بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين اما بعد فقد قال الامام المجدد رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا مكر الله الا القوم الخاسرون. وقوله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالين عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامر من مكر الله. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله. رواه عبدالرزاق في مسائله. الاولى تفسير اية الاعراف الثانية تفسير اية الحجر الثالثة شدة الوعيد في منها مكر الله الرابعة شدة الوعيد ياك؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين قال الشيخ رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون هذا الباب ساقه المؤلف رحمه الله تعالى بعدما ذكر ما يتعلق بعمل القلب من جهة الخوف وان الخوف يلازمه الرجاء. وان الناس في هذا الباب بين امن وبين ايس قانط وكان الاوفق ان يذكر هذا الباب بعد باب الخوف بعد باب الخوف هذا هو الاوفق ان يذكره بعد باب الخوف وذلك لمناسبة اليأس لمناسبة الامن من مكر الله عز وجل مع مناسبة اليأس والقنوط الا انه رحمه الله تعالى اعقب باب الخوف من باب التوكل لعظيم منزلة التوكل عند الله عز وجل. وان من اعظم اعمال القلوب. ثم بعدما انهى مسألة التوكل. وان الواجب على لمن ان يوحد الله في توكله وان يفرد ويخلص عمل التوكل لله عز وجل اعقبه مسألة الامن واليأس والقنوط والامن من مكر الله عز وجل يقابله اليأس والقنوط. فهما عملان قلبيان. ان يأمن من مكر الله عز وجل فهذا يضاد الخوف فالخائف لا يأمن بخلاف الامن فانه قد ضعف خوفه او قد ضعف الخوف من قلبه فهل يعني ان العبد اذا خاف ان ييأس ويقنط؟ واذا لم يخف هل هل يكون امنا وما هو الاكمل والاوفق في في هذه العبادة؟ عبادة الخوف من الله عز وجل الرجاء لا شك ان المسلم مأمور ان يخاف ربه سبحانه وتعالى كما قال تعالى فلا تخافوهم وخافوني ومأمور ايضا ان يحسن الظن بالله. وان يرجو ربه سبحانه وتعالى من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يصح توحيد العبد الا بوجود اصل الخوف في قلبه واصل الرجاء في قلبه. ومتى ما خلا القلب من الخوف والرجاء فان التوحيد من اصله ينتفي الا ان الناس في هذا المقام يتفاوتون فمنهم من عظم خوفه من ربه سبحانه وتعالى فبلغ به هذا الخوف الى ان ييأس من رحمة الله عز وجل وهذا مذموم ومن الناس من رجا حتى بلغ به رجاه ان امن من مكر الله ومن سخط الله عز وجل. اذا بمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان العبد يدور بين منزلة الرجاء والخوف فلا يرجو رجاء يبلغه الامن من مكر الله الذي ينقص معه او ينافي التوحيد الواجب. الذي التوحيد الواجب لان الامن من مكر الله ذنب عظيم وكبيرة تنادي كمال التوحيد الواجب. ولا يخاف خوفا يكون معه اليأس والقنوط. فان اليأس والقنوط ايضا من رحمة الله عز وجل كبيرة من كبائر الذنوب تنافي كمال التوحيد الواجب. وتحقيق التوحيد ان يكون خائفا خائفا خوفا يأمن معه من الامن من مكر الله عز وجل وراجيا رجاء يمنعه من اليأس والقنوط. يمنعه من اليأس والقنوط. وهذه هي عبودية القلب ان يدور بين الخوف والرجاء وما احسن ما قاله مكحول عندما قال من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري. ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجع. ومن عبد الله وحده ومن عبد الله بالحب وحده فهو زنديق فلا تتم العبودية ولا يقبل هذا التوحيد الا بتحقيق الخوف والرجاء والمحبة لله عز وجل فذكر هنا قوله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون هذا الاستفهام خرج على وجه على وجه الانكار. والتكبيت والتوبيخ الله يوبخ هؤلاء الذين امنوا مكر الله عز وجل واقاموا على معصيتهم وعلى ذنوبهم وعلى كفرهم وفسوقهم وعلى تركهم لامر الله عز وجل حتى بغتهم امر الله عز وجل وهذا سنة الله عز وجل ان الله ما اخذ قوما قط الا وهم غافلون الا وهم على حين غفلة فبيتهم وقت لعبهم. وبيتهم وقت ضحكهم وفي كامل قوتهم. اخذهم الله عز وجل فالله سبحانه وتعالى يعذر وينذر وقد اعذر اولئك القوم الذين كفروا بالله عز وجل ثم امهلهم فلما عتوا وطغوا وتركوا امر الله عز وجل نزلت بهم عقوبة الله سبحانه وتعالى ونزل بهم سخطوا سبحانه وتعالى. قال قتادة بغت القوم بغت القوم امر الله وما اخذ الله قوما قط الا عند سلوتهم ونعمتهم وغرتهم. فلا تغتروا بالله وكذلك قال الحسن من وسع الله عليه فلم يرى انه ينكر به فلا رأي له. ومعنى قول الحسن معنى قوله ان العبد اذا وسع عليه وهو مقيم على معصية الله عز وجل فذلك استدراج من الله سبحانه وتعالى ومكر من الله سبحانه وتعالى. لان العبد اذا اكان منعما عليه فان حق هذه النعم ان تشكر اما بالقلب واللسان والجوارح فاذا كان العبد يمد بالنعم والعطاء من الله عز وجل وهو مقيم على ما حرم الله سبحانه وتعالى فهذا علامة الاستدراج. علامة الاستدراج وعلامة مكر الله سبحانه وتعالى. فهذا الخطاب من ربنا افأمنوا مكر الله الى اولئك الكفار افأمنتم؟ ان يذكر الله عز وجل بكم او او ما انتم به متلبسون من سعة الرزق ومن صحة الابدان انه مكر من الله عز فان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد. وهذا الخطاب قد يكون متعلق بالامم. وقد متعلق بالدول وقد يكون متعلق بالافراد. فاي فرد يجاهر الله بالمعاصي والذنوب ويفعل المنكرات والمحرمات وهو امن من مكر الله به فان الاية تشمله وتعمه لان حال العاصي وحال المخطئ ان يخاف ربه والا يأمن ان ينزل الله به عقوبته وعلى كل عاصي يتوب الى الله عز وجل وان خشى الله ويخافه ان يأخذه الله على حين غرة على حين غرة. كذلك الامم اذا كانت الامم مقيمة على ما حرم الله عز وجل مرتكبة المنكرات واقعة في الفواحش والفساد فانهم ايضا يخاطبون بهذه الاية. افأمنوا مكر الله الله ينعم على العباد كما قال تعالى ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع. فاذاقها الله لباس الجوع خوف فهذه القرية قد قد مكر بها. والشاهد والواقع الواقع يشهد على ذلك فكثير من الدول كثير من الامم التي خالفت امر الله عز وجل في توحيده وفي طاعته سبحانه وتعالى واشهرت واظهرت المنكرات والفظايح والفواحش عمها الله عز وجل بعقاب. واخذها الله عز وجل على حين غرة. وعلى حين وهم يضحكون ويلعبون نزل بهم عذاب الله عز وجل. فهذه الاية كما ذكرت هي توبيخ وتقريع لاولئك الذين هم مقيمون على معصية الله عز وجل ومع ذلك لم يأمنوا مكر الله. ووصل الله عز وجل باي شيء وصفه الله عز وجل بقوله فاولئك هم الا القوم الا القوم الخاسرون فافادت ان الذي يأمن من مكر الله عز وجل ان له الخسارة وهل الخسارة هنا هي الخسارة المطلقة؟ او مطلق الخسارة؟ لا شك ان من امن مكر الله امنا مطلقا اما لعجز اما انه امن باعتقاد ان الله عاجز انه له الخسارة المطلقة لان للاب هنا تستغني تفيد الاستغراق اي استغراق جميع صور الخسارة. اما اذا كان لاهيا غافلا امنا مع وجود اعتقادي ان الله قادر وان الله على كل شيء قدير. فان المنفي هنا مطلق الخسارة اي انه خاسر بهذا الاعتقاد وخاسر بهذا الظن السيء وبهذا الامن السيء انه امن الله عز وجل. المسألة الثانية هنا قال سبحانه وتعالى افأمنوا مكر الله واضاف البكر الى نفسه واضافة المكر الى الله عز وجل يراد بها معنيان اضافة صفة الى موصوف اظافة صفة الى موصوف. وذلك عندما يظيف الله عز وجل المكر الى نفسه. فهنا افأمنوا مكر الله فاظاف المكر هنا اظافة صفة الى موصوف وقد يظاف المكر الى الله عز وجل اضافة مخلوق الى خالق وذلك بان بان يضاف ان مكر فلان من خلق الله عز وجل او ها او او او ان مكرا بعينه قائما في شخص وينسب ذلك الى الله عز وجل ان الله هو خالقه. اما في الاية فان فان اضافة المكر هنا هو اضافة صفة الى موصوف كما جاء في الحديث حديث ابي حديث عقبة ابن اذا رأيتم الله يعطي العبد وهو مقيم على معصية الله فاعلموا ان ذلك استدراج اي ان الله مكر به فهذه النعم التي تصل على قيمك من الله عز وجل لكن اضافتها الى الله اضافة مخلوق الى خالق اما الفعل الذي يقوم به الله عز وجل فهو اضافة صفة فهو اضافة صفة الى موصوف. فالله سبحانه وتعالى يوصف المكر. والمكر منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم. اما في حق الله فليس من صفاته شيء مذموم البتة وليس من صفاته شيء فيه نقص بل صفات الله عز وجل كلها كمال وكلها حسنى فالمحمود صفة صفة المكن المحمود او او المكر المحمود هو من هو ان يوصل ان يصل الى مقصده بطرق خفية لخير. مثلا شخص يذكر بولده ليحفظ القرآن. نقول هذا مكر اي شيء مكروه محمود ان يخدعه وان يخادعه وان انكر به حتى يتعلم القرآن حتى يدرس حتى يدخل في حلقة التحفيظ او ما شابه مكرر قال سافعل سافعل واتى بطرق كثيرة مثلا اخذ مالا واعطاه مدرس الحلقة. قال اذا جاء ولدي فاعطيه هذا المبلغ وقل لعلك الحق بنا ولك في كل شهر مثل هذا المبلغ. الذي فعل ذلك من؟ ووالده وقد مكر بابنه حتى يدخل في هذه الحلقة فنقول هذا مكر محمود. فكل ما كان عاقبته خير واتى على واتى على طريق خفي فانه يسمى مكر محمود. وكل ما اتى على طريق خفي وكانت عاقبته وخبيثة فانه مكر مذموم. اما من جهة الله عز وجل فهل يطلق المكر على الله عز وجل آآ على يطلق دائما او هل يطلق مطلقا؟ او يطلق مقيدا؟ هل يطلق من باب المقابلة او يطلق على باب على بابه مطلقا. الملاحظ والملاحظ في ايات البكر التي اضيفت الى الله بل نجدها انها جاءت في باب المقابلة في باب المقابلة. فالله يقول مكروا ومكر الله فمكروا ومكر الله عز وجل. وقال سبحانه والله خير الماكرين. افأمن مكر الله حيث انهم اقاموا على معصية عز وجل مع قيامهم مع النعم التي تتوالى عليهم فالله قد مكر بهم لانهم مكروا وخالفوا امر الله عز عز وجل. اذا نقول ان اظافة المكر الى الله عز وجل تظاف مطلقا. وانما تظاف على وجه الكمال مقيدة يمكر الله بمن مكر به. يمكر الله بمن مكر به وتسمى بالصفات الصفات تطلق على باء تطلق مع مقابلها مثل يخادعون الله فهو خادعهم الكيد والخديعة والمكر هذه صفات تطلق على لكنها لا تطلق مطلقة وانما تطلق من باب المقابلة اجماع لا يسمى الله ايضا يعني بقول عامة السلف انه لا يسمى الله بالماكر. ولا بالكائد ولا بالمخادع وانما تطلق هذه صفات على الله عز وجل مقيدة بمقام يخادعون الله وهو خادعهم مكروا ومكروا الله اي ان الله مكر بمن مكر به وخادع من خدعه سبحانه وتعالى. وذلك لان المكر منه ما هو حسن ومنه فهو قبيح فيضاف الى الله عز وجل ما هو حسن. اما ما هو قبيح كله فلا يضاف الى الله عز وجل لو قال شخص ان فلان خان الله. هل نقول خانه الله عز وجل يقول لا يطلق على صفة الخيانة لانها مذمومة مطلقة وليس فيها مدح. انما المكر يكون مدحا اذا مكرت ممن مكر بك اذا خادعت من خادعك اما ابتداء المكر اما ابتداء المكر على على مقصد قبيح فهذا لا ينسب الى الله عز وجل البتة. ولا يجوز نسبة ذلك الى الله عز وجل الا من جهة ان الله خالقه واضح؟ يضاف ان الله خالق كل شيء سبحانه وتعالى فذكر الماكرين بمقصديه سواء المحمود المذموم الله خالقه. اما الذي يضاف الى الله جل فهو المكر المحمود. الذي يكون من باب المقابلة او من باب العبد للخير بطرق بطرق خفية بطرق خفية فالله سبحانه وتعالى قد قد يبتلي عبده بالمرض قط حتى يتوب الى الله عز وجل وحتى يرجع الى ربه حتى يرجع الى ربه. فيشد فيشدد عليه وهو يدل اي شيء يريد ان يتوب ويرجع الى الله عز وجل فهذا قد يكون نوع مكر لكنه يراد به يراد به شيئا حسنا ومقصدا حسنا وهو ان يتوب ويرجع الى الله عز وجل. اذا اضافة المكر الله عز وجل نقول يضاف ما كان منه كمالا ومحمودا. واما ما كان مذموما فانه لا يضاف الى الجنة البتة المسألة الاخرى في هذا الباب او المسألة الثانية قوله افأما حكم الامن من مكر الله عز وجل الامن من مكر الله عز وجل اما ان يكون اما ان يكون منافيا للتوحيد من اصله وذلك اذا اعتقد ان الله عاجز ان يأخذه او ان الله غير قادر على ان ينتقي من فهذا امن معه اعتقاد كفري فيكون هذا الامن قد كفر بالله عز وجل من هذا المعنى. القسم الثاني ان يكون امنه من غير اعتقاد العجز او عدم القدرة. ولكنه لعظيم غفلته ولهوه حصله هذا هل حصل هذا الامر في قلبه؟ فنقول هذا منافيا لكمال التوحيد الواجب. وهو كبيرة من كبائر الذنوب ان يأمل اب من مكر الله عز وجل والواجب على المسلم في مقام في مقام الخوف ان يخاف خوفا لا على اليأس والقنوط وان يرجو الله رجاء لا يحمله على على الامن من مكر الله عز وجل قوله ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. لما ذكر الامن اردفه بنقيضه. اردفه بنقيض وهو القنوط من رحمة الله عز وجل. فالقسم الاول الذي امنة من مكر الله عز وجل وهو الذي غلب جانب اي شيء غلب جانب الرجاء غلب جانب الرجاء حتى حتى بلغ به رجاؤه ان امن من مكر الله عز وجل فهذا كبيرة من الذنوب. يقابل ذلك من بالغ في خوفه حتى حمله خوفه على القنوط من رحمة الله عز وجل فاراد المؤلف بهذه الاية ان يبين ايضا ان القنوط من رحمة الله كبيرة من كبائر الذنوب وانهم لا ينافي كمال التوحيد الواجب. وقد يقال ان القنوط الذي الذي يكون معه اعتقاد ان اعتقاد ان الله عز وجل لا يرحم وان الله عز وجل عاجز تعالى الله عن هذا الاعتقاد يكون القنوط هنا منافي للتوحيد من اصله. منافي للتوحيد من اصله. وعلى هذا مسألة يطرقها الفقهاء ويذكر اهل العلم هل يغلب العبد جانب الخوف او جانب الرجاء؟ هل يغلب العبد؟ جانب الخوف او جانب الرجاء وكيف يكون رجاء وخوفه في قلبه فذهب جمهور اهل العلم الى ان العبد يغلب جانب الخوف في حال الصحة لكنه خوف لا يحمل على اليأس والقنوط ويغلب جانب الرجاء في حال المرض. وذهب غيرهم الى ان العبد مأمور ان ان يوازن بين الخوف والرجاء. فلا يطغى احدهم على الاخر. والصحيح فالصحيح ان العبد في حال المفارقة في حال المفارقة وفي حال الاحتضار انه يغلب جانب الرجاء واما في غير ذلك فانه يوازن بين خوفه ورجائه. فلا يقنط ولا يأمل بل يكون بين الرجاء والخوف. ودليل ذلك ما جاء في صحيح مسلم عن جابر ابن عبد الله انه قال لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بربه. لا يموت احدكم الا وهو يحسن الظن بربه فاذا حصل الاحتضار والنزع فان الكمال هنا ان يرجو العبد ربه وان يحسن الظن بالله عز وجل وان الله اغفر له ويرحمه سبحانه وتعالى. قال بعد ذلك ومن يقنط من رحمة الله الا الضالون وصف القانطين انهم ضالون ولا شك ان الكافر يوصى بالضلال. والفاجر ايضا يوصف بالضلال. والضلال هو كل من اخطأ طريق الصواب يسمى ضال والناس في الظاء يتفاوتون منهم من ضلاله كفر وشرك بالله عز وجل. ومنهم من ضلاله كبيرة من كبائر الذنوب. ومنهم من ضلاله في معصية وترك الصواب في اه وترك الصواب في طاعة الله عز وجل او ترك طاعة الله فيسمى اذا ضل في هذه المسألة اخطأ في هذه المسألة وانما المراد هنا ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. ولا شك ان هذا قد ظن بالله ظن السوء. حيث انه ظن ان الله لا يرحمه والله سبحانه وتعالى غفور غفور رحيم. والناس في باب القنوط واليأس لهم متعلقان اما قنوط ويأس من جهة من جهة الدار الاخرة. واما قنوط ويأس من جهة الدار الدنيوية يعني يأس من القنوط يتعلق بالاخرة ويأس وقنوط او يتعلق بالامور الدينية ويأس وقلوط تتعلق بالامور الدنيوية فالامور الدينية كان ييأس ويقنط من من ان الله عز وجل يرحمه او يغفر له او يتوب عليه فهذا قنوط محرم وكبيرة من كبائر الذنوب. وهذا يحصل عند بعض الناس اذا بلغ من الذنوب مبلغا عظيما يأس وقنت وقال ان الله الله لا يقدر لي ولا يرحمني ولا يتوب علي ولا شك ان هذا من اعظم الكبائر. الذنب ان يقع في قلبك هذا اليأس والقلوب نقول هذا كبيرة من كبائر الذنوب والله سبحانه وتعالى يقبل التوبة عن عباده. قل يا عبادي الذين اسرفوا على لا تقنطوا من رحمة الله. ولذا قال ابراهيم عليه السلام ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. عندما قالوا له عندما بشروه بالولد وقال قال اتلد امرأتي وانا هذا وانا شيخ كبير؟ قال اتقنط من رحمة ربك؟ فقال وما ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون لا يقنطوا ولا يقع في قلب ذلك القانط هذا الظن السيء الا فاذا كان ضالا ضالا ضلالا ينافي كمال التوحيد الواجب او ضالا ضلالا ينادي كما ينافي التوحيد من اصله ولا شك ان ابراهيم ممن كان اماما في اماما في طاعة الله عز وجل وقد وصل بانه امة قانتة لله عز وجل حنيفا ولم يك من المشركين لكمال توحيده كمال طاعته فلا يقع في قلبه مثل هذا الظن الباطل المحرم. ولكنه كان يقع ذلك ليس شكا وليس وليس استبعادا وانما كأنه امر خرج خلاف العادة فلما علم ان ذلك امر الله سلم واستبشر وفرح بهذه البشارة العظيمة وهذا دليل على ان الذي بشر به هو هو اسحاق وليس باسماعيل عندما بشر ابي اسحاق لان العقيدة هي من؟ التي لا تلد هي سارة زوجة ابراهيم عليه السلام فبشر بهذا بهذا الولد وقالت االد وانا عجوز وهذا بع لي شيخا ان هذا لشيء عجيب. ان هذا لشيء عجيب. فهي التي وقع في قلبها هذا التعجب وهذا هذا الاستغراب لانها كانت امرأة كبيرة ابراهيم قد تجاوز الثمانين عاما ومع ذلك رزقه الله عز وجل بهذه الولد. اما اسماعيل فقد ولد قبل ذلك وبنى معه مسجد ان الكعبة ونشأ كما يعني نشأ الى ان بلغ اثنى عشر سنة ثم امر بذبحه. فكيف يبشر بمن يؤمر بذبحه؟ وهاجر لم تكن منصوبي عقم وانما لما وهبتها سارة له وطيئها رزقه الله عز وجل باسماعيل عليه السلام الذي هو الذبيح ومحمد صلى الله عليه وسلم هو ابن وابن الذبيحين. قوله بعد ذلك وعن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سئل عن كبائر فقال الشرك بالله واليأس من رح الله والامن من مكر الله عز وجل. هذا الحديث جاء من حديث من حديث ابي عاصم النبيل وهو الظحاك عن بشر عن بشير او عن ابناء عن شبيب ابن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه جاء من طريق ابي عاصم الضحاك المخلد النبيل عن شرير بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. وهذا الاسناد اختلف فيه اهل العلم فمنهم من حسنه ومنهم من ضعفه ومنهم من رجح وقف هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. وسووا ذلك ان الراوي له هو شبيب ابن بشر. شبيب ابن بشر وقد اقتنى فيه اهل العلم منهم من لينه وظعفه ومنهم من وثقه وقد رجح غير واحد ان الحي اسناده جيد وانه موقوف على ابن عباس رضي الله تعالى عنه وانه من قوله لا من قول النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث الصحيح نقول لا بأس به من جهة من جهة اسناده قوله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله اولا مناسبة هذا الحديث لهذا الباب او لكتاب التوحيد ان الامن من مكر الله واليأس من روح الله عز وجل مما ما في كمال التوحيد الواجب. انه اما ينافي كمال التوحيد الواجب. لان الامن كبيرة واليأس كبيرة. والكبائر تنافي كمال التوحيد الواجب. فكل من وقع في كبيرة واصر عليها فان توحيده الواجب ناقص يسمى يعني هذا يسمى ايمانه ناقص فهو له مطلق فهو له مطلق الايمان وليس له الايمان المطلق حسابي هذه الكبيرة فهو وقع في بيانات كمال التوحيد الواجب. واما قوله الشرك بالله. الشرك بالله هنا منهم من عممه وقال انه يراد به الشرك الاكبر والشرك الاصغر الشرك الاكبر والشرك الاصغر. ومنهم من قال ان المراد بالشرك هنا هو الشرك الاكبر خاصة وذلك ان الشرك هنا قد عرف قال الشرك والمعرف دائما يكون هو الاكبر دون الاصغر ومال الى هذا بعض المحققين فقال قول الشرك بالله عز وجل المراد به الاكبر لا الاصغر. وهنا مسألة يطرقها اهل العلم ايهما اعظم فعل الكبائر او الشرك الاصغر؟ مع اننا نتفق ان الشرك الاصغر هو ايضا من الكبائر ايهما اعظم ان يفعل جنس الشرك او ان يفعل جنس الكبائر الاخرى غير الشرك لا شك ان الذي عليه عامة اهل العلم ان جنس الشرك اعظم من جنس الكبائر وهذا بخلاف من غير الشرك الاكبر الكبائر الشرك الاصغر اما الشرك الاكبر بلا خلاف وبالاجماع ان المشرك الشرك الاكبر قد خرج من دائرة الاسلام وهو كافر بالله عز وجل. وانما خلاف في الشرك الاصغر الذي يبقى صاحبه في بداية الاسلام. والذي عليه عامة اهل العلم ان جنس الشرك الاصغر اعظم جنس اعظم من جنس الكبائر ومعنى ذلك ايما اعظم ان يفعل الانسان الرياء او ان يفعل كبيرة اخرى نقول من جهة الجنس الشرك الاصغر اعظم لكن من جهة الافراد شخص يرائي واخر قتل نفسا يقول الذي قتل نفس اعظم اعظم ذنب لازهاقه نفس وللوعيش الوراثي بخلاف هذا وان كان كبيرة لكن ليس كهادي لكن اذا اردنا ان ننظر الجنس فان فان جنس الشرك اعظم من جنس الكبائر. فلو تصور او تصور ان ان احدا او ان واحدا اعماله كلها رياء كلها رياء كحال النافقين وشخص يقتل تقول هذا المرائي اشد لكن من يطرق من يطرأ عليه الرياء مرة او في صدقة اراد ان يحمد بها او صلى فاراد ان يحمد هذه الصلاة لا نقول ان هذا اعظم ممن قتل نفسا او فعل الفاحشة والزنا واللواء لا وانما نقول هذا اعظم وان كان هذا واقع في كبيرة وذلك ايضا واقع لكن كبيرة هذا اعظم. المسألة الثالثة هل الكبائر محدودة؟ او معدودة هل الكبائر محدودة او معدودة؟ فمنهم من يرى ان الكبائر معدودة وقد ابلغها بعضهم الى سبعين الى سبعين الى سبعين كبيرة بعض الى اكثر من ذلك ومنهم من قال ان الكبائر محدودة غير معدودة محدودة اي محددة بحد ورسم يضبطه وليست معدودة. والذين قالوا انها محدودة قالوا حدها وكل ذنب توعد الله عز وجل عليه بايش بلعن او بدار او بعذاب فانه يسمى كبيرة. وكل ما خلى من ذلك فانه يبقى انه في دائرة الصغائر تبقى في دائرة الصغائر وباء ويدخل بهذا بالاجماع ما نص الشعر عليه انه كبيرة الا انبئكم باكبر الكبائر ذكر منها عقوق الوالدين وشاة الزور فهذه كبيرة بنص النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك من الكبائر التي جاء فيها النص اليمين الغموس كبيرة باتفاق. كذلك من الكبائر قتل النفس التي حرم الله عز وجل كذلك الزنا كذلك شرب الخمر كذلك آآ اكل مال اليتيم كذلك اكل الربا كذلك التولي يوم الزحف وما شاء والسحر بالله والسحر كذلك من الكبائر فهذه كلها كبائر من اعظم الكبائر لكن الشارع لم يعددها على وجه التعداد وانما ذكر انواع من الكبائر ثم بين اهل العلم ان كل ما توعد بلعن او عذاب او نار فانه يكون كبير ويكون صاحبه واقع في الكبائر. والشارع فرق بين الكبائر والصغائر كما في قوله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه يكفر عنكم سيئاتكم فبين ان هناك كبائر وهناك صغائر وقد شبه ابن عباس اللبن اللمم بما جاء في صحيح البخاري من عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال ان العين تزني وزناها النظر فسمى النظر لمم واليد كذلك التي تأخذ يعني الغيبة ليس الغيبة آآ الذنوب التي لم يأتي فيها وعيد التي لم يأتي فيها وعيد فانها تسمى ايضا تسمى كالنظر او سماع شيء محرم او آآ التلفظ بكلام آآ محرم دون ان يكون فيه قذف لان القذف محرم لكن لو سب شخصا او هذا يدور في دائرة الصغائر لكن يبقى ان الذنب الذي يتعلق بحق الاخرين اعظم من الذنب الذي يتعلق بحق الشخص. اذا نقول الذنوب ثلاث اقسام كاكبر الكبائر وكبائر وصغائر اكبر الكبائر كالشرك بالله عز وجل. مثلا السحر ايضا آآ قتل النفس التي كرم الله عز وجل كذلك ادخل بعض الا انبئكم باكبر الكبائر من ذاك عقوق الوالدين وما شابه كلما كان النص جهلنا فيها وعيد اشد الا تكون الاكبر والكبائر ودون ذلك الكبائر التي جاء فيها الوعيد ومثل شرب الخمر هذا ايضا جاء في وعد سواه من الكبائر كذلك مثلا القذف هو كبيرة من كبائر الذنوب. كبيرة من كبائر الذنوب. اما الصغائر وما عدا ذلك فهي محدودة لا معدودة. ذكر هنا اليأس اولا ما هو الفرق بين القنوط واليأس؟ ما هو الفرق بين القنوط واليأس؟ اختلف العلم في هذه المسألة اقوال يجمعهم ثلاث اقوال يجمعها ثلاثة اقوال. القول الاول ان اليأس والقنوط مترادفان وان معناهما واحد. القول الثاني ان اليأس اشد من القلوب القول الثالث العكس ادنى القلوب اشد من اليأس واصح الاقوال في هذه المسألة ان اليأس اشد ان القنوط ان القنوط اشد من اليأس ان اشد من اليأس وضابط او نقطة التفريق بينهما ان نقول ان اليأس والقنوط متعلقان بالقلب الا ان القنوط هو اشد هو اشد اليأس في ظهر اثر القنوط عليه شيء على الجوارح بخلاف اليأس فانه يبقى محله القلب ولا يظهر اثره على الجوارح. ومن ذلك نقول ان اليأس واستبعاد الفرج. والقنوط هو قطع الفرج واضح يستبعد وقد يقع يائس لكنه يستبعد. اما القانط فهو الذي يقطع بان الفرج بان الفرج لا يقع. يستبعد رحمة الله هذا يائس. يستبعد يستبعد ان الله عز وجل يغفر له هذا يائس. لكن القاضي يقول لن لن يرحمني ربي هذا قاطع فنقول الياس ان يتعلق بالقلب وهو استبعاد الشيء. استبعاد الشيء ولا يظهر اثره على الجوارح اما القنوط فهو القطع ببعد الشيء وعدم وقوعه مع ظهور ذلك على جوارحه. تراه ذابلا منكسرا مصفرا لظهر يأسه على جوارحه ما يسمى هذا قالوا اذا نقول ان اليأس والقنوط هما يعني ذكر الخاص بعد العام فاليأس اعم والقنوط اخص يقول كل قانط يائس وليس كل يائس قارن واضح؟ فالقنوط اعم من جهة اعم من جهة اليأس اعم من جهة اليأس لان القنوط يشمل اليأس وزيادة ومنهم من عكس فقال ان اليأس اشد من القنوط لكن الصحيح كما عند في اللغة ان اليأس واستبعاد الشيء والقنوط والقطع بعدم وقوع ذلك الشيء. واليأس يتعلق كما ذكرنا في هذه المسألة ان يتعلق الامور الدنيوية فيما يتعلق بالامور الدينية القنوط كذلك يتعلق بالدنيا والدنيوية. فهنا قال ابن عباس واليأس من روح الله عز وجل. روح روح الله عز وجل. وما يتعلق بدفع المصائب. يعني ما الفرق بين الرحمة والروح ما الفرق بين الرحمة والروح؟ فمنهم من قال ان الرحمة اوسع فالرحمة تشمل جلب النفع ودفع الظر اما اما الروح فهو في دفع الضر فقط اليأس من الفرج اليأس من دفن الرفع هذه المصيبة تسمى يائس من روح الله عز وجل واذا كان يائس من روح الله كذلك يدخل في هذا المعدة من جهة الخصوص اليأس من رحمة الله عز وجل. فان كان هذا يائس فكذلك ايضا الاخر يسمى يائس. والامن من مكر الله عز وجل هو ان لا يأمن عذاب الله ولا يأمن وقوع سخطي سبحانه وتعالى. هذا اذا الحديث ان اليأس والامن من من الامور التي من اكبر الكبائر ومما ينافي كمال التوحيد الواجب. قالوا عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله. هذا الحديث رواه عبد الرزاق وابن جرير وابن ابي حاتم وغير واحد من المخسرين وهذا الحديث جاء من طريق ابي اسحاق عن عن وبرة ابن عبد الرحمن المسلي عن عامر ابن الطفيل عن ابن مسعود رضي الله الله تعالى عنه واسناده صحيح وقد جاء مرفوعا وجاء موقوفا والمحفوظ في هذا الاثر انه من قول مسعود رضي الله الله تعالى عنا من قول النبي صلى الله عليه وسلم فرفعه خطأ فرفعه خطأ الا اننا نقول ان معناه ايضا انه قد يأخذ حكم الرفع من جهات المعنى لانه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من رح الله. وقد مر بنا هذا في كل ما مضى او ما يتعلق بالاشراك بالله عز وجل انه يراد به الاكبر ويدخل تحته الاصغر لان جنس الاصغر اعظم من جنس الكبائر والامر الله هو الامن الذي يكون العبد قائم على معصية الله عز وجل وواقع فيه ما حرم الله ويستدرجه ربه وهو وهو امن ان ينتقم الله منه او ان يعذبه الله عز وجل. واليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله. هنا يقال القلوب من رحمة الله واليأس من رح الله شو الفرق بينهما؟ نقول قنوط من رحمة الله انه انقطع انه الله لن يجد نفعا ولا يدفع ضرا عنه. فهو قطع بان الله لا يدفع ولا ينفع وهذا لا شك انه من اعظم الكبائر من سوء الظن بالله عز وجل. اما اليأس من روح الله فهو انه يستبعد استبعاد وقوع الفرج او استبعاد رفع المصيبة رفع المصيبة او استبعاد آآ ان ان ان آآ يشفى من هذا المرض يسمى يائس وقد ذكرنا فرق بينهما ان اليأس واستبعاد ان او اه ظعف امله ان يقع هذا واما القروض فهو ان يقطع بان هذا الامر لا فالقنوط اشد من اليأس وكلاهما كبيرة من كبائر الذنوب. كلاهما من كبائر الذنوب. والناس في مقام في مقام رجاء لان يقابل الخوف الرجاء من من آآ من لوازم الامن من لوازم او من لوازم الامن ان يكون قلب جانب الرجاء تغليبا حتى امن معه من عذاب الله عز وجل ومن لوازم الخوف ان يبلغوا به الخوف مبلغا حتى يبلغه اليأس والقنوط. فهذا افرط وذاك فرط. كلاهما قد فرط في احد آآ قد فرط في مقام من مقامات العبودية الرجاء والخوف. فالذي فرط في الخوف الذي فافرط في الخوف بلغ به اي شيء. بلغ به القلوب رحمة الله خاف حتى بلغ به حتى بلغ به الخوف انه قنط من رحمة الله وهذا الخوف الذي مثلا يخاف شخص وقع في المحرم وقع في والشرك بالله عز وجل ثم بلغ به القنوط ان الله لا يقبل توبته وان الله لا يقبل اسلامه حتى يأس وقنط من رحمة الله عز وجل. فان دخل في الاسلام فانه يسمى مسلم كبيرة من كبائر الذنوب وان منعه هذا اليسرق من دخول الاسلام مات كافرا سيء الظن بالله عز وجل قد يبلغ الخوف القنوط هذا قد يبلغ الخوف بكثير من اهل الذنوب والمعاصي. فتجده يقع في المعاصي والمحرمات ثم يشتد خوفه فيقول هذا من اهل النار قد قابلت من يقول هذا قال من اهل النار لن يغفر الله لي لانه يرى ان ذنوبه لا تغفر. وان ذو بلغت مبلغا عظيما ان الله لا يغفره. فهنا خاف من جهته شيء من جهة ذنوبه لكن لو نظر من جهة سعة عفو الله ورحمة الله لما حصل هذا اليأس. فنحن عندما نقع في المعاصي لا نراها من جهة انفسنا وانما نراها من جهة من يتفضل علينا بسعة رحمته سبحانه وتعالى كما قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا يغفر جميع الذنوب سبحانه وتعالى ولو بلغت ما بلغت ولذلك في قصة الرجل الذي قتل مائة تسعة وتسعين نفسا فاتى الى ذلك العابد فقال هل لي من توبة؟ قال ليس لك توبة. فقال اذا لم يكن لي توبة فاكمل به المئة. ثم يشرب قال انا ساموت وانا اقول لك توبة خلني اقتل واكمل مئة. فلقي عالما فقال نعم لك توبة ومن يحول بينك وبينها فتاب الى الله عز وجل لو قتل مئة نفس وما عملوا الخير الا انه انطلق الى الارض الى ارض اراد ان يعبد الله فيها فقط يعمل خير عندما قال لك توبة ولكن انصحك ان تذهب الى القرية الفلانية فان فيها اناس يعبدون الله فتعبد الله طلق فوقع في الطريق لم يستطع اصابه مرض او اصابه جهد حتى حضره النزع. فاخذ يزحف حتى يصل هذه القرية فزع فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. هل يؤخذ انما عمل خيرا قط؟ وما فعل شيء؟ وانما ذنوبه السابقة كلها قتل فقالت ولكنه تاب وبدعة وبدء من صدق توبته انه انطلق الى هذه الارض المباركة الارض التي اراد ان يعبد الله فيها. فامر الله عز وجل قاس الارضين ايهم الي ايهما اقرب؟ فلما قيست روي انه اقرب الى الجهة التي فيها التي فيها صدق توبته وانه اراد ان يتوب فتأمل هذا الرجل لم يعمل خيرا قط لعله قتل مئة نفس ومع ذلك غفر الله عز وجل له فكذلك من خاف من ذنوبه نقول رحمة الله واسعة ورحمته وسعت كل شيء. فاما ان يكون مشركا ليقول ان الله لا يقبل توبة قل الله يقبلها. فاجرا مصرا على معاصي الذنوب نقول الله يقبل توبتك. اما من جهة الرجاء ايضا من الناس ايضا من يرجو والرجاء على اقسام. من يرجو ويحسن العمل يرجو ويحسن عمل. وهذا هو وهؤلاء هم الكمل من القسم الثاني من اذنب ذنوبا وقع في المعاصي والسيئات او وقع في في الفجور وما شابه ذلك ثم رجا ان يتوب الله عليه وان يقبل الله توبة قل هذا رجاء التائبين الاول رجاء الصادقين والثاني رجاء التائبين. القسم الثالث من اصر على المعاصي والذنوب وهو مقيم على معصيته وعلى فجوره ويقول ان الله غفور رحيم نقول هذا رجاء المغترين. وهذه اماني وليست رجاء. ما الفرق بين الاماني والرجاء احد يعرف الفرق بين التمني والرجاء؟ التمني تمني ليس معه عمل يتمنى عمل قلبي اتمنى ان يقع هذا لكنه لا يبذله سببا. والرجاء هو الذي يكون معه عمل فيرجوا ويعمل وهذا هو رجاء الصادق كما قال تعالى من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. فهذا الباب يتعلق ان يملأ ان يحقق العبد فيه التوحيد من جهة الرجاء ومن جهة الخوف فيخاف ربه خوفا لا يقنطه ويرجو ربه رجاء لا يؤمنه فليكون بين الخوف والرجاء فحال فحال المؤمنين الكمل انهم يعملون ويرجون. وحال المنافقين انهم يسيئون ويرجون المنافق جمع بين اساءة عمل وحسن ظن. والمؤمن جمع بين خوف وحسنا. فالمؤمن يخاف وهو راجي وهو يخاف وهو يعمل. والمنافق مقصر ويرجو. اما اهل الايمان فهم الذين عملوا الصالحات ويرجون رحمة الله عز وجل في حديث عائشة والذين يؤتون البنات وقلوب وجلة للذين يؤتون قالت قالت اهم الرجل يسرق ويفعل يفعل لا يا عائشة وانتهى حديثنا ضعف هو الرجل يعمل بالصالحات ثم يخاف ان لا يقبل الله منه عمله. فهؤلاء هم الذين وقلوبهم وجلة هذا ما يتعلق بهذا الباب ثم ذكر بعد ذلك مسائل تفسيرات الاعراف وقد وضحناها وان الله عاتب ووبخ من اقام على المعصية وهو امن مكر الله عز وجل كذا تفسيرات الحجر في قوله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون ان القانط ضال اما الضلال والضلال الجزئي شدة الوعيد في من ان في من في من امن مكر الله انه وقع في كبيرة من كبائر الذنوب وانه مرتكب ذنبا عظيما الوعيد ايضا في القنوط وانه كبيرة من كبائر الذنوب. اسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى وان يجمع لنا بين خوف قريبنا اليه وبين رجاء يحسن يحسن لنا ما يحسن معه العمل الذي يرضيه سبحانه وتعالى. والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد