بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى على اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. اما بعد وقد قال الامام المجدد رحمه الله تعالى باب من جهد شيئا من الاسماء والصفات وقول الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن الاية وفي صحيح البخاري قال علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله هو رسوله روى عبد الرزاق عن معمل عن ابن طاووس عن ابيه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بالصفات استنكارا وقال ما فرق هؤلاء؟ يريدون رفقة عند محكمهم ويهلكون عنده تشابهه انتهى. فلما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن انكروا ذلك فانزل الله فيهم وهم يكفرون بالرحمن فيه مسائل. الاولى عدم الايمان بجحد شيء من الاسماء والصفات الثانية تفسير اية الراد الثالثة ترك التحديث بما لا يفهم السامع الرابعة ذكر العلة انه يفضي الى تكذيب الله ورسوله ولو لم يتعمد الخامسة كلام ابن عباس رضي الله عنهما لمن استنكر شيئا من ذلك وانه هلك والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات بعدما انهى المؤلف رحمه الله تعالى ما يتعلق بتوحيد الالوهية واتى على شيء من الابواب متعلقة بتوحيد الربوبية اتبع ذلك بتوحيد الاسماء والصفات فان التوحيد الذي امر العبد بتحقيقه وان يحقق التوحيد بانواعه وانواع التوحيد اما ان يكون قصدي طلبي واما ان يكون علمي خبري فالقصدي الطلبي وتوحيد الالوهية والعلمي الخبري يتعلق بتوحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وكل انواع التوحيد الثلاثة مرتبط بعضها ببعض. ولا يصح توحيد العبد حتى يحققه بانواعه ثلاثة اما من جحد توحيد الروبية فلا ينفعه توحيد الالوهية فلا ينفعه توحيد الالوهية. ومن جاحد توحيد الاسماء والصفات وعطل الله عز وجل عن اسماء وصفاته فكذلك ايضا لا ينفع تحقيق توحيد الروحية والروبية فعلى هذا ادخل المؤلف رحمه الله تعالى هذا الباب في كتاب التوحيد وذلك ان مما ينافي التوحيد من اصله ان يجحد العبد توحيد الاسماء والصفات. ان يجحد العبد توحيد الاسماء والصفات فمتى ما جحد العبد توحيد الاسماء والصفات فانه يكون منتقض التوحيد من اصله ولا ينفعه اقراره بالوهية الله عز وجل ولا بان الله هو الخالق الرازق المدبر لانه كفر بالله سبحانه وتعالى من جهة انكاره توحيد الاسماء والصفات وتوحيد وتوحيد الله باسماء وصفاته عند اهل السنة هو ان نثبت لله عز وجل ما اثبته لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع المسلمون على اثباته له سبحانه وتعالى وذلك ان الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه اسماء له وذكر صفاتا له سبحانه وتعالى فعلى المسلم اذا قرأ هذه النصوص ان يثبت ما اضافه الله لنفسه من الاسماء ومن الصفات وكذلك ما اخبرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم من صفات الله عز وجل او من اسمائه. فنؤمن بذلك كله ونحققه على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى فعلى رسولنا البلاغ وعلينا التسليم وعلينا التسليم كما قال ذلك الامام الزهري رحمه الله تعالى وكما قال رحمه الله تعالى امنت بالله وبما جاع لله على مراد الله عز وجل. وامنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا وتحقيق توحيد الاسماء والصفات واهل السنة يثبتون اسماء الله عز وجل والاسماء عند اهل السنة انها اعلام لها اوصاف. اعلام لها اوصاف وصفاته ايضا صفات كمال سبحانه وتعالى ومعنى قولنا اعلام لها اوصاف ان كل اسم يؤخذ منه علما اي يكون علما ودلالة على الله عز وجل ويؤخذ ايضا منه صفة فاسماء الله سبحانه وتعالى يشتق منها صفات له سبحانه وتعالى وكذلك ما وصف الله به نفسه فاننا نصفه به سبحانه وتعالى. ولا نتجاوز الكتاب والسنة وما لم يثبته الله لنفسه ولم يثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم فاننا لا نثبته لله عز وجل. وانما مردنا في ذلك الى كتاب الله. والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا يدخل في هذا المعنى ما اجمع اهل السنة على اثباته لله عز وجل فان هذه الامة لا تجتمع لا تجتمع على ضلالة هذا وتوحيد الاسماء والصفات وهو ان نثبت من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تأويل فنثبت مع تنزيه الله عز وجل عن المماثلة ونثبت لاله الاسماء والصفات من غير ان نكيف اسماءه او نكيف صفاته سبحانه وتعالى. ولا نمثله بخلقه وهذا الباب قد ضل فيه طوائف كثيرة ممن ينتسب الى الاسلام فمنهم من عطل الله تعطيلا كليا فلم يثبت الله اسما ولم يثبت لله صفة. ومنهم من عطل الصفات دون الاسماء. ومنهم من عطل بعض الصفات دون بعض واما اهل السنة فاثبتوا ذلك كله لله عز وجل على الوجه الذي يليق بالله سبحانه وتعالى. قال رحمه الله تعالى باب احد شيئا من الاسماء والصفات اي من هنا شرقية اي من جحد الاسماء والصفات فجوابه انه كافر بالله عز وجل انه كافر بالله عز وجل والجحد هنا بمعنى الانكار والتكذيب لان الجحد جحدان وانكار صفات الله عز وجل ينقسم الى قسمين انكار جحد وتكذيب وانكار تأويل وتحريف اما الاول وهو انكار الجحد والتكذيب فهو الذي يكذب باسماء الله وصفاته ويجحد اثباتها له سبحانه وتعالى فهذا كافر باجماع اهل العلم لانه كذب الله في خبره وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم فيما اخبر به عن ربه ولانه ايضا جحد شيئا من كلام الله سبحانه وتعالى وقد نقل ابن قدامة رحمه الله تعالى الاجماع على ان من انكر حرفا من كلام الله عز وجل فانه كافر ونقل ذلك عن علي عن علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنهم اجمعين ان من جحد حرفا من كلام كتاب الله فقد كفر وقد نقل على هذا الاجماع فالذي يجحد اسماء الله وصفاته ويكذب بها بهذا المعنى يكون كذبا بشيء من كلام الله واما الذي لا يجحد ولا يكذب ولكنه يحرم ويؤول فهذا له حكم خاص. اما القسم الاول هو الذي كذب وجحد وانكر فهذا كمن ينكر اسم الرحمن كمن ينكر اسم الرحمن كما قال تعالى وهم وهم يكفرون بالرحمن فوصف الرجل انهم كفروا باسم الرحمن كذلك من يكفر مثلا باسم السميع يقول الله عز وجل ليس بسميع ليس بسميع ويكد بهذا الاسم لله نقول كفر بالله عز وجل. كذلك الذي ينكر ان الله له يد. ويقول ليس لله يد وينكر ذلك ويجحده فانه يكون كافرا بالله عز وجل وهذا الذي كذب بالقرآن لم يثبت اللفظ اذا نجحت هنا انه لم يثبت الفاظ الكتاب فنفى صفة اليد وجحدها وانكرها ونفى صفة السمع وجحد وانكرها بمعنى انه ان هذا اللفظ ليس ثابت عز وجل ولا يطلق على الله سبحانه وتعالى فهذا يسمى جحود تكذيب وانكار. اما القسم الثاني وهو الذي جحد الاثبات دون اللفظ جحد ان يثبت دون ان دون ان يجحد اللفظ ونسبته الى الله عز وجل وهذا بمعنى انه يتأول الايات التي فيها الصفات ويحرفها عن معانيها ويحرفها عن معانيها فيقول مثلا الرحمن على العرش استوى يقول هو استوى. ولكن ليس مع الاستواء العلو والارتفاع وان معنى الاستواء الاستيلاء والغلبة. نقول هذا حرف ويثبت الاية ويثبت الاستواء. ولكنه يحمله على غير المعنى الذي اراده الله عز وجل مثل ايضا صفة اليد لو قال الله له يد ولكن معنى يده معناها انه ذو نعمة وذو قوة وذو ذو قدرة يقول هذا حرف ايضا صفة اليد. والتحريف لهؤلاء ينقسم الى قسمين تحريض له وجه في لغة العرب وتحريف لا وجه له تحريف قد يدل عليه المعنى من جهة اللغة. وتحريف لا يدل على المعنى البتة اما التحريف الذي لا تسوغه اللغة فهذا لا يغني عن صاحبه شيئا ويقول في حقيقة من انكر صفة الله عز وجل وجحد وكذا بها كمن يجحد صفة العلو ويقول ان الله في كل مكان يقول هذا كافر بالله عز وجل كافر بالله سبحانه وتعالى لانه حلول الله في كل شيء كذلك من ينكر صفة العلم ولا يثبت لله العلم. نقول هذا يلزم منه انه يصف الله بالجهل كذلك الذي يعطل الله من صفة القدرة والحياة يكون ايضا بعد انه وصف الله بالعجز ولا يعرف في باب الاسماء والصفات يعني مما له ما يحتمله ما تحتمل لغة الا صفة اليد وصفة الضحك فانه يقال اتاك الربيع ضاحكا بمعنى انه مبتهجا او مسرورا وما شابه ذلك وهذا معنى الضحك لكن اليد جاءت لغة العرب ان بمعنى القدرة بمعنى القوة. ولذلك من كان تأويله بما يسوء من لغة العرب فانه يفسق ويبدع ويظلل. ولكن بعد اقامة الحجة عليه اما اذا دفعت شبهه وبيت له الحجج والبراهين واصر بعد ذلك مع انقطاعه عن الحجج فانه ينزل منزلة الكافر الكاذب. الذي جحد شيئا من من صفات الله عز وجل المسألة الثالثة الطوائف التي جحدت اسماء الله وصفاته الطوائف اول هذه الطوائف هم الجهمية الذين عطلوا الله عز وجل عن جميع اسمائه وصفاته وانما اثبتوا له وجودا مطلقا وهذا الوجود هو في الحقيقة عندهم وجود في الاذهان لا في الاعيان اي ليس كما قال ابن مبارك رحمه الله تعالى انتهى قول الجهمية الى انه ليس في السماء اله اي ان قوله هذا يفضي الى لله عز وجل التعطيل الكلي. وان ما يزعمون من وجود الله سبحانه وتعالى فهو عندهم في الحقيقة. وجود في اذهانهم. اما في الواقع فعلى لقولهم وعلى ما اصلوه من تأصيل فاجر فاسد فليس هناك اله في السماء وهؤلاء قد اجمع اهل السنة على تكفيرهم على تكفير الجهمية الذين عطلوا الله عز وجل من جميع اسمائه صفاته الطائفة الثانية التي دون الجهمية في الغلو هي المعتزلة اما الجهمية فهم اتباع جهل بن صفوان الترمذي وقد خرج في القرن الثاني وابتدع هذه البدعة اخذها من الجعد ابن درهم والجعد ابن درهم اخذها من سوسن وسوسن اخذها بالنبيذ بن الاعصم واخذ هذه الايضا الى البدع التي التي من من الطواف التي ظلت في باب الاسماء والصفات المعتزلة وسمي بالمعتزلة نسبة الى واسط بعطاء وذلك انه كان من تلاميذ الحسن البصري فلما سئل في مسألة الكافر في مسألة المؤمن صاحب الكبيرة قال وفي منزلة بين المنزلتين ثم اعتزل مجلس فقال حسن ابو سعيد البصري اعتزل واصل فسميوا بذلك فسموا بعد ذلك بالمعتزلة لانهم اعتزلوا لانه المجلس حسن البصري ثم من نسب اليه في قوله سمي معتزلي. والمعتزلي او المعتزلة اثبت الاسماء الاسماء لله عز وجل لكن هذه الاسماء انما هي اعلام لا اوصاف لها. اعلام لا اوصاف فيها فلا يشتقون من اسماء الله صفات له سبحانه وتعالى وانما هي اعلام محضة. لا تدل على صفة فلا يؤخذ عندهم من اسم العليم صفة العلم ولا من اسم السميع صفة السمع ولم يثبتوا من الصفات الا اربع صفات. الحياة والوجود اثبتوا الحياة وجود والخلق اثبتوا بعض الصفات اثبتوا بعض الصفات وهي اربع صفات وعطلوا الله عز وجل عن جميع صفاته الباقية عطل الله عز وجل عن جميع صفات الباب وقد اختلف اهل السنة في حكمهم منهم من كفرهم ومنهم من لم كفرهم ولا شك ان من قامت عليه الحجة ودفعت عنه الشبه التي يتعلق بها فانه يكفر بعد اقامة الحجة عليه الطائفة الثالثة ما يسميهم اهل السنة بالصفاتية والصفاتية لانهم اثبتوا بعض الصفات وعطلوا الله عز وجل من بعظ صفاته والصفاتية هم الكلابية والاشاعرة والسالمية او من نحى نحو هؤلاء حتى الخوارج والروافض يدخلون في باب التجهم والاعتزال في باب الاسماء والصفات مع كفر من جهة من جهة دعاء غير الله سؤال غير الله سبحانه وتعالى الصفات هم الذين اثبتوا بعض الصفات وعطلوا الله عز وجل عن صفات اخرى وذلك ان اصلهم الذي اصلوه في باب الاثبات هو اصل العقل. وان ما وافق وقبله العقل انه يثبت لله عز وجل وما نفاه العقل ولم يثبته لله فانا لا نثبته هذا بدعوى ان عقولهم نفت والا عقولهم العقول وريحة السليمة لا تخالف نصوص الكتاب والسنة وانما ذلك ان عقولهم اصلت اصولا فاسدة زعموا ان الله ليس محل للحوادث وان الله ليس بجسم وان الله لا يتعلق فيه شيء ولا ان الله لا يشابه خلقه بما هم فيه من الصفات الا ما اثبته العقل فبهذه التأصيلات الفاسدة عطل الله عز وجل عن جميع الصفات الاختيارية وعن جميع الصفات الفعلية وهؤلاء هم المعطلة في باب الاسماء والصفات وكل محرف معطل كل محرف معطل وكل معطل ايضا محرف لان الذي حرف صفة الله عز وجل عن معناه الذي اراده الله عز وجل يكون بتحريم قد عطل الله سبحانه وتعالى عن صفة التي وصف نفسه بها هذا ما يتعلق جحد شيء من اسماء الله وصفاته باب الاسماء والصفات من اهل السنة يقسم اهل السنة الصفات الى ثلاثة اقسام صفات ذاتية وصفات فعلية وصفات خبرية ويراد بالصفات الذاتية الصفات اللازمة التي لا تفارق الله عز وجل ومنهم من يعبر بالصفات المعنوية كصفة السمع والبصر وآآ الكلام هذه صفات ملازمة لله عز وجل الله سميع بصير لا ينفك عنه سمعه وسمعه محيط بجميع المسموعات وكلامه ايضا من جهة نوعه الله متكلم سبحانه وتعالى وانما احاد الكلام متعلقا بمشيئة الله عز وجل. اما الصفات الفعلية فهي الصفات التي تتعلق بمشيئة الله عز وجل كصفة الاستواء والمجيء والنزول هذه صفات فعلية تتعلق به سبحانه وتعالى تتعلق بمشيئته سبحانه وتعالى من ذلك الضحك والغضب والرضا هذه صفات تتعلق بمشيئة الله يضحك متى شاء سبحانه وتعالى. الصفات الخبرية صفة الوجه وكصفة اليدين هذا صفات خبرية محضة حق ولا معها التسليم وليس لها مجال في العقل وانما حقنا انا اخبر الله بها فنثبتها لله عز وجل على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى ذكر هنا رحمه الله تعالى بعض الايات والادلة الدالة على ان من انكر شيئا من صفات الله كفر فذكر قوله تعالى وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب هذه الاية وجه الاستدلال بها ان الله وصفهم بالكفر لانهم انكروا اسم الرحمن وليس هذا خاصا بالرحمن بل نقول كل من انكر اسما من اسماء الله عز وجل مما علم وعلمه المنكر بان هناك من ينكر الاسماء لجهله ينكر الاسماء والصفات لجهله وهناك من ينكرها تكذيبا وجحودا. فالذي ينكر اسماء الله بجهله فهذا يعلم ويبين له الاسماء والصفات فان امن فهو المؤمن وان كذب وجحد فهو الكافر. الا كما ذكرنا ان يكون رده ليس جحدا وانما تأويلا او انما تحريفا فان هناك من يحرف ويثبت اللفظ لكنه يحرف البعاري فالجحود الذي يكفر صاحبه مطلقا هو الذي يرد اللفظ والمعنى والجحود الذي لا يكفر ابتدال حتى يبين له الحجة والبراهين هو الذي يرد المعنى ويثبت اللفظ بل يثبت اللفظ يرد المعنى فالكفار قال الله عنهم وهم يكفرون بالرحمن. اذا من اسباب كفرهم وهروب ووصفهم بالكفر مع شركهم بالله عز وجل ودعائهم لغير الله عز وجل هو انهم يكفرون الرحمن فاستدل الشيخ رحمه الله تعالى بهذه الاية على ان من عطل الله من اسمائه وصفاته فانه ايضا كافر بالله عز وجل. وان توحيده منتف من اصله توحيده منتفي من اصله. فهذا معنى او بمناسبة هذه الاية لهذا الباب ان من انكر شيئا من صفات الله وجحدها وردها لفظا ومعنى انه كافر ولا الرد اللفظ المعي ورتبة اللفظ فانه يبين له. فان كان رده للمعنى مما تحتمله اللغة ويصوغ بلغة العرب فاننا ندفع الشبهة التي تعلق بها ونبين الحجج ابراهيم ثم بعد ذلك ان اصر وعاند وكابر فهم الحجج ولم يستجب فانه يكفر بعباده واستكباره. اما اذا لم يفهم فانه يبقى في دائرة الفسق يبقى في دائرة الفسق حتى تندفع شبهه ولا يبقى له حجة. ثم ذكر ايضا قال وفي صحيح البخاري عن علي رضي الله تعالى عنه حدث الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله اتريدون ان يكذب الله ورسوله هذا الازهر رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه من طريق معروف عن ابي الطفيل عن علي رضي الله تعالى عنه وهذا الاسناد الحديث ساق البخاري متنه قبل اسناده ساق البخاري منه قبل اسناده وهذا لانه موقوف كان له موقوف وحيث ان الكتاب اشترط فيه المسند المرفوع اراد ان يغاير بين المرفوع الموقوف فغاير به بهذا الطريقة فساق المتن ثم ساق الاسناد وهو متصل وليس وليس بمعلق عند البخاري ومتصل واسناده صحيح وفيه اذ ان عليا قال حدثوا الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله؟ ومعنى هذا الاثر وسبب ايراده في هذا الكتاب او مناسبته لهذا الباب ان المسلم والعالم والمعلم يراعي احوال المتعلمين وانه لا يسوق على الناس لا يكد به الناس ويردوه فيقع في جحد شيء من صفات الله عز وجل فيكفر او او يقع في ويلاهي التوحيد من اصله برد شيء من كلام الله او او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وانما يحدث الناس على بقدر ما تفهم عقولهم وعلى قدر ما تدركه افهامهم وقد كان مالك رحمه الله تعالى يمنع من ذكر احاديث الصفات على نسق الواحد حتى لا يقع في القلوب التجسيم والتمثيل وان كان اهل السنة يقرأون ويثبتون ايات يقرأون ايات الصفات على العوام ويقرأون ايات ويقرؤون احاديث آآ الصفات ايضا على الناس ويبينون لهم فانهم يقرأون على وجه ولا يقرأون على وجه التتابع النسق حتى كأنه يسوق صفات الله عز وجل كما يسوق صفات وجه ويدال وسمع وبصر فيقع في ذهن السابع ان الله عز وجل عن صورة بني ادم او ان يذكر له شيئا لا يستوعبه عقله كاحاديث النزول ويأخذ بالتفصيل في هذه المسألة وان الله ينزل في الثلث الاخير من الليل ثم يذكر خلوه من عرشه سبحانه وتعالى وعدم خلوه فيقع في قلب ذلك العامي انه ان الله اذا نزل ان كل شيء انه انه يكون تحت سماواته او ان السماوات فوقه فهذا ايضا مما يحذر منه المعلم وانما يحدث الناس على قدر ما تفهم عقولهم. وهذا يختلف من مكان لمكان من زمان لزمان ومن طائفة لطائفة ومن شخص لشخص فعندما تحدث عواما تحدث عواما مثلا في بلاد ينتشر فيها العلم ويظهر فيها السنة وتعلم فيها الاحكام ليس مثل ان ان تحدث باحاديث عند اناس لا يفقهون المسلمات ولا يعرفون الاحكام وانما يجهلون القطعيات فتذكر لهم اشياء تثير لهم شيئا من الغرابة والنكارة. وهذا يحدث كثيرا عندما يقص القصاص والوعاظ والوعاظ والقصاصين بعظ الاحاديث التي تتعلق بالقبور مثلا وما يحصل فيها من فتن من فتن وسؤال وكيفية اجلاس الميت وكيفية ايقاع ثيابه وما شابه ذلك. قد يقع في قلوب العامة تكذيب ذلك. ورده ولذلك كما قال رضي الله تعالى عنه حدثوا الناس على على حدثوا الناس بما يعرفون. وقد جاء عن مسعود في صحيح مسلم في في مقدمة مسلم انه قال فحدث الناس على قدر عقولهم وقال ايضا قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ما انت محدث القوم ما انت بمحدث القوم حديثا لا تبلغ عقوله منا كان لبعضهم الا كان لبعضهم فتنة. ومعنى قوله ومعنى كونه فتنة لهم انهم اما يكذب بهذا الخبر ويقول هذا ليس بصحيح فيرد نصا من النصوص الصحيحة. بل قد يقول يرد اية من كتاب الله عز وجل لان عقله لم يستوعبها او لم يدركها في كذب باية من كلام الله عز وجل فيقع في حفرة من حفر النار. فعلى هذا نقول قول علي رضي الله تعالى عنه حدثوا الناس بما يعرفون اي عليك ما اشتهر بين من الاحاديث والايات وما يعرفه الناس ولا تحدثه بالمتشابه او ما لا تعقله عقول ولا تدرك افهامهم حتى لا يقع في قلوب هؤلاء العامة ان يكذب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وسياق هذا الاثر في هذا الباب ليبين شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه تعالى ان اي ان العالم ايضا الداعية والذي يبين للناس احكام الشريعة انه يراعي احوال الناس وانه لا يذكر له شيئا من الصفات التي لا تدرك عقول السامعين فيجحدون وينكرونها فيقع فيما يناغي التوحيد من اصله لان لان جحد شيئا من كلام الله او احدى شي من صفات الله عز وجل هو اي شيء هو مناد للتوحيد من اصله. فاذا حدثت العوام بشيء من الصفات بشيء من الصفات التي لا لا يدرك هؤلاء مثلا احاديث اذا اتاني عبدي يمشي اتيته هرولة فيقع في قلبه ذلك السابع ما يقتضي التجسيم والتمثيل نقول بان الله كلما قربت منه قرب منك سبحانه وتعالى. واذا اردت ان تسوقها لابد ان تبين معناها لهم. حتى لا يقع في قلوبهم وافهامهم شيئا غير صحيح شيئا غير صحيح او يرد النص من اصله. فاذا حدثت الناس بمثلا ان القلوب بين اصبعين اصابع الرحمن فبين ان ان صفة الاصبعين صفة تليق بجلاله سبحانه له اصابع حقيقة واذا اردت واذا فوقع من بعض الناس ان تحرك اصبعيه فنقول يلزمه ان يريد بهذا التحريك اي شيء اثبات حقيقة الصفة لا اثبات المماثلة والمشابهة فان كالاصبعين مثلا او هز اليد عند قراءة حديث ان الله يقبض الارض او يقبض السماوات قد يقع في قلوب العامة اي شيء ان يد الله المخلوق او ان اصابعك اصابع المخلوق فهنا نقول يلزم المدرس والمعلم والمحدث والشيخ ان يبين ان المراد بتحريك اليد او تحريك الاصابع هو اثبات حقيقة الصفة لا اثبات حقيقة لا اثبات المشابهة والمماثلة بين الله وبين خلقه. هذا هو المعنى من قوله حدثوا الناس بما يعرفون اي حدثوا بما تدرك عقولهم وتبلغ افهامهم ولا تحدثهم بما يتشابه عليهم فيكفر به اما بتكذيبه او برده بجحودي واذا حددت بما يقع في قلوبهم من من الباطل من الفهم الباطل لابد ايضا ان تبين له المعنى المعنى الصحيح المعنى الصحيح. وليسها معنى هذا ان لا نسوق عند الناس ايات الصفات ولا نقرأ القرآن بل نقرأ عليهم القرآن ونثبت له ونتلو عليهم ايات الصفات فانها من المحكمات وليست من المتشابهات. ونبين لهم ان الله يثبت او تلك الاسماء وتلك الصفات تليق به سبحانه وتعالى. قال بعد ذلك رحمه الله تعالى وروى عبد الرزاق ابن همام الصنعاني عن معنو بن راشد الازدي عن ابن طاؤوس وهو عبد الله عن ابيه طاووس ابن كيسان عن ابن عباس انه رأى رجلا انتفض اي اصابته قشعريرة وتحرك لما سمع حديث ابي سلم في الصفات لما الصفات فقال ابن استنكارا لذلك فقال ابن عباس ما فرق هؤلاء؟ ما فرقوا هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند ويهلكون عند عند متشابهين. هذا الحديث اسناده صحيح اسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات العدول الحفاظ. وهو حديث صحيح يدل على ان المسلم المأمور اذا سمع كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ان يسلم وان يؤمن. فاذا جهل شيئا من معاني كلام الله ورسوله وكل علمه الى الله عز وجل. وفوض علمه الى ربه سبحانه وتعالى. او سأل اهل العلم حتى يبين له المراد اما الانتفاض والاتكاء والانكار عدم القبول فهذا منهج اهل الزيغ والضلال. فهم الذين ينكرون كلام الله او يجحدون شيئا من صفات الله عز وجل فهذا الذي ما بال ما غرقوا هؤلاء اي ما خوف هؤلاء؟ الفرق هنا ضبطها جاء لهم جاء له عدة آآ جاء على ثلاث اوجه جاء بمعنى ما فرقوا وتكون ما هنا ما استفهامية على وجه الانكار اي مستنكرا مستفهما ما خوف هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه اي انهم لا يقبلونه ويردونه وجاء معناها وجه بمعنى ما فرق هؤلاء ما فرق هؤلاء من التفريق اي لماذا يفرقون بين المحكم والمتشابه ما فرق هؤلاء وتكون معنا نافية وجاء بظبط ما فرق هؤلاء ما فرق هؤلاء اي لما فرقوا ايضا اي ما هو سبب تفريقهم وهو بمعنى اي ما غرق هؤلاء نفى عنهم انه لا فرق بين المحكم المتشابه فالمحكم نؤمن به والمتشابه ايضا نؤمن به الا ان المتشابه نزيد معه ان نكل علمه الى الى الله سبحانه وتعالى. والله امتدح الراسخين في العلم والراس يقولون امنا به كل من عندي ربنا اي المحكم متشابه كله من عند الله عز وجل. فهنا يقف المسلم مع هذا انه اذا قرأ شيئا مما من المحكمات فانه يسلم ويؤمن ويعمل بمقتضى ذلك المحكم فيأخذ به لان المحكم هو ما اتضح ما اتضح معناه وكانت تلاوته تفسيره فعندما تقرأ قوله تعالى واقيموا الصلاة نقول هذا محكم وتفسيره ان تصلي وتقيم الصلاة. المتشابه وما اشكل معناه. وما لم يتضح وما كان في اشكال وما يحتاج الى تفسير وبيان يسمى متشابه والمتشابه في كتاب الله عز وجل اما ان يكون متشابها مطلقا على جميع الناس واما ان يكون تشابها نسبي اي التشابه تشابهان تشابه مطلق وتشابه نسبي. اما التشابه النسبي فهو بعض الناس دون بعض على بعض الناس دون بعض. وذلك ان الله سبحانه وتعالى يكلف بلسان عربي مبين. وتكلم بكلام ونعقل معناه الا ان الناس يتفاوتون في هذا الفهم يتفاوتون في هذا الفهم كما قال علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وانما هو فهم يؤتيه الله عز وجل من يشاء فقد تدرك بفهمك ولا يدركه غيرك. وقد تجهل شيئا بفهمك ويدركه غيرك الناس في افهامهم وفي ادراكهم يتفاوتون من جهة الكمال نقص فهذا هذا يحمل عليه قوله الوقف على قوله والراسخون في العلم يقولون امنا به اي ان الراسخين ايضا يعلمون المتشابه من كلام الله عز وجل وهذا يتعلق يتعلق بما في القرآن مما اخبرنا الله عز وجل بعلمه وبينه الله لنا التشابه الثاني هو التشابه المطلق وهذا يتعلق بكنه الصفات فكله الصفات وكيفية الصفات لا يعلمه الا الله لا يعلمه الا الله كذلك مثلا ما بكمال نعيم اهل الجنة وادراك وادراك ما ما يؤول اليه الاخباث او الاخبار من حقائقها لا يعلم على حقيقته وعلى كمال الامل الا الله سبحانه وتعالى فهذا ايضا لا يعلم الا من الا ربه على هذا نقول الوقف في قوله تعالى واعدنا في قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله يقف عند قوله الا الله على ما يتعلق بكل الصفات وما يتعلق بما يؤول اليه ما الاخبار والحقائق على وجه الكمال. والراسخون يقولون امنا بي كل من عند ربنا. اذا التشابه في كتاب الله عز وجل يكون نسبيا ويكون مطلقا اما المطلق فهو يتعلق بمسألة كل هالصفات وكيفية الصفات ويتعلق ايضا بما تؤول اليه الحقائق من جهة ادراك كمالها الذي اي اراده الله عز وجل. اما ما يتعلق بالاحكام وما يتعلق بالاخبار معنى الصفات ومعانيها. فان الله عز وجل قد لدى قد بينه لنا. ذكر الله عز وجل ان القرآن ان القرآن كله محكم. وذكر ايضا انه متشابه فمحكم انه بعضه بعضا وليس في كلام الله ما يعارض بعضه بعضا. وسمي متشابها ايضا لانه يشبه بعضه بعض بعضها يشبه بعضه بعضا فتجد ما اتى في اول القرآن يأتي في اخره ويكون معناه قريبا من المعنى الاخر فليس بينهما تناقض وليس بين تغاير ولا تباير بل هذا يفسر هذا وهذا يبين هذا وهذا يؤكد هذا هذا معنى التشابه في كلام الله عز وجل سبحانه وتعالى. اما المتشابه الذي يشكل معناه فهذا لا يوجد في القرآن الا وجود عند بعض الناس دون بعض. وساق المؤلف هذا الاثر في هذا الباب ليبين ان موقف المسلم لا يساق بين يديه من صفات الله عز وجل ان يؤمن بها ان يؤمن بها. واهل السنة في باب الصفات خاصة يقولون معانيها ان معاني الصفات من المحكمات لان من اهل العلم كالسيوط ومن نحى نحوه يرى ان من مثل في كتابه عن المتشابه مثل بايات الصفات وسماه من المتشابه نقول هذا ليس صحيح بل ايات الصفات من المحكمات من المحكمات التي يعقلها الناس ويفهمها الناس. فعندما تسمع قوله كان الله كان سميعا بصيرا. فانك تعقل معناها وان الله ذو سمع وذو بصر سبحانه وتعالى عندما تسمع قوله تعالى الرحمن على العرش استوى تعقل معنى الاستواء وهو العلو والارتفاع والصعود والاستقرار هذا معنى الاستواء عندنا وهذا يعرفه الجميع. كذلك عندما تقرأ وجاء ربك نفهم ان المجيء مجيء حقيقي وان الله يأتي حقيقة ويجيء حقيقة سبحانه وتعالى. اما ما يتعلق بالكيفيات وكيف يأتي وكيف كيف يجيء وكيف وكيف يسمع وكيف يبصر فهذا الذي نكل علمه الى الله عز وجل؟ اذا نقول ايات الصفات من المحكمات ايات الصفات من المحكمات وليس متشابهات. وان شئت قلت ايات الصفات من الماء من جهة المعاني هي محكمة. ومن جهة الكيفيات هي تقول هي وراكم جزئين من جهة معانيها هي محكمة وواضحة الدلالة ونعرفها ونعلم معناها. ومن جهة كيفية هذه الصفات نقول هي من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى ولذلك انكر ابن عباس قال ما فرق هؤلاء اي ما خوفهم وما جعلهم يضطربون وهذا الاستفهام استنكاري ان ينكر وينكر ابن عباس على هذا الذي اصابه تلك آآ الهزة او ذلك الاضطراب او ذلك الاتفاظ عندما سمع شيئا من صفات الله عز وجل كمثلا ان يسمع المسلم ان الله ينزل فيتعاظم له ويقول كيف ينزل فالنزول متعلق بالاجسام نقول هذا الذي وقع في عقله انما هو نزول يليق بجلاله سبحانه وتعالى والله يأتي مجيئا واتيان يليق بجلاله سبحانه والقاعدة في باب الاسماء والصفات ان نقول الباب باب واحد. كما يقول الله في الذات ما نقول في الذات نقول في الصفات فكما انك تقول السني وكذلك من يثبت ذاته لله لتلك المبتدعة. نقول كما تقول ايها المبتدع في الذات انها ذات تليق بجلاله سبحانه وتعالى. لا تشابه ذوات مخلوقين نقول ايضا نحن في كل صفة نثبتها لله عز وجل ان سمعه سمعا يليق بجلاله لا يشابه سمع المخلوقين وضحكوا ايضا ضحك يليق بجلال لا يشابه ضحك المخلوقين وغضبه ورضاه وسخطه وكرهه سبحانه وتعالى. كل ما جاء في هذا الباب من اسماء من اسماء الله وصفاته فاننا فنثبته ومع اثباتنا له منزه ربنا عن المماثلة وننزه ايضا وننزه ايضا عن ان يماثل خلقه من جهة فله من الاسماء المنتهى الحسن في اسمائه وله ايضا منتهى الكمال في صفاته فاسماه وصفاته حسنى وكما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فنفى المثلية واثبت السمع والبصر فخلى ثم حل اي خلى القلوب من الاعتقادات الفاسدة وهي ان الله ليس لك مثل قال بعض السلف كل شيء يقع في قلبك ان الله مثاله فهو بخلافه. الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فخلى الله رباك وملا قلبك انت ان تعتقد في قلبك وتقر بقلبك ان الله ليس كمثله شيء ثم بني لك والزمك ان تثبت له السمع والبصر الذي نعقل معناه فالبصر الاحاطة مبصرات والسمع والاحاطة بالمسموعات. هذا الذي ارادوا فساق هذا الاثر بين ان من وجد نفرة او وجد انتفاضة او شكا في باب الاسماء والصفات انه وقع فيما ينافي الامام اما من اصله واما من الواجب على حسب التفصيل الذي ذكرناه قبل ذلك. قال رحمه الله تعالى وفيه مسائل قال لما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن انكروا ذلك. فانزل الله قوله وهم يكفرون بالرحمن. هذا الاثر رواه ابن جرير الطبري من طريق مجاهد ابن جبر عن سبب نزول هذه الاية وجاء ايضا من طريق قتادة وجاء ابن مراسيل كثر في الاية انهم انكروا اسم الرحمن واحسن ما في هذا الباب واصح ما جاء في الصحيح في صحيح البخاري في قصة صلح الحديبية فلما اسلم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا لا نعرف الرحمن الرحيم الا اعمال اليمامة الا رحمن اليمام يقصد الله ابن مسيلمة الكذاب فكتب وسلم باسمك الله فقال كتب باسمك اللهم فاقر العلماء ارادوا المصلحة العظمى مع ان العرب كانت تعقل تعقل اسم الرحمن وتفهمه وتعرفه لكن منهم من جحد وكابر وعاند فانكر اسم الرحمن والانكار معنى هنا ليس معنى عدم معرفته وانما معنى الجحود. فقد تنكر شيئا تعرفه يكون انكارك له جحدا له اي عدم عدم قبول وعدم الاخذ به في ذلك يسمى من جحد وجوب ازداد الصلاة ويقول الصلاة وجوب الصلاة يقول الصلاة اعرفها ولكني لا اراها واجبة. نقول كاد ولو ولو صلى بها كذلك من جحد اسم من اسماء الله ولم يثبته الله عز وجل مع انه يقول انا انطق بهذا الاسم؟ نقول لا ينفعك نطقك حتى تؤمن ان الله تسمى بهذا واسماء الله عز وجل كما ذكرت هي اعلام واوصاف وتدل على الذات مطابقة وعلى الصفة ايضا التي دلت عليها مطابقة وتدل على احدهما من باب التظمن وباب الاسماء يعني مسائل اسماء كثيرة جدا مسائل اسماء كثيرة جدا وكذلك بعض الصفات لكن الذي يعينه هنا في هذا الباب خاصة ما يتعلق بمن انكر شيئا من اسماء الله وشيخ صفاته وحكمه فنقول من جحد اسماء الله كلها وصفاته فهو كافر باجماع اهل العلم. ومن اثبت الالفاظ وانكر المعاني فان نقيم عليه الحجة ونبين له الادلة والبراهين فان اصر كفر بالله عز وجل وهناك صفات يختلف منكرها يختلف هناك سيختلف باختلاف الصفة من انكر صلة العلم كفر باجماع اهل العلم من انكر صفة القدرة كفر باجماع اهل العلم من صام من انكر صلة الحياة كفر باجماع العلم ومن انكر صفة الوجود كفر بالله عز وجل كذلك من انكر صفة علو الله عز وجل يكون كافرا لان هذي من الاشياء التي بالضرورة وان من لوازم الانكار وصف الله عز وجل بما يضاد وما يخالفه ووصف الله بالجهل او العجز هو كفر لك بعد ذلك مسائل قوله قول عدم الايمان بجحد شيء من الاسماء والصفات هذا المعنى جحد الايمان عدم الايمان معنى نفي الايمان اي اراد المسألة ان الذي يجحد الاسماء والصفات ليس بمؤمن معنى قوله عدم الايمان اي نفي الايمان عمن جحد شيئا من الاسماء والصفات. ونفي الايمان هنا اي شيء النفي الكلي. من جحد اسماء الله وصفاته وكذا بها ورد ولم يقبلها يقول كفر بالله عز وجل اذا كان رده لللفظ والمعنى اذا كان رده لللفظ والمعنى يكون كافرا اما اذا اثبت اللفظ ورد المعنى على التفصيل السابق كما يفعله الاشاعر مثلا في رد صفة اليد ويتأولون بان النعمة والقدرة نقول هذا له وجه في لغة العرب فيفسقون بذاك يبدعون. اما انكار العلوم او انكار وجه الله عز وجل فليس له وجه في لغة العرب قوله ايضا تفسير اية الرعد في قوله تعالى وهم يكفرون بالرحمن اي انهم كفروا بسبب انكارهم جحودهم باسم الرحمن. قوله بعد ذلك ترك التحديث بما لا ابو السابع وهذا منهج وسديد وقويم يحتاجه المعلم ويحتاجه الواعظ ويحتاجه القاص ويحتاجه من يعلم الناس ان يراعي في حال خطابه وفي حال وعظه ودرسه ان يراعي احوال المستمعين فلا يحدثهم على طبقة واحدة وعلى هذا نقول ينبغي ايضا على طلاب العلم ان يحضروا مجالس العلم ان لا يحضر اي مجلس لا يناسبه فان من من العوام من يحضر مجالس الاسماء والصفات فيقع في قلبه الشك والريب وانه وذلك لانه لا يفهم ما يدور في هذا في هذا المجلس. واذا كان الشيخ محمد ابراهيم رحمه وتعالى يمنع بعض الطلاب من حضور بعض المجالس لكنه قسم طلابه الى الاقسام الى مبتدئين ومتوسطين والى منتهين. فلا فيمنع المبتدأ ان يحظو مجالس المنتهين. خاصة او من الطبقة العليا من العلم يمنعه من الحضور خشية ان يقع في افهام شيء ينكرونه او لا يقبلونه. فالعامي كذلك يحضر مجالس الوعظ ويحضر التذكير ويحلو مجالس الفقه التي يفهمها. لكن اذا جاء في باب الرد وفي باب كشف شبهات ولا برد على الملحدين وعلى اهل الزيغ والضلال نقول لا يحضرها ولا يسمعها. وعلى هذا نقول ان عقد المحاضرات بين اهل بين اهل السنة واهل الباطل علنا يسمعها العامي ويسمعها العالم ويسمعها الجاهل ان هذا مما لا يجوز لان ان من العوام من يسمع شيئا فلا يفهمه فيكفر به. فنقول للعالم حدث الناس على قدر عقولهم وللمتعلم وايضا احضر المجازة تستطيع ان تفهمها وان تدركها وان تعقل ما يقال فيها. واما علما لا تفهمه ولا تدركه فلا انصحك بحضوره لانك قد تقع في نفيه في رد شيء او ابطال شيء وانت لا تدري وهو من كلام الله ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. قول ذكر العلة التي يقتضي العلة انه يفضي الى تكذيب الله ورسله الى تكذيب الله ورسله ولو لم ولو لم يتعمد المنكر. اي انه قد يفضي اذا سمع من لا يفهمه قال هذا ليس بصحيح او هذا القول غير صحيح. وهو جاهل قد يكون هذا القول من كلام الله عز وجل. او من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد اية من كتاب الله او يرد حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيقع في حفرة من حفر نار جهنم وهو لا وهو لا يعلم قد لا يعقل فهنا نقول وان كان المنكر غير متعمد لكنه على وعيد على وعيد شديد من هذا القول. الخامسة كان ابن عباس لمن استنكر انه اهلكه. اي ان ابن عباس سمى الذي انتفض انه قد هلك. لان الواجب على المسلم اذا سمع مثل الايات لتتشابه عليه او اللحية تتشابه عليه ان يقول سمعنا واطعنا ويؤمن بها ويكل معناها الى الله عز وجل والراسخون يقولون امنا به كل من عند ربنا هذا الواجب على المسلم اذا سمع شيئا من المتشابه ان يكل علمه الى الله الله سبحانه وتعالى هو ان يهمل به فان وجد من يدل على معناه ويفهمه ذلك فعليه ان يسأل يسأل اهل الذكر وان لم يجد صبرا وقال امنت بالله وما جعل الله على مراد الله حتى يجد من يعلمه ومن يدله على الاشكال الذي وقع في قلبه هذه بعض المسائل التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد