بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. اما بعد فقد قال الامام المجدد الله تعالى باب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون وقوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. وقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم عليه السلام حين القي النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. الاية رواه البخاري فيه مسائل الاولى ان التوكل من الفرائض الثانية انه من شروط الايمان الثالثة تفسير الانفال الرابعة تفسير الاية في اخرها الخامسة تفسير اية الطلاق السادسة عظم شأن هذه كلمة وانها قول ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم في الشدائد والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. هذا الباب عقده شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد لان التوكل قلبي مما يستحقه ربنا سبحانه وتعالى. ولا يجوز صرفه لغير الله عز وجل فلابد للعبد ان يحقق التوكل على الله عز وجل. ولاجل هذا ذكر المؤلف رحمه الله تعالى هذا الباب في كتاب التوحيد فقال باب قول الله تعالى وعلى والله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. فمناسبة هذا الباب لهذا الكتاب ان التوكل من الاعمال القلبية التي تصرف لله عز وجل. ولا يجوز صرفها لغير الله سبحانه وتعالى. واما مناسبة هذا للابواب الذي قبله قد سبق ان ذكرنا ان شيخ الاسلام رحمه الله تعالى لما انهى كثيرا من الاعمال والاقوال التي تخالف التوحيد. اعقب ذلك باعمال القلوب. فذكر محبة وذكر الخوف وكلها اعمال قلبية من اعمال التوحيد التي تصرف لله عز وجل فذكر بعد ما ذكر الخوف والمحبة ذكر التوكل لانه عمل قلبي يصرف لله عز وجل لذلك قال الامام احمد رحمه الله تعالى التوكل عمل القلب التوكل عمل القلب اي ان التوكل عمل قلبي محض لا ليس بعمل جوارح وليس بعمل اقوال قد يقول الشخص انه متوكل وهو وقلبه خال من ذلك. وانما التوكل محله القلب وهو من اعمال القلوب. من اعمال القلوب التي تصرف لله عز وجل ولا يجوز صرفها لغير الله سبحانه وتعالى. والتوكل معناه التفويض الاعتماد التفويض والاعتماد على الله عز وجل. فان الذي يعتمد عليه وتفوض الامور اليه هو ربنا سبحانه وتعالى ولا يجوز للعبد ان يفوض امره لغير الله. ولا ان يعتمد في امر من الامور على الله عز وجل. وكما سيأتي معنا ان الاعتماد على المخلوق يختلف بنوع الاعتماد فقد يصل بالعبد الى الكفر والشرك بالله عز وجل. وقد يصل به الى ان يكون من الشرك الاصغر ولا يجوز البت ان يتوكل على الصحيح على غير الله سبحانه وتعالى. وذلك كما ذكرت في اول هذا المجلس ان التوكل عمل القلب لا يصرف الا لله عز وجل. وقيل ان التوكل هو علم القلب. علم بكفاية الله للعبد علم القلب بكفاية الله للعبد. فاذا امتلأ القلب علما ويقينا الى بان الكافي والحسب هو الله سبحانه وتعالى فقد توكل على الله عز وجل. وقيل التوكل هو الثقة هو الثقة بالله. والطمأنينة اليه. والسكوس والطمأنينة اليه. والسكون اليه وقد ذكر ابن القيم في مداهج السالكين اقوالا كثيرة لاهل العلم في معنى التوكل وقسم الناس في ذلك على اقسام والذي يعنينا في هذا الكتاب ان التوكل عمل قلبي يصرف لله عز وجل وانه عبادة قلبية تصرف لله ودليل ان التوكل عبادة دليل ذلك ما ساقه المؤلف رحمه الله تعالى من ادلة فمن ذلك قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. فهذه مناسبتها لهذا الباب ان الله اخبر ان وانه امر بالتوكل على لسان الرجلين المؤمنين من بني اسرائيل الذين يخافون الله عز وجل عندما امروا بعض بني اسرائيل ان يقاتلوا الجبارين من يدخل عليهم الباب والا يخافوا منهم وامروهم ان يتوكلوا على الله. والامر يفيد الوجوب فافاد ان التوكل عبادة امر الله عز وجل بها. وانها فرض امر الله عز وجل فرضه الله سبحانه وتعالى على عباده واكد هذا الامر اكده بقوله ان كنتم مؤمنين. اي اذا تحقق الايمان في قلوبكم وبرهت على ايمانكم فتوكلوا. فمفهومه ان الذي لا يتوكل على الله عز وجل انه ليس بمؤمن انه ليس بمؤمن وان عدم التوكل على الله عز وجل ينافي الايمان. اما من خلا قلبه من التوكل كله فانه كافر بالله عز وجل خارج من دائرة التوحيد لانه لا بد للعبد ان يحقق التوكل على الله الله عز وجل والناس في هذا الباب يتفاوتون. ولذلك قال ابن القيم في هذه المنزلة منزلة التوكل انها اوسع المنازل اوسع المنازل واعظمها واكثرها اعمارا. فالناس يتفاوت الناس يعمرونها باختلاف مشاربهم ومقاصدهم. بل منزلة التوكل يشغلها ويعمرها جميع الخلق. انسا وجنا كافرا ومسلما بل البهائم والوحوش يدخلون في هذه المنزلة وفي هذه الدائرة. بل لا يخلو مخلوق الا ان يكون متوكلا على الله عز وجل ولا يمكن الانشغال في هالدنيا والاعمارها الا بالتوكل على الله عز وجل. وقد امر سبحانه وتعالى بالتوكل في غير اية من كتابه سبحانه وتعالى. وقاله صلى الله عليه وسلم في قوله حديث عمر بن الخطاب الذي جاء بالسنن باسناد النبي قال لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما كما يرزق الطير فافاد ان الطير تتوكل وكذلك كالوحوش والسباع تتوكل على الله عز وجل بل الكفار والفجار يتوكلون على الله عز وجل على اختلاف متعلق على انقلاب تعلق وتتوكلهم فكل له متعلق يتوكل به لاجله. وعلى هذا نقول اللازم مقام التوكل على الناس مقام التوكل على اقسام. القسم الاول من يتوكل على الله عز وجل في تحقيق عبودية الله سبحانه وتعالى ويستعين بالله عز وجل على تحقيق ما يرضي الله سبحانه وتعالى وهذا التوكل هو درجة الخلص الكمل الذين استعانوا بالله عز وجل على عبادته ولذلك جاء في المسند وفي احد السنن عن معاذ رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ اني احبك. فلا تدع ان تقول في كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك لعبادتك فامره ان يسأل الله الاعانة على العبادة. وهذا معنى التوكل لان التوكل هو التفويض والاعتماد على الله عز وجل في تحصيل وتحقيق لا يرضي الله سبحانه وتعالى. وهذا صنف من الناس قلة نادرة. حيث ان اكثر الناس يتوكلون في جلب ما ينفعهم ويضرهم من الاشياء المحسوسة المشاهدة. اذا القسم الاول من يتوكل على الله تعينه في تحقيق ما يرضي الله سبحانه وتعالى. يقابل هذا القسم يقابله في النقيض. من يتوكل على الله عز وجل ويطلبه الاعانة على الكفر وما يسخط الله عز وجل. يتوكل على الله ويستعين به في تحصيل وتحقيق وطلب ما فيه اسقاط لله عز وجل وما فيه اغضاب لله سبحانه وتعالى كما يستعيذ الكفرة على على الصد عن سبيل الله. وكما يتوكل الفجر على تحقيق مآرب باطلة ومحرمة فهم يتوكلون ايضا ويطلبون على تحقيق هذا المقصد الفاسد. وهذا قسم يقابل القسم الاول. القسم الثالث وهو توكل عامة توكل عامة الناس واغلب الخلق وهذا التوكل يشترك فيه البهائم والسباع والدواب وكل ما في هذا الكون وهو ان يتوكل ويستعين على الله عز وجل في تحصيل رزق او في جلب نفع او في دفع ظر وفساد او خطأ يخافه وهذا هو توكل عامة الخلق وهذا التوكل هذا التوكل ايضا يستطيع العبد ان يجعله عبادة لله عز وجل لانه توكلي واعتمادي على الله في تحصيل هذه الاسباب هو متعبد لله فيها فيؤجر على توكله ويثاب عليه عند الله عز وجل اما القسم الاول فيؤجر من جهتين. من جهة توكله ومن جهة طلب الاعانة على ما يرضي الله عز وجل. واما القسم والثالث فهو اثم من جهة من جهة مقصده وما يطلبه وايضا طلب الاعانة من الله عز وجل على مساخطه على ما يغضبه هذا طلب محرم واستعانته وتوكله عليه ايضا نقول لا يجوز. لان ما كان وسيلة الوساوس المحرفة وايضا فهو محرم وهو محرم. يمكن ايضا هذا ما يتعلق بتقسيم الناس من جهة احوالهم مع التوكل. المسألة الاخرى مسألة عبادة قلبية عبادة قلبية لا تصرف الا لله عز وجل. ومعنى ذلك ان العبد يعتمد ويفوض ويثق ويطمئن ويسكن لله عز وجل في تحصيل ما يطلب وفي دفع ما يخافه ويهرو منه. فهذا هو التوكل الذي هو العبادة لا يصرف الا لله عز وجل. لا يصرف الا لله. وقد قال غير واحد من اهل العلم ذكر ذلك ابن القيم ان التوكل نصف والدين ان التوكل نص الدين بل انه من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد. فلا يمكن للعبد ان يتعبد لله عز وجل الا بالتوكل. ولذلك وقال تعالى في قوله اياك نعبد واياك نستعين. فالدين القائم على امرين على على استعانة وعلى انابة الاستعاذة هي التوكل والانابة الى العبادة. ولذلك اصبح التوكل نصف الدين. فلا يصرف هذا الدين الا لله عز وجل ولا ولا يتوكل الا على الله سبحانه وتعالى. المسألة القسمة القسم الثاني او متى يكون المسألة الثانية؟ متى يكون التوكل شركا بالله عز وجل عرفنا اولا ان التوكل عبادة وانه لا يصح اسلام العبد ولا ايمانه ولا توحيده الا بتحقيق التوكل وتحقيق التوقف القلبي له اصل وله كمال له اصل لا يصح الايمان الا معه وله كمال يجب ان ان يحققه العبد ان يأتي به وله كمال مستحب. فاكمل الخلق في باب التوكل من حق كمال من حقق كمال توكل المستحب. اما الذي انتفى التوكل من قلبه كلية فانه ليس بمسلم. واما من قصر في توكله فيما فيما هو من التوكل الواجب فانه يكون توحيده ناقص ومنتفي عنه كمال التوحيد الواجب. اما من قام اما من في في تحقيق التوكل كمال التوكل المستحب فان فان توحيده ناقص من جهة كماله المستحق لهذا ما يتعلق بتحقيق التوكل كونه عبادة لله عز وجل. متى يكون صرف التوكل؟ شركا لله عز وجل. التوكل على غير الله سبحانه وتعالى له صور التوكل على غير الله عز وجل له صور. الصورة الاولى التوكل على الاموات الذين لا يملكون نفعا ولا ضرا. والاعتماد عليهم وتفويض الامور اليهم. هذا من الشرك الاكبر المنافق التوحيد من اصله ومن فوض واعتمد على الاموات في جلب نفع او دفع ضر فانه يكون مشركا الشرك الاكبر الثانية ايضا ان يتوكل على مخلوق حي كان او ميت في امر لا يقدر عليه الا الله في امر لا يقضي عليه الا الله الاول التوكل على الابوات ولو كان هذا الميت لو كان حيا يقدر على ما توكل عليه به فانه يكون شركا اكبر الصورة التالية ان يتوكل على الاحياء فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى. كأن يتوكل على حي في احياء ميت في احياء ميت فهذا من خصائص الله عز وجل والتوكل على المخلوق بمثل هذه الاشياء شرك وكفر بالله عز وجل ويدخل في هذا التوكل على الشياطين والطواغيت والفجرة ممن يتوكل عليهم في دفع الضر وجلب النفع. القسورة الثالثة التوكل على مخلوق حي يملك يملك شيئا من تحصيل مطلوب او دفع مرغوب كان يتوكل على رئيسه في العمل ان ان يزيد في راتبه او ان يزيد في وظيفته ومرتبته فهذا التوكل وتوكله على هذا المخلوق ينافيك التوحيد الواجب ويكون فاعله واقع في الشرك الاصغر واقع في الشرك الاصغر لان قلبه اعتمد وفوض امره الى هذا المدير الذي هو الذي هو السبب. وصرف الاعتماد والتوكل على هذا المخلوق. المخلوق لا يملك شيئا ولا ولا يضر الا بامر الله عز وجل. فعندما التفت بقلبه الى ذلك السبب وظنه وتوكل عليه وفوض امره اليه. نقول وقع في الشرك الاصغر. اما اذا اما اذا جعل ذلك له استقلالا وانه يستطيع ان يأتي بما يدفعه الله او ما يأتي به ربنا فهذا مناقضة لله عز وجل في رؤيته وشرك بالله الشرك الاكبر. هذه الصورة الثالثة هذا من الشرك الاصغر. الصورة الرابعة ما يسمى بالتوكيل. بالتوكيل والانابة. كان اوكل شخصا ان يحق ان يأتي لي بامر او ان يقضي لي امرا. فنقول هذا التوكيل مباح باتفاق اهل العلم. وهو لا التوحيد لا من اصله ولا من كماله الا اذا كان التوكيل على امر محرم كان يوكله على فعل فاحشة او جلب فاحشة او جلب منكر ومحرم او فعل امر محرم فيكون الحكم بحسب نوع التوكيل اما اذا كان في المباح وفي امور مباحة فان هذا مما اجازه الشارع وان كان التوكيل في طاعة فهو طاعة وان كان في واجب فهو واجب هذي ما يسمى باقسام التوكل واحوال صور التوكل بالنسبة للعبد من جهة صرفها لله ولغير الله عز وجل المسألة الاخرى مسألة التوكل والاسباب. وهل هل الاسباب تنافي التوكل؟ هل الاسباب تنافي التوكل؟ وهل يشترط التوكل ان يعطل العبد الاسباب ولا يعمل بها. قال بعض اهل العلم ممن ممن هو على طريقة المتصوفة على مخالفة وعلى مخالفة السنة الصحيحة الصريحة الى ان كمال التوكل ان يرفض الاسباب كلها ان يرفض الاسباب كلها ولكن التحقيق والتفصيل في هذه المسألة اولا نقول ان رفظ الاسباب ينقسم الى قسمين رفظ القلب ورفض عملي. اما الرفض القلبي فانه مما يرغب فيه. ويطلب وذلك ان القلب مأمور ان لا يلتفت ولا ولا يتعلق الا بالله عز وجل. هذا الرف القلبي فنقول لا رفض الاسباب من جهة القلب هذا امر مطلوب. الا ما يتعلق بالتوكل. فان التوكل ايضا سبب من الاسباب التوكل سبب الاسباب في تحصيل المطلوب ودفع المرغوب غير المرغوب. اما من جهة الجوارح فان ان فان رفظ فان رفظ رفظ الاسباب من جهة الجوارح هذا من من عمل الصوفية ومن جهل ومن جهلهم وضلالهم وخرافاتهم ولا يمكن للعبد ان يسير في هذه الحياة الا بالاسباب الا بالاسباب التي سببها وجعلها الله عز وجل اسبابا وربطها بمسبباتها. ولذلك نقول انه لا يمكن للعبد ان تقوم حياته وان استمر عجلة حياته الا بالاسباب. ولذلك قال ابن القيم ترك الاسباب قدح في العقل عليها قدح بالتوحيد. ترك الاسباب قدح في العقل. الذي لا يعمل الاسباب ولا يأخذ بها فان يقول بهذا قادحا في عقله قادحا في عقله لان العقل السليم يدعو الى فعل الاسباب والنصوص الكثيرة الصريحة للنبي صلى الله عليه وسلم تدعو الى فعل الاسباب ونبينا صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين قد ربط مسبباتها وقد اخذ وفعل الاسباب فظاهر صلى الله عليه وسلم بين ذرعين في غزوة الاحزاب ولبس البيضة صلى الله عليه وسلم وحمل السلاح وقات في سبيل الله وكل هذه اسبابه. والاسباب اما ان تكون اسباب شرعية واما ان تكون باب حسية اسباب شرعية وهي مأمور بها وترك هذه الاسباب الشرعية قدح في دين الله عز وجل وكفر بالله سبحانه تعالى لان الله سبحانه وتعالى علق رحمته علق رحمته بفعل الاسباب. وقال سبحانه فقال سبحانه وتعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين والمحسنون الذين هم يعملون بطاعة الله عز وجل كما قال تعالى من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا الاسباب الشرعية مأمور بها وتركها كما ذكرت قدح في الاسلام وقدح في العقد في الاديان كلها والله سبحانه وتعالى ربط ربط دخول الجنة بفعل الاسباب وهي عبادته وطاعته سبحانه وتعالى. ادخلوا الجنة بما كنتم بما كنتم تعملون. فلا يدخل العبد الجنة الا لاسباب يفعلها كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الاعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد الى ربه سبحانه وتعالى فيدخل الجنة بهذه هي اسباب لدخول الجنة فهي اسباب اسباب شرعية. كذلك الاسباب الحسية فهي ايضا مأمور فالعبد لا يمكن ان يأتي ان يرزق بولد الا ان يتزوج ويجامع ولا يمكن ان يأتيه الولد بغير هذه الاسباب الحسية فالاسباب الشرعية والاسباب الحسية مأمور بها ولا يمكن للعبد ان ان يحصن المسببات الا باسبابها فكما لا يستطيع ان يرقى على جبل الا بطريق يرقى منه ولا يصعد على سطح البيت الا بسلم يصعد اليه منه فكذلك لا يمكن العبد ان يحصل مقصودة مطلوبة ومن جهة المسببات الا باسباب يفعلها لذلك اطال ابن القيم في هذا الفصل وقال لا يمكن للعبد ان يحقق مطلوب ولا ان ينفع مرغوب الا بفعل الاسباب بل قال انه لا يمكن للزنادقة ولا للفلاسفة ولا القدرية ان تحقق هذه العبودية بالتوكل لانهم الاسباب فالمعتزلة يرون ان العبد يخلق افعال نفسه فلا يتوكل على الله عز وجل ومنهم من يرى ان الاسباب قدح وتقدح التوكل وهذا قول باطل لان التوكل اصله اي شيء التوكل اصله سبب التوكل اصله لان التوكل دعاء سبب ان الدعاء يحصل منه المطلوب بسؤال الله عز وجل ودعائه ربه سبحانه وتعالى ان يحقق مطلوبه نقول هذا سبب وكذلك وهو التفويض والاعتماد على الله عز وجل وسوى ايضا في تحصيل في تحصيل ما يطلبه او دفع ما يكرهه فانت عندما تتوكل معنى التوكل اي شيء تملأ قلبك اعتماد وتفويض على الله عز وجل في تحصيل مثلا امرا تريده مثلا رجلا ارى مثلا رجل اراد ان يشتري سيارة واعتمد على الله وفوض امره لله عز وجل في اي شيء بان يحصل هذه السيارة. نقول اعتماد وتفويضك وثقتك بالله جل هي سبب في تحصيل هذا المطلوب. ولا يمكن ان تحصل الا بالتوكل. اذا اذا كان التوكل لا الا بسبب فنفي الاسباب نفي نفي للتوكل لانه لا يمكن ان يكون توكل الا باسباب فكذلك لا اسباب الا الا بتوكل فالتوكل اسباب مترابطات ولذلك الكمال وتحقيق التوحيد وان يفعل الاسباب على انها اسباب ويعتبر ويلتفت ويعتمد ويلتفت بقلبه الى الله عز وجل. والحال هو حال العبد مع الاسباب له احوال. حال العبد مع الاسباب له احوال. الحال الاول ان يعتمد على الاسباب ويلتفت اليها بقلبه وكليته. فان جعلها فاعلة استقلالا والا تنفع وتضر من دون الله اشرك بالله الشرك الاكبر في هذه الصورة. الحالة الثانية ان يلتفت ان يفعلها اسبابا ويلتفت اليها بقلبه باعتماده على الله عز وجل فهذا ايضا من الشرك الاصغر من الشرك الاصغر الالتفات القلب الى هذه الاسباب. الحالة الثالثة ان يفعل الاسباب على انها اسباب يفعلها من جهة ويعتمد ويلتفت الى الله عز وجل من جهة قلبه. فهو يفعل من جهة الجوارح واما من جهة القلب فقلبه منصب كله على من؟ على الله سبحانه وتعالى من جهة اعتماده وتفويضه على الله عز وجل. وهؤلاء او القنبل من من خلق الله عز وجل الذين يفعلون الاسباب على انها اسباب وان النافع الضار الذي يجري هذه الاسباب ويمنعه من هو الله سبحانه وتعالى. هناك قسم اخر وهم وهم معطلة الاسباب وهم معطلة الاسباب. الذين يرون ان الاسباب لا تفعل كغلاة الجهمية وكولاة المعتزلة ايضا وكثير من الصوفية الذين هم يسمون انفسهم بنفاة الاسباب او يمثل الاسباب كلها وهذا قد يتعلق به بعض التبليغيين الذين يسمون الخزبل النفي والاثبات فان منهم من ينفي الاسباب ولا يفعلها ابدا وهذا جهل وضلال من فاعله. فانه لا يمكن للعبد ان يصل الى رحمة الله الا بالاسباب ذلك يدخل الجنة الا بالاسباب لانها قسمنا الاسباب الى اسباب حسية والى اسباب شرعية اسباب شرعية مأمور بها واسباب حسية ايضا بها الا ان الشارع نهى عن التفات القلب للاسباب اذا قلنا ان رفض الاسباب اما رفض الجوارح هذا محرم ولا يجوز واما ان يكون رفظ وهذا الذي يطالب به العبد ان يرفض من جهة قلبه فلا يلتفت ولا يعتمد الا على من؟ الا على الله سبحانه وتعالى. هذا ما يتعلق بهذا الباب ثم ساق المؤلف تعالى الايات الدال على وجوب التوكل وانه عبادة تصرف لله عز وجل ولا يجوز صرفه على ولا يجوز صرفه لله سبحانه وتعالى فذكر اول ذلك قوله وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وهذا امر من الله عز وجل بان يتوكل العبد على ربه وعلقت وهو علق امره باثبات الايمان وتحقيقه فقال ان كنتم مؤمنين فتوكلوا ان كنتم مؤمنين توكلوا فافاد ان الذي لا توكل على الله عز وجل انه غير مؤمن لانه شرط الايمان بالتوكل. والشرط اذا انتفى انتفى ايظا المشروط. والمنفي هنا الا اصل الايمان واما كماله الواجب. فالذي خلا قلبنا التوكل بكليته فان ايمانه متفق من اصله ومن حقق اصل التوكل واخل في بعض اجزائه فان ايمانه الكامل الواجب قد نفاه الله عز وجل بقوله كنتم ان كنتم مؤمنين ثم ساق ايضا قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. وصف الله عز وجل في هذه الاية عباده المؤمنين بصفات. فقال اول صفاتهم انهم اذا تليت عليهم انما المؤمنون اي الذين حقه الايمان المطلق وصوا بكمال الايمان الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم ومعنى وجلت اي خشعت وخافت وهابت ربها سبحانه وتعالى. ومنهم من قال ان وجلت اذا ذكر بالله وقد هم بمعصية ان يقع فيها فقيل له اتق الله عز وجل وجل قلبه وخاف وترك المعصية التي هم بها واراد ان يفعلها فهذا حوله صفة صفات الامام انهم اذا ذكروا بالله او وبالله عز وجل او سمعوا كلام الله عز وجل فانهم يهابونه ويخافونه سبحانه وتعالى ويجلونه هذا بخلاف صفات المنافقين واذا ذكر الله اشمئزت قلوبهم واصابهم الحيرة واصابهم الهرم من سماع كلام الله عز وجل اما المؤمن علامات ايمانه ان قلبه يوجل ويخاف ويهاب ويرهب من ربه سبحانه وتعالى. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. فاذا سمع الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وسمع واعظ الله واعظا رسول الله زاد ايمانه وزاد خشية وتقربا لله عز وجل وهذا على معتقد اهل السنة والجماعة. فان اهل السنة والجماعة يرون ان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وهذا باجماع اهل سنة ان الايمان يزيد وينقص خلافا للمرجئة القائلين ان الايمان يتبعظ وان الايمان لا يزول ينقص وان الايمان شيء واحد القلب لا زاد له ولا نقصان وهذا قول باطل وهناك من يرى ان ان الايمان يحصل له الزيادة ويحصل نقص واما مذهب واهل السنة هو باتفاقهم ان ان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي وادلته كثيرة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الصفة الثالثة انهم على ربهم يتوكلون. فلا يتوكلون على غير الله عز وجل. ولا يعتمدون يفوضون امورهم لغير الله سبحانه وتعالى. بل قلوبهم بل قلوبهم متعلقة واثقة مطمئنة بربها سبحانه وتعالى فوضت وتوكلت واعتمدت على ربها سبحانه وتعالى ولم توكل على غير لا في صغير ولا في كبير ولا في كثير ولا في قليل الا على الله سبحانه وتعالى. وهنا مسألة هل يجوز المسلم ان يقول توكلت على الله وفلان او توكلت على فلان او توكلت على الله ثم على فلان الذي عليه المحقق من اهل العلم ان توكل عبادة قلبية لا تصرف الا لله عز وجل. فلا يجوز ان يقول توكلت على الله ثم على فلان وانما يقول توكلت على الله وحدة واما اذا اراد ان يقول على غير الله فليقل وكلت فلان وتوكلت على الله عز وجل. ومن هذا قول بعض اعتمدت عليك يقول الاعتماد وايضا من بمعنى التوكل فلا يعتمد الا الا على الله عز وجل فلا يجوز ان تقول اعتمدت على فلان ولا التوكلت على فلان ولا فلان فان الحسيب والكاد والمعتمد والمفوض والمفوض اليه الامور هو الله سبحانه وتعالى. فلا يجوز ان تعقب ثم ولا يجوز ان بالواو وانما الجاج من ذاك ان تقول توكلت على الله سبحانه وتعالى وحده ووكلت فلان في امري. فهو فالتوكيل جائز اما توكل فلا يجوز الا الا على الله سبحانه وتعالى. هذا معنى قول الله قال ذلك منها قوله تعالى يا ايها الناس حسبك الله. الشاهد من قوله انما المؤمنون اي ان الله عز وصف المؤمن وصف اهل الايمان الكمل بانهم يتوكلون على الله وحده وان التوكل عبادة لا تصرف الا لله ويؤيد هذا قول ما يحمد التوكل عمل قلبي اي انه ولا يلتفت به لغير الله عز وجل بخلاف اعمال الجوارح والاقوال قد يشرك فيها مع الله عز وجل فيما يجوز التشكيك فيه القول مثل قول ما شاء الله ما شاء الله وما شاء الله ثم فلان نقول لا بأس بذلك من جهة الالفاظ لا من جهة لا من جهة اعمال القلوب مثل ايظا لولا الله ثم فلان لاصابني كذا نقول هذا يجوز من جهة الالفاظ اما من جهة ما يتعلق بالقلب فلا يمكن ان يضاف لغير الله عز وجل وتكون اضافته لغير الله من الامور المحرمة التي لا تجوز فهي اما شرك اكبر واما شرك قال وقوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. هذه الاية فيها ايضا ان الله عز وجل هو الحسيب وهو والمعنى الحس اي الكافي الحسد معناه الكافي اي يا ايها النبي كافيك الله وهو حسبك سبحانه وتعالى وهو ايضا حسب اتباعك وقد وذهب جماهير العلم الى ان المراد بهذه الاية يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبع المؤمنين اي ان معنى الاية اي ان الله حسبك وحسب اتباعك من اهل الايمان والتوحيد. وقد قال بعض فالشوكاني ان المعنى يا ايها النبي حسبك الله واتباعك المؤمنين اي ان الله كافيك وكذلك يكفيك ايضا عباد الله وهذا القول مردود وقد رده ابن القيم وشيخ الاسلام ابن تيمية وغيره وانكروا هذا القول واذا حكموا عليه ببطلان لانه يخالف النصوص الصريحة الكثيرة عن عن رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء في كتاب الله عز وجل فالله اخبر انه الحسيب وحده والكافي وحده سبحانه وتعالى. وان معنى الاية يا ايها النبي حسبك الله اي انه هو حسبك وهو ايضا كافي وحسب اتباعك المؤمنين. فيكون ومن اتبع المؤمنين الظمير يعود على الحسب. الظمير من الواو العطف هنا على الحسد اي ان الله حسبك وحسب اتباعك المؤمنون ليس المعنى انه هو حسبك والمؤمنون ايضا حسبك فهذا خطأ والذي عليه جماهير العلم وهو قول عامة اهل العلم ان المراد بالاية ان الله هو حسب محمد وحسب اصحابه من المؤمنين وقد ذكر القيم في ذلك ادلة كثيرة منها منها انه قال ان هذه الاية جاءت فيها الكفاية الذين قالهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوه فزادهم ايمانه وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. هذي لا تدل على ان الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم لما اتاه ما يخوف يرعبهم قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ولم يجعل حسبنا لغير الله سبحانه وتعالى. ومنها ايضا قوله تعالى وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله. فلما ذكروا علقوه بالله عز وجل ولما ذكروا الاتياء الايتاء قالوا سيؤتينا الله فضله ورسوله فافاد ان الحسد لا يصرف الا لمن الا لله عز وجل. فكيف يمدح الله الصحابة انهم يقولون حسبنا الله فيما يتعلق بالكفاية والحسم. واما في الفضل فيرد الى الله ورسوله ثم يجعل ذلك الى نبيه الذي هو اكمل واتم توحيدا وايمانا فيقول حسبك الله ومن اتبعك المؤمنين هذا ان المراد بالاية ان الله هو حسب محمد وهو حسب اتباعه من اصحابه رضي الله تعالى عنهم. هذا هو المعنى صحيح الصريح في هذه الاية وفيه ان الله هو الحسيب والكافي سبحانه وتعالى لجميع الخلق لجميع الخلق فالله هو الكافي لجميع وجدا مسلما وكافر هو الحسيب وهو الكافي لجميع الخلق سبحانه وتعالى الا ان هناك من له حسم خاص وهناك من له حسم عام انه كفاية خاصة وهناك ما يدخل في عموم الكفاية الذي يعنينا هنا ان الشيخ رحمه تعالى ذكر هذه الاية يبين ان الله هو الحسيب وحده سبحانه وتعالى وانه الكافي وحده سبحانه وتعالى فلا تتعلق القلوب من جهة الحسب والكفاية الا لله عز وجل. قال ومنها قوله تعالى ومن توكل على الله فهو حسبه. وبقدر تحقيق التوكل على الله عز وجل بقدر ما يحصل الكفاية من الكفاية والاحاطة بربه سبحانه وتعالى وعلى قدر نقص التوكل في قلب العبد على ما يخذل على قدر ما يخذل العبد من جهة الله له سبحانه ولذا قال وسلم لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. فلما حققت تلك كالطير التوكل الذي الذي فيه التبرأ من الحول والقوة والتفويض والاعتماد على الله عز وجل الاعتماد الكلي رزقها الله عز وجل ابي طالب بعدما ذهبت وراحت خماصا بعدما غدت وذهبت خماصا تعود وتروح بطانا لكمال توكلها وكذلك العبد اذا توكل على الله عز وجل حق توكله فان الله حسيبه وكافيه. بل لو اجتمع من لو اجتمع من في هذا الكون كله من انس وجن على ان يكيد العبد او يمكر به وقد توكل الله عز وجل التوكل الذي يريده الله وتعالى لكفاه الله سبحانه وتعالى وجعله من كل ضيق مخرجا وكفاه سبحانه وتعالى من كل هم وغم وانما يحصل الضرر والنقص للعبد بقدر ما حصل من ضعف توكل وتعلقه وثقته بالله عز وجل. فكلما ازداد العبد توكلا وتعلقا بالله كلما ازدادت كفاية الله عز وجل وتأمل قصة هود عليه السلام عندما اجتمع له قومه فقال فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا واخذ بناصيتها. فلما كمل توكله على الله وحققه لم يستطع احد لن يضره باذى او يصيبه بسوء. والنبي صلى الله عليه وسلم لما قال له الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء. فالعبد اذا حقق التوكل على الله عز وجل فان الله فيه والله سبحانه وتعالى حاميه من كل سوء ومن كل ضوء. قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. من يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه سبحانه وتعالى قال قال ذكر عن واحد منبه او كذا وقال قال الله عز وجل بعزتي ان من اعتصى بي فكادته السماوات من فيهن والاعرابون بمن فيهن فاني اجعله من ذلك مخرجا. ومن لم يعتصم بي فاني اقطع يديه من اسباب السماء واقسم تحت قدميه الارض فاجعله في الهواء ثم اكله الى نفسه كفى بي لعبدي مآلا اذا كان عبدي في طاعتي اعطيه قبل ان يسألني واستجب له قبل ان يتلوني فانا اعلم بحاجته التي ترفق به منه سبحانه وتعالى. فالعبد كلما تعلق وتوكل على الله جل كفاه رب ومن تعلق بغير الله وكل اليه من تعلق بغير الله وكل اليه ومن تعلق بغير الله فان مآله للخذلان لان الكاف هو الله سبحانه وتعالى. قال ايضا رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال حسبنا الله ونعم الوكيل. قال ابراهيم حين القي في النار وقال محمد صلى الله عليه وسلم حين قاله ان الناس قد جمعوا لكم هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه وهو حديث عظيم تأمل هذا قبل ان نتكلم عن الحديث يذكر الشاهد منه وهو ان ان التوكل عبادة قلبية تصرف لله عز وجل وهذا الذي امام الحنفاء في زمانه وهو ابراهيم عليه السلام وفعلها امام الحنفاء في زمانه محمد صلى الله عليه وسلم وهما سيد الانبياء ابراهيم سيد الانبياء وابو الانبياء ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد الانبياء واكرمهم عند الله عز وجل. قال هنا قال ابراهيم حينما القي في النار. ولك ان تتخيل حال ابراهيم عليه السلام وقد جمعت يداه واوثق بالحبال الشداد. ثم وظع في بنجليق ليرمى في النار فلما ارمي في النار لم يقل قوله حسبنا الله ونعم الوكيل. وقد انقطعت الاسباب بين يديه. ليس اسباب حسية ترى وليس هناك اسباب تعمل ولكنه فوض واعتمد وتوكل على الله عز وجل توكل التام او على اكمل وجهه قال صلى الله عليه وسلم فحصله مراده وكفاه الله عز وجل فجعل النار بردا وسلاما على ابراهيم ولم يحترق منه الا الحبالة شد بها عليه السلام فخرج منها امنا مطمئنا قلب الله عز وجل المحرق الى برق وقلب الاذى فيه الى سلام وهذا مشاهدنا على قولنا من توكل الله عز وجل فان الله كافيه وحسبه سبحانه وتعالى اذا التوكل الذي تحصل به يحصل به امتلاء القلب بالتفويض والاعتماد على الله عز وجل. كذلك قال محمد صلى الله وسلم عندما جاءه عروة ابن مسعود الثقفي في حمراء الاسد وقال ان ابا سفيان يجمع لك الناس حتى يقال وهم قد اثقلتهم الجراح بعد غزوة احد واصاب ما اصابهم فقالوا فقال وسلم واصحابه حسبنا الله ونعم الوكيل. فاثمر هذا القول ان بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء. فهذا يفيدنا ان العبد اذا نزلت به نازلة فانه فانه يلجأ ويعتمد على الله عز وجل بكلية قلبه ولا يلتفت الى غير الله عز وجل. ولا يعني هذا ان لا يفعل اسباب نقول يفعل الاسباب الحسية على انها اسباب لا على انها فاعلة ولا على ان لها ولا على ان ولا على ان القلب يلتفت اليها التأثير الذي في الاسباب هو الذي الله الذي جعله ولم تكتسب ذلك من قبل نفسها وانما الله هو الذي جعل اسباب فاعلة وجعلها لها تأديب. واما النافع الضار الذي الذي بيده كل شيء هو ربنا سبحانه وتعالى. فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فان قالوا بنعمة من الله وفضله. قال الشيخ في قال الشيخ رحمه تعالى قال الشيخ وتعالى في مسائل الاولى ان التوكل من الفرائض. ومعنى انه من الواجبات ومن فروض الدين. وواجباته التي يجب على المسلم ان يحققها وقد ذكرنا ان التوكل عبادة قلبية لابد ان يحققها العبد حتى يصح توحيده ولا يصح ايمانه ولابد اصل التوكل حتى يكون معه اصل الدين والايمان والكمال وان يحقق كمال التوكل حتى يحقق ايضا كمال آآ احد يحقق كمال التوكل حتى يحصل له كمال الايمان. المسألة الثانية ان التوكل من شروط الايمان ان التوكل من شروط الايمان قوله تعالى ان كنتم مؤمنين فاشترط لصحة الايمان وجود التوكل فافاد ان عدم التوكل مفاده عدم الايمان الا ان آآ نفي التوكل بالكلية ينفي الايمان من اصله ونفي كمال التوكل ينفي كمال الايمان الواجب فاذا خلا القلب من التوكل فلا يسمى العبد مؤمنا بنثب آآ بذلك وان ولا يسمى مسلما. اما اذا وجد معه اصل التوكل ولكنه وقصر في بعض افراده او في بعض اجزائه فانه يسمى مؤمن الا انه ناقص الايمان بما ترك من التوكل الذي اوجبه الله عز وجل عليه المسألة الثالثة تفسير الانفال التي وصف الله عز وجل فيها عباده المؤمنين انه على ربهم يتوكلون اي ان من اعظم صفاتهم بعد ان وهي ان قلوبهم توجل وانهم يتوكلون على الله عز وجل واذا ذكرت واذا ذكرت ازالته ايمانا الا رب يتوكلون ذكرهم بثلاث صفات الوجل وزيادة الايمان عند ذكر ايات الله عز وجل. وانهم على ربهم يتوكلون فافاد ان الذي لم يتوكل على الله فانه ليس من اهل الايمان الكمل فان انتفى الايمان من اصله فليس من المؤمنين اصلا حتى يحقق التوكل من جهة اصله او يحققه على الكمال ليحصل له الايمان الكامل. قوله الرابعة تفسير الاية في اخره على ربهم يتوكلون اي انهم بانهم حصلوا هذا الامام بتوكلهم على الله عز وجل. الخامسة تفسير الطلاق وهي قوله تعالى من يتوكل على الله فهو حسبه ان الذي ان الذي لا يتوكل على الله جل فليس له حسيب ولا كافي لان الله عز وجل اذا وكله الى غيره وكله الى ضعف وخور وقال ووكله الى خذلان والعبد متى ما وكل الى غير الله فهو مخذول. والموفق من وفقه الله الجنة فملأ قلبه توكل واعتمادا على الله عز وجل ولذلك التوكل من اعظم العبادات القلبية وافضلها واعلاها واشرفها منزلة عند الله عز وجل لانها نصف فلا عبادة الا باستعانة فلا يحصل عبدا ان ان ان يعبد الله او ان يحقق مراد الله من توحيده وطاعته الا بطلب العون من الله عز وجل والاعتماد والاعتماد على الله عز وجل في تحصيل ذلك الامر. المسألة السادسة عظم شأن هذه الكلمة وهي قوله حسبنا الله ونعم الوكيل. فالعبد اذا نزلت به نازلة وانقطعت به الاسباب ولم يستطع ان يفعل شيئا فانه يقول هذه الكلمة حسبنا الله ونعم الوكيل. واما قولها مع ترك السبب فانه عجز. فلا يقول العبد الا بعد فعل الاسباب. ثم يقول بعد ذلك حسبنا الله ونعم الوكيل او يقولها مع فعل الاسباب يقولها حسرتي ويفعل الاسباب اما ان يقول ولا يفعل الاسباب فهذا عجز من العبد لان من الكيس ومن ومن كمال ومن كمال العقل ان يفعل العبد الاسباب التي امره الله عز وجل بها ثم بعد ذلك يفوظ ويعتمد ويلتفت بقلبه الى ربه سبحانه وتعالى ولا يلتفت الى غيره وفي قصة ابراهيم في نجاة من النار معتبر وعظة لمن؟ لمن اه لمن حقق هذه المنزلة وهي منزلة التوكل ففي من الايمان ما فيها من الايمان الشيء العظيم حيث ان العبد يزيد ايمانه بمثل هذه القصص مثل هذه الايات التي تنقلب النار فيها بردا وسلاما على ابراهيم عليه السلام فان العبد يثق ويطمئن الى الله عز وجل ويعلم ان الله عز وجل على كل شيء قدير. وكذلك محمد صلى الله عليه قالها لما اجتمع عليه الناس قال حسبنا الله ونعم الوكيل. وقد ذكر ابن القيم ان ولاية العبد الا ان العبد لا يمكن ان يحقق التوكل الا بسبع منازل ذكر او ثمان منازل اولها معرفة الله باسمائه وصفاته. فلا يمكن عبدا يتوكل على الله الا اذا عرف الله باسمائه وصفاته فان التوق مفاده ان يفوظ ويعتمد ولا يمكن ان تكون الاعتماد الا على من يعلم بحالك فلابد ان تعلم الله ذو علم سبحانه وتعالى كذلك ان تعبد الله ذو قدرة لان الضعيف لا يمكن ان ينفعك وكذلك انه مصير سميع محيط بكل شيء ورحيم رؤوف فجميع الصفات وجميع اسماء الله بقدر بقدر معرفتها بقدر ما يكون في القلب التفويض لله عز وجل وبقدر ضعف هذه الاشياء من القلب بقدر ما يضعف التوكل اذا قال ابن القيم قبله شيخ الاسلام ان الجهلية اضعف الناس لانهم لم يثبتوا لله شيئا من اسمائه ولا شيئا من صفاته. فاذا كان لا يعلم فكيف تتوكل عليه؟ واذا كان لا يسمع فكيف تتوكل عليه؟ اما اهل السنة فاثبتوا لله الاسماء والصفات فامتلأت قلوبهم توكلا واعتمادا وتفويضا لله عز وجل. فهم فهم اسعد الناس بهذه المنزلة. وخاتم هذه الاسباب الرضا بالله عز وجل. فان التوكل يعقوب من ثمراته الرضا فانت تتوكل على الله عز وجل وتعتمد وتفوض امرك لله عز وجل فان من ثمرات هذا التوكل ان ترضى بما يقضي الله عز وجل وان تسلم الامر لله سبحانه وتعالى. فهذا ايضا هو من اسواء من من الامور المتعلقة بالتوكل وبين ذلك منازل ثمانية ذكرها ابن القيم في مدارجه والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد عنده سؤال سم هذه القصة قصة باطلة ولا تصح ان جبريل عليه السلام عرض لابراهيم وقال لك الي قال لا اما اليك فلا واما الى الله فنعم وجاءت القصة هذه بلفظ منكر بلفظ اخر اشد نكارة منه وهي قوله انما قال لك حاجة قال الله اعلم بحالتي الله اعلم بحالتي ولم يقل شيئا بل الصحيح ان ابراهيم عليه السلام كان في البخاري انه لما وظع ليرمى في النار قال حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل. فالقصة هذه باطلة وليست بصحيحة. احسن الله اليكم. يسدل احدكم الاسباب هنا لابد ان نعرف ان السبب ينقسم الى قسمين قطعي وسوء ظني سو قطعي وسوي ظلي. اما الاسباب الظنية التي هي متعلقة بالظن قد تنفع وقد لا تنفع فترقى هنا لا ترقى هنا مع الصبر وعدم السخط والجزع ومن الكمال. فالكوي مثلا الاحتواء هو سبب ظني وقد يكون سببا قطعي. فاذا قطعت القدم مثلا عافانا الله واياكم واحتاج الى كيه حتى ينقطع الدم نقل يجب ان يكتوي ولا يجب له ان يترك الاكتواء لان في ترك الاكتواء ايش؟ موت وهلاك. بخلاف اذا قيل له ان الاحتواء ينفع يؤمر الكي في هذا المكان لعله يقول الكمال ان لا تكتوي. ويقرأ الكي وايضا آآ لا يسترقون ولا يتطيرون ولا ولا يكتمون وعلى ربهم يتوكلون فكان الاسترقاء وذكر التواء ولك التطير. اما التطير فهو من التشابه وممنوع ومأموم ولا يمدح صاحبه ابدا. ولا يجوز البتة لا للتطير ابدا اما كما ذكرت ان كان قطعي فيجب فعله ولا ينافي التوكل. وان كان ظني فالكمال تركه حتى ينال الى هذه الدرجة وان يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. اما الاسترقاء فله ايضا حالات. اما ان يطلب الرقية مع تعلقه بذلك الراقي وانه والتفت قلبه اليه فهذا ينافي كمال التوكل وهو ايضا يمنع من دخوله في السبعين الف. اما ان كان ممن يصرع ويؤخذ عن وعن قراءة القرآن وما شابه ذلك ولا يمكن دفع هذا الا بالرقية فيقول يتعيى عليه بالارتقاء ولا يخرج سبعين الف. اما اذا عرظ عليه بل يرقيه ولم يطلب ولم يسأل فانه ايضا لا يدخل في هذا لا يدخل في هذا المعنى ولا يخرج سبعين الف اذا كان ظني الوقوع ولا اغير محتمل فتركه هنا من باب التوكل هو الاثم والافضل اما اذا كان قطعيا فانه يجب فعله مثلا مثل الزواج هو سبب الاجابة ولا مو سبب؟ ظني ولا قطعي قطعي لا يمكن لا يمكن ان ان يرزق الانسان بولد الا طريق الزواج ما يمكن ان يأتي بورد غير ذلك الا بالملك اليمين وهذا ايضا سبب. فلا بد ان يفعل هذا السبب اما ان يتزوج واما ان يقوم بملكه ولا يقول ان من التوكل الا يتزوج حتى يرزقه الله ولد. نقول هذا حمق وقدح في عقل ذلك الرجل لانه لا يمكن ان ان يأتيه ان يأتيه الله عز وجل بولد الا بهذي الطريقة فهذا فعل السام هنا مأمورا به ومطلوب ومطلوب ايضا. اذا الاسباب الظنية التي يكون تركها اكمل للجهاد التوكل اما القطعية والتي لا يمكن ان يتحصن المسببة بطريقها فان فعلها من التوكل والاخذ بها من التوكل الذي امر الله عز وجل به في هذا السن مسلا التداوي مسألة التداوي ايهما افضل ان يتداوى العبد او ان يصبر على اقوال القى الصحيح في هذه المسألة انه اذا كان الدواء قطعي والعلاج القطعي بهذا الدواء فان التداوي واجب لقوله صلى تداوي عباد الله فان الله لم ينزل داء الا وانزله دواء علمه من علم وجهله من جهله. فهنا نقول التداوي واجب اذا كان قطعي. اما اذا كان ظني فيقول الافضل ترك الدواب شرط. ترك الدواب شرط ان لا يسخط ولا يفزع ذلك الذي ترك التعاطي. لان بعض خزية يزعم انه متوكل يزعم انه متوكل على الله عز وجل في ترك تعاطي الدواء ثم اذا زاد من مرض وفحش مرضه او مرضه اخذه الجزع والسخط ويا ليتني فعلت ويا ليتني اخذت الاسباب نقول في حق هذا الرجل لا يجوز له ان يترك التداوي اما اذا كان به من الثقة والطمأنينة واليقين مما يفعل الجزع والسخط فنقول ترك التداوي في هذه الحالة افضل لانه وليس بقطعي. والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد