بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين اما بعد فقد قال الامام المجدد رحمه الله تعالى بعض من سب الشهر فقد اذى الله. وقول الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. وما لهم بذلك من علم ان هم الا النور وبالصلاة عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر عن الدهر يقلب الليل والنهار. وفي رواية لا تشق الدهر فان الله هو فيه مسائل الاولى النهي عن سب الدهر. الثانية تسميته الثالثة التأمل وفي قوله تعالى التأمل في قوله فان الله هو الدهر. الرابعة انه قد يكون سبا ولو لم يقصده لم يقصده بقلبه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى باب من سب الدهر فقد اذى الله. هذا الباب عقده شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد ليبين ان سب الدهر مما ينافي التوحيد مما ينافي التوحيد اما من اصله واما من الواجب وذلك ان نسبة هذه الحوادث او هذه المصائب للدهر هو نوع تشريك بالله عز وجل وجعل الدهر فاعل وهذا الباب يتعلق كسابقه في توحيد الربوبية يتعلق كسابقه بتوحيد الروبية وذلك من شرك الالفاظ وقد يبلغ بصاحبه الى شرك الاعتقاد. وقد يكون محرما اثما وهذا هو الاصل ان ساب الدهر انه واقع في ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب. اذا مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد الذي هو توحيد الروبية لان هذا الباب متعلق بالربوبية هو ان ساب الدهر ان ساب الدهر لا ينفك من احد امرين الامر الاول ان يعتقد ان الدهر فاعل وان الدهر له تصريف وله تكبير في كون الله عز وجل. فيكون قد وقع في الشرك الاكبر المنافي للتوحيد من اصله وهذا كحال الدهرية الدهريون الطبيعيون الذي يقولون لا اله والحياة يقولون نموت ونحيا وما يهلك الا الدهر فنسبوا الاماتة والاحياء الدهر. ومن جعل ذلك الدهر فقد اشرك بالله الشرك الاكبر واما ان يكون سبه سبا للدهر دون ان يعتقد ان الدهر فاعلا. وهذا ايضا له حالتان اما ان يعلم ان الله هو الذي يصرف الليل والدهار النهار ويدبره ويعلم ذلك. ويعلم ان سبه للدهر انه يقع على مدبره وفاعله فان سبه يكون اذ عندئذ من الكفر الاكبر. لانه علم ان الله هو المدبر لهذا الكون. واستذكر واستظهر هذا الحديث ان ساب الدهر يؤذي الله فاراد ان يؤذي الله بهذا السب واراد ان يسب الله سبحانه وتعالى بهذا السب الذي سبه وسب الله كفر باجماع المسلمين الحالة الثانية ان يسب الدهر لعظيم لعظيم مصيبة حلت به وغاب عن ذا عن ذهنه وعن باله انه يلزم من سبه ان يسب الخالق لهذا الدهر فهذا يكون واقع في كبيرة من كبائر الذنوب. واقع في كبيرة من كبائر الذنوب. اذا هذا ما يتعلق بهذا الباب وسبب ذكره في كتاب التوحيد انه ينافي التوحيد اما من اصله واما من كماله الواجب من اصله ان يكون يعتقد ان الدهر فاعلة ومدبرا فيكون وقع في الشرك الاكبر. ومن كماله الواجب ان يسبه وسب الله محرم وكبير لان ذلك يؤذي الله سبحانه وتعالى. فيكون ايمانه ناقص فيكون ايمانه ناقص. ها اذا على هذا الباب قوله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. هذه الاية مناسبتها لهذا الباب ظاهرة وان كان وان كان هذا القول فهو قولهم نموت ونحيا ما يهلكنا الا الدهر وقول الدهريين الطبايعين وقول بعض مشركي العرب. فقد جاء عند ابن جريم حديث ابي هريرة باسناد لا بأس به. انه انه سبق قال يقول في يقول كانوا يقولون كانوا يقولون يميتنا ويحيينا هذا الليل والنهار. يميتنا ويحيينا هذا الليل والنهار وهو الذي يحيينا وهو الذي يميتنا. فانزل الله قوله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا. وما الا الدهر. فقصدوا بالدهر هنا الليل والنهار. ليل والنهار. فهذا هذا هو قول الدهرية كما ذكرت هذا كفر بالله عز وجل. فساقه هدى ساقه هدى ليبين ان الساق احد رجلين. احد رجلين الساب للدار النواحي رجلين اما ان يكون اما ان يكون معتقدا ان الدهر له تدبير وتصريف وانه يميت ويحييه فقد وقع في اعتقاد الدهرية الطبيعيين الذي يقولون وما يهلكون الا الدهر واما ان يكون خلوا من هذا الاعتقاد فيكون ايضا شابه شابه الدهريون بسب بسب الدهر لان الدهر لان هؤلاء الطبائيون الدهريون يسبون الدهر ويشتمونه لاعتقادهم انه هو الفاعل لهذه المصايب التي تنزل بهم. فيقول اما سابا واما مضيفا. فان نسب الحوادث هو الذي فعل ذلك حقيقة كفر بالله واشرك بالله الشرك الاكبر. وان سبه دون هذا اعتقاد يكون قد وقع في مشابهة في مشابهة الدهريين الطبايعين الذين الدهر بنسبة الحوادث بنسبة الحوادث اليه. المسألة الاخرى ان ساب الدهر ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى اه عند سب الدار انه في ان بان هناك ثلاث مفاسد المفسدة الاولى ان ساب الدهر يقع يقع سبه على غير محله. يقع سبه على غير محله. فالدهر جماد لا ينفع ولا يضر ولا يملك تدبيرا ولا حول له ولا قوة. وانما الذي يقلبه هو ربنا سبحانه وتعالى. فيكون سابه فيكون سابوا هذا الدهر وقع سبه على في غير محله. الامر الثاني انه شابه شابه الوثني الذين ينسبون فيسبونها الامر الثالث ان في ذلك اذية لله عز وجل. فان الذي يدبر هذا الكون والذي يقضي هذا القضاء نقدر هذه الاقدار هو الله سبحانه وتعالى. وعندما تسب الدهر فانك تسب خالق هذا الدهر. يعني يلزم ان الذي انزل هذه المصيبة او انزل هذه البلية عليك هو من؟ هو الله سبحانه وتعالى. فعندما تسب هذا الدهر الذي لا حول له ولا قوة فان لازم كذلك انك تسب الله وان وقع هذا اللازم والتزمته كفرت بالله والا غالب الناس لا يلتزمون هذا اللازم فيكون قد اذى الله سبحانه وتعالى بهذا بهذا السب بهذا السب المسألة الاخرى في هذا الباب ايضا قوله من سب الدهر فقد اذى الله. هنا نأخذ من هذا التبويب اثبات الاذى لله عز وجل. وان الله يتأذى سبحانه وتعالى ان الله يتأذى سبحانه وتعالى. وان ما جاء في ذلك هذا الحديث يؤذيني ابن ادم اثبت الله لنفسي في هذا الحديث انه يتأذى من سب الدهر وجاه ابي هريرة في الصحيح ما احد اصبر على اذى من الله عز وجل. ما احد اصبر على اذى من الله سبحانه وتعالى فاهل السنة يثبتون ان الله يتأذى ولكن هذا الاذى ليس معه ضرر اي ان العبادة يؤذون الله بمثل هذا القول ويتأذى الله من سماعه ويتأذى الله عز وجل من كثير من المنكرات الا ان فهذا الاذى لا يلزم الضرر. فالله سبحانه وتعالى لن يضره شيئا. ولن يستطيع احد ان يضر الله سبحانه وتعالى شيئا. فالله لا يبلغ والعبادة ان يضروك ولا يبلغ احد من خلقه ان يضر الله سبحانه وتعالى ان يلحقه او يلحق به الضرر فالله القوي العزيز سبحانه وتعالى وعلى فهذا نفرق بين الاذى والضرر. الاذى يتعلق بالسماع. تسمع ما يؤذيك. ترى ما يؤذيك. والظرر يتعلق بالذوات. يتعلق تقوم بالذوات فالله لا يستطيع احد ان يضره بشيء سبحانه وتعالى. ولذلك لقى ربنا عن نفسه نفى عن نفسه الضر ان احدا ان عن نفسه انه يضر سبحانه وتعالى او ان هناك من يضره. اما الاذى فقد اثبته الله عز وجل لنفسه. وهذا الاذى الله تأذى وهو قادر قادر على دفعه وعلى اهلاك المؤذي وعلى آآ اخذ هذا المؤذي الاخذ الشديد ولكنه يتأذى ويصبر سبحانه وتعالى ما احد اصبر على اذى من الله عز وجل. اذا هذه العبارة تؤذي تؤذي ربنا سبحانه وتعالى ويتأذى ربنا بسب الدهر وشتمه وقذفه. الشب السب السب هنا بمعنى السب هنا بمعنى الشتم وذلك بتقبيحه او شتمه بوصفه بالاوصاف القبيحة او سبه بالعبارات التي توحي على ان ذلك الساب ساخط وغير راظي بما وقع في هذا الدهر مثل من يقول يا خيبة الدهر يا يلعن هذا الدهر ولا وهناك فرق بين السب واللعن فالسب الشتم ليس هو الشتم وانما الشتم هو ان يسبه دون ان يبلغ به اللعن. واعظم من ذلك ان يلعن الدهر. اعظم من ذلك ان يلعن الدهر فيؤذي يسب الدهر وشتمه وصفه بالوصائط القبيحة كخيبة الدهر دهر سوء دهر فقر دهر مرض دار بلاء وما شابه ذلك نقول هذا من السب المحرم الذي لا يجوز. والناس مع سب الدهر الناس مع سب الدهر على اقسام الدهر حكمه حكم ساب الدهر نقول حكم سب الدهر او وصف الدهر اولا من جهتي هناك وصف هناك سب الاخبار عن الدهر في امور ينقسم الى قسمين. اخبار واخبار وصف واخبار سب اخبار وصف واخبار سب اما اخبار الوصف كان يصف عن هذا اليوم بانه يوم عصيب كما قال ذلك لوط عليه السلام يوم عصيب وكذلك يصف الايام بانها نحسات. فهذا وصف واخبار بان هذه الايام ايام نحسة دون ان يقع في قلبه سبها او شتمها او لعنها او ما شابه ذلك. فهذا يدور في دائرة مباح مرت مثلا سنون عجاف مرت سبعة مرت سبع سنين شدائد او شداد نقول هذا من باب الاخبار لا حرج فيه. هناك امر اخر قصة اخبار سب. اخبار سب وهو ان يخبر عن الدهر لكنه شاب له آآ شابا له شاتما له فهذا هو المحرم. وساق الدهر له احوال الحالة الاولى حكمه ان يسب الدهر على ان الدهر فاعل على ان الدهر فاعل على ان الدهر فاعل الحقيقة. فهذا سبه مخرج من دائرة الاسلام. وكفر بالله عز وجل لانه نسب الخلق والايجاد والمصائب والضر والنفع لهذا الدهر فكفر بالله عز وجل وكان حكمه كحكم الحالة الثانية ان يسب الدهر مستلزما سب الله سبحانه وتعالى مستلزما سب الله عز وجل ويلتزم ذلك. فعندئذ نقول سبك للدهر مع علمك انك تقصد بذلك سب الله تكون كافرا بالله عز ديال الامر الثالث ان يسبه بغضا له وكرها للدهر وعيبه وتنقصه ولكنه يبرأ ينفر من ان يكون سبه لله عز وجل فهو واقع في كبيرة من كبائر الذنوب وذنب عظيم من العوائد لان الذي خلق الليل والنهار هو الله ولان الله يتأذى من هذا السب. ومن قصد ايذاء الله وان يؤذي الله عز وجل وقصد الايذاء لله عز وجل لا شك ان هذا لا يقع من المسلم وانت فاعله ايضا من اراد الية الله واراد ان يؤذي الله واستلزم وقع في قلبه هذا القصد لا شك انه من اشد اعداء الله عز وجل ومن اكثرهم واخبثهم الامر الرابع هذا هذا ينافي وهذا ينافي التوحيد بالاصل. الامر الرابع ان يسبه وهو او الثالث الذي ذكرت ان الثالث هو ان يسب الله عز وجل ولا يستشعر ولا يستلزم ان يسب الله عز وجل فهنا نقول انها كبيرة من كبائر الذنوب وامر محرم لانه قال ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر. المسألة الاخرى ايضا في هذا الباب ذكر هنا اه ذكر ايضا قول المشركين وما هي الا نموت ونحيي وذكرنا تفسيرها وان هذا وقول بعض الدهريين والطبايعين وقول بعض مشركي العرب انهم ينسبون الضر والنفع للدهر وانه هو الذي وانه هو الذي ينزل بهم البلايا والمصائب ويشتمونهم قال هنا وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه هذا الحديث رواه البخاري ومسلم من طرق كثيرة فقد جاء من طريق من طريق آآ سفيان ابن عيينة عن عن الزهري عن سعيد نسيب عن ابي هريرة. وجاء ايضا من طريق يونس عن الزهري عن سعيد المسيب عن ابي هريرة. وجاء من طريق هشام حسان عند مسلم عن محمد بن سليمان عن ابي هريرة. فالحديث صحيح وهو في الصحيحين باسانيد صحيحة. قال هنا قال قال الله عز وجل قوله قال الله عز وجل هذا يسمى بالحديث القدسي بالحديث القدسي وسمي حديثا قدسيا بقداسته وطهارته وكماله وقدس لانه نسب هذا القول الى الله عز وجل نسب هذا القول الى الله عز وجل ولا شك ان قولا ينسب الى الله اعظم من قول ينسب الى رسوله صلى الله عليه وسلم ودون ذلك ما نسب الى غير الله وغير رسوله صلى الله عليه وسلم من الاقوال. فميز هذا الحديث قدسي بالقداسة والعلو والرفعة لانه ينسب الى الله عز وجل. والحديث القدسي تعريفه كل حديث هو الحديث القدسي وكل حديث اظافه قائل اظافه النبي وسلم الى الله. اظافه النبي صلى الله عليه وسلم الى الله فقال قال الله عز وجل او قال فيما يرويه عن ربه او نماه الى ربه سبحانه وتعالى فهذا هو الحديث القدسي الاحاديث القدسية هو كل ما اضيف للنبي الا الى ربنا سبحانه وتعالى من قول ان الله قال ذلك فيسمى هذا حديث قدسي ويدخل في ذلك ايضا فعل ان الله تعالى ذلك ايضا يقدس لانه نسب الفعل الى الله سبحانه وتعالى. الفرق بين الحديث القدسي هناك عدة فروق بين الحديث القدسي والحديث النبوي وبين الحديث القدسي فاولا نبدأ بالفرق بين القرآن والحديث القدسي. الفرق الاول ان القرآن متواتر اما الحي القدسي فهو غير متواتر. الامر الثاني ان القرآن يتعبد بتلاوته للصلاة. يتعبد بتلاوته الصلاة واما الحديث القدسي فلا يجوز التعبد به في الصلاة. وان كان يتعبد ايضا خارج الصلاة يجوز. ان يتعبد بقراءة الاحاديث القدسية ويأتي الاجر عند الله في ذلك. الفرق الثالث ان ان القرآن معجز بلفظه ومعناه. والحديث القدسي ليس كذلك الامر الرابع ان الحديث ان القرآن قد حفظه الله عز وجل والقدسي لم يحصل له هذا هذه القصة ان القرآن تحدى الله عز وجل المشركين ان يأتوا بمثله. والحي القدسي لم يقع التحدي عليه. هذه بعض الفروق بين القرآن وبين الحي القدسي ويشتركان ويشتركان ان القرآن كلام الله حروفه ومعناه والحديث القدسي ايضا هو كلام الله حروفه ومعناه هذا القاسم يشترك بين القرآن وبين الحديث القدسي. ان القرآن هو كلام الله لفظه ومعناه او حروفه ومعناه الحديث القدسي ايضا هو كلام الله سبحانه وتعالى حروفه ومعناه. اما الفرق بينه وبين ما اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم من النبوية الشريفة. فالفرق الاول ان ان الحديث النبوي ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم واما القدسي فينسب الى الله عز وجل. الفرق الثاني ان الحديث النبوي قوله قوله ولفظه ولفظه ومعناه هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم واما واما الحديث القدسي فلفظه ومعناه هو كلام الله عز وجل. هذا هو الذي عليه السلف الصالح رحمهم الله تعالى هناك من يرى كما هو مذهب الاشاعرة والماتوليدية واهل البدع يرون ان الحديث القدسي معناه لفظ هو لفظ النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه وكلام الله عز وجل فهو ينسب الى الله الجنة من جهة المعنى لا من جهة اللفظ فيقول الامام القدسي وان يكون القول قوله وسلم والمعنى معنى كلام الله عز وجل وهذا قول الاشاعر عموما حتى في القرآن الاشياء يرون كلام الله عز وجل انه كلام نفساني. وان القرآن والتوراة والانجيل ما اضيف الى الله من كلام. انه ومعنى كلام الله وان جبريل عز جبريل عليه السلام حكى هذا القرآن للنبي حكى معنى هذا القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم فيرون ان ان القرآن والحديث القدسي هو معنى القائم في ذات الله عز وجل فيكون ومعنى كلام الله وليس وكلام الله اما اهل السنة فهو قول عامة اهل السنة ان الحديث القدسي لفظ ومعناه من الله عز وجل. والحديث النبوي لفظ ومعناه من النبي صلى الله عليه وسلم يؤذيني ابن ادم ذكرنا معنى الاذية وان الله يتأذى يتأذى دون ان يلحقه بهذا الاذى ضرر فالضر منفي عن ربنا سبحانه وتعالى ان يناله واما الاذى فقد اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم فلا فنثبت ما اثبته الله واثبته صلى الله عليه وسلم ونثبت ان الله يتأذى مثل مثل من مثل هذا الكلام ان يسب الدهر او يشتمه او يقبحه او يلعنه او تشابه ذلك والامر الثاني قوله يسب الدهر وانا الدهر سب الدهر امثلته كثيرة كما يفعله بعض الناس وخاصة خاصة يكثر ذلك عند عند آآ عند الشعراء قبحا ايها الدهر لا تبقي لا تبقي من كما يقول المعتز قبحا الى الدار فلا تبقي احدا فبئس الوالد لا تبقي من ولد او ما او كما او يعني ما ذكر معنى ذلك انه قبح وسب وشتم وانه لا يبقي وانه لا يبقي احد. ذكر ذلك ايضا المتنبي انه سب الدهر. وعموما الشعراء لا تخلو اشعارهم من سب الدهر وتقطيع وهذا لا شك انه امر محرم خاصة في هذه الازمنة فمن يسب الدهر ويلعنه ويراه زمن او زمن في اية ويقول لعن الله الدهر ولعن الله هذه الساعة ولعن الله هذا اليوم. وسب الدهر لا يعني بهذا اللفظ. لا يعني من سب دار يقول لعنة الله الدهر او قبح الله الدهر بل يدخل في ذلك ما هو من الدهر. والمراد بالدهر والزمان فكل ما دخل في مسمى الزمان وسبه فانه يكون شابا للدهر. فالزمان يأتي منه الساعة ويأتي منه الليلة ويأتي منه اليوم ويأتي منه الاسبوع ويأتي منه ويأتي منه السنة فمن سب السنة فقد سب الدهر ومن سب الشهر فقد سب الدهر ومن سب اليوم فقد سب الدهر ومن سب الليل فقد سب الدهر ومن الساعة واللحظة الذي هو فيها نقول قد سلبت قد سلبت الدهر لان الذي يدبر هذه الامور هو من؟ هو الله سبحانه وتعالى ايضا هناك مسألة وهي قوله انت وانا الدهر اقلب الليل والنهار. الذي عليه عامة اهل السنة وهو شبه اتفاق بينهم. ان الدهر فليس من اسماء الله عز وجل ان الدهر ليس من اسماء الله سبحانه وتعالى. وذلك لامور. هذا قول عامة اهل السنة وهو تدل عليه النصوص الكثيرة وان معنى قولي وانا الدهر اي انا صاحب الدهر انا صاحب الدهر والماء صاحب محدود وهذا يتضح في السياق يتضح بقوله يقلب الليل اقلب الليل والنهار فافاد النداء هو الليل والنهار فهو صاحب الدهر وهو خالقه وهو مدبره سبحانه وتعالى وذلك لو قلنا ان الدهر هو الله كما قاله ابن حزم الظاهري لاصلح قول آآ اولئك الطبايعيون واولئك الدهريون وما يملكنا الا الدهر لكان حق لم يكذبوا ولم يسبوا. فالذي اهلكهم هو من؟ هو الدهر فلو كان قولهم ذلك حق ما عاذهم الله وما لم وما كفروا بهذا القول حيث نسبوا الخلق والايجاد والاحياء للدار. فهذا مما يدل ان الدهر ليس من اسماء الله والقرآن يفسر دعوى والقرى والسنة يفسر بعضها بعضا. اذا الامر الاول لو كان الدهر من اسماء الله لكان قول الدهرين يهلكون الدار انه حق الامر الثاني ان اسماء الله سبحانه وتعالى حسنى ان اسماء الله حسنى والدهر ليس فيه حسنى وانما هو وانما وهو جماد لا حسن فيه. فاسماء الله كلها حسنى والدهر ليس فيه ليس فيه من الحسن شيء. الامر الثالث ان النبي وسلم فسر الدهر في نفس الحديث او فسره في قول الله عز وجل بيجد انا الدهر اقلب الليل والنهار. فافاد ان هو ماذا؟ هو الليل والنهار ومما يدل على ذلك ايضا ما جاء في الصحيح عن عبد الله ابن العاص قال ما صام نهى سبع صيام الدهر نهى سبع صيام الدهر فلو كان الدهر اسم من اسماء الله عز وجل لاصلح صيام الدهر فافاد ان الدهر المراد به في لغة الشارع انه الزمان لغة الشارع هو الزمان والسنة. ولذلك جاء من صام رمضان واتبعه واتبعه واتبعه من كل شهر فكأنما فكأنما صام الدهر. من صام رمضان واتبعه ستة من شوال فكأنما صام الدهر. وايضا صيام ثلاثة من كل شهر صيام الدهر فافادت هذه الاحاديث ان المراد بالدهو اي شيء هو الزمان والفاظ الشارع يفسر بعضها يفسر بعضها بعضا. وعلى هذا نقول ما يجوز التعبيد بعبد الدهر او ان يدعى الله بالدهر فهذا قول باطل هذا قول باطل ترده النصوص تبطله النصوص الكثيرة من كتاب الله عز وجل من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم. قول وفي رواية لا تسبوا الدهر لا تسبوا الدهر. فان الله هو الدهر فان الله هو الدهر. هذي هذي الرواية جاء في من حديث هشام بن حسان عن محمد عن ابي هريرة وفيهم نهي لا تسبوا الدهر. ويدل عليه شيء يدل على تحريم سب الدهر يدل على تحريم من سب الدهر وهذا بالاتفاق وانما يستثنى من ذلك الاخبار يستثنى من ذلك الاخبار دون قصد اللوم والعيب السب والشتم فلا بأس به تقول هذه السنة سنة حصل سنة جوع وفقر اي حصل فيها الجوع والفقر ولم بذلك سب السنة وانما تخبر ان هذه السنة حصلت فيها امراض وحصل فيها اوبئة وحصل فيها جوع وفقر هذه السنة تسلط فيها الاشرار على الاخيار هاي السنة تسلط فيها اهل الفساد هذا كله من باب الاخبار بالزمان الذي وقع في هذه المصائب. اما اذا قرب مع ذلك قصد السب فانه يدخل بالتحريم ويكون قوله ايضا محرم ولا يجوز. قال رحمه الله تعالى بعد ذلك في مسائل الاولى النهي عن سب الدهر. وهذا ويدل عليه يؤذيني يدل عليه الدلائل التي ذكرناها قبل قليل قوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه يقول الله عز وجل يؤذيني ابن ادم ولا شك ان اذية الله محرمة بالاجماع. ولا ينسى من يؤذي ان يؤذي الله سبحانه وتعالى الامير لله عز وجل نسبة الولد له نسبة الصاحبة له. الشرك به سبحانه وتعالى هذا كله من الاذى سب الدهر ايضا مما يتأذى الله عز وجل به ايضا من الادلة قوله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر وهذا نهي صريح يدل على التحريم وهذا هو الاصل في النهي انه يفيد التحريم. قوله نيته اذى لله عز وجل. المبتدعة يتأولون هذه اللغة يقولون الله لا يؤذى ولا يستطيع احد يؤذيه. نقول لا يستطيع احد يؤذيه لان الله قال قادر على دفعه لكن الله لحكمة ارادها يتأذى من سماع مثل هذه الاقوال ولكن يبقيهم لحكمة اراد سبحانه وتعالى ولامر قظاه واراده ربنا سبحانه وتعالى فهو يتأذى من القول وقد يتوب على القائل وقد يعاقبه يوم القيامة ان كان في دائرة ان كان في دائرة الاسلام اما ان كان وما بلغ به الاذى سب الله مباشرة او بلغ به الاذى النسب ذلك الى الدهر خلقا وايجادا فانه يعاقبه في الخلود الله يمهل ولا يهمل سبحانه وتعالى. اذا تسمية ذلك هذا وان الله يتأذى وهذا حق. الامر الثالث التأمل في قوله فان الله والدهر اي فتأكل ليس المراد المراد ان انك لا تأخذ بان الله والدهر ان الله من اسماء الدهر وان هو الدهر سبحانه وتعالى وانما المراد ان تتأمل الحديث كاملا وان تنظف النصوص المفسرة وتبين الدهر ومعناه فانه قال انا الدهر اقلب الليل والنهار فافاد انا الدهر اقلب اي ان الدهر هو الليل والنهار وقد دلت على ذلك لغة الشارع. فقال من صام رمضان ثلاثة ايام كل شهر صام فكأنما صام الدهر فافاد ان المراد بالدعاء هو هو الزمان والسنة فيطلق يراد به السنة ويطلق به ويطلق ويراد بالدهر. الزمان المطلق اي جميع انواع الزمان اول جميع ما يسمى زمانا فانه يدخل لمسمى الدهر. الرابعة انه قد يكون سابا وهو ولو ولو لم يقصده بقلبه اي انه ولو لم يقصد اذية الله ولو لم يقصد سب الله فانه يسمى ساب لانه سب فالدهراء فسبوا الدهر سبوا سبوا الدهر محرم ولا يجوز وان لم يقع في قلبه اه سب لخالقه ولا سب لموجده ولم يقع في قلبه الاعتقاد ان الدهر ينفع ويضر. او انه هو الذي يأتي بالمصائب او يدفعها. وانما قال ذلك جريا على لساني دون ان يقصد بقلبه. فنقول انت اثم بسبك وتعاقب على ما لفظت به من قول. وآآ تسأل يوم القيامة عن هذا اللفظ وتعاقب ان شاء الله ذلك او غفر الله لك ذلك سبحانه وتعالى فافاد في قوله انه قد يكون سابا اي يسمى سابا ويناله الوعيد ولو لم ذلك السب بقلبه فان مجرد النطق بالسب يسمى الناطق به سابا وواقعا في الشتم والسب هذا بهذه المسألة نكون قد ختمنا هذا الباب والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد