بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين اما بعد فقد قال الامام المجدد رحمه الله تعالى باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول وقول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولون انما كنا نخوض ونلعب. الآية عن ابن عمر ومحمد ابن كعب وزيد ابن اسلم وقتادة. دخل حديث بعضهم في بعض انه قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء قرب بطونا ولا اكثر السنا ولا اجبن عند اللقاء. يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه والقراء فقال له عوف ابن مالك كذبت ولكنك منافق. لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره ووجد القرآن قد سبقه. وجاء ذلك الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب وقد ارتحل وركب ناقته وقال يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق قال ابن عمر كأني انظر اليه متعلقا بلسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان الحجارة لتنكب ورثنا ايه؟ وهو يقول انما كنا نخوض ونلعب. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون ما يلتفت اليه وما يزيده عليه. فيه مسائل الاولى وهي العظيمة ان من هزل فهو كافر والثانية ان هذا هو تفسير الاية فيمن فعل ذلك كافرا من كان الثالثة الفرق بين النميمة نصيحتي لله ولرسوله الرابعة الفرق بين العفو الذي يحبه الله وبين الغلظة على اعداء الله. الخامسة ان من الاحياء ما لا ينبغي ان يقبل. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الباب يتعلق بالحسد السخرية والاستهزاء بكلام الله او بالله او برسوله او بكلام رسوله صلى الله عليه وسلم او بشيء مما جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم. وهذا الباب ذكره شيخ الاسلام رحمه الله تعالى لان هذا الفعل او هذا القول سواء كان الاستهزاء بالقول او الفعل لا يصدر للموحد لا يكون من مؤمن فان التوحيد قائم على توقير الله. وعلى تعظيم الله واجلاله واجلالي من اجله الله سبحانه وتعالى وتوقير ما ما وقره ربنا سبحانه وتعالى. فمتى ما صدر الاستهزاء او السخرية بدين الله عز وجل فان ذلك منافي للايمان. ومناقضا له من اصله مناقضا له من اصله هذا هو الاصل في الاستهزاء والسخرية انه ينافي التوحيد اذا كان في الله او كان برسول او كان بكلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان التوحيد قائم على توقير الله وتعظيمه. واجلاله سبحانه وتعالى. وان الاستهزاء والسخرية منافيا لذلك مدافيا لذلك من اصله. هذا سبق ايراد هذا الباب في كتاب التوحيد ان التوحيد على التعظيم والاجلال والتوقير لله سبحانه وتعالى. ولما جاء به ولما جاء من عند الله عز وجل على لسان صلى الله عليه وسلم ثانيا ان الاستهزاء والسخرية بكلام الله او برسوله او بكلام رسوله او شيء من ذكر الله عز وجل هو مناف للتوحيد من اصله. فلابد للمسلم ان يعرف هذا الامر وان يكون على حذر شديد من هذا الباب. وهو باب الاستهزاء والسخرية. فان من وقع في هذا الباب باب والسخر بكلام الله وكلام رسوله فقد نزع رفقة الاسلام من عنقه. وخرج من دائرة الاسلام فهذا والسبب الذي لاجله اورد المؤلف هذا الباب في كتاب التوحيد اذا اورده لسببين اولا التوحيد قائم على تعظيم الله والامر الثاني ادى الاستهزاء والسخرية المنافي للتوحيد من اصله. اصل الاستهزاء من الهزم والهزل هو اللعب الذي هو ضد ضد الجد فالهازل لاعب وساخن ولا شك ان الموحد كما قال تعالى ترجوا لله وقارا ان الموحد موقرا لله عز وجل. مقدرا له حق تقديره سبحانه وتعالى. فهذا هو طبيعة التوحيد هذا هو طبيعة الايمان هو اجلال الله عز وجل. اما اذا وقع العبد بالهزو والسخر وهو اللعن. وعدم الجد في تعظيم الله عز وجل كان هذا ناقض من نواقض الاسلام. والهزو السخرية اصله او وجبتة الخبيثة اصلها من والمنافقين والمشركين. فالكفار هم الذين كانوا يهزئون برسول الله صلى الله عليه وسلم. ويهزأون بكلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم تبعهم على ذلك المنافقون. فاخذوا يهزئون بدين الله عز وجل. ويخزأ يهزأون برسوله صلى الله عليه وسلم وبكل ما جاء من عند الله او جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم فهذه النبتة اصلها نبتة كفرية خبيثة اتى بها الذين كفروا واتى بها المنافقون ومن كان على شاكلتهم ممن ينتسب الى الاسلام وهو مناقظا فعله هذا الاسلام هذا اصل الاستهزاء. مبدأه من اعداء الله عز وجل من الكفار. فالكفار كما قال تعالى اذا رأى يتخذونك الا هزوا وكما قال تعالى واذا نودي للصلاة اتخذوها هزوا ولعب هذا حال الكفار مع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وكما قال تعالى ان الذين اجرموا كانوا الذين امنوا يضحكون. فهذا حال الكفار مع اهل الايمان. ولذلك كان حال من تشبه بهذا الفعل واصبح هازئا ساخرا بكلام الله وكلام رسوله قد اخذ بحظ بالحق الكفار واصبح مشاكلهم ومشابههم بهذا الفعل الخبيث الذي يخرج به من دائرة الاسلام لكن لا يمكن ان يكون في توحيده صادقا في ايمانه وهو يهزأ بكلام الله او يهزأ بدين الله عز وجل او يهزأ برسوله صلى الله عليه وسلم انما يصدر هذا من الكافر المنافق او منافق يظهر الاسلام وهو يبطل بحقيقة امره الكفر بالله عز وجل. ثم ذكر بعد ذلك الادلة الدالة على ان المستهزئ كافر بالله سبحانه وتعالى. الاستهزاء كفر باجماع المسلمين. وقد نقل الاجماع غير واحد نقل رحمه الله تعالى ونقله شيخ الاسلام ونقله غير واحد عندما انهزى بشيء من كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم او بشيء مما فجاء به الله عز وجل انه يكون كافرا بالله سبحانه وتعالى وهذا الكفر محل اجماع محل اجماع واتفاق ان من حزن وسخط بدين الله انه كافر بالله عز وجل. وذكر في هذا بقوله من هزل بشيء فيه ذكر الله. فيه ذكر الله عز وجل او القرآن او السنة ذكر ثلاثة امور. ذكر اولا فيه ذكر الله عز وجل وهذا واحد. الامر الثاني او القرآن وهو كلام الله عز وجل الامر الثالث اجتهد بالرسول صلى الله عليه وسلم وهذا الاستهزاء بهذه الامور الثلاثة تعني الاستهزاء بالدين الذي جاء به ربنا سبحانه وتعالى لان الاستهزاء يمكن ان يقسمه الى قسمين. استهزاء بالدين. وبامور الدين واستهزاء بامور الدنيا وربما يتعلق بغير الدين الاستهزاء بالدين واستهزاء بغير امور الدين. اما اذا كان بالدين فان هناك امور امور هي حقيقة الدين. او اول ذلك الاستهزاء بالله. هذا اولا الاستهزاء بالله او الاستهزاء بكلام الله عز وجل. ثانيا الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم او الاستهزاء بكلام رسولنا صلى الله عليه وسلم. ثالثا الاستهزاء بشيء من الدين الذي هو معنى ما جاء من عند الله وما جاء عند رسوله صلى الله عليه وسلم. اما الاستهزاء بالقرآن او الاستهزاء هذا كفر صريح كفر صريح وفاعله كافر وخارج لدائرة الاسلام. كذلك الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم او الاستهزاء بما جاء بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ايضا كفر صريح وواضح وبين. الامر الثالث الاستهزاء بشريعة الله عز وجل وهذا الذي قصده المؤلف في قوله فيه فيه ذكر الله عز وجل لان تدويعه وتغييره بالواو في قوله فيه ذكر الله او القرآن والرسول يعني ان الاستهزاء بالقرآن هذا قسم والاستهزاء بالرسول قسم ثاني والاستهزاء بشيء فيه ذكر الله يعني شرايع يعني شريعة الاسلام. استهزأ بشريعة الاسلام يقول ايضا مستهزئا. وهذا معنى قوله فيه ذكر الله عز عز وجل اي كالصلاة كالصيام الاستهزاء بالحج الاستهزاء بالاداء الاستهزاء بالاخذ بالمعروف والنداء المنكر بالحجاب هذه جاء بها جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم واوحى اليه بذلك ربنا سبحانه وتعالى. فهو لم يهز بكلام الله حقيقة ولم يهزم رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة وانما هزل وهزا بشيء فيه ذكر الله عز وجل. اذا هذا الاستهزاء هو الواضح الميت ان من وقع فيه وقد وقع في الكفر الاكبر. فمن استهزأ بكلام الله وبكلام رسوله وبشيء من دين الله كفر بالاتباع. وهنا لا بد ان يشترط في ذلك شرط مهم. وهو ان يكون هازلا ان يكون هازلا ساخرا وضابط الهزل والسخرية في هذا المقام هو ما عرف ان ما عرف بين الناس ان المتكلم بهذا الكلام يكون ساخرا ويقول هازئا ولذلك يمكن ان نقسم كلام المتكلم الذي يتكلم بشيء من نوعه او يتكلم بشيء من السخرية والاستهزاء ان قسمه الى ثلاث اقسام. القسم الاول من يهزأ وهو قاصد للعزو وهو قاصد الهزو والسخرية وللعب وقاصد للاستفقاص لدين الله عز وجل فهذا كفر وهو زنديق من الزنادقة هذا هو اشد كفر وهو اشدهم كفرا وهو صديق من الزنادقة. القسم الثاني من هزل ولكنه لم يقصد الكفر. لم يقصد الكفر قصد اللعب وقطع الاوقات او قضاء الاوقات بالضحك واظحاك من حوله. وهذا ايضا كفر بالله عز وجل لانه الاستهزاء ولم يقصد اذكر وهذا محل اتفاق. ولذلك باتفاق اهل العلم لا يشترط في الكفر قصد الكفر. لا يشترط الكفر قصد الكفر وانما الذي يشترط لك هو قصد الفعل. الامر الثالث القسم الثالث من يهزأ من يفهم من كلامه او من قوله الاستهزاء والسخرية. ولكنه هو في حقيقة نفسه لم يهدأ ولم يسخر لم يحزى ولم يسخر القسم الثالث هو من يتكلم بكلام يفهم منه الاستهزاء او يفهم منه السخرية فهذا وهو لم يقصد ذلك البتة. كاعرابي مثلا يسأل عن مسألة فيسمع السابع كلامه فيظن فيظحك من كلامه ظاضا منه انه انه ساخن وهو في الحقيقة جاد في كلامه غير ساخر وغير لاعب فهذا وان وان فهم وان فهمنا انه ساخر فهذا لا يؤاخذ به ذلك الجاد لانه لم يقصد الاستهزاء ولا السخرية اذا هناك اقسام من يقصد استهزاء الكفر وهذا زنديق من يقصد استهزاء السخرية بشيء من كلام الله وهو غير قاصد الكفر فهذا كافر بالاجماع القسم ثالث بل يفهم من كلامه انه ساخر او المستهزئ كمثلا من يقرأ القرآن ويخطئ ويخطئ في كلام الله عز وجل فيقرأ كلمات بعكس ما هي؟ ما هي على حقيقتها فيسمعه اخر فيظنه انه يهزأ بكلام الله وهو هو لم يهزو انما هذا جهده وهذه قدرته فنقول هذا لا يكفر ولا يدخله هذا الحكم وانما يدخل الحكم من قصد استهزاء اذا نقول الاستهزاء ضابطه وما تعارف الناس ان قائله ساخرا مستهزئا حال قوله وكلامه. فيكون الضابط في ان يقصد اي شيء ان يقصد الاستهزاء والسخرية في قصة الثلاثة الذين اجتاز او الاثنان الذين استهزأوا بكلام برسولنا صلى الله عليه وسلم عندما قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغبوا بطونا واجبن عند اللقاء ارغب طولا واجمل عند اللقاء هؤلاء عند قال قال يا رسول انما كنا نخوض انما كنا نخوض ونلعب انما كنا نخوض نلعب فذكروا اي شيء ذكروا انهم قصدوا الاستهزاء والسخرية لكنهم لم يقصدوا الكفر بالله عز وجل وانما قصدوا ان يقطعوا عنهم عناء الطريق او يقطعوا عنهم الطريق فقالوا مثل هذه المقولة فهنا نرى ان ان الله كفار. قال لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. اذا لا يشترط في الاستهزاء او في المستهزئ ان يكون قاصدا للكفر وانما الذي يشترط في ذلك ان يكون قاصدا للهزو واللعب والسخرية بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا الذي اراده المؤلف تعالى. حمل بعض اهل العلم في قوله فيه شيء في ذكر الله عز وجل هو من يتكلم من يتكلم وهو حازن الضاحك في شيء في سياق كلام الله عز وجل او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهو لم يهزم كلام الله ولم يهزم كلام رسولنا صلى الله الله عليه وسلم وانما تكلم هازئا في خطاب هزل وبقاب لعب ولهو وادخل في ظل كلامه كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فالحق بعض اهل العلم ان هذا نوع من انواع الاستهزاء وهذا يحصل كثيرا تجد بعض الناس ينكت المضحك او يقول قوله يدخل في ذلك كلام الله وكلام رسوله في سوقه فيسوق كلام الله وكلام الرسول فيما جاء في سياقه شيء في سياق الهزل واللعب. وهذا لا شك انه خطر وانه لا يجوز الله يعظم ويوقر ويجلل سبحانه وتعالى ولا يساق كلامه الا في مقام الجد وفي مقام الاخذ بالقوة دون ان يكون مقام لعب وهزل اذا هزل بذات الكلام او بذات الشريعة فهذا كافر بالله عز وجل. اذا هذه المسألة الاولى وهي مسألة ما هو ضابط الهزل؟ وما هو حقيقة وهو ان يكون ساخرا لاعبا قاصدا بذلك الاستهزاء والسخرية. اما اذا لم يقصد ذلك وان فهم منه غير ذلك وان فوته يستهزأ فانه لا واخذ بما فهم الناس وانما يؤاخذ اي شيء بمقصده. ذكر هنا قوله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون. ذكر هنا انهم استهزأوا بثلاث امور. بالله وبرسوله. قل بالله اياتي ورسولي كنتم تستهزئون. والاستهزاء بالله هذا قسم وهذا واضح. اما ان يستهزئ بذات الله عز وجل وهذا ردة صريحة. وكفر صريح وزندقة ليس بعدها زندقة ولا يقوم ولا يقوم في قلب من يدعي الاسلام هذا الهزل يهزأ بذات الرب سبحانه وتعالى او يهز بالله عز وجل هذا لا يفعله الا زديق ملحد لا يضرب الله البتة ولا يعقل ان عبدا يؤمن بالله ويؤمن وجود الله وقدرة الله وقوة الله ثم يسخر بربه سبحانه وتعالى هذا لا ينكر ان يكون او يعقل وانما يصدر هذا الفعل بالزنديق ملحد من خارج من دائرة الاسلام والتوحيد. ولذلك نسمع ان هناك من استهزأ بالله عز وجل فيرسب ربنا على صورة جبار او على صورة ظالم او فهذا كفر بالله وردة صريحة ان كان ينتسب الى الاسلام وان كان لا ينتسب الى الاسلام فهو زيادة في كفره وزندقته لعنه الله عز وجل لعنه الله عز وجل عندما رسم الله او استهزأ بالله او سخر بالله عز وجل. كذلك مما يدخل الاستهزاء بالله الاستهزاء بكلام الله عز وجل ان يهزأ بالقرآن او ان او ان يسخر بكلام الله عز وجل فيسوق مساق الهزو ومساق اللعب وقد الحق بعض اهل العلم قد يتغذى بالقرآن في الحال الطرب والموسيقى عد هذا نوعا من انواع الاستهزاء عد هذا نوع من انواع الاستهزاء ان يغني بكلام الله على الات الطرح طب واللهو والطبول والموسيقى والمعازف ويغني به ويجعله مثل الاغاني الفساق والفجرة فقد قال ان هذا نوع من الانواع الاستهزاء وقد يكون وقد يكون هذا يفعله جاهل وهو جهله جهل مركب ضاد ان هذا ليس منافي لتعظيم الله لكن يبقى ان هذا الفعل محرم ولا يجوز لان كلام الله عز وجل ينزه عن هذه الالات المحرمة التي لا تجوز. اما الاستهزاء بكلام الله صراحة او يكون استهزاء صريحا هذا كفر بالاجماع. وقد نقل ذلك ايضا القاضي عياض ونقله كما ذكرت الشيخ بن قدام شيخ الاسلام ونقله عدة العلم على كفر من بالله بكلام الله عز وجل. كذلك الاستهزاء برسولنا صلى الله عليه وسلم كفر مطلقا. وردة مطلقة. والاستهزاء والتنقص برسول الله وصفه مثلا باوصاف قبيحة او ذكره على مقام الهز والاستهزاء وما شابه ذلك مما يذكره الملاحدة والزنادقة هو كفر بالله عز وجل. الامر الثالث الاستهزاء بشريعة الله وشريعة رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا ايضا كفر بالله عز وجل. فالذي يستهزأ بالحجاب. كما نسمع ويردد بين الحين والاخر من من اه دعاة الفجور والفساد بل يصف الحجاب بانه ظلمة وانه تعطيل للمجتمع وان المرأة تعيش في قفص من سواد ويأخذ يسخر من هذا ويصف بانه وانها رجعية وانها يقول هذا استهزاء بشريعة الله وهو كفر وهو كفر بالله سبحانه وتعالى. او من يهزم الشريعة على وجه العموم ويرى ان الاخذ بالشريعة والتمسك بها ادوا كفر بالله سبحانه وتعالى ايضا يكون هذا ردة ردة عن الاسلام وكفر بالله سبحانه وتعالى. كذلك الاستهزاء بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وصف هؤلاء بان بانهم اه فضوليون وانهم متطفلون على شريعة وانا متطفلون وان هذا لا دخل لهم به ثم يصف هذه الشريعة بان فيها التعدي وفيها الظلم وفيها ما شابه ذلك. نقول ايضا هذا كفر لانه استهزأ بشريعة الله عز وجل. كذلك الذي يستهزأ بالاذان او بالصلاة او بالصيام او بالحج او باي شريعة من شرائع الله يستهزأ ويسخر بها فان استهزاء والسخرية تكون بها كفرا بالله عز وجل المسألة الثانية الاستهزاء الاستهزاء والسخري ينقسم ايضا الى قسمين. استهزاء صريح واستهزاء غير صريح. الاستهزاء الصريح هو قد من يصرح باستهزائه اما بقوله كان يهزى بقوله واصلا يردد جمل الاذان ضاحكا او يصل المؤذن والديك ويقول اخذ يصايح او اخذ ينبح او اخذ يفعل مثل هذه الاقوال يكون هذا ردة وخروج من دائرة الاسلام ويسمى الاستهزاء الصريح وهو ان صرح باستهزاءه وسخريته سواء برسبه او سواء بقوله او سواء بفعله ويكون تصريحا وتوضيحا يهزأ مصرحا باستهزاء وسخريته. الاستهزاء الاخر النوع الثاني الاستهزاء الغير صريح. وهو يكون بالغمز والهمز واللمز والاشارة عند يذكر كلام الله او كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فاذا ذكر آآ ربنا سبحانه وتعالى اخذ يخرج لسانه آآ مستهزئا ساخرا متنقصا اذا كلام رسولنا صلى الله عليه وسلم او كلام او اه شريعة من شرائع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اخرج لسانه اشار بيده متنقصا لهذه الشريعة فان هذا الاستهزاء ايضا كفر بالله عز وجل لانه تنقصا لشريعة الله سبحانه وتعالى وتنقصا في رسولنا صلى الله عليه وسلم. اه المسألة الثالثة الاستهزاء يختلف ايضا من جهة الكفر من عدمه. الاستهزاء بذات الشريعة. والاستهزاء بمن من الشريعة الاستهزاء بذات الشريعة وهو القسم الذي ذكرناه قبل قليل ويكون كفرا بالله عز وجل. مثلا من استهزأ بالحجاب من استهزأ بشريعة الصلاة من استهزأ بالصيام الاستاذ استهزاء بالشريعة. القسم الثاني من يستهزأ بحملة هذه الشريعة؟ يستهزأ بالمرأة المتحجبة. يستهزئ قصر ثوبه بمن ربى لحيته بمن امر بالمعروف ونهى عن المنكر فهنا يسمى الاستهزاء استهزاء شخصي استهزأ بشخص او بذات الشخص الاستهزاء الاشخاص الاستهزاء بالاشخاص يختلف باختلاف نوع المستهزئ. ام القسم الذي يمكن ان نقسمه لاقسامه؟ القسم الاول ان يستهزئ بجميع حملة الدين. ان يستهزئ بجميع حملة ويصفهم ويصفهم بالاوصاف القبيحة ويصفهم بالاوصاف الشريعة فهنا نقول ان وصفه لحملة الدين كالاستهزاء بجميع الصحابة الاستهزاء بجميع العلماء الاستهزاء بكل متمسك بدين الله عز وجل يقول استهزاء على وجه على وجه الحبوب لجميع الملتزمين او الجميع متمسكين بشريعة الله انما حملوا على ذلك اي شيء انه استهزأ بشريعة الله سبحانه وتعالى والا هؤلاء لم يهزأ بهم الا لاجله شيء لاجل انهم تلبسوا بلباس الدين ولبسوا ثياب التقوى لله عز وجل. هذا كفر ويكون فيه من اه بين القاسمين والقسم الاول. القسم الثاني ان يستهزء ببعض الاشخاص ان يستهزئ ببعض الاشخاص ويكون استهزائه مثلا بهيئته او بشكله كان يستهزأ برجل له لحية ويهزم اللحية هذا الرجل يهز من لحية هذا الرجل ويصف مثلا بان لحيته ككذا ويضحك ويسخر من هذه اللحية في هذا الرجل على وجه الخصوص. نقول اذا كان استهزاء على استهزاء للحية لهذا الرجل فقط فهذا يدخل بالتلابز بالالقاب وهو محرم ولا يجوز. اما اذا استهزأ ذات اللحية وبذات الشريعة يكون استهزاء للقسم الاول يكون استهزابا للقسم الاول يكون كفرا بالله عز وجل. مثلا رأى رجلا يبكي ينكر المنكر ويأمر بالمعروف الا ان اسلوبه فيه شيء من الغلظة والشدة فاخذ يستهزأ بهذا الرجل من جهة من جهة اسلوبه. يقول اذا كان استهزاء لذات الشخص او اسلوب ذلك الشخص فان هذا يبقى في دائرة التنابذ بالالقاب ويبدأ ويبقى في دائرة السخنة لا تجوز. اما اذا يحزوا بذات الشريعة فانه يكون ارتكب ناقض من نواقض الاسلام ارتك ناقض نواقض الاسلام. هذا ما يتعلق بالاستهزاء بالاشخاص لن يفرق بين من استهزأ بجميع العلماء او بجميع الصالحين والمستقيمين وبين من استهزء ببعض اشخاص ببعض اشخاص بها كما استهزأ بعالم واحد او استهزأ بطالب علم او استهزأ بمستقيم او استهزأ باب معروف او استهزأ برجل لهيئته فهذا يدخل بدائرة الفسوق وفي دائرة التنابذ والالقاب التي هي محرمة ولا تجوز. هذه المسألة الاخرى. ذكر ايضا هنا مما يدل على ان جاء كفر ما رواه ابن جرير رحمه الله تعالى قال وذكره عن ابن عمر ومحمد ابن كعب القرظي وزيد ابن اسلم وقتادة بن دعابة دخل حديث بعظهم نعم هنا مسألة الشهر تعالى ذكر هنا اثارا ودمج بعضها البعض. وفي باب درج الاساليب بعضها البعض اذا كانت هذه الاساليب كلها صحيحة فان اهل العلم يتساهلوا مسألة الدمج اذا كانت متصلة ومرفوعة ونسبتها جمع النبي صلى الله عليه وسلم وكانت الاساتذة كلها صحيحة يتساهل اهل العلم الدمج وان زاد بعضنا البعض فان الزنا تكون صحيحة. الا انه اما اذا كانت الاسئلة التي ادمجت او ادخل بعضها البعض بعضها وبعضها ضعيف وبعضها متصل وبعضها مرسل فهنا لابد من التمييز بين المرسل والمتصل وبين الصحيح والضعيف حتى لا تذكر زيادة وهي مرسلة او هي ظعيفة في باب انها في سياق الصحيح. فهنا لعل الشيخ تجوز في هذا تجوز في هذا وذكرها كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في صار مسلوق فقد ذكر هذا هذا المقطع شيخ الاسلام او هذا الاسناد بهذا بهذا السياق ولك انه جاء عن ابن عمر ومحمد ابن كعب وقتادة وزيد ابن اسلم وساقوا كذلك ولا شك ان الرواية قتادة مرسلة ورواية محمد بن كعب القرظي ايظا مرسلة ورواية ايظا آآ زيد ابن اسلم مرسلة واما حديث ابن عمر فقد رواه ابن وهب عن رواه ابن وهب عن هشام ابن سعد عن زيد ابن اسلم عن الخطاح عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه وقد خال ابن وهب خالفه الليث ابن سعد فرواه عن اه رواه الليث ابن سعد عن هشام بن سعد عن زيد ابن اسلم مرسلا اثر قتادة فقد رواه سعيد بن عروض وعن قتادة وروى معمر ايضا عن قتادة واما بمسند فقد رواه ابن معشر عن محمد ابن كعب القرضي وكل هذه الاساليب قد ذكرها انه جرير رحمه تعالى في تفسيره والذي يعلن من هذا ان اراد ان يبين سبب نزول هذه الاية قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون وهشام سعد وان كان فيه ضعف وقد تكلم في غيره كالنسائي وغيره الا ان مسلما الله تعالى اخرج له في صحيحه وهنا نقول ان من في تفسير اية والاية قد قد ذكر ربنا سبحانه وتعالى في كتابه وقد جاء في ذلك مراسله كثيرة فان فان نتساهل في هذا الاسناد ونقبله حيث ان مسلم اخرج للجميع رجاله رحمه الله تعالى. فهذا الاسناد الذي ذكره اه ابن جرير عن عن اه ابن وهب عن هشام بن سعد عن يعني زي ابن اسلم ابن عمر اسناد لا بأس لا بأس به ومما يدل عليه ايضا المراسيل التي ذكرها مثل محمد بن كعب القرضي ومرسل زيد ابن لم ارسل قتال الدعابة السدوسي كلهم جاء يضع المجاهد وجاء عن غير واحد من التابعين انهم ذكروا مثل هذه القصة. اذا سامي الغناية انه قال ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السن ولا اجبن عند اللقاء. استهزأ من ثلاث جهات. اولا انه قال ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء. اي جميع القراء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومعهم من؟ رسولنا صلى الله عليه وسلم. ولو لم يكن هناك الصحابة لكفر المستهزئ. لانه قصد ذلك محمدا صلى الله عليه وسلم. وصفه بثلاث صفات انهم ارغبوا طوله اي اهل اكل. واهل طعام واهمهم فقط البطون ان يملؤوها. الامر الثاني ان انهم وصوا بالكذب وانهم اكذبوا السنة اي انهم يكذبون في كلامهم وفي اقوالهم وهذا قدح واستنقاص واستهزاء برسولنا صلى الله عليه وسلم واجمل عند اللقاء اي انهم جبناء يخافون الاعداء وهذه الصفات تصدق هي من؟ تصدق في المنافقين لا في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحاشاهم فهم الذين بذلوا انفسهم واموالهم وارواحهم لله عز وجل. ونصروا دين الله ونصر رسوله صلى الله عليه وسلم قال عمرك كذبت يا عدو الله وانك لمنافق اي كذبت بهذا الوصف وكذبت بهذا القول عندما قلت انهم ارغبوا بطونا واجمل عند اللقاء وذكرت انهم اكذبوا السنة واجبوا عند اللقاء كذبت في ذاك. فالرسول وسلم كان يبيت الليلة والليلة لم لا لا لا يطوي على بطنه رضي الله صلى الله عليه وسلم بل كان يمضي الشهر تلو الشهر تلو الشهر ما اكل الا الاسودين صلى الله عليه وسلم وكان يربط الحجارة العظيمة على بطنه من شدة الجوع صلى الله عليه وسلم مع انه لو اراد الدنيا لاتته راغبة ولا جعلها الله عز وجل له بين يديه صلى الله عليه وسلم قال كذبت يا عدو الله وانك منافق. وهنا وصف النفاق لتوفر اسباب وصف بالنفاق. وذلك انه صرح بكفره حيث لو استهزأ وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس هناك ما يمنع من تنزيل هذا الحكم عليه فليس عنده شبهة وليس عنده تأويل وليس عنده اكرام وانما قال ذلك كله مختارا مطيعا فهنا تعين تنزيل الحكم عليه ولا حرج في توصفه بانه منافق وصى بانه منافق وهو كذلك وهو كذا فانه منافق وبات على كفره لانهم ثلاثة احدهما مات على الكفر والردة والاخر تاب الى الله عز وجل وهو مخشي ابن حمير رضي الله تعالى عنه والثالث وعنهم ذلك الذي انكر وفارق وانطلق الى رسوله صلى الله عليه وسلم يخبر بهذا فلما اتى الى القرآن قد سبقه قد سبقه بهذا الخبر اخبر الله عز وجل رسوله ان هؤلاء قد قالوا مثل هذه المقولة وهي قوله وهو قول ذكر هنا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء. يقول عوف وجد القرآن فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذاك الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتح ركب ناقته راقب ناقته فقال يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب. وهنا الشرط الذي يشترط في باب الاستهزاء ان يكون قاصدا للسخرية وان يكون قاصدا الله و واللعب. وهذا العذر لا يغني عن صاحبه شيئا. وقد ذكرنا انه بالاتفاق ان ان قصد الكفر ليس بشرط بالاتفاق ان قصد الكفر يبقى قابل استوى السخرية ليس بشرط عند عند اهل العلم وان ما الذي يقصد في ذلك اي شيء يشترط في ذلك ان يقصد اللهو وان يقصد الاستهزاء وان يقصد اللعب فاذا قصد الاستهزاء كفر بالله عز وجل. قال هنا انما كنا نخوض ونلعب اي انما قلنا ذلك ليس على مقام التصديق ومقام كذلك وانما اردنا بذاك النقطع عن السفر والطريقة قلنا هذا ضاحكين لاعبين غير جادين في قولنا فهذا ومعنى الاستهزاء وهذا وبعد السخرية. قال هنا قال ابن عمر فقال يا سيدنا ما كنا نقوم نلعب حديث الركض. اي ان الركب اذا سافروا اخذ بعض يذكر قولا ويقول قولا يقطع به عناء الطريق عنه اي عداءة سفر وتعب السفر فيقطع لهم هذا الطريق في الحديث. فيكون فيه يعني يعتريه شيء من اللعب شيء من اللهو شيء من الهزل والسخرية فقال قال ابن عمر كاني انظر اليه متعلقا بلسعة ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الليف الذي يربط على على الرحل حتى لا يسقط وحتى لا يسقط الراكب بلسعة ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم وان الحجارة تركب رجليه اي انه من شدة مشي الناقة ومن شدة اتباع دون النظر الى اسفل قدميه الاحجار تتطاير من بين قدم فيضربها برجله وهو يقول يا رسول انما كنا نخوض ونعد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. وهنا يدل على ان المستهزئ الساخن هل تقبل توبته او لا تقبل؟ المستهزئ الساخر الذي يستهزأ بدين الله او بشريعة الله عز وجل اذا تاب توبة صادقة فان توبته تقبل بالاتفاق ولا خلاف بين العلم في ان توبته وتقبل من جهة من جهة الاخرة. التوبة هنا لها حالتان توبة تتعلق باحكام الدنيا وتوبة تتعلق باحكام الاخرة. اما ما باحكام الاخرة فاذا تاب المستهزئ او الساخر او المستهزئ بالله وبرسوله وتاب توبة صادقة فان توبته تقبل وباجماع اهل العلم ولا خلاف بينهم ان توجيهات الاخرة تقبل. وانما الخلاف بينهم في توبة الدنيا. هل تقبل او لا تقبل وذلك ان المستهزأ قد ارتد عن دين الله عز وجل وحكمه انه انه يقتل انه يقتل. وقد فرق بعضهم بين الاستهزاء بالله عز وجل والاستهزاء برسولنا صلى الله عليه وسلم والاستهزاء بشريعة الله. اما الاستهزاء بالله فذهب جمهور اهل العلم انه تهزأ بالله وتاب توبة صادق وقبله وتاب توبة صادقة. فانه يستتاب لان التوبة هنا له حالتان. اما ان يتوب قبل ان نقدر عليه. واما ان يتوب بان يقدر بعد ان يقدر عليه فاذا تاب قبل يقدر عليه قبلت توبته وعفا الله عز وجل عنه اذ كانت توبته صادقة. اما اذا تاب بعد القدرة عليه وبعد اخذه من السلطان فهنا اختلل العلم فمنهم من قامه الجمهور انه اذا كان في حق الله فان توبته تقبل ويترك لله عز وجل بان حق الله قائم على على على التسامح وعلى العفو. آآ اما ساد الرسول صلى الله عليه وسلم مستهز برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وقع فيه ايضا الخلاف نفسه والذي عليه الجماهير ان ان المستهزء الساخن برسول الله صلى الله عليه وسلم انه يقتل مطلقا يكون استهزائه وسخريته ردة يقام عليه بها حد القتل يقام عليه حد القتل كبر زنا وهو محصن ثم تاب الى الله عز وجل فانه فانه يرجم وان تاب توبة صادقة كذلك من آآ قتل نفسه بغير حق فانه يقتل اقتصاصا وان تاب توبة صادق قالوا كذلك اذا استهزأ بالله واستهزأ اذا استهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يقتل فانه يقتل ان تاب آآ يقتل حدا وان لم يتب قتل حدا وردة قتل حد وردة ويمكن ان يكون هناك قسم ثالث وهو من تكررت ردته في الاستهزاء بالله او الاستهزاء بشريعة الله. اما الرسول فقد وضحنا امره وان الصحيح من اقوال العلم الذي عليه الجمهور انه يقتل مطلقا انه يقتل مطلقا الا ان يرى السلطان او ولي امر المسلمين يرى ان في تركه مصلحة للمسلمين او في تركه مصلحة ترجى من وراء تركه فهنا قد يكون له ذلك القول الاصل نقول ان من استهزأ بالرسول انه يقتل مطلقا ويكون قتله حدا ان تاب وان لم يتب يكون قتله ردة وحدا اما الساب والمستهزئ بالله والاستاذ شريعة الله الاصل ان توبته تقبل الا في حالة واحدة وهي اذا اذا تكررت وتكرر استهزاء وسخريته. استهزأ اليوم فتاب وقبلت توبته. ثم ثم بعد شهر استهزأ مرة ثانية. ثم تكررت تكرر الاستهزاء هنا نقول لابد من قتله لابد من قتله ولا تقبل ولا تقبل توبته لان لدته لا ردة مغلظة فلا بد من ايقاظ حكم الله فيه وان تاب واظهر انه قد قد تاب. فمن تكرر استهزاءه وسخريته بالله قولي او بالله وبدين الله عز وجل فانه فانه يقتل. قال هنا لا تعتذر قد كفرتم بعد ايذانكم. اي اعتذاركم هنا. هنا الاعتذار اعتذاران. هو اعتذر فقط بقوله انما كنا نخوض ونلعب. وهذا ليس فيه توبة وليس فيه ندم على فعل الذي فعله وانه يتوب الى الله ويجدد اسلام جديد وانما علل ذلك بقوله انما كنا نخوض عنه فاعف عنه قالا تعتذر قد كفرتم بعد ايذانكم. فوهنا لماذا لم يتب هؤلاء؟ ولماذا لم يرجع للاسلام والايمان؟ نقول اما الذي لم يرجع للاسلام فانه كان منافقا آآ نفاقا اكبرا وانما كان يخرج يخرج الاسلام ويدعي الاسلام ثم كفر بالله وان كان شيخ الاسلام يرى ان هؤلاء الذين استهزأوا كانوا مؤمنين لقوله تعالى لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فوصفهم الله جل بالايمان وثم اه كفروا بعد ايمانهم فافاد انهم كانوا مؤمنين مؤمنين حقا. فهذا الذي كفر بقوله لم يرجع الى الاسلام مرة اخرى وانما كمنافقا كافرا بالله عز وجل اما الاخر فقد تاب الى الله عز وجل توبة صادقة وغير اسم من مخشي او قيل مخشا الى عبدالرحمن ودعا الله من توبة ان يقتل في سبيل الله وان لا يعلم هو كان وقد ذكر ذلك ابن اسحاق في سيرته رحمه الله تعالى. وقد فعل وقد فعل الله ذلك به سبحانه وتعالى فتاب عليه وقتل شهيدا ولا يعرف له مكان موته رضي الله تعالى عنه. اما عاود بالك فقد انكر وفارق هذا المكان بين وهو الذي برئ وليس شيء. واما نخشي فقد جلس وشهد لكنه تاب. وقبل الله توبته لانه كانت صادقة اما الرجل الاول فانه وهو يقاده وديعة ابن ثابت يقال له وديعة ابن ثابت وكان مات على الكفر والنفاق لانهم ثلاث وديعة ابن ثابت ومخشي ابن حمير وكذلك الثالث هو عوف بن مالك الاشجعي رضي الله تعالى عنه قول ما يلتفت وما يزيد عليه. هنا ذكر هذا هو سبب نزول هذه الاية. هذا سبب نزول هذه الاية. ثم ذكر ان في هذه الاية في هذا الباب مساء نسأل قال وهي العظيمة ان من هزل بهذا انه كافر اي هزل به شيء هزل بالله هزل برسوله هزل بدين الله عز وجل هزل بشيء من شريعة الله كفر بالاجماع. وقد نقله ابن قدامة ونقل ايضا للعربي رحمه الله تعالى وكما ذكرت نقله غير واحد ان المستهزأ كافر بالله عز وجل استهزأ بالله برسوله او بكلام الله وبكلام صلى الله عليه وسلم وان هذا لا يصل من موحد ولا من مؤمن. المسألة الثانية قوله ان هذا وتفسير الاية فيمن فعل ذلك كائنا من كان اي انه لا يفرق في من استهزأ بالله وبرسوله بين قريب او بعيد بين عظيم او حقير بين ولي او غير ولي بين عالم او غير عالم كل من استهزأ بالله وبرسوله كان له السابقة السابقة العظيمة في الاسلام فان ذلك لا ينفع وهؤلاء الثلاثة خرجوا في اي غزوة في غزوة تبوك وقد تخلى فيها كثير من المنافقين ومع ذلك خرجوا هؤلاء مع النبي صلى الله عليه وسلم مجاهدين مجاهدين بذلوا في خروجهم اموالهم وانفسهم في نصرة دين الله لكنهم لما استهزأوا بالرسول صلى الله عليه وسلم واستهزأ بالصحابة وجه العموم بهذا الوصف كفروا بالله عز وجل. وهنا مسألة هل يقال من استهزأ باهل الدين ما يقال لهم اهل اكل وشرب؟ هل يكفر من هذا المعنى؟ نقول لا يكفر لا يأكل وصف يد اهل اكل وشرب الا اذا قصد الاستهزاء بعموم حملة الدين. واراد بذلك انه بهذا الوصف لاجلهم حملوا الاصل ان هذا فسق وفجور وانما كفر هؤلاء بقولهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء الرابطون لان في هؤلاء القوم من محمد صلى الله عليه وسلم فكان استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو وصل الرسول بقوله انه ارض بطونا وانه وبهذه الاوصاف ذكرها لو كان الرسول فقط لكفر بالله عز وجل لانه استنقص النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الاوصاف التي يستنقص بها من وصف بها. فقوله آآ كفر هؤلاء لانهم تنقص النبي صلى الله عليه وسلم اما لو وصف مجموعة من اهل الدين او وصف المطاوعة وقال المطاوعة اهل اكل واهل مطاعم تقول هذا فسق وفجور ولا يكفر فاعله لكن لو استهزأ بعموم اهل الدين استهز بعموم اهل الدين وانهم كذابين وانهم مخادعين وانهم واخذ يستهدف جميع حملة هذه الشريعة وقصر هذا الحكم عليهم فقط يكون هذا استهزاء بأي شيء وسخر وتنقصا لدين الله عز وجل لان هؤلاء انما اراد بهم انهم حملوا دين الله وتعالى. المسألة الثالثة قوله الفرق بين النميمة وبين الناصية لله ورسوله. اخذ هذا من قصة عهدات رضي الله تعالى عنه. عوف مالك عندما سمع قول هؤلاء قال لاخبرن الرسول لاخبرن الرسول صلى الله عليه وسلم. فهنا هل اخبار ما بالدبيبة النميمة هو الذي ينقل الكلام بين الناس على وجه الافساد. اما الذي ينقل الكلام على وجه الانكار وتبين انها وانكار المنكر وازالته بعد النصح فهذا ليس ليس نبي. اذا رأيت مثلا اناس يجتمعون على منكر او ارادوا ان يجتمعوا على فعل منكر. ثم ذهبت الى الهيئة واخبرتم ان هؤلاء منكر واردت اليك انكاره يقول ليست هذه بدليل وانما هذا من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا مراد بقوله الفرق بين التميمة وبين النصيحة لله ورسوله فهنا هذا الرجل عثمان رضي الله تعالى عنه لما سمع استهزاء هؤلاء بالرسول صلى الله عليه وسلم ووصوا بانه آآ بانه كذبت الالسن وجبن وجبناء عند اللقاء وارضى بطونا نصحا لله ونصحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم اخبر سلم بهذا الفعل فهذا من باب انكار المنكر من باب الغيرة الغضب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وليس هذه النميمة في شيء بل يؤجر العبد على هذا الفعل اذا رأى منكرا وذكره حتى يذكر ذلك المنكر المسألة الرابعة قال الفرق بين العفو الذي يحبه الله وبين الغلظة وبين الغلظة التي بين الغلظة على اعداء الله عز وجل لا شك ان الله عفو يحب العفو وسبحانه وتعالى والله يعطي على العفو ما لا يعطي على العنف سبحانه وتعالى. فهنا هنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يعفو عن هذا الذي اعتذر بقول انما كنا نخوي العبد لانه لم يكن اهلا للعفو وذلك انما قال ذلك كاذبا غير صادق فقال لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ولم يعف الله عنه لانه ليس اهلا لان يعفى عنه لانه لم يكن صادقا في توبته ولم يكن صادقا في ندمه وتحسره وانما اراد بقوله انما كنا له نلعب ان يذهب غضب وسلم في وقته وذلك اه من علمنا من حاله انه مخادع وانه كاذب وانه يتحال على اهل الاسلام فانه لا يعفى عنه ويقاض عليه حكم الله عز وجل وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا رأينا رجل كثير الفجور وكثير الفسق وكثير آآ الفساد في الارض ثم اخذ مرة ومرتين ثم قال انا اتوب واعف وسامحوني يقول لا يعفى عن هذا بل من الحكمة ومن الاصلاح والصلاح ان يقطع شر مثل هذا الصنف من الناس لان في العفو عن الزيادة في شره وزيادة في اذاه وظلاله. فهنا يقال انه لا يفعله بل يغلظ عليه ويغلظ على اعداء الله سبحانه وتعالى الخامسة ان من الاعتذار ما لا يقبل فليس كل اعتذار يقبل وانما يقبل اعتذار من صدق في اعتذاره وعلمنا منه الندم والتحسف اما لان من اعتذر على وجه المجاملة وعلى وجه ان يدفع عنه الشتيمة فان هذا اذا كان له قوة على رد اعتذاره والاخذ على يده فان هذا الذي يجب على على من كان له قدرة. ولذلك يدخل في هذه المسألة ما يسمى بمن يكثر القتل. يقتل ويقتل ثم يطلب العفو بالاهل المقتول. نقول من تكرر وقتله او كان متساهلا في قتل المسلمين الغير مبالي فان العفو عنه لا يجوز ولا يجوز لاولياء الميت ان يعفو عن من هذا حاله لان بالعفو عنه جرى على غيره جراءة منه على غير من قتله من الدماء فيكون بذلك اعانة له على قتل المسلمين على اراقة الدماء. هذه المسائل التي ذكرها ختمنا بهذا الباب. والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد