السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد اسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلني واياكم من اهل طاعته ومن وفق الى الله وان يجعل اجتماعنا اجتماعا مرحوما وتفرقنا بداره تفرقا معصوما. لا يخفى عليكم جميعا ان نعم علينا كثرة وان نعمه علينا لا تعد ولا تحصى. ومن نعم ومن اعظم نعم الله على العبد ان يوفق الله سبحانه وتعالى وان يسلك به الصراط المستقيم وان يسلك به طريق المنعم عليهم من الذين رضي الله تعالى عنهم ولا شك ان جهود مثل هذه المجالس ومثل هذه الحلقات مجالس يذكر فيها نصر الله عز وجل مجالس تغشاها الرحمة وتنزل على اهلها السكينة وتحفه الملائكة ويقال له في خاتمة مجلسهم قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات. ان هذه اعظم النعم. فاذا انشغل اهل باطنهم واهل اللهو بلهوهم فقد وفقك الله عز وجل ان تكون جالسا في مجلس يعظم وفيه الله يعظم فيه الله سبحانه وتعالى ويذكر فيه ربنا سبحانه وتعالى فهذا من توفيق الله للعبد ولا شك ان مجالس العلم من اعظم المجالس وافظلها وقد جاء عن كثير من السلف ان مجالس العلم تكفر فيها السيئات وان مجلسا يدرس فيه علم يدرس فيه علم او يذكر فيه ربنا سبحانه وتعالى يتعلم فيه احكام الشريعة انه افضل من مئة مجلس بل جاعا وكأنه قال يكفر سبعين مجلسا من الباطل يكفر سبعين مجلسا من الباطل فحري بكل مسلم ان يعتني بوقته وزمانه وان يقضيه مرضاة الله عز وجل. جاء في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال ان لله ملائكة فضلا يتتبعون مجالس الذكر. فاذا وجدوا حلقة من حلق الذكر اجتمعوا اليها وجاء في صحيح مسلم ان الله سبحانه وتعالى اذا اذا حث هؤلاء الملائكة بهذه المجالس وغشوها وعلى بعضهم بعضا حتى يبلغ عنان السماء يسألهم ربنا سبحانه وتعالى على اي شيء اجتمع عبادي فيقولون يا ربنا اجتمعوا يذكرونك ويحمدونك ويعظموك ويعظمونك. فيقول الله للملائكة وهو اعلم وماذا يسألون؟ فقالوا يسألونك يا رب الجنة ويستعيذونك من النار. فيقول الله عز وجل اشهدكم اني قد غفرت لهم. فتقول الملائكة يا رب ربنا ان بهم عبدك فلان ما جاء للعلم ولا جاء للمجلس الذكر وانما جاء لحاجة. فقال فيقول ربنا سبحانه وتعالى او لا يشقى بهم جليسهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم فمن شهد مثل هذه المجالس فانه يدرك امورا اول ما يدرك ان الملائكة تحفه. وثانيا ان السكينة تغشاك. وثالثا ان الرحمة تنزل عليه. ورابعا ان سيئاته تكفر. وجاء عند احمد باسناد لا بأس به عن اسناده ان ان سيئاتهم ايضا تبدل حسنات تبدل حسنات وان كان في اسناد ضعف الا انه يستأنس به في هذا المقام فهذه مشاعر تساق لمن حضر مجالس العلم والذكر وهذه وهناك يعني آآ بشائر اخرى يكفيك يا عبد الله انك سالكا طريقا من طرق من طرق الجنة وقد جاء في صحيح مسلم قال من سلك طريقا طريقا من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فانت يا عبد الله يا من اتيت بطلب العلم ولمعرفة احكام الشريعة اعلم انك تسلك طريقا من طرق الجنان ان الله سبحانه وتعالى قد جعل الملائكة تخضع لك باجنحتها رضا بما تصنع فاحمد الله عز وجل على هذه النعمة. وسيكون درسنا باذن الله عز وجل في كتاب عظيم من افضل ومن اعظم الكتب التي يحتاجها المسلم في حياتي وهو كتاب التوحيد الذي صنفه والفه وجمعه شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وهذا لم يصنف مثله لا في زمان الشيخ ولا قبله رحمه الله تعالى فانه اجاد وافاد واحسن فيه التصنيف والترتيب وجزاه الله عز وجل عنا خير الجزاء. فهذا الكتاب كما سيأتي بايضاحه وتبينه وبيان شرفه وبيان منزلته بين الكتب وبيان منزلة هذا العلم بين العلوم هو من افضل واعظم الكتب التي يحتاجها طالب العلم ان يحفظها ان يدرسها وان يقرأها وان يتعاهد مدارستها دائما فان هذا العلم يحتاجه العبد في حياته كلها لا يستطيع ان ان يعيش بدون هذا بدون هذا العلم بل لن يدخل الجنة الا بتحقيق هذا الامر وهو توحيد الله عز وجل مقدمة هذا الكتاب نذكر مسائل المسألة الاولى مؤلف هذا الكتاب هو شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب ابن سليمان التميمي رحمه الله تعالى ولد في بيت علم في العيينة ونشأ فيه وترعرع على والده في العلم وعلى جده رحمهم الله تعالى اجمعين. ثم ما ان بلغ مبلغ ما ان بلغ الا وقد فتح الله عز وجل بصيرته. بالفهم وبالاعتماء العظيم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنوات وكان ينكر على اهل زمانه ما يعملونه من المنكرات والبدع والخرافات والشركيات. ولاجل بذلك يؤدي ذلك انكر على قومه ما هم عليه من الضلال ومن الخرافات والمخالفة. وكان يسأل والده كثيرا ثم خرج رحمه الله تعالى الى مكة حاجا بعد ان بلغ خمسة عشر سنة وقد بلغ وهو في طريقه الى مكة رحمه الله تعالى. وحج وجلس مع علماء مكة ثم انتقل الى المدينة وجلس مع علمائها. واستفاد فائدة كثيرة في هذه وانكر ايضا على اهل مكة ما يعملونه من البدع والخرافات والشركيات. والمسألة الثانية سبب بهذا الكتاب حساب تأليف هذا الكتاب ان الشيخ رحمه الله تعالى لما نشأ في في العيينة وشاهد حال من عبادة غير الله عز وجل والتوسل بالصالحين ودعائهم من دون الله عز وجل فان الجزيرة كانت تعج بالشركيات وما من موطن مواطن هذه الارض الا وفيها اله يعبد مع الله عز وجل. فكان في حريبلاء يقال او فحل الفحول وكانت المرأة للرجل اذا تأخر عليه اذا تأخرت عن المرأة الحمل او تأخر عليها الزوج كذلك الرجل اذا لم يجد امرأة تناسبه اتوا الى ذلك الفحم وضمته المرأة فقالت يا فحم الفحول اريد ولدا قبل الحول وكان قبر زيد بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في العيينة وكان يطاف به ويدعى من دون الله ويعبى من دون الله عز وجل. وكانت الدرعية يقاله بنت الامين وكانت تقرب له القرابين ويذبح له من دون الله عز وجل ويعبد غير الله سبحانه وتعالى وكان اهل ذلك الزمان قد حسنوا هذه الامور وجعلوه من الوسائل التي تقرب الى الله سبحانه وتعالى وان عاملها وفاعلها لم يكن من دائرة الاسلام بانهم جهلوا معنا حقيقة لا اله الا الله ولم يعرفوا حقيقة التوحيد. وهناك في مكة والمدينة وفي جدة وفي غيرها من بلاد المسلمين كانت الاوثان تعبد دون الله عز وجل والقبل قد بنيت على الاضرحة وقربت لها القرابين وذبحت لها الذبائح. وطيف بها وتقرب اليها من دون الله عز وجل. واصبح اهل التوحيد في ذلك الزمان غرباء غربة شديدة لا يعرف من يوحد الله عز وجل الا القليل النابذ ومن اظهر التوحيد وصدع به وعلم خلاف ما هم عليه انكروا عليه وشددوا عليه المكيل. فلما رأى شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب هذا هذه وهذه الحال من حال مجتمعي ومن حال اهل زمانه وهو يقرأ كتاب الله عز وجل ويقرأ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استفاد كثيرا واستفاد كثيرا من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن كتب تلميذه ابن القيم ورأى حال القوم وعرف لم يعرفوا حقيقة التوحيد وانهم يرددون صباح مساء لا اله الا الله وهم لا يعقلون معناها بل ان كفار قريش والمشرك العرب في زمن محمد صلى الله عليه وسلم كانوا اعلم معناها من مشرك زمان الشيخ رحمه الله تعالى وذلك ان مشرك زمان الشيخ منذ مشرك زمان الشيخ يرددونها ولا يعقلون معناها الذي عقله ابو جهل وابو لهب. فابو جهل وابو لهب لما قيل لهم قيل قولوا لا اله الا الله صرفوا جميعا بقولهم اجعل الالهة الها واحدا فعرفوا ان معنى لا اله الا الله انه ابطال لكل ما يعبد من دون الله عز وجل واثبات العبادة لله وحده. اما مسرف زمان الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فكانوا يرددونها صباح مساء ويكررونها في صلواتهم ويذكرون الله بها في كل الواو ومع ذلك كانوا يصرحون بمخالفتها ويفعلون ما يناقضها وقد تستغرب هذا الحال وعندما تنظر في حال اهل زماننا ايضا ممن يردد كلمة التوحيد لا اله الا الله صباح مساء ثم تجدهم في هذه الازمنة في هذه الازمنة تجد من يطوف بقبر البدوي اكثر من مليون ينتسب الى الاسلام اكثر من مليون ينتسب الى الاسلام ويذبح له قرابين ويدعون ومن دون الله عز وجل وهو يقول لا اله الا الله وتنطلق في بلاد الاسلام هذه الازمنة وترى الشرك ظاهر والقبور قد علت عليها البلاء والمنابر وارتفعت من دون وارتفعت عبادتها من دون الله عز وجل. كل هذا واقع وهم يرددون صباح مساء لا اله الا الله فلما رأى هذه رأى هذا الحال ورأى هذا هذه الصورة في قومه رحمه الله تعالى صرح بان ما يفعلونه انه دين ابي جهل ودين ابي لهب. ثم اخذ يكتب في ذلك المصنفات والمؤلفات التي تدعو الناس الى تحقيق توحيد الله عز وجل والى افراده بالعبادة. فجمع كتاب التوحيد وكان سبب جمع هذا الكتاب ما رآه من حال اهل من مخالفة التوحيد ومخالفة كلمة لا اله الا الله. وقد جمع هذا الكتاب جمع نصوصه وجمع احاديثه في البصرة عندما ساق رحمه الله تعالى في طلب العلم جمع مضمون هذا الكتاب في البصرة وحواه الاحاديث والايات الكثيرة التي التي تبين ان العبودية لله عز وجل وان العبادة حق لله سبحانه وتعالى لا تصرف لا تصرف لسواه ولا يعبد غيره سبحانه وتعالى. ثالثا المسألة الثالثة يعتبر هذا الكتاب من افضل الكتب التي في هذا المجال ولا يعرف كتابا. مشى على بلوانه قبل كتاب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب. بل صحيح البخاري كتابه في هذا الصحيح بوب كتابا سمى كتابا سموه كتاب التوحيد ومع ذلك لم يكن ترتيبه وتصنيفه اطول الاحاديث كما ساقها شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب فقد اتى على جميع المسالك يحتاجها العبد في توحيد العبادة وفي توحيد الالوهية. وقد كان هناك من علماء الهند من يعاون شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب. وكان كلما قتل مجلسا له من مجالس العلم ختمه بالدعاء على شيخ الاسلام محمد وهاب انه انه يدعو عليه بالنار والويل والثبور لانه وصلته سمعة وصله الخبر ان هذا الرجل من الخوارج الذين يكفرون المسلمين ومن الذين يبغضون اولياء الله عز وجل ولا يحبونهم وقد صورت دعوة بصورة سيئة الى ذلك العالم. فكان احد الطلاب ممن سافر من هذه البلاد الى بلاد الهند وذلك في ذلك الزمان اخذ نسخة كتاب التوحيد وازال منها الغلاف ثم قربها الى مالك العالم وقال يا شيخ اريد منك ان تقرأ هذا الكتاب وان تعطيني او تخبرني بما برأيك فيه. يقول فاخذت الكتاب وناولته اياه. فلما من الغد سألته عن الكتاب قال رحمه الله تعالى لقد قرأت هذا الكتاب من اوله الى اخره ولا اعلم كتابا على بلوانه ولا ولا صحيح البخاري صنف على ذلك في كتاب التوحيد. فقال رحمه الله تعالى اتعرف من هذا الشيخ قال من؟ قال هذا هو محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. فعرف بعد ذلك ان دعوته دعوة نبوية وانه سار على هدي محمد صلى الله عليه وسلم فكان بعد ذلك يترحم عليه ويدعو له بالمغفرة والرحمة وعرف ان منهجه منهج محمد صلى الله عليه وسلم. اذا هذا الكتاب تميز بامور. الامر الاول تميز بوضوحه بوضوح هذا الكتاب. الامر تميز بسهولة الفاظه الامر الثالث ان المؤلف اقتصر فيه على نصوص الكتاب والسنة اختصر على نصوص الكتاب والسنة وانما ذكر من كلام اهل العلم ما يوضح ذلك من من كلام سلفنا الصالح وطعم ذلك كلام شيخ الاسلام ابي العباس رحمه الله تعالى. الامر الرابع ان هذا الكتاب كله يصب في توحيد الله عز وجل. وفي اثبات له سبحانه وتعالى. الامر الخامس انه عالج جميع القضايا وجميع المسائل التي تنتشر في كل زمان من من الثمائر والرقى ومن التعاويد ومن ومن التعلق بغير الله عز وجل من التبرك بالاشجار والاحجار وما شابه ذلك فقد جمع في كتابه كل ما يحتاجه اهل التوحيد في معرفة ما يلزمهم من حق الله سبحانه وتعالى. الامر والسادس لهذا الكتاب ايضا انه رحمه الله تعالى عود الطالب على ان يعرف الحكم بدليله وان يعرف مسألة بنصها من الكتاب والسنة ولا شك ان هذا من من بديع آآ تصنيفه رحمه الله تعالى. الامر السابع انه احسن الترتيب احسن ترتيب هذا الكتاب. وربط ابوابه بعضها ببعض. فما من باب الا والذي بعده يتعلق به كما سنوضح ذلك في ابواب هذا الكتاب. وهذه المزايا لا تجد اقل ان تجدها في كتاب رحمه الله تعالى واسكنه الله فسيح جناته. اذا هذه المسألة الثالثة حقيقة هذا الكتاب. الامر الرابع او المسألة الرابعة هذا الكتاب يتعلق باعظم علم. فان شرف العلم يعظم بشرف المعلوم. وشرف الشيء بعض من الجهات الثلاث. الجهة الاولى يعظم من جهة موضوعه. او يعظم من جهة غرضه. او يعظم من جهة حاجت الناس اليه. فعند النظر في هذا الكتاب فان موضوعه يتعلق باي شيء يتعلق بتوحيد الله سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا هو اشرف موضوع اشرف موضوع يسعى له العبد ان يعرف حق الله عز وجل عليه ان يعرف الله سبحانه وتعالى عليه. هذا موضعه. اما غرضه فهو ان تعبد الله سبحانه وتعالى على الوجه الصحيح ان تعبد الله على الوجه الصحيح وحاجة الناس ان تعبد الله عز وجل على الوجه الصحيح وان تحقق لله العبودية التامة التي لا يدخلها شرك ولا يعتريها شيء من الخرافات والبدع. اما من جهة حاجة الناس لهذا العلم فحاجة الى التوحيد اشد من حاجته من الطعام والشراب. واشد من حاجتهم الى الهواء. فان فان الطعام الشراب والهواء قصارى فقده ان تفقد هذا الجسد. اما اذا فقدت التوحيد واذا عبدت الله عز وجل على غير الوجه صحيح واشركت بالله عز وجل فانه يترتب على ذلك التعاسة الابدية والشقاء الابدي في الدنيا والاخرة كما قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. فالضنك حاصل المشرك وعامل غير الله عز في الدنيا والاخرة يقول الامام احمد رحمه الله تعالى حاجة الناس الى الهدى والى العلم اشد من حاجتهم الى الطعام والشراب فان للطعام والشراب تحيا الابدان وبالهدى والعلم تحيا الارواح تحيا الارواح ولا شك ان اعظم تحتاج يا عبد الله هو ان تحقق لله التوحيد الذي خلقك لاجله. كما جاء في الصحيحين عن معاذ ابن جبل رضي الله الله تعالى عنه انه قال كنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ فقلت لبيك يا رسول الله. فقال اتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله فقلت الله ورسوله اعلم فقال حق حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا هذا هو حق الله عز هذا هو حق الله عز وجل على العباد. ان نحقق لله التوحيد وان نعبده سبحانه وتعالى عبادة له لا نشرك معه غيره. وهذا الامر وهو توحيد الله سبحانه وتعالى هو الذي لاجله ارسل الله عز وجل الرسل وانزل الكتب وخلق الجنة والنار. بل لاجلي خلق السماوات والارض. ولاجله جردت سيوف الموحدين. ولاجله قام الجهاد وعنت كلمة التوحيد لاجل ان يحقق الدين كله لمن؟ لله سبحانه وتعالى. والله سبحانه وتعالى امرنا ان تقاتل في سبيل الله حتى يكون الدين كله لله سبحانه وتعالى. فما جريت السيوف وما قام الجهاد وما فتحت ابواب الجنان وما فتحت ابواب النيران ايضا الا لهذا الامر العظيم. فمن حقق توحيد الله وافرد الله بالعبادة فانه الناجي في والاخرة ومن خالف الله عز وجل في امره واشرك بالله عز وجل فان النار مآله ومصيره خالدا فيها الاباء فاوجب ما يجب على المسلم ان يعرف حقيقة التوحيد وان يحقق العبودية لله عز وجل على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى فان كثيرا من الناس يجهل مسائل التوحيد بل تجد بعض الجهلة يردد كلمة اكثرتم علينا في التوحيد اكثرتم علينا بالتوحيد وما علم هذا المسكين انه لا نجاة له يوم القيامة الا بتحقيق التوحيد كما قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. ويذكر ان شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب قيل هذه المقولة قال يا عندما كان يشرح كتاب التوحيد وكلما انهاه اعاده رحمه الله تعالى فقال بعض تلامذته رحمهم الله يا شيخ اثرت علينا في التوحيد لو قرأنا في التفسير لو قرأنا في الفقه والحديث لكان انسب. فقال الشيخ رحمه الله تعالى انظر في ذلك انظروا في ذلك. فلما جاء من الغد رحمه الله تعالى جاء وعلى وجه الكآبة والحزن على وجهه الكآبة والحزن. فقالوا يرحمك الله يا شيخ ما الذي اصابك؟ ما الذي دهاك؟ هل هل تشتكي من شيء؟ قال لا ولكنني سمعت خبرا بحثت يتأكد لي منه قال وما سمعت؟ قالوا قال سمعت ان في اطراف الدرعية رجلا زنا بامه فقالوا انا لله وانا اليه راجعون وتعارضوا هذه المعصية تعارضوا هذه المعصية وتكابروا ولا شك انها من اكبر الكبائر. فلما جاء الرسول قالها ما عندك؟ فقال يا شيخ لم لم يزني بامه ولكنه ذبح ذبح شاة عند عتبة بابه فقال الله اكبر الحمد لله الحمد لله. فجعل الوقوع في الزنا وارتكاب الفاحشة في امه اعظم من الشرك بالله عز وجل فذكر الشيخ ان الشرك ان الشرك لا يغفر لصاحبه وانه خالد مخلد في نار جهنم واما الذي وقع في الفاحشة او فعلوا الفاحشة بامه فان حقه القتل في الدنيا وهو مستحق للعذاب والوعيد الشديد في الاخرة لكنه لا يخلد في النار لا في النار اذا شاء الله له ذلك اذا شاء الله له التعذيب فانه لا يخلد لان معنى لان معه كلمة التوحيد ومعه لا اله الا الله فعرف التلاميذ عند ذلك ان هذا التوحيد او ان الناس لان التوحيد اعظم من حاجتهم الى مسائل فهناك مسائل كثيرة قد تتعرض لها وتقع في الشرك فيها وانت لا تشعر وانت لا تعلم بجهلك بتوحيد الله عز وجل ففي مثلا هذه الازمنة نسمع من يقول اذا سقط منه سر يقابل الشمس ويستقبل الشمس ثم يقول يا شمس يا شمس خذي السن خذي هذا السن واعطيني السنة او سن غزال. يخاطب الشمس ويدعوها من دون الله عز وجل ولا شك ان هذا شرك بالله عز وجل وهو يقع عند كثير من العوام. بل حدثني بعض الثقات ان امرأة كانت تحافظ على صلاة على صلاة الفجر وكانت لا تفوتها الصلاة ابدا. وكانها اذن من الصالحين يحسبه الله حسيبه. وكان يفوته او تفوته صلاة الجماعة في بعض الاحيان فقالت له جدته هذه يا ولدي الا اخبرك بقول اذا نمت لا يفوتك معه صلاة الفجر او لا تفوتك معه صلاة الفجر قال نعم يا امي فقال فقالت له الضوء فقالت له قل عند نومك يا رسول الله ايقظني يا رسول الله ايقظني او يا محمد ايقظني فقال يا اماه منذ كم؟ قالت منذ ثلاثين سنة وانا اردد هذه الكلمة. هذه الكلمة شرك بالله عز وخروج من دائرة الاسلام لانها دعت غير الله عز وجل دعت غير الله وسألت غير الله سبحانه وتعالى فهذه عبث الله سنوات طويلة وكثيرة وهي تظن انها تحسن صنعا وان على خير كثير وما علمت هذه المسكينة انها خطابها وسؤالها لغير الله عز وجل ودعائه لمحمد صلى الله عليه وسلم انها قد اشركت بالله الشرك الاكبر فحري بالمسلم ان بالتوحيد وان يتدارس مسائله وان يعتني به اعتناء عظيما فان به النجاة الابدية السرمدية يوم القيامة فان التوحيد ما دونه يغفر وما دون فاعله من الذنوب والخطايا يغفر اما الذي يقع في الشرك ولو صلى وقام الليل وتصدق بالصدقات الكثيرة فانه لا يغفر له ذنب ولا يخرج من النار ابدا فان تحقيق التوحيد اما ان يمنعك من دخول النار ابدا واما ان يمنعك فيها من امدا اما ان يمنعك من الدخول ابدا واما اما ان يمنعك من الفنون فصاحب التوحيد اما نادي نجاة مطلقة واما له مطلق النجاة. اما المشرك بالله عز وجل فهذا لا نجاة له ابدا بل هو خالد مخلد في نار جهنم. اذا هذا الكتاب يتكلم عن هذا الموضوع واعتلى به الشيخ كما ذكرت لانه ابتلي في زمانه بهذا الشرك الصريح الواضح البين الذي زينه اهل زمانه جعلوه من باب الشفاعة ومن باب التوسل بالصالحين ومن التقرب الى الله بهم ولا شك ان هذا الشرك هو شرك ابي جهل وابي ابتدأ المؤلف في كتابه هذا بقوله بسم الله الرحمن الرحيم. قوله رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم جرت عادة المصنفين والمؤلفين ان يبتدأوا كتبهم بالبسملة. وذلك لامور الامر الاول اقتداء بكتاب الله عز وجل. فربنا سبحانه وتعالى ابتدى كتابه ببسم الله الرحمن الرحيم الامر الثاني اقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم. فقد جاء في الصحيحين من طريق بيت الله ابن عبد الله عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الى هرقل عظيم الروم كتابا وبدأوا بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروم اسلم تسلم. فالنبي ابتدى كتابه ايضا بالبسملة. الامر الثالث لما روى الخطيب البغدادي في جامع في جامعه رحمه الله تعالى من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امر ذيبان لا يبدأ باسم الله فهو اجزم. وهذا الحديث رواه المشرف باسماعيل عن الاوزاعي عن قرة ابن عبد الرحمن عن الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة. والحديث تفرد بقوله بسم الله تفرد بقول بسم الله الرحمن الرحيم مبشر ابن اسماعيل وقد عدوا وقد عد المحققون والمحدثون من اهل العلم ان هذه الزيادة من كرة وان الحديث رواه جل اصحاب عن عن علي ابن الحسين مرسل من قوله كل امر ذي باب لا يبدأ بحمد الله فهو ابتر. فالمحفوظ الحديث انه مرسل انه مرسل. اما وصله فلا يصح. وقر ابن عبد الرحمن ضعيف الحديث على الصحيح. ومبشر اسماعيل تفرد عن الاوزاعي بقوله بسم الله الرحمن الرحيم والا جل اصحاب الاوزاعي يرون هذا الحديث عنه من قوله الحمد لله وقد رواه ابو داوود بهذا اللفظ اما اهل السنن واما اما من روى قوله بسم الله فلم يروي هذه اللفظة الا الخطيب رحمه الله تعالى في جامعه وتفرد به كما ذكرت مبشر ابن اسماعيل والحديث لا يصح متصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح فيه انه مرسل هذا الامر الثالث لما جاء بالحديث كل امر بدال لا يبدأ باسم الله فهو اجلم. الامر الرابع التبرك والاستعانة بالله عز وجل. فان قوله بسم الله الباء هنا للاستعاذة. الباء هنا للاستعاذة اي يؤلف هذا الكتاب وابتدأ تصنيفي مستعينا بالله عز وجل. وهناك بعين من يرى ان الباه هنا للمصاحب ولكن الاقرب ان الباء للاستعانة. والاصل المحذوف تقديره اؤلف اؤلف هذا المؤلف. واصنف هذا المصلى مستعينا بالله عز وجل. اذا هذه اربعة اسباب لاجلها ابتدأ المؤلف ببسم الله الرحمن الرحيم. اقتداء بكتاب الله واقتداء برسول الله ولما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باسناد ضعيف وايضا من باب الاستعانة والتبرك باسم الله عز وجل وخامسا جريا على عادة المصنفين والمؤلفين. المؤلف رحمه الله تعالى لم يذكر لكتابه مقدمة ولا خطبة كما يفعله من صنف كتابا او الف كتابا. وذلك كأنه لم يرد رحمه الله تعالى ان يقدم بين يدي كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم خطبة تقطع على السامع تقطع للسامع ما اراد الشيخ رحمه الله تعالى فان هذا الكتاب مضمونه هو توحيد الله سبحانه وتعالى وتحقيق العبودية له فكأنه استغنى بهذا عن المقدمة وقد سبقه الى ذلك الامام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه فانه لم يبتدأ كتابه الصحيح استغناء بمضمون الكتاب. فانه كتاب يتعلق باحد النبي صلى الله عليه وسلم. وابتدأه بحديث انما الاعمال بالنيات فكأن الامام يقول ان مضمون هذا الكتاب يغني عن مقدمة او خطبة اقدمها لك يا عبد الله بين هذا الكتاب وحتى لا يتقدم ايضا بين يدي كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بكلام له. جاء في بعض النسخ انه ثنى الحمد بالحمد بالحمد لله او بحمد الله عز وجل. تم بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثروا في نسخ هذا الكتاب انه اقتصر على البسملة اقتصر على البسملة. وان قلنا بالحنبلة فان ايضا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبتدأ بها في خطبه صلى الله عليه وسلم بخلاف كتبه فانه يبتدأ فيها بالبسملة النبي صلى الله عليه وسلم كان يبتدئ الكتب بالبسملة والخطب يبتدأها بالحمدلة. فالاقرب والله اعلم اما المؤلف اختصر على البسملة دون الحنبلة موافقة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى ذلك اه ابتداء المؤلف بالبسملة واما زياد الحنبلة فهي اما من اه بعض النساق لان الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال وجدت بخط بخط الشيخ بخط يده زيادة الحنبلة فلعله اضافها بعد ذلك الحمدلله الحمد الالف واللام هنا للاستغراق. للاستغراق والشمول. فالحمد كله لله عز وجل. والحمد معناه السلام على المحمود بصفات بصفاته الجميلة مع تعظيمه الحمد يشتمل على الثناء وعلى وعلى التعظيم والثناء على المحمود بصفاته الجميلة مع تعظيمه مع تعظيمه. والحمد يتعلق يتعلق باللسان والقلب يتعلق باللسان والقلب. فاللسان يلهج بحمد الله والقلب ايضا يعتقد حمد الله سبحانه وتعالى واما الشكر فهو الثناء المحمود باللسان وبالقلب وبالجوارح. الثناء على كان المنعم باللسان والقلب والجوارح. فهناك بين الحمد والشكر بينهما خصوص وعموم. فالحمد اعم من جهة اسبابه واخص من جهة ادواته والشكر اعم من جهة الشكر اعم من جهة ادواته واخص من جهة اسبابه توضيح ذلك الحمد يكون على الخير والشر ويكون على النعم وغيرها. اما الشكر فلا الا على النعم لا يقول الا على النعم. فاذا انعم عبد عليك بنعمة فانك تشكره على هذه النعمة اما اذا اصابت بمصيبة او ابتلاك بلية فانك لا تشكره ولا ولا تحمده بذلك ربنا سبحانه وتعالى فانه يحمد على كل حال. يحمد على الخير ويحمد على البلاء بالشر سبحانه وتعالى. اما الشكر فلا يكون الا الا على النعم. هذا من جهة من جهة الاسباب. اذا الشكر اخص من الحمل من جهة الاسباب بالاخص الشكر يقول عليه شيء على النعم. والحمد يكون على النعم وعلى غيرها. اما من جهة الادوات فالانسان يشكر المنعم باي شيء يشكره بلسانه ويشكره بقلبه ويشكره ايضا بجوارحه يشكره ايضا بجوارحه كما قال تعالى اعملوا ال داوود شكرا ان يستخدم النعمة ويعمل لذلك المنعم بجوارحه ما يدل على شكره بتلك النعمة اما الحمد فيكون فقط بالقلب واللسان يكون بالقلب واللسان فهو من جهة الادوات اخص ومن جهة اسباب اعم اما الشكر فهو بعكس فهو بعكس ذلك. قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وقوله تعالى قبل ذلك اتكلم عن البسملة تخاف من طين. نختصر يا رب طولنا عليكم قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الباع عرفنا انها انها للاستعانة على الصحيح. انها الاستعانة على الصحيح. اما الاسم فله عند البصريين من السمو والعلو من السمو والعلو وعند الكوفيين من العلامة من السمة اي العلامة وبسم الله هو لله عز وجل بعلو اسماء الله وعلو صفاته سبحانه وتعالى فالله اسماؤه العالية وهي ايضا علامات لذاته ودلالات على ذاته فمعناه فكلا المعنيين صحيح هي من السمو والعلو وهي ايضا من العلامة بسم الله عز بسم الله الرحمن الرحيم. الله هو علم علم على الله سبحانه وتعالى تابع لجميع دلائل الاسماء جامع لجميع دلائل الاسماء الدالة على الله سبحانه وتعالى. نأخذ الجلالة الله هو علم الله واصله الاله اصله الاله. حذفت الهمزة وادغمت اللام في اللام وشددت وثقلت فاصبح الله اصبح لفظة الله هذا هو كلمة بسم الله. الله اذا هو علم على الله عز وجل جامع باسماء الاسماء الدالة على رب سبحانه وتعالى وهو اسم لا يطلق الا على الله سبحانه وتعالى. ولا يجوز ويحرم اطلاقا على غير الله سبحانه وتعالى. ومن اطلقه على غير الله كفر بالله سبحانه وتعالى. ومن نسب نفسه لهذا الاسم فانه كافر ايضا فانه كافر باجماع المسلمين. قال انا الله او قال انا الاله فانه كافر باجماع المسلمين. فلا يسمى الا ربنا ولا يطلق الا على الله عز وجل. ولا يعرف احد تسمى بهذا الاسم. لا يعرف احدا من الخلق تسمى بهذا الاسم الا فرعون لعنه الله فانه نسب الروبية له ونسب الالهية ايضا له فهذا الاسم هو من اسماء الله الخاصة به ولا يسمى غيره ومن سمى غيره كفر بالله عز وجل. وهذا الاسم كل الاسماء دالة عليه سبحانه وتعالى كل الاسماء التي يسمى الله عز وجل بها فانها تدل على لفظة الله. والله سبحانه مجمع الاسماء التي تطلق على ربنا سبحانه وتعالى. الرحمن الرحيم هو اسناد لله عز وجل. اسماء لله عز وجل اسم الرحمن واسم الرحيم وبينهما فروض. الفروق التي بين الرحمن والرحيم. اولا ان الرحمن يتعلق بالذات والرحيم يتعلق بالفعل. ثانيا ان الرحمن وعم. اعم. فربنا اعم من جهة رحمته فالرحمن يتعلق بالدنيا والاخرة ويتعلق بالمسلمين والكافرين وجميع خلقه. اما الرحيم فيتعلق باهل الايمان الرحيم يتعلق باهل الايمان. الفرق الثالث ان الرحمن ايضا من اسماء الله الخاصة الذي لا يسمى بها غيره سبحانه وتعالى. اما الرحيم فقد يطلق على المخلوق انه رحيم يطلق على المخلوق انه رحيم. اما الرحمن فلا يطلق الا على ربنا الا على ربنا سبحانه وتعالى. هذه بعض الفروق بين الرحمن والرحيم وهما اسمان لله عز وجل اشتق منهما صفة الرحمة لربنا سبحانه وتعالى فالرحمن والرحيم اسمان الله عز وجل اخذ منهما صفة الرحمة بالله سبحانه وتعالى. قال وقوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. قبل ذلك قال رحمه الله تعالى كتاب التوحيد. كتاب مصدر كتب يكتب. كتاب مصدر كتب يكتب كتابة وكتابا وهذا المصدر معناه اصل بمعنى ما قد كتب معنى مادة كتب من التكتل من التكتل وهو الاجتماع. يقال تكتم بنو فلان اذا اجتمعوا تكتم بنو فلان اذا اجتمعوا وسميت الكتيبة كتيبة لاجتماع افراد لاجتماع افرادها بعضهم الى بعض. وسمي الكتاب كتابا الاجتماعي ابوابه وقصوره بين دفتي الكتاب. وسميت الكتابة كتابة ايضا لاجتماع الحروف بعضها اذا هذا الكتاب كتاب التوحيد لهذا الكتاب جمعت فيه فصول وابواب تتعلق باي شيء تتعلق بتوحيد الله عز وجل. اما التوحيد فهو مصدر وحد يوحد. مصدر وحد يوحد توحيدا اذا جعله واحدة اذا معنى التوحيد اذا جعلت الشيء واحدا فقد وحدته فقد وحدته ومعنى توحيد الله سبحانه وتعالى وان نوحد الله سبحانه وتعالى بافعاله وباسمائه وبصفاته وان نوحده ايضا بافعالنا ان نوحد الله سبحانه وتعالى ايضا بافعالنا. هذا هو معنى التوحيد. والتوحيد هذا اللفظ جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فقد جاء في حديث ابن عباس الذي رواه البخاري ومسلم في قصة بعد النبي صلى الله عليه وسلم معاذ ابن جبل اليمن فقال لهم من يقل اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله ان يوحدوا الله فهذه لفظة التوحيد. وجاء ايضا في صحيح مسلم عن ابن عبد الله عندما ذكر صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله ورضي الله تعالى عنه واهل بالتوحيد واهل بالتوحيد. اذا لفظ التوحيد جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فليقل اول لا تدعوهم اليه ان يوحدوا ان يوحدوا الله. وقد جاءت عن ابن عباس وعن مجاهد وعن جمع من السلف بمعنى قوله الا ليعبدون اي يوحدون وبهذا نستفيد ان كلمة التوحيد ليست كلمة محدثة او كلمة مبتدعة ابتدع كما يدعيه المبتدعة والقبوريون والخرافيون انها ابتدعها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بل هذه اللفظة جاءت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونطق بها علماء المسلمين والف فيها ابن مكة كتابا سماه كتاب التوحيد والف ابن خزيمة ايضا كتابا سماه كتاب التوحيد فهي فهذه معروفة عند السلف ومعروفة عند الامة وقد نطق بها نبينا صلى الله عليه وسلم. والتوحيد قسمه اهل العلم بالاستقراء الى ثلاثة اقسام قسمه اهل العلم بالاستقراء الى ثلاثة اقسام. توحيد الروبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات ومنهم من يقسمه الى قسمين. توحيد العلم الخبري وتوحيد الطلب وتوحيد الامر والطلب توحيد العلم الخبري الذي هو توحيد ربه والاسماء والصفات وتوحيد الطلب وتوحيد الالوهية. اذا ينقسم التوحيد الى ثلاثة اقسام توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات. وهذه التقاسيم موجودة في كتاب الله وموجودة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. في كتاب الله في اول سورة من سور القرآن وجد هذي الانواع الثلاثة وجدت هذه الانواع الثلاثة. التوحيد في قوله في اول سورة من سور القرآنية سورة ايش؟ اول سورة ها؟ سورة الفاتحة الفاتحة. اين اين توحيد هذه السورة ها؟ الحمد لله كذا ها؟ لا رب العالمين الحمد لله رب العالمين. هذه اول اية. اول اية تدل على توحيد الربوبية رب العالمين تدل على اي توحيد؟ الرومية. توحيد الاسماء والصفات في نفس السورة. الرحمن الرحيم توحيد الالوهية اياك نعبد واياك نستعين. وخاتمة القرآن ايضا اشتمت على انواع التوحيد الثلاثة بقوله قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس روبي اسماء وصفات الوهية قل اعوذ برب الناس ربك ملك الناس ايضا من اسمائه الملك ومن صفاته انه ذو ملك العظيم سبحانه وتعالى. اله الا التوحيد الالوهية. اذا اول القرآن وخاتمة القرآن اشتمت على انواع التوحيد الثلاثة فمن فمن اتاني وقال ان هذه التقاسيم تقاسيم مبتدعة وتقاسيم محدثة احدثها ابن تيمية وابن القيم ومن اتى بعدهم نقول هذا القول باطل وانما هذه التقاسيم مليئة في كتاب الله او مليء بها كتاب الله عز وجل ومليء بها ايضا سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم. الا ان اهل العلم اخذوا هذه الايات واقتبسوا منها واقتبسوا منها هذه التقاسيم. فسموا هذا بتوحيد الرومية وسموا هذا توحيد الالوهية وسموها بتوحيد الاسماء والصفات من باب تقريبه للافهام والاذهان. اذا توحيد الروبية معناه ما معنى توحيد الربوبية توحيد الربوبية هو ان نوحد الله بافعالنا ان نوحد الله بافعاله توحيد الربوبية هو ان نوحد الله بافعاله ومعنى ذلك ان نعتقد ان الله سبحانه وتعالى هو الخالق الرازق ادبر المحيي المميت. اذا توحيدهم يتعلق باي شيء يتعلق بالاعتقاد. يتعلق بالاعتقاد. اما نعتقد ان الخالق لهذا الكون هو الله. وان الرازق لهم هو الله. وان المحي المميت هو الله سبحانه وتعالى. وهذا لم يحصل فيه خلاف ولا نزاع بين الامم وانبيائهم وبين رسل الله واممهم. فان هذا التوحيد جاءت به الفطر جاءت به الفطر فان الفطر فطرت على ان الله سبحانه وتعالى هو الخالق وقد كان كفار قريش ومشركوا العرب يقرون بان الله هو الخالق وكما قال تعالى ولئن سألتهن من خلقهن الله وهم يضرون بان الخالق هو الله وان الرازق هو الله وان المحيي المميت هو الله ومع ذلك لم يدخلهم هذا الاقرار في الاسلام ولم يسموا مع هذا الاقرار بمسلمين. وهذا هذا الاقرار يبين لك نوضح لك جهل كثيرا ممن ينتسب الى الاسلام في هذه الازمنة وممن ينتسب ايضا العلم ويفسر لا اله الا الله لانها لا خالق ولا رازق ولا مدبرا الا الله. فهذا تفسير خاطئ وتفسير الباطل يخالف معنى لا اله الا الا الله وقد وقد تقرأ وترى مثل هذا التفسير في كتب تنسب الى اهل العلم. فمثلا منهم من يفسر لا يرى بقوله الغني عم ما سواه الفقير اليه ما عدا. هل هذا المعنى صحيح؟ هل اي توحيد؟ الغني عما سواه الفقير ما عدا في اي توحيد؟ توحيد الربوبية توحيد الربوبية. وقول السنوسي في ام البراهين ان لا اله الا الله معناها القادر على الاختراع اي توحيد؟ توحيد رومية ولا لا؟ القادر على الاختراع او الخالق الرازق اي توحيد نقول توحيد الروبية وهذا التوحيد لم يخالف فيه احد الا طوائف قلة مكابرة وعنادة والا جميع الخلق انس كلهم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت. ولم يكن نزاع مع الرسل واممهم في هذا وقد خالف في هذا الامر طوائف جدة او خمس طوائف. الطائفة الاولى الذين اشركوا بتوحيد الربوبية اولهم فرعون لعنه الله. فرعون لعنه الله كان ممن اشركوبية ونسب الربوبية له بقوله انا ربكم الاعلى لهم. الطائفة الثانية المانوية المعنوية الثانوية. الذين جعلوا خالقين خالقا للخير وخالقا للشر. وهؤلاء هم المجوس. الطائفة الثالثة القدرية من هذه الامة الذين قالوا ان العبد يخلق افعال نفسه الطائفة الرابعة الطبيعيون الدهبيون الذين قالوا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. الطائفة الخامسة الملاحدة الشيوعيون القائلون لا اله والحياة مادة لا اله ونحو الهية ربنا وربيته ايضا. الطائفة السادسة بعض مشركي بعض مشركي العرب الذين اشركوا في الله اشركوا بالله عز وجل في نسبة الامطار الى والى الاذواق مطلة بلون كذا وكذا هذا نوع شرك في اي شيء في توحيد الروبية. هذه الطوائف الست هي التي اشرفت في توحيد الربوبية وما عدا هالطوائف فكل الخلق يقرون بان الله الخالق الرازق المدبر المحيي المميت وعلى نفهم ان قول محمد علوي مالك الضال الهالك الذي قال ان شرك كفار قريش انما كان اعتقادهم ان الهتهم تخلق وترزق من دون الله عز وجل والا تنفع وتضر من دون الله انه قول باطل وانه كذب صريح على ربنا سبحانه وتعالى. فالله يقول بانهم يقرون بان الله هو الخالق الرازق وهو يقول كذبا وزورا ان مشرك العرب وكفار قريش كانوا كانوا يشركون بالله في توحيد الربوبية ويعتقدون في الهتهم التي يعبدونها مع الله عز وجل انها تنفع وتضر وتستقل بذاك وهذا الذي بينه شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب في كتابه كشف الشبهات. اذا القسم الاول توحيد الربوبية ومعناه وان نوحد الله في افعاله. القسم الثاني توحيد الاسماء والصفات وهذا التوحيد هو ان نفرد الله عز وجل باسمائه. وان نفرده في بصفاتي ونعتقد ان لله اسماء تليق به سبحانه وتعالى وصفاتا تليق به سبحانه وتعالى ونثبت له ما اثبته هو لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف بل نخبر بها كما جاءت ونعتقد معناها انها المعنى الذي تدل عليه لغة العرب التي تدل عليه لغة العرب. فنثبت لله ما اثبته نفسي من الاسماء والصفات وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم الامر النوع الثالث من انواع التوحيد توحيد الالوهية توحيد الالوهية وهو ان نوحد الله بافعالنا ان نوحد الله بافعالنا وان نوحد الله في عبادتنا وان لا نصرف شيئا مما يستحقه ربنا سبحانه وتعالى لغيره فان التوحيد ضده الشرك. والشرك هو ان تصف شيئا من خصائص الله لغير الله. او ان تصف ان تساوي المخلوق بالخالق كما سيأتي في الباب السادس او الباب الخامس من هذا الكتاب في في تبيين معنى الشرك. اذا هذه انواع التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد الالوهية. وهذا الكتاب جله يتكلم عن توحيد الالوهية وقد ضمنه شيخ الاسلام توحيد الاسماء والصفات وايضا ضمنه توحيد الروبية فان توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية بينهما التزام وتضمن. فتوحيد الالوهية يلزم منه يلزم اي شيء توحيد الربوبية توحيد الربوبية يدل على توحيد الالوهية. يدل على توحيد الربوبية من باب طلاب التنافي. فلا لا يعبد الا من خلق ورزق واحيا وامات. وتوحيد الرب يتضمن توحيد الالوهية. ولذلك تجد في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ان الله سبحانه وتعالى يذكر يذكر روبيته ثم ثم ويتبع ذلك بعبادته. ثم يتبع ذلك بعبادته كما في قوله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم فذكر التقوى لمن؟ للذي خلقنا للذي خلقنا. فالخالق للسموات والاراضين والخالق للانس والجن هو الذي يستحق هو الذي يستحق العبادة هو الذي يستحق العبادة. اذا توحيد به يتضمن توحيد الالوهية وتوحيد الالوهية نستلزم توحيد الروبية. قال رحمه الله تعالى بعد ذلك قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. لعلنا نقف على هذا طولنا عليكم صح؟ صح؟ ايش رايكم يا اخوان؟ نقف على ايش رايك؟ ها؟ ساعة البركة. والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد