الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال الامام الاواب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال في رسالته نواقض الاسلام بسم الله الرحمن الرحيم اعلم ان نواقض الاسلام عشرة نواقض. الاول الشرك في عبادة الله تعالى قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار ومنه ومنه الذبح لغير الله فمن يذبح للجن او للقبر الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه رسالة قيمة ونافعة ومفيدة جدا ويحتاج اليها كل مسلم كلفها شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في بيان نواقض الاسلام اي بيان الامور التي ينتقض بها الاسلام وتنحل بها عراة وينتقل بها فاعلها من ملة الاسلام ويخرج من حظيرة الدين ويكون بها كافرا بالله سبحانه وتعالى رب العالمين مستحقا عذابه الشديد ونكاله الاليم وخلوده في نار جهنم يوم القيامة. كما قال الله سبحانه وتعالى عن الكفار والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ونواقض الاسلام النواقض جمع ناقض وهو حل وافساد ما انعقد من بناء ما قام من بنائنا وانعقد من حبل او نحو ذلك يقال نقض البناء اي افسده وهدمه ويقال نقض الحبل اي حله وفاء وفك فتلة ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا فنقض الغزل افساده ونقض البناء افساده ونقض الدين افساده فنواقض الاسلام اي الامور التي تفسد الدين وتبطل الدين مثل ما تسمى الامور التي تفسد الوضوء وتفسد الطهارة نواقض كما هو مبين في كتب الاحكام نواقض الوضوء اي الامور التي ينتقض بها الوضوء اي يفسد وهي معروفة فنواقض الاسلام اي الامور التي يفسد بها الاسلام واذا وجدت في الانسان لم ينتفع بعمل ولم يستفد من طاعة لانها تحبط الاعمال وتبطلها وتفسدها ولهذا كما ان الصلاة بغير طهارة لا تصح لان انتقاض الوضوء او عدم وجوده لا تصح الصلاة بذلك فكذلك وجود نواقض الاسلام لا يصح بها الاسلام لا يصح الاسلام بدونها نواقض الاسلام لا يصح الاسلام بوجودها بل لا يصح الا بانتفائها لانها ناقضة له اي مفسدة ومبطلة له فاذا وجدت نواقض الاسلام او شيء منها لم يستفد الانسان من صلاة ولم يستفد من صيام ولم يستفد من حج ولم يستفد من اي عمل لانها تنقض تنقض الدين والسلف رحمهم الله تعالى قديما سموا نواقض الاسلام ونواقض الدين بهذا الاسم كما جاء عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ في الاسلام من لا يعرف الجاهلية وكما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الايمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا تسمى الامور التي تنقل من الملة نواقض قال نقض تكذيبه توحيدا والتكذيب بالقدر ناقل من الملة فسماه ناقضا للتوحيد اي مفسدا له ومبطلا له واذا فسد التوحيد بالنواقض وبطل لم يقبل من العبد عمل وقال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين وقال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وقال تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله الكفر الذي هو الناقظ للدين مانع من قبول الاعمال وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم النفقات عمل صالح لكن وجود الكفر بالله وبرسوله ناقض للدين فيفسد العمل يفسد العمل ويبطل وكما ان صلاة المصلي بدون طهارة لا تقبل فاعماله الصالحة بدون التوحيد لا تقبل فاعماله الصالحة بدون التوحيد لا تقبل كما ان الطهارة اساس لقبول الصلاة فكذلك التوحيد اساس لقبول الاعمال فاذا انتقض توحيد المرء بطلت اعماله وفسدت ولاجل هذا سمى اهل العلم الامور التي تخرج المرأة من الملة وتنقله من الدين سموها نواقض لان الدين ينتقض بها ويفسد ومعرفة نواقض الاسلام امر مهم للغاية يحتاج المسلم حاجة ماسة لان يكون على معرفة بنواقض الاسلام لان المسلم كما انه مطالب بمعرفة الحق ليفعله وليكون من اهله فهو كذلك مطالب بمعرفة الباطل والشر ليتقيه وليحذر ان يكون من اهله فان في معرفة الشر في معرفة الشر تحذيرا منه وتحذيرا من باطله ولهذا قال القائل قديما عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه فان من لم يعرف الشر من الناس يقع فيه الذي لا يعرف الشر يقع في الشر ودعاة الباطل يدخلون عليه ويزينون له الشر ويزينون له الباطل لكنه اذا عرف الشر وخطره وضرره وعرف الادلة التي تدل على خطورته وعرف عواقبه اصبحت هذه المعرفة باذن الله سدا منيعا من دخول الباطل عليه اما اذا كان لا معرفة له بالشر ولا معرفة له بخطورته فان هذا مدعاة لدخول الباطل عليه وقد قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي كيف يتقي من لا يدري ما يتقي اي كيف يتقي الشر؟ كيف يتقي الخطر؟ كيف يتقي الضر؟ من لا يعرفه اساس الاتقاء معرفة ما يتقى اذا كان الانسان لا يعرف ما الذي يتقيه اذا قيل له ما الشرك؟ قال ما ادري. واذا قيل ما الربا؟ قال ما ادري واذا قيل ما ما النفاق؟ قال ما ادري اذا كيف يتقيها اذا يتقيها كيف يتحاشى من الوقوع فيها ولا سيما ان هناك ائمة ظلال ودعاة باطل يزينون للناس الباطل ويلبسون الحق ويكتمون وقد قال عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين يا ائمة الضلال ودعاة الباطل الذين يزينون للناس البدع والضلالات والشركيات والكفريات ويخفون عنهم الحق والهدى والنور المبين الثابت عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قد جاء عن الصحابي الجليل حذيفة ابن اليمان كما في صحيح البخاري قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافته وكنت اسأله عن الشر مخافته اي اسألوا عن الشر اعرف الشر خوفا من الشر فاذا عرف الانسان الشر عرف خطورته وعرف عواقبه في دنياه واخراه كانت هذه المعرفة باذن الله سبحانه وتعالى حائلا بينه وبين الوقوع في الشر وكانت هذه المعرفة ايضا معينة له على تحذير غيره من الشر وان يكون جامعا في نصحه للعباد بين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن لا يعرف المنكر كيف ينتهي عنه وكيف ايضا ينهى غيره عنه وكيف يحذر غيره منه واعظم ذنب عصي الله به واعظم المحرمات الشرك بالله وكيف ينهى الانسان عن الشرك وهو لا يدري ما هو وكيف يحذر ولده من الشرك وهو لا يدري ما هو وفي وصية لقمان الحكيم لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم فاذا عمل عامل بهذه الوصية وقال لابنه يا بني لا تشرك بالله وقال له ابنه ما الشرك وما هي خطورة الشرك وما هي مضرة الشرك وكيف يكون اتقاء الشرك وهو لا يعرف جوابا على ذلك كيف تستقيم منه النصيحة كيف يستقيم منه البيان ولهذا فان معرفة هذه الامور عظيمة الاهمية والحاجة اليها ماسة وفي زماننا هذا يتأكد هذا الامر بشكل اكبر لان وسائل المعرفة ووسائل الاتصال اتسعت وكثرت في زماننا واصبح لدعاة الباطل منافذ كثيرة على عقول الناس ومداخل عديدة فاثاروا الشبهات وزينوا الباطل وحرفوا الناس عن دين الله وعن الحق والهدى المستمد من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ولهذا اقول مؤكدا ينبغي علينا دراسة مثل هذه الرسالة النافعة نواقض الاسلام بانات ودقة وحسن فهم بنية اتقائ هذه النواقض واجتنابها والبعد عنها وتحذير الناس منها ومن الوقوع فيها وكما انه مطلوب من المسلم معرفة نواقض الاسلام التي تفسد الدين من اساسه ليتقيها فانه كذلك مطلوب منه ان يعرف كبائر الاثم وعظائم الذنوب سواء منها ما كان ناقضا للاسلام او منقصا لكماله الواجب لان الاسلام له نواقض بالظاد وله نواقص بالصاد النواقض تفسد من اساسه وتقدح في اصله والنواقص فاقدحوا في كمال الايمان الواجب وتنقص دين الشخص وتظعف ايمانه وكل من النواقض والنواقص مطلوب معرفتها لاتقائها وانصح في هذا المقام بقراءة كتاب الكبائر للامام الذهبي رحمه الله تعالى وكتاب الكبائر لشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فهذان الكتابان في غاية النفع في هذا الباب تحذير من نواقض الدين ومن نواقصه تحذير من مبطلات هذا الدين والتحذير من الامور التي تنقص كمال هذا الدين الواجب فيكون العبد بهذه المعرفة سلك سبيلا واتخذ وسيلة تنفعه غاية النفع باتقاء هذه الامور واجتناب هذه العظائم والكبائر وقد تنوعت بيانات النبي عليه الصلاة والسلام وطرائق توجيهه في تحذير الامة من هذه العظائم وايضاحه لخطرها الجسيم ومغبتها الاليمة على اهلها واربابها كقوله في حديث ابن مسعود الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس قال الا وشهادة الزور الا وقول الزور فما زال يرددها عليه الصلاة والسلام حتى قلنا ليته سكت اشفقوا عليه صلوات الله وسلامه عليه هذا من تمام نصحه وبيانه لامته وفي حجة الوداع خطب الناس وقال في خطبته صلى الله عليه وسلم الا انما هن الا انهن اربع الا انهن او الا انما هن اربع يعني موبقات مهلكات يجب اتقاؤها واجتنابها الا ان انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا حذر عليه الصلاة والسلام في جموع الحجيج من هذه الكبائر ونهى عنها امامه الجموع فيحذرهم من الكبائر لا تشركوا لا تزنوا لا تسرقوا لا تقتلوا الا انما هن اربع اي اكبر الكبائر والله يقول قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. بدأ بالاشراك في بيان المحرمات مما يدل على ان الشرك بالله عز وجل اعظم المحرمات واكبر الموبقات واظلم الظلم واشد الجرائم وافظعها فالشاهد ان معرفة نواقض الاسلام اي الامور التي تبطل الدين كذلك معرفة النواقص امر مطلوب من كل مسلم لا يكفي ان تعرف الحق بل لا بد من معرفة الشر لاتقاءه وعندما نقول لابد من معرفة الشر نعني بذلك معرفة الشر في ضوء الايات والاحاديث لا ان يذهب الانسان الى كتب اهل الباطل وكتب اهل الشر فيقرأ فيها ليعرف الشر هذا من وسائل الانحراف وسائل الضلال لا تقرأ كتب اهل الباطل ولا تقرأ كتب دعاة الضلال بل يحذر منها اشد الحذر مثل ما يحذر الانسان من الافات العظيمة والامور المعطبة يحذر من كتب اهل الباطل وانما المراد بمعرفة الشر اي معرفته في ضوء الايات والادلة بظوء الاحاديث في ضوء كلام ائمة السلف رحمهم الله واهل العلم ولهذا احلت في هذا الباب الى قراءة كتاب الكبائر للذهبي الكبائر كلها شر على الانسان ولكن نقرأ كتاب الكبائر لماذا باي نية نقرأ كتاب الكبائر بنية ان نتقي هذه الامور وان نعرف خطرها وان نعرف ضررها وان نعرف عقوباتها لنحذرها ولنتقيها ولان لا نكون من اهلها واسأل الله عز وجل ان يعيذنا جميعا من نواقض الدين ونواقصه وان يحفظ علينا ديننا وايماننا وان يحفظنا بالاسلام قائمين وان يحفظنا به قاعدين وان يحفظنا به راقدين وان يعيذنا من الضلال والزيغ وان يثبتنا على دينه القويم قد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول ثلاث مرات اذا اصبح وثلاث مرات اذا امسى اللهم اني اعوذ بك من الكفر اللهم اني اعوذ بك من الكفر ومن الفقر واعوذ بك من عذاب القبر لا اله الا انت يقولها ثلاثا اذا اصبح وثلاثا اذا امسى يستعيذ بالله تبارك وتعالى من الكفر فالمسلم يتعوذ بالله من الكفر يتعوذ بالله من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء ويعرف هذا الذي يتعوذ بالله منه ليجمع بين الاستعانة بالله عز وجل وبذل الاسباب التي هي اتقاء تلك الاباطيل واجتناب تلك الاضاليل التي تحلف العبد عن سواء السبيل ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. اللهم يا يا مثبت يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم بدأ بالبسملة تأسيا بكتاب الله واقتداء بالرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه والبسملة كلمة استعانة اي ابدأ كتابتي هذه مستعينا بالله متبركا ومتيمنا بذكر اسمه جل وعلا طالبا مده وعونه وتوفيقه وان يبارك فيما كتبت ان ينفع به قال بسم الله الرحمن الرحيم اعلم ان نواقظ الاسلام عشرة نواقظ قوله رحمه الله اعلم هذه كلمة يراد بها شد الانتباه تحفيز السامع الى حسن الاستماع وحسن الاصغاء اعلم والعلم المدعو اليه هنا هو اليقين الجازم اي كن على يقين وكن على جزم وكن على دراية تامة ومعرفة اعلم اي تيقن يقينا جازما لا شك فيه ويؤتى بهذه الكلمة عند ذكر الامور المهمة العظيمة التي يقصد الدعوة اليها او الامور الخطيرة التي يقصد التحذير منها التي يقصد التحذير منها وهذا الاسلوب جاء في القرآن الكريم في مواضع عديدة يؤتى باعلم بين يدي الامور العظيمة المهمة كذلك جاء في السنة بمواضع عديدة من ذلكم قول الله سبحانه فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك واعلم ان الله عزيز حكيم والايات في هذا المعنى كثيرة تقرب من الثلاثين اية ومن ذلكم في السنة قول النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنهما واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف ولهذا درج اهل العلم او عدد من اهل العلم في مصنفاتهم وفي خطبهم ومواعظهم عند ذكر الامور العظيمة المهمة التي يطلب من المستمع والمتلقي ان يتنبه لها وان يرعيها اهتمامه وعنايته يؤتى بهذه يؤتى بهذه الكلمة فاذا خاطبت المخاطب ابتداء قلت اعلم يا فلان انتبه لك وحظر ذهنه واستعد للاستماع والاستفادة قال اعلم ان نواقض الاسلام النواقض عرفنا انها جمع ناقض والمراد بها الامور التي تفسد الدين وتبطله وتنقل المرء من حظيرة الدين ويكون بها من الكفار المشركين اهل النار الذين لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا وقوله الاسلام عرفه رحمه الله ببعض مصنفاته بقوله هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص او البراءة من الشرك الاسلام استسلام لله وانقياد وطواعية وامتثال لاوامر الله والمسلم هو المستسلم المنقاد المذعن لشرع الله سبحانه وتعالى بفعل ما امر وترك ما نهى عنه تبارك وتعالى وزجر قال اعلم ان نواقض الاسلام عشرة نواقض ان نواقض الاسلام عشرة نواقض وقوله رحمه الله عشرة نواقض ليس المراد هنا حصر النواقض بهذا العدد ولكن المراد بيان اهم واعظم واخطر نواقض الاسلام واشدها ظررا وبيان النواقض التي ترجع اليها بقية نواقض الاسلام الاخرى ولهذا فان هذه النواقض العشرة التي ذكرها رحمه الله تعالى هذه النواقض العشرة التي ذكرها رحمه الله تعالى هي اخطر النواقض واشدها ظررا هذا من جهة ومن جهة ثانية بقية نواقض الاسلام في الغالب ترجع الى هذه العشرة فكان من نصحه رحمه الله وحسن توجيهه وبيانه ان جمع هذه العشرة النواقض بهذه الرسالة المختصرة النافعة المفيدة غاية الفائدة ويأتي مثل هذا الاسلوب ولا يراد به الحصر ولا يراد به الحصر قوله عليه الصلاة والسلام اجتنبوا السبع الموبقات اجتنبوا السبع الموبقات وذكرها عليه الصلاة والسلام قال اجتنبوا السبع الموبقات هل الموبقات هي هذه السبع فقط او ان هناك ايضا موبقات اخرى غيرهن لكن جمعه لهذه السبع تأكيد تأكيد على خطورتهن ايضا قوله في الحديث المتقدم الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا هذا بيان لاخطر الموبقات وليس المراد حصر الموبقات في هذه الاربع وليس المراد حصر الموبقات في هذه الاربع فالشاهد ان نواقض الاسلام تزيد على هذا العدد لكن ما ذكره رحمه الله تعالى واخطر هذه النواقظ واشدها ظررا وبقية النواقض ترجع في الجملة الى هذه العشرة التي ذكرها رحمه الله تعالى قال الاول من هذه النواقض الشرك في عبادة الله الشرك في عبادة الله وذكر الادلة على تحريم الشرك وانه اعظم الموبقات اعظم الموبقات واخطر الذنوب وانه اعظم ذنب عصي الله عز وجل به قال الشرك بالله وبدأ به قبل غيره لانه اخطر ذنب واكبر موبقة كما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام في ذكره للكبائر وعده لها يبدأ به كما في حديث ابن مسعود المتقدم الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال الاشراك بالله. بدأ به وكما في قوله عليه الصلاة والسلام اجتنبوا السبع الموبقات قلنا وما هن يا رسول الله؟ قال الشرك بالله والسحر ثم ذكر باقية الموبقات فبدأ الشرك ولهذا بدأ المصنف هنا رحمه الله تعالى به وهذه الطريقة ايضا موجودة في كتاب الله سبحانه وتعالى قال الله عز وجل قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم بدأ بماذا الا تشركوا بالا تشركوا بالله شيئا بدأ بالاشراك في اية في سورة الاسراء لما عدد وذكر سبحانه وتعالى جملة من الاوامر والنواهي تقرب من الثمانية عشر امرا ونهيا بدأها بقوله لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا وختم بقوله ولا تجعل مع الله الها اخر وايضا في الايات التي فيها جملة من الاوامر تبدأ الامر بالتوحيد وتبدأ بالنهي عن الشرك واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا بل ان اول امر في القرآن امر بالتوحيد واول نهي في القرآن نهي عن الشرك اذا فتحت المصحف وبدأت تقرأ اول امر تراه في القرآن امر بالتوحيد واول نهي في القرآن نهي عن الشرك بقوله سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوه قال ابن عباس رضي الله عنهما كل امر بالعبادة في القرآن امر بالتوحيد يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. هذا اول نهي في القرآن هذا اول نهي في القرآن فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اول شيء نهي عنه في القرآن الشرك. لا تجعلوا لله انداد لا تجعلوا لله اندادا اي شركاء ولهذا بدأ المصنف رحمه الله تعالى بهذا الناقظ الشرك بالله لانه اخطرها واعظمها قال الشرك بعبادة الله والشرك في اصل معناه واصل مدلول التسوية الشرك باصل معناه التسوية والشرك بالله تسوية غير الله بالله بشيء من خصائصه او شيء من حقوقه فمن سوى غير الله بالله بشيء من خصائص الله او شيء من حقوق الله سبحانه وتعالى على عباده فقد اشرك بالله العظيم يقول الله سبحانه وتعالى في بيان حال الكفار اهل النار عندما يدخلون نار جهنم يوم القيامة انهم يقولون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين ضلال انظر ماذا يصف اهل النار عملهم ضلال مبين اي واضح وبين ضلال بين ضلاله وواضح في منتهى الضلال ما هو اذ نسويكم برب العالمين اي نسويكم بالله في خصائصه وحقوقه يقولون ذلك على سبيل الندم والاسف ولكن لا يفيد ولا ينفع بل انهم في خضم هذا الندم والاسف يتوجهون الى الله بالنداء والطلب ان يعيدهم الى الدنيا ليعملوا الصالحات وليحققوا التوحيد وليبتعدوا عن الشرك والله سبحانه وتعالى يقول والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها وهم يسترخون فيها ماذا يريدون ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل غير الشرك الذي كنا نعمله ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل عرفوا ان الشرك هو الضلال المبين وان العمل الصالح لا يكون الا بتوحيد رب العالمين اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل وماذا يكون الجواب اولم نعمركم اي الم نعطكم مهلة زمنية وعمرا في الحياة الدنيا او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير والمراد بالظالمين اي المشركين الكافرين فما للظالمين من نصير فيخلدون فيها ابد الابات لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها العذاب لا يخفف بل يزيد كما في سورة النبأ فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابه الشرك هو تسوية غير الله سبحانه وتعالى بالله باعطاء غير الله عز وجل شيء من خصائص الرب او شيء من حقوق الرب على العباد خصائص الرب جل وعلا مثل الخلق والرزق تصرف والتدبير والهداية والضلال ودخول الجنة والنجاة من النار احاطة علمه شمولي رحمته وسعة منه وفضله وعطائه وكونه يكشف الكربات ويفرج الهموم ويشفي السقيم ويجيب المضطرين امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله االه مع الله قليلا ما تذكرون اي قليل تذكركم وعقلكم وفهمكم والا لو عقل الانسان واحسن التذكر والفهم لما عدل عن التوحيد ولا ولا ما ولا ولم يمل عنه لكن الميل الى الشرك والكفر بسبب عطب عقل الانسان وفساده قليلا ما تذكرون فمن اعطى غير الله سبحانه وتعالى شيئا من هذه الخصائص اعتقد في مخلوق حيا كان او ميتا او جماد شيء من هذه الخصائص كفر بالله وكان من المشركين اهل نار جهنم المخلدين فيها ابد الاباد وكذلك من اعطى غير الله شيئا من حقوق الله على العباد قال قال عليه الصلاة والسلام يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله اعلم قلت الله ورسوله اعلم قال حق حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا فالعبادة حق لله على عباده العبادة من صلاة وصيام وذبح ونذر وركوع وسجود وخوف ورجاء وتوكل واستعانة واستغاثة وغير ذلك العبادة حق لله على عبادة فمن اعطى هذا الحق او شيئا منه لغير الله سبحانه وتعالى فانه يكون بذلك مشركا بالله العظيم منتقلا من ملة الاسلام فالشرك بالله هو تسوية غير الله بالله في شيء من حقوق الله عز وجل او شيء من خصائصه على عباده او شيء من خصائصه تبارك وتعالى التي تفرد بها كما سبق ايضاح ذلك وبيانه قال رحمه الله تعالى الشرك في عبادة الله الشرك بعبادة في عبادة الله الشرك في عبادة الله اي تسوية غير الله بالله في العبادة تسوية غير الله بالله في العبادة بعبادة الله التي هي حق الله على العبيد هنا هذا المقام للسلامة من هذا الناقظ الشرك في عبادة الله يحتاج العبد الى نوعين من المعرفة لا بد منهما يحتاج الى نوعين من المعرفة لا بد منهما الاولى معرفة الشرك الاولى معرفة الشرك بمعرفة حقيقته والثاني معرفة العبادة ايضا بمعرفة حقيقة العبادة وافراد العبادة فيعرف الشرك ليتقيه ويعرف العبادة ليخلصها لله سبحانه وتعالى. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه فيعرف العبادة ليخلصها لله ويعرف الشرك ليتقيه فلا بد من نوعين من المعرفة الشرك ليتقى ويجتنب والعبادة لتخلص لله سبحانه وتعالى والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة فالعبادة كلمة جامعة من التعبد وهو التذلل والخضوع يقال طريق معبد اي مذلل ذللته الاقدام ووطأته الاقدام ويقال ناقة معبدة اي مدللة للركوب فالعبادة الذل والخضوع لله سبحانه وتعالى والانكسار بين يديه وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة والاقوال منها ظاهرة اقوال ظاهرة ومنها اقوال باطنة والاعمال ايضا منها اعمال ظاهرة واعمال باطنة وكلها عبادة لله ومن الاقوال الباطنة العقيدة التي يعتقدها المسلم في قلبه قال الله تعالى قولوا امنا بالله اي قولوا بقلوبكم معتقدين وبالسنتكم ناطقين ومتلفظين فالاقوال الباطنة التي تكون في قلب في قلب الانسان قوله في نفسه بان يعتقد ما امره الله عز وجل باعتقاده والايمان به وكذلك قوله بلسانه كل الاعمال كل الاقوال التي تقال باللسان داخلة في العبادة ولا سيما اساس العبادة وهو كلمة التوحيد لا اله الا الله وكذلك الاعمال الظاهرة والباطنة داخلة في العبادة الاعمال الباطنة مثل الحياء والتوكل والخشية والانابة والرجاء وغير ذلك والاعمال الظاهرة مثل الصلاة والحج والجهاد والصدقة وغير ذلك هذه كلها داخلة في العبادة العبادة اسم جامع ليست العبادة شيء في القلب فقط ولا في اللسان فقط ولا ايظا في الجوارح فقط بل العبادة في القلب واللسان والجوارح القلب يعبد الله واللسان يعبد الله والجوارح تعبد الله كلها تذل لله سبحانه وتعالى واساس هذه القلب الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب في لقاء الغد باذن الله عز وجل نواصل الحديث عن هذا الناقظ الاول من نواقض الاسلام ونكتفي الى هنا بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين فضيلة الشيخ ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم يأس الشيطان من ان يعبده المصلون في جزيرة العرب قوله عليه الصلاة والسلام وهو حديث صحيح ثابت عنه صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يأس ان يعبده المصلون في جزيرة في جزيرة العرب اي لما رأى قوة الدين وسعة انتشاره وكثرة اقبال الناس عليه اعتناقهم له ودخولهم فيه لما رأى ذلك يأس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب يأس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب وهذا اليأس الذي وقع او حصل منه عندما رأى انتشار الدين يأس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب لا يعد بحد ذاته مانعا من وجود عبادة غير الله في جزيرة العرب هذا يأس وقع عند وقع في في ابليس او حصل لابليس عندما رأى شدة انتشار الدين واقبال الناس عليه لكن هذا اليأس ليس بحد ذاته مانعا من وجود الشرك او عودته لبعض المناطق في في جزيرة العرب او في بعض الاماكن ليس مانعا ولهذا جاءت احاديث صحيحة صريحة في هذا الباب كقوله عليه الصلاة والسلام لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس على ذي الخلصة وذو الخلصة صنم من الاصنام قال لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس الذي الخنسة اي صنم من الاصنام يعود ويعود النساء الى عبادته من دون الله كذلك قوله عليه الصلاة والسلام لا تقوم الساعة حتى يعبد فئام من امتي الاوثان وقال عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ومن سنن ما من كان قبلنا الشرك بالله والكفر به سبحانه وتعالى وقد قال عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا قال ذلك على وجه التحذير فهذه دلائل واضحة وشواهد بينة وايضا واقع الناس يشهد لذلك واقع الناس يشهد لذلك تسمع الكلمات الشركية وترى الافعال الشركية الناقلة من ملة الاسلام فاما ان يقال ان هذه الاعمال ليست شركا وتكون هذه مصادرة ومصادمة للنصوص الواضحة ببيان خطورة الشرك وشدة ظرره او يقال انها شرك فيقال هذا شاهد من من الواقع على ان هذه الامور توجد وتحصل وبعض اهل الاهواء وارباب الباطل يتعلقون بما تشابه من هذا الحديث ان الشيطان يأس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب يتعلقون بما تشابه من هذا الحديث ويتركون النصوص المحكمة البينة الواضحة التي يقول فيها عليه الصلاة والسلام صراحة وتنصيصا لا تقوم الساعة حتى يعبد فئام من امة الاوثان ويقول صراحة لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس على ذي الخلصة نصوص محكمة بينة واضحة ظاهرة الدلالة يتركون هذه النصوص ويتعلقون بما تشابه عليهم من الحديث المتقدم وهذه طريقة اهل الزيغ قال الله سبحانه وتعالى فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله نعم احسن الله اليكم يقول السائل ما وجه الجمع بين قوله تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى وقول النبي صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ليس هناك تعارض بين قول الله سبحانه وتعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى وقول الله سبحانه وتعالى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يظلونهم بغير علم وكذلك الحديث الذي اشار اليه السائل من سن في الاسلام سنة سيئة فعليه ووزرها ووزر من عمل بها وذلك لان الداعية الى الضلال والباطل كان متسببا في وجود ذلك الباطل في هؤلاء فاستحق ان يحمل مثل اوزارهم كاملة لانه كان سببا في وقوعهم في ذلك الباطل وكان داعية لهم لفعل ذلك الباطل فاستحق بذلك ان يحمل مع وزر نفسه او زار من دعاهم الى ذلك. الى قيام الساعة بمعنى لو ان رجلا اخترع بدعة مثلا في القرن الثالث الهجري اخترع في القرن الثالث الهجري وتلقاها عنه بعض تلاميذه وتلاميذه دعوا الى تلك البدعة تلاميذهم وتلاميذهم دعوا ايضا الى تلك البدعة تلاميذهم الى قيام الساعة كل هذا الجيل وهذه الاجيال المؤسس الاول للبدعة والمخترع لها يأخذ اوزار هؤلاء وقد يكونون بالملايين يحمل وزره واوزار هؤلاء لانه كان السبب في ذلك ولهذا قال الله ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون وهذا يبين خطورة الشرك خطورة الدعوة الى الباطل والضلال والشرك بالله وان من كان داعية الى الباطل ذنبه وعقوبته عند الله عز وجل عظيمة لانه يعاقب على افعاله التي باشرها ويعاقب ايضا على الافعال التي تسبب بفعلها واعماله التي باشرها هو بنفسه تكتب عليه واعماله التي او الاعمال التي تولدت عنه عن اعماله وعن دعوته تكتب عليه الذي يكتب على الانسان عمله الذي باشر بنفسه وايضا بعد مماته تستمر الكتابة بعد الممات تستمر الكتابة اما كتابة للانسان او كتابة عليه فاذا كان داعيا للخير معلما للخير معلما للتوحيد للسنة للعبادة بعد مماته كل ما تعلم انسان من علومه تكتب له وايضا داعية الباطل بعد مماته ولو بقرون كل ما اخذنا الناس من الباطل واقترفوا من المحدثات التي انشأها تكتب عليه ولهذا قال الله في في في اوائل سورة ياسين قال الله سبحانه وتعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين قال نكتب ما قدموا واثارهم اي ونكتب اثارهم فيكتب امران الذي قدمه الانسان وهي اعماله التي باشرها صلى صام تصدق تكتب اول عياذ بالله اشرك كفر كذب الى غير ذلك من اعمال باطلة تكتب هذا الذي قدمه الانسان يكتب وايضا يكتب الاثار واثارهم قد قال اهل العلم المراد بالاثار اي الاعمال التي تتولد عن عمل الانسان وتنشأ عنها وهي قد تكون اثار صالحة فتكتب للانسان وقد تكون اثار سيئة فتكتب على الانسان وانصح قراءة ما كتبه العلامة المفسر عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الاية ذكر كلاما عظيما نافعا بمعنى قوله واثارهم نعم الله اليكم سائل يقول هل يشرع الخوف من الشرك نعم بل يجب الخوف من الشرك بل يجب ان يكون الخوف من الشرك في قلب الانسان اشد شيء يخافه يجب ان يكون الخوف في قلب الانسان من الشرك اشد من الخوف من اي شيء اخر وقد قال عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الشرك ناخذ ما اخاف على امتي الشرك فاشد شيء ينبغي على الانسان ان يخافه وان يحذر منه الشرك بالله سبحانه وتعالى قد جاء في القرآن في دعوة امام الحنفاء خليل الرحمن عليه السلام الذي كسر الاصنام بيده قال في دعائه واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام طاف على نفسه من الشرك فدعا الله ان يجنبه اياه وان يباعده منه ولهذا قال بعض السلف وهو إبراهيم التيمي ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم وقد جاء في حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام وفي الادب المفرد وغيره ان النبي عليه الصلاة والسلام قال الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل للشرك فيكم اخفى من دبيب النمل الا يقتضي هذا خوفا من الشرك قال الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل لو مرت نملة من جوارك وانت جالس ما تشعر بها ولا تسمع لصوتي لا ولا تسمع لها صوت دبيب قال له الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل فقال احد الصحابة اوليس الشرك ان يجعل لله ند وهو الخالق قل الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه اذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره؟ قلنا بلى يا رسول الله قال تقولون اللهم انا اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم هذي دعوة عظيمة يجدر بالمسلم ان يحافظ عليها. اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم ومر معنا ان نبينا عليه الصلاة والسلام امام الحنفاء وامام الموحدين كان كل يوم اذا اصبح واذا امسى يقول اللهم اني اعوذ بك من الكفر ومما يوجب الخوف من الشرك ان من مات عليه لا مطمع له في مغفرة الله ابدا لا مطمع له في مغفرة الله ابدا. قال الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ليس للمشرك الا النار مخلدا فيها ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها هذا من اعظم ما يجعل الانسان يخاف من الشرك والخوف من الشرك يولد في العبد حذر منه ومباعدة منه ومجانبة له واجنبني اي اجعلني في جانب بعيد عن الشرك ولا يقول واجنبني اي اجعلني في جانب بعيد عن الشرك الا من ادرك فطورة الشرك وعظم جرمه نعم اه قوله عليه الصلاة والسلام دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب ربما يأتي آآ بيان لهذا الحديث في لقاء الغد عند التمثيل المصنف بقوله رحمه الله تعالى كالذبح لغير الله فقد يفعل الانسان امرا يعد في بعض المفاهيم تافها ليس بشيء لكنه يخلد بسببه في النار ذباب ذبحه لغير الله فدخل النار مخلدا فيها فكيف بمن يذبح شاة سمينة او ناقة كوماء يتقرب بها الى صنم او ضريح او غير ذلك احسن الله اليكم هذا السائل يقول هل يجوز القراءة بالكتب التي لا نعرف عقيدة اصحابها الدين اثمن شيء على الانسان واذا خاطر الانسان بشيء لا يخاطر بدينه ولهذا قراءة العقيدة ومعرفة اصول الدين قواعد الشريعة انما تؤخذ عن اهل العلم المحقق المحققين المؤتمنين اما ارباب الاهواء اصحاب الباطل واصحاب البدع هؤلاء قد يقرأ لهما الانسان فيلبس عليه دينا ويوقعوه في الشبهات بينما اذا اخذ دينه من اهل العلم الراسخين وائمته المحققين سلم له دينه واستقام باذن الله تبارك وتعالى والفارق بين العالم المحقق وصاحب الهوى ان العالم المحقق معظم للنصوص ويصدر عنها ويعول عليها ولا يذكر شيئا من كلام الا استدل بالنصوص وعول عليها نعتقد كذا لقول الله تعالى كذا نعتقد كذا لقوله صلى الله عليه وسلم كذا يحرم كذا لقول الله تعالى كذا يحرم كذا لقوله صلى الله عليه وسلم كذا هذي طريقة اهل العلم الراسخين المحققين ينطلقون من الكتاب والسنة اما اصحاب الاهواء فلهم طرائق اخرى في الاستدلال فمنهم من يستدل بعقله ومنهم من يستدل بتجربته ومنهم من يستدل بمنامات يراها او حكايات يخترعها او قصص ينشأه او تجارب يدعيها او ذوق يزعمه يقول هذا جربناه وبالذوق عرفناه بالذوق او نحو ذلك اما صاحب الحق وصاحب الهدى فانما يصدر من كتاب الله ويعول على كتاب الله عز وجل هذه علامة فارقة بين دعاة الحق ودعاة الباطل دعاة الحق عندما يصنف الكتاب يبول الابواب ويجمع الادلة والنصوص وان تكلم يكون كلامه في حدود بيان المعنى وايظاحه اما دعاة الباطل كعلومهم وعقائدهم مبنية على مصادر وطرائق اخرى في الاستدلال جرتهم الى انواع من الباطل وصنوف من الضلال ومن نهل من المورد الاول وجد بقية الموارد كدرة من نهل من المورد الاول كتاب السنة يدرك فساد هذه المصادر اما الذي نشأ على تلك المصادر ولم ينهل من المورد المولد الاول لا يحس بالكدورة التي في تلك المصادر ارأيتم لو ان شخصا منذ نشأ ليس عنده الا ماء غير صافي لا ليس عنده الا ماء غير صافي ولم يرى الا هذا المال غير الصافي لا يحس بكدورة الماء الا اذا رأى الماء الصافي النقي. اذا رأى الماء الصافي النقي يقول سبحان الله ويني من زمان وانا اكرع من هذا الماء غير الصافي واتظرر فلا يحس بالكدور الا من ينهل من المعين الصافي فمن نهل من المورد الاول وجد بقية المصادر كدرة من اكرمه الله عز وجل بالتعويل على الكتاب والسنة والاعتماد عليهما والتلقي منهما والصدور عنهما يدرك ما تكون به السعادة والفلاح في الدنيا والاخرة ويسلم من طرائق اهل الضلال وسبل اهل الباطل والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين