بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. اما بعد فقد قال الامام رحمه الله تعالى باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين باب ما جاءن سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هم هو الغلو في الصالحين. وقول الله عز وجل يا اهل الكتاب لا في دينكم وفي الصالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن توجهوا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا. قال هذه اسماء رجال صالحين. هذه اسماء رجال صالحين ما من قوم نوح فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم ان انصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا سموها باسنانهم ففعلوا ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت وقال ابن القيم رحمه الله قال غير واحد من السلف لما ماتوا عفوا على قروبهم لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا متماسيلهم ثم طال عليهم الأمل فعبدوهم. وعن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا اذكروني كما اطعت النصارى ابن مريم انما انا عبد. فقولوا عبد الله ورسوله اخرجه. وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك فانما اهلك من كان قبلكم الغلو المسلمين عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون قالها ثلاثا فيه مسائل الاولى ان من فهم هذا الباب وبابين بعده تبين له غربة الاسلام ورأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجب الثانية معرفة اول شرك حدث على وجه الارض انه بشبهة الصالحين الثالثة اول شيء به دين الانبياء وما سبق ذلك مع معرفة ان الله ارسلهم الرابعة قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها الخامسة ان سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل. فالاول محبة الصالحين. والثاني فعل اناس من اهل اهل العلم والدين فعل اناس من اهل والدين. فعل اناس من اهل العلم والدين شيئا ارادوا به خيرا فظن من بعدهم انهم قالوا به غير السادسة تفسير الاية التي في سورة نوح السابعة جبلة الادمي في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد الثامنة فيه شاهد لما نقل عن السلف ان البدعة سبب للكفر. التاسعة معرفة الشيطان بما تؤوله اليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل العاشرة معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه الحادية عشرة مدرج العكوف على القبر لاجل عمل صالح. الثانية عشرة. معرفة النهي عن التماثيل والحكمة في ازالتها الثالثة عشرة معرفة عظم شأن هذه القصة وشدة الحاجة اليها مع الغفلة عنها الرابعة عشرة وهي اعجب واعجب قراءتهم اياها في كتب التفسير والحديث ومعرفتهم بمعنى الكلام وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا ان فعل قوم نوح هو افضل العبادات واعتقدوا ان ما نهى الله ورسوله عنه فهو الكفر المبين للدم والمال الخامسة عشرة. التصريح انهم لم يريدوا الا الشفاعة السادسة عشرة. ظنهم ان العلماء الذين صوروا ارادوا ذلك السابعة عشرة البيان العظيم في قوله في قوله صلى الله عليه وسلم لا تقروني كما اطرت النصارى ابن مريم وصلوات الله وصلوات الله وسلامه على من بلغ البلاغ المبين. الثامنة عشرة. نصيحته ايانا بهلاك المتنطعين. التاسعة عشرة التصريح بانها لم تعبد حتى نسي العلم. ففيها بيان معرفة قدر وجوده ومضرة فقده. العشرون ان سبب ديال العلم موت العلماء الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخ الاسلام رحمه الله الله تعالى باب ما جاء من سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين هذا الباب ساقه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بعد ما بين الكفر والشرك وحقيقته وذكر خطره وبين ان التعلق بغير الله عز وجل انه تعلق باطل فابطل الشرك بكل صوره وبكل ما يتعلق به المشركون انتقل رحمه الله بعد ذلك الى تبين اعظم سبب من اسباب الشرك ومن اسباب الخروج من دائرة التوحيد الى دائرة عبادة غير الله عز وجل وهذا السبب هو قوله رحمه الله تعالى الغلو في الصالحين اذا هذا الباب يتعلق بما قبله ان الابواب السابقة كلها سيقت لبيان التوحيد. ولبيان الشرك وخطره وبيان صوره وانواعه ثم انتقل بعد ذلك الى تبين ان كل من تعلق بغير الله عز وجل فتعلقه باطل واما غير الله لا ينفع ولا يضر ولا يملك نفعا ولا ضرا من دون الله عز وجل. وقد قرر هذه مسائل احسن تقرير فلما وضح ذلك وبينه ووضح آآ ذلك بالبراهين والادلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم انتقل الى الاسباب والوسائل المفظية الى الشرك وذلك من باب التحذير ومن باب حماية العبد نفسه ان يقع في الشرك وهو لا يشعر فان الاسباب هي الطرق نوصل الى ذلك الشر ولا شك ان الاسباب تأخذ حكم المقاصد. وان الوسائل لها حكم مقاصدها. فاذا كانت هذه الوسائل وهذه الاسباب توصل الى عبادة غير الله عز وجل فانها محرمة وباطلة ويجب على المسلم ان يتعرف هذه الاسباب وان يتعرف على هذه الطرق لا لاجل ان يعرفها فقط وانما لاجل ان يجتنبها وان يتقيها وان يبتعد عن طرقها وسبلها حتى يسلم دينه له. وكما قال حذيفة رضي الله تعالى عنه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني وكما من لا يعرف الخير من الشر يقع فيه فلابد للمسلم ان يعرف الاسباب والوسائل والطرق التي توصي الى عبادة غير الله عز وجل وباستقراء كلام الله عز وجل وكلام رسوله والنظر في التاريخ واخذ ذلك سير النبي من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتاريخ الامم تجد ان اسباب الشرك كثيرة وان اعظمها واشد خطرا على العبد هو تعظيم الصالحين وتعظيم الصالحين والغلو فيهم. اذا هذا السبب هو اول سبب وقع فيه الخلق بالشرك بالله عز وجل انهم غلوا في الصالحين وعظموهم تعظيما فوق فوق المنزلة التي انزلها الله اياهم وقد جاء في مقدمة مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنه انه سبق قال انزل الناس منازلهم انزل الناس منازلهم وهذا الحديث وان كان اسناده منقطع فان معناه صحيح. فالمسلم مأمور ان ينزل الناس منازلهم فيعرف لاهل الفضل فضلهم ويعرف لاهل العلم فضلهم كذلك. ولكن هذه المنازل لها قدر ولها منزلة لا يتجاوزها اولئك العلماء ولا اولئك الفضلاء ومتى ما تجاوز العبد بهم منزلتهم التي انزلهم الله اياها فان ذلك مدعاة الى عبادتهم والى الغلو فيهم والى اخراجهم من حيز العبودية الى حيز الالهة التي تعبد من دون الله عز وجل. فذكر في هذه فذكر هذه الاية وهي قوله تعالى قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم. فهذا يبين ان سبب خروج اهل الكتاب من دائرة التوحيد ومن دائرة الاسلام الى دائرة الشرك والكفر بالله عز وجل انهم غلوا في دينهم وغلو اهل الكتاب غلو اهل الكتاب يتفاوت من طائفة الى طائفة فطائفة غلت حتى انزلت المخلوق خالقا وطائفة غلط حتى جعلت الاوثان متصرفة مع الله عز وجل وطائفة غلت وفرطت حتى جعلت الاولياء ابناء زنا قاتلهم الله جميعا ولعنهم الله جميعا. فلا شك ان هذا الغلو وقع في اهل الكتاب. وسيأتي على هذه المسألة ومسألة غلو اهل الكتاب والاستدلال بها لكن الذي يعنينا هنا ان المؤلف ساق هذا الباب في كتاب التوحيد ليبين سبب الشرك ليبين سبب الشرك وان اعظم سبب يدعو الى الشرك هو الغلو وتجاوز الحد الذي حده الله ورسوله للمؤمنين او للصالحين او للاولياء فان هذا مدعاة لعبادتهم من دون الله عز وجل. المسألة الثانية تعلق هذا الباب في كتاب التوحيد او ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟ مناسبته ان الغلو في الصالحين والغلو الاولياء والانبياء والرسل انه سبب من اسباب عبادة غير الله عز وجل. فاما ان يكون ذلك السبب مباشرا ان يتخذوا الهة مع الله سبحانه وتعالى وهذا منافيا للتوحيد من اصله وخروجا من دائرة الاسلام واما ان يعظمهم تعظيما يكون فيه مرتكبا لشيء من الشرك الاصغر وليس مشركا شركا اكبر اكبر كأن يدعو الله بجاههم ويدعو الله اسأل الله عز وجل بمنزلتهم ذواتهم وهذا ايضا من الغلو الذي يذم صاحبه فيكون من الشرك المنافي لكماله توحيد الواجب. اذا الغلو في الصالحين اما ان يكون سبب للشرك الاكبر. واما ان يكون سببا للشرك الاصغر. ولا شك ان كل ما كان وسيلة للشرك الاكبر فهو شرك اصغر وهو محرم باتفاق باتفاق اهل العلم. اذا هذا هو هذا هو السبب الذي او هذه مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد. المسألة الثالثة ذكر ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين ذلك ان ما بين ادم عليه السلام الى نوح عليه السلام وهي عشرة قرون كانوا على التوحيد وعلى الاسلام ما بين قوم نوح وموى ادم عليه السلام كانت عشرة قرون وكانوا على التوحيد كما روى ذلك علي ابن ابي طلحة ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال ما بين ادم الى نوح كانوا على التوحيد وكان بينهما عشرة قرون. وانما وقع اول شرك في الارض بسبب قوم نوح عندما كان فيهم اناس صالحون وهؤلاء الصالحون هم ابناء من ابناء دادم عليه السلام وهم ود وسواع ويغوث ويعوق ونشرا وكان هؤلاء اناس صالحون يعبدون الله عز وجل ويتقربون اليه بانواع القرب. فمات احدهم فمات احدهم فلما قال الشيطان لهم لو صورتم صورته في قبلتكم حتى اذا حتى اذا ذكرتموه او رأيتموه ورأيتم صورته تذكرتم حاله وعبدتم الله عز وجل وازددتم عبادة لله سبحانه وتعالى. فامتنعوا كما ذكر ذلك الفاتح وذكروا ايضا غير واحد من حديث محمد بن كعب القرضي انهم قالوا اجعلوه في قبلتهم فقالوا لا. اما في قبلتنا فلا فلا نجعل شيئا يحول بيننا وبين وبين صلاتنا فيشغلنا عن صلاتنا فقال اجعله في اخر مسجدنا فصوروا صورته في اخر المسجد فلما صوروها كانوا يريدون بهذا التصوير ان ينشطوا في العبادة وان يتقربوا الى الله عز وجل اذا رأوا مثل هذا الرجل الصالح. ثم تتابع اولئك الصالحون موتا فكلما مات واحد منهم صوروا صورته في اخر المسجد حتى حتى تكامل عددهم. فلما نسي العلم وانقرض انقرض ذلك الجيل وانسلخ ذلك الجيل اتى جيل بعدهم فلما اتوا قالوا اتاهم الشيطان لعنهم الله لعنه الله فقال ان اباءكم كانوا يستغيثون بهم وكانوا يسألونهم وكانوا يستسقون بهم فعبدوهم من دون الله عز وجل وذلك لما نسي العلم. اذا هذا هو اول سبب وقع الخلق فيه بالشرك بالله عز وجل والكفر بالله سبحانه وتعالى عندما غلوا في الصالحين فكان مبدأ الامر هو تعظيم هذا الصالح والغلو فيه حيث انهم صوروه صورة حتى يزدادوا عبادة ويزداد نشاطا في طاعة الله عز عز وجل ولا شك ان هذا الفعل وهو تصوير التماثيل وتصوير هؤلاء الصالحين ان لم يكن شريعة سابقة عند اولئك بالجواز والا هو غلو من صور الغلو التي كان اثرها ان عبد تلك الاصنام واصبحت الهة من دون الله عز وجل. الا ان الغلو يتفاوت فكان اول غلوهم هو تصويرهم وتمثيلهم. ثم ثم كان غاية غلوهم ان عبدوهم من دون الله عز وجل. وما بين الاوائل والاواخر الا ان مات المتقدمون. ثم بعد اتى المتأخرون فعبدوا اولئك عبدوا اولئك من دون الله عز وجل. وهذا يحصل كثيرا عندما يبتدأ الناس بدعة او ضلالة تبتدئ اول ما تبتدأ صغيرة ثم بعد ذلك مع نسي العلم ومع ذهاب من يحذر من ذلك يزداد الامر تعاظما تفاقما حتى يعبد من دون الله او حتى تكون تلك البدعة شركا اكبر مخرجا من دائرة الاسلام او كفرا بالله عز وجل او لله عز وجل. ومن تتبع البدع التي وقعت في الامة يجدها اول ما تبدأ تبدأ على وجه التعظيم. او على وجه التنزيه لله عز وجل على وجه او او على وجه التسارع في طاعة الله سبحانه وتعالى. وما ان تستمر هذه البدعة وتستقر في قلوب الناس الا وتجد الناس قد غلوا فيها وخرجوا بها من حيز الكبيرة او من حيز المعصية الى الى الى حيز الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى. اذا هذا هو اول مبدأ الشرك الذي وقع في هذه الامة. ثم بعد ذلك كان التعظيم الاجساد واما اي على البشر كما فعل قوم نوح واما على الكواكب وربط الكواكب الارواح فان فان الصابئ وعباد الكواكب من قوم ابراهيم عليه السلام انما عبدوا كواكبا وجعلوا لهذه الكواكب ارواح تعود لبني ادم جعلوا لكل كوكب روحا يصرفه يصرفه الانس ويصرفه البشر فجعلوا تلك الصور التي في السماء هي صور تلك البشر الذين هم في اذا مرد عبادة غير الله عز وجل سواء في الصالحين او في الكواكب هو الغلو في الصالحين. فاما انهم ربطوا الكواكب البشر واما انهم ربطوا الاصنام والاحجار بهذه بهذه بهذه بهؤلاء الاولياء وبهؤلاء الصالحين. هذا اولا ثم ذكر قوله تعالى يا اهل كتاب اهنا ذكره رحمه الله تعالى هذه الاية في مقام اللهي وفي مقام التبين والتقرير وذلك ان نبينا صلى الله عليه عليه وسلم اخبر اننا سنتبع من كان قبلنا كما جاء في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال لتتبعن من كان قبلكم ذراعا بذراعا وشبرا بشبر حتى لو حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. فاذا وقع في اهل الكتاب شيء فان هذه الامة تابعة لها تابعة لها في كل ما وقعت فيه. فكما ان الله عز وجل نهى اهل الكتاب عن الغلو وقد غلوا. فكذلك ينهى الله هذه الامة عن الغلو وستغلو ايضا وستغلو ايضا واهل الكتاب كان غلوهم في انبياء الله صالحين من خلق الله عز وجل فاول غلو وقع من اولئك عندما غلوا في عيسى عليه السلام عندما غلوا في عيسى عليه السلام وقد غلت فيه طائفتان طائفة الغلت وافرطت وطائفة جفت وفرطت. اما الطائفة الاولى التي غلت فهي التي جعلت جعلت عيسى عليه السلام جعلته ابنا لله عز وجل وجعلته روحا منه سبحانه وتعالى اي ان الله خلقه من روحه وان الله الله سبحانه وتعالى يدخل فيه ويكلم خلقه بلسان عيسى عليه السلام وان خلق عيسى واحياؤه الموتى ليس هو عيسى الذي يفعل ذلك وانما هو الله سبحانه وتعالى حيث ان اللاهوت تجسد في الناسوت فاصبح خليطا من لاهوت وناسوت هو ربنا تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. هذا الغلو من بني إسرائيل من قوم من قوم من النصارى. فغلت طائفة اخرى مقابلة لهذا الغلو وهم اليهود لعنهم الله عز وجل فجعلوا عيسى ابن زنية وقذفوا امه بالزنا وجعلوا ابن زنيت وهموا بقتله وهم الذين سعوا في قتله ورفعه الله عز وجل وسلمه الله عز وجل من ايديهم ان تناله بالاذى والسوء. فهذه فهاتان طائفتان غلت في عيسى طائفة جعلته ربا وخالقا والها وطائفة ايضا جعلته ابن زنية وليس بنبي ولا برسول فهذه افرطت وتلك فرطت وكما وقع في هذه في تلك الامم هذا الغلو فكذلك ايضا في هذه الامة قد وقع الغلو كما قال دعن كما قالت النصارى دع دعا كما قالت النصارى في نبيهم واحكم فيه بما شئت واحتكم اي دعا كما قالت النصارى من قولهم ان ان محمدا ابن الله عز وجل اي لا تقل ان محمد ابن الله وبعد ذلك قل فيه ما شئت وقد تغايرت اقوال اهل الضلال في محمد صلى الله عليه وسلم فكما قال النصارى ان عيسى ابن الله قال قال الصوفية وعباد القبور ان صلى الله عليه وسلم قد خلق ايضا من نور الله عز وجل. فعيسى خلق من رح الله وهو وهو من ذات الله سبحانه وتعالى ومحمد صلى الله عليه وسلم قالوا انه خلق من نور الله عز وجل وعبدوه من دون الله سبحانه وتعالى وجعله تصرفا وغلوا فيه غلوا عظيما كما قالت النصارى كما غلت النصارى في عيسى عليه السلام. وقد جفى اناس محمدا صلى الله عليه وسلم كما جفت اليهود عيسى عليه السلام فقالوا وان محمدا لا لا حق له ولا فضل له على غيره انما هو بشر فسنته لا يؤخذ بها ولا تتبع ولا يكون حجة الا القرآن فقط فجفوا في حق النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعزروا ولم يوقروه فاصبحت هناك طائفتان طائفة جعلت محمد صلى الله عليه وسلم الها مع وان الله خلقه من نوره ففيه شيء من الهية الله عز وجل وطائفة جفته ولم ترى له قدرا ولا مكانة ولا لسنته حق الاتباع ولا التعظيم ولا التقديم ولا شك ان ان الطائفتين جميعا كلهم على ظلالة وكفر بالله عز وجل الا ان الذين جعلوه جزءا من الله عز وجل اشد كفرا واشد شركا بالله سبحانه وتعالى. اذا هذا الامر الاول ان الله سبحانه وتعالى ترى اهلك اخبر عن اهل الكتاب انهم غلوا في دينهم. فاذا ثبت غلوهم في دينهم فكذلك سيكون في هذه الامة من من يغلو في دينه من يغلو في دينه. واصل الغلو اصل الغلو هو التجاوز اصل الغلو هو التجاوز وضابطه هو ان يتجاوز العبد حده او يتجاوز في غيره حده الذي حده الله له. اما ان يتجاوز حده من جهة نفسه فينزل نفسه بمنزلة وبمنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا غلو تجاوز به حده الذي حده الله له واما ان يتجاوز بغيره حده الذي جعله الله له فيجعل الاولياء والصالحين متصرفين نافعين ظارين من دون الله عز وجل. وفي هذه الازمنة تجد ان هذا تعج به الارض تعج به الارض وعمت به البلوى. فعندما تتجه الى بلدان المسلمين ترى قبور الاولياء والصالحين قد شيدت وقد رفعت وقد طيف بها وقد طيف حولها واصبح الناس يدعونه ويرجونها من دون الله عز وجل حتى عبدت من دون الله سبحانه وتعالى وهذا سببه انهم غلوا في اولئك الصالحين وجعلوهم متصرفون مع الله في كونه بل ان الصوفية لعنهم الله يجعلون هذا الكون يدور على اربعة اقطار. قطب في الجنوب وقطب في الشمال وقطب في الشرق وقطب في الغرب. ويقولون ان الارض لها اربعة كل ربع منها متعلق بقطب من الاقطاب. فجعلوا هؤلاء الاقطاب هم الذين يتصرفون في هذا الكون وانهم النافعون والظارون مع عز وجل وان هؤلاء الاقطاب معهم سبعة اغواث وكل غوث له تصرف في هذا الكون والاغوات يبدو يتبعهم ايضا اربعون والوتد يتبع كذلك غيره من الاسماء الباطلة والتي لا اصل لها لا من كتاب الله ولا من سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم. المقصود ان هؤلاء غلوا في هؤلاء الصالحين فصيروهم الهة مع الله عز وجل وعبدوهم من دون الله عز وجل. فتأمل قول البصيري عندما قال لو ناسبت اياته قدره لو ناسبت اياته قدره لاحيا اسمه حين يدعى دارسا رممي. يقول له ناسبت الايات التي على محمد صلى الله عليه وسلم قدر محمد لو نزلت اياته قدره لاحيا اسمه حين يدعى دارس الرنم يقول ان القرآن لا يناسب قدر محمد صلى الله عليه وسلم فهو ليس بمنزلة محمد صلى الله عليه وسلم لانهم اصلا يرون ان القرآن مخلوق وانه ليس بكلام الله عز وجل فيرون ان محمد اكرم من حيث انه مخلوق والقرآن مخلوق. فقال لو ناسبت اياته قدره عظما لاحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم. اي ان الايات المناسبة انك اذا ذكرت اسم محمد على ميت فان المناسب لمقامه ومنزلته ان يحيا هذا الميت ويقول ولكن ايات التي انزلها الله عليك لا تناسب قدر محمد صلى الله عليه وسلم ولا شك ان هذا كفر بالله عز وجل وخروج من دائرة الاسلام وجعل محمد صلى الله عليه وسلم اعظم من كلام الله هذا كفر باجماع المسلمين جعل المخلوق افضل من الخالق او افضل من شيء من صفات الخالق فهذا كافر باجماع المسلمين ولكن هذا الضال المصيري الذي ليس هو من اهل العلم يعرف ولا من اهل ولا يعرف بطلب العلم وانما هو شاعر شاعر قال ابياتا فتن بها العالم الاسلامي بها خلق كثير واخبر فيها انه قال فيها فان من جودك الدنيا وضرتها ومن علمك علم اللوح والقلم يقول ان من جودك يا محمد الدنيا وضرتها ضرتها هي اي شيء الاخرة اي انك تجود بالدنيا وتجود بالاخرة ايضا. ومن علمك علم اللوح والقلم فانت تعلم الغيب. وتعلو ما كان وما لم يكن لو كان كيف يكون. وهذا كله حق قل لله عز وجل فاذا وايضا يقول فاذا لم تكن يوم القيامة اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدم اي اذا لم تأخذ بيدي فانا الهالك لا محال وكل هذا كل هذا من الغلو الذي خرج به قائله من دائرة الاسلام نسأل الله العافية والسلامة بل ان بعضهم يرى ان الاولياء قدرهم اعظم من قدر الله عز وجل. حتى ان قصة تذكر عن عبد القادر الجلال وهي كمكذوبة عليه رحمه الله تعالى لانه من اهل السنة وبريء من هذه الخزعبلات ومن هذه الخرافات لكن من يعظمه يذكر مثل هذه القصص الباطلة. ذكروا ان عبد القادر الجيلاني امرأة تبكي وقالت ان ابني قد مات. قال متى قالت الان؟ فخرج فرفع رأسه فاذا بملك الموت قد اخذ روح هذا الميت. واذا معه ارواح كثيرة فقال اعد اعد روح هذا واعد اعد روح ابن هذه المرأة. قال ان الله امرني ان اقبض روحه. قال قال اقل لك اعده فابى ملك الموت ان يطيع عبد العبد القادر ويعصي ربه سبحانه وتعالى يقول فغضب عبد القادر وضربه بيده فخرجت في تلك اليوم مائة روح رجعت الى اصحابها ولا شك ان هذا كفر باجماع المسلمين من يظن ان عبد القادر يفعل هذا الفعل فقد كفر بالله عز وجل لانه كذب الله سبحانه وتعالى واخر يقول عندما سئل عن ولي من الاولياء قال هذا الولي هو يتكلم بعض بعض اعداء الملة واعداء وتسلطهم على اهل الاسلام قاله هذا مناقشا له مجادل له ما بال وليك لا ينتقم من هؤلاء الكفرة ومن هؤلاء الذين يحاربون الاسلام والمسلمين قال يستطيع وليي ان يرفعهم بيده ويقلبهم رأسا على عقب. ولكن ولي رحيم بهم يرحمهم لاجل اطفالهم. ولاجل نسائهم لاجل ما هم فيه من اه من ضعف وما شابه ذلك. فجعل وليه الذي يعبده من دون الله اشد واقوى من الله سبحانه وتعالى فجعل الولي لله سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا كفر بالله باجماع المسلمين. اذا ما تراه عند القبور من البكاء والتضرع والخشوع وسؤال غير الله عز وجل حتى ان بعضهم لا يحلف لا يحلف بغير الله لا يحلف بوليه كاذبا ويحلف بالله كاذبا. اذا قلت له احلف بغير بوليك فلان كاذبا لم يستطع ان يحلف. واذا قيل واحلف بالله حلف كاذبا وصادقا ولم يبالي لان الولي في قلبه اعظم قدرا ومنزلة من الله في قلبه نسأل الله العافية والسلامة وهذا ظاهر وواضح. اذا هؤلاء المشركون الذين عبدوا غير الله عز وجل انما عبدوا هؤلاء الاولياء والصالحين بسبب اي شيء ان الاولياء على قدرهم على قدرهم في قلوبهم وعظموهم تعظيما زائدا حتى جعلوهم شركاء لله سبحانه وتعالى. وذلك انهم ظنوا ان هؤلاء الصالح ان هؤلاء الصالحين لهم جاه ولهم منزلة ولهم مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى فنحن نسألهم وندعوهم ونتقرب اليهم ان يقربوننا الى الله عز وجل ويجعل ويكونون لنا وسطاء وشفعاء عند ربنا ولكنهم غلوا فوق ذلك حتى جعلوا هؤلاء صالحين متصرفون في كونه وفي وفي تدبير خلق الله عز وجل فعبدوه من دون الله عز وجل. اذا هذا هو السبب الاول الذي لاجله وقع الشرك في الامة انهم غلوا في الصالحين وعبدوه من دون الله عز وجل. فقال تعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الحق وغلوم كما ذكرنا اما في عيسى واما في موسى واما في انبياء بني اسرائيل فانهم قد غنوا منهم من جعل عزيرا ابن الله ومنهم من جعل ابن الله ومنهم من قذف عيسى بالزنا ورمى امه بالزنا فهذا كله غلو في الحق الذي انزله الله عز وجل وتفريط وافراط في هذا الحق الذي جاء به ربنا سبحانه وتعالى. قالوا في الصحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قول الله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ود ولا سواع. الاية هذا الحديث ساقه قال في الصحيح ومراده الصحيح ان ان مراده هو صحيح البخاري رحمه الله تعالى وهذا الحديث اخرجه البخاري من طريق هشام اليوسف الصنعاني عن ابن جريج قال قال عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وهذا الاثر قد اعل واستدرك على البخاري فيه. ومن الاحاديث المنتقدة عند البخاري ممن استدركه على البخاري انهم قالوا ان عطاء هذا هو عطاء الخرساني وليس بعطاء ابن ابي رباح قالوا ان فيه ان فيه علتين العلة الاولى ان عطاء هذا هو عطاء الخرساني وليس عطاء ابن ابي رباح. وعطاء الخرساني لم يسمع من ابن عباس وهو ايضا فيه فيه ضعف متكلم فيه والعلة الثانية قالوا ان ان ابن جريج لم يسمع لم يسمع العطاء الخرساني وانما ذلك من ابنه عثمان وابنه عثمان ضعيف باتفاق المحدثين. والعلة الثالثة ايضا قالوا ان عطاء هذا ان عطاء ان عطاء ابن ابي رباح لم يروي عنه ابن جريج شيئا من التفسير وانما روعا من سورة روى سورة تفسير او سورة البقرة ثم قال عطاء بن ابي رباح اعفني. ثم قال عطاء بن رباح اعتني. اذا علته ان عطاء هذا هو عطاء وهذا هو الذي قاله ابن المديني وقاله ايضا جمع الحفاظ ان تفسير عطاء ابن ابي ان تفسير ابن جورج عطاء اكثره هو عن عطاء ابن الخرسان وليس عطاء ابن ابي رباح. الا ان البخاري رحمه الله تعالى بانتقائه واخذ وذكر هذا الحي في صحيحه يدل منه انه يرى ان عطاء هذا هو عطاء ابن ابي رباح. وليس عطاء الخرساني. والا كيف يجهل البخاري مثل هذه العلة والذي ذكر هذا هذا القول وان وهو ان ان ابن جريج لم يسمع عطاء الفرساء للتفسير وانما اخذ منهم عثمان وان عطاء الخرساء ابن عباس ذكر ذلك هو علي ابن دين وهو شيخ البخاري في هذا الفن وقد اكثر عنه البخاري الاخلى في هذا العلل او في هذا الفن. فكيف يأخذ البخاري بقول المديني ثم يخرج هذا الحديث الذي ظاهره ان علته هو ما ذكر ابن المديني. لا شك ان هذا القول بعيد جدا. وان البخاري جلالته وعلمه وسعة حفظه تأبى عليه ذلك. والقول الصحيح في هذا ان ابن جريج اخذ التفسير عن عن عطاء الخرساني من طريق ابنه عثمان. الا ان ان هناك احاديث بالتفسير اخذها عن عطاء ابن ابي رباح ولا يلزم ان ان ان عطاء ابن رباح قال اعفني من التفسير عندما قرأ التفسير من الفاتحة الى انتهاء سورة البقرة ثم قال اعفني لا يلزم من ذلك ان لا يكون سمعه احاديث اخرى في تفسير ايات من كتاب الله عز وجل بل نقول الصحيح هنا ان الحديث صحيح. وان رواية ابن جريج هنا المعهية عن عطاء ابن ابي رباح لا عن عطاء الخرساء وذلك ان البخاري لا يخرج اصلا لعطاء الخرساني ولا يخرج لابن جريج عن عطاء الخرساني وانما اخراجه له هو العطاء ابن ابي رباح لا غير ولم يخرج البخاري عطاء خرساني شيئا في صحيحه رحمه الله تعالى وانما اخرج بهذا الاسناد حديثان حديث واحاديث في التفسير وعلى هذا لو كان هذا القول لو كان التفسير عنده صحيح اي تفسير عطاء عن تفسير ابن جريج عن عطاء الفرساني صحيح اكثر من ذكره في الصحيح قبل اكثر من ذكري في الصحيح لان ابن جريج روى التفسير روى التفسير عن عطاء الخرسان ومع ذلك لم يخرج البخاري في عن جريج الا حديثا واحدا وهو هذا الحديث وحديثا اخر في كتاب النكاح. اذا نقول القول الصحيح ان هذا الاسناد اسناد صحيح وان عطاء المراد به هنا وعطاء ابن ابي رباح وان عطاء حدث بهذا الحديث حدث به حدث به ابن جريج وان كان جاء عند عبد الرزاق من طريق ابن جريج عن عطاء الخرساني عن ابن عباس نفس هذا الاثر فنقول لا يمنع ان يكون اه ابن جريج اخذه من عطاء الخرساني واخذه ايضا من عطاء ابن ابي رباح فيكون حديث صحيح من طريق عطاء النبي رباح ضعيف طريق عطاء الخرساني والذي يعنينا هنا ان اخراج البخاري له في صحيحه يدل على ان الحديث صحيح وان عطاء هذا هو عطاء ابن ابي رباح لعطاء الخرساني. فيكون فيكون بهذا بهذا القول. الحديث صحيح ولا علة فيه على صحيح اما من اعله بعطاء الخرساني فنقول هو حديث اخر وليس هذا الحديث ان ابن جريج اخذه من طريق عطاء ابن ابي رباح واخذه ايضا من عطاء الخرساء فهو من طريق عطاء الخرساني ضعيف ومن طريق عطاء ابن ابي رباح صحيح. وهذا هو الذي يدل عليه جلالة الامام البخاري رحمه الله تعالى قالوا في الصحيح وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواع الاية. هذه الاية تدل على ان اول سبب شرك وقع في الارض وان شرك وقع في الارض هو في في قوم نوح عندما قالوا عندما صوروا صور اولئك الصالحين وجعلوها في مؤخرة المسجد فكانوا يذكرون الله عز وجل بها ويذكرون عبادتهم فينشطون ثم لما مات اولئك الذين جعلوا هذا الامر بهذا المقصد اتى من بعدهم فعبدوه من دون الله. قال هنا قال هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح. فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم انصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا سموها باسمائهم. جاء عند محمد بن كعب عن محمد بن كعب القرظي انهم جعلوها في اخرة مسجدهم ففعلوا ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك الذين حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت. اذا هؤلاء انما نصبوا تلك التماثيل والصور بمقصد ان ينشطوا في العبادة وان يروا هؤلاء الصالحين ويرون صورهم فيعبدون الله عز وجل وينشطون في عبادته لتذكروا احوال اولئك الصالحين. اما المتأخرون فانهم جعلوهم الهة مع الله عز وجل وعلى هذا يحمل قوله حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم. نسي العلم يعود في هذا على معنيين المعنى الاول نسي العلم الذي لاجله الذي لاجلي نصبت هذه التماثيل او هذه الصور. والعلم الذي نصبت لاجل واي شيء ان يتذكر وينشط برؤيتهم على عبادة الله عز وجل. المعنى الاخر ونسي العلم اي نسي ما يتعلق بتوحيد الله عز وجل العلم بان المعبود هو الله وحده. وان الالهية اتكون الا لله عز وجل؟ فلما ان درس العلم ونسي عبدوا تلك الاصنام مع الله عز وجل وجعلوها الهة تتصرف في هذا الكون فيرجونها ويدعونها ويسألونها ويطلبونها من دون الله عز وجل. اذا هذا هو مبدأ هذا الغلو. اذا نقول ان هؤلاء قوم نوح ولو من جهتين. الجهة الاولى وهو غلو دون الشرك الاكبر. النصب صورهم وصوروا مثلوهم. وهذا وسيلة وسبب وطريق من طرق الشرك بالله عز وجل ويكون تصويرهم وتعظيمهم محرم ولا يجوز لكنهم لم يبلغوا الشرك الاكبر. اما المتأخرون منهم فانهم عبدوه من دون الله عز وجل وجعلوهم الهة تخلق وترزق وتنفع وتضر مع الله سبحانه وتعالى. ثم قال وقال ابن القيم رحمه الله تعالى قال غير وهم السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الامد فعبدوهم. والعكوف على القبور وتصوير التماثيل كل هذا محرم كل هذا محرم ووسيلة وهو طريق من طرق الشرك بالله عز وجل فلا يجوز المسلم ان على قبر ولا ان يصور تمثالا لا لرجل صالح ولا لغيره فان هذه وسائل محرمة توصل الى الشرك وتعظيم اولئك وعباده لله عز وجل ولذلك لما فعل اولئك هذه الطرق المحرمة وهذه الوسائل الباطلة انتهى امرهم وال امرهم الى ان عبدوا تلك التماثيل وسيروها الهة مع الله عز وجل. قال مع ذلك وعن عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال لا تطرولي لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم. انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. هذا حديث اخرجه البخاري دون مسلم. وقد رواه البخاري من طريق سفيان ابن ابي من طريق سفيان ابن عيينة. عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن عن ابن عباس عن عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه والحديث في البخاري دون مسلم. والحديث ساقه المؤلف وبمناسبة هذا الحديث والحي الذي قبله الباب ان سبب عبادة غير الله عز وجل هو الغلو هو الغلو فقوم نوح انما عبدوا ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونشرا لانهم غلوا فيهم غلوا عندما صوروا صورهم ونصبوا تماثيلهم هذا الغلو وهذا الفعل الذي غلوا به سيرها اوثانا تعبد دون الله عز وجل وقد انتهت هذه الاوثاق اي ود وسواع ويغوث ويعوق انتهت الى الحرم انتهت العرب فود كان في بني كلب في دومة الجندل وسواع لهذيل و يغوث ايضا لبني بطيف من الجوف في سبأ وايضا آآ يعوق لحمير وما شابه فانتقلت هذه في قوم نوح الى الى العرب. ويذكر كما ذكر ابن اسحاق وغيره ان اول من اتى بهذه الاصنام الى جزيرة العرب هو هو هو عمرو الوحي الخزاعي عمرو ابن لحي الخزاعي وذلك ان له انه كان له ني من الجن. فقاله ائت جدة تجد اصناما معدة فلما اتاه وجد هذه الاصنام فاخذها فنصبها في مكة وعبدها وعبدها الناس معه وذلك الغلو من جهتين الغلو من جهتين غلو اولا الغلو في هذا العظيم عندهم وهو عمرو بن الحي الخزاعي فانه كان معظما فيما يفعل وفيما فكل قول يقوله فانه يكون شريعة وكل فعل يفعله فانه ايضا يكون شريعة فلما غلوا فيه كان كل ما يفعله هو الحق وهو الشرك التي تتخذ دينا مع تتخذ دينا لهم. فلما دعاهم الى عبادة هذه الاصنام وكانوا قبل ذاك على التوحيد عبد من دون الله عز وجل ويذكر انه اتى الشام فوجدوا يعبدون هذه الاصنام فاستحسن عبادته وقاماته من هذه قالوا اذا اذا اذا اجدبنا اخرجناه فاستسقينا بها فسقينا اذا مرضنا دعوناه فشفينا فاستحسن ذلك ثم اخذه الى مكة وامر الناس لعبادتها من اهل مكة فعبدوه من دون الله عز وجل اذا النبي صلى الله عليه وسلم وحول مكة او حول الكعبة ثلاث مئة وستون صنما ثلاث مئة وستون صنم تدعى من دون الله عز وجل حتى صورة هذي الاصنام محمد صلى الله عليه وسلم وازال وازال هذا الشرك من جزيرة العرب صلوات ربي وسلامه عليه. اذا الغلو هو سبب عبادة غير الله عز وجل الغلو والسبب الذي جعل عمرو ابن لحي يأتي بهذه الاصنام وتعبد دون الله عز وجل. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت في جهنم يجر قصبه في نار جهنم يجر قصب بطنه اي امعاءه في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في هذا الحديث لا تطروني والاطراء هو المبالغة في المدح. والتجاوز في المدح والتجاوز في المدح. كما اطرت النصارى ابن مريم صار عندما ابن مريم تجاوزوا به الحد حتى جعلوه اي شيء جعلوه خالقا ورازقا ومحيا وميتا وجعلوه ابنا لله عز وجل والكاف هنا ليس المراد اي لا تقول كما قال النصارى اني ابن الله ثم قولوا بعد ذلك ما شئتم كما قال دع عنك ما قات النصارى في نبيهم وقل ما شئت فيه وقل واحكم فيما شئت واحكم فيه بما شئت واحتكم اي انك اذا تركت قوله قولهم انه ابن الله فقل بعد ذلك ما شئت. وانما المراد اي لا تطرئني اي اطراء يتجاوز بي الحد كما اطري موسى كما اطري عيسى عليه السلام وتجاوز به قومه الحد حتى جعلوه ابنا لله وعبدوه من دون الله عز وجل. والنبي النبي صلى الله عليه وسلم كان من اشد الناس حماية لجناب التوحيد. ومن اشد الناس منعا لتعظيمه والخروج به من حد العبودية بل يقول انا عبد انا عبد لله ورسول الله سبحانه وتعالى ولما خير ان يكون ملكا رسولا او عبدا رسولا اختار صلى الله عليه وسلم ان يكون عبدا رسولا صلوات الله وسلامه عليه. ولما قاله رجل ما شاء الله وشئت. قال اجعلت لله ندا؟ ما شاء الله وحده وكل هذا صلى الله عليه وسلم تعظيما وحماية لجلاب التوحيد. ولما سمع بعض ولما سمع بعض نساء الانصار يغنين بقولهن وفينا رسول الله يعلم ما في غد قال لا يستجرئنكم الشيطان ولا يستهينكم الشيطان فانه لا يعلم الغيب الا الله فانه لا يعلم الغيب الا الله فمنعهم من قول وفينا رسول يعلم ما في غد خشية ان يتجاوز به الحال فيعتقد انه يعلم الغيب مطلقا وانه ينفع ويضر وهذا الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ونبه عليه ونهى امته منه وقال لعنة الله عليه والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد حذرا ان يتخذ قبره مثلا او يتخذ صنما كل ما حذر منه صلى الله عليه وسلم وقعت فيه الامة وقعت فيه الامة وعبد صلى الله عليه وسلم من دون الله عز وجل فها هو البوصيري ومن تبعه يقول دع عن كما قالت النصارى في نبيهم واحكم فيه بما شئت واحتكم اي ما بعد قولهم انه ابن الله قل فيه ما شئت. وهم مع انهم لا يقول انه ابن الله هم يقولون ان محمد صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله عز وجل هذا كفر بالله سبحانه وتعالى وله في ذلك مقالات كفرية وشركية تخرج من ديار من ذات الاسلام فهم يقولون ان محمد يعلم الغيب وان محمد صلى الله عليه وسلم يحضرنا في في حضاراتنا وفي كشوفاتنا وفي مجالس مجامعنا وانه وان روحه تشهد مجالس الذكر والعلم وهذا كله كفر بالله عز وجل وهم يدعونه ويسألونه ويعبدون من دون الله عز وجل فتجدهم حول قبره طائفين عاكفين يدعونه ويخافون ويتقرب اليه بانواع القرب وكل هذا شرك بالله عز وجل والله سبحانه وتعالى حمى قبره وصانه ان يتخذ وثنا مباشرة يعبد من دون الله عز وجل فاتخذ وثنا في القلوب واما في الحال والواقع فلا يستطيع احد ان يتخذه وثنا لان الله حباه بثلاث فلا يستطيع احد ان يسجد له مباشرة ولا ان يقف على قبره مباشرة ولا ان يعكف على القبر مباشرة وكل هذا حماية من له صلى الله عليه وسلم والا لو كان قبره بارزا ويرى قبره صلى الله عليه وسلم لرأيت الناس حوله عاكفين طائفين متمسحين متبركين وما شابه ذلك ولكن الله حماه وصانه في هذه الحجرة واحاطه بذاء جدران حتى لا تصل اليه هذه الاجساد التي تعبده من دون الله عز وجل. اذا القول لا لا تطوي لي اي لا تفعلوا كما بعث النصارى في عشاء السلام عيسى عليه السلام فاثنوا عليه وتجاوزوا به الحد حتى اخرجوا من حيز العبودية الى ان جعلوه الها وهذا الذي حذر منه رسولنا صلى الله عليه وسلم قد وقع فيه كثير من الامة وعبدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وجعلوه نافعا ضارا مع الله فصرفوا له القرابين الطاف بقبره صلوات الله وسلامه عليه ولم يقصروا ذلك ايضا عليه بل عمموا ذلك بكل صالح فما من بلد من بلاد المسلمين الا وتجد فيها قبورا قد عقبت وعليها قباب قد رفعت وعليها استار قد علقت واصبح الناس حولها طائفين عاكفين ساجدين عبد من دون الله عز وجل يطلبون منها الحوائج ويسألونها ويتقرب لها بالقرى وكل هذا كفر بالله عز وجل واعظم الطواف في هذه البقاء الطوائف كفرا بالله عز وجل في مثل هذه هم الرافضة لعنهم الله عز وجل والصوفية فان الرافظة يعظمون ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم على قبور اولياءه على قبور ائمة البيت القباب ويعبدون من دون الله عز وجل بل ان قبر الخبيري فقط عليه قبة قيمتها مليار وهذا القبر يعبد دون الله عز وجل ويطاف به ويحج اكثر الملايين اكثر من اكثر من مليون او اكثر من ذلك ممن ينتسب او يدعى انه او يقال انه مسلم وهم خارج من دائرة الاسلام كفار بالله عز وجل لانهم اشركوا بالله ليل نهارا وعبدوا الله سبحانه وتعالى صباحا مساء كذلك الصوفية الذين يعبدون الاولياء والصالحين كعبد القادر والعيدروس والدسوقي ويعبدون ايضا محمد هم مشركون بالله خارج من بداية الاسلام وان زعموا انهم مسلمون وان زعموا انهم ينطقون بالشهادتين فان لا اله الا الله لا تنفع قائلها الا اذا حقق معنويات مقتضاها وكان من اهل التوحيد. اما ان يقولها بلسانه ثم يعبد غير الله ويذبح لغير الله ويدعو غير الله ويسأل ويرجو غير الله عز وجل فهذا ليس له من التوحيد والاسلام شيبا وهو خارج من دائرة الاسلام قال بعد ذلك قال وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو. هذا الحديث رواه الامام احمد من طريق زياد ابن حصين او من طريق زياد بن حصين عن ابي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وهذا اسناد صحيح وهذا اسناد صحيح والحديث له قصة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عبد قال الفضل ابن عباس غداك غداة يوم النحر القط لي حصيات ولتكن بقدر حصى الخلد فلقط له الحصى وقال مثل هذا فارموا واياكم الغلو واياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو. وهنا اطلق رسولنا صلى الله عليه وسلم الغلو لم يقصر في جهة معينة ولا شك ان الغلو يدخل في العقائد ويدخل في العبادات ويدخل في المعاملات ويدخل في الاقوال ويدخل في الافعال. فالغلو في العقائد هو اول ما وقع في هذه الامة وهو الغلو من جهة الخوارج والمعتزلة عندما غلوا فعطلوا الله عز وجل من صفاته وعطلوا الله من سبحانه وتعالى فهذا من جهة المعتقد من جهة الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم فانهم غالوا في باب الاسماء والصفات حتى عطلوا الله عز وجل عن واسماءه حتى انتهى قول الجهمية الى انه ليس في السماء لا وليس في السماء رب ولا خالق ولا رازق وانما يعبدون عدما. كذلك غلى الخوارج من باب العبادات فكفروا بالكبيرة وكفروا المسلمين واخرجوا من دائرة الاسلام بسبب بسبب ارتكابهم بسبب ارتكاب كبير من كبائر الذنوب فكفروا بالكبائر وكفروا عموم المسلمين في هذه الكبائر. وغلا ايضا اناس اخرون في صور شك من صور الغلو والغلو والغلو يبقى الى قيام الساعة ما دام هناك حق وباطل فلا بد ان يكون هناك افراط وتفريط ولابد ان يكون هناك غلو وجب فمن الناس من يرظي باب العبادات ومن الناس من يدفو فيها كذلك في باب العقائد منهم من يغلو ومنهم من يدفو فما دام هناك حق وباطل فالغلو باقي الى قيام الساعة حتى يرث الله عز وجل الارض ومن عليها فالله يقول فالرسول يقول اياكم والغلو والغلو هنا عام مطلق يشمل جميع انواع الغلو سواء كان في العقائد سواء كان في العبادات سواء كان في المعاملات سواء كان في الاقوى والافعال فنحن منهيون عن الغلو وانما الغلو ان تتجاوز الحد الذي حده الشارع والقفز والاعتدال هو اتباع الكتاب والسنة وليس باتباع الكتاب والسنة غلو انما الغلو في تجاوز الكتاب والسنة وما تعد به الامة في هذه الازمة من فتن ومحن وبلاء وشدة انما وبسبب ايضا الغلو. فما نرى من انتشار تكفير المسلمين وتكفير وتكفير علماء المسلمين وبسبب ايضا الغلو. والا لو اخذ هؤلاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لما وقع هذا الغلو ولما اختلفت الامة واصبحت متفرقة احزابا واطيابا انما ذلك بسبب الغلو والا لو اجتمعت الامة على كتاب الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فهم السلف الصالح لكانت امة واحدة متفقة مجتمعة ولكن الله عز وجل خلقهم مختلفين كما قال تعالى لذلك خلقهم على قول بعض المفسرين اي لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك واختلف هل خلقهم الله اختلاط او خلقهم بالرحمة. فبعض المفسرين يقول انهم خلقوا للاختلاف وان الاختلاف باقي. الى قيام الساعة والله يقول ذلك ولولا دفع الله الناس بعض لفسد الارض فلابد من الاختلاف ولابد من التنازع والتفرق الا من رحم الله عز وجل فجمعهم على الحق وعلى الكتاب والسنة فاذا الغلو مذموم مطلقا والغلو مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان في العقائد او في او في العبادات او في المعاملات قال ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه انه قال هلك المتنطعون هلك المتنطعون. اهذا الحديث رواه مسلم عن طريق طلق بن حبيب عن احمد ابن قيس عن مسعود وهو حال يدل على ان المتنطع هالك. واصل التنطع التنطع اصله من النطع. والنطع هو اقصى الحلق هو اقصى الحلق وسمي المتنطع متنطعا لانه يتكلم بملء اشداقه فيتكلم الكلام ويخرجه بكلفة ومشقة هذا هو التنطع فاخذ من هذا التنطع في كل شيء وهو الغلو تجاوز الحد الذي الذي الذي حده الشارع او حده رسولنا صلى الله عليه وسلم. فقال هنا هلك المتنطعون هلك المتنطعون. هلك المتنطعون اي ثلاثا صلى الله عليه وسلم ولا شك ان المتنطع الغالي لا شك انه هالك في الدنيا وهالك في الاخرة اما هلاك في الدنيا فان تنطعه سيجره الى الى بدعة تلو بدعة الى ان يخرج من دائرة الاسلام. واما بالاخرة فانا تنطعا وهلاكه فان تنطعه وغلوه سيكون سبب من اسباب دخول النار عافانا الله واياكم. اذا هلك المتنطعون يتنطعون في هذا الدين ويغنون فيه ويتجاوزون به الحد الذي حده الشارع. فمثلا الخوارج تنطعوا كفروا المسلمين بالكبائر الجهمية تلطعوا فعطلوا صفات الله واسمائه. الاشارع الاشاعرة تلطعوا فعطلوا الله من صفاته الفعلية يتلطعوا فعبدوا الاولياء والصالحين من دون الله عز وجل. وهكذا تجد كل طائفة قد غلت وتنطعت واصبحت مرتكبة امرا اما ان يخرج من دائرة الاسلام واما ان يخرجها من دائرة السنة واما ان يخرجها من دائرة السنة. السنة وقد يكون التنطع ايضا في في بعض الاعمال قد يكون التنطع في بعض الاعمال فمن الناس من يشدد على نفسه بالاعمال الصالحة حتى يمل ويسأم ويقول وسلم عليكم من الاعمال ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تمل وذلك ما حديث ابن ما في الصحيحين ان رأى حبلا ممدودا بين السجدتين فقال فما هذا الحبل؟ قالوا هذا لزينب فاذا نشط فاذا فاذا فترت تعلقت به فقال حلوه حلوه ليصلي احدكم نشاطه ليصلي احدكم نشاطا فهذا التعمق بالعبادة ايضا ليس مشروعا وليس مأمورا به فلا فلا تشدد على نفسك ولا تتنطع في عبادة الله عز وجل وعليك بالاعمال ما تطيق وعليك بقليل دائم خير من كثير منقطع فبهذا التنطع يدخل الشيطان على العبد وما اصاب من اصابه الوسواس الا بسبب التنطع. فان الشيطان يعلم ان هذا العبد ان فيه حرصا وفيه وفيه مسابقة بسبب طاعة الله عز وجل. فيأتيه من باب الحرص حتى يزداد في العبادة حتى يكره العبادة. فمثلا يأتيه من باب الوسواس لم تغسل يدك لم تغسل قدمك حتى حتى يصبح يعيد الوضوء اكثر من مرات ولا يرى انه قد توضأ بل تفوته الصلاة وهو يعيد هذا الوضوء حتى يكره الصلاة حتى يكره الوضوء ولا توضأ ثم تطأ به الحال حتى يكره الصلاة ثم يتطأ به الحال حتى يترك الدين كله وقد وقفت على قصص مثل هذا انه اتاه الشيطان من من باب الحرص على العبادة فما زال به حتى اخرجه من ديانة الاسلام وهو لا يشعر هذا الجهل فاياك والغلو واياك والتنطع ان مآله الى هلاك ومنتهاه الى خسارة في الدنيا وخسارة في الاخرة. هذه الاحاديث وهذه ساقها المؤلف رحمه الله تعالى يبين ان ان السبب الاعظم والوسيلة الكبرى في عبادة غير الله عز وجل هو الغلو هو الغلو سواء الغلو في الصالحين الغلو بالاعتقاد الغلو في الاقوال الغلو في الذوات هذا كله هو بسبب شيء هو سبب الشرك وعبادة غير الله عز وجل فمثلا وهذا سؤال لماذا عبد اهل مكة الاحجار؟ لماذا عبد اهل مكة الاحجار؟ دون غيرها يعني عبدوا اللات ورج يلت السويق بعضهم يقول وانما عظمت الاحجار عند اهل مكة لاي شيء لانهم عظموا الكعبة. فلما كان الكعبة حجر وان نركب الاحجار قالوا الاحجار لها منزل فلما غلوا في الكعبة اصبحت الاحجار عندهم معظمة. فالغلو في الكعبة واخراج ومن قبلة ووجيهة ومكان يعبد الله عنده صير الاحجار الاخرى ايضا بمنزلة انها تنفع وتضر مع الله عز وجل وتعبد من دون الله سبحانه وتعالى. هذا خلاصة هذا الباب وهي ان الغلو سبب الشرك الذي وقع في الارض. وان اخراج العبد عن حده الذي حده الله له والتجاوز به الحد الذي هو له ان ذلك هو سبب عبادته من دون الله عز وجل وعلى المسلم ان يأخذ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم انزلوا منازلهم فلا افراط ولا تفيض فلا افراط في العلماء حتى نخرجهم الى ان اقوالهم معصومة واقوالهم معصومة وانهم لا يخطئون ولا جفاء وتفريط في اعفيهم حتى نراهم لا قيمة لهم ولا عبرة بهم ولا قدر ولا منزلة ولا منزلة لهم لا شك ان هذا غلو ذلك ايضا غلو وانما القدر والقسط فيهم ان يعرف اقدرهم وان تعرف منزلتهم وان وان يعرف ايضا ان اقوالهم معروضة على الكتاب والسنة فما اصاب به فما وافقوا واصابوا وما خالفوا واخطأوا على قدر كذلك في كل شيء لا بد ان نعتدل فيه والا نغلو والا نتفو. هذا ما يتعلق بهذا الباب. قال بعد ذلك وفي مسائل الاولى ان من فهمها ان من فهم هذا الباب وما بين بعده تبين له غربة الاسلام ورأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجيب او العجب. قوله رحمه تعالى من تأمل هذا الباب او من فهم هذا الباب بعده تبين له غربة الاسلام. مراده انك عندما تنظر الى هذا الباب والبابين الذي بعده من عبد الله عند رجل صالح وتعظيم العلماء وما شابه ذلك كيتبين لك غربة الدين. فالشيخ في زمانه عجت الارض بالشرك بالله عز وجل. ولا ولا يتجه الى مكان الا الا ويرى القبور قد علت بها القباب والاستار قد ارخيت عليها وعظمت بنور الله عز وجل من قولهم ان هؤلاء الصالحون جاه ومنزلة فغلوا فيهم فعبدوهم من دون الله عز وجل. اي ان الاسلام في زمن الشيخ اصبح غريب فلا يعرف منه على التوحيد الا القليل واكثر الناس على عبادة غير الله سبحانه وتعالى. هذه هي المسألة اذا كان المسألة الثانية ان اول شيء غير به دين الانبياء هو الغلو في الصالحين. اول شيء غير به دين الانبياء هو الغلو في الصالحين وذلك ان قوم نوح لما غلوا في ود وسواع ويغوث ويعول صوروا صورهم وجعلوا لهم تماثيل وعبدوه من دون الله عز وجل فهذا الغلو هو سبب عبادته من دون الله عز وجل والا لو انزلوهم منزلتهم التي انزلها الله اياهم وانهم صلاحهم لهم وان عبادتهم لهم وان تصوير ذواتهم او تصوير اجسادهم انه لا يقرب الى الله بشيء وان ذلك من الوسائل والطرق محرمة لما حصل الشرك ولا ما وقع الشرك في هذه الامة. قوله ايضا اول شرك الواحد في الارض انه بشبهة الصالحين اي بالغلو فيهم وقد ذكرنا هذه المسألة. الرابعة قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها هذا ايضا مما جبل الناس عليه ان النفوس مجبولة على قبول الباطل وعلى الاخذ به. فمع ان القلوب النفوس فطرت على التوحيد وعلى معرفة الله والاقرار به الا انهم يسارعون في البدع فهذا الرجل عندما اتاهم الشيطان وقال صوروا صورهم حتى تنشطوا في عبادة الله عز وجل امتثلوا امره وتسارع الناس بتصوير صورهم يعظمونهم حتى انتهى امرهم الى عبادة من دون الله عز وجل. اي يذكر ايضا ان عم يحي الخزاعي اول من قال هذه التلبية هو لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا تملكه ما ملكت. كان عمرو ابن حي الخزاعي يلبي هذه التربية ويقول لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لا شريك لك لبيك فقاله الشيطان كان بجانب على صورة رجل فقال قل لبيك الا شريكا تملكها ملك فقال ليس له قال هو شريكه وهو مالكه. فوافقه على ذلك فلما نطق به عمرو ابن الحي الخزاعي تتابع الناس على قولهم هذه تلبية فكانوا يقولوا بتلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا تملكه وما ملك وقصد بذلك والعزة وما شابه ذلك. فالناس يتسارعون في الباطل ويتسابقون في فعله. اذكر ان رجلا يطوف بالبيت بالكعبة مرة يبحث عن رجل فاشار بيده في مكان معين فاشار بيده ثم اتى اخر بعده واشار في نفس الموضع ثم اتى ثالث واشار في نفس الموضع فما هو الا شوط واحد واصبح كل من مر بهذا المكان يشيد مع ان الاول عشان ما يجي اي شي يبحث عن شخص يبحث عن شخص فتتابع الناس في الاشارة ظن منهم ان هذا المكان انه مكان تشار فيه الايدي وترفع فيه الايدي. واخر ايام زمزم في القبر نزل على الرمان احد الرمانات التي في الدرج فمسكها بيده دون قصد. فاتى بعده اخر ومسكها ومسكها مثله. فاخر واخر حتى اصبح كل ينزل مع الدرج يمسح بهذه الرمانة اولها كان من دون قصد واخرها كان على وجه التبرك والتقرب لله عز وجل بهذا المسح. اذا متسارعون في الباطن متسابقون اليه تشوقا الى ان الى ان ذلك يرضي الله عز وجل او ان ذاك مما يحبه الله سبحانه وتعالى ولو اقتصروا على النصوص لما حصل هذا الباطل لكن النفوس قد جبرت على المسارعة في كل ما تراه وتسمعه قوله ان سببنا كله ان سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل. وهذا واضح وبين فان من الاسباب التي تظل بها الامة ويحصل بها الفساد والهلاك ان يلبس الحق بالباطل وان يمزج الحق بالباطل. فقوم نوح عندما عبدوا هذه الاصنام الصور كان مقصدهم اول صالح وليس بصالح كان مقصدا صالحا وهو ان ينشط في عبادة الله عز وجل بتذكر هؤلاء الصالح اذا كان المبدأ صالحا والخاتمة كفرا وشركا بالله عز وجل. فلما مزجوا الحق بالباطل فحصل هذا اللبس العظيم والا لو كان من اول ما خرج وعبادتهم لماذا؟ حصل اي شيء لحصل انكار والتشنيع من اهل العلم ان هذا شرك اكبر مخرج من ذات المخرج من التوحيد ولكن لما كان المقصد هو الصلاح واظهار ان هذا يرضي الله عز وجل وان هذا حق لم يحصل انكار لم يحصل فلما تطاول الزمان وعبدت من دون الله عز وجل ايضا نسي العلم ونسي التوحيد ونسي ما امر الله عز وجل به فرأوا المنكر معروفا والباطل حقا. اذا تلبيس الحق بالباطل هو سبب الاسباب. ظياع الامة وهلاكها وسبب ايظا من انتشار الباطل. والفساد ولذلك وجب ويجب على اهل العلم ان يبينوا الحق ويجلوه للناس والا يلبسوا الحق بالباطل والا يلبسوا الحق على الباطل فان هذا شعار من شعارات اليهود الحق بالباطل فظلوا واضلوا غيرهم نسأل الله العافية والسلامة. السادسة تفسير الاية سورة النور فهي ما ذكره الله عز وجل في ود وسوء ويغوث ويعوق ان هذا هو اول مبدأ عبادة اولئك الصالحين وهم صالحون كذلك ولكنهم لما ماتوا عكفوا على قبورهم وعبدوا من دون الله عز وجل. قوله جبلة الادمي في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد هذا من جهة من جهة الادمي. لان التعلق هنا له مع تعلقات اما من جهة المنة من جهة منة الاله سبحانه وتعالى ومنة الرب فان الحق يزيد والباطل ينقص واما من جهة طبيعة البشر فان الحق ينقص والباطل يزيد وذلك ان الله جبل الخلق شيء على الهلاك كما قال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر. الاصل في الناس الخسارة والهلاك الا ان يمن الله عليه سبحانه وتعالى فيلقيه على الفطرة السابقة واذا قال سعيد ابي هريرة كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه ويمجسانه وينصران وما شابه ذلك فاخبر الرسول صلى الله عليه وسلم انه يولد عن الفطرة اي متهيأ لقبول والاخذ به ولكنه اذا لم يأخذ الحق فان الشبهات والشهوات تتخطفه حتى تنتكس فطرته كقوله جبلة الادمي في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد هذا من جهة طبيعة البشرية انه انهم يتسارعون في الشهوات ويتسارعون في الشبهات وهذا مدعاة بنقصان الحق وزيادة الباطل. اما من جهة ملة الله عز وفضله فان الحق يزيد والباطل ينقص. فاذا شرح الله صدره الاسلام وزينه في قلبه فان الايمان سيزيد في قلبك والباطل سينقص. ايضا الثامنة فيه شاهد لما لقي على السلف ان البدعة سبب للكفر ولا شك ان البدع سبب الكفر فهؤلاء قوم نوح عندما صوروا الصور او كان ذلك بدعة تصوير الصور وتمثيلهم هذه بدعة من كرة وغلو محرم. فكانت هذه البدعة طريق لاي شيء ان عبدوا من دون الله عز وجل واصبحوا الهة تعبد من دون الله سبحانه وتعالى. ايضا عندما ترى في اه في هؤلاء الذين اتوا الى قبور الصالحين وقال اعبدوا الله عند قبورهم وان قبورهم مقدسة ومشرفة ولهم جاه ومنزلة كان اول المقصد في عبادة كان المقصد الاول في اتيان القبور وهو الدعاء لهم او دعاء الله عند قبورهم او الصلاة عند قبورهم. فلما تطاول الزمان اصبحت تلك الافعال متغيرة واصبح الدعاء للابوات والصلاة لهم والعبادة لهم من دون الله عز وجل مع ان اول امرها كان المراد بذلك عبادة الله عند القبر ودعاء الله عند القبر مع ان هذه بدعة. دعاء الله عند القبر بدعة والصلاة عند القبر بدعة. فكانت هذه البدع وسيلة من وسائل الكفر هو الشرك بالله عز وجل ولذلك المعاصي والذنوب كلها بريد من برائد من افردة الكفر نسأل الله العافية والسلامة من طرق وسبل نسأل الله العافية والسلامة قوله التاسعة معرفة الشيطان بما تؤول اليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل. ايضا هذا يدل عليه قول انس رضي الله تعالى عنه انه قال حجب الله التوبة عن كل صاع بدعة. فالشيطان البدعة احب اليه من الكبيرة. الشيطان البدعة احب الى من الكبير من ان صاحب البدعة لا يتوب. صاحب البدعة لا يتوب وذلك انه يرى نفسه على حق وعلى هدى وعلى وعلى صواب. فلا يتوبن ابدا بل يزداد في بدعته ويزداد في ظلاله. اما صاحب الكبير والمعصية فهو يرى نفسه عليه شيء انه على باطل وانه واقف في محرم ومعه صفة ويحدد دائما بالتوبة والرجوع الى الله عز وجل اما صاحب بدعة فيبقى عليها مئات فيبقى عليها سنوات كثيرة ويتابع الاجيال جيلا بعد جيل على هذه البدعة حتى يوفق الله من يستطيع ان يغيرها ويبدلها فبدعة الموت لها ما يقارب له كم سنة لها اكثر من خلفية لها اكثر من سبعة قرون. والى الان مستمرة لان النفوس اليها متشوفة ولانهم يرون نفسهم على اي شيء. على حق وعلى هدى وعلى صواب بخلاف الكبائر قد يفعل الانسان كبيرة مرة مرتين ثلاثة عشر الا انه يتوب الى الله عز وجل بعد ذلك ويندم على هذا الفعل وهذا معنى قوله علم الشيطان بما تؤول اليه البدعة فتكون البدعة احب الى الشيطان احب الى الشيطان من الكبيرة. هنا مسل وقال ولو حسن قصد الفاعل فاعل له احوال الحالة الاولى ان يفعلها وهو عالم بكونها بدعة فهذا اثم وظال اثم مبتدع ظال. الحالة الثانية ان يفعله وهو جاهل وانما اراد بذلك وجه الله سبحانه وتعالى. فنقول العمل مردود والعمل باطل ولكنه يثاب لجهة من جهة نيته يثاب من جهة نيته فهو مأجور من جهة النية لا من جهة العمل لا من جهة العمل ويكون معذورا غير معذب. اذا كان من كونها بدعة فهو اثم ومعاقب ومبتدع وضال وان كان لا يعلم فانه لا يعاقب ولا يعذب ولا يأثم من جهة نفسه بل يؤجر بل يؤجر على حسن نيته ومقصده ولكن عمله مردود عليه قوله معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغروب ومعرفة ما يؤول اليه وقد ذكرنا ذلك ان ان الغلو يؤول اليه شيء يهول الى الكفر بالله عز وجل والشرك بالله سبحانه وتعالى. الحادي عشر مضرة العكوف على القبر لاجل عمل صالح. نقول العكوف على القبور محرم ولا يجوز والعكوف على القبور محرم ولا يجوز سواء للعبادة الله عز وجل او للدعاء آآ او للدعاء عند هذا القبر. اما الجلوس القدر اليسير بقصد الدعاء للميت وبقصد تذكر الاخرة فهذا لا بأس به وهو مأجور فعلى ذلك اما العكوف واللزوم الطويل ان يلزم القبر ويعترف زوما طويلا على وجه التعبد ويدعو الله عند قبر رجل صالح او يفعل عبادة لله عز وجل عند هذا القبر فهذا بدعة محرمة تجوز فان عبده اصبح مشركا شركا اكبر. وقد يحرم الجهتين من جهة مآله وما يؤول اليه انه وسيلة من وسائل الشرك الاكبر فيكون محرم وشرك اصغر. وايضا قد يحرم انه ذريعة من ذرائع من الشك وان كان مقصد فاعله انه لا يقصد ذلك يعني مثلا من قصد قال ساجعل لي خيمة في المقبرة من باب الاتعاظ نقول لا يجوز ذلك وان لم لا العبادة ولا التعبد لكن نقول هذه ذريعة من ذراع الشرك ووسيلة من وسائل الشرك وتشبه باحوال المشركين فتمنع من ذلك قول معرفة النهي عن التماثيل والحكم والحكمة بازالتها. عرفنا ان التماثيل محرم الاجماع رسم التمارات نحت التماثيل وتصوير التماثيل هذا محرم بالاجماع. والعلة من منعه اولا مضاهاة مضاهاة الرب في خلقه. مضاهاة الله عز وجل في خلقه وهذا محرم العلة الثانية انه وسيلة من وسائل تعظيم تلك التماثيل وعبادتها من دون الله عز وجل فهذا هو الحكمة التي لاجلها منع الله من التصوير طلع من التمثيل كما حصل لقوم نوح مثلوا صورهم وبث وجعلهم تماثيل فعبدوه من دون الله عز وجل. المسألة الثالثة عشر معرفة شأنها القصة وشدة الحاجة مع الغفلة عنها اي ان هذه القصة هي قصة قوم نوح وكيف وقع الشرك فيهم يحتاجها الموحدون ويحتاجها المسلم في كل زمان لان المصيبة قد عمت وضمت عمت جميع المسلمين فكل شرك يقع في هذه في بلدان المسلمين وبسبب الغلو الصالحين فما عبد القادر الا بالغلو وما عبد العيدروس الا بالغلو وما عبد آآ الدسوقي وغيره الا بالغلو وكذلك البدو كل ذلك بالغلو فيهم. قال مع ذلك وهي المسألة الرابعة وهي اعجب واعجب وهي العجب العجاب واعجب واعجب قراءتهم اياها. اين العجب ان هؤلاء الصوفية وهؤلاء الرافضة وهؤلاء الذين يعبدون الاولياء الصالحين قد قرأوا هذه الاية وقرأوا تفسيرها وقرأوا كلام ابن عباس رضي الله تعالى عنه وقرأوا كلام اهل العلم ومع ذلك يفعلون نفس يفعل نفسه يقرأونها الان ويفعلون مثل ما فعل اولئك القوم. فافادك هذا ان معرفة الحق شيء والتوفيق للعمل به شيء اخر. فان هؤلاء قد قرأوا وعلموا ان هؤلاء كان عبادتهم لود وسوع ويغوث انهم بسببه شيء بسبب الغلو فيهم ومع ذلك تراهم يغلون في الصالحين ويعبدون من دون الله عز وجل ولا يرون ان فعلهم مثل فعل قوم نوح وان شركهم مثل شرك قوم نوح وذلك ان الله طمس على قلوبهم ولم يريهم الحق ولم يبصرهم اياه فالحمد لله الذي بصرنا بهذا الدين وعلمنا اياه وفقنا لتوحيده سبحانه وتعالى. اذا هذي من اعجب العجائب انهم يقرؤونها ويتلونها ويقرأون تفسيرها ثم بعد ذلك يقعون فينا ذم الله به اولئك القول. المسألة الخامسة عشر التصحيح بانهم لم يريدوا الا الشفاعة. اي حتى هؤلاء الذين عبدوا ودا وسواع لم يكن نقصا من عبادتهم انهم ينفعون يضرون استقلالا وانما كان مقصده من ذلك هو ان يشفعوا لهم وان الى الله عز وجل زلفا. فكانت حجتهم هي نفس حجة عباد عبد القادر جلال وعباد الدسوقي وعباد محمد صلى الله عليه وسلم. انما ارادوا من ان يكونوا لهم شفعاء ووجهاء عند الله عز وجل. المسألة السادسة عشر ظنهم ان العلماء لا يصوروا الصور ارادوا ذلك. اي العلماء الذي ابتدأوا التصوير والتمثيل لاولئك الصالحين. فان العلماء انما صوروا صورهم وهذا خطأ منهم وجهل ايضا وغلو مذموم انما كان مقصد اي شيء العبادة والنشاط في العبادة وليتذكروهم في عبد الله عز وجل. فظن اولئك الجهال بعد انبراس العلم وذهاب العلماء وذهاب اهل العلم. الى ان تصويرهم الصور وتمثيلهم التماثيل كانت مقصدي من دون الله عز وجل ودعائهم من دون الله عز وجل. المسألة الثامنة السابع عشر قوله صلى الله عليه وسلم بقوله لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فصلوات الله على من بلغ البلاء المبين وهذا من كمال نصحه صلى الله عليه وسلم فقد نهانا وحذرنا ان ان نغلو فيه او ان نطريه اطراء يتجاوز به حده الذي حده اليه ربه سبحانه وتعالى فهو عبد الله ورسوله وليس له من الامر شيء صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا ذلك في الباب الذي سبق. المسألة الثامنة عشر نصيحته ايانا بهلاك المتنطعين الذين يغلون ويتلطعون في امورهم في عباداتهم او في اقوالهم او في افعالهم فان ان الترقع هو ساوي الهلاك وسبب كراهية الدين نسأل الله العافية والسلامة. التاسع عشر التصريح بانها لم تعبد حتى نسي العلم. اي ان ان الجهل ايضا ساوي الاسباب الشرك بالله عز وجل. فلما نسي العلم ونسيان العلم يكون بامور. الامر الاول يكون بموت العلماء بموت العلماء. ثانيا الا يتعلم الا يتعلم اهل زمان ذلك العالم. فان عدم تعلمهم مدعاة لنسيان العلم. اما بموت العلماء ينسى العلم. ايضا بترك التعلم عند العلماء ينسى العلم الامر الثالث ايضا اللي ان يلبس العلماء على الجهال دينهم فيتخبطون في وهذا كله ايضا من سبب ترك العلم قوله التصريح بانها لم تعبى حتى روسيا العلم ففيها بيان معرفة قدر وجوده ومضرة فقده اي شيء وقدر وجود العلماء العلماء ورثوا الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دين ولا درهم وانما ورثوا العلم. وان العلماء للامة كالنجوم للسماء. فكما ان النجوم يقتدى بها في السماء فكذلك العلماء يقتدى بهم في الارض كذلك يقتدى بهم في الارض. ايضا ان موت العلماء هو سبب هو سبب ذهاب العلم ولذلك جاء في حديث عبد الله ابن العاص في الصحيحين لما قال ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى اذا الله العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا واضلوا. فتجد في الازمة قبل شر الوهاب كان هناك علماء كثير ولكنهم كانوا يزينون الشرك بالله عز وجل ويصححون ويحسنون عباد الاولياء والصالحين فظلوا في انفسهم وضلوا اهل زمانهم. فاذا كان العالم عالما ربانيا المنكر ويأخذ بنصوص الكتاب والسنة فهذا الذي يحيا الله هذا هذا الذي يحيي الله عز وجل به امته ويحيي الله به اهل زمانه. اما ان كان متلبسا بالباطل وملبسا للحق الباطل فهذا كالمنافق عليم اللسان اشد ظررا على الامة من من الجاهل فالعالم السوء والمنافق عليم اللسان واشد خطرا واشد فتكا بالامة من غيره. ففساد الامة كلها يدل على ثلاث اشياء اما على العلماء واما على العباد واما على على الملوك فاذا فسد الملوك فسدت رعايا واذا فسد العباد فسدت ايضا الرعايا وفسد العلماء ايضا فسدت الرعايا فساد الدين بهذه بهؤلاء الثلاثة فالملوك من جهة السياسة والعلماء من جهة العلم والعباد من جهة العبادة. وهؤلاء فيجمعهم اي شيء ان الرؤوس الناس وان النفوس تتشوف لهم وتعظمهم وتتبعهم كالعالم يتبع لعلمه والعاقل يتبع لعبادته والحاكم والامير التبع لمنزلته وعلو منزلته. فهؤلاء لهم سبب اه كما قال المبارك وهل افسد الدين الا الملوك واحبار سوء ورهبانها؟ ففساد الدين من هذه الجهات الثلاث وصلاح الدين ايضا من صلاح هذه الجهات الثلاثة اذا صلح الملوك والعلماء والعباد صلحت الامة ومن فسادهم تفسد الامة. المسألة العشرون ان سبب العلم هو موت العلماء ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى اذا مات العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا. هذا الباب باب عظيم يحتاجه المسلم ان ان يردده وان يفهمه وان يقرأه مرة تلو اخرى. لان ما يحصل الامة من اختلاف ونزاع وشقاق وما يحصل فيها من آآ مضادة ومشاقة وبسبب هذا الغلو. فالغلو سواء كان لجماعة او لطائفة او لشخص او لحزب هو سببه هذا الشر الذي تقع فيه الامة. فما تفرقت الامة وما تحزبت الا بسبب الغلو. والا لو عظمت الامة الكتاب والسنة عظمة الدين وجعلت هؤلاء الاطياف والاحزاب والافراد تابعوا للكتاب والسنة فان خالف فلان رددناه للكتاب والسنة وان وافقت وان وافق الكتاب والسنة قلنا بقوله وان خالفوا رددناه لم يحصل الخلاف والنزاع وانما حصل عندما قلنا ان هذا اعلم بكتاب الله عندما جعلنا قوله وعلمه مقدم على الكتاب والسنة فتركنا الكتاب والسنة لقول فلان او قول علان فحصل التحزب والتضاد والتعارف وتفرقت الامة بهذا تفرقا واضحا لينا حتى تسلط عليه الاعداء. نسأل الله العافية والسلامة والله على واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد