نبدأ بهذا السؤال الذي وردنا يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ما المقصود المقصود بالتقوى في هذه الاية. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اولا ابارك واهنئ جميع المسلمين ببلوغ شهر رمضان المبارك. واسأل الله عز وجل ان يجعله شهر عز للاسلام والمسلمين وشهر تمكين لعباد الله عز وجل الموحدين اما قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. هنا يبين ربنا سبحانه وتعالى انه فرض الصيام ليزداد العبد تقوى وليزداد قربا من الله عز وجل. فهذا هو حقيقة الصيام وهذا هو مقصوده. ولا شك ان تقوى الله عز وجل تتجلى للصائم وتتجلى من الصائم في اثناء صيامه فهو يتقي في اثناء نهاره اكل الاكل والشرب والجماع تقوى لله عز وجل وطاعة لله سبحانه وتعالى يدخل في ذلك ايضا ان يجتنب جميع الذنوب والمعاصي فمعنى لعلكم تتقون من جهة اتقائكم لما حرم الله عز وجل عليكم في نهار رمضان من الاكل والشرب والجماع وكذلك من جهة ان هذا قوم سبب لزيادة ايمانكم وسبب لزيادة تقواكم. وذلك كما قال عروة رحمه الله تعالى الحسا تقول اختي اختي. الحسا تقول اختي اختي والسية تقول اختي اختي فاذا صام العبد واتقى الله بهذا الصيام حمله ذلك الصيام وتلك التقوى على ان يزداد طاعة لله عز وجل. ولذلك ما احسن ما قاله ابو ذر رضي الله تعالى عنه ليس الصيام عن الطعام والشراب فحسب. وانما الصيام ان تصوم جوارحك عن معصية الله عز وجل وجعلك عن انجاء بن عبدالله وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ان معنى الصيام ان يصوم المسلم عما حرم الله سبحانه وتعالى. وهذا هو المقصود من الصيام لعلكم تتقون لان كثيرا من المسلمين حقيقة تجده يتورع من الغبار الذي يطير الى انفه او يدخل داخل جوفه ولا يتورع عن الغيبة ولا يتورع عن النميمة ولا يتورى عن عن النظر الى الحرام ولا الى سماع الحرام ولا الى فعل المنكرات في اثناء نهار رمضان هذا حقيقة انما صامه الطعام والشراب لذلك جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه مثل ما قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه. اذا ليس لله حاجة ان تدع طعامه شرك وانت انت معرض عن طاعة الله عز وجل وانت متلبس بما حرم الله سبحانه وتعالى. فحري طائل الحريم بالصائم ان يحفظ هذا الصوم لان الصيام كما جاء في البخاري عن ابي هريرة وفي مسلم ايضا ان الصوم جنة ومعنى جنة ان العبد اذا صام الجن بصيام من عذاب الله عز وجل. فاذا اتت الذنوب كالغيبة والنميمة والمعاصي والمحرمات فانها تخرق هذه الجنة حتى لا تكون وقاء ولا تكون جنة مانعة من عذاب الله عز وجل. فهذا معنى لعلكم تتقون اي لعلكم تزدادوا تقوى. لعلكم تزدادوا طاعة لعلكم تتقوا فحرم الله جعلكم في رمظان وفي غير رمظان فاذا كان طعم الشراب الذي يحرم في اثناء نهار رمظان تمنع منه في اثناء الصيام فهناك محرمات تمنع منها طوال العام بل طوال العمر اكل اموال الناس بالباطل شرب المحرمات كفعل المنكرات من سماع باغاني ومعازف وموسيقى وما شابه ذلك من غيبة ونميمة وما شابه من منكرات هذي محرم في كل وقت وفي كل زمان فيجب على المسلم ان يتقي الله عز وجل ويتركها ايمن وابدا حتى يتحقق منه الصوم الحقيقي احسن الله اليكم. ياسين