بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر ولشيخنا ووالدينا وللسامعين. قال الامام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد. قال رحمه الله النهي عن شرب الريح. عن ابي بن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الريح فاذا ما رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به ونعوذ من شر هذه وشر ما فيها وشر ما امرت به وصححه الترمذي. قال رحمه الله فيه مسائل الاولى الثانية الارشاد الى الكلام النافع اذا رأى الانسان ما يكره. الثالثة الارشاد الى انها الرابعة انها قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر. قال رحمه الله نعم. عقب ذلك بعد بعد ذلك بقوله والنهي عن سب الريح وهذا الباب ايضا مناسبا للباب الذي قبله. فالباب الاول فيه لوة واعتراض على قضاء الله وقدره. وهذا باب ايضا فيه اعتراض على شيء من من قدر الله الكوني من قضاء الله الكوني وتقدير الله الكوني لان الرياح تجري تجري بامر الله عز وجل. فالرياح التي تهب على العباد فتصيب بمصائب او شرور او باضرار هي ايضا من امر الله وبتدبير الله عز وجل فالذي يسبها كانه يسب من من ارسلها ومن اجراها سبحانه وتعالى. ولذلك قال لا تشم الريح فهنا باب عن سب الريح اي ان سبها مما ينافي الادب مع الله عز وجل واما ينافي كمال التوحيد ان المسلم اذا عقل وادرك ان الريح بامر الله تجري وانه هو ان تحركها وان تسخيرها هو الذي يسخرها ربنا سبحانه وتعالى وسب بعد ذلك فحالك حال من سب الدهر. وقد مر بنا ان النبي صلى قال يقول الله فيؤذي ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر. ومن سب سب ما يكون في الدهر من الرياح والعواصف والاعاصير فلعنها وسبها لا يجوز ايضا وهذا له اعتراض على قضاء الله وقدره وانما المشروع عند هبوب الرياح ان يسأل الله خيره. اللهم اني اسألك خيرها وخير ما ارسلت به. واعوذ بالله من شرها وشر ما به اذا هذا الباب باب سب الريح فيه دلالة على ان سب الريح مما ينافي كمال التوحيد وان وان سياق المؤلف له في كتاب التوحيد ليبين ان سب الرياح وسب آآ الريح تهب ان فيه نوع اعتراض على قضاء الله وقدره وسوء ادب مع الله سبحانه وتعالى في تدبيره وتقديره. لان الرياح تجري بامر الله وتجري بتقدير الله سبحانه وتعالى فهذا مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان سب الريح لا يجوز وان سبة من سب الدهر المحرم وان سبها من سوء الادب مع الله عز وجل من تشبه منه الاعتراض على قضاء الله وقدره. ذكر هنا حديث ابي بن كعب رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسب الريح فان فاذا رأيتم ما تكرهون من العواصف والرياح الشديدة فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه وخير ما فيها وخير ما امرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها ومن شر ما ادرك به وذلك انك تستعيذ من ارسلها وتسأل من ارسلها خيرها وتستعيذ بمن ارسلها شرها. وهذا وكمال التوحيد. فعندما يستشعر العبد ان فهذه الرياح تهب بامر الله. وان الخير الذي فيها هو بامر الله والشر الذي فيها وبامر الله. وثم سأل الله خيرها كان فيه فيه من العبودية لله عز وجل وفيه شيء من اظهار العبودية والفاقة والحاجة لربه سبحانه وتعالى لان الامر امره والخلق خلقه سبحانه وتعالى الاستعاذة فيها نوع افتقار واظهار الذل والحاجة لربنا سبحانه وتعالى. ويعلم انه بهذا بهذا الخيل بهذا السر بهذا التعوذ انه يظهر كمال تحقيق توحيد الله عز وجل في عبودية العبد لربه سبحانه وتعالى. ومن جهة اظهار الفاقة والحاجة والفقر لله عز وجل. حتى في هذه الرياح لتهب ان الذي وهي ان الذي يسيرها ويجريها ربنا سبحانه وتعالى. فتسأل الله خيرها وتستعيذ بالله من شرها. هذا الحديث رواه الترمذي واحمد الاعبش الحي بن ابي ثابت عن درب ابن عبد الله عن سعيد بن عبد الرحمن بن ابي عن ابيه عن ابي بن كعب وقد وقع في هذا الحديث خلاف من جهة رفعه ومن جهة وقفه فقد رفع الحب الفضيل ورفعه ايضا ابو عوانة رفع الاعمش عن حبيب ابي ثابت عن ذر عن آآ سعيد بن عتق بن ابزة عن ابيه عن ووقفه غيرهم وقف هجيب ابن عبد الله عن الاعمش واختلف ايضا عن مرة مرفوعا وقد رجح النسائي وقفه. ومع ذلك نقول الحديث صحيح وقد جاء ما يشهد له من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. ومن حديث عائشة ومن احاديث كثيرة كلها تدل على النهي عن سب الريح فسب الريح لا يجوز وهو داخل تحت عموم يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر شيء من الدهر وشيء من ما يكون في الدهر فسبها لا يجوز لان الذي اجراها وارسلها وسيرها هو ربنا سبحانه وتعالى والموقف من باب لان الريح الريحة هي جن من جند الله عز وجل والله اهلك بالريح قوم عاد واهلك بها اقواما عتات طغاة بامر الريح. بل ان الله ما الريح الا بقدر الخاتم ما يخرج من الخاتم من الهواء احلك الله به قوم عاد. فكيف لو اذن الله بهذه الريح حتى تهب على الامم على اهل الارض لقلعت باعل الارض من كل ثابت وصلب جثته من اصله. فالريح جند من جند الله عز وجل ما ورد ان المسلم يقول اللهم اجعلها ريح ولا تجعلها ريح فهذا ورد عن ابن عباس عند الطباوي باسناد منكر وضعيف لكن معنى معنى وصحيح فان الرياح تأتي تاء متفرقة بخلاف الريح تأتي مجتمعة والريح قد والريح الاكثر ذكرا في كتاب الله جاءت مفردة في مقام العقوبة ونزول الشر وقد تأتي ايضا مفردة اي الريح آآ الريح على اسم الجنس ويراد بها الريح الطيبة الريح الطيب لكن الاكثر والاصل ان الريح اذا جات كتاب الله فانه يراد بها العذاب العذاب والسخط الذي انزله الله جل على من خالف امره واما الرياح فهي تأتي بكتاب الله لا بنشر الخير من باب نشر آآ السحب وانزال آآ وتلقيح السحاب الذي بامر الله ينزل منه المطر. اذا موقف المسلم من الرياح اذا رآها وتضايق من حال الريح ان يدعو الله عز وجل بهذا الدعاء اللهم انا نسألك من خير هذا الريح وخير ما فيها وخير ما امر به واذا واني استعن اعوذ بالله ونعوذ بك من شر هذا الريح وشر ما فيه وشر ما امرت به هذا هو المشروع وفيه هناك ايضا اللهم اجعلها ريح ما تجعل وهو اسلام ضعيف. اللهم اجعلها ريح لاقية. اللهم اجعل رياح الواقع. ايضا في بعض اقوال السلف رحمهم الله تعالى. عموما الذي هنا ان المسلم لا يجوز له ان يسب الريح ولا ان يلعنها وانما المأمور به ان يستعيذ بالله من شرها وان يسأل الله عز وجل خيرها. والنبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رأى في السماء اقبل اكبر حتى اذا حتى اذا امطرت سري عنه صلى الله عليه وسلم وذلك ان قوما اهلكوا بالريح العقيمة هي القبول الرياح تهب من اربع جهات من الشمال ومن الشرق وهي الصبار ومن ومن الغرب وهي الدبور ومن الشرق وهي القبول والريح الجنوبية وكل لها اسم وكل لها تأتي بمعال فالشمال هي المبددة والرياح والجنوب هي الجامعة هي اه التي يقول فيها الخير والرزق باذن الله عز وجل وكل هذا بامر الله. قال فيه مسائل الاولى النهي عن سب الريح وهذا النهي عن التحريم النهيون ليس على الكراهة بل نقول على التحريم لانها تدخل في معنى سب الدهر. المسألة الثانية للشأن الكلام النافع اذا رأى الانسان ما يكره ان يقول اللهم اني اسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما به. واعوذ بالله من شر هذه الريح وشر ما فيه وشر ما امرت. به الرابعة. الثالثة الارشاد الى انها مأمورة فهذا لابد ان نعتقده ان الرياح هذه لا تجري عبثا ولا تجري من قبل نفسها وانما تجد مأمورة بامر الله عز وجل وان الله هو الذي يدبرها بامر بامره سبحانه وتعالى فهناك ملائكة تدبر هذه الريح كما قال المدبرات تدبر اوامر الله وتقدير الله ومن ذلك الرياح. فهناك ملائكة تسوقها وتحركها بامر الله عز وجل. الرابعة انها قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر فهي خلق من خلق الله وجند من جند الله عز وجل. تؤمر بالخير وتؤمر بالشر فتنتهي فتافى فتى. وتب الشر ايضا فتمتثل فما يحصل للخير والمطر وما يحصل للنعيم في هذه الرياح وبامر الله وما يحصل ايضا من الشرور والصواعق والعواصي تلحق الناس بالضرر هي ايضا بامر الله الواجب على المسلم اذا رآه ان يستعيذ بالله من شرها وان يسأل الله عز وجل ما فيها من الخير والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا