الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته نواقض الاسلام قال في الناقض الاول الشرك في عبادة الله تعالى قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار ومنه الذبح لغير الله فمن يذبح للجن او للقبر الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد مضى في لقاء الامس الكلام على اهمية معرفة نواقض الاسلام من اجل اتقائها والحذر منها وتحذير الناس من ان يقعوا فيها صيانة للدين وحفظا للعقيدة وتحقيقا لما خلق العبد من اجله من توحيد لله عز وجل واخلاص للدين له تبارك وتعالى ومضى ايضا ان الشيخ رحمه الله تعالى عد عشرة نواقض وعرفنا ان هذا ليس على سبيل الحصر وانما هو بيان لاهم ما ينتقض به الاسلام وان بقية النواقض في الجملة ترجع الى هذه النواقض العشرة التي ذكرها رحمه الله تعالى وبدأ رحمه الله بالناقض الاول من نواقض الاسلام وهو الشرك بالله لان الشرك اعظم الموبقات واكبر الكبائر واعظم المحرمات اعظم الموبقات اي المهلكات ولهذا بدأ به عليه الصلاة والسلام في قوله اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال الشرك بالله. ثم ذكر بقية الموبقات فبدأ به واكبر الكبائر كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه الا انبئكم باكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله بدأ به واعظم المحرمات كما في اية المحرمات اية النواهي قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. فبدأ بالاشراك بالله وهو اظلم الظلم كما قال الله عز وجل ان الشرك لظلم عظيم وقال جل وعلا والكافرون هم الظالمون وهو الذنب الذي لا يغفر كما قال الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به وهو الذنب الذي حرم الله سبحانه وتعالى على صاحبه دخول الجنة وقضى ان يكون في النار مخلدا فيها ابد الاباد انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وهذا الذنب العظيم والجرم الوخيم مصادم تمام المصادمة ومنافي تمام المنافاة لما خلق العبد من اجله واوجد لتحقيقه وهو عبادة الله قال الله عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال تعالى وما امروا الا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قال جل وعلا الا لله الدين الخالص قال رحمه الله تعالى الشرك في عبادة الله وعرفنا ايضا معنى العبادة عرفنا معنى العبادة وانها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة والعبادة بكل اصنافها وجميع انواعها وافرادها حق لله لا شريك له فمن صرف شيئا من العبادة لغيره كائنا من كان فقد اشرك بالله العظيم واتخذ مع الله سبحانه وتعالى الانداد والشركاء وقد قال الله عز وجل فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله سبحانه وتعالى وقد ذكر الشيخ رحمه الله تعالى في التحذير من الشرك وبيان سوء مغبته وعظم عقوبته عند الله سبحانه وتعالى ذكر دليلين من القرآن الكريم الاول قول الله سبحانه وتعالى في موضعين من سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به ان الله لا يغفر ان يشرك به والثاني قول الله عز وجل انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار اقتصر رحمه الله على ذكر هذين الدليلين لان هذه الرسالة مختصرة في بيان النواقض وليست ليس الموضع فيها موضع موضع بسط وتفصيل والا فان الايات التي في القرآن التي ذكر فيها الشرك وبينت عقوباته وحذر من وبين سوء مآل اهله في دنياهم واخراهم كثيرة تتجاوز المئة والخمسين اية في كتاب الله تبارك وتعالى والاية الاولى التي ذكر المصنف رحمه الله تعالى وهي قول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فيها اعظم تحذير واشد زجر ونهي عن الشرك بالله لان الله عز وجل توعد في هذه الاية المشركة به الذي مات على على الشرك بالله انه لا يغفر له وان المشرك الذي يلقى الله يوم القيامة مشركا لا مطمع له يوم القيامة في مغفرة الله ولا سبيل له الى نيل رحمة الله سبحانه وتعالى لان الله عز وجل حرم رحمته ومغفرته على الكافرين وهذا توعد مقيد بهذه الاية بالاشراك به خصص هذا الذنب وقيد المغفرة خصص هذا الذنب وقيد المغفرة قال ان الله لا يغفر ان يشرك به لا يغفر ان يشرك به خصص بالشرك من بين الذنوب قصة هنا الشرك من بين الذنوب قال ان الله لا يغفر ان يشرك به لم تذكر لم يذكر مع الشرك الذنوب الاخرى وانما خص الشرك وحده بالذكر من بين سائر الذنوب قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. لما خصص آآ في في الذنوب او من الذنوب ذنب الشرك بانه لا يغفر قيد في الاية المغفرة من يشاء قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والمراد بذلك اي من لقوا الله سبحانه وتعالى يوم القيامة من لقوا الله سبحانه وتعالى يوم القيامة الذين يلقونه بالشرك والذين يلقونه الذنوب الاخرى اخبر جل وعلا ان من يلقاه بالشرك لا يغفر له ومن يلقاه بغير الشرك بالذنوب التي يدون الشرك بالله سبحانه وتعالى فانه جل وعلا يغفر ما دون ذلك لمن يشاء اي الامر في هؤلاء الذين لقوا الله سبحانه وتعالى في ذنوب دون الشرك به تحت مشيئة الله ان شاء غفر وان شاء عذب وان غفر لهم وان عذبهم لا يخلدهم في النار لانه لا يخلد في النار الا المشرك بالله سبحانه وتعالى ولهذا يجب ان نعلم ان هذه الاية الكريمة من سورة النساء في حق من مات على الشرك بالله بحق من مات على الشرك بالله سبحانه وتعالى ولهذا ليس بين هذه الاية الكريمة وقول الله عز وجل في سورة الزمر قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم قوله جميعا يدخل في ذلك الشرك بالله سبحانه وتعالى او لا يدخل ان الله يغفر الذنوب جميعا الشرك داخل في هذا التعميم اوليس بداخل ما الجواب الجواب داخل الجواب ان الشرك داخل في هذا التعميم ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم لماذا قلنا داخل وقد قال الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ان الله لا يغفر ان يشرك به فلم قلنا في اية الزمر ان الشرك داخل في قوله ان الله ان الله يغفر الذنوب جميعا اي بما فيها الاشراك بالله سبحانه وتعالى الجواب لان اية الزمر في حق من تاب اية الزمر في حق من تاب واية النساء في حق من مات على ذلك من مات على الشرك ومات على الذنوب من مات على الشرك ومات على الذنوب الذي يموت على الشرك لا يغفر له والذي يموت على المعاصي تحت مشيئة الله ان شاء عذب وان شاء غفر ليس المراد في اية النساء من تاب لان من تاب من الشرك او من غيره تاب الله عليه بدون ان يقيد الامر بالمشيئة. من تاب تاب الله عليه ولهذا لما ذكر في اية الزمر مقام التوبة اليه قال ان الله يغفر الذنوب جميعا ولم يقيد عمن واطلق باية النساء خصص وقيد بينما في اية الزمر عمم واطلق عمم الذنوب كلها بما فيها الشرك يغفر الذنوب جميعا واطلق اطلق ولم يقيد كما جاء التقييد في اية النساء والدليل على ان المراد بقوله ان الله يغفر الذنوب جميعا اي من مات على ذلك الدليل على ذلك قوله لا تقنطوا من رحمة الله لا تقنطوا من رحمة الله وهذا الخطاب لا يتوجه الى من مات بذنوبه ومعاصيه وانما يتوجه هذا الخطاب للحي المكلف المخاطب بالتكاليف يقال له لا تقنط اي تب الى الله تب الى الله سبحانه وتعالى واقبل عليه واندم على الذنوب وفارقها ان لا تقنطوا من رحمة الله اي توبوا الى الله فانه سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا اي لا يتعاظمه ذنب ان يغفره مهما عظم الذنب ومهما كبر الجرم فانه سبحانه وتعالى لا يتعاظمه ذنب ان يغفره هو الغفور الرحيم. يغفر الذنوب جميعا مهما كثرت وتعددت وامتدت من حيث المساحة التاريخية والزمنية ومهما غلظت وعظمت وكبرت يغفر الذنوب جميعا اي في حق التائبين الى الله فمن تاب وصدق مع الله سبحانه وتعالى في توبته محى الله عنه ذنوبه وغفر له سيئاته ولو كانت شركا كفرا زندقة الحادا اجراما مهما كان قال الله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون وهذي اكبر الجرائم واعظم الموبقات قال ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب من تاب تاب الله عليه الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا فقوله جل وعلا في سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الحديث في هذه الاية عن من لقوا الله سبحانه وتعالى بالشرك ونقوم سبحانه وتعالى بالذنوب الاخرى التي دون الشرك حكمهم يوم القيامة ان المشرك لا مطمع له اطلاقا في مغفرة الله ولا سبيل له البتة لنيل رحمة الله بل ليس له يوم القيامة الا النار مخلدا فيها ابد الاباد لا يقضى عليه في النار فيموت وينتهي الامر بموته ولا ايظا يخفف عنه من عذابها ولا ايظا يخرج من من النار ويعادل الدنيا ليعمل صالحا غير الذي كان يعمل كل ذلكم لا يكون والمشرك يطلب وهو في النار من الله ان يقضي عليه فيموت وينتهي كل شيء بموته ويطلب ان يخفف عنه العذاب ويطلب كذلك ان يعادل الدنيا ليعمل صالحا وليتوب ولينيب الى الله والجواب على هذه الطلبات ذكره الله عز وجل في في القرآن قال اخسئوا فيها ولا تكلمون وقال جل وعلا والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا الامر الاول ولا يخفف عنهم من عذابها هذا الامر الثاني كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل هذا الامر الثالث الذي يطلبونه قال اولم نعمركم ما ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ولننتبه هنا ان المراد بالظالمين المشركين وان المراد بالظلم هنا ظلم الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى. اما الظلم الذي هو دون الشرك ظلم النفس بالمعاصي والذنوب فهذا حكم اخر كما سيأتي بيانه ان شاء الله وهذه الاية الكريمة ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء تعد قاعدة عظيمة واصلا متينا في باب الوعيد والتهديد الوارد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بمعنى ان ايات الوعيد التي جاءت في القرآن الكريم يجب ان تفهم بضوء هذه الاية الكريمة لان هذه الاية اصل لان هذه الاية اصل واساس تعاد اليه نصوص الوعيد الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يجب ان تفهم في ضوء هذه القاعدة التي انتظمتها هذه الاية ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وللتوظيح اقول لو قرأنا سورة النساء سيمر علينا في موضعين من هذه السورة هذه الاية ان الله لا يغفر ان يشرك به وبين هذين الموضعين في سورة النساء ورد قول الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فجزاؤه جهنم خالدا فيها لما انتزع اقوام من اهل الاهواء وارباب الضلال هذه الاية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها لما انتزعوا هذه الاية وجردوها من سياقاتها في القرآن الكريم وحكموا في ضوئها على مرتكب الكبيرة ظلوا ضلالا مبينا فقالوا ان مرتكب الكبائر اي التي دون الشرك مخلد في النار يوم القيامة قالوا والدليل ان الله قال في حق القاتل ومن يقتل مؤمنا متعمدا جزاؤه جهنم خالدا فيها فيقال لهؤلاء ماذا تصنعون؟ في ايتين في القرآن وردتا في السورة نفسها تسبق هذه الاية وتأتي بعدها ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والقتل دون الشرك فماذا تصنعون بهذه الاية ولهذا ذكر جماعة من العلماء ان احد اصحاب هذا الفكر الضال الذين يحكمون على مرتكب الكبيرة التي يدون الشرك بالخلود في النار ابد الاباد مستدلين المتشابه معرظين عن المحكم قد قال الله عز وجل في وصف اهل الزيغ فيتبعونه واما فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. قال هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب. واخر متشابهات ثم ذكر طريقة اهل الزير قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم اي الراسخون في العلم يعلمون تأويله كما قال ابن ابن عباس رضي الله عنهما انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله والمراد بتأويله اي معنى المتشابه المراد بتأويله اي معناه فالراسخ في العلم يعلم معنى تأويله وطريقة الراسخين في العلم اعادة المشتبه الى المحكم فيتضح ويزول الاشتباه اما اهل الزيغ فيعرظون عن الايات المحكمات ويتبعون المتشابهات ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله فاحد ارباب اهل الضلال ممن يحكمون على مرتكب الكبيرة بالخلود في النار طال مقالة شنيعة اثمة اراد بها تشكيك الناس باديانهم وعقائدهم ولكن الله عز وجل الجمه بما يقطع دابرة في المجلس نفسه قال ذلكم الرجل بمجلس انا اذا وقفت امام الله يوم القيامة ساقول له ان مرتكب الكبيرة مخلد في النار اراد ان يشبه على الناس قال فاذا قال لي ما الذي حملك على ذلك؟ قال اقول انت قلت في القرآن ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فكان في المجلس شاب صغير قد ذكر هذه القصة ابن قتيبة رحمه الله وجماعة من اهل العلم وكان في المجلس شاب صغير فقال له على الفور فاذا قال لك الله وقد قلت في القرآن ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وقد شئت ان اغفر له وقد جئت ان اغفر له ماذا تقول؟ فبهت الذي صنع هذا الشاب بتوفيق من الله اعاد هذه الاية الى المحكم قال اذا قال لك قلت في القرآن ان الله لا يغفر يشرك به ويغفر ما دون ذلك. القتل دون ذلك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولهذا بعض المفسرين قالوا عند قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها قالوا هذا جزاؤه انجازا هذا جزاؤه انجازات. لان الامر في في قوله يغفر ما دون ذلك لمن يشاء. قيد بالمشيئة ولهذا قالوا هذا جزاؤه ان جازان لان الامر تحت المشيئة مشيئة الله سبحانه وتعالى وقد شاء الله سبحانه وتعالى كما تدل على ذلك ايات في القرآن واحاديث في السنة النبوية الا يخلد في النار الا المشرك. اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان فاذا وفق المسلم الى طريقة اهل العلم فهم المتشابه في ضوء المحكم من ايات كتاب الله عز وجل ولم يتبع المتشابه كطريقة اهل الزيغ معرضا عن المحكم فانه باذن الله سبحانه وتعالى يقف على الحق والهدى ويسلم من الضلال والردى هذه الاية الاولى التي اوردها الشيخ رحمه الله مستدلا بها على عظم جرم الشرك وانه ذنب لا يغفره الله سبحانه وتعالى لصاحبه اذا لقي الله بذلك. اما المشرك في الدنيا اذا تاب تاب الله عليه كما يدل ذلك اية الزمر كما مر ذلك مر ايضاح ذلك وبيانه الاية الثانية التي اوردها رحمه الله قول الله عز وجل انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار ذكر هذه العقوبات بحق المشرك ان الجنة عليه حرام قال الله في القرآن لا يدخلون لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ومن المعلوم ان الجمل الكبير لا يدخل ولا يمكن ان يدخل مع ثقب الابرة الصغير ومعنى ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط معنى ذلك انهم لا يدخلون الجنة ابدا لان الجمل مهما حاول ان يدخل في سم الخياطة اي في ثقب الابرة الصغيرة لا يمكن ولا يستطيع فالمراد بذلك اي انهم لا يدخلون الجنة ابد الابد. الجنة عليهم حرام ولا يجدون حتى ريح الجنة ولا يجدون حتى ريحا ريح الجنة لا يجدونه فضلا عن رؤيتها او دخولها او التعلل بطيب هوائها وصفاء جوها الجنة عليهم حرام حرم الله سبحانه وتعالى عليهم الجنة انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه اي مسكنه الذي يأوي اليه ويكون فيه مخلدا ابدا اباد النار بما اعد الله سبحانه وتعالى فيها من العقاب الاليم والنكال الشديد اللهم اجرنا من النار اللهم اعذنا من النار اللهم انا نسألك الجنة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب قال ومأواهم النار وما للظالمين من انصار وما للظالمين من انصار اي لن يجد الظالم من ينصره من يخلصه من ينجيه من عذاب الله تبارك وتعالى وعقابه وما للظالمين من انصار والمراد بالظالمين هنا اي المشركين الكفار مثل ما ذكرنا في الاية الكريمة التي في سورة فاطر المراد بالظلم وهنا الكفر بالله سبحانه وتعالى الناقل من الملة المراد الاشراك بالله عز وجل لان الظلم يطلق في القرآن تارة ويراد به الشرك ويطلق تارة ويراد به ظلم النفس فيما دون الشرك فمن امثلة اطلاق الظلم وارادة الشرك قوله هنا وما للظالمين من انصار وقوله سبحانه وتعالى والكافرون هم الظالمون وقوله سبحانه وتعالى ان الشرك لظلم عظيم ونظاهر ذلك كثير وتارة يطلق الظلم ويراد به ظلم النفس فيما دون الشرك كما قال الله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها جنات عدن يدخلونها كونه يدخلونها من هم يعود على من الواو الواو في قوله يدخلونها تشمل من فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ثم قال جنات عدن يدخلونها كلهم او بعضهم كلهم كلهم حتى الظالم لنفسه كلهم يدخلون الجنة فكيف يوفق بين هذا وبين قوله في الاية السابقة وما للظالمين من نصير المراد هناك الظلم ظلم الشرك والمراد بالظلم هنا في هذه الاية الظلم الذي دون الشرك فمنهم ظالم لنفسه اي بالذنوب والمعاصي التي هي دون الشرك بالله لان السياق من اوله من اول الاية في حق المسلمين الذين ورثوا الكتاب ليس في حق الكفار ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا وصفهم الله بالمصطفين ووصفهم بانهم بانهم عباده جل وعلا وذكرهم اقساما ثلاثة الظالم لنفسه والمقتصد والسابق والخيرات كل هؤلاء مسلمون السابق بالخيرات الذي فعلى الواجبات وترك المحرمات ونافس في الرغائب والمستحبات والمقتصد الذي اقتصر على فعل الواجبات وترك المحرمات والظالم لنفسه الذي ظلم نفسه بالذنوب التي دون الشرك بالله جميع هؤلاء قال الله عنهم جنات عدن يدخلونها جنات عدن يدخلونها ولهذا العلماء بعض اهل العلم في كتب التفسير يعظمون شأن هذه الواو في قوله جنات جنات عدن يدخلونها ويفخمون امرها لانها رحمة من الله سبحانه وتعالى وفضل شملت الظالم لنفسه قال جنات عدن يدخلون اي بما فيهم الظالم من نفسه لكن كما بين العلماء رحمهم الله السابق بالخيرات والمقتصد كلاهما يدخل الجنة بدون حساب كلاهما يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب واما الظالم لنفسه فهو يدخل الجنة لكن قد يمر قبل ذلك بماذا بمرحلة تطهير في نار جهنم ولهذا دخوله الجنة وشمول الاية له في قوله جنات عدن يدخلونها لا يلزم منه ان يكون هذا الدخول دخولا اوليا مباشرا بل قد يمر قبل ذلك بمرحلة تعذيب او مرحلة تطهير ومما يدل ذلك ايضا انك اذا قرأت سياق الايات بعد هذه القسمة الثلاثية وقول الله فيهم جنات عدن يدخلونها بعدها بقليل قال والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير فما للظالمين من نصير. قول الظالمين هنا يختلف عن قوله فمنهم ظالم نفسه هنا قول ثمان الظالمين للمشركين الكفار هناك قول فمنهم ظالم نفسه اي بالذنوب والمعاصي التي اه دون الشرك اقف هنا لان عندي درس الان اخر ونواصل الحديث غدا ان شاء الله والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد