بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. اما بعد فقد قال الامام المجدد رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت. الآية وفي الصحيح عن ابن المسيب عن ابيه قال وفي الصحيح عن ابن المسيب عن ابيه قال لما حضرت ابا طالب للوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبدالله بن ابي امية وعنده عبدالله بن ابي امية وابو جهل فقال له يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله قالا له اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فاعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاعاد. فكان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا الله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انهى عنك. فانزل الله الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين وانزل الله في ابي طالب انك لا تهدي من ولكن الله يهدي من يشاء فيه مسائل. الاولى تفسير قوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من من يشاء الثانية تفسير قوله ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين الاية الثالثة وهي المسألة الكبرى تفسير قوله صلى الله عليه وسلم قل لا اله الا الله بخلاف ما عليه من يشتعل العلم. الرابعة ان ابا جهل ومن معه يعرفون مراد النبي صلى الله عليه وسلم اذ قال للرجل قل لا اله الا الله فقبح الله من ابو جهل اعلم فمنه باصل الاسلام الخامسة جده صلى الله عليه وسلم ومبالغته في اسلام عمه السادسة الرد على من زعم اسلام عبد المطلب واسلافه الرد على من زعم اسلام عبد المطلب واسلافه السابعة كونه صلى الله عليه وسلم استغفر له فلم يغفر له بل نهي عن الثامنة مضرة اصحاب السوء على الانسان التاسعة مضرة تعظيم الاسلاف والاكابر العاشرة الشبهة الشبهة للمبطلين في ذلك باستدلال ابي جهل بذلك. الحادية عشرة. الشاهد بكون الاعمال بالخواتيم لانه لو قال نفعت الثانية عشرة التأمل في كبر هذه الشبهة التأمل في في كبر هذه الشبهة في قلوب الضالين لان في القصة انهم لم يجادلوه الا بها مع مبالغته صلى الله عليه وسلم وتكريره. فلاجل عظمتها ووضوحها عندهم اقتصروا عليها الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اتبع المؤلف رحمه الله تعالى باب الشفاعة في هذا الباب. وهذا منه رحمه الله تعالى دليل على عظم وعلى سعة علمه رحمه الله تعالى ودقة فهمه في المسائل التي تتعلق في توحيد الله عز وجل وبتوحيد ربنا سبحانه وتعالى وذلك منه رحمه الله من باب التدرج فلما نفى الملك لمن يؤمن دون الله عز وجل واتبعه بانه ليس له شرك في ملك الله عز وجل واتبعه بعد ذلك بانه ليس ظهيرا لله عز وجل في ملكه عقبه بعد ذلك بنفي الشفاعة عقبه بعد ذلك بنفي الشفاعة وان الشفاعة ملك لله عز وجل لا تطلب الا من الله سبحانه وتعالى. فاتبع هذا الباب بباب مناسب له بباب مناسب له وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم لو اراد هداية من اراد فان ذلك ليس له وان الهداية ملك لله سبحانه وتعالى. الله يتفضل على من يشاء من عباده بهدايته فيتفضل الله عز وجل على اهل الاسلام الاسلام. ويتفضل الله على اهل الايمان بالايمان. ويتفضل الله على اهل الاستقامة الاستقامة لان هذا محض فضل من الله عز وجل لا يملكه مخلوق ولا يستطيع اكرم مخلوق على الله عز وجل ان يملك هذا الامر. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يهدي من احب طبعا او احب لذاته كالوالدة ووالدته او كعمه وجده لم يستطع ان يهدهم صلى الله عليه وسلم لا يملك ذلك فاذا كان كذلك حاله صلى الله عليه وسلم فكيف يتعلق فيه المتعلقون؟ وكيف يطلبه الطالبون وكيف يقف بابه وعند قبره السائلون الذين انزلوه منزلة ربه سبحانه وتعالى. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك الهداية لخاصة اهله صلى الله عليه وسلم. فكيف سينفعك وهو لم يملك منفعة خاصة قرابته صلى الله عليه وسلم. فاراد بهذا التبويب ان النبي صلى الله عليه وسلم ولو احبك واصبحت من احبابه اما لدينك او لطبعك او لمحبة طبعية فانه صلى الله عليه وسلم لا يملك لك نفعا ولا يملك لك ضرا. وانما المالك النافع هو ربنا سبحانه وتعالى. فساق هذا الباب معقبا به للباب الذي قبله. ان النبي صلى الله عليه وسلم كما انه لا يملك شفاعة كذلك هو لا يملك الهداية. وانما الهداية محض فضل من الله عز وجل. يتفضل بها على من شاء من عباده. المسألة الثانية مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد. عرفنا منافع الباب من باب الذي قبله فما هي مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟ مناسبته ان الهداية ملك لله عز وجل. وان طلبها من غير الله عز وجل شرك اكبر. منافيا والشيخ رحمه الله تعالى ذكر الهداية من باب المثال من باب المثال لان الهداية منفعة الهداية منفعة ينتفع بها المهتدي فاذا كان فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك هذه الهداية وهذه المنفعة وانما يملكها الله عز وجل فكذلك جميع نافع لا يملكها الا ربنا سبحانه وتعالى. ومن سأل مخلوقا منفعة لا يقدر عليها الا الله عز وجل فقد وقع في الشرك الاكبر فقد وقع في الشرك الاكبر. وذلك ان الهداية عند اهل العلم وهي المسألة الثالثة تقسم الى اقسام يقسم اهل العلم الهداية الى اربعة اقسام. القسم الاول الهداية العامة الهداية العامة وهي التي تتعلق بجميع المخلوقات فكل المخلوقات قد هداها ربنا سبحانه وتعالى كما قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. فجميع هذه المخلوقات اعطاها الله عز وجل ما يصلحها وما تعيش به وهداها الى طرق نجاتها. والى اسباب بقائها وحياتها. وهذا امر ملحوظ من نظر في هذه المخلوقات عرف ان الله عز وجل قد هدى هذه المخلوقات سواء العاقلة او غير العاقلة فانت على سبيل المثال البهيمة عندما تلد صغيرها مباشرة يتجه الصغير الى ضرعها مع انه لم يسبق له رأى ضرعا او رأى ثقيا او عرف ان هذه الطريق هي مصدر طعامه ولكن الذي خلقه هو الذي هداه الى ان طلب رزقه هو في ذلك الضرر مع انه ليس له من يعلمه قبل ذاك فالانسان بطبيعته يعلم شيئا فشيئا اما البهيمة ليس لها عقل ومع ذلك هداها الله عز وجل بفطرتها التي فطرها الله عز وجل عليها ان تطلب الطعام من ضلع امها ابن القيم رحمه الله تعالى ان الله سبحانه وتعالى بديع في خلقه وبديع في تدبيره لهذه المخلوقات فانت ترى العجب العجاب في هذا الباب. يذكر ذكر ابن القيم ان انثى الفيل اذا اراد ان تضع صغيرها لم تضع في مكان صخري او في مكان فيه صلابة وان تنطلق الى اقرب بحيرة من ماء لا يغرق فيها الصغير ثم تضع ولدها في ذلك الماء حتى اذا سقط لم يتأثر اثر مع انها لا تعقل ولكن الذي علمها ذلك هو الذي هداها الى ذاك. فهذه الهداية العامة بل ذكر ان بعض الحشرات اذا وضعت رقتها لدغت بجانبها حشرة اخرى وتركتها على شبه نصف حية ليست ميتة وانما هي حية لا تتحرك. فتجعلها بجانب هذا بهذه اليرقة حتى اذا خرجت من يرقتها وجد هذا الذي هو ولا يتحرك وهو حي لم يعلم فتأكل منه حتى تتكون سلسلة اخرى من هذه المخلوقات مع ان الامة لم تعلمها وكذلك من اتى بمن يعلمها وانما تركوا هذه الاوقات ووضعوا عند هذه الحشرة ثم تعود تفعل مثل ما فعل من ما متى ما فعلت امها وهكذا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى هو الذي هداها لهذه الهداية العامة. اذا هذه الهداية تتعلق بجميع المخلوقات فالله هدى البهائم وهدى الحشرات وهدى الجن وهدى الانس وهدى الطير بل كل مخلوق قد هداه الله عز وجل الى ما يصلحه في البقاء في هذه الحياة. ان قيل الهداية الثانية هداية الدلالة هداية الدلالة والارشاد. وهذه الهداية اعطاها الله عز وجل المصلحين واعطاها رسله صلوات الله وسلامه عليهم وانبيائه صلوات الله وسلامه عليهم. ومن سلك طريق الانبياء والرسل فانه يعطى مثل هذه بداية وهي هداية وهي هداية الدلالة والارشاد. كما قال تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم فنبينا صلى الله عليه وسلم سمي صراطا مستقيما لانه الداعي الى هذا الصراط. وسمي هاد الى الصراط المستقيم بانه يأمر بالتمسك به والاخذ بهذا الصراط فهذه هداية الى وهذه الهداية هي هداية الدلالة الارشاد كما قال تعالى لكل قوم هاتوا لكل قوم هاد ان يهديهم ويدلهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وهذي ليست خاصة بالرسل وليست خاصة بالانبياء بل هي بل هي تشمل كل من دعا الى خير وهدى فيسمى قد اعطي هداية الدلالة والارشاد القسم الثالث من هذه الهداية بداية التوفيق والالهام بداية التوفيق والالهام وهذه الهداية هي التي نفاها الله عز وجل في قوله انك فلا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. وهذه الهداية التي تكلمنا عنها قبل قليل. وانه لا يملكها الا ربنا سبحانه وتعالى وان طلبها من غير الله عز وجل شرك بالله سبحانه وتعالى. وقد جاء عند الحاكم باسناد جيد عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه انه قال ان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين الا من احب فهذا من الله عز وجل هو هداية التوفيق والالهام وهو ان يلهمك الله عز وجل حب الاسلام وحب الايمان ويزينه في قلبك ويحبب لك طاعة ربك سبحانه وتعالى ويكره اليك الكفر والفسوق والعصيان. فهناك من يترعرع وينشأ في بيئة صالحة ثم بعد ذلك يكون من افجر خلق الله عز وجل وهناك من يترعرع في بيئة فاسدة ويكون من اصلح خلق الله عز عز وجل فنوح عليه السلام ابنه كافر بالله عز وجل ومحمد صلى الله عليه وسلم جده كذلك وابوه كافران صلى الله عليه وسلم فلا تغني فلا يغني احد عن احد وانما المتفضل بذلك كله هو ربنا سبحانه وتعالى فاذا احبك الله عز وجل اعطاك الايمان والاسلام والهداية ولذلك ندعو الله صباح مساء في صلواتنا ان نقول اهدنا صراط المستقيم فنحن لا ننفك عن حاجتنا الى هداية ربنا سبحانه وتعالى بل حاجتنا الى هداية الله عز وجل بعدد انفاس بل بكل نفس نحتاج الى توفيق الله عز وجل في اقوالنا وفي اعمالنا وفي افعالنا وهذه الهداية التي قال الله فيها انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء اي لا توفق ولا تلهم الاتباع الحق الا من اراد الله له ذلك وانما ان منذر ولكل قوم هاد وهو محمد صلى الله عليه وسلم. اذا هذه الهداية الثالثة. الهداية الرابعة ذكرها ابن رحمه الله تعالى وهي هداية الهداية الى طريق الجنات يوم القيامة في العرصات يهدى الذين فازوا بثمرة الهداية السابقة لان هذه الهدايات مرتبط بعضها ببعض. فهداية الدال والارشاد من اخذ بها وفقه الله عز وجل لهداية لانهاء التوفيق الالهام ومن وفق لهداية للتوفيق والالهام هداه الله عز وجل في عرصات القيامة يوم يساق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا فيساق اهل الجنة مكرمين كالوفد المكرم الى جنات عدن الى جنة عرضها السماوات والارض اعدها الله للمتقين وهدوا الى من القول وهدوا الى صراط حميد اي الى طريق الجنات نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم ممن يهدى اليها ويسلكها ويموت عليها ويبعث عليها من ربنا سبحانه وتعالى. هذه الهداية هي الهداية التي هي ثمرة الهداية السابقة وهي ان تهدى الى الجنة ويسلك بك الى اعلى منازلك في الجنات فان اهل الجنة يتفاوتون في منازلهم واهل الجنة منازلهم اهدى منهم بما اهدى منهم بمنازلهم في الدنيا فانت كما تعرف منزلك في الدنيا وتعرف بيتك كذلك اهل الجنة اذا دخلوا الجنة هم بقصورهم ومنازلهم ومساكنهم في الجنات اعرف بها من معرفتك ببيتك في الدنيا وهذه هداية هداية الدلالة الى الى الى مساكن الجنة والى طرق الجنة في عرصات القيامة قوله رحمه الله تعالى قال رحمه وقول الله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم المهتدين ذكر المفسرون رحمهم الله تعالى ان هذه الاية نزلت في في ابي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم انه كان ينو عن النبي صلى الله عليه وسلم ويحوطه ويدافع عنه بل ما استطاع المشركون. وما استطاع الكفار ان يصلوا الى اذى النبي صلى الله عليه وسلم ويصيبوه الا بعد موت عمه ابي طالب الا بعد موت عمي ابي طالب فالرسول كان يحرص كل الحرص ان يهتدي عمه ان يهتدي عمه وان يكون من المهتدين. وكان حبه له من جهتين الجهة الاولى محبته المحبة الطبيعية. فان البشر قد يحبون طبيعة اباءهم وامهاتهم واخوانهم واخوانهم واعمامهم هذي محبة طبيعية فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحب عمه من هذه من هذا الجانب. الجهة الثانية لما كان يفعله عمه من نصرته ودفعه عنه صلى الله عليه وسلم فكان ايضا يحبه لذلك ومحبته صلى الله عليه وسلم لهدايته تشمل جميع الخلق الرسول يحب ان المبتدأ وان يهتدي جميع الناس وهذه من علامة اهل الايمان ان يحب ان يطاع الله عز وجل وان يشكر سبحانه وتعالى ويتمنى ان تهتدي كل الخلق الى طريقه الى طريق الله عز وجل الى طاعة الله عز وجل وان كان هذا مما ينادي الارادة الكونية لكن هذه اماني اهل الايمان يحبون ذلك ان يطاع الله ولا يعصى وان يشكر ولا يكفر وان يذكر ولا ينسى فهذا الذي احب وسلم لاجله محبة طبعية ومحبة لعمه خاصة لانه كان يحوطه ويدافع عنه ويدافع عنه وهو كذلك الا انه مات كافرا. فالله سبحانه وتعالى يقول انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. والحكمة والله اعلم اه في هداية ابي طالب اولا تتعلق بالقضاء الكوني فالله سبحانه وتعالى علم مسبقا ان ابا طالب ليس اهلا من اهل الاسلام ولا ان يكون من اهل الايمان وانه ولو تلاطمت امام عينيه جبال الحق وحجج الحق ما استجاب لذلك بعلم الله السابق انه يموت كافرا وانه لا يهتدي الى الطريق المستقيم. الامر الثاني هناك ايضا حكمة حيث ان كفار قريش لم يمنعهم من اذية النبي صلى الله عليه وسلم الا عمه. وعمه لو كان على دين الاسلام لاصابه ما اصاب الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لما كان على دين ابي جهل وعلى دين المشركين كان ذلك يدا له عند يدا له عندهم ان لا يؤذوا النبي صلى الله عليه وسلم بانه على دينهم وعلى معتقدهم وعلى كفرهم فحمى الله عز وجل نبيه بذلك فكان هذا من الحكم التي لاجلها لم يسلم ايضا ابي طالب ان كان الحكمة الاولى والامر الاول ان الله علم علما مسبقا ان ابا طالب ليس اهلا ليس اهلا يكون من اهل الاسلام وليس ان يكون من اهل الايمان لانه قد علم علم ربنا ما كان وما وما لم يكن لو كان كيف يكون. وابو وابو طالب ايضا قد عرف ان محمد صلى الله عليه وسلم انه على الطريق الحق وانه اتى بدين سماوي صحيح بل كان يشبهه بموسى عليه السلام يعلم ان موسى نبيا من الله عز وجل وقد وقال ان لقد علمت ان دينك من خير اديان البرية دين فهو يعلم ان دين ابن اخيه هو خير الاديان في الارض. وان ولكن لولا الملامة مقدار مسبة لوجدتني به سمحا مبلي. لولا ان الام وان اعاب وان اذم بترك دين الاباء والاجداد. لوجدتني بذلك سمحا مبيلا ولكنه منعه دين الاباء والاجداد وان يسفه دين ابيه عبد المطلب فترك الاسلام والايمان ولم يدخل فيه مع انه قد عرف الحق وظهرت له الحجج واعظم ذلك ما ذكر اهل السير عندما عندما كتبوا كتابا بين بين قريش بين بني هاشم وبين بني المطلب وبين بني عبد الدار وغيرهم لما اجتمع كفار قريش قاطعوا مقاطعة كلية لبني هاشم ومن دخل في حلفهم فدخلوا بني سهم وبنو عبد الدار وبعض بني هاشم في مقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم ومن دخل معه الشعر فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الارض فقد اتى تلك الصحيفة. فرجع ابو طالب الى الى قرابة وقال ارأيته لاخبرته ان الارض قد اكلت هذه هذه الكتابة التي كتبتموها اتصدقون بمحمد صلى الله عليه وسلم؟ قالوا كذا فنعم. فلما ذهبوا وجدوا قد وجدوا ان الارض قد اكلت هذه الصحيفة ولم يبقى منها الا اسم الله عز وجل. ومع ذلك لم يسلموا ولم يؤمنوا. وكانت هذه شيء من الدلائل التي تدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم ودلالاته وحججه وبراهينه صلى الله عليه وسلم اكثر من تحصى فقد شق الله عز وجل لهم القمر ورأوا فلقتين ومع ذلك قالوا سحر محمدا سحر محمد صلى الله عليه وسلم القمر وهو استمروا على كفرهم وظلال اذا ابو طالب ما تكاد وهذه المسألة الثالثة هل مات هل مات ابو طالب على الاسلام وعلى الكفر؟ هذه مسألة حاول بعض الصوفية وبعض المتصوفة ان يدخلوا ابا طالب في الاسلام وانه اهتدى وانه دخل في الاسلام وهذا كذب وافتراء والذي عليها للسنة بالاتفاق ان ابا طالب مات كافرا ان ابا طالب مات كافرا. وحاول بعضهم ان يجعله في حكم اهل الفترات وقال ان ابا طالب لا يحكم عليه بالنار ولا يكون من اهل النار وانما ينزل منزلة اهل الفترات لانه ادركه الاسلام وهو شيخ كبير هرم وهذا قول باطل على اه قول باطل من قاله وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني وجدت في اسفل النار فجعلت في ضحظاحها اي في اعلاها. فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبر ان ابا طالب مات كافرا. وانه مخلد في نار جهنم وانه ادنى اهل النار عذابا يوم القيامة هو ادنى العذاب بالنسبة لدار لنار الكفار هو ادناهم عذابا وهو يرى ان وهو يرى آآ وهو اهونه ويرى انه اشدهم يوضع تحت قدميه جمرتان يغلي منها دماغه. اذا ابا طالب مات خيرا مشركا بالله عز وجل وهو من اهل النار فنعتقد ذلك وندين الله بذاك انه مات كافرا مشركا وهو مخلد خالد في جهنم ابد الاباد. اه هذا الحديث ذكر هذه الاية وقال ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين. هذا لا نزلت في ابي طالب كما ذكرنا وفيها دلالة ان ابا طالب مات كافرا مشركا وانه من اهل النار خالدا فيها. قال مع ذلك وفي الصحيح اي في الصحيحين جاء من طريق المسيب عن ابيه عن جده. هذا الحديث جاء مسلسل من طريق سعيد المسيب عن المسيب ابن حزن عن ابيه الحزن. وسمي وقد اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يغير اسمه فقال لا يغير اسما سماني به ابي يقول سعيد فما زالت فينا تلك الحزونة الى يومه الى يوم قال ذلك عليه رحمة الله عز وجل. يقول المسيب بن حزن عن ابيه لما حضرت ابا طالب الوفاة. جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبدالله بن ابي امية ابو جهل فقال يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله. فقال ابو جهل وابن ابي امية اراغب عن اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فاعاد عليها النفع عاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاعاد فكان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا الله. كان الحديث كما ذكرت رواه البخاري ومسلم من طريق سعيد المسيب عن ابيه عن جده بهذه القصة. وهذا الحديث مناسبته اولا لكتاب التوحيد. مناسبته كما ذكرنا ان الهداية ملك لله عز وجل والا لا تطلب الا من الله عز وجل. وان النبي صلى الله عليه وسلم مع انه حضر عمه وهو يحتضر. وانه واراد هدايته وقال يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله عز وجل. فابى ان يقولها ومع ذلك لم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم ان ينفعه بشيء الا بشيء واحد خاص به صلى الله عليه وسلم وهو انه كان في اسفل النار فجعله في قضاء فيها بشفاعة رسولنا صلى الله عليه وسلم. ثم قال صلى الله لاستغفرن لك ما لم قلها عن ذلك ما لا انهى عن ذلك فانزل الله فيما كانوا يستغفروا المشركين ولو كانوا اولوا ولو كانوا اولي قربى فاخبر الله عز وجل انه ما كان النبي والذين امنوا يسألون المشركين ولو كانوا اولي قربى فانتهى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عن الاستغفار للمشركين والكفار وهذا سيأتي عليها مناسبتها ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك نفعا ولا مرة وان الهداية لا تطلب الا من الله عز وجل. وان الهادي هو ربنا قال تعالى التي هي بمعنى هداية التوفيق والالهام. المسألة الثانية في هذا الحديث قوله لما حضرت ابا طالب للوفاة هذا الحديث قد يشكل آآ على على حديث ابن عمر رضي الله عنه الترمذي من حديث الموسوق عن نافع ابن عمر انه قال يقبل الله توبة العبد ما لم يغرغر ما لم يغرغر فالتوبة تقبل ما لم تغرغر الروح. فهنا يقول لما حظرت ابا طالب الوفاة. قال يا عم قل لا اله الا فظاهر الحديث انه في النزع وانه يغرغر في هذه تغرغر روحه في هذا المقام. فنقول الصحيح ان هذا معناه لما دنا من ابي طالب الموت لانه قد عاين وقد آآ نازع السكرات وانما هو في مرض المشفي الموت وفي اخر حياته فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم طالب منه ان يقول لا اله الا الله والا من حضره الاجل واصبح يغرغر روحا وعاين الموت لان التوبة تنقطع اذا عين العذاب فاذا رأى العذاب انقطعت التوبة ففرعون لعنه الله عندما رأى العذاب قال اامنت بالذي امنت به بنو اسرائيل ولم ينفعه ايمانه لان ايمانه كان في زمان قد حجبت فيه التوبة فان التوبة تحجب في بثلاث مواطن التوبة تحجب في ثلاث مواطن الموطن الاول الذي تحجب فيه التوبة عند طلوع الشمس من مغربها. فهي طالعة الشمس من مغربها لا ينفع نفسا الم تكن امنت من قبل. الموطن الثاني عند خروج الدابة. فاذا خرج الدابة ايظا لا ينفع نفس الايمان لم تكن امنت من قبل الموطن الثالث اذا عاين العذاب اذا عاين العذاب الذي يتيقن معه الموت فان التوبة عندئذ لا تنفع فاذا حضر الاجل واصبح الميت واصبح هذا الحي ينازع السكرات واصبح يعاين ملك الموت ومن معه من ملائكة آآ الرحمة والعذاب وقال بعد ذلك اتوب الى الله وارجو الى الله والخطايا فان توبته لا تقبل كما جاء من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه انه سبق قال يقبل الله توبة العبد ما لم يغرغر فاذا غرغرت الروح لم تنفع التوبة. فهنا نقول ان ابا طالب لم يعاين ولم ينازع السكرات ولم يعاين ملك الموت وانما هو في فيمن قرب فيمن قرب اجله وحضرت منيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم له يا عم قل لا اله الا الله هذا معنى الحديث ولا اشكال في هذا المعنى. المسألة الرابعة قوله قل لا اله الا الله. ليس المراد هو ان يقول هذه الكلمة فحسب ان يقولها لفظا وقولا دون اعتقاد معناها. والا لو كانت كذلك لقال الف كلمة لقال الف كلمة ابو طالب ارضاء لابن اخيه ومحبة له لانه كان يحبه ويعظمه فقد رباه في بيته والذي كان شأ في بيت ابي طالب كان يقسم طعامه مع طعامه ويحرص عليه اكثر من اولاده. ولو كان الكلم مجرد قوله هو الذي يريد والنبي صلى الله عليه وسلم لقالها ابو طالب ولم يتردد الا ان ابا طالب بعربيته ومعرفته بلغة العرب عرف ان معنى قول لا اله الا الله انه نبذ وبراءة من كل ما يعمل من دون الله عز وجل. وبراءة من كل دين سوى دين محمد صلى الله عليه وسلم فلما عرف ذلك قال ابو جهل وابن ابي امية قال يا ابا طالب اترغب عن ملة عبد المطلب؟ لانهم علموا ان معنى قوله قل انك تسفه احلام الاباء وتسفه احلام الاجداد وان دين ابا دين عبد المطلب ودين من وهاشم وقصي وكلاب هؤلاء انهم كلهم كانوا على ضلال وباطل وانهم سفهاء وكانوا يعظمون الاباء والاجداد ويرون لهم قداسة لا يرونها لغيرهم. فقالوا له بهذه المنطلق اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال هو على ملة عبد المطلب. اذا قول لا اله الا الله فحسب لا ينفع قائلها حتى يحقق معناها ومقتضاها. وقد مر بنا معنى لا اله الا الله ومقتضاها في اول هذا كتاب وتفسيرها الذي فسرت به كما فسر ربنا سبحانه وتعالى في غير اية من كتابه ان معناها هو تحقيق التوحيد لله عز وجل وان يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا وان وان يعتقد بطلان كل اله يعبد من دون الله عز وجل وان الاله الحق هو الله سبحانه وتعالى وما سواه فهو والباطل هذه هي المسألة الرابعة. المسألة الاخرى ايضا في هذا الحديث فيه دلالة واضحة وبينة على خطر صاحب السوء. وعلى جليس السوء فان ابا طالب لما حضرته حرص اصحاب الفساد وحرص اصحاب الضلالة ان يلازموه وان يبقوا معه حتى تخرج روحه او هو على الكفر وهو على الكفر والا لو قدر الله عز وجل ولم يحضر ابا لو لم يحضر ابو ولم يحضر ابو جهل ولا ابن ابي امية وحضره النبي صلى الله عليه وسلم لقالها ابو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم لانه لم يستحي من غيره لم يستحي وانما بحضور ابي بحضور ابي جهل بحضور ابن ابي امية امتنع من قول لا اله الا الله لاجل لا يسفه وانه آآ يعاب بهذه الكلمة وتبقى عارا الى عند هؤلاء القوم فمنعه هذا هذا الخزي وهذا العار ان يقول كلمة النجاة وكلمة التوحيد فهلك. اذا هذا حديث يفيد خطر الجليس السيء والصحبة السيئة فانها تسلب العبد الايمان وهو لا يشعر. بل قد تسلبه الاسلام وهو لا يشعر. بل قد تخرجه من دائرة التوحيدات الشرك وهو لا يشعر لان المرء بقرينه يقتدي والناس على دين والناس على دين خلائلهم فمن المرء على دين خليله فاذا خاللت صالحا فانه سيجرك الى الصلاح والتقوى واذا خاللت فاسدا فانه سيجرك الى الفساد والشقاء وكما قال وسلم مثل الجليس الصالح مجلسك حامل المسك ونابت الكير فحامل المسك اما ان يهديك واما ان واما ان تبتاع منه واما ان تجد ريحا طيبة ونافخ اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا سيئة فكذلك اهل اهل الخير والصلاح وجار وجليس الصالح وجليس السوء فاحرص يا رعاك الله الا تصاحب الا الاتقياء ولا يأكل طعامك الا مؤمنا ولا تجالس الا اهل الاستقامة فان كثيرا من الناس قد ضل وزاغ قلبه بصحبة اهل الفساد والزيغ نسأل الله العافية والسلامة ولك في هذا لك في هذه القصة معتبر ومتعظ فابو طالب مات على الكفر والشرك بسبب صحبة فاسدة سيئة قال اترغب عن ملة عبد طيب المسألة السادسة في هذا الحديث ايضا قوله هنا والله لاستغفرن لك ما لم انهى عن ذلك. يستشكل هذا تستشكل هذا الحديث على ان ابا طالب ما تقدمت وفاته قبل الهجرة قبل الهجرة بسنوات قبل الهجرة قيل بسنة او بسنتين او بثلاث مات ابو طالب صوته آآ النبي صلى الله عليه وسلم عاتب في استغفار لامه وهذه الاية آآ ما كان النبي والذين امنوا يستوحشوا ولو كانوا ذو قربة نزأ ولو كانوا ولو كانوا اولو قربى نزلت في سورة التوبة في اخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يجمع بين الحديثين؟ نقول الاصل ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابو طالب واراد ان يستغفر الله واراد ان يستغفر الله له نهاه الله عز وجل ومنعه ولم يستغفر لاحد بعد الا امه وقد منع صلى الله عليه وسلم ان يستغفر ايضا لامه لما قال لما مر بالابواء صلى الله عليه وسلم كما في مسلم فاتى قبر امه وبكى بكاء صلى الله عليه وسلم وقال اني استأذنت ربي ان استغفر لها فلم يأن الليل فلم يأذن لي واستأذنت ان ازور قبرها فاذن لي فهو زار قبرها صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم نهي ايضا عن استغفار لامه ونهي ايضا عن استغفاره لابيه ونهي نهيا عاما هو والمؤمنون جميعا ان يستغفر للمشركين وهذا معتقد اهل السنة ان من مات على الكفر او مات على الشرك فاننا لا نستغفر له ولا ندعوا له بالرحمة بل نقول انه كافر بالله عز وجل. فمن استغفر لليهود فهو مكذب فهو فهو متجرأ على الله عز وجل. فلا يجوز ان نستغفر يهودي ولا لنصراني غني ولا لمن مات مشركا كافرا بالله عز وجل لان الله نهانا ان نستغفر للمشركين ولو كانوا اولي قربى فاذا كان اولي القربى لا لهم فمن باب اولى من هو ابعد منهم فلا يجوز المسلم ويحرم عليه ان يستغفر لكافر او ان يستغفر لمشرك. ومن اعتقد ان الله يغفر له مع كفره وشركه فقد كذب بالقرآن لان الله يقول انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. فيحرم على المسلم ان يستغفر المشركين او الكفار او من مات وهو يعلم انه مات كافرا بالله عز وجل صادا عن سبيل الله فانه لا يستغفر له وانما يستغفر لاهل الاسلام يستغفر لاهل الاسلام ومن مات على الاسلام فانه يستغفر له ويترحم عليه ولو كان مرتكبا شيئا من الكبائر كالزنا واللواط والفواحش يجوز الاستغفار له وسؤال الله سبحانه وتعالى ان يغفر وان يرحمه اما من مات مشركا كافرا بالله عز وجل كيهودي او نصراني او مجوسي او مشرك يشرك بالله عز وجل شركا ظاهرا واضحا بينا فانه يحرم على المسلم ان يستغفر له او ان يدعو له بالرحمة او المغفرة او يرى ان الله سيغفر له او ان الله سيرحمه. قوله بعد ذلك وانزل الله في ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم المهتدين. قال بعد ذلك في مسائل المسألة الاولى مصير قوله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. وضحنا هذه المسألة وذكرنا ان الهداية انواع وان آآ هداية التوفيق والالهام هذه خاصة بالنبي صلى الله خاصة بالله عز وجل. وان لا تطلب الا من الله سبحانه وتعالى. اما الدلالة والارشاد فهذه يملكها الصالحون والانبياء والرسل بدعوة من الحق ونهيهم عن الباطل. فهذا معنى قولي انك لا تهدي ما احببت ولكن الله يهدي من يشاء. قوله بعد ذلك المسألة الثانية تفسير قوله تفسير قوله تعالى ما كان النبي والذين امنوا ان يستغفروا المشركين لو كانوا اولي قربى من بعد ما يتم اصحاب الجحيم هذه الاية دليل واضح وبين انه لا يجوز للمسلم ان يستغل المشرك ولو كان اقرب قريب ولو كان ولو كان اباه او امه ولو كان ابوه او امه او اخوه فانه لا يريد ان يستغفر له ويحرم عليه ذلك النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون له ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى. هذه المسألة الثانية المسألة الثالثة تفسير قل لا اله الا الله بخلاف ما عليه من الداعي العلم. هذه المسألة اراد الشيخ ان يبين ان ابا طالب ان ابا جهل وابن ابي امية عن ابن ابي امية قد اسلم رضي الله تعالى عنه في اخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم اسلم عبدالله بن ابي امية رضي الله تعالى عنه اما ابو جهل وابو طالب فمات مشركين. قال هنا المسألة الكبيرة وهي تفسير قوله قل لا اله الا الله بخلاف ما عليه من الدعن. الشيخ بهذه المسألة يرد على علماء زمانه. فان زمانه قالوا من قال لا اله الا الله مطلقا دخل الجنة ونفعته وحرم دمه وحرم ماله ولم يحل لمسلم ان ينالوا بسوء واذى ما دام يقول لا اله الا الله. وان خالفها بمعتقده. كان يقول لا اله الا الله ويقول مثلا ان القرآن محرف او يقول لا اله الا الله ويعتقد في الاولياء والصالحين انهم ينفعون ويضرون فيدعو عبد القادر ويدعو الدسوقي ويدعو ال البيت ويعتقد فيهم انهم ينفعون ويضرون وان لهم حق اتصل في هالكون يقول ان قال الله فانه يبقى مسلم يضر هذه الشركيات كلها ويكون مسلما. يقول الشيخ تعالى فان ابن ابي امية وابا جهل وعبد وابا طالب فهموا ان معنى لا اله الا الله واي شيء هو تحقيق التوحيد لله عز وجل وان يفرد الله بالعبادة وان قولها ايضا لما عليه هم من الشرك والكفر بالله عز وجل. فلزم اذا قالوها ان يلتزموا بمعناها وان يحققوا مقتضاها. اما كفار زمان الشيخ رحمه الله تعالى فانهم كانوا يرددون صباح مساء قول لا اله الا الله فعندما نصبت القبور وعبدت من دون الله عز وجل الذين نصبوا هذه القباب وطافوا بها وسألوها من دون الله عز وجل وذبحوا لها القرابين كانوا يرددون صباح مساء قول لا اله الا الله ويتشهدون بالشهادتين ينطقون بشهادة لا اله الا الله وينطقون ايضا بشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك لم يحققوا معناها ولم يأتوا بمقتضاها. فاراد الشيخ ان يقول بهذه المسألة ان علماء الزمان الذين هم في وقته مخالفون له ان كفار قريش مع جاهليتهم علموا ما لم تعلموه انتم مع اطلاعكم على كلام الله عز وجل ومعرفتكم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم مع ذلك جهلتوا المعنى الذي عقله الكفار كما قالت كما قالوا قال الله تعالى له اجعل الالهة الها واحدا وعرفوا وعلموا ان قوله لا يا الله ان جميع الالهة تبطل ولا يقول لها حكم ولذلك عندما قد الف شيخ الاسلام كشف الشبهات رد على شبهتين عظيمتين وهي شبهة التكفير وشبهة استباحة الدماء. فقالوا كيف تقتل المسلمين؟ كيف تكفر المسلمين وهم يقولون لا اله الا الله وكيف تستبيح دماءهم وهم يقولون لا اله الا الله؟ فرد عليهم اثنى عشر وجها على ان النبي صلى الله عليه ان على ان الصحابة اجمعوا على قتال المرتدين مع انهم كانوا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ومع ذلك كفرهم بمنع الزكاة فقط وترك الزكاة كفرهم الصحابة واجروا على كفرهم وقتالهم واستباحوا دماءهم مع انهم مع انهم فقط تركوا الزكاة فكيف من ترك التوحيد ايهما اعظم ان يترك كالزكاة او يترك التوحيد لا شك ان الذي ترك التوحيد من اصله اعظم ممن ترك آآ الزكاة او ترك الصلاة اذا كان يكفر تباحوا دم قال ان الخمر حلال ان الخمر حلال وقال ان الخمر مباحة فانه يجب على ولي الامر ان يقتله وان يقيم عليه حدا الردة اذا اذا جوز ذاك واستباحه فاذا كان يقتل ويكفر بسبب استباحته للخمر فكيف لا يكفر ولا يقتل؟ بل قال بان الله ان الله له يعبد معه سبحانه وتعالى او قال ان عائشة نزهها الله عز وجل انها زانية ويكذب القرآن لان الله برأها وقال ان الذين جاءوا باللف ثم يأتي قائل ويقول ان هذه زانية لا شك ان هذا كافر بالله عز وجل وغيرها من الكفريات التي تعم ويقع فيها كثير من الناس وهو ينطق بالشهادتين اذا قوله لا اله الا الله وقوله اشهد ان رسول الله لا يرفع عنه الكفر الا اذا اتى بمعناها وحقق مقتضاها واتى بشروطها واركانها ان يقولها وهو مخالفا لها منافيا لمعناها ناقضا لمقتضاها فهذا لا تنفعه وان رددها صباحا مساء اذا هذه المسألة الكبيرة التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى قوله ان ابا جهل ومن معه يعرفون مراد النبي صلى الله عليه وسلم اذ قال للرجل قل لا اله الا الله وقد وضحنا هذه العبارة وضحنا المسألة انهم عرفوا وعلموا انه بقول لا اله الا الله ان ابا طالب يسفه احلامهم ويبطل الهتهم ويقول ان هذه الالهة باطلة فمنعوه من قولها اذ لو كان المرء كان المراد هو النطق باللفظ لقالوا قلها لقالوا قلها ولا يضرك شيء لكنهم عرفوا ان مع ان قوله لها بمعنى انه يعتقد ويأتي بمقتضاها. المسألة الخامسة جده صلى الله عليه وسلم وبالغته في اسلام عمه اي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا اشد الحرص وذلك واضح من معاودته بعمي يا عم قل لا اله الا الله كلمة واحدة احاج لك بها عند الله عز وجل اي قل هذه الكلمة حتى حتى يكون لي مدخل ان احاج لك به عند الله واقول يا ربي نطق بشأن التوحيد وشهد ان لا اله الا الله وهذا دليل على ان العبرة بالخواتيم وان الاعمال بالخواتيم فقد يعمل الانسان دهره طاعة لله عز وجل ثم في اخر حياته يموت كافرا وقد يكون العبد يكون كافرا بالله عز وجل طوال عمره ثم في اخر حياته قبل موتي بساعات يتوب الى الله عز وجل ويحصل اسلامه فيكون من اهل الاسلام ويدخل الجنة وانما الاعمال بالخواتيم وكما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة. حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل نار فيدخلها نسأل الله العافية والسلامة. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمله الجنة فيدخلها. فالاعمال اذا بالخواتيم فلا تغتر فلا تغتر بحالك ولا غيرك فانك لا تدري على اي حال تموت انت وعلى اي حال يموت ذاك الذي قد سخرت منه او هزأت به فقد يكون من اهل التوحيد والاسلام على التوحيد وقد تسلب الايمان وتحرم اهل ذلك وتحرم نعمة الايمان ولذلك كانت هذه المسألة مسألة سوء الخاتمة تقض مضاجع الصالحين ويخافونها اشد الخوف لانه لا يعلم على اي حال يموت ولنا في هذه الازمنة معتبر فكثيرا من الناس كان على الاسلام والايمان ثم في اخر حياته ينبذ الاسلام خلف ظهري بل عرفت اناسا كانوا من احرص الناس على طلب العلم وعلى حفظ القرآن كله وهم بعد ذلك ينبذون الاسلام خلف ظهوره ويقول نحن لسنا على دين بل يرون اننا ديننا هو الطبيعة واننا لا واننا لا نمت الى هذا بشيء فكفر بالله عز وجل انه كان من في زمن مضى من احرص الناس على طاعة الله عز وجل وعلى محبة الله سبحانه وتعالى لكنه افغلى فغلى من الجهتين حتى انتهى امره الى الى ان يتوب الله عز وجل عليه لانه قال انا لست لست بذا دين ولا دينا لا يهودي ولا نصر ولا مسلما فلانا بريء من هذه الاديان وديني هو الانسانية كما يقول وهذا لا شك انه قد كفر بالله عز وجل فالعبرة اذا بالخواتيم. المسألة السادسة الرد على من زعم ان من زعم اسلام عبد المطلب عبد المطلب واسلافه. قوله هذا من هذه العبارة التي ذكرها المؤلف رحمه الله تعالى تدل على ان هناك من يقول باسلام ابي طالب وباسلام عبد المطلب عندكم عبد المطلب كلكم نسخة باسلام ابي طالب وباسلام عبدالمطلب. وانكر الاحاديث الواردة في ذلك. والناس في هذا المقام على اقسام. منهم من بلغ الغلو فيه الى ان قال ان ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم اسلموا فعبد المطلب كان مسلم وابو طالب كان مسلم وانما الذي يحكم بكفره هو ابو جهل لنص الكتاب بذلك. اما غيره فهو على الاسلام وهؤلاء غلاة اه مكذبون ايضا لرسولنا صلى الله عليه وسلم القسم الثاني من توقف فيهم وقال ان هؤلاء ينزلون منزلة اهل الفترات ولا نحكم عليهم بكفر ولا باسلام ونكلوا امرهم الى الله عز وجل وهذا ايضا قول باطل لان ابا طالب قد بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم واقيمت عليه الحجة فهو كافي الدنيا والاخرة وايضا نبينا صلى الله عليه وسلم اخبر انه في اسفل النار وانه دخل النار. اما عبد المطلب فقد بلغته دعوة ابراهيم عليه السلام وبلغته دعوة اسماعيل فلا حلوى وهم على دين ابراهيم على الحنيفية لكنهم اشركوا بالله عز وجل وكانت وكانت قوى العرب على دين على دين ابراهيم الى بضر فبعد مضر لما اتى قصي وبعد مضغة قصي حصل الشرك بالله عز وجل لما اتى عمرو بن حي الخزاعي وادخل العرب هذه الوثنية اتى باصنام وجدها على ساحل جدة وقيل من الشام ودعا العرب الى عبادتها فعبدت من دون الله عز وجل وهي ود وسواع ويغوث ويعوق التي عبدت في اقطار الجزيرة كان ذلك بسبب عمرو ابن حي الخزاعي قال سلم فيه لقد رأيت عمرو بن حي الخزاعي في النار يجر اقسام بطنه يجر قصر بطنه يدور فيها كما يدور الحمار برحاه هذا هو عم الحي الخزاعي لعنه الله عز وجل كذلك نقول ان عبد المطلب مات كافرا وقد وقد مات على الشرك بالله عز وجل ودعوة ابراهيم قد بلغته وعمرو ابن زيد نفيل كان يعبد الله عز وجل وكان يقول الشاة يخلقها الله سبحانه وتعالى وتذبحونها لغير الله عز وجل فكان ينكر على قومه الشرك الذي كانوا يفعلونه هو دليل على انه كان على الحديثية وابو ذر رضي الله تعالى عنه كان على الحنيفية فالحنيفية لها بقايا وبقاياها في كفار قريش هو هذا وبيت الله الحرام الذي يطوفون به وقد جعلوا حوله ثلاث مئة وستة وستين صنما يعبدون من دون الله عز وجل. المسألة الثامنة او السابعة كونه صلى الله عليه وسلم استغفر له فلم يغفر له. بل نهي عن ذلك. الشاهد من هذه من هذه المسألة ان النبي صلى الله عليه وسلم طلب الاستغفار بل قال اللهم اغفر لعمي ومع ذلك ومع ذلك لم لم يستجب ربنا دعاءه بل نهاه عن ذلك انزل الله قوله وما كان النبي والذين لم يستغفروا المشركين ولو كانوا اولي قربى فيحرم على المسلم ان يستغفر المشرك او يدعو له بالرحمة والمغفرة بعد موته. اما ان يدعو له في حال الحياة ان يهديه ربه الى الاسلام. وان يتوب اليه فهذا امر ذكرناه سوا انه لا بأس بذلك على تفصيل سبق. المسألة التاسعة الثامنة مضرة اصحاب السوء على الانسان. هذه المسألة استنبطها رحمه الله تعالى من قصة عبدالله بن ابي امية وابو جهل مع عم النبي صلى الله عليه وسلم فهم الذين او فهم الذين قالا لعمه اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فطاوعه وتبع كلامه ومات على كفره نسأل الله العافية والسلامة. فهذا امر واضح ان مضرة السوء صاحب السوء لحقت ابا طالب حتى مات على شرك وكما ذكرت لو انهم لم يكونوا موجودين او لم يكونوا حاضرين لحصل امرا اخر الله عز وجل اعلم به فقال فقد يكون ان ان يقولها تحقيقا لرغبة ابن اخيه ولا يستحي من وجود هؤلاء الكافرين او مثل وجود عبد الله ابن ابي امية او وجود ابي جهل. قوله المسألة التاسعة مضرة تعظيم الاسلاف والاكابر. هذه المسألة هي احد مسائل الجاهلية. التي يتعلق بها اهل الجاهلية وهي انهم ردوا الحق وسفهوا اهله ولم يقبلوه بحجة انه مخالف لما كان عليه الاباء والاجداد فكما قال تعالى انا وجدنا ابانا على امة وانا على اثارهم مقتدون وانا على اثارهم مهتدون فما كذب النبي صلى الله عليه وسلم وما فيها دين ومن قبلك من قبل قومه الا لانهم حسنوا ما عليه الاباء والاجداد وقالوا انرغب عن دين ابائنا واجدادنا هذه المسألة من اخطر المسائل على على من علق دينه غيره دون نظر الا دليل ودون اتباعا النبي صلى الله عليه وسلم وهذه المسألة ليست خاصة بالكفر الشرك بل هي عامة في جميع امور الدين فان كثيرا من الناس عندما يدعى الى الحق ويطلب بالاتباع يقول وهذه المقولة هذا دين جديد لا نعرفه ولا يعرفه اباؤنا ولا اجدادنا لا شك ان هذه المقولة ليست صحيحة وانما العبرة باتباع الدليل فاذا كان الدليل مخالفا لما عليه الاباء والاجداد فيلزمنا جميعا ان نأخذ بالدليل وان نترك دين الاباء والاجداد اما اذا كان الدليل يخالف لا يوافق ما عليه الاباء والاجداد فيلزمنا اتباع الدليل للدليل لا لاجل انه دين ابائنا واجدادنا كثير من الناس الان وازمنة المضى في عهد الوهاب وغيره كان آآ كانوا يحتجون بما عليه الاباء والاجداد عليه اهل الوقت والزمان من المخالفة لدين الله عز وجل. فتجد كثيرا من الناس يحتج بكثرة الناس على ضلاله. ويحتج بان هذا امر لا يعرف اباء ولا اجدادنا في ظل على باطله وفسوقه وظلاله نسأل الله العافية والسلامة. فمثلا اذا انتشر بين الناس ان الخمر حلال يأتي من يقول ان هذا لا يعرف في زمن الاباء والاجداد انهم يحرمون ذاك وهذا دين جديد فلا شك ان هذا كفر بالله عز وجل لانه احل ما حرم الله سبحانه وتعالى ولما خرج شيخ الاسلام محمد بن الوهاب على قومه في دعوته من التوحيد قالوا ان وجدنا اباءنا يعبدون هذه القبور ويسألون من دون الله عز وجل ويستغيثون بها ويطوفون بها وتنزل الحوائج من عندها فكيف تنهانا عن شيء كان عليه اباؤنا واجدادنا ولو كان باطلا لنهى عنه علماؤهم ولا نهى عليه اهل زمانهم. فدل هذا ان قولك هو الباطل ولم ينظروا الى حجج الكتاب والسنة واذا ما اتى به شيخ الاسلام عبد الوهاب من الايات والبراهين وانما نظروا الى حجة ما عليه الاباء والاجداد. فهذه المسألة هي المسألة العتاد مضرة تعظيم الاسلاف والاكابر. نقول مضرته متى مضرتها اذا عظموا على الحق. واذا اصبح قولهم مقدم على الحق. اما تعظيمهم في تعظيم الحق ونصرتهم الحق فلا بأس اذا كان يعظم الانسان قومه وعشيرته لنصرته للدين ونصرته للحق نقول هذا لا حرج في ذلك او عظمهم في شيء يمدحون به ككرم او جود او شجاعة وهذا التعظيم لا ينافي لا ينافي الكتاب ولا السنة فنقول لا بأس بذلك. اما ان يعظمهم مع مخالفة الكتاب والسنة فهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من افتخر بسبعة اباء فهو سابع في نار جهنم اذا كان افتخاره بكفرهم وضلالهم وباطنهم ومن ومن هو في الحديث لا يزال وقاء الله لينتهين اقوام عن تفاخرهم بابائهم او ليكونن اهون عند الله من الجعلان الذي الذي يدف النتنة كان فيه تعظيم الاباء والاصناف يكون بالحق وبما تلبسوا به من حق اما تعظيمهم مع مخالفة الكتاب والسنة فهذا والتعظيم المحرم الذي لا يجوز والاخذ باقوالهم وما هم عليه من الباطل مع مخالف الكتاب والسنة هذا هو الغلو الباطل الذي ظلت به طوائف كثيرة ممن خالف الرسل والانبياء. قوله بعد ذلك استدلال الجاهلية بذلك اي ان اهل الجاهلية استدلوا على باطلهم وعلى كفهم وشركهم بالله عز وجل ان هذا ما عهدنا عليه اباؤنا وهذا ما وجدنا عليه ابائنا ووجدنا عليه اجدادنا هذا الذي وجدناه عليه وجدناهم كذلك فنحن تبع لهم فاحتجوا بهذا بهؤلاء الاباء والاجداد على ما هم عليه من الكفر والضلال. نسأل الله العافية والسلامة وهذا قد يحصل عندما تأمر بعض بطاعة او بمعروف او تنهاه عن منكر يقول لا نعرف هذا عند ابائنا واجدادنا يقول ليس حجة الا تعرفه انت ولا ابوك ولا جدك وانما الحجة ان ان ان يكون بالكتاب والسنة ولست انت من العلماء حتى تستطيع ان تدرك كلام النبي صلى الله عليه وسلم على وجه العموم او تدركه على وجه الاستغراق انما قد تدرك شيئا منه ويخضع ويخفى عليك شيء كثير. فمن احتج بالاباء والاجداد في رد الحق فهو مبطل ضال. نسأل الله العافية والسلامة. المسألة الحادية الشاهد لكون الاعمال والخواتيم لانه لو قالها لنفعته. هذا ايضا مسألة مهمة وقد ذكرناها ان العبرة بالاعمال بالخواتيم وان العبرة بحسن الخاتمة فهذه العبرة الحقيقية فاذا مت على الايمان والاسلام فانت الموفق المهتدي وان مت على خلاف ذلك فانت الضال الشقي. فالعبرة اذا بالخواتيم. فابو طالب لو قال لا اله الا الله لعله عمره كله ثمانين عاما كان مشركا بالله عز وجل لو قال لا اله الا الله في اخر حياته لكان مسلما موحدا ولاستوجب الجنة لكنه مات على كفر نسأل الله العافية والسلامة. المسألة الثاني عشر التأمل في في كبر هذه الشبهة في في قلوب الظالين. لان في القصة انهم لم يجادلوه الا بها مع مبالغته صلى الله عليه وسلم وتكريره لاجل عظمتها ووضوحها عندما اقتصروا عليها وهي كلمة كلمة التوحيد كلمة التوحيد عندما قالوا اجعل الالهة اله واحدة فهم عرفوا ان هذه المسألة هي اعظم المسائل التي ان اتوا بها نقضوا جميع اصولهم الفاسدة وجمعوا ونقضوا جميع اقواله الباطلة لان من حقق التوحيد اتى على كل باطل بعده واتى على كل باطل بعده لان التحقيق التوحيد على وجه الكمال تلزم ان لا يبقى معه باطل. فكلما بقي باطل في قلب العبد نقص من توحيده بقدر ذلك الباطل. والباطل يتفاوت من الباطل من يذهب بالتوحيد من اصله ومن الباطل من يذهب التوحيد من كماله الواجب ومن الباطل ما يذهب بكمال التوحيد المستحب فعلى قدر نوع الباطل يقول ذهاب شيء من التوحيد ولذلك كان كفار قريش يجاهدون النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة عندما قالوا سفهت دين الاباء والاجداد وسفهت فعليه وعبك الهتنا لما قال له فقط قولوا لا اله الا الله لانهم عرفوا بقولها ان الاصنام كلها انها باطلة وانها لا تنفع ولا تضر وان الاله هو الله سبحانه وتعالى وقد ذكرنا حديث عبدالله الحسين رضي الله تعالى عنه عندما قال النبي كم تعبد؟ قال اعبد سبعة واحدا في السماء وستة في الارض قال ايهم الذي لرغبته؟ قال له في السماء قال اترك من في الارض وادعو في السماء فترك ذلك واسلم وحسن اسلامه وسلم دعاء كذلك كان كفار قريش اذا ركبوا البحر دعوا الله المخلص له الدين ولكنهم اذا لجأوا الى البر اشركوا بالله عز وجل فهم عند الشدائد يخلصون وعند الرخاء يشركون بل كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا تملكه وما ملكهم يعرفون ان الله هو المالك كل شيء لكن هناك شريك يدعونه ويرجونه وهي هذه الاصنام والانداد فكان محل النزاع والخلاف والخصوم بينه وسلم وقومه هي مسألة تحقيق الالوهية وهي نفس المسألة التي تعرض لها شيخ الاسلام الوهاب وخال فيها قومه واهل زمانه ودعاهم الى تحقيق ان يحققوا لا اله الا الله وان يفردوه بالعبادة والا يشركوا به شيئا. مع انها المسألة من اوضح الواضحات الجاليات الا ان اكثر ما يقع الخلاف فيها في اي شيء في هذه المسألة. فانت ترى في هذا الزمان وفيما قبل من الازمنة ترى ان القبور قد وضعت عليها القباب العظيمة وترى الناس يأتونها من من المشركين يأتونها سجد بل لا يدخل بعضهم قائما وقد رأيت من يدخل بعض الاضرحة راكعا ساجدا على وجهه يحبو الى ان وصل ذلك القبر نسأل الله العافية والسلامة وهو يرجو من دون الله عز وجل وهو مع ذلك يقول اشهد ان لا اله الا الله مع انه يقع في قلبي تعظيم هذا الولي اشد من تعظيمه لله عز وجل ويحلف بالله كاذبا ولا يحلف بهذا الولي كاذبة لان الولي في قلبه اعظم من تعظيم الله عز وجل في قلب ذلك المشرك فالحمد لله الذي هدانا للاسلام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يبصرنا بهذا الدين وان يميتنا عليه وان يبعثنا عليه وان لا يزيغ قلوبنا بعد فان هدانا وان يتم علينا هدايته في الدنيا والاخرة وان وان يبلغنا ثمرة هذه الهداية وان نهدى الى جنة عرضها السماوات والارض في فردوسه الاعلى والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا