بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا قال شيخنا ووالدنا واسلامهم. قال الامام المهدي محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه الكريم. باب ما جاء صلى الله عليه وسلم في مكة وسبه طرق الشرك. عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال تركت في رب بني امري الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلنا انت سيدنا فقال سيد الله تبارك وتعالى. قلنا وافضلنا فضلا ويهمنا اولا فقال قولوا لقولكم او بعد قولكم ولا يستدلنكم الشيطان. الله اكبر داوود بسند جيد. وعن انس رضي الله عنه ان ناس قال يا رسول الله يا خيرنا اكرمنا فيهنا وسيدنا وبين سيدنا. فقال يا ايها الناس كلوا بقومكم ولا الشيطان على محمد عبدي عبد الله ورسوله. ما احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله عز وجل. اللهم قال رحمه الله تعالى في المسائل الاولى كثير الناس من القلوب الثانية ما ينبغي ان يقول من قيل له انت سيدنا الثالثة قوله لا يستجيبن لكم الشيطان مع انهم لم يكونوا الا الحق الرابعة قوله ما احب ان ترضعوني فوق منزلتي. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد. وسده طرق الشرك هذا الباب سبق ان مر بنا معناه في اول هذا الكتاب المبارك ذكر رحمه الله تعالى بابا شابها لهذا الباب وحمايته صلى الله عليه وسلم لحمى التوحيد. وسد ابواب الشرك. الا ان بين البابين تغاير. فالباب الاول الذي ذكر في اول الكتاب يتعلق بحمايته صلى الله عليه وسلم لحمى التوحيد من افعال الشرك من افعال التي الى الشرك فحمى النبي صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بالافعال التي قد يصل بها العبد الى ان يشرك بالله عز وجل واما في هذا الباب فعقده رحمه الله تعالى يبين ان النبي صلى الله عليه وسلم ايضا حمى حمى التوحيد وسد طرق الشرك من جهة الاقوام. اذا الحمام من جهتين حماه من جهة الافعال اي حماه من ان على فعل يوصل الشرك بالله عز وجل. وفي هذا الباب حماه من جهة الا يقال قولا يوصل الشرك بالله عز وجل فالنبي صلى الله عليه وسلم حمى حمى التوحيد وسد طرقه الموصلة اليه من الافعال ومن الاقوال كل فعل يكون سبب او وسيلة للشرك بالله عز وجل فهو محرم. وكذلك كل قول وكل لقول يصير سببا او وسيلة للشرك فهو ايضا محرم. وعلى هذا عقد هذا الباب رحمه الله تعالى فقال باب من باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسلبه طرق الشرك المتعلقة بالاقوال المتعلقة بالاقوال الالفاظ ولا شك ان المسلم مأمور ان يسد كل طريق وان يمنع كل سبب وكل وسيلة سواء كانت قولية وفعلية توصله الى الشرك بالله عز وجل. والوسائل تأخذ حكم المقاصد. الوسائل تأخذ حكم المقاصد. فهذه الذرائع وهذه الوسائل والاسباب التي توصل الى الشرك بالله عز وجل هي محرمة بالاتفاق. كل ما يوصل محرم فهو محرم وكل ما كان وسيلة محرم فهو محرم. ذكر هنا ما يدل على هذا المعنى وعلى هذا التبويب. ذكر ما رواه ابو داوود وغيره من حديث بالنظر عالمطرف ابن الشخير عن ابيه عبد الله بن عبد الله بن الشخير رضي الله تعالى عنه. وروى ايضا عن مطرف رواه ايضا قتادة وغيره جرير وراه جمع من الحفاظ عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن ابيه هو حديث صحيح يقول فيه قال انطلقت في وفد في وقت بني عامر ولعل هذا كان في سنة الوفود لما وفدوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا انت سيدنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم السيد الله. تبارك وتعالى قلنا وافضلنا فضلا واطول واعظمنا طولا. فقال قولوا قولكم او بعض قولكم ولا يستجلئنكم الشيطان. رواه ابو داوود واسناده صحيح. رواه داوود واسناد صحيح. هنا المؤلف رحمه الله تعالى هذا الحديث في هذا الباب ليبين عظيم حرص النبي صلى الله عليه وسلم وعظيم حمايته لجناب التوحيد وحمايته للتوحيد صلى الله عليه وسلم. ان منع ان يقال له يا سيدنا ويا طولا ويا افضلنا فضلا واعظمنا طولا خشية ان يستجرينهم الشيطان الى ان يعظموه وينزلوه منزلة ينزله الا لم ينزله الله الا اياها. وهذا الذي حصل عندما غلى الناس في رسولنا صلى الله عليه وسلم وتجاوزوا الحد الذي نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عنه وصلوا به الى ان جعلوه خلق من نور الله عز وجل وجعله من التصرف الاكوان ومن دعائه والاستغاثة به ما لا يجوز الا الا لله سبحانه وتعالى. فهذا الذي حذره وخافه النبي صلى الله عليه وسلم. نهى ان يعظم قبره ونهى ان يجعل قبره مسجدا خشية ان يعبدوا لله عز وجل. ونهى ان ان يعظم بقول نزله منزلة لم ينزله الله اياها خشية ان يجعلهما ليس له صلى الله عليه وسلم. واذا قال صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم وانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وسلم. فبلغ لبعض الناس ان اراد ان يمدح النبي صلى الله عليه وسلم وان يثني عليه ويطريه حتى جعله خلق من نور الله عز وجل. وبعضهم جعله او الها مع الله عز وجل وبعضهم جعل له من التصريح بالاكوان ما ليس الا لله سبحانه وتعالى. وكل هذا من الشرك. فهذا الذي حذره هذا الذي حذره وخافه نبينا صلى الله عليه وسلم وحذر منه. وداعا عندما قالوا انت سيدنا. قال السيد الله تبارك وتعالى وافضلنا فضلا واعظمنا طولا مع ان هذا الكلام في اصله مباح وجائز لكنه صلى الله عليه وسلم خاف ان يتجاوزه الشيطان هذا المدح المباح الى المدح المحرم الى ان يكون شركا بالله عز وجل كما قال قائلهم لو نزلت اياته قدره عظمه لاحيا اسمه حين يدعى دارسا الرمم. يقوله البوصيري في مدته اي ان الايات التي انزلت على محمد صلى الله عليه وسلم لم تناسب قدره والا لو ناسبت قدره لو قيل للميت لو قيل عن الميت اسمه محمد لحيى الميت بقدر محمد صلى الله عليه وسلم. واذا والاخر فمن جودك الدنيا وضرتها ومن عندك علم اللوح والقلم فجعله علم الدنيا والاخرة وجعل الدنيا والاخرة هي من جود صلى الله عليه وسلم ولا شك ان هذا من اعظم من اعظم الغلو الاعظم الغلو. والغلو لا يكون خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم بل قد بل قد يغلى بغير النبي صلى الله عليه وسلم اما من صحابي يغلى فيه حتى ينزل منزلة من يعبد دون الله عز وجل اما بعالم او بشيخ او بصاحب طريقة ولذلك ان اعظم الشرك الذي وقع وقع في الارض وانتشر في هذه الارض وبسبب الغلو في الصالحين. وقد ذكر الشيخ تعالى في اول هذا الكتاب باب الغلو بالصالحين يسيرها باب في قبور الصالحين يصيرها اوثانا. فعندما غلى بعض الناس في عبد القادر الجيلاني عبدوا من دون الله عز وجل. غنم في العيدروس وعبدوه من دون الله عز وجل وقبل من ينتسب الاسلام كان مشرك الجاهلية ايضا غالوا في البعض الصالحين كلات عندما كان رجلا فعظموا حتى عبدوا من دون الله سبحانه وتعالى. فالافعال والاقوال التي يغانى فيها. ويتجاوز فيها الحد هي سبب ووسيلة وطريق الى الشرك بالله عز وجل. فنبينا صلى الله عليه وسلم اراد ان يقطع هذا الطريق. اراد ان يقطع هذا الطريق وان يسد طرقه ويمنع منافذه التي توصل الشرك بالله عز وجل. واطلاق السيد على البشر مر بنا ان السيد عندما يطلق على العموم فانه لا يضاف الا الى الله سبحانه وتعالى بهذا اللفظ الذي يطلق السيد معرفا فان المرابي سيد هو الله. اما انت سيدنا او هذا سيد بني فلان او سيد القوم فهذا لا حرج اذا خلا من امرين او اذا خلا من ان ان يكون فاسقا فاجرا فان هذا لا يجوز ان يسود لقوله صلى الله عليه وسلم لا تقول نافق سيد فان سيدكم فقد اسقطتم فاياكم سيدكم فقد اسقطتم ربكم. والامر الثاني ان ان لا يكون شيء له شيء من السؤدد. وانما اليه كذبا وزورا. فاذا كان الرجل سيد وعنده عبيد وقال وانت سيدنا نقول لا حرج في ذلك. كذلك اذا كان سيد لقومه وهو من السؤدد والسيادة وكمال صفات واخلاقه او كانه جاه ومنزل فلا بأس ان يقال سيد ما لم يكن فاسقا او فاجرا. والسيد يطلق على دعاء العرب على من كمل في سؤدته وصفاته ويطلق ايضا على الزوج فالمرأة تقول لزوجها سيدي لانه بمعنى الزوجة هو سيد والنبي وسلم قال قوموا لسيدكم لان له من الصفات ما سود بها واصبح بها رئيسا لهم. وقال انما سيلف البراء بالمعرور لكرمه وجوده فسماه سيدا فنقول لا حرجا يسمى اسير وقد ذكرنا تفاصيل هذا الاسم بين حكمه واما على الاطلاق ان يقال سيد الخلق فليس هناك سوء الخلق الا محمد صلى الله عليه وسلم فهو سيد البشر. هو سيد ولد ادم. ولا يجوز ان يطلق هذا الوصف على غير محمد صلى الله عليه وسلم. كذلك السيد مطلقا لا يقال الا على الله سبحانه وتعالى. وافضلنا فضلا اي لك الفضل العظيم علينا وهو كذلك صلى الله عليه وسلم الا ان المنة العظمى والفضل العظيم هو لله على عباده سبحانه وتعالى. واعظمنا قولا اي اكثرنا غنى وغناه صلى الله عليه وسلم استغنائه بالله سبحانه وتعالى فهو اعظم الامة طولا واغناهم بالله عز وجل واكثرهم تقوى وعبادة لربه سبحانه وتعالى. فقال صلى الله عليه وسلم قولوا قولكم اي قولوا بهذا القول او بعض قولكم اي لا تتجاوزوا ما يجوز وما يباح من المدح والثناء والاطراء. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يطرى كما اليهود نصارى عيسى ابن مريم وقال انه عبد. فانا عبد له عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يستجرئنكم الشيطان اي لا يتخذ اي لا يتخذه الشيطان اجراء. ووكلاء يجعلكم بدلا عنه في المجاوزة في الحد. فالشيطان قد يجعل المتكلم ويجعل المادح الحمد لله يجعل المادح والطارئ يجعله في منزلة الاجير له فيصرفه كيف شاء الشيطان واراد الشيطان. فيحمل عن ان يقول قولا باطلا ويمدح مدحا يوصل الشرك بالله عز وجل فقال لا يستجرئنكم الشيطان اي لا يستعملكم ولا يجعلكم واجرى له تقولون قولا لا يجوز او تفعلوا فعلا محرما لا يجوز. فهذا الحديث يدل على حماية وسلم بجناب التوحيد وسد الطرق الموصلة الى الشرك. فنهى عن المباح خشية ان يقعوا في المحرم. ونهوا عما ونهى عما قد خشية ان يتطاول ان يتطاول بهم الامر فيقع فيما لا يجوز وقد وقع وحصل الامة في هذا الباب الشيء العظيم حتى وحتى كما ذكرت ان بعضهم يقول ان محمدا خلق من نور الله عز وجل وهذا من اعظم الغلو والكفر بالله سبحانه وتعالى وجعله اللوح والقلم وجعله من جودها الدنيا واخرتها وجعلوا ان القرآن لم يناسب ان القرآن وهو كلام الله عز وجل لم يناسب قدر محمد صلى الله عليه وسلم وهذا من اعظم الكون قد ذكر هذا كله البصيري في بردته التي حوت واشتملت على الشرك بالله عز وجل فهذا هو وذاك عندما افتتح دحين كما قالت النصارى في نبيها وقل ما شئت في متاعه احتكم اذا قل هذا قول باطل بل كلها قامت على على الباطل والكفر بالله عز وجل ففيها من الشرك بالله الشيء الكثير وفيها من الباطل الشيء العظيم. فهذه البردة او ما يسمى ما يسمى بالبردة والهمزية. هي من القصائد الفاسدة الباطلة التي فيها الغلو والشرك بالله عز وجل. ثم ذكر ايضا وعن انس رضي الله تعالى عنه ان ناسا قالوا يا رسول يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا. فقال يا ايها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوي الشيطان انا محمد انا محمد عبد الله ورسوله. ما احب ان ترفعوني فوق منزلتي. التي انزلني انزلني اياها عز وجل. هذا الحديث رواه احمد والنسائي في يوم باسناد صحيح. من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن انس طريق حمام سلم عن ثابت عن انس وفي هذا الحديث معنى الذي قبله فقالوا يا خيرنا وابن خيرنا اما خيريته صلى الله عليه وسلم فهذا لا خلاف فيها وهو بالاجماع خير البشر وافضل البشر واتقى البشر واعلم البشر بالله عز وجل. واما وابن خيرنا فلا شك ان والده كافر ومات مشركا بالله عز وجل وكافر بالله فكيف يقال له وابن خيرنا؟ الا ان المعنى هنا اي وابن خيرنا اي من جهة النسب ومن من جهة الشرف فلا شك ان بابيه من الشرف والنسب ما يخير به ويفضل به على غيره. فقول وابن خيرنا اي من جهة النسب ومن جهة الشرف لا من جهة الخيرية المطلقة التي بعنا خير من جهة اسلامه وصلاحه وان كان الخير اذا اطلق واذا اطلق واصبح الخير مطلق اول ما يدخل فيه الخيرية التي هي التي هي تنبني على طاعة الله عز وجل وتقوى الله سبحانه وتعالى لكن يحمل هنا وابن خيرنا اي وابن ابن من آآ شرف واصبح له الخيرة في نسبه وشرفه. كذلك ايضا انت سيدنا وابن سيدنا اما سيدنا اما هو صلى الله عليه وسلم فقال انا سيد ولد ادم ولا فخر. واختلف في نهيه او سلم من قوله انه عندما قيل وانت السيد قال السيد الله. نهى عن ذلك قيل اولك واولا تواضعا انه تواضع صلى الله عليه وسلم ولم يعدل انه كان هو السيد صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر. وقيل ان المنع هنا على بابه وان ولاية اطلاق السيد على احد. وان وانما السيد يطلق على الله سبحانه وتعالى. وقيل ان السيدة هدى من باب اغلاق ابواب من باب الكراهة من باب سد الطرق التي توصل الى المحرم الذي لا يجوز ولا شك ان هذا المعنى صحيح والذي يعلو هنا ان صلى الله عليه وسلم اراد منع من قول سيدنا او قال عندما قيل انت سيدنا منع من ذلك اولا تواضعا صلى الله عليه وسلم منه والامر الثاني انه منع من ذلك في هذا المقام خاصة خشية على هؤلاء ان يستجينه الشيطان ويستهينه الشيطان فيقع في الامر من محرم من باب سد الطرق الموصلة الى الشرك بالله عز وجل. قال كذلك وابن سيدنا هنا السيادة التي لابيه وهو كافر هي سيادة هي سيادة من جهة نسبه ومن جهة شرفه وبعد ذلك نقول لا يجوز ان يقال هذا القول لكافر لا لا يدري يقال هذا القول لكافر صلى الله عليه وسلم لا تقل منافق سيد. فان يكن سيدك فقد اسخطتم ربكم فيحمل اهل العلم قبل ان ينهى ان يقال الكافر سيد. فقوله هذا نقول ليس حجة ليس بحجة لانه سم نهى ان يقال الكافر سيد. ولكن يحمل هنا انه قال وابن سيدنا اي جهة السيادة في النسب والسيادة في الشرف في سيادة الشرف والنسب وكان صلى الله عليه وسلم ابن آآ اشرف قريش اشرف قريش واكرم قريش صلى الله عليه وسلم فابوه وعبدالله وجده عبد المطلب وجد جده وجد ابيه هاشم ابن عبد مناف ابن قصي ابن كلاب وهؤلاء لا شك انه شرف رفيع ونسب رفيع في قريش فهو من كما قال انا خيار ابن خيار ابن خيار اي من جهة النسب كان يبعث في كان النبي يبعث في خيرة قومه مكة النبي صلى الله عليه وسلم انه بعث من خيال في خيار في خيار فهو اخبر وبين ان ابائه ايضا من جهة الشرف والنسب هم خيار ولا يعني ذلك انهم كانوا على الاسلام وانهم كانوا مسلمين. اذا هذا حديث صحيح ثم قال لا ليستهوينكم الشيطان اي لا يستهويكم ويجركم ويبين بكم الى ان تقولوا قولا محرما او تسلك مسلكا فيه شيء من الشرك بالله عز وجل والتعاون الذي نهى عنها والتعاون الذي لا يجوز. انا محمد وهو كذلك سمي محمد لانه كثير المحامد كثير لانه كثير صفات الحمد فقد اتصل الصفات التي يحمد بها الصفات الكثيرة وهو احمد لكثرة حمده فهو محمد من جهة صفات الحمد التي فيه وهو احمد لكثرة ما يحمد ربه سبحانه وتعالى. قال ما احب ان ترفعوني فوق التي انزلني الله واياها انزلني الله عز وجل وهي انه عبد الله ورسوله وخليله وصفيه وهو سيد البشر صلى الله عليه وسلم. اما الناس كبه مسلك الغلاة من الصوفية والضلال فهذا مسلك خطير ومسلك يوصل الى شرك بالله عز وجل والناس في بقاء محمد صلى الله عليه وسلم على ثلاث طوائف طائفة جفت ولم تعرف ولم تعز ولم توقر رسولنا صلى الله عليه وسلم فردت سنته ولم تقبله ولم ترى لقوله حجة ولا اعتبارا وهؤلاء ضلال زنادقة نسأل الله السلامة وطائفة اخرى قابلت هذه الطائفة الجافية الضالة بان جعلوا محمد صلى الله عليه وسلم لمنزلة الاله فعبدوه ودعوه واستغاثوا بي وسألوه من دون الله عز وجل حتى جعلوه خلق من نور الله عز وجل. وطائفة توسطت في رسولك صلى الله عليه وسلم وهم اهل السنة جماعة فقالوا انه سيد البشر وافضل البشر وافضل الخلق على الاطلاق وانه عبد لله ورسوله لا يملك نفعا ولا يدفع ضرا صلى الله وسلم الا ما ملكه الله اياه في حال حياته واما بعد موته فليس له من الامر شيء صلى الله عليه وسلم بل قد مات صلى الله عليه وسلم الميتة التي باتها جميع الخلق والبشر مات الميت التي كتبها الله عز وجل عليه. ولا يستغاث به بعد موته ولا يسأل ولا وانما الذي يدعى ويسأل هو الله سبحانه وتعالى. قال في مسائل الاولى تحذير الناس من الغلو. وصدق رحمه الله تعالى. ففي هذا الحديث التحذير من نبينا صلى الله عليه وسلم من الغلو من جهة الاقوال وكذلك الغرور من جهة الافعال. فلا يغلى من جهة الاقوال فيمدح الانسان مدحا فوق منزلته. حتى يقول بعضهم في بعض من يعظمه انت عمدة الطالبين وانت عمدة المتحيرين. ولا شك ان هذا من اعظم الغلو المحرم الذي لا يجوز. بل بعضهم يجعل بعض ان يعظمه انه قبلة الخطاطين كان يمدح خطاطا فقال انت قبلة الخطاطين اي من يأمونه ومن يعتمدون عليه ولا شك ان هذا لا يكون الا الا لله فالذي يعتمد عليه هو الله سبحانه وتعالى وبعضهم يرى ان ان له من المنزلة ما يمكنه من كشف الظر ودفع البلاء لا شك انها ايضا من الغلو المحرم لا يجوز. ولذلك نرى بها اسباب هذا الغلو عبدت القبور وعبدت الاضرحة وعبد الصالحون وجعلهم من المنزلة ما ليس الا لله سبحانه وتعالى كالاقطاب الاربعة والاغوات والاوتاد جعلوا لها تصرفا في هذا الكون ونص فجعل الاولياء والصالحين بمنزلة المدبرين لهذا الكون وان الكون يتدبر بهؤلاء الاولياء وبهؤلاء الابدان والاوتاد الاغوات او الاقطاب ولا شك ان هذا من الشرك والكفر الاكبر فالغلو هو سبب ضلال الناس وسبب ضلال الخلق هذا من جهة الاقوال وايضا من جهة الافعال عندما يعظم منزل او مكان كشجرة تعظم او قبرا يعظم او منزلا نزل يعظم نقول هذا ايضا وسيلة من الوسائل الشرك ولذلك ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما رأى السمرة التي يزعم ان صنبايع الناس تحتها وقال ورأى الناس يأتون اليه يصلون عندها امر بها رضي الله تعالى فقطع وقال ان مهلك كان قبلكم انه اتخذوا اثار انبيائهم مساجد. فتعظيم الاماكن التي لم يعظمها الشارع. ولم يأمر بتعظيم هذا ايضا من الغلو وهو من الوسائل والطرق التي توصل الى الشرك بالله عز وجل. واذا ترى بعض القبور التي عظمها اصحابك قبر امنة رضي الله ارامل ام النبي صلى الله عليه وسلم وهي ماتت مشركة وكافر اين من يأتي لقبر هذه المرأة وهي ام النبي صلى الله عليه وسلم ويعبدها من دون الله بانها ماتت كافرة ومشركة بالله عز وجل. فهناك من يعظمها كذلك بعض القبور التي يزعم ان قبور الصالحين نرى من يبني عليها ويبني عليها المساجد ويعبدها من دون الله عز وجل كلها سبب الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال انما اهلك من كان قبلكم بالغلو فاخبر ان الهلاك انما اياك والتنطع اياك والتنطع نهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو. قال الثاني ما ينبغي ان يقول من قيل له انت سيدنا اذا قيل ادب ادب رفيع من نبينا صلى الله عليه وسلم وقيل يا سيدنا قال السيد الله. وهذا من باب اظهار اه عبوديته لله عز وجل تلوي النار تواضعه وان السيادة المطلقة لا تطلق الا على الله سبحانه وتعالى. وقلت كما ذكرت قبل قليل ان هذا تواضع النبي صلى الله عليه وسلم فمن الادب اذا قالك احد يا سيدنا تقول السيد الله اظهارا للذل والانكسار لله سبحانه وتعالى واظهار العبودية التامة هو الكامل لربنا سبحانه وتعالى. الثالثة قوله لا يستجرئنكم الشيطان. مع انه لم يقول الا الحق اي ان هذا القول الذي قالوا الحق وليس المحرم فالرسول صلى الله عليه وسلم هو السيد هو سيد بني ولد ادم وهو افضلنا فضلا واعظمنا آآ طولا واكثرنا طولا صلى الله عليه وسلم فلم يقولوا شيئا باطلا. لكن النبي صلى الله عليه وسلم خشي من هذا المدح وهذا المديح وهذا الاطراء ان يجره الشيطان الى ما هو محرم والى ما هو اه من الالفاظ الشركية الباطلة. والنبي اراد بهذا ان يقطع الطريق على اولئك المداحين. والى وعلى الغلاة الذين يغنون بالنبي صلى الله عليه وسلم ومع هذا النهي ومع هذا التحذير ومع نهيه صلى الله عليه وسلم وجد في الامة من غلا فيه ومن قال في اقوالا لا تقال الا في الله سبحانه وتعالى. فهذا مع فكيف لو لم يحذر؟ لكانت البلية اعظم. والرزية اكبر. نسأل الله العافية والسلامة. الرابعة قوله صلى الله عليه وسلم لا احب ان ترفعوني فوق منزلتي. ولذلك من محبة النبي صلى الله عليه وسلم ان ننزله المنزلة التي انزله الله بها واما مدحه وتسميته بالاسماء التي لم يسمه الله بها فليس هذا ما يحبه الله سبحانه وتعالى وليس وايضا مما يحبه رسولنا صلى الله فعندما لو صدق اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد اللهم صلي على عبدك ورسولك محمد. اما التمجيد والاطراء الذي الزائد وان كان مباحا تقول هذا لا يحبه النبي صلى الله عليه وسلم فان كنت محبا ومريدا بما يحبه الله ورسوله فانزله ما انزله الله اياه وقل فيه ما قال فيه ربنا سبحانه وتعالى سماه عبده ورسوله وسماه محمدا رسول الله فيسمى محمدا رسول الله ويقال عبده ورسوله فهذا الذي يدعى به النبي صلى الله عليه وسلم. اما الجفاء بقول قال محمد دون ان يتبع برسول الله ودون ان يتبع بالصلاة عليه فهذا يظل من الغلو والجفاء. بل نقول محمد رسول الله الله محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم