الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فمواصلة لما سبق من اتمام كتاب التوحيد. انتهينا عند مسائل عند مسائل الباب الاول. هو قوله كتاب التوحيد وذكر فيه مسائل المسألة الاولى قول الشيخ رحمه الله تعالى الحكمة من خلق الجن والانس ذكرنا فيما سبق ان الله سبحانه وتعالى خلق الجن والانس لمقصد عظيم وهذا المقصد هو تحقيق عبادته سبحانه وتعالى. الى الحكمة التي لاجلها خلق الله عز وجل الجن والانس هي تحقيق العبودية وتحقيق العبودية معناه هو افراد الله عز وجل بالعبادة. المسألة الثانية مسألة ان العبادة هي التوحيد. بقوله ان الخصومة فيه. اخذ الشيخ رحمه الله تعالى هذه المسألة من قوله الا ليعبدون. وذكرنا ان التوحيد الذي جاء به المرسلون ونزلت به الكتب وحصل النزاع فيه بين الامم ورسلهم هو توحيد الالوهية هو توحيد الالوهية ليعبدون اي يوحدون. مقصود التوحيد هو افراد الله عز وجل بالعبادة والشيخ اراد بهذه المسألة ان يبين معنيين المعنى الاول الحكمة من خلق الجن والانس والمعنى الثاني معنى العبودية. فان العبودية معناها افراد ربنا سبحانه وتعالى بالعبادة. المسألة الثانية ان من لم يأتي به لم يعبد الله. هذه المسألة تتعلق بان التوحيد هو افراد الله بالعبادة وان من اشرك مع الله عز وجل في عبادته لا يسمى عابد. وبينا ذلك بان العبودية بمعنى التوحيد وهو توحيد الله وافراده. ولا يسمى المشرك عابدا. لا يسمى المشرك عابدا. فكما ان العبادة دخلها الشرك فانه يفسدها كما يفسد الخل العسل. فاذا دخل الشرك في العبادة افسدها. وهذا معنى ولا انتم عابدون ما اعبد. فلعل هذه الاية التي ذكرها الشيخ تعالى تدل على ان مشرك ومشركي قريش على وجه الخصوص لم يكونوا لم لم يكونوا يعبدون الله عز وجل في الحقيقة لعلهم كانوا يصومون ويتصدقون ويصلون الارحام ويحجون بيت الله الحرام ومع ذلك لم يسمي الله عز وجل هذه عبادة لان العبادة الصحيحة هي التي خلصت لله عز وجل. اما الخضوع والذل لله فلا يسمى عبادة الا اذا كان على وجه المحبة والتعظيم وعلى وجه الافراد له سبحانه وتعالى. المسألة الرابعة الحكمة من ارسال الرسل وقد ذكرنا في الدرس السابق ان الحكمة من ارساء رسل ثلاثة ثلاثة احكام الاحكام في حكم ثلاث ذكرنا ان الحكمة من نساء الرسل حكم ثلاث. الحكمة الاولى من يذكرها اقامة الحجة. اقامة الحجة على خلق الله عز وجل. الرحمة رحمة للعالمين والثالثة الطريق الى الله عز وجل فهم الطريق الوحيد الى الله سبحانه وتعالى. المثل الخامسة ان الرسالة عما كل امة اخذها من قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا. ذكرنا ان المراد بالامة هنا اي شيء اي الامة البشرية صحيح ان عمر وابي الطائفة الجماعة لكن بعثنا في كل امة رسولا. هل المراد الامة هنا جميع الخلق من الانس والجن؟ ذكرنا ان المرض ثم هنا فقط البشر لاننا ذكرنا ان الجن فيهم رسول فيهم رسول جن. وانما فيهم اي شيء. منذرين. منذرون. كما قال تعالى واذ صرفنا اليكم نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين فاثبت الله لهم النذار اما الرسالة فهي من خصائص البشر والمراد والمراد بالامم هنا امة بشر. المسألة السادسة ان دين الانبياء واحد دين الانبياء واحد. والمراد بقوله دين الانبياء واحد ان الانبياء كلهم جاءوا بشجاء بدين واحد وهو توحيد الله عز وجل وافراده بالعبادة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الانبياء اخوة لعلات. ابوء اخوهم واحد وامهاتهم شتى. فالانبياء كلهم جاؤوا لتحقيق العبودية لله عز وجل. وافراد الله سبحانه بالعبادة تباينت واختلفت شرائعهم. اما من جهة العبودية وما يلزم المخلوق في حق الخالق سبحانه وتعالى. فالرسل كلهم جاء بهذا الدين. المسألة الكبيرة ان ان عبادة الله لا تحصل الا بالكفر بالطاغوت ففيها معنى قوله فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن الله فقد استمسك بالعروة الوثقى. هذه المسألة هي احد اركان لا اله الا الله فان لا اله الا الله قائمة على ركنين الاثبات والنفي او النفي والاثبات. ففي قولك لا اله نفي لجميع المعبودات او نفي نفي جميع عبادات التي تعبد من دون الله عز وجل. وفي قولك ان الله اثبات العبودية لله عز وجل وحده. فالذي يصحح دين المشركين. او يصحح مذهبهم او يصحح دين اليهود والنصارى بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم او يصحح اي دين غير دين محمد صلى الله عليه وسلم فانه لم يحقق شهادة ان لا اله الله ولا يحرم دمه ولا ماله لان من شرب اركان لا اله الا الله نفي العبادة عما سواه وفي صحيح مسلم من حديث ابي ما لك عن ابيه انه قال من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرمان ودمه وحسابه على الله. فالذي لا يكفر بالطاغوت ويعتقد بطلان عباد غير الله عز وجل انه لا يسمى مسلم. ولذلك نسمع من يقول من الظلم العظيم ان يحكم على ثلثي العالم بانه في النار. لا شك ان هذا قول باطل وقائله كافر بالله عز وجل اذ اعتقد ان اليهود والنصارى والبراهم على قوله وغيره ممن غير الله عز وجل انهم على دين صحيح او ان الاديان السماوية هي اديان صحيحة يجوز ويصح لمن اراد ان يدخل فيها ان يدخل لا شك في كفره بل هذا كفره مجمع عليه بين اهل الاسلام. وهذا لم يعرف معنى لا اله الا الله ولذلك نبه شيخ الاسلام على هذه المسألة ان ان توحيد الله وان عبودية الله لا تثبت الا بتحقيق افراده بالعبادة. وان يعتقد بطلان كل معبود سوى الله. واذا سماها المسألة الكبيرة حيث انه ابتلي في زمانه من يصحح دين المشركين ويقول ما لي ولهم ولست مسؤولا عنهم ولا يلزمني تكفيرهم ولا يلزمني ان بطلان دينهم ولا شك ان هذا لم يعرف حقيقة الاسلام ولم يعرف حقيقة لا اله الا الله. المسألة الثامنة ان الطاغوت عاق في كل ما عبد من دون الله عز وجل. الطاغوت يطلق على الحجر والشجر. ويطلق على الانسان ايضا اذا عبد وهو راوي فاذا كان حجرا او شجرا او وثنا يعبد لله فانه يسمى طاغوت. اما اذا كان حيا له ادراك وله احساس من الانس والجن فان كان راضيا بعبادته فهو طاغوت. وان كان كارها من عبادة عابده له فان الطاغوت هو الذي امر ذلك العابد بعبادته فان الطاغوت يكون بمن امر ذلك العابد ان يعبد ذلك الرجل والامر هنا هو من؟ هو الشيطان لعنه الله او من كان في حكمه ممن يدعو الناس الى عبادة لغير الله عز وجل. التاسعة عظم شأن ثلاث الايات المحكمات في سورة الانعام عند السلف. هذه الايات الثلاث التي ذكرها في سورة الانعام هي جامعة لكل ما جاءت به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وكذلك المسألة العاشرة المسماة باية الحقوق العشر هي ايضا ايات جاءت في شرائع جميع الانبياء وما من نبي بعث ولا رسول ارسل الا بهذه المسائل العشر بما امر الله عز وجل به بهذه الوصية. المسألة في الحادي عشر او الثاني عشر التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك المسألة العاشرة الايات المحكمات في سورة الاسراء وفيها ثمانية عشر مسألة بقوله ولا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا هذا فيه ايضا ان عابد غير الله عز وجل انه مخذول وانه هالك ولا شك في ذلك بل هو خالد مخلد في نار جهنم. المسألة الثانية عشر تنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته. هذه الوصية وصية حال ليست وصية مقال. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يوصي عند موته كما ذكر ذلك او كما ذكرت ذلك عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يوصي بشيء فابن مسعود رضي الله تعالى عنه اخذ هذه الوصية بلسان الحال اي لو كان النبي صلى الله عليه وسلم موصي لاوصى بهذه بهذه الايات الثلاث التي اشتملت على ما جميع الخلق لا يحتاج جميع الخلق وما يجب عليهم في امور دينهم ودنياهم. المسألة الثالثة عشر معرفة حق الله علينا حق الله علينا بينه رسولنا صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ ابن جبل عندما سأله اتدري ما حق الله العباد وبين ذلك بقوله ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. فهذا واعظم حق لله على عباده ان يوحدوه وان بالعبادة والذي يشرك مع الله عز وجل شيئا فانه لم ياتي بهذا الحق العظيم ويكون مستوجبا لعذاب الله وسخطه لانه لم يفي بما امره الله عز وجل به. المسألة الخامسة عشر قوله ان هذه المسألة لا يعرفها اكثر الصحابة. اي مسألة ان هذه المسألة لا يعرفها اكثر الصحابة وهي مسألة ما حق الله العباد والسبب في ذلك الذي ذكره لاجله شيخ الاسلام انه لا يعرفون هذه المسألة لان معاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه عنه لم يحدد بهذا الحديث الا عند موته. وقد مات قبل ذلك خلق كثير من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فماتوا ولم يعرفوا هذه المسألة. والمراد بمعرفة هذه المسألة بمعرفة الجواب على هذا السؤال. عندما قال النبي صلى الله عليه لمعاذ اتدري ما حق الله العباد؟ قال ان يعبدوا ولا يشركوا به شيئا. فالنبي صلى الله عليه وسلم اجاب معاذ بسؤاله اجابوا عاد بسؤاله لا ان الصحابة لا يعرفون التوحيد او انهم لم يعلموا او ليعرفوا اعظم حق لله على عباده او ان لم يعرف ما جاءت به الرسل من توحيد الله عز وجل او انهم جاهلون بحقيقة لا اله الا الله فهذا قول باطل لا يقوله عاقل بل رضي الله تعالى عنهم هم اعلم الناس بتوحيد الله عز وجل. فالكفار قريش بل كفار قريش مع كفرهم وشركهم بالله عز وجل كانوا يعرفون معنى لا اله الا الله ويعرفون ان معنى قولك لا اله الا الله انه ابطال لجميع المعبودات وابطال لجميع الاهل ولذلك قالوا اجعل الالهة الها واحدا ومن يظن ان مقصود الشيخ ان الصحابة لم يكونوا يعرفوا هذه المسألة فهذا ظن خاطئ ولا يعتقد ذلك من الشيخ رحمه الله تعالى وانما مراده ان الصحابة لم يسمعوا بهذا العلم من النبي صلى الله عليه وسلم عندما اخبر معاذ بهذا الحديث فمعاذ رضي الله تعالى عنه لم يحدث بهذا الحديث الا عند موتك هذا الحديث بهذا لم يسمعه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والا الصحابة عارفون بمعنى التوحيد وعارفون بمعنى لا اله الا الله وايضا نقول ان معاذا رضي الله تعالى عنه عندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم اتدري ما حق الله على العباد؟ وقال الله ورسوله اعلم لا يعني ذلك ان معاذ كان جاهلا بهذا الامر وانما هو حال المتعلم مع المعلم ان يتأدى معه ويقول له منك استفيد ومنك اعرف وهذا من تواضعه وكمال وكما لتعظيم وتوقيع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانهم نطقوا بلا اله الا الله وعرفوا معناها وحققوا مقتضاها واتوا بشروطها رضي الله تعالى عنهم وانما حال معاذ كما نص كما ينص اهل الادب في مقام المتعلم مع العالم ان لا الا يبتدأ بجواب العالم الا اذا كان يعلم منه انه يريد ذلك ويطلبه منه. اما اذا اما الادب مع المعلم ان يقول لعل منك استفيد ويجعل نفسه جاهلا حتى يظهر للعالم انه انه محتاج لعلمه. فكذلك معاذ الله تعالى وكان اعلم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الناس بالحلال والحرام كما جاء في حديث موسى عن ابي قلادة رضي الله تعالى عنه هو اعلم الناس بالحلال والحرام لا يعقل منها ولا يظن فيه انه لا يعرف معنى انه لا يعرف اعظم او انه لا يعرف حق الله على العباد فالجواب على هذا ان نقول ان معاذ تواضع وانه اراد الاستهزاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه قد يجيب جواب لا يأتي لا يأتي على آآ على جميع صور الجواب فسكت رضي الله تعالى عنه ليستزيد من رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم المسألة السادسة عشر جواز كتمان العلم للمصلحة. بين الشيخ نحن كان في هذه المسألة انه يجوز كتمان العلم وكتمان العلم على الاطلاق لا يجوز اتمام العلم على الاطلاق لا يجوز وانما يجوز كتمانه للمصلحة والمصلحة لذلك ان ان يكون بين قوم لا يفقهون المراد على وجهه او قد يفهم من هذا العلم معنى غير معلم غير مراد فيجوز كتمان العلم كما قال علي ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ما انت محدثا قوما حديثا لا تبلغ عقوله الا كان لبعضهم فتنة وقال حدثوا الناس على قدر عقولهم اتريدون ان يكذب الله ورسوله؟ فالعالم ينبغي ان يراعي اخوان المتعلمين وان لا يخاطب العوام بما يخاطبه طلاب العلم بان ينزل الناس منازلهم ويضع العلم في مواضعه فكذلك هنا كتم معاذ رضي الله فتن معاذ رضي الله تعالى عنه هذا الحديث كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خشية ان يتكل الناس وان يعتقدوا ان مع ان قول لا اله الا الله يكفي يكفي بالنجاة من النار. وقال لا فيتكلوا اي يعتمدوا على هذا الحديث ويتركوا الاعمال الصالحة ولا يستزيدوا منها. السابعة عشر بشارة المسلم بما يسر بما يسره عندما قال الا ابشر الناس ففي فائدة ان الانسان اذا سمع خيرا او علم خيرا من السنة ان يبشر اخوانه وان يبشر احباب هذه البشارة فان ادخال السرور على المسلم مما يؤجر عليه العبد التاسعة عشر قول المسؤول عما لا يعلم الله ورسوله اعلم. وقد ذكرنا ان قول الله ورسوله اعلم يجوز له حالتان ذكرنا ان ان قوم الله ورسوله اعلم لهم حالتان. الحالة الاولى ان يقول الله ورسوله اعلم في في الامور الدنيوية والمستقبلية فهنا نقول قول الله ثم لا يجوز قوله الله ورسوله اعلم لا يجوز في الامور المستقبلية والامور الدنيوية نقول الله اعلم فقط الحالة الثانية فيما يتعلق باحكام الدين فيما يتعلق باحكام الدين فاننا نقول الله ورسوله اعلم يجوز ذلك والاكمل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ان يقتصر المسلم على قوله الله اعلم فقط ولا يذكر لفظة الرسول صلى الله عليه وسلم. المسألة العشرون جواز تخصيص بعض الناس بالعلم جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون باعطاء المسألة وهي انزلوا الناس منازلهم فيجوز للمعلم الشيخ والعالم ان يخص بعض طلاب علم لا يشارك فيه غيره وهذا العلم من العلوم الكفائية اما العلوم العينية فيجب ان يبلغه لجميع الامة او من فضول العلم الذي لا يلزمه او لا يحتاجه كل الناس فاو بما هو من فضائل الاعمال وما يدل على فضائلها يجوز للعالم ان يذكر لذلك التلميذ او ذلك الطالب فضلا لحديث او تخريجا لحديث او فائدة في مسألة علمية لا يتعلق بها تكليف ولا يلزم الناس بمعرفتها المسل الحادي والعشرون قوله تواضعه صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان وسلم تواضع وهو سيد المتواضعين صلى الله عليه وسلم وبريء من الكبر صلى الله عليه وسلم ومن تواضعه ركوبه آآ الحمار صلى الله عليه وسلم المسمى بعفير. فركبه النبي صلى الله عليه وسلم واردف خلفه وايضا دعاة عندما يألف كثير من الناس من ركوب هذه الدابة فان سيد فان سيد البشر افضلهم واحبهم الله عز وجل قد ركب الحمار واردف عليه صلى الله عليه وسلم. المسألة الثانية جواز الارداف على الدابة. الجواز جواز بشرط وشرطه ان تكون الدابة مطيقة لذلك. اما اذا كانت الدابة غير مطيقة لذلك فانه لا يجوز الارداف في هذه الحالة. المسألة العشرون فضيلة معاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه. ووجه فضل لعاب في هذا الحديث امران الامر الاول ارداف النبي صلى الله عليه وسلم له خلف ظهره ارداف النبي صلى الله عليه وسلم له خلف ظهره صلى الله عليه وسلم الثاني او الامر الثاني تخصيصه صلى الله عليه وسلم بهذا العلم واخباره بهذا الخبر منه صلى الله عليه وسلم ومما يدل خارج هذا الحديث قول في حديث ابي عن معاوية رضي الله تعالى عنه انه قال يا معاذ اني احبك حديث ابي عبد الله الحبري عن رضي الله تعالى عنه انه كما قال يا معاذ اني احبك ففيه ايضا فضل معاذ وان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه بوصية خاصة لا تدع دبر كل من تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اه المسألة الرابعة والعشرون عظم هذه المسألة اي مسألة؟ مسألة التوحيد مسألة التوحيد. ومسألة التوحيد باي شيء لان النجاة لا تكون الا بتحقيقها. واما العبد لو قام الليل وصام النهار وتصدق بالجبال من ذهب ثم لقي الله عز وجل وهو يشرك به ولو طرفة عين للقيه وهو خالد مخلد في نار جهنم ولا تنفعه جميع الاعمال. فاذا كان مثاقيل الذر من الشرك يبطل الجبال من حسنات فحري بالمسلم ان يعتني بهذا المسألة وان يحققها اعظم التحقيق وان يتدارسها دائما ويفهمها ويحفظها حتى لا يقع في فيما يذهب عليه دينه ودنياه. هذه المسائل التي ذكرها الشيخ تعالى ونبتدأ الان من باب الاول من ابواب كتاب التوحيد بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آل اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. اما بعد فقد قال الامام رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. والجنة حق والنار حق. ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اخرج وله ما في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي ذلك وجه الله. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال موسى يا رب علمني اني شيئا اذكرك وادعوك به. قال قل يا موسى لا اله الا الله. قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا؟ قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري ولا رضين السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. رواه ابن حبان والحاكم وصححه. وللترمذي وحسنه عن انس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة فيه مسائل الاولى سعة فضل الله. الثانية كثرة ثواب التوحيد الله الثالثة تكفيره مع ذلك للذنوب. الرابعة تفسير الاية التي في سورة الانعام الخامسة. تأمل الخمس ولا التأمل الخمس الا تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة السادسة انك اذا جمعت بينه وبين حديث عثمان وما بعده تبين لك معنى قول لا اله الا الله وتبين لك خطأ المغرورين. السابعة التنبيه للشرط الذي في حديث عتبان الثامنة كون الانبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا اله الا الله. التاسعة التنبيه لركهانها بجميع المخلوقات مع ان كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه. العاشرة. النص على ان الاراضين سبع كالسماوات عشرة ان لهن عمارا الثانية عشرة اثبات الصفات خلافا للاشعرية. الثالثة عشرة انك اذا عرفت حديث انس عرفت ان قوله في حديث عتبان فان الله حرم على النار فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله انه ترك الشرك ليس قولها باللسان. الرابعة عشرة تأمل الجمع بين كون عيسى ومحمد عبدي الله ورسوله الخامسة عشرة معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله السادسة عشرة معرفة كونه نحمل السابعة عشرة معرفة فضل الايمان بالجنة والنار. الثامنة عشرة. معرفة قوله على ما كان من العمل التاسعة عشرة التاسعة عشرة معرفة ان الميزان له كفتان العشرون معرفة ذكر الوجه الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الامام رحمه الله تعالى باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب. اولا مناسبة هذا الباب من باب الذي قبله. لما بين الشيخ رحمه الله تعالى معنى التوحيد معنى التوحيد. وانه الله عز وجل بالعبادة وانه المقصد الذي خلق الله لاجله الخليقة شوفك وشوقك الى ان تعرف ابل التوحيد واما التوحيد له فضل عظيم عند الله عز وجل. وانه يكفر الذنوب ويغفر ويحقها وليس هذا الا لمن حقق التوحيد التحقيق الكامل. هذه المسألة الاولى المسألة الثانية التوحيد ذكر في هذا هذا الباب فضل التوحيد مطلقا. فضل التوحيد مطلقا المراد بالتوحيد والمراد بالتوحيد هنا من حقق اصل التوحيد من حقق اصل التوحيد لان لان الذي يحقق كمال التوحيد سيأتي في الباب الذي بعده. سيأتي الباب الذي بعد هذا الباب. اما هذا الباب فيتعلق بتحقيق اصل التوحيد بتحقيق اصل التوحيد وان من معه اصل التوحيد فانه تحت مشيئة لا فانه تحت مشيئة الله ان شاء الله غفر له وان شاء الله عذبه اذا اتى ما يوجب عذابه من الكبائر والمعاصي. فاما المشرك بالله عز وجل فان الله لا يغفر له البتة يحرم على النار ابد الاباد كما قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. وتحقيق التوحيد اما يمنعك من دخول النار ابدا. واما ان يمنعك من الخلود فيها ابدا اما ان يمنعك من دخولها ابتداء واما ان يمنعك من التخليد فيها هذا هو الاصل التوحيد الذي اذا اتى به العبد فان له النجاة له النجاة. ذكر في هذا الفضل قوله تعالى الذين امنوا ولم تلبسوا ايمانهم بظلم. اولئك لهم الامن وهم مهتدون. الذين امنوا المراد بالايمان هنا العبادة اي الذين الله عز وجل الذين عبدوا الله عز وجل ولم يخلطوا. عبادتهم بظلم. اختلف اهل العلم في الظلم هنا ما المراد به كما وقع ذلك ايضا عند الصحابة عندما شق عليهم معنى الظلم هنا حتى قالوا اينا لم يظلم نفسه كما جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان الصحابة رضي الله فلما لما نزلت هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله واينا لم يظلم نفسه؟ ففهموا من هذه الاية ان المراد جميع صور الظلم وان العبد متى ما ظلم ووقع في الظلم باي نوع من انواعه فانه لا يحصل له الامن ولا يحصل له النجاة يوم القيامة. فبين النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ان الظلم المراد به هنا اي ظلم اي ظلم الشرك العظيم الشرك بالله لا عندما قال الم تسمعوا ما قال العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الظلم هنا المراد به الشرك الاكبر ان المراد به الشرك الاكبر فيكون معنى الامن الذي لم يلبسهم بظلم الذين حققوا التوحيد حقه مطلق التوحيد لان الذي يحقق التوحيد المطلق فهو الذي لم يتلبس باي ظلم من انواع الظلم اذا هذه لا بد ان نفهم ان قوله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي الذين حققوا عبدوا الله سبحانه وتعالى تعالى ولم يقعوا في الشرك الاكبر ولم يقعوا في الشرك الاكبر وهذا الذي فهمه الصحابة وهذا الذي عليه اكثر اهل العلم القول الثاني ان المراد بالظلم هنا هو جميع صور الظلم. جميع صور الظلم. ولا شك ان الظلم جاء بهذه الاية منكرة جاء منكرا وسبق بنفي وذكرنا من اه سير العموم عند عند البيانيين والبلاغة انهم يقولون ان النكرة اذا جاءت في سياق الذي افادت العموم وهنا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم لم نفي وبظلم نكرة. فافادت هنا العموم وان جميع الظلم لابد من نفي والابتعاد عنه وهذا القول كانه رأي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. وحكم على ذلك بقوله ان العبد يحفو له من النجاة بقدر تجنبه للظلم. فالذي حقق التوحيد الكامل فهذا الذي له الامن المطلق فهذا الذي له الامن المطلق. اما الذي لم يحقق التوحيد الكامل اي اتى بما ينافي التوحيد من كماله الواجب ليس له الامن المطلق وانما له مطلق الامن وانما له مطلق الامن. والفرق بين الامن المطلق ومطلق الامن. اما ان الامن المطلق انه لا يدخل النار ابدا انه لا يدخل النار ابدا ولا الا المرور والورود ذكره قال ربنا سبحانه وتعالى في قوله وان منكم الا واردا واردها فهذا الورود هو الذي سيقع لكل مخلوق من ماء من خلق الله عز وجل اما اهل التوحيد فيمرون مرورا واما اهل الكفر والشرك فيتساقطون في نار جهنم ويتهافتون فيها. وهذا القول الذي قال شيخ الاسلام هو قول صحيح لكن ليس هو المراد في هذه الاية لان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الظلم هنا باي شيء بانه الشرك الاكبر بانه الشرك الاكبر. وعلى هذا يكون معنى الاية. الذين حققوا عبادة الله ولم يشرك بالله الشرك الاكبر فلهم الامن فلهم فلهم الامن. ان حققوا كاملا فلهم الامن المطلق وان وقعوا فيما ينافيه من كبائر ومعاصي توجب له العذاب فلهم مطلق الامن فلهم مطلق الامن فالذين حققوا التوحيد الكامل لا يدخل النار ابدا. والذين حققوا اصل التوحيد فانهم وان دخلوا النار ابدا فانهم لا يخلدون فيها ابدا. فانهم لا يقلدون فيها ابدا واظح فانهم لا يقلدون فيها ابدا. اولئك لهم الامن وهم مهتدون. اه هؤلاء القوم الذين حققوا توحيد الله ولم يخلطوا ايمانهم بظلم. هؤلاء لهم التام في الدنيا والاخرة لهم الامن التام في الدنيا والاخرة والناس في هذا المقام على ثلاث درجات على على ثلاث درجات الدرجة الاولى وهي اعلاها من حقق التوحيد الكامل حقق التوحيد الكامل واتى واتى كمال التوحيد مستحب واتى بكمال التوحيد المستحب. القسم الثاني من حقق اصل التوحيد واتى بكمال واتى بكمال التوحيد الواجب. اتى بكمال التوحيد. الواجب اي اقتصر على فعل الواجبات وترك المحرمات. وهذا لا لن نرى ابدا بل له الجنة ابتداء وابدا. القسم الثالث القسم الثالث من حقق اصل التوحيد ولم يأتي بكمال التوحيد الواجب ولم يأت بكمال التوحيد الواجب. وهؤلاء هم من؟ اصحاب الكبائر. اصحاب الكبائر ممن يقع في الفواحش والمنكرات واكل الربا وما شابه ذلك. فهؤلاء يدخلون تحت مشيئة الله. ان شاء الله وغفر لهم وان شاء الله لكن التوحيد يمنعه من اي شيء من الخلود في النار اذا دخلوها يمنعون الخلود في النار اذا دخلوها هذا القسم الراء الثالث. القسم الرابع من انتفى توحيده من اصله. من انتفى توحيده من اصله. وهذا هو الذي وقع في الشرك الاكبر وقع في الشرك الاكبر فهذا خالد مخلد في نار جهنم تحرم عليه الجنة ابتداء ولا يدخلها ابد الاباد بل هو خالد مخلد في نار جهنم. قال بعد ذلك وعن عبادة بن الصامت رضي الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم. وروح منه والجنة حق والنار وادخله الله الجنة على ما كان من العمل. اخرجه هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم طريق جناب ابن ابي امية عن عباد الصامد رضي الله تعالى عنه. وهو حديث عظيم هو حديث عظيم يبين فيه النبي يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم فضل من حقق هذه الامور ومن شهد بعلم وحق ان انه لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واتى بهذه الخمسة الاشياء فان الله يدخله الجنة على ما كان من عمل. ومناسبة هذا الحديث لهذا الباب مناسبة الباب ان الشيخ رحمه الله تعالى اخذ من هذا الحديث ان من حقق هذه الاشياء الخمسة وكلها تتعلق اي شيء تتعلق بالقلب تتعلق بالقلب انه يدخل الجنة على ما كان من عمل انه يدخل الجنة على على ما كان العمل. والشاهد من هذا الحديث قوله من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا العبد هو رسوله فهذا هو الشاهد من هذا الحديث اي من اتى بهذه الاشياء الخمسة فان الله يدخله الجنة على ما كان من عمل وهل هناك تعارض بين هذه بين هذه الاحاديث ساقها المؤلف كحديث عثمان بن مالك وحديث عثمان مالك رضي الله تعالى عنه وحديث ابي سعيد الخضري التي كلها تدل على فضل التوحيد وفضل لا اله الا الله. هل هي معارضة للاحاديث الواردة في من اوجب الله له النار من اصحاب الكبائر كالزناة والزواني واكل الربا انهم يدخلون النار وان الله يعذبهم هم في نار سبحانه وتعالى. فكيف نجمع بين هذه الاحاديث وهذه الاحاديث الاخرى؟ ان الله يدخل النار اصحاب الكبائر من اراد الله تعذيبه. هذه المسألة اختلى فيها العلم على اقوال كثيرة. يعني ذكر اهل علم الجمع بين بين هذه الاحاديث ذكر اهل العلم بالجمع بين الاحاديث اقوالا كثيرة. القول الاول ان هذه الاحاديث احاديث الوعد قبل ان تفرض الفرائض قبل ان تفرض الفرائض وكان في اول الاسلام وهذا القول لا شك بضعفه لا شك بضعف وانه ضعيف. القول الثاني انها ان هذه الاحاديث حي الوعد منسوخة باحاديث الفرائض والحدود. ومراد هذا القول قول سفيان ومراده ان ان اهل التوحيد كما يعذبون في الدنيا اذا وقعوا في المنكرات والفواحش فكذلك في الاخرة يعذبون اذا ارتكبوا الكبائر. الان لو وقع اهل وقع رجل من اهل التوحيد ممن لا يشرك بالله شيئا. لو وقع في فاحشة الزنا وهو محصن فحكمه وحده الرجل ومع ذلك لم يمضي لم يمنعه التوحيد من العذاب. كذلك في الاخرة فان وان كان من اهل التوحيد ووقع في الفاحشة فان عذابه عند الله ان يعذبه في ناره. هذا القول الثاني. القول ان ان هذه الاحاديث تحمل على من حقق التوحيد التحقيق الكامل وامتلأ باخلاص العبادة لله عز وجل فانه من حقق التوحيد الكامل واتى بكلمة لا اله الا الله على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى فانه لا يبقى في قلبه شبهة ولا يبقى في قلبه شهوة. فنار التوحيد تحرق كل شهوة من كل شبهة وهذا قول ابن رجب رحمه الله تعالى وهذا له ما يدل عليه فقد جاء عند الطبراني من حديث الحسن البصري مرسلا اما سرطان من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة. قال يا رسول الله وما اخلاصه؟ قال وما وما خلاصها؟ قال قال ان تمنعه من المحرمات. ففسر النبي صلى الله عليه وسلم وان كان حديث مرسل بان الاخلاص وان تمنعك وتحجبك من الوقوع في المحرمات والمعاصي. القول الرابع ان هذه الاحاديث تحمل على من مات عليها تائبا الى الله عز وجل من جميع الذنوب والمعاصي من جميع الذنوب والمعاصي. اما الذي مات ومصر على كبيرة او في كبيرة من كبائر الذنوب فهذا امره الى الله يوم القيامة ان شاء الله عذبه وان شاء الله له وباجماع اهل السنة انه لابد لاهل لابد لمن لبعض اهل الكمال لابد لبعض اهل الكبائر من دخول النار من دخول النار وهذا مجمع عليه الاحاديث الصحيحة التي جاءت في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لاناس اقول بعراقيب في نار جهنم ورأى رجالا ونساء عراة يعذبون في نار جهنم ورأى اكل الربا يعذب في نار جهنم واخبر انه رآه صلى الله عليه وسلم في نار جهنم وذكر اولئك العراة انهم الزناة والزواني ورأى اكل الربا وان بطنه كالبقرة وانه يمتلئ الانارة هذه الاحياء تدل على ان هناك من اهل الكبائر من يدخل النار مع انه من اهل التوحيد الا ان التوحيد يمنعه من الخلود في نار جهنم. اذا هذه الاقوال الاربعة كلها مما ذكرها اهل العلم للجمع بين احاديث والاحاديث الاخرى التي جاءت فيها ان بعض اهل الكبائر يدخل النار. ذكر هنا مسائل كثيرة في هذا الحديث. المسألة ثالث قوله من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. وذكرنا في درس سابق ان الشهادة لابد ان يسبقها علم. وان من بهذه الكلمة لابد ان يكون محققا لشروطها اتيا باركانها عاملا بمقتضاها وان نطقها بلسانه فقط لا ينفعه ولا يغني عنه شيئا يوم القيامة كما قال المنبه رحمه الله تعالى عندما سئل عن قول عن منام مفتاح الجنة؟ قالوا نعم لا اله الا الله مفتاح الجنة ولكن لكل مفتاح اسنان ولكن لكل مفتاح اسنان فمن جاء مفتاح له اسنان دخل الجنة ومن لم يأت باسناني بمفتاح له اسنان لم يدخل الجنة ومراده باسنان مفتاح هي شروط لا اله الا الله واركانها ومقتضاها الذي دلت عليه هذا معنى اشهد ان لا اله الا الله فلا بد من تحقيق شروطها واركانها. وشروط لا اله الا الله ذكرها العلم ذكر لها سبعة شروط اولها العلم ان يكون عالما بان الله والاله وحده وان كل ما يعبد من دون الله فان باطلة فمتى ما وقع في جهل هذا المعنى فان لا اله الا الله لا تنفعه. الشرط الثاني اليقين ان يقول وهو موقن بقلبه ان الله هو الاله واحد ان الله هو الاله وحده سبحانه وتعالى وان كل اله سواه فعبادته باطلة. الشرط الثالث الاخلاص لله عز وجل. وذلك بان يفرد الله بالعبادة. فمتى ما اشرك مع الله لا بدعاء المسل ولا بدعاء العبادة فانه يكون خارجا من دائرة الاسلام ولا تنفع كلمة التوحيد لا اله الا الله الشرط الرابع الصدق وهو ان يقولها صادقا من قلبه لا يقولها بلسانه وقلبه مكذبا بها فان المنافقين يقولون لا اله الا الله وهم كاذبون وهم كاذبون في قولهم بل قلوبهم مليئة بالكفر بالله عز وجل. الشرط الخامس القبول ومعنى ذاك ان يقبل لا اله الا الله وان يقبل كل ما جاء من عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم. ومتى ما وقعت في قلبي رد لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فان كلمة التوحيد ايضا لا تنفعه. الشرط السادس الانقياد وهو ان يعتقد وجوب طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وينقاد لاحكامهما. فمتى ما اعتقد انه لا يجب عليه طاعة الله ولا طاعة رسوله يكون كافرا بالله عز وجل الكفر الاكبر ولا تنفع كلمة التوحيد. الشرط السابع المحبة المحبة للا اله الا الله. فمتى ما وقع في قلبي كرها للتوحيد او كرها لله او كرها لمن يحقق التوحيد ويأتي به ويكرهه لاجل تحقيقه للتوحيد فان كلمة التوحيد لا تنفع كما قال تعالى ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعماله فمن كره التوحيد وكره عباد الله الموحدين بتوحيدهم فان توحيده لا ينفع هذه سبعة تسمى بشروط لا اله الا الله اخذها اهل العلم من كتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. واول من ساقها وذكرها والشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال وان محمدا عبده ورسوله ايضا مما مما ينجي العبد من الكفر بالله عز وجل وبالخروج من ذات الاسلام ان يقر بان محمدا عبده ورسوله. وتأمل هنا انه قال انه قال وان محمدا عبده ورسوله. والناس في رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مفرط وبين افراغ بين من بين وتفريط فمنهم من انزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة الاله وعبده من دون الله وجعله نافعا يدعوه ويسأله ويتقرب اليه بانواع القرب كما قال البوصيري في بردته ما عندما قال يا اكرم الخلق ما لي الوذ به عند حدوث الحادث العممي اذا لم تكن يوم القيامة اخذا بيدي فضله والا فقل يا زلة القدم فان من وجودك الدنيا وضرتها ومن علمك علم اللوح والقلم. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم منزلة الرب سبحانه وتعالى. وانه ينفع ويضر وانه لو انه هو المنجي له يوم القيامة. لا شك ان هذا قد قد افرط وطغى في حق نبينا صلى الله عليه وسلم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرف النصارى عيسى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. فهذه الطائفة كفرت بالله عز وجل ونزلت نبينا صلى الله عليه وسلم منزلة الاله وعبدوه من دون الله. الطائفة الثانية ما يسمى بالقرآنيين الذين لم يعرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقدروا قدره ولم يعزروه ولم يوقروه بل لم يجعلوا السنة مكانة ولا مقاما واقتصع القرآن الكريم وجعلوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم وجعلوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم ككلام سائر البشر وانه لا يؤخذ منه حكم ولا يعتمد عليه. والنبي صلى الله عليه وسلم اوتي القرآن ومثله معه. بل قال حسان بن عطية كان جبريل عليه السلام ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن الطائف الثالث وهو الموحدون اهل السنة عظموا النبي صلى الله عليه وسلم وعزروه وقروه وانزلوا منزلته التي انزلها الله اياه واعتقدوا انه بشر وانه عبد لله ورسول من الله سبحانه وتعالى ارسله الله عز وجل ليأمر الناس بالتوحيد ولينهاهم عن الشرك واعتقدوا وجوب طاعته وانه هو الطريق الوحيد الى الله عز وجل. اذا محمد هو عبده ورسوله. وان عيسى ان عيسى عبدالله ورسوله هذه المسألة الثالثة وقرن بين محمد وعيسى لان الناس طغوا طغوا في عيسى وافرطوا فرطوا لان الناس طغوا في عيسى وفرطوا. فاليهود لعنهم الله في عيسى اعتقدوا في اي شيء انه ابن زنية لعنهم الله ولم يؤمنوا برسالته ولم يصدقوه بل هموا بقتله ورأوا انهم قد قتلوه وقد رفعه الله عز وجل اليه النصارى لعنهم الله عز وجل ايضا اعتقدوا في عيسى عليه السلام انه ابن لله عز وجل وان الله حل في عكر بطن مريم وجامع مريم حتى جاء منه هذا الناسوت الذي هو عيسى عليه السلام وقالوا ان اللاهوت والناسوت اختلطا فانتج هذا الابن فعيسى مركب من عنصرين من عنصر الاله ومن عنصر الانس فهو لاهوت ولا سوت فجعلوه ولدا لله وابن لله واعتقدوا فيه انه الههم وانه ابن الله تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. اما اهل الاسلام ممن امن عيسى وممن جاء بعدهم من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم فاعتقدوا ان عيسى عبد الله وانه رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عز وجل الى النصارى وان الله خلقه كما يخلق سائر البشر الا ان الله خصه بشيء انه لم يكن من وانما خلقه من ام بلا اب ونفخ الله عز وجل فيه من روحك ما سيأتي. قوله وكلمته القاها الى مريم. هذه كلمة هذه الكلمة هي قوله سبحانه وتعالى كن. فلما قال الله جل عيسى كن كان عيسى عليه السلام فعيسى خلق بكلمة كن لا ان نعيش هو الكلمة. قال الامام احمد خلق عيسى عليه السلام بكلمة قل لا هو لا ان هو الكلمة فمن اعتقد ان عيسى الكلمة جعله جزءا من الله عز وجل وان الله حل في مريم وانتج هذا الابل لعن الله قائل ذلك اما اهل السنة فيرون ان عيسى خلق بكلمة كن فكان فهو مخلوق كسائر الخلق لله عز وجل خلق من ام الى اب. فهذا هو الذي خص الله عز وجل عيسى به. وهذا ليس بعجيب فقد خلق الله عز وجل ادم عليه السلام بلا اب ولا ام وخلق حواء من ذكر بلا انثى. فعيسى عليه السلام هو كما قال ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال قل فكان. فعيسى عليه السلام خلق من خلق من تراب كما خلق ادم عليه السلام والمراد بالتراب ان اصل خلق ابيه هو التراب والا عيسى خلق من ما خلق من ماء نفخ الله عز وجل في جيبه مريم بامره نفقة ابنه عليه السلام فاستقرت تلك الروح التي خلق منها عيسى عليه السلام في بطن مريم تسعة اشهر ثم ولدته اه مريم رضي الله تعالى عنها هذا الابن المبارك هذا الابن المبارك. اذا عيسى وكلمة الله التي القاها الى مريم القهوة من؟ جبريل عليه السلام والذي هو الذي بشرها بهذه بشرها بهذا الولد وكلمته القاها الى مريم فالكلمة هي قولك هي قول الله قل فكان عيسى عليه السلام والذي القى تلك النفخة في جيب مريم عليها رضوان الله هو جبريل عليه السلام هو جبريل عليه السلام. قوله وروح منه المراد بالروح هنا هي روح عيسى عليه السلام على القول الصحيح فان فيها قولان القول الاول ان المراد بالروح هو جبريل عليه السلام هو الذي نفخ فيه الروح ان هذه الروح التي نفخت في جيب مريم عليها السلام عليها رضوان الله هي هذه الروح ولكن هذا القول والقول الثاني ان روح عيسى عليه السلام هي من من سائر الارواح هي من سائر الارواح التي خلقها الله عز وجل واضافها الله الى نفسه اضافة تشريف وتكريم. والمضاف الى الله له ثلاثة اقسام المضاف الى الله له ثلاثة احوال. الحالة الاولى اظافة عين قائمة بنفسها الى الله. اظافة عين قائمة بنفسها الى الله مثل ناقة الله الناقة الان عين القائم بنفسه ولا لا؟ عين قائمة بنفسها واضيفت الى فاظافة هذا الى الله اضافة اي شيء اضافة تشريف وتكريم. الحالة الثانية اضافة ما لا يقوم لنفسه ولكنه يقوم بخلق الله عز وجل. كالروح هنا. هذه الروح لا تقوم في الله عز وجل ولكنها تقوم بالمخلوق. وهي لا تقوم بنفسها لكن تقول بغير الله عز وجل فيكون اضافتها ايضا الى الله اضافة تشريف وتكريم. الحالة الثانية اضافة ما لا يقوم بنفسه ما لا يقول بنفسه لكنه يقوم بغير الله عز وجل. فاضافته الى الله اضافة تشريف وتكريم. الحالة الثانية اضافة ما لا يقوم بنفسه ويقوم بالله عز وجل ويقوم بالله عز وجل. كخصك يد الله وكلام الله سمع الله فهذه اضافة صفة الى موصوف اضافة صفة الى موصوف. اذا معنا وروح منه المراد ان هذه وحروف عيسى عليه السلام ابتدأها ربنا سبحانه وتعالى وهو الذي خلقها سبحانه وتعالى واضافة الروح الى الله عز وجل اي شيء من اي قسم القسم الاول والثاني والثالث. القسم الثاني هل الروح تقوم بنفسها؟ الروح ما تقوم بنفسها لا بد تكون بغيرها لا بد تقوم بعين قائمة. فعندما نظرنا الى هذه الروح هل هي تقوم بالله عز وجل؟ لا تقوم بالله سبحانه وتعالى فاذا تقوم بالمخلوق فاضافته الى الله اضافة مخلوق الى خالق واضافته اضافة تشريف وتكريم اضافة تشريف وتكريم. المسألة الخامسة الفرق بين الروح والنفس. من اهل العلم من يرى ان ان النفس والروح مترادفة مترادفتان وان الروح تطلق على النفس والنفس يطلق على الروح. لكن الصحيح ان بينهما فرق. اما جهة الاطلاق على الله عز وجل فلا يطلق على الله الروح ابدا. وان لم يطلق على الله شيء النفس. الله له صفة النفس ولو كانت الروح النفس لنزلوا ذلك ان نطلق الروح على على الله وان الله له من صفات وصفات الروح وهذا قول باطل بل الذي جاء اضافته الى الله صفة النفس صفة النفس اما الروح فلا تضاف الى الله الا اضافة مخلوق الى اما بالنسبة للمخلوق فهي الفرق بين الروح والنفس على القول الصحيح ان بين فرق طفيف. فالروح تتعلق تتعلق بالانسان قبل ان يكون بشر. قبل ان يكون جسدا. اما اذا اختلطت اختلط الروح بالجسد فتسمى نفسها. والروح سميت روح لان فيها الحياة فكان الانسان بروحه لا تأمره الروح الا بالخير. فاذا اختلطت بالجسد وتلوثت بما في الجسد من آآ من امور لا من هوى النفوس وآآ كون النفس انماط بالسوء اصبحت النفس تأمر المعاصي وتأوي الذنوب فالنفس مركبة بين الجسد والروح والروح خالية من الجسد هذا ومعنى الروح الروح تكون تطلق على الانسان قبل ان يكون وروح منه فهذه الروح هي التي تأتي بالخير ولا يأتي منها امر بسوء ولا امر بشر وانما الذي يأمر اي شيء النفس امارة فالنفس امارة بالس كما قال تعالى ان النفس لامارة بالسوء. والقول الثاني انه لا فرق بينه بالنسبة للمخلوق فتطلق على على النفس وتطلق النفس على الروح وهذا لو قلنا بصحته ففي حق الله نقول بينهما فرق فمن قال اما الروح هي الروح السابعة الشروط ومن الافات والنفس هي التي اعترتها الشرور والافات فايضا له قول صحيح. قوله والجنة والجنة حق والنار حق ادخله الله. آآ مما يجب على المسلم ان يعتقده ان يعتقد ان الجنة والنار مخلوقتان لله عز وجل وانهما باقيتان وانهما لا تثنيان فان هذا هو اعتقاد قال اهل السنة ان الجنة والنار باقية وانها لا تفنى وان اهلها لا يفنون ايضا فهم خالدون فيها ابدا ابان. فاهل الجنة يخالدون فيها ابدا الاباء واهل النار خالدون فيها ابد الاباء المراد باهل النار الكفار والمشركين اما اهل التوحيد فانهم ان فانهم يخرجون منها ولابد. هذا اعتقاد اهل السنة في الجنة والنار خلافا للجاهلية وخلافا للمعتزلة منهم من يرى ان الجنة غير مخلوقتان الان غير مخلوقتين الان وانما يفلقان اذا اراد الله تنعيم عباده او تعذيبهم وهذا قول باطل فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى الجنة ورأى ورأى النار. كذلك هما لا يفنيان ابدا خلاف الجهمي القائلين بان الحوادث لا لا تدوم ابدا. فاهل السنة يرون ان دوامها بفعل الله عز وجل بنفسه. وان الله هو الذي يبقيها وتعالى فالجهل يرون ان الجنة تفنى وان النار ايضا تفنى. وهناك قول ضعيف ينسب لمن لبعض اهل السنة ان الجنة ثلاثتنا وان النار هذا قول غير صحيح ولا يعرف له قائل من اهل السنة من المتقدمين. قال ادخله الله على ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. هذه الجهاد هذه الجملة اجبنا عليها فاما ان نقول ان من اتى بهذه الاشياء الخمسة ومات على ذلك فانه يدخله الله على ما كان من عمله. واما ان نقول ان هذا الحديث قبل ان تفرض الفرائض وقبل ان تحد الحدود واما ان نقول ان هذا العبد حقق كلمة التوحيد التحقيق الكامل واخلص لله عز وجل فيها فانه سيدخل الجنة ابتداء وابدا واما الذي وقع في الكبائر والذنوب والمعاصي ثم حقق هذه الاشياء الخمسة فانه تحت مشيئة الله ومن اهل العلم من لا يتعرض لهذه الاحاديث يقول امروها كما جاءت ويترك التعرظ لمعنى لكن الذي عليه اهل السنة وعلى اصول اهل السنة ان هذه الاحاديث تحمل على من حقق لا اله الا الله التحقيق الكامل واتى بشروطها واتى باركانها ومقتضاها واداه ذلك الى ان لا يقع فيما يخالف ولا ما يخالف اصلها ولا ما يخالف كمالها الحديث الذي بعد حديث عثمان ابن رضي الله تعالى عنه قال لهما اي للبخاري ومسلم من حديث عباد رضي الله تعالى عنه انه قال فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. الشاهد من هذا الحديث الشاهد من هذا الحديث بباب فضل التوحيد ان كلمة التوحيد والاتيان بها يحرم العبد ويحرم قائلها على دخول النار. او على الخلود فيها. ان التوحيد يحرم يحرم صاحبه على دخول النار او الخلود فيها فيغفر فضل التوحيد. فلو اتى العبد بكل الاعمال الصالحة ولم يأتي بالتوحيد فانه خالد مخلد في نار جهنم. اما لو اتى بجميع الكبائر وجميع الذنوب لم يترك ذنبا الا وارتكبه ثم اتى بالتوحيد فانه قد يحرم على النار ابدا ولا يدخلها ابدا وان دخلها فانه لا يخلو فيها ابدا. فالتوحيد فضله عظيم فضله عظيم. قوله فان الله حرم على النار التحريم على النار تحريمان مسألة نقول التحريم على النار تحريمان اما تحريم مطلق تحريم اطلع ومعنا تحرير مطلق انه لا يدخلها ابتداء ولا ابدا. هذا التحريم المطلق. التحريم الثاني ان مطلق التحريم. وذلك ان دخلها فانه يحرم التخليد فيها ان دخل النار فان التوحيد يحرم عليه الخلود في النار. هذا آآ المسألة الثانية ان قولك ان الله حرم على النار من قالها الله يحتمل ان النار التي حرم عليها هي نار المشركين والكفار. فان نار الكفار والمشركين اعظم من نار الموحدين باظعاف كثيرة فاهون اهله فهو فاهون اهل النار من يوضع تحت قدميه جمرتان يغلي منها دماؤه واعظم اهل التوحيد عذاب النار اهون من هذا الرجل. اعظم اهل التوحيد عذاب النار ممن حقق التوحيد. ولم يخلد الى جهنم هو اخف من هذا الذي يوضع تحت قدميه جمرتان يغلي منها دماغه لان هذا الذي وضع تحت قدميه جمرتان من المشركين الكفار المخلدين في نار جهنم واولئك الموحدين واولئك الموحد الذي يعذبون في النار يعذبون في الموحدين التي تثبت وتنتهي ولا يبقى لها اثر بخلاف دار الكفار المشركين فانهم خالدون وفيها ابد الاباد ولا شك ان نار الموحدين اخف من نار المشركين. فيحمل الحديث هنا فان الله حرم على النار على نار صاد والمشركين او يحرم على النار التخليد فيها والخلود فيها. قال من قال دائرا يبتغي بذلك وجه اي من اراد بقولها الله ان يتقرب بها الى الله عز وجل فيكون صادقا في قولها مخلصا لله فيها منقادا قابلا لها محبا لها موقنا وعالما بمعنى لا اله الا الله. الحديث الذي بعده قال عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه انه قال قال موسى يا رب علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال فقل يا موسى لا اله الا الله. قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا. الحديث. اولا هذا الحديث رواه ابن حبان رحمه الله تعالى. والحاكم من حديث دراج ابي السمح عن ابي الهيثم عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى وهذا الحديث مداره على دراج. ودراج ممن استنكر اهل العلم حديثه. فالنسائي والامام احمد وغيره اهل العلم قالوا انه منكر للحديث خاصة في ابي الهيثم خاصة في ابي الهيثم وذكر ابن عدي في احاديث كثيرة لابي الهيثم وعدها من المنكرات التي رواها دراج ابي السمع لابن الهيثم بهذا الاسناد ضعيف لان مداره على دراج ابي السمع. الا ان هذا الحديث له ما يشهد له ما يشهد له وذلك لما رواه النسائي في الكبرى والامام احمد من حيزيد ابن اسلم على طه ابن يسار عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان انه سبق قال ان نوحا لما حاط وفاة جمع جمع اولاده واوصاهم امرهم بامرين ونهاهم شيئين امرهم بان يقولوا لا اله الا الله. وقال لو ان السماوات والاراضين وضعت في كفة الله في كفة لثقلت بهن لا اله الا الله. فهذا الحديث يشهد لحديث دراجة بالسمح الا بالهيدل وهذا اسناد صحيح حديث صحيح من حديث سيد اسلم عن عطاء ابن يسار عن عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنه وهو حديث صحيح فيغني عن هذا الحديث هذا ضعيف ويأتي وله شاهد واسناده صحيح قال قال موسى يا رب علمني شيئا اشكرك وادعوك به. المسألة الاولى في هذا الحديث ظن بعض الناس ان موسى عليه السلام كان يجهل فضل التوحيد. وهذا غير صحيح. بل موسى عليه السلام كان عالما بفضل التوحيد والانبياء ورسل الله صلوات الله وسلامه عليهم هم اعلم الناس بفضل التوحيد وبحقيقة التوحيد وبمعنى وهم اقبل الناس تحقيقا له وانما مراد موسى عليه السلام بهذا السؤال عندما قال قل لها قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا مراده عليه الصلاة والسلام اراد ان يخص بشيء لا يشاركه فيه غيره من خلق الله عز وجل وانه يعلم فضل لا اله الا الله يعلم فضل لا اله الا الله ويعرف انها تدل على تحقيق العبودية لله عز وجل وانما اراد ذكرا خاصا او عبادة خاصة. فنبهه الله عز وجل عليه شيء على ان افضل ما ينطق به العبد وافضل ما يقوله الانسان. وافضل عبادة تتعبد لله بها هو ان تقول لا اله الا الله ثم بين الله عز وجل فضل هذه الكلمة وان السماوات السبع وعامرهن غير الله سبحانه وتعالى والاراضين من السبع وعامرهن وضعن في كفة ولا اله الا الله في كفة لثقلت بهن لا اله الا الله. فهذا فضل عظيم لكلمة التوحيد كلمة الاخلاص وهذا هو الشاهد من هذا الحديث بهذا الباب وجه مناسبة هذا الحديث هذا الباب ان كلمة التوحيد ان كلمة التوحيد اثقل في الميزان من السماوات السبع والاراضين السبع ومن فيهن غير من في السماوات غير الله عز وجل ومن في الارض جميعا. لو وضع الخلق كلهم في كفة الميزان ولا اله الا الله في الكفة الاخرى لثقلت بهن لا اله الا الله. وفي حديث عبد الله ابن عمر في قصة صاحب البطاقة الذي رواه النسائي وغيره من الحبري عن عبد الله بن العاص يؤتى اليوم برجل يوم القيامة فتمد له ذنوبه مد البصر سجلات فيقول ان لك عندنا حسنة. قال وما تفعل هذه الحسنة امامها؟ فيؤتى البطاقة فيها لا اله الا الله. فتوضع كلمة التوحيد. لا اله الا الله في كفة الميزان وتوضع سجلات الذنوب والخطايا كلها في الكفة الاخرى. فتثقل لا اله الا الله وتطيش بتلك السجلات كلها هذه ايضا يدل لهذا الحديث على فضل كلمة التوحيد وان افضل ما تكلم به العبد وخير ما قاله العبد هو قوله لا اله الا الله وجاء في مرسل طلحة الديكاريز قال خير ما قلت انا والنبيين قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له وجاء حجاب ابن عبد الله قال افضل الكلام لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله فافضل ما القائل هو ان يقول لا اله الا الله. اذا المناسبة من هذا الحديث لهذا الباب فضل التوحيد وفضلها الله انها تثقل بميزان العبد يوم القيامة ولو اتى بما اتى من الذنوب والخطايا. المسألة الثالثة فيه دلالة على علو الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى فوق سماواته ووجه ذلك عندما قال وعامرهن غيري فالله عامر للسماء مراد السماء هنا العلو وعامرهن غيري فاثبت في هذا الحديث ان الله يعمر ويستر السماء سبحانه وتعالى فالله على عرشي مستو استواء يليق بجلاله. المسألة الخامسة ان الله عز وجل خلق سبع سماوات سبع سماوات طباقا وان السماوات هذه بعضها فوق بعض وبين كل سماء وسماء مسيرة خلفية سنة وفوق السماء السابعة بحر للماء وفوق البحر عرش الرحمن سبحانه وتعالى وفوق العرش ربنا سبحانه وتعالى وكذلك خلق الله عز وجل سبع اراضين سبع اراضين في طباق ايضا كل ارض تحت الارض التي فوقها حتى تصل الارض السابعة وهذا الامر مجمع عليه بين اهل السنة فاهل السنة مجمعون على ان السماوات سبع وانها وانها وانها وان بعضها فوق بعض وان لها جرما وسمك وانها سقف محفوظ وان مسيرة هذا السقف مسيرة سنة والبيل وما بينهما ايضا خمس مئة سنة وكذلك الاراضين سبع سبع كل ارض فوق الارض التي تحتها وهكذا الى سبع اراضين وقد جاء في الصحيحين ان من انتزع شبل الارض طوق سبع اراضين يوم القيامة. الله خلق سبع سماوات والارض فالله خلق سبع سماوات وخلق الارض مثلهن. ومن كذب ذلك فيخشى عليه انه كذب القرآن لعن بهذه الاية. فان الله يقول خلق سبع الارض مثلهم فالله خلق سبع سماوات وخلق سبع اراضين. نقف على هذا الحديث ونكمل ان شاء الله الدرس القادم باذن الله عز وجل على حديث ابي سعيد القطبي رضي الله تعالى عنه نكمل بقية المسائل والله اعلم واحكم صلى الله وسلم