الحمد لله والصلاة والسلام رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. نواصل ما ابتدأناه في احكام الزكاة. وانتهينا الى حكم تارك الزكاة وذكرنا ان تارك الزكاة تهاون وكسل انه لا يكفر عن الصحيح من اقوال اهل العلم لكنه على وعيد شديد انه يعذب في عرصات القيام في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ما من صاحب ابل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها الا بصرت له في قاع قرقر قاع ممتد فيؤتى بهذه البهائم بالابل والبقر والغنم باخفافها وباظلافها وتنطحه بقرونها كلما انتهى اخرها عاد عليه اولها في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ثم ان شاء الله او شاء الله سبحانه وتعالى غفر له هذا هو الدليل الصريح الصحيح على ان تارك الزكاة تهاونا وكسلا لا يكفر. وهذا هو الذي رجحناه قلنا هو الصحيح هو الذي عليه جماهير اهل العلم. المسألة الاخرى نقول متى فرضت الزكاة؟ اختلف اهل العلم في فرضية الزكاة متى كانت؟ والصحيح من اقوال اهل العلم ان الزكاة فرضت في المدينة من جهة انصبتها وشروطها وآآ ما يتعلق باحكامها. واما من جهة فرضية الصدقة فالنبي طعسا اذا بعث بعث بالصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الارحام. فكان فرض الصدقة مفروض في مكة. اما بارصبتها واحكامها وشروطها وما شابه ذلك فانما فرض بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة فهذا هو القول الذي عليه العلم ان الزكاة بانصبتها فرضت في في المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. اه المسألة الاخرى ما هي الحكم لا شك ان ان احكام الله سبحانه وتعالى لها حكم كثيرة. وهنا نأخذ فائدة انه لا ينبغي للمسلم ان يهتم الاهتمام في مسألة الحكم وتطلبها وانما الاكمل في حق العبد ان يظهر عبوديته لله عز وجل وان اذا سمع امر الله او امر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يقول سمعنا واطعنا ويستجيب ويمتثل ولا يعلق استجابته بحكمة يراها او بعلة يفهمها فان هذا قصورا في عبودية العبد وانما كمال عبوديته ان يقول سمعنا واطعنا اذا امره الله عز وجل او نهاه سبحانه وتعالى او امره صلى الله عليه وسلم او نهاه صلى الله عليه وسلم ان فيقول سمعنا واطعنا. فاذا وجد بعد ذلك حكمة وقعت له عرضا او تأمل فاستنبط احكاما استنبط حكما وعللا من احكام الشريعة فهذا حسن لكن لا يبني تعبده على معرفة هذه العلل وهذه الحكم فان ذاك قصورا في عبودية فالاكمل اذا عبدت الله عز وجل واطعته ان تكون عبادتك طاعتك خالصة من كل شائبة تنقص اجرها عند الله سبحانه وتعالى وهذا لا شك انه يكون مع مع الطواعية التامة والسمع والطاعة الكامل التام لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم. الا اننا في بالنظر الى الى هذه الشعيرة والى هذه الشريعة والى هذا الركن العظيم من اركان الاسلام. وجدنا ان له حكم كثيرة وعلل كثيرة يلمسها المسلم من هذا التشريع العظيم ومن هذا الدين العظيم الذي اكمله الله عز وجل آآ علينا واتمه لنا سبحانه وتعالى المترتبة على الزكاة تنقسم الى قسمين حكم في الدنيا وحكم في الاخرة وحكم في الاخرة. اما ما يتعلق على الفوائد فوائد المنافع التي تحصل المسلمين باقامة مثل هذه الشعيرة ومثل هذا مثل هذه الشريعة. اولا في الدنيا ان ان صاحب الزكاة هناك آآ فوائد تقوم على الفرد وهناك فوائد تقوم على المجتمع باكمله. اما يتعلق آآ بالمزكي نفسه فنقول ان المزكي اذا زكى ما له فان في تزكيته اولا تطهير لهذا المال. تطهير لهذا المال وتطييب له. فان تزكيته يطهره ويطيبه واذا لم يزكي فانه يكون كنزا يعذب عليه يوم القيامة نسأل الله العافية والسلامة كما جاء في حديث ابي ذر وفي حديث ابي هريرة ايضا ذكرناه قبل قليل ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته الا بث له كنزه شجاع اقرع يتبعه في عرصات وانا كنزك انا مالك لانه لم يؤدي زكاة هذا المال ولا يسمى المال كنزا الا اذا لم تؤدى زكاته. فالفائدة الاولى انه يطهر المال ويطيبه صاحبه. الامر الثاني ان الزكاة تنوي ان الزكاة تنمي هذا المال وتزيده وقد جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال ما نقص مال من صدقة ولهذا نقول لكثير من الناس من يظن انه اذا اخرج زكاة ما له واخرج صدقة ماله ان ماله ينقص نقول هذا ليس بصحيح بخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ما نقص مال من صدقة فانت عندما تتزكى عندما تزكي وعندما تتصدق اعلم ان مالك يزيد وانه وبامر الله سبحانه وتعالى والذي يعطي ويهب هو الله سبحانه وتعالى. ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وجميع الخزائن بيد الله عز وجل وخزائن الله ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار سبحانه وتعالى. اذا هذه الحكمة الثانية في الزكاة المتعلقة بالفرد. الحكمة الثالثة ايضا المتعلقة بالفرد ان بزكاة ماله بزكاة ماله يطيب هذا المال يطيب هذا المال ويسلم من تبعيته وهو انه لم يزكي هذا المال فيكون ماله حقه فيه تاما كاملا لانه ادى زكاته. هناك ايضا فوائد حكم تتعلق بالفرد بالمجتمع تتعلق بالمجتمع من ذلك ان الزكاة فيها تفريج الكربات فكثير من الفقراء والمساكين يفوت قد يحتاج الى هذا المال فجاءت الشريعة لتكمل هذا التكافل الاجتماعي وحتى لا يكون في المجتمع طبقية اناس اغنياء ياكلون اناس يموتون جوعا فقرا ليس عندهم. ففرض الله عز وجل الزكاة حتى حتى ينفي هذه الطبقية وحتى يجد الفقراء والمساكين حوائجهم من كالطعام ومن حاجاتهم التي يحتاجونها ففرض الله عز وجل في اموال الاغنياء زكاة تعطى الى الفقراء والمساكين بذلك التكافل الاجتماعي ويحصل بذلك التعاون على على الخير وعلى ويحصل بذلك الالفة والمحبة بين الغني والفقير يصبح الفقير ناظرا للغني انه محسنا له وان الله سبحانه وتعالى جعل في ماله حقا له. وهذا لا شك انه من اسباب من اعظم اسباب الالفة والمحبة بين المسلمين ايضا من الفوائد التي تتعلق ان الزكاة تمنع الفساد في الارض تمنع الفساد في الارض وذلك ان بدفع الزكاة يمتنع السراق يمتنع اهل الفساد فكثير من اهل الفساد من من سراق ومن زناة وما شابه ذلك انما يحملهم على هذه المنكرات هو الحاجة والفقر عدم وجود المال. فاذا وجدت الزكاة وانفق التجار زكاة اموالهم على الفقراء والمساكين. انتفت مثل هذه المظاهر الفاسدة الفاسدة ايضا فيه تفريج لكربة المسلم ومن فرج عن المسلم كربة فرج الله كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد اذا كان العبد في عون اخيه والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم نبينا محمد