ينطق بالشهادتين يسمى مسلم اذا مات بعد نطقها ولو لم يصلي ولم يصم ولم يزكي فانه يحكم باسلامه مع المسلمين يصلى عليه. الامر الثالث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا ارسل رسل وارسل دعاته صلى الله عليه وسلم فكما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله اي يوحدوا الله وفي رواية ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فاذا هم اقروا بذلك فاخبرهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات. فنقله الى الصلاة بعد اقرارهم بالتوحيد فهذا يدل على ان التوحيد هو اعظم امر او اعظم مقصود يقصده شارعنا وربنا سبحانه وتعالى في تحقيقه فمن حقق جميع الشرائع ولم يحقق التوحيد فلا شك في كفره باجماع اهل الاسلام باجماع اهل الاسلام والامر الرابع هو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله عز وجل وهو الذنب الوحيد الذي اذا وقع فيه العبد ان اعماله كلها تحبط يخلد خالدا في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة. فيقول الشيخ واذا جحد التوحيد الذي ودين الرسل وهذا ايضا ميزة خامسة ان التوحيد هو دين جميع الرسل من لدن نوح عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فاذا كان هذا التوحيد الذي هو دين جميع المرسلين ودين جميع الانبياء. لا يكفر تاركه ويكفر تارك الصلاة هذا من التناقض العجيب وهذا من الجهل العظيم. قال رحمه الله تعالى واذا جحد التوحيد الذي ودين الرسل كلهم لا يكفر سبحان الله ما اعجب هذا الجهل وما اعظمه وصدق رحمه الله تعالى. اذا كنت تكفر جاحد الصلاة والزكاة فكيف لا كفروا من ترك التوحيد ولم يعمل به ولم يأت به. قال ايضا ويقال ايضا هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم وجاءوه بعام الوفود معلنين بيعتهم واسلامهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون ان لا اله الا الله ويشهدون ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذنون ويصلون ولكنهم اقروا بان مسيلمة رسولا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان الرسالة صارت اليه بعد محمد صلى الله الله عليه وسلم فقاتلهم الصحابة وكفروهم بالاجماع واستباحوا دماءهم واموالهم لاجل انهم نزلوا مسيلمة كذاب منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه المسألة محل اجماع بين اهل العلم ان من قال ان فلانا رسولا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كافر بالاجماع ومن ادعى الرسالة او النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم فقد اجمع اهل العلم على كفره وما ذكره الشيخ ان الصحابة كلهم قد اجمعوا على كفر بني حنيفة وقتال واستباحة دمائهم واموالهم لاجل انهم قالوا ان الى متى رسولا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون ان لا اله الا الله ويشهدون ان محمدا رسول الله ويصلون ويتصدقون ويصومون ومع ذلك اجمع الصحابة على كفرهم وعلى قتالهم. يقول الشيخ فان قال يقولون مسيلمة نبي وهو يقر بذلك انهم انما كفروا لانهم قالوا ان مسيلمة نبي فيقول وهذا هو المطلوب فاذا كان يكفر من نزل مخلوقا منزلة مخلوق فمن باب اولى ان يكفر من ان يكفر من نزل مخلوق منزلة الخالق ايهما اعظم كفرا؟ من ينزل بشرا منزلة البشر وان يقول هذا فلان رسول كما ان محمد صلى الله عليه وسلم رسول فهو ينزل بشر مكان بشر او الذي ينزل البشر منزلة رب البشر سبحانه وتعالى الملك الجبار لا شك ان من انزل منزلة الخالق اعظم كفرا واعظم شركا واعظم باطلا من الذي ينزل مخلوقا منزلة مخلوق فاذا كان هؤلاء كفروا بانزالهم مسيلمة منزلة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف لا يكفر الذي ينزل هؤلاء الصالحين الاولياء بمنزلة رب السماوات والارض في صرف الالهية اليهم وعبادتهم ودعائهم من دون الله عز وجل. يقول الشيخ اذا كان من رفع رجلا الى رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادتان مع انه ينطق بالشهادتين ولا الصلاة كيف بمن رفع شمسان ويوسف وتاد او صحابيا او نبيا في رتبة جبار السماوات والارض. يقول الشيخ اذا كان الذي نزل مسيلمة منزلة محمد صلى الله عليه وسلم كفر بالاجماع مع انه ينطق بالشهادتين ويصلي ويصوم وكفر بهذا الاجماع فكيف ينزل تاج وتاج هذا كان رجل من اهل الخرج وكان اعمى البصر والبصيرة وكان فاجرا ضالا وكان الناس يخافون ويدفعون له الاموال خشية ان يسخط عليهم ويدعونه ويرجونه ويخافونه ويتقربون اليه كما كما يتقرب لله سبحانه وتعالى. واما واما شمسان فهو رجل من اهل العارظ ايضا وكان يعتقد فيه الباطل والكفر. وكان يعتقد فيه انه ينفع ويضر مع الله عز وجل فكان يدعى ويسأل ويذبح له ويتقرب اليه بأنواع القرب وكذلك شمسان كان من اهل الإحساء وكان يعتقد في وفي اهل بيته انهم محل وانهم محل قبول القرب ومحل قبول الدعوات وانهم يستجيبون الدعوات ويرفعون البلاء فاذا كان هؤلاء الذين ينزلون الحاجات بهؤلاء ويعبدونهم ويدعونهم ويرجونهم لا يكفرون ويكفر الذي نزل بشر محل بشر هذا تناقض وهذا تناقض وجهل عظيم. فمن نزل مخلوقا كفر ومن نزل مخلوقا مكان الخالق لا يكفر هذا هو الشيخ يريد ان يبين ان الصحابة كفروا بالاجماع وقاتلوا واستحلوا الدماء والاموال لانهم انزلوا بشرا ان النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى انه رسول. فمن باب اولى وهذا محل اجماع قياس الاولى محل اجماع ان من انزل مخلوقا محل الخالق او برتبة الخالق او فيما يستحقه الخالق سبحانه وتعالى ان كفره اعظم وان نطقه بالشهادتين لا ينفع قال فكيف بمن رفع شمسان او يوسف او صحابيا او نبيا رتبة الجبار وسبحان وما اعظم شأنه؟ كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون اي ان الله قد طبع على قلوب هؤلاء فلا يميزون حقا من باطلا ولا يتدبرون الايات والادلة فهم في غيه في وفي عمائهم يعمهون نسأل الله العافية والسلامة. قال ويقال ايضا هذا الدليل الثاني اود الحجة الثالثة على هذا الضال ويقال ايضا الذين حرقهم علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه من الغلاة الذين قالوا انت الهنا وانت ربنا دعوه من دون الله عز وجل كفرهم علي وكفرهم الصحابة بالاجماع واستحلوا دماءهم وقتلوهم بل خدد علي بن ابي طالب وامر قنبلة وهو مولاه ان ان يحد الاخاذ وان يشعلها نارا ثم امر من قر له انه اله ان يلقى في النار هذه ويقتل وقد وافقه الصحابة على قتلهم واتفقوا على قتلهم الا ان ابن عباس وغيره قد انكر عليه فقط احراقهم لانه لا يحرق بالنار الا رب النار سبحانه وتعالى. والا الصحابة مجمعون على ان من انزل عليا الها وجعله منزلة اله يعبد ويدعى ويرجى انه كافر بالله عز وجل. وهذا المعتقد الخبيث وهو تنزيل علي منزلة الاله الرب هو معتقد النصيرية والدروز والاسماعيلية والرافضة لعنهم الله عز وجل فانهم ينزلون عليا منزلة الله بالدعاء والرجاء والسؤال والخوف والذبح والتقرب ويقولون ان عليا هو ان عليا هو الذي ينفع ويضر وهو الذي يستجيب الدعاء وهو الذي يدخل الناس الجنة وان اهل بيته ينفعون ويضرون بل لهم من القصص من القصص في هذا ما تشيب له الرؤوس وما يضحك منه الجهة وما يضحك منه العوام والناس لان عندهم من من الخزعبلات ومن الكذب والافتراء ما لا ينطوي الا على الجهلة والعوام الذي لا يبقى الا على المجانين وعلى السفهاء من الناس. قال رحمه الله تعالى وهم من اصحاب علي رضي الله تعالى وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي مثلما اعتقد مثل مثل ما مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وامثالهما فكيف اجمع الصحابة على على قتلهم وعلى كفرهم اتظنون ان الصحابة يكفرون المسلمين؟ حاشا وكلا وانما كفروا من كفره الله ورسوله والتحبذ واستحلوا دماء من احل الله دماءهم واحلها ايضا رسولنا صلى الله عليه وسلم. ثم قال اتظنون ان الاعتقاد في تاج لا يضر والاعتقاد في علي بن ابي طالب يضر او يكفر هذا ايضا من الباطل ومن التناقض العظيم. قال ايضا ويقال ايضا الى الان ذكر كم شبهة؟ ذكر تكفير من البعض وانكر بعضه. وذكر ايضا قتال الصحابة لابي بني حنيفة وذكر ايضا قتال الصحابة لمن غلوا في علي وانزلوا منزلة الاله والجواب الرابع والوجه الرابع قوله ويقال ايضا بنو عبيد ابن القداح الذين ملكوا ارضا ارض مصر ما يقارب مئة وثمانين عاما وهم وهم كفار باجماع اهل العلم وقد الادلاء على كفرهم عامة علماء وقتهم فانهم استحلوا المحرمات واباحوا الشرك والكفر في ارض الله عز وجل. وقد اتفق المسلمون على وجوب قتالهم وعلى اخراجهم وانزلوا وانزلوا دارهم دار حرب ودار كفر لا دار اسلام لان الكفر قد ظهر فيها وانتشر واصبح الكفر هو الظاهر واصبح اهل الاسلام لا يستطيعون ان يظهروا توحيدهم ولا دينهم واي بلد واي ارض ظهر الكفر فيها وانتشر واصبح الكفر هو الظاهر فانا لا تسمى دار اسلام وانما تسمى دار كفر ولا وتسمى دار حرب فالعبرة بما يظهر بالقوة وينتشر بين الناس. ان كان الكفر الذي يظهر وهو الكفار يظهرون كفرهم وشركهم بقوة بالقوة ولا يستطيع اهل التوحيد بان ان ينكروا عليهم ولا يستطيع ان يغيروا عليهم فان دارهم دار كفر ودار شرك بالله ودار حرب لا يجوز البقاء فيها ويجب الهجرة منها. فالعلماء انزلوا دار مصر دار حرب ودار كفر. لما ظهر فيها الكفر وظهر فيها وظهر فيها الرفض ورفض الاسماعيلية الباطنية من القرامطة ومن ومن النصيرية الذين استحلوا المحرمات واله علي واجعلوه الها مع الله عز وجل انعقد اجماع اهل العلم على وجوب قتالهم وتكفيرهم مع انهم ينتسبون الى فاطمة كذبا وزورا وينتسبون الى الاسلام وينطقون بالشهادتين ويشهدون ان لا اله الا الله وكانهم مؤذنون وكانهم خطباء ائمة وكانوا يصلون لكنهم خالفوا دين الله عز وجل واحلوا ما حرمه الله عز وجل واباحوا الشرك والكفر في ارضهم كفرهم كفرهم المسلمون واوجبوا قتالهم كما نقل ذلك الاجماع ابو بكر الباقلاني ونقل ايضا شيخ الاسلام رحمه الله تعالى قال كيف اجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد حرب وغزاه المسلمون حتى استنقذوا ما بايديهم والارض تنقصذا الى قسمين ارض اسلام وارض حرب فالارض الذي تظهر فيها احكام الاسلام ويظهر فيها التوحيد ويكون القوة لاهل الحق ولاهل التوحيد فانا تسمى دار اسلام ودار ودار ودار سلم. واما الدار التي يظهر فيها الكفر ويظهر فيها الشرك بالقوة ولا يستطيع اهل التوحيد انكار اهله على اهل الشرك شركهم ولا على الكفر كفرهم فانا تكون دار دار كفر ودار حرب. قال ايضا ويقال ايضا اذا كان الاول لم يكفروا الا لانهم جمعوا بين الشرك والتكذيب بالرسول صلى الله عليه وسلم وانكار البعث وغير ذلك ما معنى الباب؟ هذا الوجه السادس اذا انتم تقولون ان هؤلاء الذين كفروا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم انما كفروا بانكارهم بعد وتكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وشرك بالله سبحانه وتعالى ولم ينطق بالشهادتين فنقول ما فالجواب فما تقولون في الباب الذي يعقده العلماء في كتب الفقه باب احكام المرتد ويذكرون اقوالا وافعالا واعتقادات يكفر بها القائل مع انه مع انه يسمى قبل ذلك مسلم ويسمى ناطقا بالشهادتين وداخلا في دائرة الاسلام. فدل هذا ان اهل العلم يكفرون من نطق بالشهادة بكلمة يقولها او بفعل يفعله ولم ينفعه نطقه بالشهادتين. اذا الشهادتان لا تنفع الا من طبقها واتى بشروطها واركانها واتى بحقها الذي هو الا يرتكب ناقضا ينقضها ولا يأتي بناقض يبطلها اما اذا حققها فهي التي تنفعه وتوجب له دخول الجنة وعدم الخلود في النار ان دخل النار فهذه هي تنفعه. اما اذا قال لا اله الا الله وفعل فعلا يناقضها او قال قولا يناقضها او اعتقد اعتقادا يناقضها فان هذه الكلمة لا تنفعه. قال رحمه الله تعالى في كل مذهب وهو باب حكم مرتد وهو المسلم الذي يكفر بعد اسلامه ثم ذكروا انواعا كثيرة كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله حتى انهم ذكروا اشياء يسيرة اي انهم توسعوا في باب التكفير حتى انهم ذكروا اشياء قد تغيب عن الذهن حتى ذكر ان ابا يوسف رحمه الله تعالى يقول من اكمل قال اني اكره اكره الدب كفر لان هذه يحبها النبي صلى الله عليه وسلم. ومن وقد نقل عن بعض الاحلام ان لو كفر من قال مسيجد تصغيرا لكلمة مسجد لان فيها امتهان لكتاب لبيت من بيوت الله عز وجل ولشعائر الله سبحانه وتعالى. فاذا كان ابو يوسف يكفر من قال انا اكره القرع لان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه فكيف بمن اترك التوحيد ويعبد غير الله ويدعو ويدعو الصالحين والاولياء لا شك ان كفره اعظم فاذا كان من كره القرع عند ابي يوسف مع انه من عند اليوسفي قصد انه يكرهه لان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه فكيف بمن ترك التوحيد؟ اذا كان اهل العلم ذكروا ان من جحد شيئا من الواجبات كفر بالاجماع. وقالوا ان من سب الله كفر بالاجماع. ومن سب الرسول كفر بالاجماع. ومن سب ومن استهزأ بالدين كفر بالاجماع ومن تنقص النبي صلى الله عليه وسلم كفر بالاجماع ومن ترك اي شريعة من شرائع الاسلام المعلوم للدين بالضرورة وتركها جاحدا لوجوب او ممتنعا من الالتزام بها كفر بالاتفاق فكيف لا يكفر؟ فكيف لا يكفر من ترك التوحيد وعبد غير الله او دعا غير الله او صرف العباد لغير الله عز وجل. وهؤلاء الذين كفرهم ائمة الاسلام وعقدوا وعقدوا ابوابا في تكفيرهم لم يقولوا ان ان هؤلاء انهم ينطقون بالشهادتين فلا فلا يكفرون انهم ينطقون بل كفروهم مع نطقهم بشهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله قال رحمه الله تعالى حتى انهم ذكروا اشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يقولها بلساني دون قلبه او يذكر على وجه المجد واللعب انه يكفر. ومعنى قول يقول كلمة بلساني دون قلبه ان من قال كلمة الكفر قاصدا للفظها قاصدا للفظها لا قاصدا لحكمها انه يكفر. فالعبرة في الالفاظ فالعبرة بالالفاظ والاقوال القصد هو ان يقصد القول او ان يقصد الفعل. فمن قصد قولا او فعلا يكفر به وان كان جاهلا لو يكفر بهذا القول او ان هذا القول يكفر به فان اهل العلم متفقون على تكفيره واخراج من دائرة الاسلام كما ذكر الله عز وجل عن عندما قال سبحانه وتعالى قد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. وقال تعالى تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. وهؤلاء الذين كفرهم الله عز وجل انما قالوا كلمات وهي قولهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارضوا بطونا واجبن عند اللقاء. وقالوا يا رسول ما اردنا انما اردنا ان نقطعن عناء السفر وان نقطع عنا الطريق. قال لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. وهذا هذا الحي دليل على عليه اهل السنة ان الرجل يكفر بقوله ويكفر بفعله ويكفر باعتقاده واما قول الجهمية ان المسلم لا يكفر الا بالاعتقاد فهذا قول باطل فهؤلاء الذين كفروا باستهزائهم لم يقولوا لم نعتقد ذلك وانما قالوا انما قلنا ذلك على اي وجه على وجه قطع المسافة وعلى وجه التآنس فقال الله فيهم لا تعتذر قد كفرتم بعد ايمانكم فهذا يؤخذ دليل على ان القول يكفر كما قال تعالى بلى قد قالوا كلمة الكفر فذكر ان كلمة كفروا بها ولم يرد هذا الى اعتقاد قلوبهم ولا الى ما انطوت عليها قلوبهم ولا من طوت عليها قلوبهم وانما كفرهم بمجرد الكلمة فمن قصد يكفر به كفرة وان لم يقصد وان لم يقصد الكفر وان لم يعلم بانه يكفر وانه يكفر بهذا القول فانه يكفر لانه قصد اللفظ والفعل فيكفر بما قصد. قال ويقال ايضا وهذا الدليل السابع. ويقال ايضا الذين قال الله فيهم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم اما سمعت الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون ويصلون ويزكون ويحجون ويوحدون ويوحدون اي انهم يقولون لا اله الا الله بالسنتهم ويشهدون ان محمد رسول الله ومع ذلك كفرهم الله عز وجل وكفرهم رسوله صلى الله عليه وسلم الا انه تاب وصلح اسلامه وحسن ايمانه بعد ذلك والقصة ان عمير بن سعد رضي الله تعالى عنه كان يرى عمه الجلاس ابن سويد وكان الصحابة يتهيأون لغزو لغزو وهي غزوة تبوك وكان الجلاس غير بالي فقال يا عم ما لي اراك غير بالي بتجهيز نفسك للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الجلاس ان كان محمد صادق فيما يقول فنحن شر من حمير. فلما سمع الغلام هذه الكلمة انطلق الى رسول صلى الله عليه وسلم مع ان هذا الرجل كانه محسنا وكانه كافرا ولكن تعظيم قلب الله في قلب هذا الصبي كانت اعظم من تعظيم بعمه ومن ومن ولي نعمته فلما اتى قال اظن عمي يقول كذا وكذا فانكر وكذب انكر وكذب وقال كذب علي كذب علي هذا الغلام فيقول فاخذني بذلك مأخذا عظيما فانزل الله قوله تعالى لا فاز الله تعالى بلى قد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم فصدق الله اذن عمر عمير بن سعد رضي الله تعالى عنه وذلك ذلك الذي قال تلك الكلمة الى الله عز وجل ويذكر انه حسن الاسلام وكان قبل ذلك منافق فكان يقول هذا الذي انقذني الله به من النار لما اقبل ما انزل هذه الاية فاذا كان هذا الرجل في ظاهره ينطق بالشهادتين ويصلي ويزكي ومع ذلك كفره الله عز وجل لما قال لو كان محمد صادق فيما يقول فنحن شر من حميد. هذه الكلمة كفر بها وخرج من ذات الاسلام الى ان تاب رحمه الله. قال وكذلك الذين قال الله فيهم قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. هذه الاية نزلت في اناس خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عند ابن الطبري من حديث هشام بن سعد عن زيد ابن اسلم عن ابن عمر ان اناسا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما كانوا في قال بعض لبعض وكانوا ثلاثة ومنهم عوف مالك الاشجعي قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارقوا بطونا وادبلوا عند اللقاء تأملوا هؤلاء خرجوا مجاهدين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يصلون ويزكون ويصومون ويحجون ويتقربون بانواع وكانوا ينطقون بالشهادتين قبل ذلك ويشهدون لله بالتوحيد ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ولكن لما قالوا هذه الكلمة ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء مستنقصين رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه قال الله فيهم لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم مع انهم اعتذروا بقولهم يا رسول ما قصدنا شيء وانما اردنا قطع الطريق عنا بهذا الحديث وانما هو حديث الركب اي انه يتكلم بكلام لا يقصد معناه ولا يقصد حقيقته. قال الله فيه لا تعتبروا قد كفرتم بعد ايمانكم. فكفرهم الله بكلمة بكلمة قالوها على على وجه المزح واللعب والاستهزاء ولم تنفعهم كلمة التوحيد ولم ينفعهم قوله لا اله الا الله وشهادتهم ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال بعد ذلك فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم تكفرون من المسلمين اناسا يشهدون ان لا اله الا الله ويصومون ثم تأمل جوابه اي انما ذكرت من هذه الاجوبة هي سبعة اجوبة على هذه الشبهة ان من انفع من انفع ما يحتاج طالب العلم ومن ومن انفع ما يحتاجه من يخاصم الخصوم ويجادلهم. فان هذه الشبهة هي اعظم شبهة يتعلق بها القبوريون والمشركون ويدلل حولها دائما من يرى ومن ينسب اهل التوحيد الى الى انهم خوارج ويكفرون ويكفرون اهل الاسلام فهذه الدعوة قد القيت على شيخ الاسلام محمد بن الوهاب ووصف اصحابه واتباعه بانهم خوارج يكفرون المسلمين بها هذه الدعوة وهي قولهم ان الناس يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وكيف تكفرون من نطق بالشهادتين وان كفار قريش انما كفروا بتكبيرهم الرسول وعدم نطق فذكر سبعة اوجه من الادلة تدل على ان الرجل يكفر بكلمة يقولها او بفعل يفعله مع انه بالشهادتين ويصلي ويصوم ويزكي فهذا من انفع ما يحتاجه الطالب. قال بعضكم من الدليل على ذلك ايضا حكم ما حكى الله تعالى عن بني اسرائيل مع اسلامهم وعلمهم وصلاحهم انهم قالوا لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة وقول اناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا ذات انواط فحلف ان هذا مثل قول بني اسرائيل اجعل لنا اله. ولكن هذه في هذه الحجة ايضا هذا دليل على ان الذي يطلب يطلب ان يجعله من يتبرك به ومن ومن ينوط اسلحته ويعكف حوله انه بهذا الطلب قد طلب ان يجعل مع الله الها اخر. واما هؤلاء ولوا الذين كانوا مع موسى عليه السلام لم يكفروا لانهم كما قال شيخ الاسلام في خاتمة هذا الكتاب انهم لم يفعلوا وانما طلبوا والكفر هنا متعلق بالفعل لا بالطلب. اذ لو كان طلبهم كفرا او قولهم كفرا لكفروا بقولهم. وانما كان الكفر وانما كان الكفر بالفعل ان ينوطوا اسلحتهم وان يتقربوا لهذا الاله الذي قالوا اجعل لنا اله كما لهم الهة فلما نبههم موسى عليه السلام قال انكم قول تجهلون تنبهوا وعلموا ان قولهم هذا قولا باطلا وانه لا يصل لعن جاهل بالله عز وجل لا لا يقدر الله حق قدره ولا يعظموا حق تعظيمه. وكذلك الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات الواط كما لهم ذات وهذا حديث رواه الامام احمد والترمذي من حديث الزهري من حيث الزهري عن ابي سنان الدؤلي عن ابي واقر الليثي انهم خرجوا ونحن حديث عهد الاسلام فمررنا على المشركين فمررنا فمررنا بسدرة كان يعفو حولها المشرقان يا رسول الله اجعل لنا اله كما لهم الهة وهذا اسناده جيد واسناده صح فان ابا سنان الدؤلي اخرج له مسلم في اصوله واخرج له البخاري في شواهده وقد روى عنه زيد ابن اسلم وهو اعوج هو امام ائمة اهل المدينة. وروى عنه ايضا ابن شهاب فلا علة به من جهة اسناده ولا علة فيه ايضا من جهة متنه. بل معناه ان هؤلاء انما طلبوا انما طلب التبرك بهذه الشجرة او ان يقال انهم طلبوا ولم يفعلوا ولما نبههم النبي صلى الله عليه وسلم تنبهوا وتابوا الى الله عز وجل ووصفهم انكم قلتم كما قالت بنو اسرائيل موسى اجعل لنا الها كما لهم الهة هذا دليل على ان من طلب هذه هذه الامور او ارادها انه يكفر لو فعل ولو كانوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان كانوا اصحاب موسى عليه السلام فلا فلا يفعل الكفر الوقوع فيه الا التوحيد والتوبة الى الله عز وجل. والشاهد من هذا الايراد انه اراد ان يبين ان من وقع في الكفر انه يكفر ولو كان صحابيا ولو كان من اتباع موسى عليه السلام فان الكفر لا يدفعه الا التوحيد ولا يرفعه الا التوبة الى الله عز وجل. اما ان يرفعه نسب او حسب او عمل فلا وانما يرفع التوبة والتوحيد والرجوع الى الله عز وجل. قال ولكن للمشركين شبهة يدلون بها عندما عند هذه القصة وهي انهم يقولون ان بني اسرائيل لم يكفروا بذلك. وكذلك الذين قالوا النبي وسلم اجعل لنا ذات انوار كما انهم لم يكفروا. هذه شبهة يتعلق بها من يعلو بالجهل ويتعلق بها ايضا القبوريون والمشركون. فالجواب على هذه الشبهة لماذا لم يكفر بنو اسرائيل الذين قالوا موسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. الجواب اولا ان هؤلاء طلبوا وسألوا. والكفر هنا ليس بالطلب والسؤال وانما هو بالفعل حيث انهم لو طافوا بها وعكفوا حولها وفعلوا الكفر لكفروا بالاجماع ولكنهم والطلب هنا ليس كفرا خاصة انهم طلب مشرع وهو موسى عليه السلام ولو اجاز لهم ذلك لجاز وحاشاه. فدل هذا ان طلب الكفر ان ان طلبهم هذا ليس بكفر وانما هو كبير من كبائر الذنوب. وذلك ان الله سبحانه وتعالى لم يأمر بتوبة ولم يذكر ولم ولم يذمهم بهذا السؤال في غيرها كما ذمهم عندما اتخذوا العجل فاخبر الله عز وجل ان يتوبوا وان يقتلوا انفسهم واما في هذه في هذا الطلب لم يذكر الله انه كفرهم ولم يذكر انهم ايضا ان موسى كفر بهذا القول وانما قالهم انكم قوم تجهلون والجواب الثاني انهم طلبوا المشابهة المشابهة بالتبرك لا في حقيقة العبادة وصرفها لغير الله عز وجل هذا القول ذكره الشاطبي في الاعتصام وما ان اليه شيخ الاسلام في في مخالفة في الصراط المستقيم. وهذا قول وجيه ايضا لكن الذي ما شيخ الاسلام الوهاب وماله الشيخ سليمان رحمه الله تعالى ان هؤلاء طلبوا ولم يفعلوا ولو فعلوا لكفروا وانما سألوا وان الرجل قد كم قد يغيب ذهنه وقد لا يتنبه عن كلمة يقولها وهو لا يدري انها من الكفر وان من الشرك وان مما لا يجوز فاذا نبه تنبه فتاب الى الله عز وجل من هذا القول وهذا الذي هو الذي وقع مع اصحاب موسى واصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فالجواب ان نقول ان بني اسرائيل لم يفعل وكذلك الذين سألوا النبي افعلوا ولا خلاف ان بني اسرائيل لو فعلوا اي جعلوا اتخذوا الها مع الله كفروا وهذا بالاجماع وكذلك الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذات انوار لو اتخذات انوار وعكفوا حوله وتبركوا بها لكفروا ايضا بالاجماع وانما لم يكفروا لانهم لم يفعلوا وانما طلبهم هذا وقولهم هذا محرم وكبيرة من كبائر الذنوب ولا يجوز واو انهم تأولوا ان هذا جائزا وانه اذا سألوا الشارع فاجاز لهم ذلك الاجاز فهذا الذي يرفع عنهم الكفر رظي الله تعالى ولكن هذه القصة تفيد ان المسلم بل العالم قد يقع في انواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرش اي ان هذه القصة تفيدنا التعلم وتفيدنا التحرج وان نحفظ السنتنا وان نحفظ افعالنا ان نقع في شيء من الشرك ونحن لا نعلم فاذا كان اصحاب فجاهل مثل هذا الامر واصحاب محمد صلى الله عليه وسلم جهلوا الجهل مثل هذا الامر فمن باب اولى من اتى بعده في هذه الازمنة ان هذه الازمنة يكفوا فيها تعاطي الكفر والشرك والوقوع فيما حرم الله عز وجل من تقرب للسحرة والكهان والجن والشياطين بذبح ذبائح لا يذكر اسم الله عليها او عندما يفتح منزلا او بيتا او سوقا او منتجعا تجده يذبح ذبيحة ولا يذكر اسم الله عليها تقربا للجن وهذا كثير كما ذكرنا فيما سبق. قال رحمه الله ومعرفة ان قول الجاهل التوحيد فهمناه ان هذا من اكبر الجهل. فان التوحيد يحتاج العبد في كل احواله. ودعوى ان التوحيد فهمناه هذا لا يقولها الا جاهل فان صور الشرك لا حصر لها ولا عدد لها وهي تتنوع وتتغير من زمان الى زمان فينبغي على طالب العلم ان يعتني بالتوحيد وان يهتم له وان يهتم به وقد ذكر في ترجمة شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب انها هذه المقولة قال عندما سأله رجل بعدما انهى كتاب التوحيد فقال يا شيخ لو قرأنا في كتاب من الفقه او قرأنا بشيء من الحديث فقال سأرى فلما اتى من الغد جاءه متغير للوجه صلى الله متغير حاله رحمه الله تعالى فقالوا ما لك يا شيخ؟ قال لقد سمعت خبرا اطراف الدرعية ان رجلا ان رجلا زنا بامه فتعاظموا ذلك وهموا ان يقوموا الى قتله والى ان يفعلوا قال لا تعجلوا فقد ارسلت من ينظر الامر وانا وانا انتظر باي شيء يرجع. فلما كان اذا بالرجل قد اتى فقال يا شيخ لم يفعل الذي ذكر له انه وقع على امه لم يقع على امه وانما ذبح شاة عند عتبة باب فقالوا الله اكبر الله اكبر الحمد لله فاصبحت فاصبحت الكبيرة في قلوبهم اعظم من الشرك بالله عز وجل ولا شك ان من يتعاظم الكبائر اعظم من بالله عز وجل فان التوحيد لم يفهمه ولم يعرف فدل هذا ان التوحيد يحتاج الى فهم والى دراسة والى تدبر والى الى اعادة نظر والى النظر في مسائلي وصوره. وايضا الى النظر في الشرك وانواعه وصوره حتى لا يقع العبد في الشرك وهو لا وهو لا يدري وتفيد ايضا ان المسلم المجتهد اذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه اذا تكلم بكلامك كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك وتاب من ساعة انه لا يكفر اي اذا قال الرجل كلمة كفر كلمة الكلمة كفر فنبه فتاب الى الله عز وجل فانه لا يكفر لانه تاب ورجع الى الله عز وجل حث المستهزئ اذا كفر باستهزاء ثم تاب الى الله عز وجل فان الله يقبل توبته الا اذا كان استهزاء تنقصا للنبي صلى الله عليه وسلم فان الصحيح من اقوال اهل العلم انه يقتل ردة وحدا ويكون توبته بينه وبين الله عز وجل كما هو في حال الساحر ايضا. وتفيد ايضا انه لو لم يكفر فانه يغلظ عليه الكلام تغليظا شديدا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذه الشبهة الاخرى للعلماء التي يتليها العلماء على شيخ وداعه رحمه الله تعالى وشبهتهم هذه تتعلق بالقتال. كيف تقاتلون وتقتلون من بالشهادتين واستدلوا بادلة على هذه الدعوة وعلى هذه الشبهة. واول ادلتهم ما جاء في الصحيحين ان ان اسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه قتل رجلا بعدما قال لا اله الا الله. فقال النبي فقتلته بعد ما قال لا اله الا الله فعاده وشن عليه القول صلى الله عليه وسلم. فقالوا هذا دليل على ان الناطق بالشهادتين انه لا يقتل واحتجوا ايضا بحديث ابي هريرة وجاء في الصحيحين انه قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. فقالوا اذا نطق بالشهادتين فلا يجوز قتالهم. هذه ادلتهم وهذه شبهتهم. وهذه الشبهة شبهة باطلة. وقد رد عليها شيخ الاسلام بالادلة والاوجه التي ذكرها في حكم التكفير. فذكر ايضا هنا ان الصحابة قاتلوا من فكما ذكر انهم كفروا بني حنيفة وكفروا بني عبيد القداح وكفروا من قام الغلا في علي رضي الله تعالى عنه وذكر اشياء كثيرة تنزل هذه الادلة ايضا في مسألة التكفير في مسألة القتال لمن كفر بالله عز وجل ما يدل على ذلك او يرد الشبهة اولا نقول ان في شريعة الاسلام ان الزاني المحصن اذا زنا وثبتت ثبت زنا بالبينة انه يرجم ويقتل مع انه مع انه ينطق بالشهادتين ولم تدفع الشهادة عنه القتل. ايضا ان الذي يفعل فعل قوم لوط ويقع يفعل فعل الفاحشة انه يقتل كائنا من كان. وايضا ان القصاص يوجب قتل النفس لعله ينطق بالشهادتين فهناك امور توجب دم المسلم ويقتل بها مع انه ينطق بالشهادتين هذا اولا ثانيا ان الذي نطق بالشهادتين انما تعصمه الشهادتامة اذا حقق شروطها واتى باركانها واتى بمعناها فانها تعصمه. اما من نطق بالشهادتين نطقا بلسانه. وخالف وخالفها بفعله واقواله وافعاله. فانها لا تعصم ولذلك لما قاله الخطاب كيف تقاتل الناس وهم يشهدون ان لا اله الا الله؟ قال والله لاقاتل من فرق بين الصلاة والزكاة واخبر انه لا وان قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا الى ان حتى يشهد لا اله الا الله الا بحقها وحسابهم على الله عز وجل. ومن حق لا اله الا الله ان يحققوا شروطها وان يأتوا باركانها. اما اذا فعلوا خلاف ذلك فانهم فانهم فانهم يقتلون ويكفرون ويستبيح ويستباح بذلك دماءهم واموالهم ثم قال الشيخ فيقال لهؤلاء المشركين الجهال معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وشبابهم وهم يقولون لا اله الا الله هذا جواب اليهود يشهدون ان لا اله الا الله والنبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم وشبابهم واخذ اموالهم صلى الله عليه وسلم وان اصحاب رسول الله ايضا قاتلوا بني حنيفة واستحلوا دماءهم واراضيهم مع انهم يشهدون ان لا اله الا الله وكذلك الذين حرقهم علي رضي الله تعالى عنه قتلهم علي وحرقهم بالنار مع انهم يشهدون ان لا اله الا الله وهؤلاء الجهال الذين انكروا البعث كفروا وقتلوا وهؤلاء الجهلة اي من دعاة ومن دعاة عباد القبور يقرون ان من انكر البعث كفر كفر وقتل عند من؟ عندما يقول من ينطق الشهادة انه لا يكفر حتى هؤلاء يجمعون على ان من انكر البعث انه يكفر ويقتل ويجمعون ايضا على ان من جحد وجوب الصلاة انه يكفر ويقتل فلم تنفعه الشهادتان مع انه نطق بلا اله الا الله. اذا لا تنفع لا اله الا الله الا من حقق شروطها واتى باركانها وعمل بمقتضاها. اما فاذا نطق بها وخالف مقتضاها ومعناها فانها لا تعصم دمه ولا ولا تعصم ما له. قال رحمه الله تعالى ولو قال فكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من الفروع وتنفعه اذا جحد التوحيد؟ شيء عجيب تنفعه اذا جحد لا تنفعه اذا وجوب الصلاة وتنفع نجاحنا التوحيد لا شك ان جحوده التوحيد اعظم من جحوده لامر الصلاة ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث اما حديث حسام فمعناه ان الرجل الشهادة والواجب على من نطق بالشهادة ان ينتظر وان يعوى وان ينظر له فان اتى بشروط لا اله الا الله واتى بمقتضاها فانه يكون مسلم ويعاب على المسلمين. اما اذا نطق بالشهادتين ثم مضى عليه ولم يعمل بالاسلام لم يقر بصلاة ولم يقر بصيام ولم يقر بزكاة فانه يكفر ويقتل مع انه نطق فالنبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة تعجله بقتله تعجله بقتله قبل المعرفة هل هو قالها صادقا او قالها كاذبا فاذا قال الكافر الاصلي اشهد ان لا اله الا الله كففنا عنه ومسكنا عنه ولم يحل لنا قتله حتى ننظر ماذا يؤول امره اليه. فان فان اقر بهذه الشهادة واتى بشروطها واركانها فان والمسلم له ما لنا وعليه ما علينا. اما اذا لم يأتي بشروطها واركانه ولم يحقق معناها فان الكفر باق عليك ويقتل ولو ناطق بالشهادة وينزل منزلة المرتد الذي الذي يستباح دمه نسأل الله العافية والسلامة ثم قال هنا رحمه الله والرجل اذا اظهر الاسلام وجب الكف عنه حتى منه ما يخالف ذلك وانزل الله في ذلك يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا اي فتثبتوا لا فاذا نطق الرجل الشهادة فانه يكف عنه حتى يأتي بما يخالفها او يناقضها. وامثاله معناه ما ذكرناه ان من اظهر الاسلام والتوحيد وجب الكف عنه الى ان يتبين ما قال ود العذاب قوله صلى الله عليه وسلم قال والدليل على هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقتلته بعدما قالها الله قال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولها الله هو الذي قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم اي ان الخوارج لانهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلون ويصومون ويحجون ويزكون بل ان الصحابة كانوا يحفرون اعمالهم الى اعمالهم وصيامهم الى صيامهم وصدق وقيام الى قيامهم ومع ذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم قتالهم ولم ينفعهم نطقهم بالشهادتين. والخروج وقع فيهم خلاف بين العلم. هل يكفر او لا يكفرون؟ والصحيح انهم لا يكفرون اذا لا يكفرون لقول رضي الله تعالى عنه هم من الكفر فروا الا ان الخوارج في الازمنة الاخيرة الذين الذين ينكرون السنة ولا يؤمنون بها ويقعون في الشرك وينفون صفات الله عز وجل فهم كفروا بمذهب غير مذهب غير مذهب الخوارج نسأل الله العافية والسلامة. قال بعد ذلك فلم تنفعهم بهذا قال وكذلك ما ذكرناه من قتال اليهود وقتال الصابني حنيفة وكذلك اراد النبي ان يغزو للمصطلق وبنوا المصطلح هم قوم اصحاب حاله بن ضرار الخزاعي وذلك ما رواه ابن جرير حديث عيسى ابن دينار عن ابي عن الحارث ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل صدقات قومي فارسل لهم بعد ذلك ارسلهم عقبة والوليد ابن عقبة فلما اتاهم خاف ورجع فلما رجع قالت انهم منعوا الزكاة اما النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم واستباحة دمائهم واموالهم لانهم فقط منعوا الزكاة ولم ينفعهم قول لا اله الا الله. اذا لا اله الا الله لا تعصم ولا تنفع الا من حقق شروطها واركانها. وهذا الحديث وان كان باسناد ضعف فان معناه صحيح. اذا الطائفة من المسلمين عن اداء الزكاة او عن شريعة من شرائع الاسلام الظاهرة وامتنعت عن التزامها فانها تقاتل ردة وكفرا الله عز وجل ويستباح بذلك دمها ومالها لانها نقضت الشهادة في هذا بهذا بهذا الامتناع وعدم الانقياد. قال رحمه الله تعالى ولهم شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ويستغيثون بنوح ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم يقول انا لها انا لها. وقصة ابراهيم لما عرض له جبريل هل لك من حاجة؟ هذه شبهة اخرى انه رجع الى موضع سابق وهي مسألة جواز الاستغاثة بالصالحين والاولياء احتجوا انه يجوز الاستغاثة بالصالح والاولياء ودعاءهم بان الناس يوم القيامة يستغيثون بموسى وعيسى ويستغيثون بمحمد صلى الله عليه وسلم وهذه الحجة حجة تجاهل لا يعرف حقيقة لا يعرف حقيقة ما يستدل به وما ينزل عليه الدليل. فان هذا الاستدلال حجة عليه لا له وذلك ان الذين استغاثوا بالانبياء في عرصات القيامة استغاثتهم جائزة ولا شيء فيها ولا تدخل في حيز الشرك والكفر بالله عز وجل لان الانبياء احياء باجسادهم وانما سئلوا واستغيثوا بشيء يقدرون عليه وانما الشرك الذي وانما تكون الاستغاثة شركا ويكون المستغيث مشركا بالله عز وجل خارجا من دائرة الاسلام اذا استغاث بميت او بغائب في شيء لا يقدر عليه الا الله عز وجل. اما اذا استغاث بمخلوق كأن يكون غريقا ويستغيث بمن يراه ان ينقذه نقول هذا لا بأس به. اما اذا استغاث بميت او غائب او غير حائض وقال استغيث بفلان وهو لا يسمعه ولا يحضره فان هذه الاستغاثة الشركية كمن يستغيث بالاموات ويدعوهم ويطلبهم من دون الله عز وجل فهذا هو الشرك الاكبر. اما الاستغاثة بالانبياء في عرصات القيامة فليس هذا منه في شيء فان فان الناس عندما يفزعون في عرصات القيامة يأتون محمدا يقول يا رسول الله الا تشفع لنا فيشفع لهم وهنا هم سألوا حيا حاضرا قادرا ومع ذلك ليس هذا من الشرك الذي يخرج بل هو استغاث كما قال تعالى فاستغاثه الذي من شيعته في قصة موسى عندما تصارع الاسرائيلي مع القبطي استغاث الاسرائيلي موسى عليه السلام وهذا جائز باتفاق اهل فالاستغاثة الشركية التي يكون المستغيث بها مشركا كافرا بالله عز وجل. اولا ان يكون المستغاث به ميتا غير حي فان كان ميتا فالاستغاث به شركا اكبر وهم ذات الاسلام. الامر الثاني ان يكون المستغاث به ليس مقدورا للمخلوق وانما الخالق عز وجل فاذا استغاث بمخلوق فيما لا يقبل الله الجمع كان المستغيث كافرا بالله عز وجل. اما اذا استغاث بمخلوق في ما يقدر عليه وكان المستغاث به حيا حاضرا قادرا فهذا لا شيء فيه ولا بأس به. وكذلك قصة إبراهيم عليه السلام وهذه القصة اولا نقول انها قصة غير صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وانما جاءت من مراسيل سليمان ابن المعتمر التيمي وجاءت من من مراسيل نقاتل وغيرهم ان ابراهيم عليه السلام لما القي لما وضع في المنجنير والقي في النار له جبريل في السماء فقال يا ابراهيم الك الي حاجة؟ قال اما لك فلا واما الى الله فبلى فهذا ليس فيه ما يدعيه القبورية والمشركون من جواز الاستغاثة بغير الله عز وجل. فموسى فجبريل عليه السلام ذو قوة ومتين. وهو ذو عز وهو ذي شدة وهو حي حاضر ويقدر على ان ينفذ إبراهيم الى النار بل يقدر ان يأخذ الأرض كلها بيده بأمر الله عز وجل ويخرج إبراهيم كلها فابراهيم بكمال توحيده ولكمال تحقيق التوحيد لم يسأل الا من؟ الا الله وهذا مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم اذا سألت فاسأل الله عز وجل فهذا هو الكمال وهذا هو الافضل. فابراهيم عندما قاله جبريل الك الي حاجة؟ كان كان عرضه عرضا جائزة لان لان جبريل حي وهو حاضر وهو قادر. وليست هذه كمن يدعو الاولياء والصالحين الاموات ويستغيث بهم يطلبه ويرجوهم فينزل هذا مثل هذا هذا شرك اكبر من ذات الاسلام وهذا جاز. فالذي يستغيث بعبد القادر الجلالي او البدوي ويسأله من دون الله عز وجل نقول انت مشركا شركا اكبر وخالد ذات الاسلام. اما الذي يستغيث بحي حاضر قادر فيما يقدر عليه ليس من خصائص الله فنقول هذا جائز. قال ايضا فالجواب ان هذا من جنس الشبهة الاولى كما ذكرنا. قال بعد ذلك ولنختم ان شاء الله تعالى بمسألة عظيمة مهمة جدا تفهم ما تقدم ولكن مفرد لها الكلام. وهذه المسألة ان التوحيد لا ينفع صاحبه والنطق بالشهادتين لا تنفع صاحبها الا اذا حققها بقلبه ولسانه وافعاله فان فان متعلق بالقلب ومتعلق باللسان ومتعلق بالجوارح. ولا ولا يصح ايمان العبد حتى حتى يتحقق الايمان في بهذه الاركان الثلاثة وان يكون بقلبي ولساني وجوارحي. كذلك التوحيد يتعلق بالقلب واللسان والجوارح. فاما معرفة القلب اما معرفة التوحيد بالقلب ومخالفته بالقول واللسان فهذا لا ينفع صاحبه مع القدرة على العمل. واذا عمل بجوارحه وقال بلسانه وقال بلسانه ناطقا بالتوحيد وقلبه مكذبا بالتوحيد فايضا لا ينفعه ذلك. والناس بهذا المقام على اربعة اقسام القسم الاول من حقق التوحيد بقلبه وحقق التوحيد بلسانه فعرف التوحيد وعمل به ودعا اليه وقال به فهذا خير الناس القسم الثاني من لم يعرف التوحيد بقلبه ولم يعمل به بجوارحه ولا بلسانه فهذا كافر وهو شر الناس. القسم الثالث من عرف التوحيد بقلبه ولكنه لم يعمل به لا بلسانه ولا بجوارحه فهذا كافر ولا ولا يدخل في الاسلام ويكون كافرا. القسم الرابع هل عرف التوحيد بلسانه وبجوارحه ولكن قلبه مخالفا له فهذا ايضا كافر بالله عز وجل وختم المسألة رحمه الله تعالى بمسألة عظيمة وهي ان وهذه المسألة مسألة كبيرة طويلة اذا تأملتها بين الناس ترى من يعرف الحق ويترك العمل به خوف نقصك قال هنا وان كثيرا من الناس يترك العمل بالحق وترك ويترك القول به خشية ان ينقص جاه او تنقص منزلته او لاجل مال من امور الدنيا او لاجل مطمع ما من مطامع الدنيا فتراه يقع في الكفر لاجل شهوة يريدها او يترك التوحيد لاجل مال يطمع فيه كما جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فتن كقطع كقطع الليل المظلم يصبح الرجل المؤمن ويمسي كافرا يبيع دينه بعون الدنيا قليل. فالذي يقع في الكفر والشرك لاجل اطماع الدنيا لا يعذر عند الله عز وجل. وقصد هذه المقولة لان كثيرا من عباد القبور ومن سند القبور كانوا يدعون الناس الى الشرك لاجل مطامع الدنيا ولاجل ان تبقى ولاجل ان تبقى حظوظهم فكانوا يأمر الناس بالشرك لان الناس يعظمونهم بهذا الكفر فلا يعذرون وانما يعذر من على الكفر لا يعذر في مقام الكفر والشرك الا المكره وشروط الاكراه ان يكون المكره قادرا على على امضاء ما اكره به والشرط الثاني ان يكون المكره غير قادر على دفع المكره وان يكون المكره غير داء غير قادر على ان يدفع ما اكره به والشرط الثالث ان يكون الاكراه في القول والعمل لا في القلب. فلا بد لمن فعل الكفر مكرها ان يكون قلبه مطمئنا ان يكون قلبه مطمئنا. والشرط الرابع ان يكون المكره غير قادر على تحمل هذا الاكراه. كأن تذهب او يقتل او يذهب مال ولده فعندئذ يجوز ان يقول الكفر وان يفعل الكفر الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان اما ان يفعل الكفر وقلبه مطمئن به فهذا كافر. والناس في مقام الاكراه اربعة اقسام ايضا. القسم الاول من من يصبر على قتل نفسه ولا يقول الكفر ولا يفعله وهذا اكمل الناس وافضلهم. القسم الثاني من يكره على الكفر بقوله او بفعله ولا لا يستطيع دفعه فهذا فهذا ممن خفف عنه ويجوز له ذلك. القسم الثالث من يكره على الكفر فيفعله ويقوله مع اطمئنان قلبي بالكفر فهذا يكفر لان قلبه اطمأن اطمأن بالكفر. القسم الرابع من من لا يكره على الكفر ولكنه خوف ففعل الكفر لاجل طمع من مطامع الدنيا فانه يكفر بالله عز وجل لان اكراهه غير اكراها منجيا وليس اكراهه في الصحيح. اذا لا يعذر في هذا المقام الا المكره في مقام الكفر والشرك او او المخطئ الذي قال بلسانه قولا لا يقصده كمن اراد ان دعا الله فسبه فهذا الخطأ يغفر. اما اما الذي يفعل ذلك لاجل طمع دنيوي او لاجل رئاسة فانه يكفر الا يعذر عند الله عز وجل واما غير هذا فقد كفر بعد ايماني سواء فعله خوفا او مداراة او مشحة بوطنه او اهله او عشيرته او ماله او فعل وجه المسجد او لغير ذلك من الاعراض الا الا المكره كما قال تعالى الا من اكره وقل مطمئن بالايمان فهذا الذي ينجو عند الله عز وجل وفي خاتمة هذا الكتاب نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بما سمعنا وان يجعله حجة لنا لا علينا وان يجعله شفيعا لنا يوم نلقاه. وان يجعله من المجال تشهد لنا عند ربنا سبحانه وتعالى. والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد