بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين اما بعد فقد قال الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره. وقوله الله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين. وان يمسس الله بضر فلا كاشف له الا هو. وقوله تعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه. وقوله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. الايتين وقوله تعالى ان يجيبوا المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. الاية وروى الطبراني باسناده انه كان في زمن النبي صلى الله عليه عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين. وقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله عز وجل فيه مسائل الاولى عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص الثانية تفسير قوله ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك الثالثة ان هذا هو الشرك الاكبر الرابعة ان اصلح الناس لو يفعله ارضاء لغيره صار من الظالمين الخامسة تفسيره الاية التي بعدها السادسة كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا. السابعة تفسير الاية الثالثة الثامنة ان طلب الرزق ان طلب الرزق لا ينبغي الا من الله كما ان الجنة لا تطلب الا منه. التاسعة تفسير الاية الرابعة العاشرة انه لا اضل ممن دعا غير الله الحادية عشرة انه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه. الثانية عشرة ان تلك سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له. الثالثة عشرة تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو الرابعة عشرة كفر المدعو بتلك العبادة الخامسة عشرة ان هذه الامور ان هذه الامور سبب كونه اضل الناس. السادسة عشرة تفسير الاية الخامسة السابعة عشرة الامر العجيب وهو اقرار عبدة الاوثان انه لا يجيب المضطر الا الله ولاجل هذا يدعونه في ايدي مخلصين له الدين الثامنة عشرة حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله عز وجل اللهم صلي وسلم اللهم صلي والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام رحمه الله تعالى باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره هذا الباب عقب به المؤلف رحمه الله تعالى بعد ما ذكر باب الاستعاذة بغير الله عز وجل من الشرك عقبه بهذا الباب ولا شك انها من باب التنويع بباب صور الشرك التي يقع فيها كثير من الناس فلما ذكر الاستعاذة حسن ان يذكر بعدها الاستغاثة ويذكر الدعاء. قوله رحمه الله تعالى باب من الشرك قوله من لا شك ان من هنا من من هنا للتبعيض لان الشرك اعم من الاستغاثة والدعاء والسؤال والاستعاذة فصوره كثيرة ولا يمكن حصرها وانما من صوره التي يحتاج المسلم ان يتعلمها ويعرفها الاستغاثة بغير الله سبحانه وتعالى فكان مراده من صور الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام الاستغاثة بغير الله او ان يدعو غيره سبحانه وتعالى فمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد وهي المسألة الاولى مناسبته ان من الشرك الاكبر المنافي للتوحيد من اصله ان يستغيث العبد بغير الله عز وجل فيما هو من خصائص الله او فيما لا يقدر عليه الا الله اذا وقعت الاستغاثة على هذه الصورة فان المستغيث يكون مشركا شركا اكبر ويكون خارجا من دائرة الاسلام وحملنا هذا هذا المعنى على هذا التبويب لان الاستغاثة تنقسم الى قسمين استغاثة جائزة واستغاثة ممنوعة والمؤلف هنا قطع باي شيء قطع بكون الاستغاثة من الشرك قطع بكون الاستغاثة من الشرك فكان مراده الاستغاثة الشركية التي لا التي تطلب من غير الله عز وجل فيما لا يقدر عليه الا الله او فيما هو من خصائص الله سبحانه وتعالى والا هناك استغاثة اخرى جائزة ومباحة كما سيأتي ايضاحه. اذا هذه المسألة الاولى ان الاستغاثة الشركية التوحيد من اصله وصاحبها خارج من دائرة الاسلام المسألة الثانية هل كل استغاثة شرك بالله عز وجل اصل استغاثة طلب الغوث الاستغاثة اصلها طلب الغوث وهي ضد الاستعاذة فان الاستعاذة طلب العوذ فيما يخافه. وهذا طلب الغوث فيما وقع فيه ونزل به فانت تستغيث ان يرفع الله عنك بلاء او تستغيث ان يكشف الله كربا لك او تستغيث ان الله يزيل هما وغما حواك او ما شابه هذا فالاستغاثة هي اذا طلب الغوث طلب طوث كما ان الاستعاذة طلب العوذ. واذا كان كذلك فالاستغاثة لها قسمان. استغاثة جائزة وشروط هذه الاستغاثة ان يكون المستغاث به حي حاضر ان يكون حي حاضر الشرط الثاني هذا فيما يتعلق بالمستغاث به ان يكون حي وان يكون حاضر شرطان من مستغاث به اما بالمستغاث منه ان لا يكون المستغاث منه من خصائص الله اي فيما يتعلق بما يختص بربنا سبحانه وتعالى كالاحياء وما شابه ذلك والثاني الا يكون المستغاث منه غير قادر عليه غير الله عز وجل فاذا توفرت هذه الشروط فان الاستغاثة جائزة كما قال تعالى فاستغاثه الذي هو من شيعته فاغاثه اي استغاث موسى فاغاثه موسى ولا شك ان نبينا صلى الله عليه وسلم يعلم هذا ولا شك ان شيخ الاسلام ايضا يعلم ان موسى استغيث به وانه اغاث من استغاثه وليس هذا من الشرك والانبياء والرسل معصومون من الوقوع في الشرك لا الاصغر ولا الاكبر. الانبياء والرسل معصومون من الوقوع في الشرك. اذا هذه هي الاستغاثة الجائزة لها اربعة شروط شرطان يتعلقان بالمستغاث به وشرطا يتعلقان بالمستغاث منه. واضح القسم الثاني الاستغاثة الشركية والاستغاثة الشركية هي ما اختل فيها شرط من الشروط السابقة اما من جهة المستغاث به الا يكون حيا فان استغاثة العبد بالميت شرك اكبر او يكون غائبا غير حاضر فيستغيث به ايضا فان استغاثته تكون من الشرك الاكبر او يكون المستغاث منه لا يقدر عليه الا الله او هو من خصائص الله عز وجل فاذا اختل احد هذه الشروط الاربعة فان الاستغاء تكون عندئذ استغاثة شركية قد يسأل سائل ويقول لو ان غريقا وقع رجلا وقع في ماء فخشي الغرق فاخذ ينادي مقعدا مقعد مصاب بشلل فقال يا فلان اغثني اغثني فهل هذه الاستغاثة من اي الاقسام الاستغاثة الشركية التي تخرج من دائرة الاسلام او بالاستغاثة الجائزة قادر اي الحاضر طيب تمشى ايوه ليش غير قادر يا شيخ عوض احسنت لكن نقول ها عندك شي يا شيخ؟ صحيح هذا خلل في العقل لكنه في نبغى سم ها صح ما عند احد طيب ها ها احسنت اذا كان يعتقد ان هذا عنده سر يستطيع ان يغيثه وهو مقعد فهذا يدخل في الاستغاثة الشركية لكن اذا كان لا يعتقد ذلك اي نقول الصحيح اظابط الشرط اللي ذكرناه قبل قليل ان يكون هذا المستغاث منه ان يكون في مقدور البشر بمقدور البشر فان كان في مقدورهم وليس من خصائص الله عز وجل فانه لا يسمى استغاثة شركية. وهذا المقعد في اصله انه يقدر على في اصله لولا ان لو لم يكن مقعد لكان ذلك من المقدور له. لكن منعه اي شيء هذا الشلل هذا الشلل. فنقول استغاثتك بهذا لا يجوز لانه لا فائدة فيه وهو من العبث الا ان يقع في قلبه ان هذا المشلول او هذا المقعد عنده سر يستطيع ان ينفعه او ان يغيثه وهو مقعد. فهنا يدخل في الاستغاثة الشركية. والا الاصل نقول ان هذا عبث وانما قاله هذا الرجل من شدة ما وقع فيه من الخوف والهلع والشدة اخذ يتعلق باي شيء لان الغريق يتعلق باي شيء لوجد قشة لعلق بها رجاء ان ينجو بها. فهو يخاطب هذا المقعد لاجل ان يغيثه هذه شروط الاستغاثة المباحة والاستغاثة الشركية. قال هنا او يدعو غيره هنا اشكال المؤلف رحمه الله تعالى ذكر الاستغاثة وعقبها بالدعاء والدعاء والاستغاثة بينهما عموم وخصوص فلماذا ذكر الاستغاثة ثم ذكر الدعاء يقول ذكرهما لان الاستغاثة اخص وهي تكون مع اضطرار الاستغاثة هي دعاء مع اضطرار. لا يكون الاستغاثة الا من مكروب بخلاف الدعاء فانه يكون من مكروب ويكون من غير مكروب. فقد يدعو الانسان ربه بالرزق وهو ما يأكل ويشرب وما يسكن وهو يطلب الزيادة من ذلك. قد يدعو الله عز وجل بالولد وعنده ذرية فهو ليس مكروبا حتى يدعو الله بهذا الدعاء لكن المستغاث هو الذي يدعو مع كرب نزل به فيكون بينهما عموم وخصوص بل الدعاء اعم من الاستغاثة والاستغاثة اخص فيكون ذكره الدعاء من باب ذكر العام بعد من باب ذكر العام بعد الخاص فالاستغاثة دعاء والدعاء دعاء لكن الاستغاثة دعاء معها شدة واضطرار ومعها كرب فقد يقول قال ان ان الامر الشركي هو الاستغاثة اما الدعاء فلا يدخل في هذا المعنى وذلك ان الدعاء ينقسم الى قسمين. الدعاء ينقسم الى قسمين. دعاء شركي ودعاء مباح اما الدعاء الشركي فهو من يسأل غير الله عز وجل سؤال رغبة ورهبة وخشوع وذل فيما لا يقدر عليه الا الله او فيما من خصائص الله او فيما او فيما آآ او يدعو شخصا غير حي ولا حاضر. هذا يكون دعاء شركي. الدعاء الذي ليس بشركي من يدعو رجلا لطعامه يقول هذا دعدعة لكنه دعاء مباح واذا دعاك فاجبه. واذا دعاك فاجبه. انت تدعو رجلا يا فلان وتناديه. نقول هذا الدعاء مباح. لانه لم اقترن معه لا ذل ولا خظوع ولا رهبة ولا فيما هو من خصائص الله عز وجل ومراد المؤلف رحمه الله تعالى بذكر الدعاء بعد الاستغاثة النوع الاول الذي يكون فيه الذل والخضوع والرهبة والرغبة لغير الله عز وجل فيما هو من خصائص الله سبحانه وتعالى وذلك ان كثيرا من القبوريين والمشركين يقولون ان سؤال الاموات ليس بدعاء وانما هو نداء فكما انك تنادي الحي انت كذلك تنادي الميت وهذا قول باطل فان الدعاء يطلق على النداء والنداء يطلق على الدعاء فزكريا نادى ربه ونداءك عليه شيء على ان يرزقه الولد وان يرزقه صلاح الزوجة. فنادى ربه فالنداء دعاء والدعاء نداء. ولكن يكون الدعاء او النداء شركا اكبر اذا اختلت الشروط الاربعة السابقة فاذا دعا آآ مخلوقا فيما هو من خصائص الله يكون مشرك دعا مخلوقا فيما لا يقدر عليه الا الله عز وجل فهو ايضا مشرك دعا مخلوقا وهو وهو وهو ميت يكون مشركا الشرك الاكبر دعا مخلوقا وهو غائب لا يسمعه ولا يبلغ دعاءه فانه يكون من الشرك الاكبر. اذا كما ذكرنا بباب الاستغاثة نذكره ايضا في الدعاء. الدعاء ينقسم الى قسمين من جهة نوعه دعاء عبادة ودعاء مسألة دعاء عبادة ودعاء مسألة ودعاء العبادة والمسألة بينهما تلازم وتظمن فدعاء المسألة دعاء المسألة يستلزم دعاء العبادة ودعاء العبادة يتضمن دعاء المسألة. توضيح ذلك اولا دعاء دعاء المسألة هو الذي يتعلق باللسان يتعلق باللسان في قولك يا رب يا الله اللهم اغفر لي اللهم ارحمني تسأل ربك ما تريده منه سبحانه وتعالى يسمى اما دعاء مسألة فانت تسأله وتطلب منه. هذا يسمى دعاء مسألة اما دعاء العبادة فهي جميع الافعال والاعمال التي يعملها العبد تسمى دعاء عبادة فالمصلي داعي والصائم داعي والمزكي داعي لكن دعاءه دعاء عبادة وهو متظمن لدعاء المسألة. ووجه تظمنه لذلك انه ما صلى الا وهو هو يسأل المصلي يرجو اي ويسأل اي شيء يسأل الجنة ويعوذ بالله من النار كما قال والله يا رسول الله ما احسن دندنتك ودندنة معاذ قال ما تقول انت؟ قال اسأل الله الجنة واعوذ بالله من قال حولها ندندن فالمصلي حقيقة ما صلى الا وهو يرجو ان ينجو من عذاب الله وان ينال رحمة الله سبحانه وتعالى. المزكي الصائم الحاج المجاهد اي عمل صالح تعمله فانت حقيقة ترجو بهذا وتدعو وتدعو الله بهذا العمل ان يثيبك عليه الجنة وان ينجيك به من النار من النار والعذاب. هذا هو دعاء العبادة. وكلا النوعين دعاء العبادة ودعاء المسألة لا تصرف الا لله عز وجل. لا تصرف الا لله. كما قال تعالى ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي. فجعل الدعاء هو العبادة. جعل الدعاء هو العبادة. وقد جاء في ابن نعمان ابن بشير عند عند الترمذي وغيره باسناد صحيح انه قال الدعاء هو العبادة الدعاء هو العبادة اذا مراد المؤلف بذكر هذين اه الامرين هو ان صرف الاستغاثة او صرف الدعاء لغير الله عز وجل فانه يكون من الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام ثم اخذ يذكر الادلة على ذلك. فذكر اولا قول الله تعالى ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين هذه الاية ذكرها المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب ليبين ان سؤال غير الله ودعاء غير الله باي انواع الدعاء انه اعظم الظلم انه اعظم الظلم وان اعظم الظلم الذي اخبر الله عز وجل به ان انه اي شيء؟ ان الشرك لظلم عظيم فاعظم الظلم هو ان تشرك بالله عز وجل فانت عندما تدعو غير الله وتسأل غير الله عز وجل فانك من الظالمين فانك من الظالمين الواقعين في اعظم الظلم والمراد بالظلم هنا الشرك بالله عز وجل الشرك بالله عز وجل. وقول ولا تدعو ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا ايضرك هذا نهي نهي من الله عز وجل افاد افاد العموم اي لا تجوز لك ان تدعو غير الله عز وجل فيما هو من خصائص الله سبحانه وتعالى وفيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى. ومن صرف هذا الدعاء لغير الله فانه مشركا كافرا بالله عز وجل. ذكر هنا قيدا وهذا القيد قيد غير معتبر في هذه لا وانما المراد يحكي الواقع. القيد هنا ليس قيدا مشروطا او معتبرا. اذا وجد النفع والضر الدعاء وجاز وانما وانما القيد هنا اي قيد؟ وانما القيد هنا ما لا ينفعك ولا يضرك. نقول القيد هنا يحكي الواقع. القيد هنا يحكي الواقع. فكل من دعي من دون الله. فواقع ايش لا ينفع ولا يضر واقعه لا ينفع ولا يضر ولو قال شخص انا دعوت فلانة من الاولياء والاموات فنفعني ودعوا وتركت دعوته وتركت دعوته فضرني هل نقول ان الله اباح ذلك اذا كان المدعو او الداعي يظن في من دعا انه ينفع او يضر نقول لا وانما القيد هنا المراد به واقع ذلك المدعو ايا كان ذلك المدعو فانه لا ينفع ولا يظر لا ينفع ولا لان النفع والضر بيد من؟ بيد الله عز وجل كما جاء في حديث ابي ذر رضي الله تعالى عنه انه قال واعلم ان الامة لو اجتمعت كلها لو ان الام لو ان الامة اجتمعت كلها على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الاقلام وجفت الصحف فالخلق كلهم هم لا يستطيعونك نفعا جلبا ولا يستطيعون دفع ضر نزل بك لان الامر بيد الله سبحانه وتعالى وهو الذي يحركه فقول هنا ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك اي حالهم حال العاجز الذي لا ينفع ولا يضر فان فعلت وخالفت فانك من الظالمين. هنا اشكال هل هذا الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم اول او الخطاب لامته ودخل هو تبعا او ان انه لم يدخل الصحيح في هذه المسألة ان الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم وكل امته ان الخطاب محمد وسلم وكل امته فالخطاب له ولامته صلى الله عليه وسلم. فان كان الخطاب له ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فانه وان خاطبه بذلك فان المراد به امته صلى الله عليه وسلم والله عصمه عصمه من هذا الفعل وانما نبه عليه من باب تنبيه غيره سبحانه وتعالى فيخاطب بهذا الخطاب محمد صلى الله عليه وسلم ويخاطب به غيره من جميع الخلق كما قال تعالى يا ايها النبي اتق الله فقوله اتق الله ليس خاصا بمحمد صلى الله عليه وسلم وانما ولجميع الامة ان اتقوا الله سبحانه وتعالى وكذلك هنا يقول ولا تدعوا من دون الله لمحمد صلى الله عليه وسلم هو ايضا خطاب لجميع الامة الا تدعو غير الله عز وجل جل ايضا ذكر هنا وان يمسسك الله بضر اي ضر ينزل بك ايا كان ذلك الظر لانه لان الظر هنا نكرة في سياق الشرط. وانك اذا جاء في سياق الشرطة فادت فاي ضر ينزل بالعبد صغيرا كان او كبيرا فان الدافع له هو من؟ هو الله سبحانه وتعالى. فلا كاشف له ولا رافع له ولا دافع له الا الله سبحانه وتعالى آآ نكتة ان العباد يلزم ان العبد يحتاج ان يربط قلبه دائما بالله عز وجل وان يتعلق بربه في دفع الاضرار وفي جلب المنافع خاصة في هذه الايام التي تشيع فيها الشائعات انتشار الامراض والاوبئة وما شابه ذلك فاصبح الناس تعلق قلوبهم بالاسباب اعظم من تعلقهم بالله عز وجل واعظم من تعلقهم ولجوئهم الى الله سبحانه وتعالى. فترى الناس يتخبطون في فعل الاسباب دون اعتماد على الله عز وجل ودون توكل على الله سبحانه وتعالى فان الامر كله بيد الله سبحانه وتعالى ورسوله يقول لا عدوى ولا طيرة. فالامراض لا تنتقل بذاتها ولا تنتقل بارادتها. وانما الذي ينقلها هو الله سبحانه وتعالى. ومراده لا عدوى اي ان الامراض لا تنتقل بنفسها ولا يعني ذلك ان العبد لا يأخذ بالاسباب يأخذ بالاسباب من باب انها اسباب ومن باب ان نتوكل على الله عز وجل في فعلها لا في الاعتماد عليها. فالقلوب لا بد ان تتعلق بربها وان تثق بالله عز وجل وتتوكل كل عليه وتؤمن بالله سبحانه وتعالى انه لن يضرها ولن يصيبها الا ما كتب الله لها. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وكلما عظم توكل العبد على الله عز وجل كلما عظم حفظ الله له ورعايته له سبحانه وتعالى. وكلما كان العبد ملتفتا الى الاسباب وناظرا لها ومعتمدا عليها الا كان اول ما يخذله ذلك الالتفات ذلك الاعتماد اذا قرأنا مثل هذه الايات ونظرنا فيها وانه وان يمسسنا الله بظر فلا كاشف له الا هو عظم في القلوب التوكل على الله عز وجل والايمان به سبحانه وتعالى اذا هذه هي الاية الاولى وسياقها واضح انه لا ينفع ولا يضر الا ربنا سبحانه وتعالى. قال ايضا وقوله تعالى ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا. فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. مناسبة هذه الاية ان كل من سوى الله سبحانه وتعالى فانه لا ينفع ولا يضر والمدعو يدعى لامور. المدعو يدعى لامور. اما يدعى لدفع ضر او لمنعه واما يدعى لجلب نفع لجلب نفع فهو اما ان يكون مالك ان يعطيك واما ان يكون له قوة ان يدفع ويمنع ما ينزل بك وهذه او هاتان الخصلتان جلب النفع ودفع الضر ملكا لله عز وجل لا يملكه الا ربنا سبحانه وتعالى. وان ملك الله عز وجل بعض خلقه شيئا من تلك الاسباب فانه لا يتصرف بذاته وانما الذي يصرفه ومن هو الله سبحانه وتعالى. فالخلق قلوبهم كلها بيد الله عز وجل هو الذي يعطي وهو الذي يمنع وهو الذي يرفع وهو الذي يخفض وهو الذي يقبض سبحانه وتعالى وهو الذي يبسط فمن يطلب الرزق من المخلوق فانه مشرك بالله عز وجل فان الرزق ملكا لله عز وجل لا يطلب الا منه. لكن لو طلب من مخلوق ان يعطيه مالا وذلك المخلوق حي الحاضر القادر وان الله سبحانه وتعالى هو الذي ملكه ذلك المال يعطيه فنقول لا حرج ان يقول فقير لغني اعطني من مال الله الذي اعطاك اعطني من هذا الرزق الذي معك فان هذا لا حرج فيه. اما الرزق الذي هو صفة لله عز وجل وهو الذي يقسمه على عباده فلا يطلب الا الا من الله سبحانه وتعالى لا يطلب الا من الله عز وجل. واذا قال تعالى ان الذين تعبدون من دون الله وهنا غاية بين لفظ الدعاء ولفظ العبادة فان تعبدوا بمعنى اي شيء تدعون اكثر ما وقع فيه المشركون في طلب الهتهم عند اي شيء الدعاء فعبر الله عز وجل عن الدعاء بالعبادة. ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا. وكان اهل اهل الجاهلية والمشركون في كل زمان انما يطلبون من اولئك الاولياء واولئك الاصنام وتلك الامداد او ما شابه ذلك الطموح شيء اما يطلبون رزقا يهبونه لهم واما يطلبون نفعا يحصلونه بهم او ضرا يدفعونه عنهم. فهذا هو حالهم هو كله دعاء ليس لا يغير الدعاء اما السجود او الذبح والا اكثر اعمالهم واكثر اكثر اعمالهم وعبادتهم عند القبور والاولياء اي شيء هي دعاؤهم وسؤالهم. واذا قال تعالى ان الذين تعبدون من دون الله اي تدعونهم لا يملكون لكم رزقا. والعباد اي دعاء هنا دعاء العبادة دعاء العبادة ويتضمن الصلاة يتضمن الطواف يتضمن الذبح كل هذا يدخل في معنى تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق. هنا قال فابتغوا عند الله الرزق ولم يقل فابتغوا الرزق عند الله وش الفرق بينهما فابتغوا الرزق عند الله فابتغوا عند الله الرزق. ها تفيد الحصر ان الرزق لا يبتغ الا عند من الا عند الله عز وجل فحصر فحصر وقصر طلب الرزق على من على الله سبحانه وتعالى. اذا مناسبتها واضحة انه لا يدعى ولا يرجى ولا يستغاث ولا يسأل ولا يعبد الا من ملك كالنفع والضر وهو ربنا سبحانه وتعالى فكل ما سوى الله لا يملك نفعا ولا ضرا. قال ايضا ومنها قوله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. الاية. هنا قوله ومن اضل. ومن اضل هنا توفي اي لا اضل ليس هناك احد اضل من هذا الرجل ليس هناك احد لا اضل من هذا الرجل فلا احد اظل ممن يدعو غير الله عز وجل فقوله ومن اضل اي لا اضل من هذا الذي يدعو غير الله عز وجل. ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له اولا ذلك الجاهل وذلك الظال الذي هو اعظم الناس ضلالا تخبط في شبهات كثيرة وفي ضلالات كثيرة. اولا ان الذي يدعوه لا يستجيب له نفى الله عز وجل ذلك المدعو الاستجابة. وهذا يتعلق بالاموات بالاوثان بالاحجار. او يتعلق بالاحياء فتكون استجابة فاستجابة نفع اما استجابة سماع فهي متعلقة بالاموات والاحجار والاشجار فانهم لا يسمعون فاول وصف في هذا الضال انه يدعو من لا يستجيب له او من لا يستجيب له اما استجابة سماع او استجابة اجابة اما استجابة سماع او استجابة اجابة نفاها الله عز وجل عنه. قال ثانيا وهم عن دعائهم غافلون. هذا وصف اخر ان ذلك المدعو غافل ولا يعلم ان فلانا يدعوه او ان فلانا يسأله وهذي من عظم الحماقة والجهل في ذلك المديون. تدعو شخص لا يسمعك. تدعو شخص لا يجيبك. تدعو شخص لا يستجيب لك. تدعو شخصا لا لا يستطيع ان ينفع نفسه فينفع غيره فهو غافل عنك لا يسمع ولا يستجيب وثالثا انه يوم القيامة يعاديك ويتبرأ منك ويكفر بدعائك ويكفر بسؤالك. وتصبح عدوا له يوم القيامة اذا خمسة امور انه لا يستجيب لاستجلاء لا استجابة سماع ولا استجابة اجابة. ثانيا انه غافل. ثالثا انه لا ينفع ورابعا انه لا يظر. وخامسا انه سيكون عدوا يوم القيامة لك. ويتبرأ منك وينادي ربك ان يلقيك في نار جهنم ينادي يقول يا ربي هذا الذي كان يدعوني ويسألني وانا ابرأ اليك من كفره ودعائه وسؤاله فيسأل الله ان يولجه النار يدخله النار فيكون له عدوا وخصيما وخصما بين يدي الله عز وجل لانه دعاه وسأله. والمدعو لا يخرج عن حالة اما ان يكون راضيا بهذا الدعاء وراضيا بتلك العبادة فهو كافر بالله عز وجل وحكمه حكم ذلك الداعي واما ان يكون كارها غير راضي وكافرا بذلك وكافر بذلك بالداعي وبتلك الدعوة فيكون عندئذ لا ذنب يلحقه ولا جرم عليه بدعاء غيري له كما يفعل بعيسى عليه السلام وكما يفعل بالاولياء والصالحين يتبرأون الى الله عز وجل من هذه الدعوات الاية التي بعدها قوله تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه. ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض مناسبة هذه الاية ايضا انه لا يكشف الظر ولا يرفعه ولا يجيب دعوة المضطرين لمن؟ الا الله سبحانه وتعالى. فاذا كان كذلك فطلب كشف الظر من غير الله عز وجل والاستغاثة بهم من الشرك الاكبر المنافي للتوحيد وهذا المقام مقام الاضطرار يوحد فيه حتى المشركين قيمة هذا المقام مقام الاضطرار يوحد به حتى المشركين يوحدون في هذا في هذا في هذا في هذه الحال. فاذا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. في مقام الاضطرار يوحد المشرك بالله عز وجل ولا يشرك به. وفي مقام الرخاء والسعة يدعو الاولياء والصالحين والاحجار والاشجار. فالله في هذا يخبر انه لا يجيب المضطر. ولا يكشف دعاءه ولا يزيل همه الا الله سبحانه وتعالى. وقد يشكل هنا ان بعض دعاة الاموات والقبور والاولياء والصالحين يقول دعونا الاولياء والصالحين واضطررنا اليهم فكشفوا ضرنا ورفعوا البلاء عنا هذا الجواب عليه اولا ان الذي كشف هو من هو الله سبحانه وتعالى والذي رفعه هو الله سبحانه وتعالى. وذلك لامرين يعني لماذا استجيب لمثل هذا؟ لماذا استجيب؟ نقول استجيب دعاءه مع انه مشرك بالله مع انه مشرك بالله الشرك الاكبر لامور الامر الاول اما ان يكون من باب زيادة البلاء عليه وزيادة وزيادة الافتتان له وزيادة الافتتان له بهذا المدعو الذي دعاه من دون الله عز وجل فيكون هذا عقوبة له باعراظ عن عن توحيد الله عز وجل فلما اعرض ابتلاه الله عز مثل هذا البلاء العظيم. هذا من اعظم البلاء وهذا من اعظم العقوبات ان يزداد العبد طغيانا ويزين له عمله ويزين له عمله. فلما نسوا ما فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. اذا انفتح الله لما تركوا الامر الثاني انه استجيب له لما قام في قلبه من الخضوع والذل والانكسار والالحاح اضطرار في كشف هذا الامر فالله سبحانه وتعالى يستجيب دعوة المضطر حتى لو كان كافرا حتى لو كان كافرا. الكفرة اذا استغاثوا وطلبوا السقيا مع شدة حاجته الى ذلك ويكون في تركها هلاكهم فان الله يغيثهم. والله يسقيهم لان الله خلقهم ومتكفل بارزاقهم سبحانه وتعالى فاستجيب لهم من باب شيء من باب اضطرارهم وحاجتهم وشدة وقع في قلوبهم من الاضطرار في كشف ذلك الظر في كشف ذلك الظر. ذكر عند اهل العلم. اذا لا يجيب المضطر ولا يكشف السوء الا الله عز وجل وكل من سوى الله سبحانه وتعالى فلا يملك مثقال حبة من خردل لا يملك شيئا بل لا يملك اقل من ذلك. ختم الباب رحمه الله تعالى بحديث رواه الطبراني انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. هذا الحديث اه ذكر الشيخ رحمه الله تعالى انه رواه الطبراني وقد ذكر ذلك الهيث في مجمع الزوائد وعزاه الى الطبراني لان هذا الحديث لم يوجد باسناد الطبراني لعدم وجود وجود اه الموضع او وجود الكتاب الذي فيه هذا الحديث. فكأنه من الاجزاء المفقودة التي لم يجدها او لم يجدها اه اهل العلم الا ان هذا الحديث رواه الامام احمد باسناده بنفس الاسناد من طريق عبد الله بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي ابن رباح عن رجل عن عباد ابن الصامت رضي الله تعالى عنه رواه الامام احمد من طريق بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح اللخم عن رجل سمع عن رجل سمع عبادة الصنم انه قال قالوا قوموا بنا يعني قالوا اه ذكر الحديث لكن بلفظ اخر والاسناد واحد وهذا الحديث في اسناده علتان العلة الاولى جهالة الراوي بين عباد وبين علي ابن رباح وهذا يضعف به الحديث والشاب الاخر والعلة الاخرى ان فيه عبد الله بن لهيعة وعبدالله بن لهيعة الصحيح انه ضعيف لكن هذا الحديث ساقه شيخ الاسلام لان معناه تدل عليها تدل عليه النصوص وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية ايضا في رده على البكري في كتاب الاستغاثة ذكر هذا الحديث واحتج به رحمه وتعالى مع لانه موافق لاصول الكتاب والسنة فان الاستغاثة لا تكون الا بمن الا بالله عز وجل. فالحديث وان كان اسناده ضعيف فان معناه صحيح وهنا في قوله صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي هذه المناسبة. مناسبة هذا الحي كتاب التوحيد انه لا يستغاث بالله في انه لا يستغاث اه بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله او هو في او مما هو من خصائص الله عز وجل فيكون الاستغاثة بغير الله فيما لا يملكه الا الله او هو من خصائص الله فهو يكون من الشرك الاكبر المنافي للتوحيد. اذا هذي مناسبة هذا الحديث. هنا قوله صلى الله عليه وسلم فانه لا يستغاث بي قوله لا يستغاث به. هنا نفى النبي صلى الله عليه وسلم الاستغاثة اختلف اهل العلم في هذا النفي هل هو على الاطلاق اي لا يستغاث بي ابدا وانما الذي يستغاث به ربنا سبحانه وتعالى في كل صغيرة وكبيرة اولى فقال بعضهم ان هذا ان هذه الاستغاثة هل هي مطلقة؟ قالوا ليست مطلقة وانما تحمل على امرين. الاستغاثة ليست مطلقة. لماذا لم نقل انها مطلقة من يعرف لماذا؟ لم نقل ان قوله صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بهن على اطلاقها. وانه لا يستغاث الا بالله نفسي استطيع ان يامر بقتله ويستطيع ان يأمر بسجنه ويستطيع ان يسلم صاحب صاحب يعني اه لك قوة وصاحب اه شوكة وعنده دولة وعنده امة يستطيع ان يأمر وينهى صلى الله عليه وسلم لكن قوله لا يستغاث ما المراد بهذه قال لا هل نحمل على اطلاقه؟ انه لا يستغاث بمطلقا ثبت في القرآن انما فاستغاثه الذي من شيعته فاثبت الله ان ان موسى استغيث به واغاث موسى من استغاثه ايضا. فكيف يقال لا يستغاث بي والله ذكر استغاثة اصحاب الاسراء بموسى عليه السلام وهذه استغاثة جائزة عند عامة اهل العلم بل هي بالاتفاق. اذا اصبح لا يستغاث به ليس على اطلاقه. انما يراد اما ان يراد بهذا الاطلاق الخصوص اي لا يستغاث بي. هذه الحالة الاولى. الحالة الاولى اما ان يكون المعنى لا يستغاث به فيراد بهذا العام معنى خاص وهو لا بي فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى او فيما هو من خصائص الله فيكون هذا الذي نفاه. الامر الثاني ان قول لا يستغاث بي على وجه التأدب على وجه التأدب وتحقيق الكمال لله عز وجل وحماية لجناب التوحيد اما من باب التأدب اما من باب ان الاستغاثة كلها تكون لمن بالله عز وهذا كمال التوحيد واما من باب سد الذرائع. لان الاستغاثة به قد تفضي ان يستغاث بي بالاستغاثة الشركية. فالنبي صلى الله عليه وسلم اغلق هذا الباب وسده ان يستغاث بمطلقا وقال لو لا يستغاث وانما يستغاث بالله وهذا من باب تحقيق كمال التوحيد لله ومن باب الادب مع الله عز وجل ومن باب سد الذرائع ان يستغاث به فيما لا يقدر عليه صلى الله عليه وسلم فيقع الناس في الشرك الاكبر وهذا الذي خافه صلى الله عليه وسلم قد وقع بعد موته وفي وفي الازمان المتقدمة من يستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعوه ويسأله ومع الاستغاثة برسول الله ان يقول يا رسول الله اغثني بهذه الاستغاثة وهذا هو السؤال فاذا سأله واستغاثه ودعاه وفي مع اضطرار والحاح يكون قد اشرك به الشرك الاكبر المخرج من دائرة التوحيد. والا هذا المنافق هو عبدالله بن ابي المنافق الذي هنا يعني اذى الصحابة واستغاثوا برسول الله صلى الله عليه وسلم من هو عبدالله ابن ابي ابن سلول ولا شك انه قادر على ان يدفعه علاقات على ان يأمر من يقتله ولكنه اراد ان يربي اصحاب عليه شيء على ان يدعو الله ويستغيث بالله عز وجل في دفعه وازالة ذلك المنافق وذلك ان عبد الله بن ويه كان يثير الشبهات على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذيهم بمثل هذه الشبهات. هل يعني كان يأمر ان يقول لمحمد ائت بكذا ادعوه يقول كذا او اتركوه يفعل كذا فكان الصحابة ابو بكر الصديق يتأذى من هذه الشبهة التي كان يلقيها عبدالله بن ابي عليه لعنة الله عز وجل فقالوا قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق الذي اذانا والمنافق هنا النفاق فقال نفاق العمل ونفاق الاعتقادي. وقد يطلق على الرجل وصف النفاق اذا ظهر منه علاماته كأن يظهر منه الاستهزاء بدين الله او التنقص لدين الله او التنقص لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفون بلحن القول فاذا سمعت من من يستهزئ بدين الله او يسخر بدين الله او يسخر باحكام الشريعة فاعلم انه منافق. وان اظهر الاسلام ولو بهذا الوصف اوصي بهذا الوصف بما اظهر فان الواصف لا يلام فان الواصف لا يلام وهذا الوصف يطلق عليه شيء على النفاق على الاعتقاد بشرط ان يكون ذلك الموصوف مظهرا لتلك الصفات التي تدل على نفاقه وعلى وعلى خبث آآ وخبيئته فاذا كان يعرف انه يستهزأ بدين الله ويسخر بالامن ويسخر بدين الله ويلمز اهل الدين ويستنقصهم ويصفهم اوصاف آآ تصل الى جميعهم فان هذا علامة نفاق نسأل الله العافية والسلامة. آآ بعد ذلك ذكر مسائل المسألة الاولى فقوله انعطف الدعاء على الاستغاثة وقد ذكرنا هذا من باب عطف العام على الخاص فالاستغاثة اخص من جهة انها اي شيء دعاء مع اضطرار واما الادعاء فانه اعم من ذلك. قول تفسير قوله ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ذكرنا ان جميع من يدعى من دون الا فانه لا ينفع ولا يظر. وان معنى قوله ما لا ينفعك ويضرك انه من باب حكاية الواقع والحال لا من باب قيد وشرا واذا نفع وظر انه يدعى وانما يخبر الله عز وجل ان كل من دعا كل من دعي من دون الله فانه لا ينفع ولا يضر. ثالثا ان هذا هو الشرك الاكبر. الاستغاثة هي الشرك الاكبر. والاستغاثة ليس فيها شرك اصغر. ما ان قيث وتدعو غير الله فانت مشرك شركا اكبر مخرجا من دائرة الاسلام اما ان تقول اما ان تكون جائزة واما ان تكون شركا بالله وخروج من دائرة الاسلام. الرابعة ان اصلح الناس لو يفعله ارظاء لغير صار من الظالمين. اي من اصلح الناس في هذه الاية محمد صلى الله عليه وسلم والله يقول ولا تدعوا من دون الله ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك. فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبر الله عز وجل عنه انه لو فعل ذاك وحاشاه وقد عصمه الله عز وجل لكاب الخاسرين لكان من الظالمين فاذا كان الخطاب لافضل الخلق واكرم الخلق من عصمه الله عز به الشرك الاكبر والاصغر يؤمر الا يفعل هذا من باب اولى من هو غير معصوم ومن هو تتخبطه الشبهات وتتخبطه الشهوات فيسأل الله دائما وابدا الثبات على دين الله عز وجل. المسألة السادسة سهل او الخامسة تفسير الاية التي بعدها اي نفس ما ذكرنا انه لا ينفع ولا يرجو لا ينفع ولا يضر الا الله وان الضر اذا مسنا فلا يرفعه ولا يكشفه الا الله سبحانه وتعالى. السادسة كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا الان يقول الشيخ وهذه فائدة ان الذي يدعو هؤلاء الذين لا ينفعوا يظرون من من اظرارهم ايظا انه لا يحصل بهم الفائدة. لا يحصل الفائدة الدنيوية فالذي يدعو الاموات ويسألهم ويتقرب اليهم لا ينفعون ولا يلمس منهم نفعا ولا ظر ولا ولو دعاهم ليل نهار ما استجابوا له. فهو خاص من جهة انه لا يجد مطلوبه وخاص من من جهة انه كافر بالله عز وجل خرج من دائرة الاسلام. الثامنة او السابعة الثامنة بس عندكم السابعة سقطت التابعة ان طلب الرزق ذكرنا تفسير الاية ان طلب الرزق لا لا ينبغي الا من الله كما ان الجنة لا تطلب الا منه. اما الجنة فمن طلب من غير الله فهو مشرك شركا اكبر من طلب الجنة من غير الله فهو مشرك الشرك الاكبر لان الجنة ملك من ملك لله ولا تطلب الا من الله عز وجل. فمن طلب فمن طلب فهو من خصائص الله يكون بهذا الطلب خارج من دائرة الاسلام اه ذكر ايضا مسألة تفسير الاية التي الرابعة العائشة انه لا اضل ممن دعا الى الله اي ليس هناك احد اضل ممن هذا حاله وهو يدعو غير الله وهي واضحة الحادي عشر انه غافل عن دعائه اي ذلك المدعو والمسئول غافل لا يدري ان فلانا يدعوه ولا يدري ان ذلك الداعي يسأله فهو غافل. لا يدري عنه الحادي عشر والثاني عشر ان تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي. فاذا يوم القيامة ابغضه وعاداه وتبرأ منه لانه من اهل التوحيد وكل موحد شيلزمه يلزم كل يلزم اه كل موحد ان يتبرأ من الكفر ومن الشرك. وان يبغض الكفر وان يبغض الشرك فاذا احب الموحد كفرا او شركا كفر بالله عز وجل لو جاء شخص قال انا احب ان يشرك بالله لقل كفرت ولو قال انا احب ان يكفى بالله لقلنا ايضا كفر اذا احب الكفر. فاذا احب ورضي واقر به كفر بالله عز وجل. فلابد للموحد ان ليبغض ذلك الكفر وان يتبرأ منه وان يعاديه وان يتبرأ ويبغض ايضا ذلك المشرك والكافر قال بعد ذلك تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو. وهذا واضح لان الله سماها عبادة. ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم فدعاؤهم عبادة ودعاء عبادتهم دعاء. قول كفر المدعو بتلك العبادة كفر المدعو بتلك العبادة. ما معنى كفر المدعو بتلك العبادة ان الكبر هنا ان المدعو والمسئول يكفر بتلك العباد يتبرأ منها ويكفر بها ويقول هذه عبادة باطلة لا تجوز الا لمن؟ الا لله عز وجل وليس معناه انه يكفر هو. وان مراده ان المدعو الموحد يكفر بتلك العبادة صرفت له ويتبرأ منها ويعادي من فعلها ويكفره اذا كان حيا واذا كان ميتا غائبا فانه يوم القيام يتبرأ من ذلك المعبود ويعاديه ويبغضه ويكفر بتلك العبادة التي صرفت له. الخامس عشر هي سبب كوني اضل الناس اي شيء انه يدعو غير الله عز وجل. ليس ليس المراد انه يدعو من لا ينفع ولا يظره لان هذا هو الحاصل. وانما بانه اضل الخلق لانه صرف العبادة لغير الله عز وجل. فكل من صرف العبادة لغير الله فهو اضل الخلق واجهل الخلق واظلم خلقي لانه صرف حقا لله عز وجل لغير الله سبحانه وتعالى. السادسة عشر او تفسير الاية التي ذكرناها وهي معنى ما ذكره قبل ذلك. السابع عشر الامر العجيب وهو اقرار عبث الاوثان انه لا يجيب المضطر الا الله وهذي احد القواعد الاربع التي جمعها شيخ الاسلام ابن تيمية شيخ الاسلام ابن عبد الوهاب في كتاب القواعد ان مشرك زماننا اغلظ شركا وكفرا من مشركي زمان النبي صلى الله عليه وسلم فاهل فاهل الشرك الاول والزمن الاول كان شركهم اقل من جهتين من جهة الكم ومن جهة الكيف. اما من جهة الكم وهو المراد هنا انهم لا يشركون انهم لا يشركون بالله الا في زمن الرخاء اما في وقت الاضطرار والشدة فيوحدون الله عز وجل وهذا الذي قصده انه لا يجيب المضطر الا الله فهم يعتقدون ويقرون بان وقت الاضطرار والالحاح ووقت والشدائد لا يجيب فيها الا الا الله. اما اللات والعزى ومنات فهذه تدعى في وقت الرخاء. لا في وقت الشدائد. اما كفار زماننا ومشرك زماننا فانهم يشركون في الرخاء والشدة فهم اكثر كما واكثر وايظا من جهة في الكيف هم اشد ومن جهة الكم هم اكثر. فمشرك العرب كانوا من جهة الكيفية يشركون باحجار باشجار باولياء صالحين ولا يشركون بفجرة وكفرة. اما مشرك زماننا فيشركون بالفجرة والكفرة والمشركين ويشركون باي احد فهم من جهة ان من يشرك به رجل صالح او او من لا يعصي الله عز وجل وان كان كافرا مشركا اخف ممن يشرك بفاجر او كافر او عدو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وكلاه مشرك كافر. المسألة الثامنة عشر حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله وذلك من قوله انه لا يستغاث بي فالناس عندما قال لا يستغاث باي رد شيء اراد ان يحمي جناب التوحيد وسدد رايع الشرك وسد كل وسيلة توصل الشرك الاكبر فقال له لا يستغاث به وانما يستغاث بالله. ثانيا انه من باب الادب مع الله وان كمال التوحيد الا يستغيث الا بمن الا بالله عز وجل. هذا الذي اراده والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد