الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد الناقض الثامن من نواقض الاسلام مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين هذا هذا هو الاصل او الناقض الثامن من نواقض من نواقض الاسلام العشرة مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والمظاهرة والمعاونة معناهما متقارب المظاهرة والمعاونة معناهما متقارب. مظاهرة المشركين او معاونتهم اي مساعدتهم ونصرتهم وتأييدهم قال مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين اي لو ان انسانا نصر المشركين في قتالهم للمسلمين وعاونهم وساعدهم وايدهم وظاهرهم فانه يكون بذلك كافرا كفرا اكبر ناقل من ملة الاسلام لان هذه المظاهرة والمعاونة لاهل الكفر على اهل الاسلام دليل على عدم قيام الاسلام في قلب من ظاهر المشركين وعاونهم على اهل الاسلام فاذا كان يظاهرهم ويعاونهم على المسلمين ويحب انتصارهم ويحب انهزام المسلمين ويفرح بانهزام المسلمين ويسر بانتصار المشركين فهذا دليل واضح على امتثال السام وعدم قيامه في القلب لان وجود الاسلام يقتضي نصرة اهله ومحبة انتصارهم ويقتضي معاونتهم ومظاهراتهم ومساعدتهم اما اذا كان على خلاف ذلك فهذا دليل على عدم قيام الاسلام في قلب من ظاهر المشركين وعاونهم على المسلمين قال مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين قال والدليل قول الله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين ومن يتولهم اي الكفار المشركين منكم اي من اهل الاسلام فانه منهم بمعنى انه يكون بذلك كافرا وينتقض بذلك اسلامه بتوليه للكفار قال ومن يتولهم والتولي للكفار الذي هو كفر ناقل من ملة الاسلام هو المحبة التامة للكافرين وحب انتصار دينهم حب انتصار دين المشركين مناصرة المشركين على المسلمين لينتصر دينهم على دين الاسلام فمن كان بهذه الصفة فهو من الكافرين قال ومن يتولهم منكم فانه منهم اي من كان بهذه الصفة فهو من الكافرين من اهل الكفر ليس من اهل الاسلام وهذا فيه ان التولي للكافرين كفر ناقل من ملة الاسلام التولي للكافرين كفر ناقل من ملة الاسلام ويدخل تحت التولي للكافرين محبة انتصار دينهم ونصرتهم ومعاونتهم لينتصر دينهم على دين الاسلام ومحبتهم لدينهم لا لدنيا يحبهم لدينهم فهذا يسمى تولي والتولي كفر كفر ناقل من ملة الاسلام وينبغي ان يفرق بين التولي والموالاة يفرق بين التولي والموالاة. التولي هو المحبة التامة نصرة الكافرين لدينهم لينتصر دينهم على دين الاسلام ومحبة انتصار دين الاسلام والميل ميل القلب اليهم نصرة وعونا وتأييدا ومحبة فهذا يسمى تولي وهو كفر ناقل من ملة الاسلام واما الموالاة واما الموالاة فهي دون ذلك اما الموالاة فهي دون ذلك الموالاة هي محبة الكافر لدنيا محبة الكافر لدنيا لا لدينه ان يحبه لدنيا لا يحبه لدينه وايضا نصرة الكافر لدنيا لا لدينه ان ينصر الكافر لدنيا لا لدينه مثل ان ينصر الكافر او يعينه في قتالة للمسلمين او يدله على شيء من مخططات المسلمين لا لدين الكافر وانما لدنيا يريدها من الكافر مثل ان يكون له تجارة في بلادهم او يكون له اهل في بلادهم فيريد ان يكون له يد عندهم يريد ان يكون له يد عندهم فهو لا يحبهم ولا يحب دينهم ولا يحب انتصار دينهم وليس آآ كارها للدين الاسلامي ولا محبا لانهزام المسلمين كل هذه المعاني ما قامت فيه لكنه عاونهم في شيء ما من اجل دنيا له مثل تجارة او اهل او نحو ذلك فهذا لا يكون ناقضا لا يكون ناقضا من نواقض الاسلام وهو اثم ومحرم وامر عظيم لكنه لا لا ينتقض به اسلامه انتقاض الدين يكون بالتولي كما في الاية الكريمة ومن يتولهم منكم فانه منهم اي مثلهم كافر اما الموالاة فهي دون ذلك مثل ما حصل من حاطب بن ابي بلتعة رضي الله عنه لما كتب للمشركين كتابا وبعثه مع امرأة الى كفار قريش يخبرهم بان النبي صلى الله عليه وسلم يخطط لفتح مكة يخبرهم بذلك فعلم النبي عليه الصلاة والسلام اطلعه الله عز وجل على ذلك وبعث بعض الصحابة وادركوها في الطريق ووجدوا الخطاب معها فاتى بحاطب واقر بذلك وقال رضي الله عنه والله ما فعلت ذلك يعني تركا للايمان او تخليا عن الايمان او كفرا بالله سبحانه وتعالى ولكن لي اهل ومال فاردت ان يكون لي يد عندهم فلم يكن بذلك كافرا منتقلا من ملة الاسلام لان هذا ليس تولي للكفار لم يتولى الكفار لم يكن في قلبه حب تام لهم ولم يقم في قلبه رغبة في انتصار الكفر والكافرين وانهزام المسلمين لم يقم ذلك في قلبه واخبر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك والنبي عليه الصلاة والسلام قره صلوات الله وسلامه عليه فالتولي هو المحبة التامة للكفار وارادة انتصار دين الكافرين على دين المسلمين ومعاونة الكافرين لينتصر دينهم على دين الاسلام والفرح والسرور انتصار الكفار انهزام المسلمين هذا تولي للكافرين وهو كفر ناقل من ملة الاسلام لا يقع من مسلم ومن وقع منه ذلك فهو كافر كفرا اكبر ناقل من ملة الاسلام واما الموالاة فهي محبة الكافر لدنيا ومعاونته لدنيا ليكون له يد على عند الكافر او نحو ذلك فهذا ليس من الامور التي ينتقض بها الاسلام وهو من العظائم وهو ذنب عظيم وجرم واثم وعقوبته عند الله عظيمة لكن فاعل ذلك لا يكون به مرتدا كافرا منتقضا دينه وايمانه والمصنف رحمه الله تعالى استدل لذلك بقول الله عز وجل ومن يتولهم منكم فانه منهم. ومن يتولهم منكم فانه منهم. يا ايها الذين امنوا لا تتخذ اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين. ان الله لا يهدي القوم الظالمين الظلم هنا الكفر لانا عرفنا فيما سبق ان الظلم له آآ اطلاقات تارة يطلق ويراد به الكفر الاكبر الناقل من ملة الاسلام كقوله سبحانه ان الشرك لظلم عظيم وقوله والكافرون هم الظالمون وقوله فذوقوا فما للظالمين من نصير اي الكافرين وتارة يطلق ويراد به ظلم النفس بالمعاصي والذنوب التي هي دون الكفر بالله كقوله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها والواو في قوله يدخلونها تشمل الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات فكلهم يدخل الجنة لكن المقتصدة والسابقة بالخيرات يدخلان الجنة بدون حساب ولا عذاب واما الظالم لنفسه بالمعاصي والذنوب فانه عرظة للعذاب عرظة للعذاب واذا عذبه الله في النار فانه لا يخلد فيها اذ لا يخلد في النار الا المشرك اذ لا يخلد بالنار الا المشرك فقوله فمنهم ظالم لنفسه المراد بالظلم هنا هو المعاصي التي دون الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى ويدل لذلك سياق الايات لانه قال ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فهم مصطفون وهم من عباد الله ثم ذكرهم اصنافا ثلاثة ظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات ثم ختم ذلك بقوله جنات عدن يدخلون اي هؤلاء الثلاثة ثم بعد ذلك انتقل السياق الى الكلام عن الكافر الذي ظلمه ظلم كفر فقال جل وعلا والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير فقوله هنا فما للظالمين من نصير اي الكافرين فالظلم في القرآن تارة يطلق ويراد به الكفر الاكبر الناقل من الملة وتارة يطلق ويراد به الظلم آآ الذي هو ظلم النفس بالمعاصي والذنوب التي هي دون الكفر والشرك بالله تبارك وتعالى الشاهد ان قول الله عز وجل في هذه الاية التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى ان الله لا يهدي القوم الظالمين اي الكافرين والشاهد ايضا في الاية للمقصود وهو ذكر ناقض من نواقض الاسلام قوله ومن يتولهم اي الكفار ومن يتولهم منكم اي من المسلمين فانه منهم اي ليس من المسلمين وعرفنا معنى التولي والفرق بينه وبين الموالاة ونكتفي اليوم بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين