بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اجمعين نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال في رسالته انواع التوحيد وانواع الشرك بعد ذكره النوع الاول توحيد الربوبية قال رحمه الله واما الثاني توحيد الالوهية فهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه وهو توحيد الله تعالى بافعال العباد كالدعاء والنذر والنحر والرجاء والخوف والتوكل والرغبة والرهبة والانابة ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وكل نوع من هذه الانواع عليه دليل من القرآن واصل العبادة تجريد الاخلاص لله تعالى وحده وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما الكافرين الا في ضلال وقال تعالى ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل. وان الله هو العلي الكبير وقال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله غفور رحيم بدأ المصنف رحمه الله تعالى في بيان الاصل الثاني من اصول التوحيد والركن الثاني من اركان الايمان بالله عز وجل وبين اهمية هذا التوحيد ومكانته العظيمة بذكر بعض دلائله وجملة من براهينه وببيان انه موضع الخلاف بين الاقوام وانبيائهم او بين الانبياء واقوامهم وبدأه رحمه الله بقوله واما الثاني وهو توحيد الالوهية واما الثاني وهو توحيد الالوهية ولهذا التوحيد اسماء عديدة قال توحيد الالوهية توحيد الالهية وتوحيد العبادة وتوحيد الارادة والقصد وتوحيد النية وتوحيد الطلب والتوحيد الطلبي والتوحيد العملي كل هذه اسماء لهذا النوع من انواع التوحيد وذلك ان المقصود بهذا النوع من انواع التوحيد ان يخلص العبد نيته وقصده وطلبه وارادته واعماله وعباداته فلا يجعل شيئا منها لغير الله بل يجعلها قل لها خالصة لله تبارك وتعالى لا يبتغى بها غيره سبحانه كما انه عز وجل تفرد بخلق الناس وايجاد المخلوقات وتفرد بالتصرف والتدبير والعطاء والمنع فيجب ان يفرد بالنية والقصد والطلب وان يفرد بانواع العبادة فلا يتقرب الا اليه ولا يصرف شيء من من العبادة الاله فالعبادة حق لله عز وجل على عباده حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشرك به شيئا ولاجل القيام بهذا الحق العظيم خلق الله تبارك وتعالى الخلق وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وتوحيد الالوهية هو توحيد الله تبارك وتعالى بافعال العباد وتوحيد الله بافعال العباد سواء منها القلبية او الظاهرة القلبية كالخشية والانابة والتوكل والرجاء والطمع والرغبة والرهبة والخوف والرجاء وغير ذلك او الظاهرة الصلاة والصيام والصدقة وغير ذلك من الطاعات التي امر الله تبارك وتعالى بها فتوحيد الله عز وجل هو توحيده بهذه الافعال افعال العباد واعمال العباد الظاهرة والباطنة ولهذا قال اهل العلم العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة وتوحيد الالوهية او توحيد العبادة هو افراد الله تبارك وتعالى بالعبادة والا يجعل معه تبارك وتعالى شريك في شيء منها قال وهو توحيد الالوهية قال فهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه هو الذي وقع فيه النزاع اي بين الانبياء واقوامهم لان هذا التوحيد هو خلاصة دعوة النبيين وزبدة رسالتهم وهذا التوحيد هو اول شيء يقرع اسماع الاقوام من انبيائهم فان كل نبي يبعثه الله تبارك وتعالى اول ما يبدأ قومه في في دعوته بالدعوة الى هذا التوحيد والدعوة الى اقامة هذا الاصل العظيم الذي هو الذي هو للاسلام وللاعمال كالاساس للبنيان وكالاصول للاشجار كما قال الله تعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء فالتوحيد للاعمال كالاصول للاشجار والقواعد للبنيان فكما ان الاشجار لا تقوم الا على اصولها والبنيان لا يقوم الا على اعمدته فكذلك التوحيد فكذلك الاعمال لا قيام لها الا على التوحيد فاذا وجد التوحيد قبلت الاعمال وصحت وزكت وعظم اثرها على صاحبها في الدنيا والاخرة واذا فقد واذا فقد التوحيد لم ينتفع بعمل ولم يستفد من طاعة كما قال الله تبارك وتعالى عن الكفار وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا قال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وقال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين قال تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله والايات في هذا المعنى كثيرة فالتوحيد اساس الدين وعليه قيامه وهو مفتاح السعادة واساس الخير في الدنيا والاخرة قال فهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه قوله وقع فيه النزاع اي ان النزاع بين الاقوام او بين الانبياء والاقوام لم يكن في اثبات وجود الله ولم يكن في اثبات ربوبية الله وانه تبارك وتعالى المتصرف المدبر لم يكن النزاع في ذلك بل هذا امر مركوز في الفطر مغروس في النفوس مجبولة عليه القلوب ولم ينحرف فيه من الناس الا قلة وايضا هؤلاء منهم من انكاره لربوبية الله او لوجود الله نوع من المكابرة والمعاندة كما قال الله سبحانه وتعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فلم يكن النزاع بين الانبياء او الخصومة بين الانبياء واقوامهم في هذا وانما كانت في توحيد العبادة في توحيد العبادة الانبياء يقولون للاقوام قولوا لا اله الا الله تفلحوا يقولون لهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره يقولون لهم اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والاقوام يخاصمون وينازعون ويجادلون ويقولون اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب ويتواصون على البقاء على عبادة الاوثان والاستمساك بعبادة الاصنام وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد ويتفاخرون في انديتهم بهذا الصبر يتفاخرون في انديتهم ومجالسهم بهذا الصبر الذي كان منهم على عبادة الالهة وعدم الاستجابة لدعوة النبيين ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها اي لولا اننا متحلين لولا اننا متحلون بالصبر لظللنا عن الهتنا وعن معبوداتنا فكانت الخصومة بين الانبياء واقوامهم في هذا بتوحيد الالوهية في توحيد العبادة قال وهو توحيد الله بافعال العباد قال وهو اي هذا النوع توحيد الله بافعال العباد اي بالافعال التي يقوم بها العباد سواء منها الظاهر او الباطن سواء منها ما كان ظاهرا او كان باطنا في القلب من خشية وخوف ورجاء وتوكل وغير ذلك من العبادات القلبية فتوحيد الالوهية او توحيد العبادة هو توحيد الله تبارك وتعالى بافعال العباد وهو لازم توحيد الربوبية ولازم للاقرار بربوبية الله من اقر لان الله تبارك وتعالى وحده الخالق الرازق المدبر لشؤون الخلائق كلها من لازم ذلك ان يفرده وحده بالعبادة من امن بافعال الله واثبتها واقر بها من لازم ذلك ان يفرده سبحانه وتعالى بافعاله هو اي العبد من ذل وخضوع وانكسار كما انه تبارك وتعالى لا شريك له في الخلق والرزق والاحياء والاماتة فلا يجعل معه شريك في العبادة ولهذا قال الله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله ثم ضرب رحمه الله تعالى بعض الامثلة لهذا النوع من التوحيد قال كالدعاء وبدأ بذكر الدعاء لانه اعظم انواع العبادة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة الدعاء هو العبادة فبدأ به رحمه الله لانه اعظم انواع العبادة والدعاء عبادة عظيمة وطاعة جليلة حبيبة الى الرحمن سبحانه وتعالى والله جل وعلا يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فالله سبحانه وتعالى قريب من عباده الداعين يثيبهم ويجيبهم ويعطيهم سؤلهم ويحقق لهم رجائهم ولا يخيبهم في طلبهم ان الله حيي كريم يستحيي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا. اي خائبتين فالدعاء عبادة عظيمة وطاعة جليلة وقربى من القرب العظام التي هي حق لله تبارك وتعالى فوحده جل وعلا الذي يسأل ويرجى ويلتجأ اليه ويتوكل عليه وينادوا به ويعتصم به ويطلب منه وتصرف له تبارك وتعالى انواع العبادة قال عليه الصلاة والسلام اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف واذا كان الدعاء عبادة عظيمة جليلة فان صرفه لغير الله تبارك وتعالى شرك بالله وكفر به سبحانه قال الله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقال تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون فالذي يدعو مع الله الها اخر كافر بالله كما هو صريح هذه الاية وفي القرآن ايات كثيرة فيها بيان وجوب اخلاص هذه العبادة لله وضلال من يصرفها لغيره وانه لا يحصل الا الخيبة الا الخيبة والحرمان والتباب والخسران قال تعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير وقال الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا وقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة الا لمن اذن له والايات في هذا المعنى كثيرة جدا قال كالدعاء والنذر كالدعاء والندر والنذر هو ما يلزمه العبد او المكلف نفسه ويجعله لازما على نفسه ويوجبه على نفسه لله علي ان افعل كذا او نذرت ان افعل كذا او ان شفي مريضي او حصل لي المطلب الفلاني ان افعل كذا فيلزم نفسه بما ليس بلازم او بما ليس بواجب عليه والنذر عبادة قال الله تعالى يوفون بالنذر قال تعالى يوفون بالنذر قال تعالى وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فالنذر عبادة وقربة ولهذا لا ينذر الا لله لا ينذر الا لله ومن نذر لغير الله تبارك وتعالى اشرك لانه صرف هذه العبادة لغير الله كمن ينذر لقبة او لظريح او لشجر او حجر قال والنحر اي نحر القرابين قال الله تعالى فصل لربك وانحر اي وانحر لربك وقال تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له والنسك هو الذبح والنحر وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام لعن الله من ذبح لغير الله واللعن الطرد والابعاد من رحمة الله الذبح عبادة وقربى لا تصرف الا لله تبارك وتعالى قال والرجاء لا يعلق المسلم رجاءه الا بالله قال جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا قال والخوف وهو خوف السر ايضا لا يكون الا من الله انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين قال والتوكل والتوكل عبادة ومن العبادات القلبية قال الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فالتوكل عبادة وهو اعتماد القلب والتجاؤه وهذا الاعتماد والالتجاء القلبي لا يكون الا الى الله سبحانه وتعالى الذي لا ملجأ ولا منجى منه الا اليه قال والرغبة والرهبة كما قال عز وجل يدعوننا رغبا ورهبا والرغبة والرهبة الرغبة اي فيما عند الله جل وعلا وفي ثوابه وفي نواله وعطائه والرهبة من سخطه وعقابه والرغبة والرهبة يجب ان تكون مع المسلم في كل طاعة يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين يجب ان تكون في كل طاعة بحيث يكون المسلم في عموم عباداته وجميع طاعاته راغب راهب يعبد الله راغب بما عند الله سبحانه وتعالى راهب خائف من عقاب الله ومن سخط الله جل وعلا قال والانابة كما قال عز وجل وانيبوا الى ربكم واسلموا له قال تعالى منيبين اليه والانابة هي الرجوع الى الله طلبا لرضاه وتجنبا لسخطه وعقابه سبحانه وهذه امثلة بدأها بقوله كالدعاء اراد ان يمثل بذكر بعض الامثلة جاء في نسخة الدرر زيادة على هذه الامثلة قال كالدعاء والرجاء والخوف والخشية والاستعانة والاستعاذة والمحبة والانابة والنذر والذبح والرغبة والرهبة والخشوع والتذلل والتعظيم وهذه الامثلة التي ذكر المؤلف هنا قد ذكر قبله جملة كبيرة منها شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه العظيم الاصول الثلاثة وذكر لكل واحد منها دليلا من كتاب الله عز وجل فيمكن ان تطالع رسالة الاصول الثلاثة ويعلق منها ما يتعلق بالامثلة على العبادة مع الادلة عليها قال ودليل الدعاء قال ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين لعل اختيار المصنف رحمه الله لهذه الاية دليلا على الدعاء لان فيها تصريحا بان الدعاء عبادة لان فيها تصريحا بان الدعاء عبادة وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي فسمى تبارك وتعالى الاستكبار عن دعائه استكبارا عن عبادته ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة ثم تلا هذه الاية ثم تلا هذه الاية لان هذه الاية فيها تصريح لان فيها لان هذه الاية فيها تصريحا بان تصريح بان الدعاء عبادة وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقال ربكم ادعوني استجب لكم وفي الاية الاخرى قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان لاحظ هنا ملاحظة لطيفة ومفيدة نبه عليها اهل العلم في القرآن وخصوصا سورة البقرة ايات كثيرة مبدوءة بيسألونك مبدوءة بي يسألونك وفي كل هذه الايات المبدوءة بيسألونك يأتي الجواب قل كذا يسألونك عن المحيض قل هو اذى. يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس فيأتي ايات كثيرة جدا مبدوءة بيسألونك ثم يأتي الجواب قل كذا بينما لما ذكر تبارك وتعالى الدعاء اذا سألك عبادي عني لم تأتي كلمة قل لان الدعاء ليس بين العبد وبين الله واسطة فيه في اي لحظة في اي مكان في اي بقعة في اي زمان يريد ان يدعو يتوجه الى الله مباشرة بدون ان يجعل بينه وبين الله واسطة من الخلق لكن معرفة الدين والفقه في الاحكام لا بد فيه من واسطة ولهذا الرسل وسائط بين الله وبين خلقه في ابلاغ دينه وليسوا وسائط بين الله وبين خلقه في عبادته فالذي يعبد الله يعبد الله بدون ان يجعل بينه وبين الله واسطة الواسطة مرتفعة ولهذا لم لم يأتي في باب العبادة ولهذا لم يقل قل بينما امور الدين ومعرفة الاحكام هذه لابد فيها من واسطة وهم الرسل يبلغون الناس دين الله تبارك وتعالى ولما خلط اقوام في هذا الباب جعلوا الرسل وغيرهم وسائط بينهم وبين الله تبارك وتعالى في دعائه وعبادته سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم وعد تبارك وتعالى ان يجيب من دعاه ولهذا كان عمر رضي الله عنه يقول اني لا احمل هم الاجابة ولكن احمل هم الدعاء فالاجابة وعد بها سبحانه وتعالى ومن اصدق من الله قيلا وعد بها تبارك وتعالى من دعاه ولهذا كان عمر يقول اني لا احمل اهم الاجابة ولكن احمل هم الدعاء لان الاجابة وعد الله سبحانه وتعالى بها من دعاه بان لا يرده والا يخيبه والا يضيع رجاءه وامله قال وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادته سيدخلون جهنم داخرين اي حقيرين ذليلين طاغرين وفي الاية دلالة على مكانة الدعاء وعظيم منزلته عند الله سبحانه وتعالى وانه قريب من الداعين يجيب دعاءهم ويحقق رجائهم ويعطيهم سؤلهم سبحانه وتعالى قال وكل نوع من هذه الانواع عليه دليل من القرآن كل نوع من هذه الانواع عليه دليل من القرآن وهو يشعر هنا او ينبه هنا انه في هذا بهذه الرسالة قصد الاختصار قصد الاختصار ولهذا لما اشار الى بعض الامثلة وذكر دليلا على واحد منها وهو الدعاء اشار الى وجود دلائل هذه الانواع من العبادة في القرآن الكريم منبها طالب العلم الى طلبها والبحث عنها في كتاب الله عز وجل وقوله لكل واحد منها دليل في القرآن الكريم فيه تنبيه على منبع العقيدة الذي عنه تؤخذ ومنه تتلقى كتاب الله عز وجل والسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا فارق ما بين اهل الحق واهل الضلال اهل الحق عقيدتهم تمتاز بالاعتماد على الكتاب والسنة والتعويل على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام واما اهل الضلال فهم يحيلون في عقائدهم واعمالهم على العقول وعلى الاذواق وعلى التجارب وغير ذلك من الامور التي جعلوها مصادر للاستدلال معرظين عن كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه قال واصل العبادة تجريد الاخلاص لله تعالى وحده وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم اصل العبادة التي هي غاية الذل مع غاية الخضوع والحب لله تبارك وتعالى اصلها اي الذي عليه تبنى تجريد الاخلاص لله واحدة وتجريد المتابعة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فهذا اصل العبادة اي الذي عليه بناؤها وقيامها ومعنى ذلك ان العبادة ان لم تقم على هذين الاساسين الاخلاص والاتباع ان لم تقم على هذين الاصلين فانها لا تقبل ولهذا قال العلماء رحمهم الله لا تقبل العبادة الا بشرطين الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم والمصنف نبه على ذلك بقوله واصل العبادة تجريد الاخلاص لله وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فاذا لم تكن العبادة قائمة على هذين الاساسين لا تكون مقبولة عند الله تبارك وتعالى كما جاء عن الفضيل ابن عياض رحمه الله انه قال في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه هذا معنى اخلصوا احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة رواه ابن ابي الدنيا في كتابه النية والاخلاص وابو نعيم في كتابه الحلية في ترجمته للفظيل وهو اثر عظيم جدا فيه فيه التنبيه على هذين الاساسين العظيمين والاصلين المتينين الذين عليهما قيام العبادة وقيام الدين وقد جمع الله سبحانه وتعالى بينهما في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا قال تجريد الاخلاص لله وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم تجريد الاخلاص لله اي بان لا يعبد الا الله ولا يعبد احد سواه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي ولا شجر ولا حجر ولا غير ذلك تجريد العبادة لله بان لا يعبد الا الله ولا يصرف شيء من العبادة الا له سبحانه وتعالى وتجريد المتابعة للرسول وصلى الله عليه وسلم بان يكون هو الذي يتبع ويقتفى اثره ويثار على نهجه صلوات الله وسلامه عليه قد قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ولهذا بعض اهل العلم ملاحظة لهذا المعنى بعض اهل العلم ملاحظة لهذا المعنى وهو ان اصل العبادة الذي عليه تبنى هو التجريد تجريد الاخلاص لله وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ملاحظة لهذا المعنى قالوا التوحيد نوعان التوحيد نوعان توحيد المرسل وتوحيد المرسل توحيد المرسل اي الله وذلك بالاخلاص توحيد المرسل اي الله وذلك بالاخلاص اي له تبارك وتعالى بالعبادة بان لا يعبد الا الله سبحانه وتعالى وتوحيد المرسل اي النبي صلى الله عليه وسلم بالمتابعة توحيد المرسل اي النبي صلى الله عليه وسلم بالمتابعة فيكون عليه الصلاة والسلام هو الذي يتبع ويقتدى به ويؤخذ الدين عنه ولا يؤخذ الدين الا من طريقه صلوات الله وسلامه عليه وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وهذا المعنى صحيح عندما يقال التوحيد نوعان توحيد نوعان يراد بالتوحيد هنا التجريد مثل ما عبر المصنف هنا قال تجريد الاخلاص لله وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فالتقسيم هنا صحيح ان يقال التوحيد نوعان ويقصد هذا المعنى صحيح ولا يصح ان يقال التوحيد اربعة انواع توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد المتابعة. هذا خطأ لا يقال التوحيد اربعة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد المتابعة لماذا لانه جعل توحيد المتابعة قسما رابعا في توحيد الله قسما رابعا في توحيد الله تبارك وتعالى وهذا وهذا خطأ لكن لو قال التوحيد نوعان توحيد المرسل بالاخلاص توحيد المرسل بالاخلاص وانواعه ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد المرسل بالمتابعة وتجريد المتابعة يستقيم يستقيم المعنى بهذا قال قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. شرع المصنف هنا رحمه الله تعالى بذكر الدلائل لهذين الاساسين الذين هما اصل للعبادة تجريد الاخلاص لله وتجريد المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فبدأ اولا بالادلة الدالة على وجوب تجريد الاخلاص لله تبارك وتعالى معنى تجريد الاخلاص لله اي ان تكون العبادات والاعمال كلها خالصة لله والخالص هو الصافي النقي والمعنى اي لا يراد بها الا وجه الله تبارك وتعالى بدأ يسوق الادلة على ذلك فذكر اولا قول الله سبحانه وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا المساجد اي مواضع السجود وايضا خضوع الانسان وذله ووضعه جبهته على الارض متذللا خاضعا منكسرا كل ذلك لله تبارك وتعالى الذل والخضوع والانكسار لا يكون الا لله تبارك وتعالى وان المساجد لله اي له وحده دون سواه فلا تدعو مع الله احدا فلا تدعو مع الله احدا اي لا تصرف شيئا من دعائك وعبادتك لغيره فلا تدعوا مع الله احدا واحدا نكرة في سياق النهي تفيد العموم اي احد كان لا ملك مخرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وهذه الاية فيها بيان ان هذا التوحيد زبدة دعوة دعوة المرسلين وخلاصة رسالتهم وان جميع الرسل من اولهم الى اخرهم مجتمعون على الدعوة الى هذا التوحيد وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون والرسل كلهم مجتمعون على ذلك قد مر معنا بعض الايات التي تفيد هذا المعنى وتقرره قال وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين الا في ظلال وفي هذه الاية بيان ان الله سبحانه وتعالى هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وانه تبارك وتعالى هو الذي يصرف له الدعاء والرجاء والذل والخضوع وهو المستحق لذلك دون سواه وصرف شيء من ذلك لغيره باطل كما قال جل وعلا في الاية الاخرى التي ساق المصنف ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير فالله عز وجل هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه قال في الاية الاولى له دعوة الحق وقال في الثانية ذلك بان الله هو الحق قال نبينا عليه الصلاة والسلام انت الحق فالحق اسم من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وفيه دلالة على انه سبحانه وتعالى الاله الحق المعبود الحق المستحق للذل والخضوع والانكسار جل وعلا لا شريك له في شيء من ذلك وما سواه من المعبودات كلها ظلال وباطل قال له دعوة الحق والذين يدعون من دونه والذين يدعون من دونه اي من دون الله ايا كانوا مثل من يدعوهم ويسألهم ويعلق اماله بهم مثله كما قال الله كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه؟ وما دعاء الكافرين الا في ظلال اي مثل هؤلاء الذين يمدون ايديهم ويعلقون امالهم ورجاءهم ويعقدون طمعهم على غير الله تبارك وتعالى مثلهم كمثل من يمد يديه الى الماء وهو في مكانه ويريد بذلك ان يبلغ الماء يبلغ الماء فه وما هو ببالغه وهذا فيه بيان خيبة الداعين غير الله سبحانه وتعالى والملتجئين الى غير الله تبارك وتعالى قال وما دعاء الكافرين الا في ظلال وقال تعالى ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير ختم الاية بهذين الاسمين العلي الكبير فيه تنبيه الى ان العلي الكبير هو الذي يستحق ان يعبد ويذل له ويخضع دون السواه والعلي الكبير هو الله جل وعلا فهو الذي يستحق ان ان يعبد ويذل له ويخضع واما ما سواه تبارك وتعالى فلا يستحق من العبادة اي شيء فهذان الاسمان من دلائل التوحيد وبراهينه ولهذا قال عز وجل في اية اخرى قل ادع الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير ختم هذه الاية او هذه الايات التي سيقت لتقرير التوحيد وذكر البراهين بهذين الاسمين العظيمين قد ذكر بعض العلماء عن هذه الايات انها قطعت شجرة الشرك من عروقها واجتثتها من اصولها ولم تبقي لمشرك متمسك او متعلق وتقرير ذلك ان من يدعى ويلتجأ اليه لا يلتجأ لا يلتجأ اليه الا اذا كان يملك ملكا استقلاليا قل او كثر فنسى الله ذلك قال قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض فان لم يكن مالكا فثمة امر اخر ان وجد استحق ان يدعى وهو ان يكون شريكا للمالك له مع المالك مشاركة ولو في شيء قليل فنفى الله ذلك قال ومالهم فيهما من شرك ما لهم اي الذين يدعون من دون الله فيهما اي السماوات والارض من شرك اي من مشاركة فنفى الله ذلك وابطله فاذا لا مالك ولا شريكا للمالك ثمة احتمال اخر ان وجد استحق ان يدعى وان يلتجأ اليه وهو ان يكون ظهيرا للمالك وعوينا له يحتاج المالك الى عونه ومظاهرته ومساندته فنفى الله ذلك قال وماله اي الله منهم اي الذين يعبدون من دونه من ظهير اي من عويل فنفى الله ذلك اذا لا مالك ولا شريكا للمالك ولا ظهيرا له ثمة امر رابع ان وجد استحق ان يدعى وان يلتجأ اليه وهو ان وهو ان يكون مالكا للشفاعة الابتدائية عند المالك بدون اذنه فابطل الله ذلك. قال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فلم يبق لمشرك متعلق ابطل تبارك وتعالى في هذه الاية ابطالا مرتبا لكل ما يتعلق به من يدعو غير الله ويلتجئ الى غير الله تبارك وتعالى ثم ختم هذا السياق الكريم بقوله ذلك بقوله تبارك وتعالى وان الله هو العلي الكبير ختمها ختم هذا السياق بقوله تبارك وتعالى اه اه آآ بقوله جل وعلا آآ حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا؟ قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير. بقوله قالوا الحق وهو العلي كبير هذه كلها براهين ودلائل على التوحيد هنا يكون المصنف قد انهى ذكر الايات على تجريد الاخلاص وجاء في بعض النسخ والايات معلومات اي في هذا ثم بعد ذلك انتقل لذكر الدلائل على تجريد المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام قال وقال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وفي الاية الامر بالاخذ بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والانتهاء عما نهى عنه صلوات الله وسلامه عليه وما اتاكم الرسول اي من الاوامر والاعمال والعبادات والطاعات والقربات فخذوه وما نهاكم عنه من الاثام والمحرمات والمعاصي فانتهوا لانه عليه الصلاة والسلام لا يأمر الا بخير ولا ينهى الا عن شر ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته الى خير ما يعلمه لهم وان يحذرهم من شر ما يعلمه لهم قال وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم هذه الاية يسميها بعض العلماء اية المحنة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني اي من ادعى محبة الله فليمتحن نفسه على ضوء هذه الاية وذلك بالنظر الى مدى اتباعه للرسول عليه الصلاة والسلام لانه هو العلامة لانه هو العلامة على تثقل المحبة وقوتها فاتبعوني يحببكم الله ولهذا قال بعض اه اهل العلم ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب اي ان يحبك الله ولا ولا ولا تنال محبة الله سبحانه وتعالى الا بالاتباع للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه والاخذ عنه وجعله قدوة قد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الاية قال هذه الاية حاكمة على كل من ادعى محبة الله دون ان يتبع الشرع المحمدي والنهج النبوي بان دعواه كاذبة بان دعواه كاذبة ثم بعد ذلك انتقل رحمه الله تعالى لبيان الاصل الثالث من اصول التوحيد نعم قال رحمه الله تعالى اما الثالث فهو توحيد الذات والاسماء والصفات. قال تعالى قل هو الله احد الله الصمد. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا وان احد وقال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون وقال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال واما الثالث اي من اصول التوحيد واركان الايمان بالله تبارك وتعالى توحيد الذات والاسماء والصفات توحيد الذات اي باثبات ان لله سبحانه وتعالى ذاتا لا كالذوات لان لله تبارك وتعالى ذاتا لا كالزواج ذاتا موصوفة بصفات الكمال ونعوت العظمة والجلال وانه تبارك وتعالى منزه عن الشبيه والمثال والاسماء والصفات بان تثبت لله تبارك وتعالى اسماؤه الحسنى الواردة في كتابه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه دون تحريف او تعطيل ودون تكييف او تمثيل تثبت الاسماء والصفات لله تبارك وتعالى دون تحريف او تعطيل ودون تكييف او تمثيل وتمر كما جاءت ويؤمن بها كما وردت وتثبت لله تبارك وتعالى عن وجه اللائق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى ولهذا قال الامام احمد رحمه الله نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث وتعريف هذا التوحيد توحيد الاسماء والصفات هو ان ان نثبت لله ما اثبته لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت الجلال دون تحريف او تعطيل ودون تكييف او تمثيل وان ننفي عنه تبارك وتعالى ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب ومن الند والشبيه والمثيل ينزه تبارك وتعالى عن ذلك ولهذا قال اهل العلم في هذا التوحيد انه يقوم على اصلين اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل اثبات اي للصفات بلا تمثيل وتنزيه لله تبارك وتعالى عن النقائص والعيوب بلا تعطيل دون ان تعطل اسماؤه تبارك وتعالى وصفاته ثم اخذ يسوق الادلة فذكر قول الله تعالى اولا قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهذه السورة تسمى سورة الاخلاص وصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انها تعدل ثلث القرآن وسميت سورة الاخلاص لانها اخلصت لذكر صفة الرب جل وعلا اخلصت لذكري صفة الرب فلم يذكر فيها شيء اخر غير هذا اخلصت لذكر صفة الرب ولو قال قائل من الله وقيل قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد السورة اخلصت لذكر صفات الله تبارك وتعالى ولهذا جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية وجعل عليهم رجل وكان يصلي ويختم بقل هو الله احد في كل ركعة يختم بقل هو الله احد فاشكل ذلك على من معه وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال اسألوه لاي شيء يفعل ذلك فسألوه فقال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن فقال عليه الصلاة والسلام اخبروا ان حبك اياها ادخلك الجنة وهذا فيه فائدة عظيمة جدا الا وهي ان حب توحيد الاسماء والصفات وحب اسماء الله وصفاته سبب عظيم لدخول الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام لله ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها دخل الجنة فتوحيد الاسماء والصفات هذا العلم المبارك هو اشرف العلوم وازكاها وشرف العلم من شرف معلومة ولا ازكى ولا اشرف من العلم بالله سبحانه وتعالى والعلم باسمائه وصفاته ولهذا العلم الشريف العظيم المبارك اثر على الانسان في حياته وعبادته وسلوكه وفي تعامله كما قال ربنا عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء فمن كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد قال قل هو الله احد الاحد هذا من اسماء الله الاحد اسم من اسماء الله تبارك وتعالى وهو دال على وحدانية الله وتفرده سبحانه وتعالى بالكمال والجلال والعظمة قل هو الله احد الله الصمد الصمد اسم دال على ثبوت الكمال لله سبحانه وتعالى ولهذا قال ابن عباس الصمد هو السيد الكامل في سؤدده العظيم الكامل في عظمته الشريف الكامل في شرفه العليم الكامل في علمه الى اخر ما قال رضي الله عنه فالصمد اسم يدل على كمال الله تبارك وتعالى في اسمائه وصفاته كلها وهو من الاسماء الدالة على معان كثيرة لا على معنى مفرد اسم يدل على كمال الله جل وعلا في اسمائه وصفاته وافعاله وايضا الصمد الذي تصمد اليه الخلائق والمعنان متلازمان وكل منهما هو مدلول هذا الاسم فالصمد هو الكامل في اسمائه وصفاته وعظمته وقدرته وافعاله هو الذي تصمد اليه الخلائق وتفزع اليه وتلتجئ اليه وايضا من دلائل الصمد الغنى صمد الذي يفتقر اليه كل من سواه وهو غني عن كل من سواه تبارك وتعالى ولهذا قال الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فمن دلائل صمديته تبارك وتعالى انه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد لم يلد اي لم يتبرع عنه ابن ولا ولد ولم يولد ولم يتفرع تنزه وتقدس عن اصل فنزه تبارك وتعالى نفسه عن الاصول والفروع ولم يكن له كفوا احد ليس له مكافئ وليس له ند وليس له نظير فهذه اية عظيمة اشتملت على هذا النوع العظيم من انواع التوحيد قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد قال وقال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه فيجزون ما كانوا يعملون ولله الاسماء الحسنى في الاختصاص ولله الاسماء الحسنى فيه الاختصاص اختصاص الله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى فهي له جل وعلا ولله الاسماء الحسنى واظافتها الى اليه تبارك وتعالى يدل على اختصاصه تبارك وتعالى بذلك فالاسماء الحسنى لله ومعنى الحسنى اي البالغة في الحسن كماله ومنتهاه معنى كونها حسنى معنى كونها حسنى اي انها دالة على ثبوت صفات الكمال لله تبارك وتعالى دالة على ثبوت صفات الكمال لله تبارك وتعالى ولهذا ما كان من الاسماء غير دال على صفة لا يدخل في اسماء الله لان اسماء الله الحسنى دال على صفات كمال وايضا ما كان من الاسماء دالا على صفة لكنها ليست صفة كمال اما صفة نقص او صفة منقسمة الى كمال ونقص فلا تدخل في اسماء الله لان اسماء الله تبارك وتعالى كلها حسنى اي دالة على صفات كمال فاذا اسماء الله الحسنى لدلالتها على هذين الامرين ثبوت الصفات لله والصفات صفات كمال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها اي دعاء العبادة ودعاء المسألة دعاء العبادة بان نعرف هذه الاسماء وان نعي معانيها ومدلولاتها وان نحقق ما تقتضيه من العبودية لله سبحانه وتعالى وكل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى له عبودية هي من مقتضيات هذا الاسم وموجبات الايمان به ايمانك بان الله عز وجل سميع يقتضي ان تصون كلامك وان تحفظ لسانك ايمانك بان الله بصير يقتضي ان تحفظ جوارحك واعمالك وتحسن تذللك وخضوعك لله جل وعلا ايمانك بانه تواب يقتضي لجوءك اليه وتوبتك اليه وهكذا في جميع اسمائه تبارك وتعالى لكل اسم عبودية فادعوه بها دعاء العبادة وادعوه بها دعاء المسألة بحيث اذا دعوت الله سبحانه وتعالى في حاجة من حاجاتك تتوسل الى الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وتختار منها ما يناسب مطلوبك ان كنت طالبا المغفرة تقول يا غفور الرحمة يا رحيم الرزق يا رزاق الفتح الفتاح ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين قال وذروا الذين يلحدون في اسمائه فيجزون ما كانوا يعملون وهذا فيه تهديد لمن يلحد في اسماء الله والالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى هو الميل والعدول بها عن الحق الثابت لها الالحاد في اسماء الله هو الميل بها والعدول بها عن الحق الثابت لها الحق الثابت لاسماء الله ان تثبت كما جاءت وان تمر كما وردت وان يؤمن بمعانيها ودلالاتها والا تعطل والا يمثل تبارك وتعالى بخلقه هذا هو الحق الثابت لاسماء الله تبارك وتعالى وصفاته فمن مال بها عن هذا الحق الثابت لها فقد الحد ولهذا قال العلماء الالحاد ليس نوعا واحدا بل كل ميل وعدول باسماء الله عن الحق الثابت لها الحاد ولهذا تنوعت طرائق الالحاد وتعددت تنوعت طرائق الالحاد وتعددت فمن الناس من كان الحاده تعطيل اسماء الله وصفاته او تعطيل بعضها ومنهم من كان الحاده ان يسمي الله تبارك وتعالى باسماء لا تليق به جل وعلا او اسماء تتضمن النقائص ومن الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى ان يقاس الله بخلقه وان يمثل بخلقه تنزه وتقدس عن ذلك ومن الالحاد في اسماء الله ان تعطى اسماؤه وان يشتق للاصنام من اسمائه تبارك وتعالى مما صنع المشركون اشتقوا اللات من الاله منات من المنان وعزى من العزيز وهكذا هذا كله من الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى ولهذا قال ابن القيم لما ذكر جملة من انواع الالحاد قال فجمعهم الالحاد وتنوعت بهم طرقه فجمعهم الالحاد وتنوعت بهم طرقه لان طرائق الملحدين متنوعة والله سبحانه وتعالى في هذه الاية تهدد الملحدين بتهديدين نوعين من التهديد الاول في فعل الامر في قوله وذروا الذين يلحدون باسمائه اي اتركوهم واحذروهم وتجنبوا سبيلهم وطريقتهم فانه سبيل هلكة والامر الثاني او التهديد الثاني في تمامها بقوله سيجزون ما كانوا يعملون ليس يعاقبون ولم يذكر العقاب لم يذكر العقاب تنبيها لفداحته وعظمه وكبره فيجزون ما كانوا يعملون اي سيجازيهم ويعاقبهم الله تبارك وتعالى على هذا الالحاد فهذا فيه تهديد لمن يلحد في اسماء الله ومن فوائد هذه الاية خطورة الانحراف في اسماء الله وصفاته كما قال بعض اهل العلم الغلط في اسماء الله وصفاته ليس كالغلط في اي اسم اخر الغلط باسماء الله وصفاته ليس كالغلط في اي اسم اخر ولهذا يترتب على الغلط في اسماء الله وصفاته ولو في صفة واحدة اثار وعواقب وخيمة جدا خذ مثالا على ذلك قول الله تعالى بل ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. هذا خطأ خطأ فاحش يتعلق بصفات الله يتعلق بصفة واحدة من صفات الله بل ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. ماذا ترتب عليه قال وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين فان يصبروا فالنار مثوى لهم وان يستعتبوا فما هم من المعتدين وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا هذا خطأ عظيم يتعلق بصفة من صفات الله ماذا ترتب عليه او ماذا يترتب عليه؟ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا عظيما تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا فالخطأ في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته خطأ فادح ليس كالخطأ في اي امر اخر الانحراف في اسماء الله وصفاته امر عظيم سواء بان يثبت لله ما نفاه الله عن نفسه كما في المثال الذي مر وقالوا اتخذ الرحمن ولدا اثبتوا لله ما نفاه الله عن نفسه او بان ينفع عن الله ما اثبته الله لنفسه كما في المثال الاول بل ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وبهذا ينبغي ان نعرف ان الخطأ في الصفات يرجع الى هذين الامرين اما اثبات ما نفي او نفي ما اثبت وكل منهما في غاية الخطورة ثم ختم رحمه الله تعالى بقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهذه الاية تعد اصلا عظيما جامعا في هذا الباب باب الاسماء والصفات وذلك انها اشتملت على قاعدة هذا الباب واصله الذي عليه يبنى والاثبات بلا تمثيل والتنزيه بلا تعطيل قال ليس كمثله شيء هذا تنزيه الله تبارك وتعالى عن كل ما لا يليق به وعن الشبيه والمثال وهو السميع البصير اثبات صفات الكمال ونعوت الجلال لله تبارك وتعالى فهذه الاية العظيمة آآ جمعت اه قاعدة هذا الباب واصله الذي عليه يبنى وفي اثبات السمع والبصر لله تبارك وتعالى بعد نفي المثلية فيه تنبيه اي لان اثبات الصفات لله تبارك وتعالى على الوجه اللائق به لا يلزم منه التمثيل ذات الصفات لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى لا يلزم منه التمثيل الممثل هو الذي يثبت صفات الله على وجه مشابه للمخلوق كما قال الامام احمد رحمه الله قال الممثل الذي يقول يد كيدي سمعك سمعي بصر كبصر والله تعالى يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الممثل الذي يقيس الله تبارك وتعالى بخلقه اما الذي يثبت لله سمعا وبصرا يليقان بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى مع التنزيه عن المماثلة فهذا ليس بممثل فهذا ليس بممثل ثمان هذه الاية الكريمة فيها فوائد عظيمة جدا تتعلق بتوحيد الاسماء والصفات اشير الى بعضها اشارة سريعة الاية فيها فوائد كثيرة جدا تتعلق بتوحيد الاسماء والصفات فمن فوائدها الرد على المشبهة الممثلة ومن فوائدها الرد على اهل التعطيل وذلك في قوله تبارك وتعالى وهو السميع البصير ومن فوائدها اثبات السمع صفة لله والسميع اسما له ومن فوائدها اثبات البصر صفة لله تبارك وتعالى واثبات البصير اسما له ومن فوائد هذه الاية ان فيها تقريرا لقاعدة اهل السنة. الاجمال في النفي والتفصيل في الاثبات قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومن فوائد هذه الاية انه يقتصر في سياق التمدح على نفي مماثلة الله للمخلوقين قال ليس كمثله شيء ليس كمثله شيء فيقتصر في هذا الباب بسياق التمدح والثناء على الله على نفي مماثلة المخلوق لله اما نفي مماثلة الخالق لعبده فهذا ليس فيه مدح فلا يقال في مقام التمدح والثناء على الله تبارك وتعالى لا يقال ذلك يعني لا تنفى مماثلة الخالق للعباد في مقام التمدح والثناء على الله تبارك وتعالى ولهذه ولهذا في الاية قال ليس كمثله شيء ومن فوائد الاية تقديم النفي على الاثبات كما يقال التخلية قبل التحلية فبدأ بالنفي اولا ومن فوائد الاية كثرة الصفات لله سبحانه وتعالى وهذا مأخوذ ليس من قوله ليس كمثله شيء اي لكثرة صفاته وعظمة نعوته سبحانه وتعالى فهو لا لا مثيل له ومن فوائد الاية في تفضيل السمع على البصر او دليل لمن فضل السمع على البصر لانه قدم في الاية ومن فوائدها الحث على مراقبة الله في الاعمال والاقوال لانه تبارك وتعالى سميع بصير ومن فوائد الاية وجوب افراد الله بالعبادة لان هذه الاية سيقت في سورة الشورى في هذا المقام تقرير وجوب افراد الله تبارك وتعالى بالعبادة ومن فوائد الاية قطع الطمع في ادراك كيفية صفات الله تبارك وتعالى وايدها قطع الطمع في ادراك كيفية صفات الله لان الله عز وجل ليس كمثله شيء فلا مطمع ولا سبيل لاحد ان يعرف كيفية صفات الله جل وعلا ومعرفة الكيفية يكون برؤية الشيء او برؤية مثيله او بوجود الخبر الصادق وهذه كلها منتفية ولهذا وجب على المسلم ان يقطع الطمع عن ادراك كيفية صفات الله تبارك وتعالى ومن فوائد الاية ابطال عبادة الاصنام يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ومن فوائد الاية الرد على نفاة الاسماء من المعتزلة وغيرهم ونفاة الصفات ومن فوائد الاية ان النفي لابد ان يكون متظمنا للاثبات فان النفي المحض عدم لا يفيدك مالا وقوله ليس كمثله شيء هذا فيه اثبات كمال الله وكثرة صفاته ليس نفيا صرفا او نفيا خالصا بل هو نفي متظمن اثبات مثل نفي الزنا والنوم تضمن اثبات كمال الحياة وكمال القيومية نفي النسيان يتضمن كمال العلم نفي الظلم يتضمن كمال العدل ومن فوائد الاية ان الاشتراك في الاسماء لا يلزم منه الاشتراك في المسميات قال تعالى وهو السميع البصير وقال في اية اخرى انا خلقنا الانسان من نطفة امساج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا وليس السمع كالسمع ولا البصر كالبصر ومن فوائد الاية الرد على المفوظة من فوائد الاية الرد على المفوضة الذين يجعلون ايات الصفات الفاظا لا معاني لها تفهم وانها تقرأ مجرد قراءة والله عز وجل من سمى نفسه في هذه الاية بالسميع وسمى نفسه بالبصير هو سميع بسمع قال تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما وبصير ببصر قال عليه الصلاة والسلام لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه ومن فوائد الاية ان اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته توقيفية هذا يؤخذ من قوله ليس كمثله شيء ليس كمثله شيء ولهذا يجب ان يتوقف في اثبات اسماءه وصفاته على الوحي على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول هذا السائل احسن الله اليكم ايهما افضل من جهة الدراسة للمبتدئ والقراءة على العوام؟ هذه الرسالة ام متن الاصول الثلاثة الاصول الثلاثة الاصول الثلاثة اجمع واوسع ويمكن بعد الاصول الثلاثة تقرأ هذه الرسالة تتميم تتميما وتكميلا والاصول الثلاثة كتبها شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بصيغ عديدة فكتبها باسلوب مبسط جدا اه على طريقة السؤال والجواب تلقينا للعوام وآآ حتى ضمنها بعض الالفاظ العامية وكتبها للصبيان الصغار وكتبها صيغة علمية لطلاب العلم وهي جامعة لخير عظيم في هذا الباب باب آآ في هذا الباب الشامل لهذه الاصول ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم. يقول هذا السائل ما حكم طلب الدعاء من الغير طلب الدعاء من الغير قال شيخ الاسلام يقيد بان يكون القصد نفع الغير ونفع الناس عموما بحيث ينتشر الدعاء ودعاء الاخوان بعضهم لبعض كما في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ان ان دعاء المسلم لاخيه بظهر الغيب يقول ملك ولك مثل ذلك فالدعاء مطلوب تبادله بين الاخوان لا على وجه الاحتياج وانما على وجه نشر الخير هذا المعنى اشار اليه شيخ الاسلام في كتابه التوسل والوسيلة وفي غيره من كتبه نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم يقول هذا السائل هناك من يدعو فيقول اللهم انت الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد قال سؤالي هل قوله الفرد من اسماء الله جل وعلا؟ وهل يجوز الدعاء به كمثل هذا الدعاء؟ الفرد لا اعرف دليل على انه من اسماء الله يخبر عنه جل وعلا بانه الفرد لكن عده في اسماء الله تبارك وتعالى لا اعلم دليلا عليه جاء من اسماء الاحد والواحد والوتر وكلها تدل على اه تفرده سبحانه وتعالى لكن الفرد يخبر عنه بذلك لكن لا اعلم دليلا على عده في جملة اسماء الله تبارك وتعالى ولعلنا نكتفي بهذا واحب ان انبه الاخوة بانه سيوزع الان سيدي اه فيه خطب جمعة اه عددها مئة وخمسين خطبة اه مقسمة على يعني انواع آآ انواع العقيدة والعبادة والاخلاق وآآ هي مسموعة ومكتوبة يعني موجودة في مسموعة ومكتوبة والذي انبه عليه ان هذا السيدي لكم من احب ان ينسخ منه او يضعه في الانترنت او يرسل لرفقائه او لبعض من يشتغلون بالخطابة السي دي هذا ليس لي بل هو لكم والمقصود الفائدة وانتشار الخير والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله