بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين اما بعد فقد قال الامام المجدد رحمه الله تعالى باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله قوله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه والله بكل شيء حليم. قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة ويعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم. وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه قال اثنتان في الناس هما بهما كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت. ولهما عن ابن مسعود مرفوعا ليس منا من ضرب الخدوث وشق الجيوف ودعا بدعوى الجاهلية. وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد الله بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء. وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم ومن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. حسنه الترمذي فيه مسائل. الاولى تفسير اية التغابن الثانية ان هذا من الايمان بالله الثالثة الطعن في النسب الرابعة شدة الوعيد في من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية الخامسة علامة ارادة الله بعبده الخير. السادسة ارادة الله به الشر السابعة علامة حب الله للعبد الثامنة تحريم السخط التاسعة ثواب الرضا بالبلاء. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله عز وجل وهذا الباب ذكره شيخ الاسلام في كتاب التوحيد ليبين ان الصبر من ان الصبر تحقيق من التوحيد. وان من لا صبر له فان توحيده ناقص. اما ان توحيده ناقص من اصله واما ان يكون توحيده ناقص من كماله الواجب. وذلك ان الدين قائم على الصبر وان من لا صبر له لا دين له. ولا ايمان له. وقد جاء ذلك عن علي رضي الله تعالى ام من طرق كثيرة مرفوعة وموقوفة وكلها لا تخلو من ضعف جاء من طريق ابي الاحوص من طريق ابي اسحاق عن علي من الشعبي عن علي ومن طريق ايضا عكرمة عن علي وهذه الاساليب لا تخلو من ضعف واما المرفوع فلا يصح. واما الموقوف ايضا فان فيه ايضا ضعف. وفي انه قال الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد. ومن لا صبر له لا ايمان له فافاد هذا ان الذي لا صبر له انه ليس له ايمان الا ان المؤلف رحمه الله تعالى اراد من باب هذا الصبر على اقدار الله عز وجل ولم يرد الصبر كله او جميع انواعه وانما خص من ذلك الصبر على اقدار الله عز وجل. واقدار دار الله سبحانه وتعالى المراد بها هنا المصائب التي تصيب العباد التي تصيب العباد ويقدرها الله عز وجل فما الواجب؟ من المسلم عند حلول المصائب؟ وهل صبره من من الايمان نقول نعم الواجب على العبد اذا حلت به مصيبة واذا نزلت به بلية ان يصبر لله عز وجل وان يحبس نفسه عن الجزع والسخط والتشكي لغير الله سبحانه وتعالى. فان ذلك من الواجبات وتحقيق هذا الواجب من كمال التوحيد. وتركه مما ينافي كمال التوحيد الواجب. لما ذكر المؤلف رحمه الله تعالى ما يتعلق باعمال القلوب من خوف ومحبة وتوكل ذكر ايضا ما يتعلق واراد بهذا الباب ان يبين ان الصبر من التوحيد ان الصبر تحقيقه من التوحيد. فمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان تحقيق الصبر مما يحقق كمال التوحيد للعبد. وان ترك الصبر مما كمال التوحيد الواجب. فمن لا صبر له على الاقدار فتوحيده ناقص. توحيده ناقص. ولم يحقق كمال توحيد الواجب وفي قوله من الايمان بالله الصبر على اقدار الله عز وجل. الصبر لغة الحبس الصبر في اللغة هو صبره اذا حبسه قتله صبرا اي حبسه حتى قتله اي حبسه فضربه حتى مات وهو مقيد او محبوس لا يستطيع الدفاع عن نفسه. يقال قتل صبرا اي ربط او اوثق ثم ضرب حتى مات قتل صبرا لانه لا يستطيع ان يدافع عن نفسه فهو محبوس على قاتله. فهذا معنى الصبر ان معناه الحبس وهو من اصطلاح هو حبس اللسان عن التشكي وحبس الجوارح عن الضرب واللطم والشق والجزع. وحبس القلب ايضا عن الجزع والتسخط فالصبر يتعلق بالقلب ويتعلق باللسان ويتعلق بالجوارح. فتعلقه بالقلب لا يتسخط ويجزع فيكون قلبه مطمئنا ساكنا هادئا هذا قلب المؤمن الواثق. الصابر بخلاف قلب الذي خلا قلبه الى الصبر اتراه جازعا متسخطا هالعا. هذا حال غير الصابرين اما من جهة لسانه فهو حبس لسانه ايضا عن التسخط والتشكي وعن السلق صياح والنياح وما شابه ذلك فهذا كله ينافي ايضا الصبر. اما الجوارح فحبسها ايضا عن ان تجزع بفعل يخالف الصبر الذي امر به اما بحلق او بشق او نثر او فعل شيء من افعال التي تنافي الصبر. واهل العلم يقسمون الصبر الى اقسام. اهل العلم يقسمون الصبر الى القسم الاول صبر على طاعة الله عز وجل صبر على طاعة الله امتثالا. والقسم الثاني صبر عما حرم الله عز وجل تركا واجتناب فيصبر نفسه عن ترك ما حرم الله عز وجل وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم بتركه واجتنابه وصبر على اقدار الله عز وجل. وهي المصائب ولا شك ان المسلم مأمور ان يصبر في جميع هذه الاقسام والانواع. فما امر الله عز وجل به وامر به رسوله صلى الله الله عليه وسلم الواجب على المسلم ان يصبر في امتثاله. وفي وان يحبس نفسه على طاعة الله عز وجل والا كذلك فيما نهى الله عز وجل عنه من المعاصي والذنوب ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم فيجب عليه ايضا ان يصبر على اجتنابها وتركها. وقد جاء ذلك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وغيره. وذكر ابن جليل ايضا عند قوله على سلام عليكم بما صبرتم. اي انهم صبروا انفسهم على طاعة الله. امتثالا وفعلا صبروا انفسهم على ترك ما حرم الله عز وجل. وصبروا انفسهم على الاقدار والمصائب. فلم يجزعوا ولم يتسخطوا فكان ذلك جزاؤهم عن سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. ولذلك قال تعالى ان الا يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. الصابر اجره اعظم الاجر. حيث ان الله سبحانه وتعالى اطلق اجره ولم يقيده بحساب انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وهذا لمن حقق الصبر بانواعه كلها الصبر على طاعة الله والصبر على على ترك ما حرم الله ورسوله والصبر ايضا على اقدار الله عز وجل المسألة الثانية حكم هذا الصبر اجمع اهل العلم على ان الصبر واجب وان الجزع والتسخط سواء بالقلب او اللسان والجوارح انه محرم. وان الساخط والجازع انه في ذنب وكبيرة من الكبائر لتركه ما اوجب الله عز وجل عليه. فالنائحة تقوم يوم القيامة وعليها درع من جرب وثياب قطيران وهذا وعيد شديد لعدم صبرها لعدم صبرها. فالصبر واجب وتركه ان ترتب عليه مثل النياحة وما شابهها فانه يكون كبيرا من كبائر الذنوب وتارة الصبر وتارك الصبر اثم وهو على وعيد شديد نسأل الله العافية والسلامة. ولذلك ذكر ربنا سبحانه وتعالى في صفات الناجين الذين كتب الله له النجاة المطلقة في قوله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. فلابد لمن اراد النجاة وان يفوز بمرضاة ربه سبحانه وتعالى وجنته ويسلم العذاب وسخطه ان يتصل الصبر ان يتصف بالصبر يتحلى به. والناس بمقام الصبر الناس في مقامه على او في هذه الدرجة والمنزلة على اقسام بين طرفي نقيض منهم وهو شر الناس نسأل الله العافية والسلامة الجازع الساخط في هذا المقام الذي ليس له صبر وانما تراه جازعا ساخطا معترظا على قظاء الله وقدره وهذا اثم وواقع في محرم القسم الثاني من صبر لله عز وجل ورضي وحقق الصبر الذي امره الله عز وجل به فلم يجزع ولم يتسخط ولم يفعل شيئا ينافي هذا الصبر فهذا قد اتى بالواجب الذي عليه. القسم الثالث من اعقب او من زاد على الصبر بدرجة الرضا فهو صابر راضي صابر فلم يجزع ولم يتسخط وراض بما قدر الله عز وجل عليه راض بهذا القضاء وراض بهذا القدر فهو ينظر الى الذي قظى وقدر انه ربه سبحانه وتعالى وان قظاء كله خير وان الله لا يريد به الا خيرا فرضي بذلك فرضي بهذا القضاء فهذا اعلى درجة من الذي قبله وهذا ومسألة الرضا هل هو واجب او مستحب؟ الصحيح الذي عليه عامة اهل العلم ان الرضا بما يتعلق مفعولات الله عز وجل انه مستحب وليس بواجب انه مستحب وليس بواجب لان الرضا بقضاء الله له حالتان رضا بالقضاء الذي هو فعل الله عز وجل ورضا بالقضاء الذي هو مفعوله سبحانه وتعالى رضا بالقضاء الذي هو فعله فما فعله الله عز وجل فان الرضا به واجب. فنرضى بقضاء الله من جهة انه نرضى بقضاء الله من جهة افعاله وانه هو الفاعل لهذه الاشياء فنرضى بفعله ونسلم له سبحانه وتعالى ولا نعترض ولا نجزع ولا ولا نكره قضاء الله وقدره من جهة انه فعل لله عز وجل. فمثلا الله قدر ان تقع ان يقع هذا الموت فنحن من جهة فعل الله وانه قضاء لله وقدر الله نرضى بهذا القضاء. نرظى بهذا القظاء ولا نعترض على الله قضى قضاء هذا حاله بل نسلم ونرضى وهذا الرضا واجب. القسم الثاني الرضا من جهة مفعولاته رضا من جهة مفعولاته وهو قضاؤه وهو الوقظ. هناك قظاء وهناك مقظي هناك فعل وهناك مفعول. اما من جهة مفعولاته ككفر الكافر وشرك المشرك وايضا المصائب التي تنجو للعباد. هل يجب عليه ان يرضى انسان بموت قريبه؟ او بحادث يصيبه يقول لا يلزمك ذلك لا يلزمك ذلك بل قد يقال ان المفعولات لله عز وجل منها ما منها ما لا يجوز الرضا به اصلا ما لا يجوز به الرضا اصلا. فمثلا الكفر قظاه الله وقدره. فهل يجوز لنا ان نرظى هل يجب هل يستحب ان نرظى بالكفر من جهة انه مفعول الله عز وجل نقول لا يجوز ان ترضى بالكفر بل يجب عليك ان تكره الكفر وان تبغضه وان تبغض الشرك الذي يقع. اما من جهة ان الله قضى هذا القضاء وان الله اراد هذا من جهة القضاء الكوني فنحن نرظى بما قظاه الله وقدره. وهذا المقتظى من رظي ربا وان ترضى به ربا سبحانه وتعالى فترضى به بذاته. وترضى ايضا باسمائه وصفاته. وترضى ايضا بافعاله التي هي فعله وتعالى. اما المفعولات فلا يلزمنا الرضا بها. كذلك الرضا بالحوادث والمصائب. نقول الرضا بالحوال والمصائب يستحب فمن رضي بمصيبة نزلت به درجته اعلى واجره عظيم عند الله عز وجل. وما الذي يرضى بهذه المصيبة فلا يلزمه شيء فليس عليه شيء ولا يأثم ولا يعاب بعدم ولا يعاب بعدم الرضا. القسم الرابع هو اعلاه درجة الشاكر كاكر الذي يشكر الله عز وجل على قضائه وقدره ويتبع الرضا بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى. فتراه شاكرا باكرا مثنيا على الله عز وجل بهذه المصيبة فهو يحمد الله ان قدر الله عز وجل عليه هذا البلاء ويشكره عليه ولا ولا يتسخط ولا شك ان هذا ايضا من اعلى درجات من اعلى درجات مراتب مراتب الصبر مع المصيبة ان يصبر ثم يرضى ان يصبر واعلى منها الرضا واعلى ذلك ان يشكر الله سبحانه وتعالى وان يحمده وان يثني عليه بما قضى عليه وقدره قدر سبحانه وتعالى. هذا ما يتعلق بمنازل الصبر مع العبد او منزلة الصبر مع العبد. ايهما اعظم وهي مسألة ان يصبر العبد على الطاعات او يصبر على الترك او يصبر على ترك المعاصي قلوب من جهة الجملة لا شك ان الصبر على الطاعة اعظم من الصبر على ترك المعصية. لان الصبر على الطاعة فيه لزوم فيه لزوم وفيه فعل فهو يلزم نفسه بهذا الفعل ويثبت عليه. فالصلاة تحتاج الى صبر فانت ملازما لها صابر على ادائها المحافظة عليها بخلاف الترك بخلاف الترك فانك يلزمك فقط ان تترك المعصية فمثلا ترك المحرمات ليس هناك فيها الا ان تترك المعصية ليس هناك فعل تفعله او تلازم فعله حتى تترك هالمعصية بخلاف الطاعات فان فيها فعل فالصلاة فيها ركوع وسجود وفيها قيام وفيها قراءة فتحتاج الى صبر بخلاف ترك الزنا مثلا ما عليك الا ان تترك هذا المنكر ولا يلزمك ان تفعل فعلا حتى من الجهة حتى تتركه هذا من جهة الجملة ان فعل الطاعة اعظم من اعظم ان الصبر على الطاعة اعظم من الصبر على ترك المعصية. اما من جهة احاده وافراده فلا شك ان هناك من الذنوب الصبر على تركه اعظم من الصبر على فعل بعض الطاعات. فالصبر على ترك الشرك ومجانة المشركين ومخالفتهم اعظم من الصبر على طاعة على طاعة تحافظ على سنة الفجر مثلا فهذه طاعة وهذه معصية فصبرك على ترك هذه المعصية اعظم من تركك من فعلك لهذا الطاعة والناس بمقام الصبر على منزلتين من الناس من يصبر اختيارا ومن الناس من يصبر اضطرارا. هناك صبر اختياري وهناك صبر اضطراري. ولا شك ان الاجر يعظم لمن كان صبره اختياري. لان الصبر الاضطراري يشاركك فيه البهائم. البهائم ايضا تصبر وتسلو سلوا تسلوا اذا نزلت به اذا فقدت البهيمة آآ صغيرا لها او ولدها فانها تصبر وتسلو حتى تتساعد تتلاسى هذا المصيبة حتى تتراسى هذه المصيبة فهذا يسمى صبر اضطراري صبر اضطراري شخص يسجن ويحبس اضطرارا صبر هنا صبر ايش اضطرار لا يستطيع ان يخرج ولا يستطيع ان يفارق هالمكان فتجد ان جزع وسخط فجزعه وسخطه لا يقدم شيئا. وان صبر فهو مأجور ولكن الصبر ليس على مقام الاختيار انما على مقام الاضطرار الاضطرار بخلاف من كان صبره اختياري ولذلك مما ميز يوسف عليه السلام عن غيره ان صبره كان اختيارا لا اضطرارا. صبره كان اختيارا لا اضطرارا. فذلك عندما دعته امرأة العزيز الى ان يزني بها واغلقت الابواب وقالت هيت لك وهيئت لك وتهيأت لك قال معاذ الله اني اخاف وربي فهنا صبر على هذه على ترك المعصية ثم سجن اضطرار اختيارا سجن اختيارا لا اضطرارا فقال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه. فكان صبر عليه السلام هنا اختيار. وهذا كثير يحصل الانسان يعرض على شيء من البلاء فهو مخير ان يفعل هذا المنكر ولا يبتلى ولا ولا يصاب ببلاء الا ان من الصادقين ومن الصالحين المخلصين فليختار البلاء اختيارا ويصبر عليه اختيارك مع قدرته ان يرفع هذا البلاء عنه. مع قدرته ان يرفع البلاء عنه لكنه يوثر يورث الصبر او يورث او يؤثر يؤثر الصبر على هذا اختيارا رجاء ما عند الله عز وجل رجاء ما عند الله سبحانه وتعالى. اذا الصبر على اقدار الله سبحانه وتعالى واجب بالاجماع. ويجمع المسلم ان يصبر على على اقدار لله سبحانه وتعالى. قال بعد ذلك عندما ذكر هذا الباب اذا عرفنا مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان الصبر من الايمان. وان الصبر وتحقيقه يحقق كمال التوحيد الواجب. وان من لا صبر له فانه لا ايمان له. وان توحيده ناقص ان توحيده ناقص. متى يكون الصبر من هذا التوحيد من اصله يكون منادى التوحيد من اصله ولم يرده المؤلف هنا. اذا كان اذا كان ليس له صبر ابدا. فلم يصبر على تحقيق توحيد الله ولم يحصل على على ترك الشرك بالله عز وجل. فهنا هذا الصبر الذي خلا منه القلب يكون مع خلوه خلو التوحيد والايمان من قلب ذلك العبد. اما ترك الصبر على اقدار الله عز وجل بان يجزع ويسخط. نقول هذا مرتكب كبيرة او ذنب او ذنب او معصية على حسب ما ترتب عليه من اثار في ترك ذلك الذي امر بالصبر عليه. فيكون توحيده ناقص ويكون ايمانه وناقص ايضا ويكون فعله وجزعه وسخطه منافيا لكمال التوحيد الواجب. قال هنا وقوله تعالى ومن يؤمن بالله قلبه والله بكل شيء عليم. ذكر هنا اثر علقمة الذي هو علقمها النخعي رحمه الله تعالى وهو ابن قيس ابن عبد الله النخعي الكوفي امام من ائمة التابعين وسيد من ساداتهم سمع من ابي بكر الصديق وعمر وعثمان وجمع من الصحابة رضي الله تعالى ومن المقربين ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يقول هو الرجل تصيبه المصيبة في علم ان من عند الله فيرضى ويسلم. هذا الاثر رواه ابن جرير وابن ابي حاتم ايضا في تفسيره من حديث الاعمش عن ابي ظبيان قال كنا عند علقمة فقرأ قوله تعالى اصاب مصيبة الا باذن الله. ما اصاب مصيبة الا باذن الله. ومن بالله يهدي قلبه. قال ما ذاك؟ قال هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم ان من عند الله فيرضى ويسلم فيورثه الله عز وجل اي شيء يهدي قلبه يهدي قلب الله يؤمن بالله ان يعلم ان هذه المصيبة كتبها الله عز وجل عليه وان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وما اخطأه لم يكن ليصيبه. هذا هو الايمان بقوله يؤمن بالله فمن يضل الله يهدي قلبه. وميء بالله يهدي قلبه والله بكل شيء عليم. فقاله ومن يؤمن بالله اي من اعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. الثمر اذا حقق اذا حقق هذا الايمان الثمرة هي يهدي قلبه يهدي قلبه ولذلك ذكر عن بعض السلف انه قال عندما قال الولد حياته فتنة وحزن وموته صلاة وهداية اي انك اذا في بقاء الولد عندما عز احدهم رجلا مات له ولده قال ان الولد بقاؤه فتنة فتنة وحزن اي انه يصيب لك بالفتنة والمشقة. وايضا يحزنك فيما يصيب من بلايا الدنيا. واما موت اذا احتسبته فانه صلاة ورحمة وهداية. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اذا صبروا وقالوا انا لله وانا اليه راجعون. وقال بعض المفسرين قوله ومن ي بالله وقولك انا لله وانا اليه راجعون. الذي يعنينا هنا ان علقمة لما ساق لها وهي قوم ما اصاب مصيبة الا باذن الله. ثم ذكر الله ان يعلم ان هذي المصيبة من عند الله عز وجل فان الله سبحانه وتعالى يورثه ان يهدي قلبه. ومعنى هداية قلب هو ان يصلح هذا القلب واذا صلح القلب صلح الجسد كله كما جاء في الصحيح حيث ان رضي الله تعالى عنه رضي الله تعالى عنه الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد صلح الجسد كله صلح الجسد كله الا وهي القلب. وهذه بشارة عظيمة للصابرين هذه بشارة عظيمة للصابرين. وتتعلق من جهة القلب يؤمن بالله ان يعلم ان ما اصاب ولم يكن ليخطئه وما اخطأ لم يكن ليصيبه وان الامور كلها مقدرة بتقدير الله عز وجل من حصل هذا اليقين في قلبه وحققه فان الله يهديه والهداية وان يهدي قلبه بالسكينة والطمأنينة وان يوفق لمعرفة الصواب والحق وان يصلح قلبه صلاحا يتبعه صلاح الجوارح صلاح الجوهر هذي نعمة من الله عز وجل منه قوله تعالى اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. فجمع الله لهم ثلاثة جمع الله لهم ثلاثة صفات صلاة وهو ان يثني الله عز وجل على الصابرين ورحمة ان الله يرحمهم وايضا جمع لهم خاتمة فكما قالوا نعم اه نعم العدنان والزيادة العدنان الصلاة والرحمة والزيادة واولئك هم المهتدون. فالصابر المحتسب الاجر عند الله عز وجل يحصل على هذا الاجر العظيم تحصل على الثناء من الله ويحصل ايضا مع ويحصل ايضا مع ثناء الله عز وجل رحمته ومغفرته ويحصل مع ذلك ايضا على علاوة عظيمة وهي وهي ان الله يهديه الى الصراط المستقيم ويهديه الى كل الى كل خير واولئك هم المهتدون وايضا ان الصابر تكون له خصيصة رابعة ان الله سبحانه وتعالى معه معية خاصة. الله مع الصابرين ومعيته مع الصابرين معية خاضعية حفظ وتأييد ونصرة وتمكين لهم سبحانه وتعالى. اذا هذه هذه بعض ثمرات الصبر لمن صبر واحتسب الاجر عند الله عز وجل. ايضا لا بد ان نعلم ان الصبر ان الصبر يؤجر العبد عليهم ان صبرا يؤجر العبد عليه. وانه اذا صبر فانه مأجور على هذا الصبر. وعلى هذا الحبس لجوارحه من التسخط والجزاء وفعل هذا يؤجر عليه انه واجب والواجبات وما يثاب عليها فاعلها ولا ويعاقب تاركها فكما انه سلم من المعاقبة قد آآ حصله الاجر والثواب بصبره. فان اتبع ذلك بالرضا كان اجره اعظم. فان اتبع ذلك بالشكر الله عز وجل كان اجره اعظم واعظم لان الله يقول انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ولذلك سمي شهر الصوم في شهر الصبر لان في اجتمعت انواع الصبر كلها فهو صبر على طاعة الله للصيام وصبر على ترك ما حرم الله من الاكل والشرب والجماع وما شابه ذلك. وصبر ايضا على اقدار الله سبحانه قدر عليه هذا الصيام وفرضه عليه فهو من الاقدار التي التي لا توافق النفوس ولا ترغب فيها النفوس فحقق في هذا الصيام انواع الصبر كلها وهو الصبر على طاعة الله والصبر على ما حرم الله والصبر على اقدار الله عز وجل. قال هنا وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم كفر. الطعن في النسب والنياحة على الميت. هذا الحديث رواه مسلم في الطريق الاعمى عن ابي صالح عن ابي هريرة حديث صحيح وفيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم كفر. ومعنى كفر هنا اي ان ان هاتين الخصلتين من شعب الكفر من شعب الكفر. وان من وان من تخلق بهما ففيه شعبة من شعب الكفار والكافرين. وهنا قال اثنتان هم بهما كفر. اي ان متصل بصفات الكفرة بهذه الصفات والمراد بالكفر هنا الكفر الاصغر لا الكفر الاكبر. حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم نكر الكفر هنا حتى حتى يفيد ان المراد به ليس الكفر الاكبر وانما المراد به الكفر الاصغر. واذا قرر شيخ الاسلام ابن تيمية ان الكفر متى ما جاء في الكتاب والسنة معرف فانه يراد به الكفر الاكبر يراد به الكفر الاكبر. اما اذا جاء منكرا فانه يراد به الكفر الاصغر وهو الذي كفر دون كفر. ويقول الواقع والفاعل لهذا الفعل او لهذا المتحمل الذي وقع في هذه الصفة. يكون وقع في شعبة من شعب الكافرين وصيغة صفات الكفار ولا يكون فعل هنا من الكفر الاكبر من الكفر الاكبر. فالطعن في الانساب كفر لان ان الطعن تغطية للنسب. الطعن في النسب هو تغطية له. ولان هذا الذي طعن في نسب غيره قد كفر نعمة الله عليه لان من نعمة الله عز وجل على من كان ذا نسب ان يشكر الله سبحانه وتعالى وان يحمده على هذه النعمة لا ان يجعل نعمته التي انعم الله عز وجل عليه به او انعم الله عليه بها ان يجعلها سببا للطعن في انساب الاخرين او تنقصهم او آآ اتاني وصف بالرذالة وما شابه ذلك فان هذا من كفر هذه النعمة. فسمي بذلك كفرا لانه لم يشكر نعمة الناس التي اعطاه الله وانما تجبر بها وتكبر وافتخر فكان هذا وجه الكفر ولذلك نقول من افتخر بنسبه او افتخر بحسبه واصابه الغرور والعجب هذا النسب انه وقع في شعبة من شعب الكفر ووقع في صفة من صفات الكفار. ويعظم الامر اذا كان مع هذا الافتخار ومع هذا الغرور طعنوا في انساب الاخرين فان طعن في انساب الناس محرم ولا يجوز وهو ايضا كبيرة من كبائر الذنوب لانه وصف وصف بالكفر الكفر يفيد انه يفيد انه كبيرة من كبائر الذنوب. ومن ذلك ايضا لا ترجوا بعدي كفارا يذر بعضكم رقاب بعض. فايضا من صفات الكفار انهم يضرب بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا. فالذي فالذي يضرب رقاب المسلمين ويقاتل ويقتل المسلمين. ويقع ايضا في خلة وخصلة من خصال الكافر وهو في كبيرة من كبائر الذنوب الشاهد من هذا الحديث قوله والنياحة على الميت. اه ذكر الطعن في الاجسام وقد مر بنا بباب سابق مع تعريف الطعن وتعريف التفاخر والحسب وما شابه ذلك. وذكر هنا هذا الحديث والشاهد منه في هذا الباب قوله والنياح على الميت. وذلك ان النياحة تنافي اي شيء تنافي الصبر تنافي الصبر. فاراد ان يبين لك المؤلف بهذا الحديث اراد ان يبين بهذا الحديث ان الصبر واجب لان تركه في مقابس في مقام في مقام المصيبة والنياحة في حال في حال المصيبة انه كبير من كبائر الذنوب انه كبيرة من كبائر الذنوب. فاذا كان ترك الصبر كبيرة فان الصبية فان الصبر يكون عندئذ واجب. وهذا كما ذكرت باجماع اهل العلم وقد نقل اجماع فيه شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من العلم نقلوا ان الصبر واجب وانه يجب على المسلم حال المصيبة ان يصبر لله عز وجل وان نفسه ولسانه وجوارحه من الجزع والسخط من الجزع والسخط. فاناسبة هذا الحديث في هذا الباب ان النياح مما كمال التوحيد الواجب وان الواقع في النياحة قد ترك الصبر الذي امره الله عز وجل به ويكون بترك الصبر توحيده ناقص وايمانه وقد جاء في الصحيح ايضا ان النائحة اذا ماتت ولم تتب من من نياحتها انها تقام يوم القيامة عليها درع من جرب وثياب قطيران وهذا شديد لتلك النائحة وعيد شديد تلك النائحة وهي التي تسبق او تحلق او تشق او تنثر او تنشر هذا هو اه نوع من الوعي فقد تكون نياحة باللسان وقد تكون نياحة بالفعل وقد تكون النياحة ايضا بالقلب بالجزع والسخط ويظهر الجزع والسخط على الجوارح فاذا كان القلب جازعا ساخطا نطق اللسان بالسلق والصياح واخذ يرفع العويل ويصيح صياح متجزع المتسخط فهذا قد وقع في النياحة فاذا وقعت ايظا السخط في القلب خرج عن الجوارح بالنثر والنشر والشق واللطمي وما شابه وما شابه ذلك. اذا افادنا ان الصبر واجب وان تركه كبيرا من كبائر الذنوب. قال وله عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. هذا الحديث ايضا رواه الاعوج من طريق عبد الله ابن مرة عن مصروف عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. وفي هذا الحديث دليل على ان على ان ترك الصبر انه كبيرة من كبائر الذنوب ذكر هنا بعض اثار ترك الصبر. وهي ضرب الخدود وشق الجيوب واتبعها بقوله ودعا الجاهلية وهي النياحة مثلا ان يدعو الدعاء بدعوة الجاهلية بابها واسع لكن قد يدخل الدعاء بدعوى الجاهلية عند عند الموت عندما يقول واعظدا ونصيرا وامير ما شابه ذلك ويذكر شيئا من شيئا من مآذن ذلك الميت على وجه الجزع والسخط فيكون قد دعا بدعوى الجاهلية بهذا بهذا الصوت وبهذا النياحة. والا دعوى الجاهلية بابها واسع وهو سواء كان عند المصيبة او عند غيرها ودعوى الجاهلية وهو الانتساب الى غير الاسلام والانتساب الى غير ما امر بالانتساب اليه عند عند التعزي يتعزى بقبيلته او يتعزى بجماعته او يتعزى باقليمه او بقطره هذه ايضا دعوة من دعاوى الجاهلية كما سيأتي ايضاحون. اذا قوله ليس منا قوله ليس منا الاصل ان ان لفظه ليس منا انه وعيد. وانه تهديد و اهل العلم المحققون منهم على ان مثل هذه الافضال الالفاظ تمر كما جاءت. تمر كما جاءت ولا يتعرض لتفسيرها ولا بتفسيره بل تبقى على على وعيد وتهديدها لان في تفسيرها شيء من تهويل من تهويل لفظها ومن تهويل التهديد والوعيد فيها قالوا انها تمر كما جاءت وتبقى على الوعيد. وهم مجمعون على ان هذا على ان هذه الافعال لا تخرج من دائرة الاسلام لا تخرج من دائرة الاسلام وان ضرب الخدود وشق الجيوب ودعوة والدعوة بدعوى الجهل لا لا تخرج من الاسلام الا ان صاحبها واقع في كبيرة من كبائر الذنوب كبيرة من كبائر الذنوب لقوله ليس منا اي ليس على هدينا وليس على طريقتنا وليس على ديننا وشريعتنا من فعل هذا الفعل لان الشريعة تأمر بالصبر وعدم الجزع والسخط فالذي ضرب خده وشق جيبه ليس على سبيل محمد في هذا الفعل. كذلك ليس على ملته وطريقتنا لان فعله هذا من فعل من فعل الكفار وكما ذكرت الاصل ان يبقى هذا هذا الامر او هذا اللفظ على ظاهره والا يفسر حتى تبقى هيبته ويبقى وعيده ويبقى التخويف من هذا ويبقى التخويف من هذا اللفظ. ليس منا من ضرب الخدود من ضرب الخدود وذلك ان المصاب بمصيبة عند يضرب خده وهذا يحصل من كثير من النساء عندما يأتيها خبر وفاة ميت لها وما شابه ذلك تقوم وتضرب خديها تضرب خديها وقد يفعله الرجال ايضا يضربون خدودهم لطما وضربا وهذا كله من مفاده شيء عدم الصبر وهو من ثمرات الجزع سخطي عفانا واياكم. وشق الجيوب هو ان يمسك جيبه ويشقه ويسمع بعض ما يقول يطر جيبه وينادي ويقول ذلك صراحة بجيبه وقره وهذا ايضا من النياحة المحرمة التي وقع في كبيرة من كبائر الذنوب وعليه يتوب الى الله عز وجل. فاللطم وهو الشرك هذا مما ينافي مما ينافي الصبر والجهة ولاجل هذا ذكر الشيخ رحمه الله تعالى هذا الحديث في كتاب ذات باب الصبر على اقدار عز وجل لان الصبر واجب فيجب عليك ان تصبر عند المصيبة والا تضرب الخد ولا تشق الجيب فان فعلت ذلك فان توحيدك ناقص وايمانك ناقص اما دعوة الجاهلية فهي كما ذكرت هو ان يدعو بدعوى الجاهلية وما عليها الجاهلية عند التعزي وعند وعند طلب ما يسمى بالنصرة والتأييد ينادي هذا قومه ينادي هذا قومه ويتقاتلون فيما بينهم. فهذه الدعوة دعوة الجاهلية وقد وقد جاء الاسلام بالقضاء عليها وانه لا دعوة الا دعوة المسلمين. يا للمسلمين ولا يحتاج المسلم ان يتعزى بقبيلته او يتنصر ان ينتصر بقبيلته. لان هو الذي ينصره ولان المسلمين جميعا مأمورون باي شيء بنصرة ذلك المغلوب ولذلك جاء في الصحيح جابر ابن عبد الله عندما كسع رجل الانصار رجل كسع رجل يهاجر الانصار فقال فقال الانصاري يا للانصار وقال المهاجرين يا للمهاجرين فقاسم ابي دعوة الجاهلية ونبينا دعوها اي دعوا هذه الدعوة المنتنة وهي دعوة انه ينتسب هذه الاسماء اسماء شرعية جاء بها الشرع وهي المهاجر والانصار هؤلاء هذه اسماء شرعية وبعد ذلك خلاص دعوها فانها بالدعوة فانها منتنة. فكيف اذا انتسب الانسان الى قبيلته او الى جماعته او الى عرقه او لونه كان هذا اعظم واشد ذكارة. فدعوى الجاهلية هي الدعوة بالانتصار على الحق والباطل. على وجه القرار والقبيلة وعلى وجه الصلة وما شابه. وان وان المسلم مأمور ان ينصر الظالم ان ينصر الظالم بدفع الظلم بدفع ظلمه. وان ينصر بما ان ينصر الظالم بمنعه من ظلمه وان ينصر المظلوم برفع ودفع الظلم عنه. هذا هو الواجب. وهذا الامر يقوم به جميع المسلمين ولا تحتاجه ان يقوم به القبيلة او الطائف او الجماعة فيتعزى ويدعو بدعوى الجاهلية. اذا الدعوة الجاهلية من دعاوى من دعوى الجاهلية والتعزي بمعاني فهي هذا امر محرم ولا يجوز وهذا مما ينافي ايضا ما عليه دعوة المسلمين انه قال وسماكم المسلمين فيدعو بدعاء اهل الاسلام ويقول يا للمسلمين وما شابه ذلك. قالوا عن انس رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده خيرا عجله العقوبة في الدنيا واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنب حتى يوافي به يوم القيامة. وقال صلى الله عليه وسلم اذا ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. الحديث هذا الحديث رواه الترمذي من طريق يزيد بن ابي حبيب عن سعد ابن بناء على اسماء رضي الله تعالى عنه. وهذا الطريق فيه سعد بن سنان وهو ممن تكلم في غير واحد منهم ومنهم من حسن حديثه. فحديثه لا بأس حديث هنا يقول لا بأس به. ويشهد له كثير من الاصول لتدل على هذا المعنى. فقد جاء في البخاري عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال من يريد له به خيرا يصب منه من يرد الله به خيرا يصب منه وهذا معنى الحديث اذا اراد الله عبده خيرا عجله العقوبة اي يصيبه بالبلاء يصيب الشدة وذلك ان تعجيل العقوبة فيها فائدتان الفائدة الاولى ان تعجيل العقوبة يخفف عليه عقوبة الاخرة. والفائدة الثانية ان تحمله على التوبة والرجوع الى الله عز وجل وترك ذلك وترك الذنوب التي تسببت له بمثل هذه العقوبات ومثل هذه المصايب التي نزلت به فالعبد لا تذري مصيبة ولا تذري عقوبة الا بسبب ذنب كما قال تعالى وما اصابه مصيبة فبما كسبت فبما كسبت فجميع ما يصيب العباد من بلايا ورزايا ومصايب ومعايب وبسبب الذنوب والخطايا نسأل الله العافية والسلامة. فاذا اراد الله بالعبد خيرا عجله العقوبة الدنيا حتى يأتي يوم القيامة وقد خفت عقوبته الاخروية. وكما قال عائشة في قصة داعين عذاب الدنيا اهوى عذاب الاخرة عذاب الدنيا اهون من عذاب الاخرة عذاب الدنيا اهون من عذاب الاخرة ولا شك ان جميع جميع الحدود كفارات لاصحابها. فالعبد الذي وقع في الذنب واقيم عليه حد فان هذا كفارة له. وهي نزلت به عقوبة ايضا فهي كفارة له واذا قال في حديث مسعود عائشة رضي الله تعالى عنه ما ما يصيب مسلم من هم ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله عنه من خطاياه فهذه اه المصائب التي تصيب العباد هي خير للعبد هي خير للعبد يرجع الى الله عز وجل ويتوب ويترك الذنوب يكفر عنه السيئات وتخفف عليه ايضا عذاب الاخرة واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه اي لم يؤاخذه الله بذنبه ولم يعاجله باخذه وانما يمهله حتى يقبضه ويوافيه يوم القيامة بذنبه. فلا شك ان هذا اراد الله به شرا اذا رأيت العبد مقيم على معصية الله عز وجل وهو يمد بنعم الله عز وجل فاعلم ان ذلك ان ذلك استدراج لان الله عز وجل اذا احب عبده ابتلاه واذا احب عبده عجله عقوبته في الدنيا حتى يخفف عنه العقوبة في الاخرة. اما اذا كان العبد مقيم على معصية الله وعلى ما حرم ومع ذلك يعطى النعم اه وافرة صحته وقوته فهذه دلالة عليه شيء على ان الله قد استدرجه وان وانه وممن اراد الله به شرا الا ان يتوب الى الله عز وجل ويصدق في توبته. ثم قال ان عظم الجزاء من عظم البلاء اي ان عظم الجزاء كلما عظم البلاء واشتد البلاء فان اجرك يا عبد الله اعظم فليس اجر من اصيب بمرض كعجب من اصيب بمرض عظيم فالذي يصاب بمرض خطير او شديد يتألم معه فان اجره اعظم. فالذي يصاب بشوكة يكفر الله خطاياه بقدر هذه الشوكة. ومن يصاب بمرض عظيم او خطير يكون تكفيره للذنوب والسيئات اعظم من ذلك. لكن بشرط ان يصبر ان يصبر ويعلم ان هذه المصيبة الله الذي قدرها. اما اذا لم يصبر فله فله الجزع والسخط وليس لهم الاجر شيئا. فان اتبع الصبر بالرضا كانه درجتان له له التكفير وله الرفعة له التكفير له رفعة الدرجات بل احتسب واتبع الاحتساب بالصبر فانه يؤجر من جهة صبره ومن جهة احتسابه وتكون مصيبته تكفير لسيئاته وذنوبه. وتكون كما جاء في الحديث ان ان الحمى حظ من النار وان عظم الجزاء من عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط هو نفسه الحديث الذي قبله بنفس الاسناد. وقد ساقه الترمذي مطولا وهو من حين يزيد بن ابي حبيب عن سعد ابن سنان. عن اسناده كما ذكرت لا بأس لا لا بأس بي ومناسبة هذا الحديث لهذا الباب ان البلاء الذي ينزل العبد هو علامة خير له وليست علامة شر فاذا ابتلي العبد فليعبد الله اراد به خيرا. وان بلاءه يكون بقدر على قدر ايمانه. وان اجره وجزاءه يكون على قدر ذلك البلاء وان الصبر الذي هو الشاهد في هذا الحديث فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ان الصبر واجب وانه يجب عليه ان يصبر حتى ينال هذا التكفير وينال هذه الرفعة وينال هذه الحسنات الكثيرة. اما اذا جزع وسخط ولم يصبر فان توحيده ناقص وتوحيده الكامل منتفي وهو اثم وواقع في وعيد شديد وليس له مع جزعه وسخطه الا بقاء المرض وبقاء المصيبة ولا يحصل له اجر ولا ولا رفعة ولا يحصل له اجر ولا رفعة ولا تكفير للسيئات. الصابر الراضي له تكفير الذنوب والخطايا وله الحسنات وله رفعة في الدرجات. قال رحمه الله تعالى في المسائل الاولى تفسير اهل التغامر وقد ذكرناها من يؤمن بالله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. ان من صبر وعلم ان ما اصابه هو بقدر الله عز وجل وتقواه وتقديره وان جميع ما يكون في هذا الكون وبقدر الله سبحانه وتعالى وعلم ذلك فان الله يهدي قلبه ويصلحه ويملأه سكينة وطمأنينة. الثانية ان هذا الصبر من الايمان بالله. اي ان الصبر ان يعلم ذلك ان من الله ان الامام بالله متعلق بثلاثة اشياء متعلق بالقلب من جهة اعتقاده ان يعلم ان المصيبة قد كتبها الله وقدرها الله. من جهة اللسان ان ان لا يظهر الجزع ولا التسخط. فان قال الحمد لله كان ذلك اعظم في درجته ورفعة في درجاته. ومن جهة الجوارح ايضا ان يحبسها عن الجزع والسخط. فان اتبع ذلك بركعتين يصلي الله عز وجل كما قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة كان ذلك اعظم في اجواء وقد جاء عن ابي هريرة عند احمد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا حزبه امر فزع الى الصلاة فزع الى الصلاة فهذا ايضا اعظم في ايمانه واكمل في ايمانه. قوله الثالث الطعن بالنسب وقد ذكرنا ان الطعن في النسب انه من صفات انه خلة من خلل الكفر وشعبة شعب الكفر لان فيه تغطية لنعمة الله عز وجل نعمة التي اعطاك الله عز وجل اياها وكفرك بها هو ان تطعن في نسب غيرك وان تفخر بها او ان تتخايل او يصيبك الغرور بهذه النعمة فهو محرم وكبير من كبائر الذنوب. الرابعة شدة الوعيد في من ضرب الخدود بقوله ليس منا وليس منا تحتمل انه ليس بمسلم وتحتمل انه انه ليس على طريقتنا وهدينا والصحيح انها كبيرة من كبائر الذنوب. وان فاعله ليس على هدي محمد ولا على شريعته ايضا الخامسة علامة علامة ادراك الناس بالعبد خير. العلامة هي ان الله يبتليك. ويبتلى الناس على قدر دينهم ايمانهم والناس يبتلى منهم من يبتلى في المصائب ومنهم من يبتلى بالمعايب المصيبة مصيبتان مصيبة دنيوية ومصيبة دينية واعظم المصائب مصيبة اي شيء مصيبة الدين وهي ما يسمى من دعائب المعاد وما يقع العبد فيه من الذنوب والمعاصي فهي مصيبة لكن هذه المصيبة تحتاج الى اي شيء تحتاج تحتاج الى اي شيء ماذا تحتاج؟ عندنا الان مصيبة مصيبة مصائب ومصيبة معاني. مصيبة المصائب تحتاج الى الصبر والتسليم بامر الله عز وجل. مصيبة المعهد تحتاج الى الصبر باي شيء في ترك ذلك العيب وفي ترك ذلك المحرم في ترك ذلك المحرم وتحتاج ايضا مع الترك اي شيء والاستغفار والعزم والندم على هذا الذنب. فاصيبت المعائب اعظم من مصيبة المصب وكلها من عند الله عز وجل الذي وقع في مصيبة الحرام قد قدر الله عليه ذلك والذي وقعت عليه مصيبة في من المصائب قد قدر الله عليه ذلك الا ان الفرق بينهما الفرق بين مصيبة المعاني ومصيبة المصائب ان في مصيبة المصائب يجوز ان نحتج بالقدر وفي مصيبة المعاب لا يجوز ان يحتج بالقدر لا يجوز ان يقع في ذلك ويقول الله كتب علي ان لي قد اذنبت. الا في حالة عند بعض اهل العلم وهو ان يتوب الى الله عز وجل. فاذا عير بذنبه قال اني تبت منه. اتعيرني بامر قد كتب الله علي؟ نقول هذا يجوز مع ان التعيين هنا لما وقع بين وموسى عليه السلام تعيره بسبب اخراجه من الجنة لا بسبب اكله من الشجرة. فموسى عير ادم انت الذي اخرجتنا الجنة وهذه مصيبة كتبها الله على ادم وقدرها على الله عز وجل فاحتج ادم بالقدر عندما قال اتلوم قد كتب الله علي قبل ان يخلق بخمسين الف خمسين الف سنة فحج ادم موسى فحج ادم موسى وهنا احتج ادم بالقدر على المصيبة لا على الذنب. احتج ادم بالقضاء على المصيبة دعا الذنب. فلا يجوز الاحتجاج بالقدر على المعايب ويجب ويجوز الاحتجاج بالقدر على المصائب بل نقول انه يستحب اذا اصاب العبد مصيبة يقول قدر الله وما شاء فعل قدر الله وما شاء اصابك حادث قدر الله وما شاء فعل اصابك مرض تقول قدر الله وما شاء فعل وترظى وتسلم بامر الله عز وجل السادسة رواية الله عز وجل به الشر. اي ان من اراد الله به شرا ان الله عز وجل يمليه ويفتح الله عز وجل ابواب الرزق والسعة ولا يصيب مرض. ولذلك جاء في بعض الاحاديث عندما سأل رجل اتعرف ابن ملدم؟ قال ثم ابو ملدم. قال لا تصيبك الحمى؟ قال لا عند يحملون كابستان مع بعض قال من احب ان ينظر الى رجل من اهل النار فلينظر الى هذا اي انه لم يصب بصداع ولم يصب بالم طوال حياته فهذه علامة شر بل ان النبي لما خطب امرأة وذكر من صفاتها انها لم تمرض قط قال لا خير فيها قال لا خير فيها. فالاصاب بالمرض البلاء هذه علامة خير وعلامة محبة الله عز وجل. واما عدم نصاب هذا علامة علامة شبه المؤمن باي شيء حديث صحيح شبه النبي صلى الله عليه وسلم بخابة الزرع تقيمها الريح مرة وتفيئها مرة واما المنافق شبهه بالارزة القائمة الصلبة فلا فلا تزال القاعدة حتى يأتيها ما يعزفها مرة واحدة ويكسرها مرة واحدة كذلك حال المنافقين وكذلك حال المؤمنين المن في بلاء في بلاء وشدة والمنافق يكون غالب حاله في قوة ورخاء. قال تحريم الصخب الصخب محرم بالاتفاق السخط والجزع محرم اتفاق اهل العلم. ومن سخط فليس له الا السخط مع اي شيء مع الاثم والذنب وعدم زوال ما سخط عليه. التاسعة ثواب الرضا بالبلاء. اي ان من رضي فله الرضا ان الله يرضى عنه. ويرفع الله درجاته. ويرفع الله درجاته ويكفر الله عنه السيئات هذا ما يتعلق بهذه المسائل والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم نبينا محمد