بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. اما بعد فقد قال الامام المجدد الله تعالى باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان وقوله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجد والطاغوت. وقوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت. وقوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. عن ابي سعيد عن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر الرب لدخلتموه. قالوا يا رسول الله اليهود اليهود والنصارى قال فمن اخرج الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد الامام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان اولا ساق شيخ الاسلام هذا الباب بعد ما بين التوحيد وانواعه وبعد ان بين الشرك واسبابه وادواته وطرقه. وبين حرص النبي صلى الله عليه وسلم الا تقع امته بالشرك بالله عز وجل عق بهذا الباب من باب رد شبهة اثارها خصومه رضي الله تعالى عنه وهذه الشبهة التي يثيرها اعداء التوحيد. ومجوز الشرك بالله عز وجل ومجود التوسل بالصالحين ودعائهم هي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان يأس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب فقالوا هذا دليل صريح ان الامة لا تقع في الشرك وان الله عز وجل عصم امة محمد صلى الله عليه وسلم ان تشرك بالله سبحانه وتعالى واحتجوا بهذا الحديث احتجوا بهذا الحديث الذي رواه مسلم في صاحب الحجاب ابن عبد الله ان وسلم قال ان الشيطان يأس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب الا بالتحريش بينهم فاراد شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ان يرد هذه الشبهة بالنصوص الصريحة الظاهرة الواضحة ان هناك الامة من يعبد غير الله عز وجل. ومن يشرك بالله سبحانه وتعالى فساق ذلك من كتاب الله عز عز وجل وساقه ايضا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. اما الايات التي ساقها من كتاب الله سبحانه وتعالى فهي ايات تخص اهل الكتاب وتخص من كان قبلنا من اهل الضلال الذين اشركوا بالله عز وجل وكفروا به فاثبت ان هذه فاثبت ان الشرك وقع في الامم السابقة وقع في اليهود وقع في النصارى وقع في طوائف عبث غير الله عز وجل ثم دلل على هذا دلل بهذا على ان الامة ايضا ستقع في الشرك بالله عز وجل. واخذ ذلك من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ومن حديث ابي هريرة لتتبعن سنن من كان قبلكم. شبرا شبر وذراعا بذراع. اذا سياق الايات التي ذكر فيها ان اليهود والنصارى عبدوا الطاغوت اشرك بالله عز وجل وانهم زينوا الجبت وعفوا وزينوا الطاغوت كذلك سيكون في هذه الامة من سيفعل من سيفعل ذلك وذكر الادلة الصريحة التي ذكر فيها نبينا صلى الله عليه وسلم انه لا تقوم الساعة حتى يلحق فئام امتي بالمشركين وحتى يعبدوا بعض بعض المنتزه الاسلام يعبدون غير الله عز وجل وايضا في هذا الباب حديث ابي هريرة الذي في الصحيحين لا تقوم ساعة حتى تضطرب نيات نساء دوس عند ذي الخلصة وهو صنم كان عند الله عز وجل يعبد من دون الله وكان يعبده الازد الذين هم في جبال في جبال اه دوس يعبدون هذا الصنم ولن تقوم الساعة حتى يرجع الناس الى عبادته اذا اراد بهذا التقويم ان يبطل هذه الشبهة وهي ان الامة لا تشرك بالله عز وجل فساق الادلة الواضحة والبينة والوصية على ان الامة ستقع ان بعض الامة سيقع في الشرك بالله عز وجل. واجاب على هذا الدليل الذي يحتج به القبوريون المشركون من ان الشيطان يأس ان يعبده المصلون العرب بجوابين اجاب اهل العلم على حجاب ابن عبد الله بجوابين. الجواب الاول ان هذا في قوله يأس الشيطان ان يعبده المصلين ان الالف واللام في المصلين للعهد في العهد للعهد الذين هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعصمهم الله عز وجل ان يقعوا في الشرك بالله عز وجل فيكون المعنى مخصوص بزمن عن النبي صلى الله عليه وسلم وباصحابه. وهذا قول. القول الثاني او التوجيه الثاني هذا الحديث ان الشيطان يأس لما رأى رأى الاسلام قد انتشر وقد ظهر وقد اقبلت القلوب عليه. ودخل الناس في الدين افواجا يأس لما رأى ذلك ولم يخضع بهذا الياف ولكنه ظن ان الناس وان العرب لا تعود الى الشرك بالله عز وجل. ولا شك ان هذا اليأس لما رآه الشيطان من حال اقبال الناس على الاسلام ويأسه لا يعني عدم وقوعه وانما هذا ظن الشيطان وظنه ظنه الذي ظنه كان في ذلك الوقت ولا يلزم من ذلك الظن ان يستمر وقد جاءت النصوص الصريحة الواضحة ان الامة سيكون فيها من يعبد غير الله عز وجل ويشرك بالله سبحانه وتعالى. اذا هذا الجواب والذي قبله يبين معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ليأس الشيطان ان يعبده المصلين العرب ان ذلك ليس على عمومه ان ان الشرك لا يقع في الامة بل الشرك يقع في الامة بل وقع في في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من جهة شرك الالفاظ وشرك وشرك وشرك الاقوال وسيقع ايضا في هذه الامة والى قيام الساعة بل لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض. الله الله هذا الذي اراده شيخ الاسلام اذا مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد هو رد لشبهة يثيرها اعداء هذه الدعوة المباركة ان الشرك لا يقع في الامة وان امة محمد قد عصمت من الشرك فرد ذلك بهذا التبويب رد ذلك بهذا بقوله باب ما جاء من النصوص. باب ما جاء من النصوص ان بعض ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان والمراد بالامة هنا المراد بالامة هنا الامة يطلق الامة تطلق عندنا على معنيين. الامة الاجابة وامة الدعوة امة الاجابة وامة الدعوة. ولا شك انه ليس المراد هنا امة الدعوة. لماذا؟ لان امة الدعوة اكثرهم مشركين بالله عز عز وجل واكثرهم كفار بالله سبحانه وتعالى كاليهود والنصارى والمشركين والوثنيين كل هؤلاء يدخلون في امة في امة الدعوة اي ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل اليهم جميعا قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. والامة المراد بها المعنى امة الاجابة والمعنى الامة التي استجابت وانقادت واسلمت لله عز وجل وهي امة الاسلام التي اتبعت النبي صلى الله عليه تبعت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو المراد بهذا التبويب. امة الاجابة وليس امة الدعوة. فلابد ان يكون في الامة من سيعبد غير الله عز وجل ويشرك بالله سبحانه وتعالى. اذا معنى قوله باب ما جاء من النصوص التي سيسوقها بعد ان بعض هذه الامة امة الاجابة سيعبد الاوثان. وقد مر بنا قديما الفرق بين الوثن والصنم. وذكرنا ان جمهورهم يرى ان الوثن ما كان يعبد من دون الله عز وجل وهو ليس على صورة وهو ليس على صورة كشجرة او حجر او ما شابه يسمى هذا اوثام والصنم وما كان على صورة انسان. فكان يصور على صورة رجل او صورة شيء آآ متحرك وحي ويعبد من دون الله عز وجل. هذا قول والقول الثاني انه لا فرق بين الوثن والصنم وان الوثن اعم فيطلق على ما كان لا صورة وما كان على غير صورة وقد قد سمى الله عز وجل قوم ابراهيم انهم يعبدون اصناما وسمى وايضا يعبدون اوثانا فجعل اوثانهم اصنام وجعل اصنامهم اوثال وهذا يدل على ان المعنى لا تغاير بينه وبين لا تغاير بينهما وهذا اقرب لكن عند اهل اللغة يرون الوثن ما كان على غير صورة وما والصنم ما كان على صورة. وهذا ابلغ في الشناعة ان تعبد الاوثان ابلغ الشناعة لانها ستعود الى حال الجاهلية بخلاف من يعبد ما يفعله القبوريون وكذلك كثير من عباد القبور تجده يعبد وليا او رجلا صالحا ليس صراحة لا سجودا ولا ليسجد له او يصلي له وانما يعبد من طريقه شيء ان يدعوه ويستغيث به ويسأله وهذا اخص من جهة الظهور من من جهة من يعبد وثن الذي يعبد وثن صنم يسجد له ويدعوه هذا اشد وضوحا واشد كفرا بالله عز وجل وكلاهما مشرك كافر بالله سبحانه وتعالى فاذا كان من الامة من سيعبد الاوثان وهي واضحة الكفر وواضحة والواضحة انها شرك بالله عز وجل فمن باب اولى من يدعو غير من باب اولى ان يدخل ان يكون في الامة من يدعو الصالحين ويعبد الصالحين لانه اذا كان الاشد وقع فمن باب لولا ان ما هو اعلى من ذلك واخف من ذلك؟ اذا هذا معنى قوله باب ما جاء ان بعض الامة يعبد اوثان ثم ساق بعد ذلك طيب هذا مناسبة باب لكتاب التوحيد ولماذا ساقه المؤلف هنا؟ مناسبته مناسبته بكتاب التوحيد ان الشرك سيقع. واذا كان سيقع فما حال المسلم مع هذا الوقوع؟ حاله اولا يعني حال المؤمن هذا التبويب وحال المؤمن من هذا الخبر الذي اخبر به رسولنا صلى الله عليه وسلم ان الامة ستعبد الاوثان وسيكون في من يعبد غير الله عز وجل حاله اولا ان يتمسك بكتاب الله. وان يتمسك بسنة رسول الله الله عليه وسلم وحاله ايضا ان يسأل الله دائما وابدا بقوله يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ولا تزغه بعد اذ هديتني وحال ايضا ان يحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة الثبات والايمان على طريق الاستقامة. وحال رابع ايضا ان لا انه اذا علم ان الامة ستقع في هذا الشرك انه يتهيأ يتهيأ لاي شيء الى دفع الشرك والى التحذير منه والى تبين في حاله والى تبيين والى ان يبين الناس التوحيد وعباد الله عز وجل. فالاخبار الغيبية التي يخبر بها رسوله صلى الله من مثل هذه الامور المسلم له معها وقفات ما ذكرت بعظها ايظا من جهة التهيؤ للاسباب الدافعة وللاسباب الواقية وللاسباب التي يعالج بها حال هذه الامة ان تجتنب ان تجتنب الشرك بالله عز وجل. وايضا بقوله بعض هذه الامة بشارة ان الامة على التوحيد وتبقى على الدين وان الامة لا تلحق كلها بعبادة غير الله عز وجل ولابد ان يكون في الامة من هو على الاسلام والايمان وعبادة الله وحده ودليل ذلك ما جاء من حديث عقبة ابن عامر وثوبان واحاديث ايضا معاوية وحديث ابي هريرة وجابر طرق كثيرة جاءت انه قال لا زالوا طائفة امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالف ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله عز وجل فلابد ان يكون هناك من هو قائم على الاسلام والتوحيد متمسك بكتاب الله عز وجل الى ان يلقى الله سبحانه وتعالى. وهناك من سيعبد غير الله سبحانه وتعالى ويشرك بالله عز وقد ذكر ابن مسعود رضي الله تعالى عنه انه ايمانا الملاحم انه سيكون ردة شديدة اي كفر عظيم يكفر كثير من المسلمين من دائرة الاسلام عند وقوع الملاحم ووقوع الفتن لعظيم ما يلزم الامة من الخطأ والشدائد نسأل الله الثبات على هذا الدين. قال رحمه الله تعالى قوله تعالى او قبل ذلك مناسبة هذا التبويب للابواب التي سبقت الاوامر التي سبقت مر بنا اولا بين معنى التوحيد وبين فظله وبين الشرك وخطره وبين كثيرا من صور الشرك بالله عز وجل. ثم بين اسبابه والطرق التي لتوقع العبد في الشرك بالله ثم بين عظيم نصح النبي صلى الله عليه وسلم ثم ساق هذا الباب انه مع هذا التبيين ومع هذا النصح ومع هذا الايضاح لمعنى الشرك بالله عز وجل فان هناك من ختم على قلبه ومكر به وسيعبد غير الله عز وجل وان كانت الحجة قد قامت عليه لكن من اظله الله عز وجل فلن تجد له سبيلا ولا هاديا. فهنا يسلي شيخنا شيخ الاسلام رحمه المؤمن بان الشرك سيقع ولو بذلت ما بذلت فلا فلا تهلك نفسك على هذا الامر فان هذا امر كوني قد قدره الله عز وجل كما سيأتي معنا. قال رحمه الله تعالى وقوله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا. هذا التبويب هذه الاية ساقها ودلالتها واضحة وهي ان ان الله سبحانه وتعالى ذكر الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب؟ اولا سمى الله عز وجل هؤلاء انهم اوتوا نصيبا من العلم. اوتوا نصيبا من العلم. وفي هذا التنويه والتنبيه اذا كان العالم الذي زين عبادة الطاغوت. وزين الجبت. ووقع في الشرك بالله والكفر بالله من باب اولى من هو دونه من الجهلة والعوام ان يقع في الكفر والشرك بالله عز وجل. وهذا فيه تنبيه الى انه قد يشرك بالله اهل العلم وقد يقع في الكفر اهل العلم ذلك من باب التلبيس الذي يلبس على اهل التوحيد واهل الايمان واهل الاسلام بان يزينه عبادة غير الله عز وجل ولذلك شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى فاعظم ما بلي به في زمانه بلي بعلماء ذلك الوقت. علماء زينوا الشرك بالله سبحانه وتعالى. وجعلوا عباد والطواف بها والذبح لها والتقرب اليها كل ذلك من باب انها وسائل تقرب الى الله عز وجل وان وسيلتهم الى الله سبحانه وتعالى. فقلبوا التوحيد شركا وجعلوا الشرك توحيدا بل تقربا الى الله سبحانه وتعالى فكفروا واضلوا وضلوا في انفسهم واطاعهم خلق كثير وهذا معنى هون ابن مبارك وهل افسد الدين الا الملوك واحبار صوره فان فساد الدين من هذه الجهات الثلاث وهي اما من جهة الملوك بسلطانهم وقوتهم واما من جهة العلماء بتظليلهم تلبيسهم واما من جهة العباد بابتداعهم وضلالهم فيقتدي الناس بهؤلاء فيشركون بالله سبحانه وتعالى. اذا معنى كما ان اليهود والنصارى قد عبدوا وزينوا الجبت والطاغوت فحتما سيكون في هذه الامة من سيفعل ذلك وسيكون ايضا هذا الامر من العلماء وليس من العوام. سيكون العلماء وليس من العوام كما حصل في عهد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب بل كما حصل الشيخ على عهد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عند البكر كدما كان يجوز الشرك بالله عز وجل ويجوز عبادة غير الله سبحانه وتعالى ويرى هذا من باب انهم يتخذونه وسطاء شفعاء وانهم وسيلة الى الله سبحانه وتعالى تقرب الى الله سبحانه وتعالى فهذا الدليل هذا الدليل يستدل به بقوله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشم وذراعا بذراع فكما وقع اليهود والنصارى وقع بعض علمائهم الذين اوتوا نصر الكتاب ان جوزوا وزينوا عبادة الطاغوت وزينوا الجبت صححوا ما عليه المشركين من عبادة غير الله عز وجل فكذلك سيكون في هذه الامة من يفعل ذلك وقد ذكر ابن جرير رحمه تعالى باسناده عن سفيان عن عكرمة العمر دينار عكرمة ان عن ابن عباس انه قال ذلك حيي ابن اخطب وكعب الاشرف. وذلك ان كفار قريش اتوا الى الاشرف لعنه الله محمد ابن اخطب وذكر قالوا اينا احب الى الله عز وجل نحن او محمد نحن او محمد؟ فقال اخبرونا ما انت وما محمد صلى الله عليه وسلم فقال نحن نقرئ الضيف نسقي الحاج ونطعم الضعفاء ونعين على نوائب الحق ومحمد صنبور اتانا فرق جماعتنا وفر شتت كلمتنا وهو يأتي بذي لم نعرفه نحن ولا اباؤنا. فقال حيي بن اخطب وهو يعرف ان محمد صلى الله عليه وسلم اتى صحيح وكذلك ابن اشرف ولكنه نسأل الله العافية والسلامة سبق عليه الكتاب فظل واضل وكفر بالله عز وجل فقال انتم خير خير من محمد انتم خير محمد مع علمه الواضح والظاهر والصريح انه يعلم ان محمد يدعو الى اي شيء الى التوحيد والى عبادة الله عز وجل وحده وهو اعلم ان عباد القبور ان عباد الاوثان والاحجار والاشجار انهم مشركون بالله عز وجل ومع ذلك لعظيم خبثهم قالوا وانتم خير من محمد وهذا معنى قوله الم تر الى الذين اوتوا نصير الكتاب وهم كعب الاشرف وحي ابن اخطب الا يوم يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقول الذين كفروا ويقول الذين ويقولون ويقول الذين كفروا هؤلاء يهدأ لما هدى من الذين امنوا سبيلا هذه هي قول كعب الاشرف وحي ابن الاخطب. قوله يؤمنون بالجبت والطاغوت. اولا ما معنى الجبت؟ الجبتون الجبت هذا هو اسم جامع لكل مردود وكل اسم جامع لكل ما خالف امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو الجبت وكل قول او فعل مرزول يخالف كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وقد فسر الجد بتفاسير كثيرة عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فبشره عمر وابن عباس وعكرمة ومجاهد والشعبي وغير واحد ان المراد بالجبت هو هو السحر هو السحر وجاء عن بعضهم ان الجبت هم الكهال وجاء عن بعضهم ان الجبت هو الاصنام والصحيح في هذا كله انه جامع لكل ما خالف امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم وهو كل امر مرذول من الاقوال والافعال يسمى جبت وهو يعني وهو يصدق على السحر ويصدق على الكحانة ويصدق على عباد الاصنام ويسقط ويصدق على الاصنام ويصدق على كل شيء ففيه امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. اما الطاغوت فقد فسر بانه الشيطان. انه الشيطان وفسر ايضا بانه الساحر. وفسر ايضا بانه الكاهن. وفسر ايضا بانه سدلت سدنة الاوثان. الذين يزينون لعباد القلوثان عبادتهم كل هذا يسمى ايضا يسمى طاغوت. والطاغوت اصله من الطاغوت وهو اسم لكل من عبد من دون الله عز وهو راضي او دعا الناس لعبادته او حكى بغير ما انزل الله سبحانه وتعالى او ادعى علم الغيب واعظم ذلك هو ورأس اولئك كلهم هو الشيطان لعنه الله عز وجل. واصل الطاغوت من الطغيان وهو التجاوز. فكل ما تجاوز به عبده حده يسمى طاغية يسمى طاغية وسمي الطاغوت طاغوتا لانه تجاوز حد العبودية الى ان الى ان انزل منزلته منزلة الرب سبحانه وتعالى انما يتعلق في الحاكمية او يتعلق في التوحيد او يتعلق بادعاء علم الغيب فانه يسمى ولذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى الطواغيت رؤوسهم كثير الطواغيت كثير ورؤوسهم خمسة ورؤوسهم خمسة اول من ذكر من الشيطان لعنه الله عز وجل ووجه كون الشيطان طاغوت انه امتنع عندما امره الله عز وجل ان يسجد لابينا ادم قال انا خير منه. فخرج من العبودية وطغى فسمي طاغوتا. وايضا سمي طاغوتا لانه يدعو الناس الى عبادته. وهو راض ان يعبد من دون الله عز وجل. فبكل هذه المعاني يسمى الشيطان الطاغوت لعنه الله عز وجل. ايضا من الطواغيت الذي ذكره ابن القيم من عبد من دون الله وهو راضي. من عبد من دون الله وهو راضي كل من عبد من دون الله وهو راضي فانه يسمى طاغوت. لانه انزل نفسه منزلة الرب سبحانه وتعالى ومنزلة الله في الوهيته. ايضا من الطواغيت من عبد من دون من دعا الناس لعبادة نفسه. من دعا الناس لعبادة نفسه فانه يسمى طاغوت ولا يلزم ان يعبد لا يلزم ان يعبد بل لو دعا ولم يعبد يسمى طاغوت لانه دعا الناس الى تأليهه والى عبادته وهذا حق لله عز وجل من طلب كذلك فيسمى طاغوت لانه طغى من العبودية الى نصب الى ان جعل نفسه الها مع الله عز وجل. حتى لو لم يعبد الرابع من الطواغيت من ادعى علم الغيب من ادعى علم الغيب ويدخل في هذا السحرة والكهنة والمنجمون وكل من ادعى علم الغيب المستقبلي فانه يسمى طاغوت كل من ادعى علم الغير مستقبلا فانه يسمى طاغوت لان علم الغيب لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى وهذا امر قد جحص الله به نفسه سبحانه وتعالى فمن ادعى فقد تجاوز حده الذي حده الله له وانزل نفسه منزلة الاله والرب سبحانه وتعالى القسم او الرابع من حكى بغير ما انزل الله وذلك ان الحكم لله سبحانه وتعالى. ومن حكم بما بغير ما انزل الله فهو طاغوت. لان الواجب عليه ان يحكم بما انزل الله. ومن دعا الناس الى التحاب لغير ما انزل الله يسمى طاغوت ايضا لانه تجاوز حده في العبودية. ومن قرر وقنن والزم يسمى ايضا طاغوت وكذلك المبدل يسمى طاغوت لان عبوديته الا يتحاكم الا الى الكتاب والسنة والا يحكم الا بالكتاب والسنة فاذا حكم غير ذلك او التزم ان يحكم بغير ذلك فانه يسمى يسمى طاغوت. اذا هؤلاء هذه الاية ساقها شيخ الاسلام ليبين انه كما وقع في اهل الكتاب من زين الجبت والطاغوت وعبده وصحح مذهب الكفار والمشركين وهم اهل علم فكذلك سيكون في بهذه الامة من سيفعل ذلك فقد وقع. وقد وقع في عهده رحمه الله تعالى حيث بولي بعلماء الفجرة وعلماء مشركين زين للناس عبادة غير الله سبحانه وتعالى وصححوا مذهب المشركين والقبوريين واخبروهم انكم على دين صحيح ووصفوا شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بانه على مذهب الخوارج وانه على دين الخوارج وهم بذلك يعلمون ان محمد ان شيخ الاسلام عبد الوهاب قد اتى بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه سار على نهجه ولكن لتبقى رئاستهم وتبقى منزلتهم في قلوب العوام زينوا الشرك وزينوا عبادة غير الله سبحانه تعالى والذي اراده انه كما حصل في الامم السابقة من عبد الطاغوت من اهل العلم وزين عبادة من اهل العلم فسيكون ايضا في هذه الامة لقوله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنما كان قبلكم. قوله بعد ذلك وقوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك لمثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القرد والخنازير وعبد الطاغوت. هذه ايضا في الامم السابقة اي هل من هو شر منا عندما عير بعضهم محمد صلى الله عليه وسلم بانه على ضلال وعدم استيقاظ وانه خالف دين الاباء والاجداد وانه متوعد بالوعيد والثبور الله هذه القول هذه الاية وهي قوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة؟ اي من هو شر من هؤلاء مثوبة عند الله انما ذكر الله عز وجل حال المشركين وحال من يعبد غير الجد هناك من هو اخبث منهم واكثر منهم شرا واعظم منهم بلاء وجزاء عند الله عز وجل. اولئك الذين من؟ اليهود والنصارى الذين لعنهم الله وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت باربع صفات. الوصف الاول ان طه لعنهم. والوصف الثاني ان الله غضب عليهما. والوصف الثالث ان الله مسخهم والوصف الرابع انهم عبدوا الطاغوت انهم عبدوا الطاغوت. فاذا كان هذا قد وقع في الامم السابقة فسيقع ايضا في هذه الامة عبادة الطاغوت ويلحقهم ما لحق اولئك من العذاب والعقوبة الا مسألة المسخ فايضا فيها وهي مسألة هل يلحق هذه الامة؟ والصحيح انه سيكون في هذه الامة مسخ وخسف في اخر في اخر الزمان. واما هؤلاء الذي جعلهم الله قرة هل تناسلو وهل بقوا؟ نقول الصحيح ان ان القرد والخنازير التي التي اه نسخ اليها اليهود والنصارى او نسخ اليها اليهود الذين آآ احتالوا على اخذ الحوت يوم السبت هؤلاء مسخهم الله عز وجل وخنازير وبقوا ثلاث ايام ثم هلكوا. ولا يتناسلوا نسف ولا يتناسلوا مس لا يتناسلوا مس بل اذا قلب الله شخصا الى فانه لا يتناسب ولا يعقب بل يموت بعد ثلاثة ايام كما جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان قال لم يمسخ الله قوما فيجعل لهم نسلا ولا عقبا. وان القرد والخنازير كانت قبل ذلك لان هناك من يظن ان القردة والخنازير الموجودة الان هي من عقب ذلك اولئك الذين مسخوا هذا قول باطل وانما القرد والخنازير قبل اولئك الذين مسخوا والذين مسخوا قرى الخنازير قد انتهوا واندرسوا وانتهوا ولم يعقبوا ولم يكن لهم نسل بل ماتوا بعد ذلك بثلاثة ايام. الشاهد من هذه الاية ان الله سبحانه وتعالى اخبر ان من اهل الكتاب من عبد الطاغوت. واذا كان هذا الامر قد وقع في اهل الكتاب فكذلك سيقع في هذه الامة ويكون في الامة من يعبد من يعبد الطاغوت وكل ما وقع في الامم من شر سيقع في هذه الامة سيقع في هذه الامة من بعض افرادها. قالوا ان ان عيسى ابن الله وجد في هذا لمن يقول ان محمد ابن الله وان الله خلقه من من نوره. قالوا ان الله سبحانه وتعالى يحل في حل في مريم وجد من يقول ان الله حل في اوليائه وتلبس بهم تعالى الله عن قولهم قالوا ان الله سبحانه وتعالى انه مشى على الارض وجد في هذا الرجل يقول ان الله جسم كالاجسام وانه له ايد كيد البشر وله سمع كسمع البصر ووجد هذا. قالوا ايضا ان الله فقير بهذه الامة من عطل الله من صفة كرمه وجوده وسخائه قالوا ان الله لا يسمع وان الله لا يسمع وقالت ووجد في هذه الامة ان يقول ان الله ليس له ولا بصر وما شابه ذلك. اذا كل ما وجه في الامم السابقة سيوجد في هذه الامة. واعظم ما وجد في ذلك انهم عبدوا غير الله عز وجل وسيكون في هذه الامة ايضا من يعبد من يعبد غير الله عز وجل. هذه هي الاية التي ساقها لاجل يبين رحمه الله تعالى ان شر الناس جزاء عند الله عز وجل الذين عبدوا الطاغوت واشركوا بالله سبحانه وتعالى فاولئك الذين لعنهم الله وعمل الطاغوت اي هذا آآ قول وعمل الطاغوت معطوف على ما قبله اي لعنهم الله وغظب عليهم وآآ الذي وصفهم بانهم جعلوا وعبد الطاوتي لعنه ابو غضب بسبب اي شيء انهم عبدوا الطاغوت واشركوا بالله عز وجل. وجاء في قراءة وعبد او عبد الطاغوتي على قراءة حمزة لكن المشهور قراءة وعبد الطاغوت والذي يعنينا هنا في هذه الاية انه كما وقع الشرك في الامم قبل سيقع ايضا في هذه الامة وهذا هو الدليل الذي ساقه شيخ الاسلام لتبيين وايضاحه. المسأل قول الاية الثالثة التي ساق ايضا وقوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. هذه القصة ذكرها الله عز وجل في قصة اصحاب الكهف الذين من بين قومهم عندما كانوا يشركون بالله عز وجل وارادوا ان يوحد الله ان يوحدوا الله ويعبدوا الله عز وجل وحده وان ينابذوا ويترك قومهم لانهم يشركون بالله سبحانه وتعالى فظلل الله على اسماعهم وابصارهم وناموا ما يقارب ثلاث مئة سنة فهذه السنة يقلبهم يمنة ويسرة ثم خرجوا بعد ذلك عن الناس ثم قبض الله ارواحهم فقال اولئك القوم الذين من قوم هؤلاء الفتية قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. وقولهم لنتخذن عليهم مسجدا اي سيعظمون قبورهم وسيجعلون اماكن قبورهم مساجد يعبدون الله عز وجل عندها ويعبدون من دون الله سبحانه وتعالى ويحتمل هنا اتخاذ اتخاذ مسجد يحتمل امور يحتمل ان يجعل مكان يعبد الله فيها وهذا وسيلة من وسائل اي شيء الشرك بالله عز وجل وهو محرم ان يتخذ قبور الصالحين مساجد ولعن الله عز وجل اتخذ قبور الانبياء مساجد فيكون هذا محرم وطريق من طرق الشرك بالله عز وجل. ويحتمل ايضا ان يكون المعنى مسجد ان يعبدونه من دون الله عز وجل وهذا هو الشرك الاكبر البخل المخل من ذات التوحيد. فيكون اولئك قد اشركوا وكفروا بالله عز وجل. ويحتمل ايضا ان اولئك كانوا مسلمين ثم قال اتخذ مسجدا فكفروا بهذا الاتخاذ ولذلك اختلف اهل التفسير من الذين قالوا لنتخذن عليهم مسجدا على ثلاث اقوال القول الاول انهم مشركون وكانوا اقوياء لهم الغلبة فلما رأوا ان هؤلاء بقوا ثلاث مئة سنة قال اتخذن عليهم مسجدا. وهذا هو الشاهد اذا كان هؤلاء كانوا مشركين وعظموا القبور وعبدوا من دون الله عز وجل كذلك سيكون في هذه الامة من يعظم القبور ويعبدها من دون الله عز وجل وهذا مراد الشيخ. وقال اخرون ان اولئك قال اتخذن عليهم مسجدا هم المسلمون. ولكن ارادوا ان يجعلوا اماكن قبورهم مكانا للعبادة لله عز رجل لا يعبدونه ولكن يعبدون الله سبحانه وتعالى وهذا وسيلة وطريق من طرق الشرك بالله عز وجل وهو محرم فكما ان هؤلاء وفعلوا ذلك وعبدوا وبعد ذلك سيكون ايضا في هذه الامة من يعظم القبور ويتخذ مساجد يعبد الله يعبد الله عندها ثم بعد ذلك يعبدها من دون الله عز وجل وهذا قول قال في جبل اهل التفسير القول الثالث وعلى هذا ايضا يحتمل انه كما وقع في الامة وقع في الامم السابقة من اتخذ القبور مساجد يعبد الله فيها وعبد بعد ذلك اي غلا سيكون في هذا من يتخذ المساجد ويعبد الله عنده ثم يعبدها بعد ذلك. الطائفة الثالثة قالت ان المراد وهو قول اكثر المفسرون رجح ابن كثير ان المراد بقوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم انهم العظماء والامراء والرؤساء والملوك الذين هم رؤوسا عليهم ولهم الشوك والقوة هم الذين غلبوا عليهم وقالوا لنتخذن عليهم مسجدا. وجعلوا اماكن قبورهم مسجدا يعبدون يعبدونه من دون الله عز وجل وهذا هو حال دائما الجهلة والظلمة والفجرة انهم يدعون الناس الى عبادة غير الله سبحانه وتعالى الا من عصمه الله او سبحانه وتعالى فيقول المراد ان الذين قالوا ذلك ليسوا هم اهل الحق وليسوا هم اهل العدل وليسوا هم اهل التوحيد وانما قاله الجهلة من اتباعهم الذين هم لهم القوة والشوكة فدعوا فعظموا القبور وبنوا عليها مسجدا وعبدوها اما عبدوا القبور ذاتها واما عبدوا الله عز وجل عنده ابتداء ثم غلوا فيها وعملوا من دون الله سبحانه وتعالى. والشاهد من هذه الاية انه كما اتخذ اولئك مسجدا على قبور اولئك الصالحين وقد وقع في هذه الاخوة وسيقع لن يتخذ قبور الانبياء من اتخذ قبور الانبياء والصالحين مساجد وهذا قد امتلأت به في هذه الازمة بل قبل ذلك تجد ان بلاد الاسلام تعج بهذا المنكر. فتجد المساجد قد قد بنيت على القبور وجعل عليها القباب وجعل عليها الابنية العظيمة واصبح الناس يأتونها زرافات ووحدانا ليعبدوا الله عز وجل عند قبر ذلك الرجل الذي يزعمون انه صالحا اوليا فعبد ذلك الفضل من دون الله سبحانه وتعالى اذا هذي مناسبة للاية لهذا التوحيد. ثم قال بعد ذلك وهو تقرير لما سبق من الايات ووجه الاحتجاج بها ساق حديث ابي سعد رضي الله تعالى عنه الذي رواه البخاري ومسلم طريق زيد ابن اسلم عن عطاء عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه واجلينا من طريق ابن ذيب عن سيد مقبل ابو هريرة ثم قال تتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع. حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وجاء وساق المؤلف هنا بطريقة اخذه عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الاقتضاء انه قال لتتبعن سنن كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. هذا اللفظ لفظ حتى القذة بالقذة ليس بالصحيحين. وليس هو في اه الكتب الستة بهذا الاسناد وانما هذه اللفظة لفظة حذو القذة بالقذة جاءت عند الطبراني بالحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ذكر ايضا المرغوذي في كتاب السنة من طريق من طريق ابي قيس الاودي عن ابن عم حزين ابن مسعود رضي الله تعالى عنه موقوفا ومرفوعا والصحيح الموقوف انه قال لتسلكن مسلك الذين قبلكم حذو القذة بالقذة حذو القذة بالقذة وهذا اسناد صحيح موقوف على ابن مسعود رضي الله تعالى عنه لانه على شرط البخاري وان كان في ابي قيس عبد الرحمن بن سروال اودي فيه كلام لاهل العلم وقد اخرجه البخاري واخرج له بقية اهل الكتب الستة الا مسلم فهذا الحديث نقول لا بأس وقد وقع خلاف على ابي قيس فقد رواه سفيان الثوري من طريق ابناء المهدي عن ابي قيس عن عبد الله من قوله ورواه ليث النبي سليم عن ابي قيس الاودع مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن او لتسلكن مسلك الذي من قبلكم حذو القذة بالقذة. وجاء ايضا من طريق حذين اليمان رضي الله تعالى عن الحديث عند الحاكم عند الحاكم وعند ايضا آآ البغوي عند غير واحد من الهند بقوله قولي هي بئس الاخوة لكم اليهود اذا كان لكم اذا كانت لهم كل اذا كانت لكم كل حلوة ولهم كل مرة لتتبعن سننهم حذو القذة بالقذة حذو القذة بالقذة وهذا اسناد جيد عن حذيفة رضي الله تعالى عنه موقوفا وجاء مرفوعا لكن الموقوف قهوه حيض طويل وهو لتنقضن عرى الاسلام عروة عروة واوله اول ما تفقه من دينكم الصلاة واخوتكم دون من دينكم الخشوع ولتنقضن عور الاسلام عروة عروة ثم ذكر ولتأخذن مسلك اداة تبع انه سنن كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو حتى ان فيهم من بهم المرأة فيقوم اليهم فيقوم اليها بعضهم فيجامعها ثم يعود الى اصحابه يضحك كذلك سيكون ويكون فيكم فرقتان فرقة تقول ما بال الصلاة خمس صلوات وانما في كتاب الله ثلاث صلوات فيدعونها وفرقة اخرى ذكرها وعليه رضوان الله واسناده واسناده جيد. فالشاهد من قوله حذو الغدة بالخذة انها جاءت من حديث مسعود رضي الله تعالى وثوبان وليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعة ومعنى ذلك المبالغة في التشابه والتأسي. الشاهد من قوله حذو القذلة بالقذة انه من باب المبالغة في اي شيء تشابه لان القدة القذة هي الريشة ريش السهم لا بد ان يكون متساويا حتى يكون انطلاقه مستقيم فاذا مالت تقدمت احداهما على الاخرى او كان بعضها اطول من بعض لم يحصل الانطلاق على وجه على وجه سديد وانما يميل او يسقط او ما شابه ذلك لابد ان تكون متساوية في دقة متناهية فشبه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث انكم لتتبعن سنن قبلكم حذو القذة بالقذة اي مبالغة في اي شيء في التشبه بهم في باب التشبه ودليل ذلك ما في الصحيحين حتى لو دخلوا جحر لدخلتموه وجحر الضب خص بهذا الذكر لان جحر الضب من اصعب الجحور التواء. الظب لا يكون على طريق واحد المعتدل وانما يكون جحره ومن بيته الذي يكون فيه على على هيئة الالتواء يلتوي يمنة ويسرة ويذهب يمين ويسار ذلك لو فعل اليهود ذلك ودخلوا جحر ضب مع صعوبة سلوكه ووعورة طريقه لتبعهم بعض هذه الامة وهذا تراه واضحا في من جهة الهيئات ومن جهة الاشكال ومن جهة الالوان تجد انك في بعض الامة يوافق اليهود والنصارى في كل صغيرة وكبيرة في في اشكالهم وفي مأكلهم وفي مشربهم وفي كثير من الامور التي يفعلها اولئك تجدهم يتشبهون بهم والمصيبة فاذا كان التشبه يكون في عبادتهم او في عهد او في فيما يتعلق بطقوس اديانهم لا شك انه لن يكون الامر اعظم واخطر من التشبه له والمراد بهذا الحديث ان ان بعض الامة سيكون على طريق اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة حذو شبرا بشبر ذراعا بذراع حتى لو دخل جحر ربنا دخلتموه. وجاء الله بن عمرو حتى لو كان فيهم بل اتى امه علانية ليكون فيكم من يأتي امه علانية نسأل الله العافية والسلامة. فهذا الحديث الصحيح الذي يدل على هذا يدل على ان كل ما ساقه الله واخبره واخبر به ربنا سبحانه وتعالى عن اهل الكتاب من الكفريات والشركيات التي وقعت فيهم سيكون ايضا في هذه الامة لعموم قوله لتتبعن سننه والمراد بالسمن المراد بالسنن المراد بالسنن الطرق والسبل التي سلكها اليهود والنصارى. شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قال قالوا بل يا رسول الله؟ قال اليهود والنصارى اخرجا اي ان الذي سنتبعهم الامة هم اليهود والنصارى. وهذا العموم الذين تتبعون ليس على عمومه لان هذا لان هذا يخرج منه قوله صلى الله عليه وسلم لا تزال الحق منصورة لا يضرهم من خالفهم من خذلهم حتى يأتي امر الله وانما المراد بهذا الحديث ان بعض افراد الامة سيتبع سبل اليهود والنصارى وطوق اليهود والنصارى ويتشبه بهم وهذا قد يكون على هيئة افراد وقد يكون على هيئة جماعات ولكن لا تكن امة على هذه الطريقة كلها بل لابد ان يكون في الامة من هو متمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اقف عند حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه حتى نكمل مع المساء حتى لا اطيل عليكم والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد