بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. اما بعد فقد قال الامام المجدد رحمه الله تعالى باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله وقول الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. وفي رواية الى ان يوحدوا الله. فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض خمس صلوات في كل يوم وليلة. فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنياء وترد على فقرائهم فانهم اطاعوك بذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم انه ليس بينها وبين الله حجاب. اخرج ولهما عن سهل ابن سعد رضي الله عنه. ان رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديك فبات الناس يذوقون ليلتهم ايهم يعطاها. فلما اصبحوا فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها. فقال اين علي ابن ابي طالب؟ فقيل هو يشتكي عينيه فارسلوا اليه فاوتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع. فاعطاه الراية وقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. ووالله فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. يدوم يخوظون فيه مسائل الاولى ان الدعوة الى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم. الثانية التنبيه على الاخلاص لان كثيرا من الناس لو دعا الى الحق فهو يدعو الى نفسه. الثالثة ان البصيرة منها الفرائض الرابعة من دبائل حسن التوحيد كونه كونه تنزيها لله تعالى عن المسبة. الخامسة ان من قبح الشرك كونه مسبة لله السادسة وهي من اهمها ابعاد المسلم عن المشركين ابعاد المسلم عن المشركين بالا يصير منهم ولو لم يشرك. السابعة كون التوحيد اول واجب. الثامنة ان يبدأ به في كل شيء حتى الصلاة التاسعة ان معنى ان يوحد الله معنى شهادة ان لا اله الا الله. العاشرة ان الانسان قد يكون من اهل الكتاب وهو لا يعرفها او يعرفها ولا يعمل بها. الحادية عشرة. التنبيه على التعليم بالتدريج الثانية عشرة البداءة بالاهم فالاهم الثالثة عشرة مصرف الزكاة الرابعة عشرة كشف العالم الشبهة عن الخامسة عشرة النهي عن كرائم الاموال. السادسة عشرة اتقاء دعوة المظلوم. السابعة عشرة الاخبار بانها لا تحجب الثامنة عشرة من ادلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين وسادات الاولياء من المشقة والجوع والوباء التاسعة عشرة. قوله لاعطين الراية الى اخره. علم من اعلام النبوة العشرون تفله في عينيه عالم من اعلامها. الحادية والعشرون فضيلة علي رضي الله عنه. الثانية والعشرون فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة وشغلهم عن بشارة الفتح. الثالثة والعشرون الايمان بالقدر لحصولها لمن لم يسعى لها ومنعها عمن سعى. الرابعة والعشرون. الادب في قوله على رسلك. الخامسة والعشرون الدعوة الى الاسلام قبل القتال السادسة والعشرون انه مشروع لمن دعوا قبل ذلك وقتلوا. السابعة والعشرون الدعوة بالحكمة لقوله اخبرهم بما يجب عليهم الثامنة والعشرون. المعرفة بحق الله تعالى في الاسلام. التاسعة والعشرون ثواب من اهتدى على يده رجل واحد الثلاثون الحلف على الفتيا الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الباب يتعلق بالدعوة الى الله عز وجل. فقال الشيخ رحمه الله تعالى باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله. وفي هذا التبويب مسائل المسألة الاولى مناسبة هذا التبويب لما قبله من ابواب لما قبله من ابواب مر بنا في الابواب السابقة ان الشيخ رحمه الله تعالى بين التوحيد ثم بين فظله وبين حقيقة من حقق كماله ثم بين الشرك وخطره ثم بعد ذلك ساق هذا الباب. ليبين فضل الدعوة الى الله عز وجل. وان من عرف التوحيد في نفسه واشترى ما يجانبه وما يخالفه فان مما يجب عليه ان يدعو الناس الى التوحيد ان يدعو الناس الى ويذكرنا هذا بكتاب الشيخ رحمه الله تعالى المسمى بالاصول الثلاثة. عندما ذكر في اول ذلك الكتاب اعلم رحمك الله تعالى انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. وذكر منها العلم والعمل والدعوة فكأنه رحمه الله تعالى ربط بين هذه الابواب كما ربط بين تلك المسائل. فعرفك التوحيد وعلمك الشرك وحقيقته ثم بين لك فظله وتحقيقه في نفسك ثم امرك بالتواصي بالحق والدعوة الى والدعوة الى هذا التوحيد. اذا مناسبة الباب لما قبله ان المسلم اذا تعلم التوحيد وعرفه وعمل به في نفسه واجتنى ما يخالفه فان مما يجب عليه بعد ذلك ان يدعو الناس الى تحقيق التوحيد واجتناب الشرك واجتناب الشرك. المسألة الثانية مناسبة الدعوة الى الله عز وجل الى التوحيد ما هي مناسبة الدعوة الى الله عز وجل الى حقيقة التوحيد. علمنا جميعا ان التوحيد يقوم على ركنين على اثبات العبادة لله عز وجل وحده وعلى نفي العبادة وعن والثاني نفي العبادة عما سوى الله سبحانه وتعالى ومن لوازم هذا التوحيد ولا يمكن اقامة هذا التوحيد الا بالدعوة الى الله عز وجل. لا يمكن ان الناس حقيقة العبودية لله عز وجل الا بان نعلمهم وندعوهم الى تحقيق هذه العبودية. كما لا يمكن للناس ان اجتنبوا الشرك الا بتعليمهم ان هذا هو الشرك الذي حرمه الله عز وجل. فاصبحت الدعوة الى التوحيد من لوازم لا اله الا الله من لوازم لا اله الا الله. فلا يمكن اقامة التوحيد الا بالدعوة. ولا يمكن اقامته الا بالتعليم كما لا يمكن اجتناب الشرك الا بتعلم الشرك وصوره حتى يجتنبه العبد. ولذلك كانت دعوة الرسل جميعا الى هذا الامر ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فالرسل كلهم جاؤوا لتحقيق التوحيد كان النبي صلى الله عليه وسلم كما عند احمد ابن حجاب ابن عبد الله ومن حديث ابن والحديث المحاربي انه كان يطوف على الناس فيقول يا قومي قولوا لا اله الا الله وتفلحوا فكان يدعوهم الى تحقيق التوحيد. ولا شك ان الدعوة الى التوحيد من التوحيد. وان الذي يترك دعوة الى توحيد الله عز وجل واقامة شريعة الله سبحانه وتعالى فانه واقع فيما ينافي التوحيد. اما ان ينافيه من الواجب او ينافيه من كماله الواجب. فتارك تعليم الناس التوحيد اما ان يكون راضيا بالشرك مقرا به فهذا وجاء بالتوحيد من اصله والذي يترك الناس عن نهيهم عن الشرك بالله عز وجل اما ان يكون راضيا به وتركهم وتركهم على هذا الشرك اقرارا منه بهم به فانه يكون بذلك ايضا منافيا للتوحيد من اصله. اذا مناسبة الدعوة الى الله عز وجل التوحيد ان تعليم التوحيد واقامته لا يكون الا باي شيء الا بتعليمه والدعوة اليه. المسألة الثالثة في هذا التبويب يستدل به على ان الدعوة الى الله عز وجل من الواجبات ومن الفروض وهذا الامر لا فيه بين اهل العلم ان الدعوة الى الله عز وجل هي فريضة من فرائض الله عز وجل. وقد اتفق اهل العلم على وجوبها انما وقع الخلاف بين اهل العلم في مسألة وهي هل الدعوة فرض على الاعيان او فرض على الكفاية قولين لاهل العلم والا هم متفقون على انها فرض من فروظ من الفروض التي فرضها الله عز وجل ودليل ذلك قوله تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير والله امر ان يكن ان يكون منا امة تدعو الى التوحيد وتدعو الى الخير والى العمل الصالح ذلك ما جاء في صحيح مسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وليس وراء ذاك الايمان حبة اردل. اذا الدعوة الى الله عز وجل فرض من فروظ الاسلام والمسلم مكلف اه الدعوة الى الله والصحيح في هذه المسألة الصحيح ان الدعوة من فروظ الكفايات ولكنها تتعين في حالات الصحيح ان الدعوة الى الله عز وجل من فروض الكفايات ولكنها تتعين في حالات. الحالة الاولى الحالة الاولى الا الا توجد الكفاية ولا يحصل الكفاية بالدعاة الى الله عز وجل في اقامة التوحيد وتعليم الناس التوحيد. فعندئذ يتعين على كل مسلم ان يتعلم وان يدعو الى الله عز وجل الحالة الثانية ان يكون هذا هذا الرجل الذي عين عليه الحق لا يعلم الحق الا هو لا يعلم حق الا هو او هو من اهل العلم الذين يعرفون التوحيد ويعرفون ما يخالفه فهنا يكون في حق هذا الرجل في حق هذا الرجل الدعوة الى الله واجبة عليه عينا. الحالة الثالثة يتعين ايضا الدعوة الى الله عز وجل اذا كان في مكان ليس فيه الا انت يعلم الحق. ليس في مكان ليس فيه من يعلم الحق الا انت فهنا يتعين عليك ايضا ان تكون داعية الى الله عز وجل ولا يجوز لك ترك الدعوة في هذا المقام. الحالة الرابعة يتعين ايضا ان يضيق ان يضيق وقت البيان عن حاجة ان يضيق وقت البيان على الحاجة عندئذ يلزم من عرف الحق ان يدعو اليه وان يبينه ولا يجوز له تركه في هذه الحالة. اذا هذه حالات يتعين فيها الدعوة الى الله عز وجل والدعوة الى ما امر الله عز وجل به وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم على الاعيان في هذه الصور الاربع وما عداها فهو على الكفاية ودليل ذلك قوله ولتكن منكم امة يدعون الى الخير. والصحيح ان من هنا تبعيض وان كان هناك من يخالف ويرى انها للجنس لكن الصحيح اننا نقول ان الدعوة من فروض الكفايات فاذا قام بها من يكفي سقط الاثم عن الباقين ولم يلزم سائر الامة ان يدعو الى الله عز وجل. لكن في هذه الازمنة التي عم فيها الجهل وكثر وفيها آآ الشرك وعمت فيها الشبهات والشهوات فعند اذ يتعين على كثير من المسلمين ان يدعو الى الله عز وجل وان يبينوا الناس وان يعلموهم ما يقربهم الى الله سبحانه وتعالى. فالرجل في بيته ملزم بان يعلم اهله ما يلزمهم. والمدرس في مدرسة والداعية في في مجتمعه فكل يدعو على حسب قدرته وعلى حسب استطاعته. قال باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله. قوله باب الدعاء شهادة ان لا اله الا الله هو من باب الدعوة بالاهم فالمهم وليس معنى هذا ان الدعوة تقتصر على هذه الشهادة فقط ولكن معناها ان العبد اذا دعا الى هذه الشهادة فان ذلك يجره الى الدعوة الى ما دونها. ولا شك ان شاة لا اله الا الله تتضمن الاسلام كله تتضمن الاسلام كله. فشهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي هي اول ما يدخل به العبد في الاسلام. وليس معنى ذلك انه يقتصر على الدعوة الى الشهادة فقط ولا يدعو الى شاة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل معنى هذا ان يبدأ بالاهم ثم المهم فاول ما يدعو الداعي اليه ان ادعو الناس الى توحيد الله عز وجل والى اقامة عبادة الله وحده. ونبينا صلى الله عليه وسلم مكث ما يقارب ثلاثة عشر سنة في مكة يدعو الناس الى ان يوحدوا الله وان يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئا. اذا هذا معنى قوله ادباب الدعاء اشهد ان الى الشهادة ان لا اله الا الله ان المراد بذلك الدعوة الى اصل الدين والى تحقيق التوحيد ثم ثم بعد ذلك يأتي ما بعد ذلك من شرائع الاسلام ومن فرائضه. قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. في هذه الاية ايضا مسائل الاولى ان الدعوة الى الله عز وجل هي وظيفة الانبياء هي وظيفة الانبياء ووظيفة الصالحين الى الى قيام الساعة فالانبياء عليهم الصلوات عليهم الصلاة والسلام هم الدعاة الى الله عز وجل هم الدعاة الى الله عز وجل ويكون المسلم حظ من الدعوة بقدر اخذه من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الوظيفة امتدح الله عز وجل اهلها في قوله تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله فاحسن الناس قولا واكرم الناس عند الله عز وجل واتقاهم عند الله سبحانه وتعالى وافضلهم هم الدعاة الى الله عز وجل. والدعاة الى الله سبحانه وتعالى لا بد ان يتخلق باخلاق لابد ان يتخلقوا باخلاق. اول هذه الاخلاق ان يكون مقصود من دعوته وجه الله سبحانه وتعالى هذه تسمى بشروط الداعية التي شروط التي يتحلى بها الداعية. الشرط الاول ان الداعية مخلصا في دعوته. وان يكون مقصوده بهذه الدعوة وجه الله سبحانه وتعالى واعلاء كلمة الله عز وجل ولا يكن مقصده دعوة لحزب او طائفة او جماعة او شخص فان كثيرا من الناس قد يدعو الى الحق ولكنه في الحقيقة يدعو الى نفسه ويدعو الى نصرة قوله او يدعو الى طائفة يعظمها او الى شخص يعظمه فهذا حقيقة لم يحصل في قلبه الاخلاص الذي يريده الله عز وجل وان كان داعيا في الحقيقة الى الحق. اذا لا بد ان يكون مقصود ان ان يكون مخلصا لله عز وجل في دعوته. ويريد ان يعلي كلمة الله سبحانه وتعالى. وان يظهر شريعته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الشرط الثاني من شروط الداعية ايضا ان يكون ذا علم ان يكون ذا علم وان يكون ذا بصيرة فان الذي يدعو بغير علم افساده اكثر من اصلاحه. يقول عمر ابن عبد العزيز رحمه الله من دعا بغير علم كان افساده اكثر من اصلاحه. وهذا حق وواقع. ولذلك تجد كثيرا من الناس الذي يدعو الى الله بغير علم يفسد اكثر مما يصلح ويخلط ويخبط في كلام الله عز وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بسببي خلق كثير وهو يقصد بذلك وجه الله وما علم هذا الجاهل انه ابعد الناس عن ربهم واضلهم عن الله عز وجل تتجلى ذلك في دعاة الباطل ودعاة الضلال من اهل البدع والاهواء تجدهم يدعون الى الله عز وجل لكن دعوتهم باطلة على باطل ودعوتهم حقيقة دعوة الى الضلال والفساد لا الى الخير الذي يريده الله عز وجل ولا الى الصلاح. اذا من باهم ما يشترط في الداعية ان يكون ذا علم. وهذا الذي ذكره الله عز وجل في هذه الاية قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة اي على حجة وبرهان ونور وعلم. لا تكن دعوته قائمة على الهوى وعلى التشهي او على ما لا يعلم من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. ونأخذ من هذا فائدة ان العلماء هم الدعاة ان العلماء هم اما من فرق وجعل هناك دعاة وهناك علماء فهذا غير صحيح بل الذي يدعو بغير علم فانه يؤمر بكف نفسه عن الدعوة الى الله عز وجل لان مثل هذا قد قد يضل ويفتي الناس بما بما لا بما لا يرتضيه ربنا سبحانه وتعالى ولذلك جاء في الصحيحين عن عن عبد الله ابن العاص رضي الله تعالى عنهما ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ولكن يقبض بقبض العلماء حتى اذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا اذا لابد للداعي الله ان يكون ذا بصيرة وذا علم. والبصيرة هي نور يقذفه الله عز وجل في قلب العبد. هي هي نور يقذفه الله عز وجل في قلب العبد يميز به بين الحق والباطل ويعرف ما ينفعه بما في الحقيقة التي عرفها وما وما يلحق من اضرار بمخالفتها هذه البصيرة التي ذكر الله عز وجل. وقد فسرت البصيرة بانها العلم والحجة والبرهان وكذلك قال بعضهم انها نور يقذفه الله عز وجل في قلب العبد يبصر به الامور على حقيقتها ويستطيع بهذه البصيرة ان يميز الى الحق والباطل ويعرف ما ينفعه وما يضره ما ينفع بامتثال هذه الحقائق وما يضره بمخالفتها. الصفة الثالثة والشرط الثالث الداعية ايضا ان يكون هذا الداعي على على منزلة عالية من الصبر ان يكون ذا صبر فان العالم والداعي الذي يدعو الى الله عز وجل وهو غير صبور او ليس بصابر فانه يترتب على دعوة مفاسد اخرى من من وسخط وجزع وقد وقد يكون دعوته قائمة على على حظ النفس والهوى فتنقلب دعوة من دعوة الى الله عز وجل الى الى حظه ونفسه فلابد للدعاء ان يكون صابرا في طريق دعوته وهذا الذي امر الله عز وجل به بقوله وتواصوا بالحق وتواصوا قبر فلابد ان يكون صابرا متصبرا على طريق الدعوة الى الله عز وجل فانه طريق شائك. طريق قد حف بالمكاره وحف فبالمخالفين الذي يتربصون بك ليلا نهار من ظلمة وفجرة اما بضرب واما بسجن واما باقصاء وابعاد فلابد ان يصدر الانسان في الدعوة الى الله عز وجل على هذا الطريق. واذا علم الحال انه لا يستطيع الصبر ولا يتحمل مثل هذه المواقف فانه ليس بمكلف ان نفسه من البلاء ما لا يطيقه ما لا يطيقه. فنوح عليه السلام مكث في دعوته الى الله عز وجل ما يقارب الف سنة الا خمسين وقد اصيب في ذلك من البلاء ما الله به عليم حتى خلق وضرب واستهزأ به وسخر به وهو صابر عليه سلام الله عز وجل خاتمة رسل الله صلى الله عليه وسلم محمد صلى الله عليه وسلم قد وجد في هذا من البلاء الشيء الكثير فقد بصق في وجهه صلى الله عليه وسلم وخلق وضرب وهن بقتله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وشج رأسه وهو صابر صلى الله عليه وسلم حتى اخرج الله به الامة من العمياء الى النور ومن الضلال الى الهدى. الشرط الصفة الرابعة من صفات الداعية ايضا ان يكون متحليا الحلم ان يكون متحليا بالحلم. فان الداعي الذي لا يكون على هذه الصفة فانه يكون يترتب على عدم حلمي سرعة الغضب وسرعة الانتقام لنفسه وترك طريق دعوته الى الله عز وجل. ايضا من شروط الداعية ان يكون نظرة واسعة ان يكون ذا علم بالمصالح والمفاسد وعلم خير الخيرين وشر الشرين. حتى اذا تزاحمت عليه المفاسد دفعناها بادناها. دفع اعناها فان الداعية الى الله عز وجل اذا كان قاصر النظر ولا يميز بين المفاسد عظما وكثرة وقلة فانه قد يقدم المفضول على الفاضل وقد وقد يدعو الى مفسدة لارتكاب مفسدة الاعظم وهو لا يشعر فلا بد ان يكون عنده ايضا بصيرة بمسألة المفاسد من جهة تعظيم من جهة عظمها ومن جهة ما دون ذلك ومن جهة كثرتها وقلتها. ايضا من صفات الداعية ان يكون ذا سياسة شرعية ان يكون ذا سياسة شرعية يسوس الامور على ما يرضي الله سبحانه وتعالى. وان يكون عالما بمقاصد الشريعة بمقاصد الشريعة. فان العبد اذا كان جاهل مقاصد الشريعة او جاهلا بالسياسة الشرعية فان انه قد يرتكب من من الحماقات ما يترتب عليه رد كثيرا من الحق. رد كثيرا من الحق وابطاله فهذا ايضا مما يعتنى به من جهة الداعية. هناك ايضا صفات اخرى سيأتي ذكرها لعلي اذكرها هنا ايضا ان يقدم فالاهم ان يقدم المهم فالاهم فاذا كان الداعية يبدأ بالمهم ويقدم المهم على الاهم فان هذا جهلا منه بدعوته ولذلك النبي الله عليه وسلم لم يدعو الى شيء من من شرائع الاسلام حتى اقام المسلمون قبل ذلك توحيد الله عز وجل وحققوا وحدة سبحانه وتعالى بل مكث ثلاثة عشر سنة في مكة يدعو الناس الى التوحيد والى ان يقولوا لا اله الا الله ثم بعد ذلك فرضت والصيام والزكاة والحج والجهاد وما شابه ذلك. اذا لا بد ان يدعو ان يبدأ بالمهم فالاهم الا في حالة واحدة وهي اذا كان من باب الانكار اذا كان هناك منكرا ظاهرا فانه ينكر المنكر الذي ظهر ولا يلزم عندئذ ان يبدأ بالمهم فالاهم وذلك يتضح من صورة رجل دخل على قوم يشربون الخمر فان الواجب على ان ينكر شربهم للخمر وان كان هناك منهم من لا من اترك الصيام او يترك الصلاة فانه يبدأ بالمنكر الظاهر ثم بعد ذلك ادعوهم الى اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والصيام ما شابه ذلك. اذا اذا كان المنكر ظاهرا فانه يبدأ بالظاهر قبل قبل الخفي. والا عند ابتداء الدعوة فانه يبدأ بالمهم فالاهم ايظا من اه مما ينبغي للداعي ان يتحلى به ان يكون ذا على اطلاع تام بحال المدعو. وبحال الامور التي يدعو اليها بحال الامور التي يدعو المخالف اليها فلابد ان يكون مطلع وعالم بحال المخالفات التي ترتكبها الذين يدعون يدعون اذا اتى قوما اهل كتاب ان يعرف ما هم عليه من الكفر والضلال حتى يدعوهم الى ترك ما هم عليه من الكفر والضلال اتى الى اناس يقعون في بدع ومخالفات لا بد ان يعرف هذه البدع والمخالفات حتى يبينها لهم ويبطلها ايضا لهم هذه بعض الصفات ينبغي للداعية ان يتحلى بها. ايضا المسألة الثانية ان هذا الطريق هو طريق محمد صلى الله عليه وسلم وطريق من سار على نهجه الى قيام الساعة. وان الدعوة لا تنقطع ان الدعوة لا تنقطع. فان العلم ثمرته العمل والدعوة الى الله عز وجل. ولا شك ان المسلم اذا عمل فان من ثمرة على عمله ان يدعو الى ذلك العمل وذلك العلم الذي تعلمه وعمل به. ولذلك قال الله تعالى هنا هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني اي كذلك اتباعي وهم يدعون الله على بصيرة وهم ايضا دعاة الى الله عز وجل فوصف اتباعه بصفتين الصفة الاولى انهم دعاة الى الله عز وجل. والصفة الثانية انهم يدعون الله على بصيرة انهم يدعون الله على بصيرة. المسألة الثالثة قوله وسبحان الله وما انا من المشركين. في هذا دليل على ان المسلم مأمور بتنزيه الله وتسبيحه ويكون ذلك بدعوة الخلق الى تعظيم الله وتوحيده وتوقيره. فان تسبيح الله يكون باللسان ويكون ايضا بالقول والعمل. يكون بالقول ويكون وايضا بالعمل ومناسبة التسبيح هنا بعد الدعوة ان الداعية وان كانت مسبح لله بلسانه فكذلك الداعي مسبحا لله باقواله مسبحا لله باقواله ومسبحا لله بافعاله. فحقيقة الدعوة هو تعظيم الله وتنزيه الله عما يقع عما يقع فيه عما يقع فيه المخالفون من الشرك والبدع والضلال فهو مسبح لله بحاله كما هو مسبح لله بطاله وما انا من المشركين الذين يشركون بالله عز وجل. قال بعد ذلك ولهما اي وعن ابن رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما من اهل الكتاب كن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. الحديث هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم وهذا من طريق زكريا ابن من طريق زكريا ابن اسحاق عن يحيى ابن ابن صيفي ابن معبد او ابن يحيى ابن عبد الله ابن صيفي عن ابن معبد ابن عباس يحيى ابن يحيى ابن عبد الله ابن صيفي عن ابي معبد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وهذا الحديث فيه مسائل المسألة الاولى هذه البعثة التي بعث فيها النبي صلى الله عليه وسلم معاذ يمن الصحيح انها في اخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم. فقيل في التاسعة وقيل في السنة العاشرة والاقرب انى في السنة في السنة التاسعة ارسله رسولنا صلى الله عليه وسلم الى اليمن معلما وقاضيا واليا وقاضيا ارسله قاضيا وارسله واليا صلى الله وسلم ارسل معاذا لهاتين لليمن بهاتين الوظيفتين انه يقضي بينهم وحاكما وواليا عليهم. اذا في السنة العاشرة المسألة في هذا الحديث ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ انك تأتي قوما اهل وفي هذا فائدة ان الداعية يلزمه ان يعرف حال المدعو وخص كونهم باهل كتاب بامور الامر الاول ان اهل الكتاب اهل علم. والامر الثاني انهم اهل جدال واهل شبه الامر الثالث انهم يعرفون شيئا من الحق يعرفون شيئا من الحق فاليهود يشهدون ان لا اله الا الله النصارى يشهدون ان لا اله الا الله ويشركون معه غيره ويعرفون ان الله ارسل انبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم كموسى وعيسى فلا بد لمعاذ رضي الله تعالى ان يكون عارفا بحالهم بخلاف الوثنيين والمشركين فانهم جهلة من هذا الجانب. ولذا قال انك تأتي قوما اهل كتاب اهل كتاب ثم المسألة الثانية امره بان اول ما يدعوهم اليه ان يوحدوا الله ان وحدوا ان يوحدوا الله ويؤخذ من هذا فائدة ان الداعية يراعي الاهم فالمهم وان يبدأ باصل الدين قبل قبل المسائل الظاهرة والشرائع الظاهرة فان من الجهل ان تقدم المسائل والشرائع الظاهرة على اصل الدين فالذي يأتي عند الرافضة او عند المشركين والوثنيين ويدعوهم الى ان يصلوا لله عز وجل نقول هذا جهل منك. فهؤلاء حقيقة لا يعرفون التوحيد ولا يقرون بان الله هو الاله ولا يشهدون بان الله هو المعبود وحده سبحانه وتعالى. فلو اصلوا صاموا وزكوا وحجوا ولم يحققوا التوحيد فانهم كفار مشركون ولا يدخلون في مسمى الاسلام حتى يحققوا كلمة التوحيد لا اله الا الله ويشهد بذلك لله عز وجل. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال فليكن اول ما تدعوهم اليه اي يوحد الله وفي رواية ان يعرف الله وفي رواية ان يشهدوا ان لا اله الا الله وكل هذا معناه هو تحقيق التوحيد واعتقاد ان اعتقاد ان المعبود وحده هو الله سبحانه وتعالى. فيؤخذ من هذا ان الداعي يبدأ بالاهم فالمهم وان الاولويات في طريق دعوته الى الله عز وجل. المسألة الثالثة قال هنا فانهم اطاعوك لذلك انهم اطاعوك فيما طلبت وما امرت فلينتقل بعد ذلك الى ما بعده. وفي هذا فائدة انهم اذا ولم يقروا ولم يسلموا بتحقيق التوحيد لله عز وجل فانهم لا ينتقل بهم الى غيره ولا يرضى منهم غير التوحيد لا يرضى منهم غير التوحيد بخلاف غير التوحيد قد يأتي الشخص ويدعى الى الاسلام فيشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ثم يقول لا قد يقال بالانتقال معه الى غيره وانه لا وانه لا يزكي بشرط ان يعتقد وجوب الزكاة او ان يعتقد وجوب الصلاة ثم ينتقل معه الى غيره. اما في التوحيد فلا ينتقل معه الى غيره الا اذا الا اذا حقق التوحيد واتى به. اذا لا ينتقل ولا يقبل من كافر عمل حتى يحقق الاسلام لله عز وجل. ويحقق ما امر الله عز وجل به المسألة الثالثة قال فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم او فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. هذا هذا الحديث ايضا يدل على ان تارك الصلاة ليس بمسلم ليس بمسلم لانه قال هنا صلى الله عليه وسلم فانهم اطاعوك فاخبرهم ان الله افترض عليهم زكاة وهذا يدل على انهم اذا جحدوا ولم يقروا بذلك انهم كفار وباقون على كفرهم بل اذا نطقوا شهادتين وانكر الصلاة فانهم يكونون عندئذ مرتدون يجب يجب قتلهم واستباحة دمهم. اما اذا اقروا بوجوب الصلاة وقال لا نصلي الا صلاتين فهذا وقع فيه خلاف بين اهل العلم. فمن اهل العلم من صحح اسلامهم وقبله وقبله وقبله بشرط ان يعتقد وجوب ان يعتقد وجوب الصلاة. وان تركوها فانه يبقى على الاسلام وهناك من اهل العلم من قال انه لا يقبل منه لا يقول منه ذلك حتى يصلي الصلوات الخمس ويكفر بترك صلاة واحدة روى الامام احمد من حديث عاصم عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا من ثقيف اسلم فقال يا رسول لا اصلي الا صلاتين فقبل منه ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الحديث احتج بمن قال ان تارك الصلاة لا يكفر الا اذا تركها كلية اما اذا ترك بعضها تهاوى وكسل مع بوجوبها فانه لا يكفر هذا له له قوته وله وجاهته وان كان الاقرب ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قبل منه ذلك حتى انشرح صدره للاسلام ويقبله ثم بعد ذلك اذا انشرح صلى الله عليه وسلم فانه سيصلي ويعرف ان الصلاة عليه واجبة ولا يتركها. المسألة اذا هذا المسألة الثالثة انهم ان ان الصلوات الخمس واجبة على كل مسلم وان من ترك صلاة واحدة فان جمعا من اهل العلم نصوا على كفره واخرجوا من داءة الاسلام اذا ترك صلاة واحدة متعمدا وهذا يدل عليه هذا الحديث خمس صلوات في اليوم والليلة ولا شك ان من صلى اربع صلوات او ثلاث صلوات لا يكون قد اتى بهذا الامر. ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة قال فانهم اطاعوك لذلك فاخبرهم ان الله عز وجل افترض عليهم او فاعلموا ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنياء فترد على فقرائهم فانهم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم وكرائم اموال واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينه وبين الله حجاب. اذا ذكر بعد بعد الصلاة الزكاة ومسائل الصلاة والزكاة من جهة شروطها وواجباتها واحكامها الى كتب الفقه. اما ما يتعلق معنا هنا ان الداعي الى الله عز وجل يبدأ بالاهم فالمهم. فالنبي صلى الله عليه وسلم امر معاذ ان يدعو الناس الى ثم يدعوهم الى تحقيق اقامة الصلاة ثم يدعوهم بعد ذلك الى ايتاء الزكاة فاذا اقروا بذلك دخلوا في الاسلام اما اذا لم يقروا بذلك ولم يسلوا بذلك فان فانهم كفار يبقون على كفرهم وعلى شركهم بالله عز عز وجل ولا يدخل في ذلك بمسمى المسلمين. شهادة ان محمد رسول الله. تدخل تحت شهادة ان لا اله الا الله تبع يكون تبع شهادة ان الله تدخل تتبعها شهادة ان محمدا رسول الله والا بالاجماع من نطق بقوله اشهد ان لا اله الا الله ولم يشهد ان محمدا رسول الله فبالاجماع انه كافر بالله عز وجل ولا يصح ولا يصح اسلامه. واليهود لعنهم الله يشهدون ان لا اله الا الله ومع ذلك هم كفار باجماع المسلمين. فمعنى قوله شهادة ان لا اله الا الله هو من من الله الاقرار بان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ايضا في هذا فائدة او المسألة بعدها ان النبي انتقل بعد الصلاة بالزكاة واخبره ان الزكاة تؤخذ من الاغنياء فترد في الفقراء ترد في الفقراء وهنا مسائل ستأتي في باب المسائل نذكرها باذن الله عز وجل قوله هنا واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينه وبين الله حجاب. هذا ايضا فيه ان المظلوم يستجاب له وان دعوته مستجاب لها وان المظلوم منصور حتى جاء عند احمد اتقي المظلوم ولو كان فاجرا فان فجوره عليه. فالمظلوم ينصر ولو كان فاجرا ولو كان كافرا اذا كان ذمي المعاهدا من اهل الكتاب اما المحارب فانه لا لا يلحقه ظلم لانه مستباح الدم والمال وانما دعوة المظلوم لمن انه حق فاذا كان المظلوم له حق فان دعوته مستجابة ولو كان فاجرا فكيف اذا كان مسلما فكيف اذا كان من الصالحين الذين يظلمون؟ فان دعوتهم ليس بينه وبين الله حجاب ويقول الله لانصرنك ولو بعد حين. آآ هنا مسألة نقول ما هي مناسبة هذا الحديث لهذا الباب؟ مناسبته ظاهرة فالشيخ رحمه الله تعالى ذكر هذا الحديث ليبين ان اول ما يدعى اليه هو التوحيد ان اول ما يدعى اليه هو التوحيد وان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث الرسل والدعاة الى الاقطار والافاق ليدعو الناس الى توحيد الله عز وجل ها هو معاذ رضي الله تعالى عنه بعثه الى اليمن ليدعوهم الى تحقيق توحيد الله عز وجل وغيره عبدالله بن حذافة السهمي ودحية الكلب قد بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو الناس الى التوحيد والى عبادة الله عز وجل وحده. اذا هذا معنى قوله باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله وهو الذي فعله الرسول صلى الله عليه وسلم وامر به وبعث رسله لاجله صلى الله عليه وسلم. الحديث الذي بعده لهما اي للبخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعد رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. يفتح الله على يديه ثبات الناس يذوقون ليلتهم ايهم يعطاها. اولا هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم من طريق عبد العزيز بن ابي حازم ويعقوب ابن عبد الرحمن. عن ابي حازم عن ابي عن سهل بن سعد بن سعد رضي الله تعالى وفي هذا الحديث اولا مناسبته لهذا الباب مناسبة هذا الحديث لهذا الباب. مناسبته ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اعطى عليا للراية امره ان يدعوهم الى الاسلام امرهم قبل ان يقاتلهم ان يدعوهم الى الاسلام فهذا هو المناسبة وهذا هو الشاهد من هذا الحديث في هذا الباب. قال فادعهم الى الاسلام. واخبرهم يجب عليهم من حق الله تعالى هذا هو الشاهد. فقول باب الدعاء لا شهادة الى الله ايضا النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا الى خيبر ليدعو اليهود الى الاسلام وان يخبرهم ويعلمهم بما هو بما بحق الله عز وجل عليه هذا هو الشاهد. ايضا من الشاهد في هذا الحديث قوله لن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من نعم فبهذا فضيلة فضيلة ودرجة رفيعة لمن دعا الى الله عز وجل. فان الداعي الى الله عز وجل يكتب له اجر كل من دعاه الى عمل صالح او الى دعوة صالحة فانه يكتب اجره وقد جاء في صحيح مسلم عن جرير بن عبدالله رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سن سنة حسنة كان له اجرها من عمل بها الى قيام الساعة لا ينقص من اجورهم شيئا. فالداعية الى الله عز وجل بقدر اتباعه يكون يثقل ميزانه يوم القيامة ولذلك اثقل الخلق ميزانا يوم القيامة هو من؟ محمد صلى الله عليه وسلم. فجميع الامة اعمالهم تصب في ميزان رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا دعوت غير المسلمين الى الاسلام واسلموا ثم هذا المسلم صواما قواما مصليا داعيا ذاكرا فان كل ذلك يصب في ميزان ذلك الذي اسلم على يديه وذلك فضل الله من يشاء وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والرسول قال لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وخص امر النعم بالذكر لانها كانت اشرف اموال اهل العرا واشرف اموال العرب. وكانت العرب تحب هذه الابل وهي من اغلى اشرف اموالهم ولذلك خصها النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر ويكفينا حديث ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه ان من سن سنة كان له اجره واجر من عمل بها الى قيام الساعة لا ينقص من اجورهم شيئا. هذا ما يتعلق بمناسبة هذا الحديث لهذا الباب اما من حيث هذه مسائل هذا الحديث اولا هذا الحديث فيه المسألة الاولى اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان هذه المنزلة التي اراد ان يعطيها من اراد من اصحابه وصى بوصفين. الوصف الاول انه يحب الله ورسوله وهذه الصفة قد يدعيها اكثر المسلمين قد يدعيها اكثر المسلمين ويتحلى بها كثير من الناس ولكن هذه الدعوة تحتاج الى براهين والى والى حجج تدل وتثبت تلك المحبة. اذا الصفة الاولى ان هذا يحب الله ورسوله. الصفة الثانية التي لاجلها نال هذه الولاية ان الله ورسوله يحب الرجل الذي سيعطيه الله عز الذي سيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الراية ومحبة الله لعبده هي الشرف وهي العز ان يحبك الله سبحانه وتعالى فليس العجب ان تحب الله سبحانه وتعالى فالله اهل من يحب واهل لن يطاع واهل لن يجل ولكن العجب ان يحبك الله سبحانه وتعالى. ان يحبك الله سبحانه وتعالى هذا هو الشرف. وهذا هو التكريم. ولا شك ان علي رضي الله تعالى عنه احبه الله ورسوله لا لنسبه ولقربه من الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن لما قام في قلبه من تعظيم الله وتحقيق توحيده وتحقيق لعبادته باقواله وافعاله بذلك نال محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. واسباب محبة كثيرة اسباب محبة الله كثيرة. هناك اسباب تدعوك الى حب الله وهناك وهناك اسباب تجعلك من احباب الله عز وجل اما الاسباب التي تملأ القلب بحب الله عز وجل اول هذه الاسباب معرفة الله باسمائه وصفاته فان العبد اذا عرف الله باسمائه وصفاته امتلأ قلبه بمحبة الله وبتعظيمه وتوطيره واجلاله السبب الثاني من اسباب محبة الله عز وجل ايضا تذكر الاء الله ونعمه على العبد فان الله سبحانه وتعالى اسبغ علينا نعمه كما قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله فجميع النعم التي نتقلب فيها هي من الله اي سبحانه وتعالى من الله سبحانه وتعالى. كذلك من الاسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل العبادة ولزوم الطاعة ودوام الذكر لله سبحانه وتعالى. فان هذه ايضا اسباب تجعلك ممن يحب الله سبحانه وتعالى ويمتلئ قلبك بحب الله فان الذكر يملأ القلب تعظيما وايمانا وخشية فاذا امتلأ القلب بذلك نال محبة الله عز وجل واحبه واحب الله سبحانه وتعالى ومن ادام ذكر شيء احبه من ادام ذكر شيء احبه فلزوم العبادة والذكر هو من اعظم الاسباب الجالبة لان تكون ممن يحب الله سبحانه وتعالى. اما الاسباب التي تجعلك من احباب الله عز وجل فاعظم تلك الاسباب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. وان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فاعظم سبب هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته. السبب الثاني اداء الفرائض والمحافظة عليها. فان العبد لا يتقرب الى الله بالنوافل حتى يحبه. فهذا من اعظم الاسباب اداء الفرائض واتباع الفرائض بالنوافل فان هذا ايضا سبب الاسباب محبة الله للعبد. ايضا من الاسباب ايثار مرضات ربنا ومراد الله عز وجل على مراد النفس وهواها فان الذي يؤثر مراد الله على هواه فان الله يحبه. وثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان يكون الله ورسوله احب اليهم ما سواهما فاذا امتلأ القلب بحب الله وتقديم حاب الله على محاب النفس فان الله يحب ذلك العبد فان الله يحب ذلك العبد هذه بعض الاسباب. المسألة الثالثة الثانية انه لا حرج على المسلم ان لنيل المناصب التي تقربه الى الله سبحانه وتعالى. وتعلي ذكره عند الله سبحانه وتعالى. وليسها من باب الولايات التي ينهى على الحرص عليها وانما هذا من باب المسابقة في الخيرات. فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله بات الناس كل يتشرف لها ويستشرف لها ان ينالها فهم لم يقصدوا الولاية والامارة وانما قصدوا ان يكون المائل لها ممن يحبه الله ورسوله ممن يحبه الله ورسوله والامر انهم حرصوا على ذلك لان الله سيفتح على على يديه سيفتح الله على يديه وقد تحقق ذلك في علي رضي الله تعالى عنه. اذا لا حرج على المسلم ان يحرص على ما يقربه الى الله سبحانه وتعالى. او يكون فيه سببا لاعلاء شأنه عند الله سبحانه وتعالى او يكون سبب لمحاب الله لمحبة الله له. اما الحرص على امور الدنيا فان المسلم لا يؤمر بذلك ولا يؤمن بالحرص عليها المسألة الرابعة في هذا الحي فضيلة لعلي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. وهذا الحي يحتج به الرافضة على ان عليا افضل من ابي بكر الصديق وهذا لا حجة فيه. وهذه الدعوة باطلة بل باجماع اهل السنة ان افضل الخلق بعد الرسل هو الصديق رضي الله تعالى عنه وليس في هذا الحديث تخصيص علي بمحبة الله ورسوله وانما فيه فقط ان الله ورسوله يحب علي ولا يعني ذلك نفي المحبة عن غير علي رضي الله تعالى عنه. بل نقول في هذا الحديث ان ممن يحبه الله ورسوله هو علي ايضا ممن يحبه الله ورسوله ابو بكر وعمر وعثمان وجميع الصحابة الذين حققوا الذين ماتوا على صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله ايضا يحبه ورسوله ايضا يحبهم لكن الله لكن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خص باظهار شرف علي وتشريفي بهذا الحديث لا ان ابا بكر وعمر وعثمان لا يحبهم الله ورسوله. فليس بالحديث حجة للرافضة في دعواهم ان عليا افضل من ابو بكر الصديق رضي الله تعالى اعلم. المسألة الخامسة فيه ايضا معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك ان قد غاب عن هذي عن تلك الليلة بسبب رمد في عينه رضي الله تعالى عنه. فاخذه النبي وسلم ومسح على عينه كبرى رضي الله تعالى عنه ففيه معجزة اية من ايات الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ان شفى الله عليا بمسحه صلى الله عليه وسلم افي عينه وبسطه في عينه صلى الله عليه وسلم فالرسول لما اتي به بصق في عينه ودعا له فبراء هذه معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم واية من اياته صلى الله عليه وسلم تدل على نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم. قال بعد ذلك قال انفث على رسلك حتى تنزل بساحتهم. هذا ايضا فيها مسائل. ايضا من المسائل هل يلزم او هل يلزم قائد المسلمين ان يدعو الكفار قبل قتالهم؟ هل يلزم قائد المسلمين ان يدعو الكفار قبل قتالهم؟ قد وقع خلاف في هذه المسألة فمنهم من منع القتال مطلقا حتى يدعو. ومنهم من اجاز القتال مطلقا وان لم يدعوه والصحيح في ذلك التفصيل فيقال اما الذين بلغتهم دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وبلغتهم دعوة الاسلام فلا يجب دعوتهم قبل قتالهم. بل يجوز تبيتهم ويجوز قتالهم قبل الدعوة. ويكون عند دعوته من باب الاستحباب. لا من باب الوجوب. اما الحالة الثانية اذا لم تبلغهم الدعوة ولم يبلغهم دعوة الاسلام. فعندئذ لا يجوز ابتداء قتالهم حتى يدعون الى الاسلام حتى يدعون الى الاسلام لظاهر هذا الحديث وايضا لحديث عبدالله بن بريدة عن ابيه الحصيب الذي مسلم امره ان يدوم الى احدى ثلاث. اما الاسلام واما الجزية اما القتال فدل هذا الحديث ايضا على وجوب الدعوة قبل القتال وهذا فيمن لم تبلغه دعوة الاسلام اما من بلغته دعوة الاسلام فيجوز قتاله قبل دعوته على الصحيح المسألة الخامسة او المسألة التي بعدها قوله واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى. هذا ايضا فيه انه لا يكتفى بقوله لا اله الا الله او بقول ان محمدا رسول الله حتى يأتي بجميع شرائع الاسلام ويعتقد وجوبها فمن اقر بالشهادتين ونطق بهما فانه يلزم بعد ذلك بالصلاة والزكاة والصيام والحج. فان انكر شيئا من ذلك وعد او او امتنع من الالتزام به فانه باجماع المسلمين يقاتل يقاتل حتى يلتزم تلك الشريعة وهذا باجماع الصحابة واتفاقهم ولا وليس هناك خلاف العلم في وجوب قتال من امتنع عن شريعة من الاسلام وهذا في الشرائع الظاهر والامور الواجبة اما المستحبات والسنن فقد وقع فيها خلاف بين اهل العلم هل يقال يمتنع عن اداء سنة او لا يمتنع او لا يقاتل والصحيح ان كانت السنة من الشعائر الظاهرة فانهم يلزمون باظهارها ويقاتلون على على اظهارها يقاتلون على اظهار اما ان كانت السنن التي ليست هي ظاهرة فان الصحيح انهم لا يقاتلون وان لم يلتزموها على الصحيح من اهل العلم المسألة الاخيرة في هذا الحديث قوله فوالله لن يهدي الله بك رجلا واحدة خير لك من حمر النعم. هذا ايضا في مسألة فيه فضل الدعوة الى الله عز وجل وان الداعي الى الله عز وجل قد نال اجرا عظيما وخيرا كثيرا بدعوته الى الله سبحانه وتعالى ويكفينا في فضل الدعوة الى الله عز وجل ما يلي. اولا ان هذه وظيفة الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم. الامر الثاني انها ان الدعوة هي وظيفة اتباع الرسل صلوات الله وسلامه ايضا عليهم الى قيام الساعة. والامر الثالث ان الله امتدح الداعي الله عز وجل بانه ليس احد احسن وكما قال تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله اي لا احد احسن من هذا الداعي الى الله عز وجل في قوله ودعواه الامر الرابع انه ينال الاجور الكثيرة والعظيمة ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى فتخيل ان يسلم على يدك مثلا مليون رجلا او مليون شخص لا شك انك تنام بذلك منزلة عالية ودرجة عظيمة عند الله قال تعالى يصب في ميزانك من الحسنات ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. والدعوة الى الله تتعلق باصل الدين وتتعلق ايضا بفروعه اما ان يدعى غير المسلمين كالكفار ومن هو في حكمهم فدعوتهم تكون للاسلام. واما ان يدعى والمسلم له حالتان اما ان يكون مسلما واقعا في البدع والخرافات فهذا يدعى الى السنة وآآ اتباعها وينهى عن والخرافة واما ان يكون على السنة لكنه واقع في الكبائر والمحرمات فيدعى الى تعظيم الله وتوقيره بامتثال اوامره واجتناب وان يطاع الله ولا يعصى وان يدعى ايضا الى ترك المنكرات والمحرمات هذه مثل ما يتعلق بدعوة الناس اما ان يدعى الاسلام واما ان يدعى الى السنة واما ان يدعى الى الطاعة. اما ان يدعى الاسلام اذا كان كافرا واما يدعى للسنة اذا كان مبتدعا واما ان يدعى الى الحسنة والطاعة اذا كان عاصيا. هذا ما يتعلق بهذا الباب. قال مع ذلك رحمه الله تعالى وفيه مسائل نأخذ مسائل عجالة قوله ان الدعوة الى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ذكرناه في قوله قل هذه سبيلي اي هي سبيل الرسل وسبيل اتباعه الى قيام الساعة. المسألة الثانية التنبيه على الاخلاص وذلك ان الداعية مأمور ان يخلص الدعوة لله عز وجل وان يكون مقصود دعوته اعلاء كلمة الله واظهار الحق لا ان يظهر نفسه ويدعو الى نفسه فان من من يدعو الى الحق لكن مراده بذلك ان يعلي مكانته ومنزلته في قلوب الناس. المسألة الثالثة ان البصيرة من الفرائض ان البصيرة هي اي شيء الحجة والبرهان والنور والتمييز بين الحق والباطل هي نور يقذفه الله في قلب العبد يميز بين الحق والباطل ويستطيع ان يعرف به ما ينفعه وما يضره هذه هي البصيرة وهي من الفرائض معنى الفرائض قلنا من الواجبات ان يجب على الداعية ان يكون على علم بما يدعو اليه وان الذي يدعو بغير علم فانه تفسد اكثر مما يصلح. المسألة الخامسة الرابعة قال من دلائل حسن التوحيد انه تنزيه لله تعالى. عن المسبة من اين اخذها سبحان الله وما للمشركين. فالتوحيد كله قال عليه شيء على تنزيه الله وعلى تعظيم الله وعلى تنزيه عن مسبته واعظم المسبة لله في اي شيء؟ ان يشرك بالله عز وجل غيره. وان يدعى له او ينسب له زوجة فهذا من اعظم المسبة فالموحد يسبح لله منزها له من هذه النقائص ومن هذه المسبات خامسة ان من قبح الشرك كون مسبة لله عز وجل لا شك ان اعظم المسبة لله ان يدعى له ولدا وزوجة وان يدعى له ندا ونظيرا والها معه سبحانه وتعالى هذا من اعظم المسبة لله عز وجل ولو لم يأتي من اجل ان نوحد الا انه منزل له عن هذه المسبة لكفاه شرفا وفضلا. المسألة السادسة ابعاد المسلم عن المشركين لئلا يصير منهم ولو لم يشرك. وفي هذا فائدة ان المسلم مأمور باجتناب السكنى مع المشركين. وقد جاء في حديث سمرة ان رسول الله قال من جامع المشرك سكن معه فهو مثله وان كان وان كان اسناد ضعيف الا ان معناه صحيح فان المسلم اذا خاط المشركين وكان معهم في يخالطهم في شركهم وكفرهم واقر بذلك فانه يكون مشركا كافرا. اما اذا لم يقر فانه يلزمهم ان ينكر عليهم وان يجالبهم وان يهجر ارضهم ومكان الذي هم فيه واما اذا بقي مع عدم القدرة فهذا في حكم المستضعفين ولا يدخل في هذا المعنى. فهنا قال المشركين اي ما انا من المشركين لا في مساكنهم ولا في اقوالهم ولا في افعالهم والمسلم مأمور ان يجتنب ويجانب المشركين في بالاقوال والافعال والمسكن ايضا. وقد قال النبي بن عبد الله انا بريء من المسلم انا بريء من اقامني ظهراني. المشركين الرسول تبرأ ممن اقام ظهراني المشرك وجاء عن جده لا يقبل الله مسلم مسلم لا يقول المشرك لا يقبل الله من مشرك العمل بعد اسلام او يفارق المشركين اي حتى يفارق المشركين وهذا الحديث فيه ايضا فيه اختلاف واضطراب لكن معناه ان المسلم مأمور ان يفارق المشرك ولا يساكنهم. قوله كون التوحيد اول واجب. وفي هذا رد على المتكلمين من الاشاعرة وغيره على ان اول واجب عندهم هو اي شيء النظر او الشك. فهنا افاد الشيخ ان اول واجب هو معرفة الله بالتوحيد ان يوحد الله وان يعتقد ان الله هو الاله. وهذا هو اول واجب. اما من يوجب الشك والنظر والاستدلال فهذا لم يوجبه الله ولم يوجبه رسوله صلى الله عليه وسلم. المسألة الثامنة ان اول ما يبدأ به هو الدعوة الى التوحيد. وقد ذكرنا ذلك فليكن اول ما تدعوهم اليه اشهد ان لا اله الا الله. التاسعة ان معنى ان يوحدوا الله وان يشهدوا ان لا اله الا الله بتحقيق ركني لا اله الا الله النفي والاثبات. المسألة العاشرة ان الانسان قد يكون من اهل الكتاب وهو لا يعرفها او يعرفها ولا يعمل بها اي شيء يعرفه قد يعرف لا اله الا الله لكنه يقولها لكن لا يعرفها وكيف ذلك؟ كيف لا يعرفها ان اهل الكتاب يشركون بالله ويدعو ويدعون ان مع الله الها اخر فاليهود يدعون ان عزيرا هو ابن الله والنصارى يدعون ان عيسى وابن الله. وهو قال وهو لا يعرفها او يعرفها وهو لا يعمل هي قد يعرف اليهودي والنصراني ان يا الله معناها ان لا معبود الا الله لكنه لا يعمل بها. وهذا يقع فيه كثير ممن ينتسب الى الاسلام فان هناك من اهل الاسلام من يقول لا اله الا الله وهو يشرك بالله عز وجل وهذا وان نطق بها فانه لا يسمى مسلم وان نطق وعرف معناه ولم يحقق مقتضاها فانه ايضا لا يسمى مسلم حتى حتى ينطق بها ويعمل بمقتضاها ويحققها قولا وعملا. وفي هذا ايضا فائدة ان ان الاسلام يدخل به العبد في النطق بالشهادتين انه يدخل الاسلام بالنطق بالشاهد وهذا باتفاق اهل العلم من استطاع ان ينطق بالشهادتين ولم ينطق فانه لا يسمى مسلما وان صلى وصام وعمل جميع اركان الاسلام لكن لم ينطقوا الشهادتين فانه لا يسمى مسلم. اما ان كان عاجزا فهذا له حكم اخر. فلا بد بالنطق بالشهادتين حتى يصح اسلامه الا في حالة واحدة يلزم ايضا مع النطق الشهادتين اذا كان من ينطق بها قبل ذلك كالرافظة مثلا ينطقون الشهادتين فلا يدخل في الاسلام حتى حتى يتبرأ مما يعبدون من دون الله عز وجل ويعتقدون بطلان عبادة التي يعبدون بها اوليائهم وائمة ائمة اهل البيت ليعبدوه من دون الله عز وجل وما يصرفوه من الشرك لغير الله عز وجل فانهم يؤمرون ترك ذلك والتوبة الى الله منه وان يحقق التوحيد وكل من كفر بشيء فانه لا يقبل منه الاسلام حتى حتى ايش؟ حتى يترك ذلك الشيء الذي الكفرة بسببه او به ويتوب الى الله عز وجل منه. المسألة الثانية عشر التنبيه على ان التعليم التدريج. واي تعليم الناس بالمهم فالمهم وهذا ما قاله ابن عباس العالم الرباني هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. فكذلك عند التعليم ينبغي ينبغي على المعلم وعلى الداعية ان يتدرج مع مع من يدعوه ومع من يعلمه. فابن عباس ينقل هنا كما قال ان معاذ قال فليكن اول ما تدعوهم اليه شاة ان لا اله الا الله ثم انتقل بعد ذلك الى الصلاة ثم انتقل الى الزكاة فتدرج حتى يكون ذلك ادعى في الفهم وادعى في العمل. المسألة الثانية الثالثة عشر مصرف الزكاة. هذا ذكر ان مصرف زكاة من اين اخذها؟ فترد في فقرائهم فاحد مصارف الزكاة الفقراء وهذا بالاجماع هذا بالاجماع وهنا مسألة وهي انه هل يجوز لاهل الزكاة ان يخرجوا زكاة خارج بلدهم؟ الصحيح انها لا تجوز. الصحيح انه لا للمسلم ان يخرج زكاته خارج بلده الا اذا اكتفى اهل البلد الا اذا اكتفى البلد من الزكاة او وجد من يقوم باهل البلد. اذا وجد من يقوم باهل البلد من الفقهاء من الاغنياء فيجوز عندئذ ان يخرج زكاته خارج بلده. اما اذا لم يوجد فالواجب ان يقدم فقراء البلد على غيرهم. اما اذا كان فقراء فقرهم ليس بالفقر الذي اه بالفقر الشديد. وهناك من هو خالد اشد فقرا منهم فانه يقدم الاشد ولو كان خارج البلد ولو كان خارج البلد مثلا لو كان اهل البلد منهم من لا يجد قوت يومه ولكنه يجد قوتا لكن لا يجد كفايته في اليوم وهناك من لا من الطعام شيئا وهو خارج البلد فيقدم من لا يجد من الطعام شيئا على من يجد بعض طعامه ولو كان خبيثا اما اذا تساووا في الحاجة فيقدم من في البلد على من هو خارج البلد. قوله الخامس عشر النهي عن كرائم الاموال وهذا في المزكي الذي يأخذ اموال الزكاة ينهى عن اتخاذ كرائم من اموال الناس ان يجتنب كرائم اموالهم وان يأخذ من الوسط لا يأخذ من العالي ولا يأخذ من الناس وانما يأخذ من من اوساط اموال الذين يزكون اموالهم ويتقي كرائم اموال فان ذلك من الظلم الذي يستجيب الله عز وجل دعوة فيه. المسألة السابعة شرق الاخبار بانها اتقاء دعوة المظلوم في قوله واتق دعوة المظلوم فان دعوة المظلوم مستجابة ولو كان فاجرا الخامس السابع عشر الاخبار بانها لا تحجب اي دعوة المظلوم وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فان ليس بينه وبين الله حجاب. المسألة الثامنة عشر من ادلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين وسائر الاولياء المشقة والجوع والوباء. المقصود بهذا ان علي رضي الله تعالى اصابه الرمد والنبي كسر رباعيتها شجرت لكن اخذ هذه المسألة من قوله وكان مع رمد اصابه رمد وعلي من سادات الاولياء. المسألة ها التاسعة لاعطين الراية لاعطين الراية علوا من اعلام النبوة من اين اخذ هذا؟ ها؟ يفتح الله يفتح الله عليه هذه الم. العلم الثاني يحب الله ورسوله. لكن العلم من قال علم اعلام النبوة اي دلالة من دلالة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ولن يفتح الله عليه الثانية فهذه الثانية يموت على ذلك اي يموت على يموت على التوحيد ويموت على الاسلام رضي الله تعالى عنه فهي علو من علام النبوة ان الله فتح على على يده اولا هذا هو دلالة وعلامة انه قال ليفتحن عليه رجع ففتح الله عليه وشفى الله عليا صلى الله عليه وسلم في عينه. المسألة العشرون تخلو في عينه على من هذه ايضا عالم الاعلام ايش؟ حيث انه شفي علي رضي الله تعالى ببسط النبي صلى الله عليه وسلم وبسط وبسط النبي صلى الله عليه وسلم فيه بركة ويجوز التبرك به لاقراره صلى الله عليه وسلم بذلك لما كان الصحابي اذا بسط اخذوا بساقه فمسحوا بها اجسادهم فبصاق مبارك وسلم كما هو في ذاته مبارك صلى الله عليه وسلم. المسألة الحادي والعشرون فضيلة علي في قوله يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله الثاني والعشرون فضل الصحابة في ذوكهم تلك الليلة وشغلهم عن بشارة الفتح. اي انشغلوا عن بشارة الفتح باي شيء انهم كل يتمنى ان يكون هو ذاك الذي يعطى هذه الرأي مع ان النبي اخبره بشرهم بانهم سيفتحونها غدا فانشغلوا عن الفتح بمن ينال هذه المنزلة العالية التي خص بها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الذي سيعطى الراية. المسألة الثالثة والعشرون الايمان بالقدر لحصولها من لم يسع لها ومنع عمن يسعى. اين ذلك؟ ان الصحابة داقوا لنيلها. وعلي كان غائب. ومع ذلك الذي يعطيها هو الغائب يعطيها الغائب ولا يعني هذا الانسان ان يترك الاسباب والسعي فيها لكن يعني القدر ما قدر الله هو الذي سيكون ولا على ذلك ترك الاسباب العمل بالاسباب. المسألة الرابع والعشرون الادب في قوله على رسلك اي عدم التعجل في القتال. وعدم اخذ الناس مع انهم كفار ومشركون ويهود ومع ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي على رسلك اي لا تبدأهم بالقتال حتى تدعوهم الى لا اله الا الله والى الاسلام. فكيف اذا كان المقاتل من يشهد ان لا اله الا الله؟ ويتهم في دينه ويتهم في ديانته على شبه لم ينزل الله بها من سلطان. بل اصبح نسأل الله العافية والسلامة يقتل المسلم على الظن. على ظنه ممن ممن يعمل تحت استخبارات معينة او عميلا لجهة معينة ويقتل على ذلك ويوصى بالردة والكفر وتستباح دماؤه وتؤخذ امواله قيمة وهو لم يزل على الاسلام لا شك ان هذا من اعظم الظلم نسأل الله العافية والسلامة اذا كان يقول لعلي على رسلك وهو متجه الى يهود خونة اه نقظة للعهود يسبون الله ورسوله صباح مساء ومعه يقول على رسلك فكيف باقوام يشهدوا ان لا اله الله في سبيل الله وينصرون الله عز ورسوله ولكن قد يخالفون بعض يخالفونك في امر من امور الدين على على مسائل يسعه خلاف ومع ذلك تجد من يستبيح دماءهم ويسفك دماءهم نسأل الله العافية والسلامة ولا شك ان هذا من اعظم الظلم عافانا الله واياكم من ان ان تتلوث ايدينا بداء المسلم يمنع باقوالنا او بافعالنا. قوله الدعوة الى الاسلام قبل القتال ايضا المسلم مأمور وقد فصلنا ذلك اذا ان الدعوة للاسلام قبل القتال هي مشروعة مطلقة مشروعة مطلقة ومستحبة مطلقة سواء الدعوة او لم تبلغهم. يستحب ان يدعون الاسلام وان يأمرهم بالاسلام قبل قتالهم. اما على الوجوب فلا يجب الا لم تبلغه دعوة الاسلام. المسألة السادسة والعشرون انه مشروع لمن لمن دعوا قبل ذلك وقتلوا اي انه مشروع ايضا ايش؟ دعوتهم ليس مشروع ايضا انهم يدعون الى الاسلام من اين اخذها؟ فكيف اخذ الشيخ هذه المسألة انه من انه مشروع لمن دعوا قبل ذلك وقتلوا. ان اليهود سبقوا الدعاء. خيبر قريب من النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوا الاسلام ويعرفون ان بعن انه بعث وانه يدعو الى التوحيد ومع ذلك امر وسلم ان يدعوهم قبل قتال لكن نقول الدعوة ليست للوجوب وانما على الاستحباب والمشروعية السابع والعشرون الدعوة بالحكمة بقوله اخبرهم بما يجب عليهم اي تلطف اخبرهم بما يجب عليهم ليس بالقوة والشدة والعنف وانما قال بالحكمة اخبرهم اي من باب الاخبار والاعلام انه يجب عليكم ان توحدوا الله وان تشهدوا ان محمدا رسول الله وان تأتوا باركان الاسلام الامر الرابع المسألة الثانية شنو؟ المعني بحق الله بالاسلام وحق الله بالاسلام الاتيان باركان الاسلام الخمسة وبواجباته التي اوجبها الله عز وجل التاسع والعشرون ثواب اهتدى على يديه رجل واحد انه خير له من حمر النعم والثاء والثلاثون الحلف على الفتية وهذا جاز يجوز للمسلم ان يحلف على الفتيا وعلى مسألة يقطع بها وان لم يؤمر بذلك وان لم يؤمر بذلك هذا اخذه من قولي والذي نفسي بيده لاعطين الراية رجل يحب الله ورسوله فحلف مع انه ليس بما يوجب هنالك الحلف ولم يوصل بالحلف فجاز ذلك ان يحلف الانسان على الفتيا والله اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد