الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فيقول الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال في كتاب نواقض الاسلام الناقض الرابع من اعتقد ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم اكمل اكمل من هديه او ان حكم غيره احسن من حكمه كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم ام اكمل وان حكم غيره احسن. نعم. من اعتقد ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه او ان حكم غيره احسن من حكمه كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا هو الناقظ الرابع من نواقض الاسلام التي ذكرها شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له قال من اعتقد ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه او ان حكم غيره احسن من حكمه كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر هذا الناقظ يرتبط بشهادة ان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله والله عز وجل لا يقبل من احد لا اله الا الله الا اذا ضم اليها وقرن بها محمد رسول الله وعلى هاتين الشهادتين قيام الدين ولا اله الا الله فيها توحيد الرب جل وعلا بالعبادة ومحمد رسول الله فيها تجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام هو خاتم النبيين وخير المرسلين وشريعته عليه الصلاة والسلام خير الشرائع واتمها. واكملها وكتابه الذي انزل عليه اعظم الكتب واجلها وبشريعته ختمت الشرائع وبعد بعثته عليه الصلاة والسلام لا يقبل الله عز وجل عمل عمل الا اذا كان وفق هديه صلوات الله وسلامه عليه وشريعته تامة كاملة عقيدة وعبادة ومعاملة وخلقا قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه بلغ عليه الصلاة والسلام البلاغ المبين واتم الله عز وجل به الدين واكمل به النعمة ولم يمت عليه الصلاة والسلام حتى انزل الله عز وجل قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ومن شهد انه صلى الله عليه وسلم رسول الله فان هذه الشهادة تقتضي ان يطيعه فيما امر وان يصدقه فيما اخبر وان ينتهي عما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه ولاجل ذا ارسل الله الرسل كما قال الله عز وجل وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فالرسل عليهم صلوات الله وسلامه انما ارسلهم الله جل وعلا ليطاعوا ولتقتدي بهم البشرية وليسيروا على نهجهم وليتخذوهم قدوة لهم ولهذا قال الله عن خاتمهم صلوات الله وسلامه عليه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ولهذا لا يتحقق الاسلام الا اذا حقق العبد هذا الاصل الذي عليه يبنى كما قال عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فهاتان الشهادتان هما اعظم اساس يبنى عليه دين الله ولا قيام للدين الا على هذا الاساس وهذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث معاذ ابن جبل الطويل وفيه قال له عليه الصلاة والسلام الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله قال رأس الامر الاسلامي وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله قال رأس الامر الاسلام ومعلوم مكانة الرأس من الجسد وان الرأس اذا قطع اصبح الجسد جثة هامدة قال رأس الامر الاسلام والاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد للرسول عليه الصلاة والسلام طواعية والامتثال والايمان بما جاء به صلوات الله وسلامه عليه فاذا لم يقم هذا الاصل في القلب فلا اسلام ولا دين ولا يقبل الله سبحانه وتعالى من العامل عمله فهذا الاساس الذي يبنى عليه دين الله ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام اذا اتاه الاتي الراغب في هذا الدين اول ما يعرض عليه الشهادة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله هذا اول ما يعرض على من يريد الدخول في هذا الدين لان هذا اساس الدين لان هذا اساس الدين الذي عليه يبنى دين الله جل وعلا فاذا ناقض احد هذا الاساس لم يقم له دين بل ينتقض دين ولهذا سم المصنف رحمه الله هذه الامور نواقض نواقض لدين الاسلام لان الدين ينتقض وتنحل عراة ولا ينتفع بعمل ولا عبادة لان هذه النواقض تفسد الدين وتبطله كما ان الصلاة بدون طهارة لا تقبل فكذلك دين الله سبحانه وتعالى بدون هذه الاصول لا يقبل فاذا ناقض انسان هذه الاصول لم يقبل الله جل وعلا منه دين ولهذا اي دين واي اسلام واي ايمان عند من يرى ان هدي خير النبي غير النبي صلى الله عليه وسلم خير من هديه او ان حكم غير النبي صلى الله عليه وسلم افضل من حكمه؟ اين دين من كان كذلك اين ايمانه؟ اين اسلامه اذا كان بهذه الصفة ومن كان يعتقد ان هدي غير النبي عليه الصلاة والسلام خير من هديه وان حكم غيره احسن من حكمه لم يحقق هذا الاصل العظيم وهو الشهادة لنبينا صلى الله عليه وسلم بالرسالة لم يحقق شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم لان الشهادة انه صلى الله عليه وسلم رسول الله تتضمن الايمان به وبصدقه وانه بلغ البلاغ المبين وانه ما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه وان خير الهدي هديه وخير الحكم حكمه وخير الشرائع شريعته صلى الله عليه وسلم وقد كان عليه الصلاة والسلام كل يوم جمعة اذا خطب الناس كما في حديث جابر رضي الله عنه كان يقول اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فكان يكرر ذلك يكرر ذلك كل جمعة لان هذا اصل يقام عليه الدين واساس تبنى عليه الملة خير اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم فاذا كان انسان يعتقد خلاف ذلك اين الدين اين الدين واين الاسلام؟ واين الايمان اذا كان يعتقد ان هدي خير غير النبي عليه الصلاة والسلام خير من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كمن يعظم هدي او طريقة او سنن او اعمال الكافرين من يهود او نصارى او مجوس او غيرهم يعظموا هديهم ويفخم اعمالهم ويرى انها خيرا من هدي الاسلام وخيرا مما جاء به النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فمن كان بهذه الصفة اين اسلامه واين دينه ولقد امتدح الله عز وجل في القرآن الكريم واثنى على نبيه عليه الصلاة والسلام بقوله جل وعلا انك لعلى انك لعلى خلق عظيم انك لعلى خلق عظيم قال ائمة التفسير من الصحابة ومن اتبعهم باحسان اي على دين كامل اي على دين كامل دينا تام من كل وجه ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام قالت كان خلقه القرآن قال كان خلقه القرآن اي انه عليه الصلاة والسلام عمل باحكام القرآن وهدي القرآن واداب القرآن واخلاق القرآن عمل بها عليه الصلاة والسلام على التمام والكمال فكان اعبد الناس لله واعظمهم خشية الله وكان احسن الناس خلقا وازكاهم ادبا واطيبهم معاملة واجملهم معاشرة واجملهم معاشرة صلوات الله وسلامه عليه وسيرته اعطر سيرة وادبه ازكى ادب وخلقه اجمل الخلق ومعاملته احسن المعاملة وليس احد من الناس مهما علا شأنه وارتفعت مكانته اكمل من هديه وادبه وخلقه صلوات الله وسلامه عليه وكل من يطالع سيرته العطرة وادبه الرفيع وخلقه الفاضل يعلم ذلك حتى انه في زمانه عليه الصلاة والسلام كان يأتي اليها الرجل وليس على وجه الارض ابغض اليه منه فما ان يراه ويرى خلقه العظيم وادبه العالي الرفيع الا ويتحول من لحظته وليس على وجه الارض احب اليه منه قد قال الله تعالى في هذا المعنى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فمن اعتقد ان هدي غير النبي عليه الصلاة والسلام خير من هديه فهو كافر بالنبي عليه الصلاة والسلام كافر بدين الاسلام كافر بالله العظيم لا يقبل الله عز وجل منه عمل ومن يقول هذه الكلمة ما عرف هدي النبي عليه الصلاة والسلام ما عرف هدي النبي صلى الله عليه وسلم والا من عرف هديه حق المعرفة وقارنه بهدي غيره لوجد الفرق شاسعا والبون واسعا وهل يسوى الثرى بالثريا هل تسوى الظلمات بالنور هل يسوى الباطل بالهدى سبحان الله كيف يتأتى من عاقل عرف هدي النبي عليه الصلاة والسلام ويقول مثل هذه المقالة او يتلفظ بمثل هذه الكلمة او يعتقد مثل هذه العقيدة ولهذا فان وجود مثل هذا الاعتقاد ناقل لصاحبه من ملة الاسلام. اذا اعتقد ان هديا غير النبي عليه الصلاة والسلام خير من هديه صلى الله عليه وسلم او اعتقد ان حكم غير النبي صلى الله عليه وسلم خير من حكمه وقد قال الله تبارك وتعالى افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وقال جل وعلا ان الحكم الا لله والنبي عليه الصلاة والسلام انما حكم بين الناس بحكم الله فمبلغ عن الله جل وعلا ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ان هو الا وحي يوحى قال رحمه الله كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر والطاغوت هذه الكلمة مشتقة من الطغيان هو تجاوز الحد الطغيان هو تجاوز الحد فمن تجاوز الحد في اي باب من ابواب الدين كأن يعطي غير الله عز وجل شيئا من خصائص الله تبارك وتعالى فانه يكون بذلك عبد الطاغوت ولو لم يركع له ويسجد ولو لم يركع له ويسجد ولما سمع عدي قول الله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما كنا نعبدهم قال اليس يحلون الحلال فتحلونه اليس يحرمون اليس يحرمون الحلال فتحرمونه ويحلون الحرام فتحلونه؟ قال بلى قال تلك عبادتهم قال تلك عبادتهم فالعبادة كما انها تكون بالركوع والسجود والدعاء تكون كذلك في التحاكم وتكون بالاصول والاسس التي يبنى عليها الدين فمن تحاكم الى غير حكم الله تبارك وتعالى فهو متحاكم الى الطاغوت افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون فهذا هو الناقد الرابع من نواقض الاسلام من اعتقد ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه او ان حكم غيره احسن من حكمه كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر اي كفرا اكبر ناقل من ملة اسلام نعم قال رحمه الله تعالى الناقض الخامس من ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر قال رحمه الله تعالى الناقض الخامس من نواقض الاسلام من ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر من ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر من ابغض شيئا مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام اي من العقائد التي جاء بها او العبادات التي ارشد اليها او الاخلاق والاداب التي دعا اليها صلوات الله وسلامه عليه من ابغض شيئا من ذلك اي ولو قل قام بقلبه بغظ وكراهية لشيء مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فقد كفر وهذا ينبني على ما سبق من اعتقد ان هدي النبي صلى الله عليه وسلم خير الهدي من اعتقد انه ان هديه خير الهدي لا يمكن ان يبغض شيئا مما جاء به لان هديه عليه الصلاة والسلام خير هدي ولا يقارن هدي غيره بهديه فهديه عليه الصلاة والسلام اتم الهدي اكمله فمن ابغض اي كره والبغض والكراهة عمل من اعمال القلب عمل من اعمال القلب فاذا ابغض الانسان بقلبه وكره شيئا مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فان هذه البغظة والكراهة منافية لاصل الايمان به والشهادة انه صلى الله عليه وسلم رسول الله لان مقتضى هذه الشهادة تلقي ما جاء به عليه الصلاة والسلام بالقبول والاطمئنان والارتياح والغبطة والا يجد في صدره الحرج بل يكون مرتاح الصدر لانه عليه الصلاة والسلام مبلغ عن الله عن خالق الخلق عن رب العالمين جل وعلا مبلغ يبلغ للناس دين الله فوجود شيء من البغض وجود شيء من البغض لما جاء به عليه الصلاة والسلام او بغض شيء مما جاء به عليه الصلاة والسلام مصادم للشهادة بانه عليه الصلاة والسلام رسول الله. انه اذا شهد انه رسول الله اي مبلغ لدين الله لا ينطق عن عن الهوى ان هو الا وحي يوحى صلوات الله وسلامه عليه فان هذا يقتضي ويستوجب ان يتلقى كل ما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه بالارتياح والطمأنينة والقبول فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ويسلموا تسليما فاذا كان في قلب انسان ما كراهية لشيء مما جاء به صلوات الله وسلامه عليه اين حقيقة الايمان به واين حقيقة الشهادة بانه صلوات الله وسلامه عليه رسول الله ولهذا قال المصنف رحمه الله الخامس اي من نواقض الاسلام من ابغض شيئا وشيئا هنا نكرة في سياق الشرط تفيد العموم اي شيئا قل او كثر فانه يكون بذلك كافرا. من ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر وجملة ما جاء به عليه الصلاة والسلام امور ثلاثة اخبار واوامر ونواهي جملة ما جاء به عليه الصلاة والسلام امور ثلاثة اخبار واوامر ونواهي اخبار عن امور مغيبات من امور سالفات وامور اتيات وامور تتعلق باسماء الرب الخالق العظيمة وصفاته جل وعلا فمقتضى الشهادة له عليه الصلاة والسلام ان تصدق اخباره كلها وجاء عليه الصلاة والسلام باوامر امر بالتوحيد وهو اعظم شيء امر به وامر بالصلاة وامر بالصيام وامر بالحج وامر بالبر والصدق والوفاء والامانة والاحسان امر عليه الصلاة والسلام باوامر كثيرة وهو عليه الصلاة والسلام لا يأمر الا بكل خير كما انه عليه الصلاة والسلام لا ينهى الا عن شر فما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه وفي باب النواهي نهى عن امور كثيرة واعظم ما نهى عنه الشرك ونهى عن القتل نهى عن الزنا نهى عن السرقة نهى عن شرب الخمر نهى عن الكذب نهى عن الغش الى غير ذلك وعليه الصلاة والسلام لا ينهى الا عن شر وضر فمن ابغض شيئا من من ذلك ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فقد كفر فقد كفر اذا ابغض امر النبي عليه الصلاة والسلام بالصلاة او ابغض الصلاة او ابغض الصيام او ابغض الصدق او ابغض الوفاء او ابغض الامانة او ابغض البر الوالدين او ابغض صلة الارحام او ابغض اي شيء مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فانه يكفر وكذلك في باب النواهي من ابغض نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن شرب الخمر او ابغض نهيه عن الزنا او ابغض نهيه عليه الصلاة والسلام عن الغش او عن الخيانة او غير ذلك فانه يكفر لان هذا البغض يتنافى مع الشهادة له صلوات الله وسلامه عليه بالرسالة والواجب على المسلم تجاه ما امر به عليه الصلاة والسلام ان يتلقاه بالقبول التام والانقياد الكامل والطواعية والامتثال ولشيخ الاسلام رحمه الله تعالى رسالة قصيرة لكنها عظيمة النفع كبيرة الفائدة سبق ان قرأناها هنا في مجلس ويمكن ان يعنون لتلك الرسالة بواجبنا نحو ما امرنا الله به او نحو ما امرنا به رسوله عليه الصلاة والسلام ولخص رحمه الله تلك الواجبات في سبعة امور لخص تلك الواجبات علينا نحو ما امرنا الله سبحانه وتعالى وما امرنا به رسوله عليه الصلاة والسلام في امور سبعة الامر الاول العلم به والامر الثاني محبته والامر الثالث العزم على فعله والامر الرابع ان نفعله والامر الخامس ان يكون فعلنا له خالصا صوابا والامر السادس ان نحذر من محبطات الاعمال والامر السابع ان نثبت على ذلك الى الممات فهذه امور سبعة واجبة علينا تجاه كل ما امرنا الله سبحانه وتعالى به اعيدها مرة ثانية الامر الاول العلم به الثاني محبته الثالث العزم على الفعل الرابع العمل وفعل ما دعا اليه عليه الصلاة والسلام الخامس ان يكون العمل خالصا صوابا خالصا لله صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم السادس ان نحذر من محبطات الاعمال والسابع ان نثبت على ذلك الى الممات وشرح رحمه الله تعالى هذه الامور السبعة شرحا مختصرا بضرب المثال الموضح المبين وهي رسالة عظيمة النفع كبيرة الفائدة ومن ضمن هذه الواجبات التي ذكر رحمه الله محبته ان نحب ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام من اوامر هذا واجب واجب على كل مسلم ان يحب كل امر امر به النبي. عليه الصلاة والسلام وان يقوم في القلب محبة لكل ما امر به عليه الصلاة والسلام ومن الدعاء المأثور عنه صلوات الله وسلامه عليه اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك فكل عمل يقرب الى حب الله سبحانه وتعالى يجب علينا ان نحبه يجب علينا ان نحبه يجب ان يقوم في قلبنا محبة له ولا يجوز كراهية شيء مما جاء به او جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه. وهذه الكراهية اذا قامت في القلب لشيء مما جاء به عليه الصلاة والسلام فانها تصادم كل المصادمة لحقيقة الشهادة له صلوات الله وسلامه عليه بالرسالة مصادمة لما جاء به عليه الصلاة والسلام تمام المصادمة. وهذا من محبطات وهي من محبطات الاعمال ومبطلاتها هذا معنى قوله رحمه الله تعالى من ابغض شيئا مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ولو عمل به فقد كفر ولو عمل به فقد كفر اي ان انه بمجرد وجود البغض في قلبه ولو وجد منه العمل كفر بالله العظيم مثل لو ابغض امر النبي عليه الصلاة والسلام بالصيام لكنه لا يترك الصيام يصوم لكنه يبغض امر النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام او يبغض الصيام او يبغض الصلاة او يبغض الحج او يبغض الصدق يبغض شيئا مما امر به النبي عليه الصلاة والسلام ولو عمل به يكفر لانه ابغض الهدى ابغض الحق ابغض دين الله او ابغض شيئا من دين الله في الذكر الحكيم يقول الله سبحانه وتعالى ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم كراهية ما انزل الله عز وجل محبط للعمل كراهية شيء مما انزل الله عز وجل محبط للعمل والنبي عليه الصلاة والسلام دينه وحي من الله رب العالمين وتنزيل من الله جل وعلا نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين فمن ابغض شيئا مما جاء به عليه الصلاة والسلام ولو عمل به فانه يكفر اي بمجرد قيام هذا البغظ في قلبه لشيء مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ونختم بالدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك ونسأل الله عز وجل ان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. وان يصلح لنا اخرتنا الاخرتنا التي فيها معادنا. وان يجعل الحياة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول هذا السائل هل رد الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بزعم انها لا تتناسب مع هذا العصر يعتبر من النواقض لا شك ان رد الاحاديث بمثل هذا الزعم ناقض من نواقض الاسلام لان شريعة النبي عليه الصلاة والسلام كما انها كاملة تامة لا نقص فيها بوجه من الوجوه فهي صالحة لكل زمان ومكان فشريعته عليه الصلاة والسلام شريعة صالحة لكل زمان ومكان فمن ادعى في زمان من الازمنة ان شريعة النبي عليه الصلاة والسلام ليست صالحة لذلك الزمان وان المناسب فيه ايجاد شريعة اخرى واحكام اخرى غير احكام النبي عليه الصلاة والسلام فهذا من الكفر الناقل من الملة. نعم كثرت الاسئلة كذلك يقول هذا ما حكم من يقول ان هدي النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما حكم من يقول ان هدي النبي صلى الله عليه وسلم افضل من غيره؟ ولكن يصعب علينا في هذا الزمان الامتثال لكثرة المغريات اذا كان يعتقد ان هدي النبي عليه الصلاة والسلام خير الهدي وان عمله عليه الصلاة والسلام وخلقه وادبه وما ويدعو اليه هو افضل العمل وافضل الهدي وافضل الخلق اذا كان يعتقد ذلك ولكن غلبته نفسه الامارة بالسوء فارتكب اعمالا مخالفة لما يدعو اليه عليه الصلاة والسلام فانه يكون بذلك عاصيا لا يكون كافرا لان هذا عصيان وليس كفرا اذا غلبته نفسه وارتكب مخالفات ما لم يكن المرتكب كفرا اما اذا كان المرتكب كفرا ناقلا من الملة فانه يكفر اما ما دون ذلك اذا كان يعتقد ان هدي النبي عليه الصلاة والسلام هو خير الهدي ويؤمن ويصدق بما جاء به عليه الصلاة والسلام لكن لكن نفسه الامارة بالسوء آآ دعته الى المخالفة بفعل المعصية وارتكاب المحظور فانه يكون بذلك عاصيا فاسقا اثما ولا يكون بذلك كافرا نعم احسن الله اليكم يقول هذا السائل وهل وهل يشمل هذا البغظ السنن او الفرائظ ام هو خاص بالفرائظ فقط دين النبي عليه الصلاة والسلام لا يبغض شيء منه ولا يجوز ان يقع في قلب المسلم كراهية لشيء منه لكنه اذا ثقل عليه العمل لضعف ايمانه وظعف دينه ثقل عليه العمل وهو لا يعتقد ان هذا الهدي الذي هو من السنن لا يعتقد عدم خيريته او عدم فضله ولم يقم في قلبه كراهية لهديه عليه الصلاة والسلام لكن ثقل عليه العمل مثل هذا لا يكون لا يشمله اه الحكم المقرر هنا لا يشمله الحكم المقرر هنا اذا ثقل على الانسان العمل والسنن التي هي ليست بواجبات ولا فرائض اذا لم يعملها العبد فاته اجرها وثوابها ولا يأثم بتركها لكن لا يجوز له ان يكره سنن النبي عليه الصلاة والسلام او شيئا من هديه او شيئا مما جاء به صلوات الله وسلامه عليه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ومن رغب عن سنتي فليس مني. نعم احسن الله اليكم يقول هذا السائل من ابغض شخصا لاتباعه لهدي النبي صلى الله عليه وسلم هل هذا يعتبر من من بغظ شرع النبي صلى الله عليه وسلم فاوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وفي الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان قال عليه الصلاة والسلام ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليهم ما سواهما وان يحب المرء لا يحب الا لله ان يحب المرء لا يحبه الا لله ولهذا هذا قاعدة الحب ان يكون في الله والبغض ان يكون في الله اما ان ان يبغظ الشخص لاتباعه لهدي النبي عليه الصلاة والسلام وتمسكه بهدي النبي عليه الصلاة والسلام فهذا راجع الى شيء من عدم الارتياح او الاطمئنان او القبول للسنة والهدي الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اما اذا كان يبغظ الشخص لاعمال يراها فيه لا تعجبه من اخلاق او او اداب ليست هي من هدي النبي عليه الصلاة والسلام فهذا امر اخر نعم احسن الله اليكم يقول هذا السائل كيف يفرق الانسان فيما يحصل له من المصائب من انه ابتلاء او عقوبة من الله جل وعلا على كل حال المسلم هديه مع المصيبة ان يعلم انها من عند الله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله يعلم انها من عند الله ويتلقى المصاب بالتسليم والصبر قال بعض السلف في معنى الاية المتقدمة هو المسلم تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم ويرجو الله عز وجل ان يرزقه على مصابه ثواب الصابرين قد قال نبينا عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله ان عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن وهذا هو الذي ينبغي ان يشغل المسلم قلبه به عند المصيبة اذا اصابته مصيبة يشغل قلبه بهذا الامر بالصبر والاحتساب ورجاء موعود الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم. يقول هذا السائل هل من كره شيئا مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لوجود مشقة فيه؟ يكون داخلا تحت هذا الناقظ؟ وما معنى قول الله جل وعلا كتب عليكم القتال وهو كره لكم جاء ايضا في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حفت الجنة اه حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره وحفت الجنة بالمكاره والكراهية ليست هنا للدين نفسه وللشرع ولما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام وانما لاشياء آآ لا لا تتوافق احيانا مع ميول النفس للراحة للنوم للسكون للخلود للدعة لا لا تتوافق مع ذلك. ولهذا عندما يؤذن لصلاة الفجر في الليل البارد شديد البرد النفس تستطيب الفراش واللحاف والدفء وقد يكره الانسان غسل يده في هذا الجو البارد بالماء. وخروجه من لحافه الى الجو البارد قد يكره هذه المعاني وليست هذه الكراهية كراهية للدين نفسه ليست كراهية للطهارة وليست كراهية للصلاة وليست كراهية الجهاد في سبيل الله جل وعلا. ولهذا ليس هناك تنافي بين هذه الاحاديث وهذا الاصل المقرر هنا نعم احسن الله اليكم ما نصيحتكم لمن يخوض في مسائل التكفير بغير علم يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله العالم المحقق والله يعلم انني اعظم الناس نهيا عن التكفير والله يعلم انني اعظم الناس نهيا عن التكفير والتكفير امر ليس بالهين ومن قال لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما الحديث قال ان كان كذلك والا رجعت عليه التكفير ليس بالامر الهين والخوض فيه لا ينبغي ان يكون الا من عالم رزقه الله سبحانه وتعالى البصيرة بدين الله تبارك وتعالى والفهم لشرعه والمعرفة حال الناس وحال من يكفر او لا يكفر. والاعمال التي يكفر بها الشخص والاعمال التي لا لا يكفر او ما هو كفر او ما ليس بكفر ومن ليس عنده علم بدين الله جل وعلا قد يكفر باعمال ليست كفرية قد يكفر باعمال ليست كفرية كما صنع الخوارج او قد يكفر من لا يستحق ان يكفر فيقع في اثم عظيم وظلم كبير ويضر نفسه بذلك ظررا عظيما ولهذا مثل هذه المسائل الكبار العظيمة يعول فيها على اهل العلم الراسخين ويرجع فيها اليهم لا يحكم المبتدئ او طالب العلم المبتدئ او العامي ابتداء بهذه الاحكام وانما يسأل اهل العلم ويحيل الامر في ذلك الى اهل العلم اهل البصيرة نعم كثرت الاسئلة في مسألة الحكم بغير ما انزل الله وقول الله جل وعلا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون يراجع في الكلام على هذه الاية وكلام اهل العلم على معناها ومدلولها كتاب تيسير العزيز الحميد او اه فتح المجيء في شرح هذا الباب في كتاب التوحيد فباب قول الله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله يجد تفصيلات نافعة وتقريرات مفيدة لاهل العلم حول هذه المسألة نعم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين