بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام المصنف رحمه الله تعالى في رسالته انواع التوحيد وانواع الشرك قال ثم اعلم ان ضد التوحيد الشرك وهو ثلاثة انواع شرك اكبر وشرك اصغر وشرك خفي والدليل على الشرك الاكبر قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا وقوله تعالى وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه ومأواه النار وما للظالمين من انصار وهو اربعة انواع النوع الاول شرك الدعوة. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى ثم اعلم ان ضد التوحيد الشرك سبق التنبيه الى ان هذه الكلمة اعلم يؤتى بها للامور المهمة العظيمة التي يحتاج المقام الى شد انتباه المتلقي ترعاء اهتمامه ولما انهى رحمه الله تعالى الكلام على التوحيد انتقل الى الكلام على ما يضاد التوحيد وذكر امورا ثلاثة مضادة للتوحيد وهي الشرك والكفر والنفاق وهذه الامور الثلاثة على ما سيأتي بيانه منها ما يضاد التوحيد بالكلية ومنها ما ينافي كمال التوحيد الواجب فكل من الشرك والكفر والنفاق منه ما هو اكبر ناقل من ملة الاسلام مضاد للتوحيد بالكلية ومنها ما هو مناف لكمال التوحيد الواجب وكل ذلك سيأتي بيانه وايظاحه عند المصنف رحمه الله تعالى ومما ينبغي ان يعلم هنا وبين وخاصة بين يدي دراسة هذه الموضوعات الاتية ان معرفة الباطل بانواعه واصنافه امر مطلوب وجاءت الشريعة الاسلامية بالترغيب في ذلك معرفة الباطل على وجه الحذر منه واتقائه لان من لم يعرف الباطل كيف يتقيه كما قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي كيف يتقي الشرك من لا يدري ما هو الشرك وكيف يتقي الكفر من لا يدري ما هو الكفر وكيف يتقي النفاق من لا يدري ما هو النفاق ولهذا فان اتقاء هذه الامور فرع عن العلم بها ومعرفتها ومعرفة خطورتها واضرارها ودلائل الكتاب والسنة على تحريمها وبطلانها وعواقبها الوخيمة على اهلها فهذه المعرفة مطلوبة من المسلم والله جل وعلا يقول في القرآن الكريم وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين اي لتكون واظحة تبين المجرمين واضحة من اجل ان يحذرها الناس ويتقوها ويتجنبوها ولهذا جاء في صحيح البخاري عن حذيفة رضي الله عنه قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافته وكنت اسأله عن الشر مخافته فالسؤال عن الشر ومعرفة الشر واسبابه وذرائعه ووسائله وحقيقته كل ذلكم امر مطلوب حتى يحذر المسلم منه في نفسه وحتى يحذر منه الناس ويبين لهم خطورته واذا نشأ في الناس دعاة لا يعرفون الشرك ولا يعرفون الكفر ولا يعرفون النفاق ومضوا دعاة وهم لا يعرفون هذه الاشياء ولا يحذرون منها فان هذا من اعظم الاسباب لتفشي الباطل وانتشار الشرك بهذا يعلم ان معرفة هذه الامور من اجل اتقائها والتحذير منها يعد صمام امان للمجتمع وبابا عظيما للوقاية من هذه الافات الخطيرة وعندما تطالع اية القرآن الكريم واحاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام تجد فيهما تحذيرا واسعا وبيانا وافيا لخطورة هذه الامور المضادة للتوحيد كل المضادة او المنافي منها لكماله الواجب بل كان من اواخر كلام نبينا عليه الصلاة والسلام في ايامه الاخيرة ودقائقه الاخيرة من الحياة من اخر ما سمع منه لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر مما صنعوا يحذر مما صنعوا فمعرفة الامور المظادة للتوحيد هذا امر مطلوب ومتأكد ولابد منه واذا لم يعرف الناس هذه الشرور كيف يتقوها ومما يزيد هذا الامر تأكيدا كثرة الباطل الذي ينشر في الناس تحت مسميات شرعية مثل نشر صور من الشرك باسم التوسل او الشفاعة او نحو ذلك من الاسماء الشرعية مما كان سببا لنفوق الباطل ودروجه في الناس فمثل هذا مما يؤكد على اهمية معرفة الباطل وحقيقته للحذر منه اولا ولتحذير الناس منه ثانيا وقد قيل تعلم الشر لا للشر ولكن لتوقيه فان من لم يعرف الشر من الناس يقع فيه الذين لا يعرفون الشر يقعون فيه بسبب جهلهم بالشر وجهلهم بحقيقته وجهلهم بوسائله وذرائعه ومن نصح نبينا عليه الصلاة والسلام للامة انه عليه الصلاة والسلام اضافة الى تحذيره من الشرك وغيره من الشرور سد الذرائع المفضية الى الشرك وحمى حمى التوحيد وصان جنابة وحذر من كل وسيلة تفظي اليه وتؤدي اليه نصحا منه صلوات الله وسلامه عليه للامة لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم شاهدوا الكلام ان هذا مطلب مهم للغاية لابد من العناية به تعلما وتعليما لا بد من العناية به تعلما وتعليما لابد ان يعرف الشرك وان تعرف انواعه وان يعرف الكفر وان تعرف انواعه وان يعرف النفاق وان تعرف انواعه من اجل ان يحذر منه العبد ومن اجل ان يحذر منه ولهذا ايضا ينبغي من استحضار النية الصحيحة في طلب العلم وان مقصد طلب العلم هو هذا ان يعرف العبد الحق ليعمل به وليدعو اليه وان يعرف الشر ليحذر منه وليحذر منه وبمثل هذا المسلك يعم الخير وتنتشر الفضيلة وتتحقق السعادة للناس في مجتمعاتهم وفي حياتهم قال اعلم ان ضد التوحيد الشرك اعلم ان وضد التوحيد الشرك ضد التوحيد اي مناف له ولا يجتمع معه فاذا وجد الشرك الاكبر انتفى التوحيد انتفى التوحيد وبطلت الاعمال كما قال عز وجل ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين فالشرك مضاد للتوحيد مبطل للاعمال ولو كثرت كما قال عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا والشرك المراد به تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله المراد بالشرك تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله سواء الربوبية او الالوهية او الاسماء والصفات وبهذا يعلم ان الشرك اقسام ثلاثة كما ان التوحيد اقسام ثلاثة لان لكل قسم من اقسام التوحيد ضد من الشرك فتسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله في ربوبيته شرك في الربوبية وتسوية غير الله بالله في الوهيته شرك في الالوهية وتسوية غير الله بالله في شيء من خصائصه باسمائه وصفاته شرك في الاسماء والصفات فكما ان التوحيد اقسام ثلاثة فالشرك اقسام ثلاثة شرك في الربوبية وشرك في الالوهية وشرك في الاسماء والصفات والشرك هو التسوية تسوية غير الله بالله ولهذا اذا دخل اهل النار النار يوم القيامة يقولون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين اذ نسويكم برب العالمين هذا هو معنى الشرك تسوية غير الله بالله او عدل غير الله بالله وبمعنى التسوية قال تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ان يجعلون غيره عدلا له مساويا له مماثلا له نظيرا له ندا له ولهذا قال الله تعالى في ابطال الشرك فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وقال في ابطاله هل تعلم له سم يا وقال في ابطاله ولم يكن له كفوا احد وقال فلا تضربوا لله الامثال قال اعلم ان ضد التوحيد الشرك وهو ثلاثة انواع قوله وهو ثلاثة انواع اي باعتبار كبره وصغره وان منه اكبر ومنه دون ذلك قال وهو ثلاثة انواع شرك اكبر وشرك اصغر وشرك خفي ثم بدأ بالكلام على النوع الاول من هذه الانواع الثلاثة للشرك وهو الشرك الاكبر وسمي الشرك الاكبر بهذا الاسم باعتبار ان هناك من الشرك ما هو دونه ان هناك من الشرك ما هو دونه واقل جرما منه فهذا اعني الاكبر ناقل من الاسلام وذاك الذي دونه ليس بناقل من الاسلام وبينهما فرق في الحد والحكم كما سيأتي بيانه ان شاء الله وسمي كذلك اكبر لانه اكبر الذنوب واعظم الموبقات الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال الشرك بالله قال اجتنبوا السبع الموبقات وبدأ بالشرك بالله فالشرك بالله اكبر الذنوب واعظم الجرائم واظلموا الظلم كما قال ربنا جل وعلا ان الشرك لظلم عظيم قال جل وعلا والكافرون هم الظالمون والشرك بالله عز وجل هضم لجناب الربوبية وانتقاص للالهية وسوء ظن برب العالمين والمشركون هم الظانون بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء فالشرك الاكبر هو اكبر جرم واعظم ذنب وهو الذنب الذي لا يغفره الله كما سيأتي في قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال والدليل على الشرك الاكبر. بدأ يسوق الادلة على الشرك الاكبر قال قول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا هذا بيان لعظم جرم الشرك وفداحته وانه اكبر الذنوب واعظم الجرائم لان الله عز وجل توعد فاعله الا يغفر له اي ان مات على ذلك لان قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به اي في حق من مات على ذلك بحق من مات على ذلك اما الحي المشرك يغفر الله له ان تاب من الشرك يغفر الله له ان تاب من الشرك كما قال عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم قال ان الله يغفر الذنوب جميعا اي بما فيها الشرك ولا تعارض بين هذا وبين قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به لان قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به في حق من مات وقوله ان الله لا ان الله يغفر الذنوب جميعا في حق من هو حي ولهذا قال لا لا تقنطوا هذا لا يقال الا للاحياء لا تقنطوا من رحمة الله اي توبوا الى الله وانيبوا اليه ان الله يغفر الذنوب جميعا الشرك وغيره قال تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة. ويخلد فيه مهانا الا من تاب فمن تاب من الشرك او غيره من الذنوب والجرائم تاب الله عليه من تاب تاب الله عليه لكن من مات مشركا من مات مشركا من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار كما صح بذلك الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولهذا قال العلماء ليس بين المشرك وبين النار الا ان يموت ليس بين المشرك وبين دخول النار الا ان يموت النار قريبة من المشرك ليس بينه وبينها الا ان يموت من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار واول ما يصلى من عذاب النار في قبره قال قال الله سبحانه وتعالى عن قوم فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا اي في في في قبورهم ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فالمشرك ليس بينه وبين النار الا ان يموت اذا خرجت روحه من جسده دخل النار فاذا قوله سبحانه ان الله لا يغفر ان يشرك به اي في حق من مات اذا مات انقطع التوبة انقطع باب التوبة ولم يبقى امامه الا العذاب ليس له مجال ان يرجع الى الحياة الدنيا ليعمل صالحا غير الذي كان يعمل وليس هناك مطمع في مغفرة او رحمة وليس هناك امل في قضاء عليه بان يموت لا يقضى عليهم فيموتوا وليس هناك امل في تخفيف العذاب ولا يخفف منه عنهم من عذابها والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ولهذا ذكر الله عز وجل هذا الوعيد ان الله لا يغفر ان يشرك به اي في حق من مات على ذلك في حق من مات على ذلك ولهذا كان دعاة الحق اتباع الرسل عليهم صلوات الله وسلامه اشد الناس حرصا على انقاذ الناس من هذا الداء ومن هذا الوباء ومن هذا الشر وتحذيرهم منه ودعوتهم الى التوحيد والى الاخلاص لله تبارك وتعالى لانه جرم كبير وافة خطيرة اذا مات العبد عليها هلك اشد الهلكة ووقع في اشد الردى وباء بعذاب ابديا وعقوبة سرمدية يبقى فيها ابد الابدين ودهر الداهرين مخلدا في نار جهنم عياذا بالله مخلدا فيها ابد الاباد لا يرجع الى الدنيا او لا يرجع الى الدنيا ليصحح اعماله ولا ايظا يخفف عنه من العذاب ولا ايظا يقظى عليه سيموت بل يبقى في عذاب ابديا وعقوبة سرمدية ولهذا كما قدمت من اول اهتمامات دعاة الحق واهل النصيحة للخلق التحذير من هذا الشرك التحذير من هذا الشرك بخلاف طريقة اقوام يشتغلون بالدعوة واخر ما يفكرون بالاشتغال به التحذير من الشرك والدعوة الى التوحيد وهذا فرق ما بين الرسل واتباعهم في الدعوة الى الله تبارك وتعالى وبين حال غيرهم ممن لم يفهم التوحيد ومن لم يفهم الشرك ومن لم يفهم خطورة هذا الباب وخطورة ما يترتب عليه بل بلغ الامر بحال بعظ الناس مبلغا ان يستعظم امورا دون الشرك بالله استعظاما لا يكون منه في امور هي شرك بالله عز وجل هي شرك بالله عز وجل يستعظم بعظ المنكرات ويشتد حنقا وغيظا عند وقوعها ويرى الشرك ولا يستعظمه ولا يعده شيئا ولا يعده شيئا وهذا كله من الجهل باعظم الابواب واجلها واكبرها على الاطلاق ومع هذا ومع هذا الاخلال بهذا الباب العظيم الجليل تجد بعض هؤلاء الذين لم يحسنوا هذا الباب ولم يأتنوا به يقولون التوحيد فهمناه يقولون التوحيد فهمناه التوحيد معروف والشرك معروف لكن الواقع العملي من حيث خيانة التوحيد والعناية به والدعوة اليه يخالف ذلك قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. هذه الاية الكريمة تعد اصلا عظيما في باب الوعيد في باب الوعيد والتهديد ترجع اليها نصوص الوعيد في الكتاب والسنة وتفهم على ضوئها عملا بقول ربنا عز وجل منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم وطريقة الراسخين في العلم رد المتشابه الى المحكم منه ايات محكمات هن ام الكتاب ومعنى محكمات اي واضحات الدلالة ظاهرات بينات فترجع اليها الايات والنصوص المتشابهة فهذه الاية تعد اصلا في هذا الباب يرجع اليه في فهم نصوص الوعيد ومن اخل بضبط هذا الاصل بضوء هذه الاية وقع في الخلل في هذا الباب وللتوظيح اظرب مثالا قول الله عز وجل في سورة النساء قال جل وعلا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فجزاؤه جهنم خالدا فيها من اخذ الحكم من هذه الاية حكم مرتكب الكبيرة من اخذه من اخذه من هذه الاية وجردها عن النصوص المحكمات المبينة لهذه الاية وبخاصة قول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به تزل قدمه في هذا الباب كما زلت قدم الخوارج ومن لف لفهم وسلك منهجهم فقوله خالدا فيها هذا وعيد لكن ينبغي ان يفهم هذا الوعيد في ضوء قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء مواعيد نعم هو وعيد ولكنه ماذا علق بالمشيئة وجعل تحت المشيئة بينما الشرك فصل فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به اي من لقي الله مشركا عذبه في النار وخلده فيها ابد الاباد. لكن ما دون ذلك من الذنوب اي تحت المشيئة ان شاء غفر وان شاء عذب فلا يجرد قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها عن هذه الاية وهذه الاية ومن يقتل مؤمنا متعمدا في سورة النساء مسبوقة ومنحوقة بقوله ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء في سورة النساء ورد مرتين ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وبين هاتين المرتين ورد قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فكيف تؤخذ يؤخذ الحكم من هذه الاية ويؤخذ منها الوعيد ويجرد مما جاء قبلها وبعدها في السورة نفسها ومن لطيف ما يذكر هنا ان احد كبراء المعتزلة الضلال وهو بشر ابن غياث المريسي كان في مجلس واراد ان يشكك العوام في هذا الباب وان يدخل عليهم شيئا من التلبيس فقال اذا اذا وقفت امام الله يوم القيامة ساقول له ان مرتكب الكبيرة مخلد في النار فان قال لي وما حملك على ذلك يا بشر اقول انت قلت في القرآن ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها هذا الكلام اذا طرح على العوام والجهال وقليل العلم يدخل عليهم سكا واشتباها وتشوشا فكان في المجلس شاب صغير القى الله على لسانه الحجة وبهت هذا المعتزل العنيد قال فان قال لك قال هذا الشاب فان قال لك وانا قلت في القرآن ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وقد شئت ان اغفر له فان قال لك وانا قلت في القرآن ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وقد شئت ان اغفر له يعني توعدته بهذا الوعيد وعلقت هذا الوعيد بالمشيئة وشئت ان اغفر له. فماذا تقول؟ فبهت وهذا يستفاد منه ان نصوص الوعيد يعاد الى هذا الاصل تعاد الى هذا الاصل وترجع اليه والمصنف رحمه الله تعالى ساق هذه الاية هنا لشيء واحد وهو بيان كبر هذا الذنب وعظم هذا هذا الجرم وانه الذنب الذي لا يغفر بمعنى ان من مات عليه ولقي الله مشركا ادخله الله عز وجل النار وخلده فيها ابد الاباد وقوله في تمامها فقد ضل ضلالا بعيدا ايضا فيه تنبيه اخر على كبر هذا الذنب وعظمه وانه اشد الضلال واشنعه افظعه قال وقوله تعالى وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار في هذه الاية شاهد لما سبق وهو ان دعاة الحق ان دعاة الحق من الانبياء واتباعهم اهم امر يعنون به الدعوة الى التوحيد والتحذير من الشرك فهذا نبي الله عيسى عليه السلام يذكر الله عز وجل دعوته لقومه وذكر جل وعلا دعوة غيره من الانبياء فتجد الشرك تجد التحذير من الشرك والدعوة الى التوحيد هو زبدة الرسالة وخلاصة الدعوة وموطن الاهتمام والعناية وقال المسيح اي عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم معنى اعبدوا الله اي وحدوا الله ولا تشركوا به شيئا فكل امر بالعبادة في القرآن امر بالتوحيد لان العبادة بلا توحيد كالصلاة بلا طهارة من صلى بلا طهارة كانه ما صلى ومن عبد الله بلا توحيد كانه ما عبد الله لان عبادته لله بغير توحيد باطلة وغير مستفاد منها قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا قال اعبدوا الله ربي وربكم لما امرهم بالتوحيد ذكر لهم برهان التوحيد لما امرهم بالتوحيد ذكر لهم برهان التوحيد لما امرهم بافراد الله تبارك وتعالى بالعبادة ذكر دليل ذلك وشاهده وتفرد الله تبارك وتعالى بالربوبية فكأنه يقول لهم انتبهوا كما انه عز وجل تفرد بالربوبية خلقا ورزقا وايجادا وتصرفا وتدبيرا فليفرد بالعبادة اعبدوا الله ربي وربكم نظيرها قوله سبحانه وانا ربكم فاعبدون ونظيرها قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال انه من يشرك بالله انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار انه من يشرك بالله اي ويموت على ذلك ويلقى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بذلك يلقى الله مشركا فما مآله وما مصيره قال انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة فقد حرم الله عليه الجنة اي ان الجنة حرام عليه ابد الاباد قال الله عز وجل عن الكفار لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط حتى يلج الجمل في سم الخياط تم الخياط معروف وحجم الجمل معروف فهذا امر مستحيل ودخول هؤلاء الجنة مستحيل حرم الله سبحانه وتعالى الجنة على كل مشرك لان الجنة دار الطيب المحض والشرك خبث محض اذا وجد ابطل الاعمال كلها وافسدها جميعها ولم ينتفع من من عمل بشيء ولهذا قال الله جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فالجنة حرام على المشرك لا يدخلها وقد حرم الله عليه الجنة فقد حرم الله عليه الجنة لا مطمع له في دخول الجنة ولهذا الكفار يوم القيامة في النار مطالباتهم فهي اما ان يقضى عليهم فيموتوا او ان يخفف عنهم من العذاب في النار او ان يعادوا للدنيا مرة ثانية ليعملوا صالحا غير الذي كانوا يعملونه قال فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار النار مثوى لهم النار مأوى لهم. النار مصيرهم يدخلونها يوم القيامة ويخلدون فيها. يدخلونها يوم القيامة ويخلدون فيها النار مولاهم وبئس المصير يبقون فيها ابد الاباد ولا يحصل لهم فيها موت لا يقضى عليهم فيموت ولا يحصل لهم فيها تخفيف من العذاب بل الذي يحصل لهم ضد ذلك وهو الزيادة في العذاب ولهذا قال العلماء بكتب التفسير قالوا ان اشد اية في القرآن على اهل النار قول الله سبحانه وتعالى فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا هذي اشد اية على اهل النار يطلبون تخفيفا يطلبون ان يموت يقضى عليهم فيموت يطلبون ان يعادوا الى الدنيا فيأتيهم الجواب ذوقوا فلن نزيدكم اي في النار الا عذابا قال وما للظالمين من انصار وفي هذا ان الشرك اظلم الظلم وبهذا ان الشرك اظلم الظلم اكبر الجرم كما قال عز وجل ان الشرك لظلم عظيم. قالوا الكافرون هم الظالمون والظلم وضع الشيء في غير موضعه واي وضع للشيء في غير موضعه اشنع وافظع من ان تجعل العبادة او ان تصرف العبادة لحجر او شجر او قبة او ضريح او غير ذلك من المخلوقات ولا تجعل للرب العظيم والخالق الجليل الذي بيده ازمة الامور سبحانه وتعالى. اي ظلم اشنع من هذا يخلق الله عز وجل ويعبد غيره يرزق سبحانه ويلتجأ الى سواه بيده العطاء والمنع والخفض والرفع والقبض والبسط ويصرف التذلل والانكسار والخضوع لغيره اي ظلم اعظم من هذا فهو اظلم الظلم واكبره قال وما للظالمين من انصار المراد بالظالمين هنا الظلمة بالشرك الظلمة بالشرك بالله سبحانه وتعالى كما ايضا في قوله سبحانه والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر به من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير فذوقوا فما للظالمين من نصير الظلم هنا هو اشنع الظلم وافظعه وهو الشرك بالله تبارك وتعالى قال وهو اربعة انواع نعم قال رحمه الله تعالى وهو اربعة انواع. النوع الاول شرك الدعوة والدليل قوله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم اذا هم يشركون النوع الثاني وهو اربعة انواع قال وهو اربعة انواع اي هذا الشرك الاكبر الناقل من ملة الاسلام الموجب لدخول النار والخلود فيها ابد الاباد انواعه اربعة قال النوع الاول شرك الدعوة النوع الاول شرك الدعوة اي الدعاء شرك الدعوة اي الدعاء صرف الدعاء لغير الله والدعاء اعظم العبادات اعظم العبادات وافضلها كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة وهو اكثر شرك المشركين اكثر شرك المشركين هو شرك الدعوة دعوة غير الله والالتجاء الى غير الله والاتجاه بالسؤال والطلب والرغبة الى غير الله سواء بالاستعانة او الاستعاذة او الاستغاثة او اللوز او العود او غير ذلك من انواع الدعاء والالتجاء هذا اكثر شرك المشركين يلتجئون الى غير الله سبحانه وتعالى في طلب حاجاتهم ورغباتهم في جلب نفع او دفع ضر كما ولهذا قال الله سبحانه وتعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويله والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير اكثر شرك المشركين التجاء الى الى غير الله تبارك وتعالى بالسؤال والطلب والاستعاذة والاستعانة والاستغاثة طلب الشفاء طلب العافية طلب الولد طلب الصحة طلب المكروه وجلب المرغوب هذا اكثر شرك كالمشركين ولهذا بدأ المصنف بهذا النوع قال شرك الدعوة قال والدليل قوله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون يشركون اي مع الله غيره في الدعاء يشركون اي مع الله غيره في الدعاء فيدعونه ويدعون غيره هذا في الرخاء يدعونه ويدعون غيره يسألونه ويسألون غيره يستغيثون به ويستغيثون بغيره يلتجئون اليه ويلتجئون الى غيره هذا في الرخاء اما في الشدة يخلصون فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين اي لا يجعلون مع الله شريكا يذهب عن عقولهم وافهامهم وقلوبهم كل التي يعبدونها ويدعونها من دون الله كلها تذهب كما في الاية الاخرى قال ظل من تدعون الا اياه فكل هذه الاشياء التي يعبدونها ويلتجئون اليها ويطلبون منها كلها تذهب ويصبح التزاؤهم الى الله التجاء خالص لا يدعون معه غيره متى هذا اذا ركبوا في الفلك اذا ركبوا في الفلك وعاينوا الغرق واشتدت الامواج وبدأت السفينة تاء تغرق او يدركها يدركهم الغرق فيها في مثل هذه الحال يخلصون. كلهم عن بكرة ابيهم يا رب يا رب لا يقولون يا عزة ولا يا منات ولا يا هبل ولا اي مدعو اخر كلها تذهب عن عقولهم فقط يقولون يا رب يا رب وقد نبه شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كشف الشبهات وغيرهم من رسائله ان شرك المشركين المتأخرين اغلظ من شرك هؤلاء اغلظ من شرك هؤلاء لان المشركين الاول يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة كما في هذه الاية فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين واما المشركون المتأخرون فشركهم في الرخاء والشدة حتى في في ركوبهم للفلك ومعاينتهم للموت وادراكهم للموت وادراكهم ادراك الغرق لهم في مثل هذه الحال يدعون ويستغيثون بالاولياء وبالصالحين وبغيرهم ومما قرأته في في هذا من القصص ان مجموعة من هؤلاء الذين على هذه الشاكلة كانوا على سفينة فبدأت السفينة تغرق فاخذ كل يهتف بشيخه اخذ كل يهتف بشيخه ومعهم رجل مسن على التوحيد فالتفت واذا كل من على السفينة يهتف بشيخه ما سمع منهم من ينادي يا الله او يا رب فمد يديه وقال يا رب اغرق اغرق فما على السفينة من يعبدك. لا حول ولا قوة يا رب اغرق اغرق فما على السفينة من يعبدك؟ ليس على ظهر السفينة احد يعبدك ويلتجأ اليك فمثل هذا الشرك اغلظ من شرك المشركين الاول فاولئك كانوا في الشدة يخلصون فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. انتبهوا هنا الى قوله فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. اي لما خلصهم الله عز وجل ووقاهم من الغرق وخرجوا الى البر امنين عادوا الى الشرك عادوا الى الشرك مرة ثانية هل هؤلاء اين عقولهم؟ هل هؤلاء يأمنون وهم في البر من ان تحل بهم عقوبة مثل العقوبة التي حلت بهم في البحر هل يأمنون على انفسهم من ذلك اليس رب العالمين الذي التجأوا اليه باخلاص لينجيهم من هذا من هذا قادر على ان يلحق بهم وهم في البر الهلاك والعقوبة ولهذا اقرأ في سورة الاسراء قول الله سبحانه وتعالى ربكم الذي يجزي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فظله انه كان بكم رحيما واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه. فلما نجاكم الى البر اعرضتم وكان الانسان كفورا افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر لما خرجتم الى البر واصبحتم في الامان ونجوتم من الغرق عدتم الى الشرك هل امنتم وانتم في البر ان يخسف بكم جانب البر هل تأمنون ذلك على انفسكم الله على كل شيء قدير افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر او يرسل عليكم حاصبا اي ريحا شديدة فتهلككم اتأمنون ذلك ثم الاية التي بعدها قال ام امنتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم هل تأمنون ذلك فالله عز وجل قدير عليكم اينما كنتم فما هذا الشرك الذي في الرخاء والاخلاص الذي يكون منكم في الشدة بل المسلم بل الانسان فقير الى الله سبحانه وتعالى ومحتاج اليه في شدته ورخائه في سراءه وضراءه في عسره وفي يسره في احواله كلها ولهذا قال تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة الشاهد من من من هذه الاية الكريمة ان من انواع الشرك شرك الدعوة من انواع الشرك شرك الدعوة اي صرف الالتزام والاستغاثة والاستعانة وطلب المدد والعون والشفاء والعافية الى غير الله الى غير الله تبارك وتعالى فهذا شرك مبين وكفر صراح ناقل من ملة الاسلام ومما ينبغي ان يعلم هنا ان تغيير الاسماء لا يغير الحقائق تغيير الاسماء لا يغير الحقائق لان دعاة الباطل يلبسون على العوام فيسمون الشرك توسلا ويسمون ويسمونه شفاعة وغير ذلك من الاسماء فتغيير الاسماء لا يغير الحقائق تسمية الربا فائدة او الرشوة اكرامية او المخدرات والمسكرات مشروبا روحيا فلا يغير الحقائق الشرك شرك وان اعطي اسماء جميلة وان قيل هذا توسل او هذا شفاعة هذا لا يغير الحقائق الشرك هو الشرك. دعاء غير الله والاستغاثة بغير الله شرك بالله وان سماه صاحبه استغاثة شفاعة او توسلا او غير ذلك لان دعاة الباطل لبسوا على العوام تلبيسا فظيئا وشنيعا وادخلوهم في شرك صراح بالله سبحانه وتعالى تحت هذه الاسماء. وهذا مما يستوجب على دعاة الحق اهل النصح للخلق ان يبينوا هذا المقام وان يزيلوا عن العوام هذا الغبش الذي هو اه من من فعل دعاة الضلال قال عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي ائمة الضلال واذكر مرة في المسجد النبوي كان الى جنب رجل قد ذكرت هذه القصة في غير المناسبة كان الى جنب رجل من احدى الدول العربية وكنت اقرأ القرآن وهو ماد يديه يدعو وكان يبكي في في دعائه يدعو دعاء خاشعا فاعجبني خشوعه واثر في خشوعه وبكاؤه ثم فوجئت ورفع صوته قليلا بما يدعو به واذا به ينادي الرسول عليه الصلاة والسلام ينادي هذا البكاء وهذا الخشوع وهذا التذلل وهذه الاستغاثة مناجاة للرسول عليه الصلاة والسلام واسمع صوته يخرج قليلا يا رسول الله يرى ويبكي ويطلب ويبكي ويطلب فاخذت اتحدث معه برفق قدمت ذلك بمقدمة اسأله فيها عن بلده وعن صحته وعن اولاده واشياء من هذا القبيل ثم اخذت احدثه عن فضل الدعاء ومكانة الدعاء ومنزلة الدعاء في الاسلام واخذت اسوق له ايات احاديث في فضل الدعاء وكرم الدعاء عند الله ومكانة الدعاء عند الله ثم بعد ذلك انتقلت الى الكلام عن ان الدعاء حق لله وانه عبادة واخذت اذكر الادلة على ان الدعاء عبادة ثم انتقلت الى ذكر الادلة الصريحة الواضحة ان صرف الدعاء لغير الله شرك وكفر مثل قوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وقوله من اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين واخذت اذكر له ايات سردت له ايات كثيرة وقصدت ذلك لان رب لان ربنا عز وجل يقول وذكر بالقرآن ويقول انما انذركم بالوحي والقرآن فيه خير وبركة وينبغي ان يعتني الدعاة الى الله بكلام الله. وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله سماع كلام الله فيه بركة كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب احيانا تسمع بعض الخطب والمواعظ ليس فيها اية واحدة ولهذا ينبغي ان يعتنى بهذا الباب ذكر الادلة وسوق الايات والاحاديث حتى وان كنت تخاطب مشركا لا يفهم العربي اقرأ الاية اقرأ الاية عليه يسمعها ثم ترجمها له وبين له معناها ينبغي ان يعتنى بكلام الله سبحانه وتعالى والقرآن فيه خير خير وبركة ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وكم من القلوب المغلقة والملوثة زال عنها باطلها بسماع القرآن واحيانا بسماع اية واحدة من القرآن يجعل الله سبحانه وتعالى لها اثرا في قلبه فقرأت عليه ايات كثيرة قرأت عليه ايات كثيرة من القرآن في هذا الباب ثم انتقلت الى ذكر الاحاديث ولما انتهيت وهو في كل ذلك يستمع لي باصغاء تام وانتباه شديد حتى انه استدار اليه كان معطيني جنبه ثم استدار الي ويستمع باصغاء تام فلما انتهيت من الكلام احببت ان اطمئن هل فهم الرجل هل استوعب الكلام الذي قلته له او لا فطرحت عليه سؤالا السؤال خطأ لكنني قصدته. قصدت السؤال لاعرف ماذا عند هذا الرجل وماذا اثر هذه الايات والاحاديث فيه قلت له فهمت الكلام قال نعم قلت له ايش رأيك هذا سؤال قل ايش رأيك قال لي تقول لي ايش رأيك تقرأ عليه ايات واحاديث وتقول لي ايش رأيك هذا ما فيه رأي هذا كلامه لي قال تقول لي ايش رأيك؟ تقرأ علي ايات واحاديث وتقول لاسراء هذا ما فيه رأي ما زلت انا نفسي مصرة ان اطمئن هل الرجل استوعب او لم يستوعب فعدت عليه السؤال مرة ثانية قلت له يا حاج انا سمعتك تقول في دعائك كذا وكذا وكذا ايش رأيك يعني الان اوضحت له التصادم بين فهمه لهذه الايات وبين العمل الذي كان عليه فماذا قال لي قال لي بالحرف الواحد يا يا حاج انا من بلد كذا سماني بلده ما حد قال لي الكلام هذا قال انا من بلدي كذا ما احد قال لي الكلام هذا يعني هذا الكلام ما حد لا لم يقله لي احد لكن ماذا قالوا له تجد من وراء هذه هذه الشركيات وهذا الباط الذي يمارسه هذا المسكين ونظرائه وامثاله من وراء ذلك دعاء الظلام دعاة ضلال يلبسون على العوام وعلى الجهال ويعلمونهم الشرك ويقول لهم هذا توسل او هذا شفاعة او نحو ذلك من اسماء ثم يعيشون حياتهم على سؤال غير الله والاستغاثة بغير الله والالتجاء الى غير الله لو لم يعلم هؤلاء مثل هؤلاء العوام الا حديث واحد كان يكفيهم في التوحيد. قول النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. لو اراحوا الناس من كل ما قالوا وذكروا لهم هذا الحديث لعرف الناس التوحيد وعرفوا ان السؤال والاستعانة والاستغاثة كل حق لله سبحانه وتعالى لكن دعاة الضلال يفتنون الناس ويصرفونهم عن دواء السبيل. نعم قال رحمه الله تعالى النوع الثاني شرك النية والارادة والقصد والدليل قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. قال النوع الثاني من انواع الشرك شرك والارادة والقصد وهذه الكلمات الثلاث النية الارادة القصد كلمات متقاربة متقاربة المعنى والدلالة والمراد هذا النوع من الشرك الشرك الذي يتعلق نية الانسان وقصده وتوجه قلبه قد قال عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم قال ومن اراد الاخرة وسألها سعيها فالنية والارادة والقصد امر في القلب لا يطلع عليه الا الله سبحانه وتعالى قد يصلي رجلان الى جنب بعض احدهما صلاته خالصة لرب العالمين والآخر صلاته خالصة لغير رب العالمين مثل ما قال الله عن المنافقين الخلص يراؤون الناس يراؤون الناس اي في صلاتهم وغير ذلك من الاعمال النفاق الخالص يراؤون الناس اي لا يقومون اي عبادة واي طاعة الا مراة للناس فهذا شرك يتعلق بالقلب هذا هذا النوع من الشرك يتعلق بالقلب في نيته وارادته وقصده والله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل مهما حسنت صورته الظاهرة وتم وكمل في صورته الظاهرة لا يقبله الله سبحانه وتعالى الا اذا كانت النية في القلب لله خالصة الا اذا كانت النية والارادة والقصد في القلب لله خالصة فاذا كانت النية والارادة والقصد لغير الله تبارك وتعالى لغير الله تبارك وتعالى فان الله عز وجل لا يقبل ذلك. كما قال انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته شركا فهذا شرك النية هذا شرك النية وهو ينقسم كما سيأتي الى اكبر واصغر الى اكبر ناقل من ملة الاسلام وهو الشرك الخالص النية الخالصة والارادة الخالصة والقصد الخالص بالعمل لغير الله مثل صنيع المنافقين ولهذا قال اورد قول الله تعالى وهي في الشرك الخالص من حيث النية والارادة والقصد اورد قول الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها اي ليس له غرظ في الاخرة ليس له غرض في الاخرة مراده الدنيا وزينة الدنيا لا لا ليس له ارادة في الاخرة حتى وان عمل اعمالا من اعمال الاخرة يعملها من اجل ماذا امور دنيوية يعملها من اجل امور دنيوية. اما الاخرة ليس له فيها غرض غرضه الدنيا غرضه العاجلة فهذه ارادة آآ ارادة خالصة للدنيا ليس هناك ارادة للدار الاخرة او ارادة الله بالعمل والدار الاخرة ليس ليس هذا قائما في قلبه قال ومن من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون قوله نوفي اليهم اعمالهم فيها اهذا كما بين العلماء قيده قول الله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا فهذه الاية قيدت قوله نوفي اليهم اعمالهم فيها ففي الدنيا هذا شأنهم وفي الاخرة قال اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون وهذا في الشرك الخالص الشرك الاكبر في النيات والايرادات والمقاصد كشرك المنافقين الذين هم في الدرك الاسفل من النار ومن المعلوم ان المنافق هو من يظهر الايمان واعمال الايمان ويبطن ماذا الكفر اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون قال تعالى اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون المنافق يصلي يزكي ويتصدق ويقوم باعمال البر مثل ما يقوم بها المسلم في الصورة الظاهرة في صورة العمل الظاهرة لكن النية والارادة والقصد ليس لله فهذا يسمى شرك النية او شرك الارادة او شرك القصد وهو ناقل من ملة الاسلام ومنه شرك اكبر ومنه شرك اصغر يأتي بيانه ان شاء الله نعم قال رحمه الله تعالى النوع الثالث شرك الطاعة والدليل قوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا اعبد الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون وتفسيرها الذي لا اشكال فيه طاعة العلماء والعباد في المعصية. لا دعائهم اياهم كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لعدي ابن حاتم لما سأله فقال لسنا نعبدهم فذكر له ان عبادتهم طاعتهم في المعصية اليوم تصبرون حتى التاسعة حتى التاسعة صباحا او او الثامنة نخفف اكثر الى السابعة نزيد عليها بقليل لكن رجاء تصبر علي ربما اكون ثقيل عليكم لكن يعني الوقت هذا ربما البعض يعني يتعب مع المواصلة لكن لعلكم تصبرون نواصل ولا العادة نقف في مثل هذا الوقت لكن ان شاء الله اعدكم في السابعة او يزيد عليها قليل يعني ونقف ان شاء الله تصبرون قال رحمه الله تعالى النوع الثالث شرك الطاعة النوع الثالث اي من انواع الشرك شرك الطاعة اي طاعة غير الله في تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله فهذا شرك اكبر ناقل من ملة الاسلام ويسمى شرك ويسمى شرك الطاعة تلك الطاعة اي طاعة غير الله تبارك وتعالى في تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله او تحريم ما احل الله فهذا يسمى شرك الطاعة فليس الشرك في العبادة فقط في السجود والركوع والدعاء والاستغاثة بل الشرك يتناول ايضا باب يتناول ايضا باب الطاعة لان الحكم لله سبحانه وتعالى الحكم لله جل وعلا قال عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله قال جل وعلا حكم الجاهلية يبغون وقال تعالى ان الحكم الا لله وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام ان الله هو الحكم واليه الحكم فاذا جعل الحكم لغير الله يحل ما حرم الله فيحله الناس ويحرم ما احل الله فيحرمونه فهذا شرك اكبر ناقل من ملة الاسلام هذا شرك اكبر ناقل من ملة الاسلام ويسمى شرك الطاعة قال ودليله قول الله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون قال اتخذوا احبارهم الاحبار علماء اليهود ورهبانهم عباد النصارى عباد النصارى يقال لهم رهبان علماء اليهود يقال لهم احبار والله يقول اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ما معنى اربابا هل المراد اتخذوهم اربابا اي انهم يسجدون ويركعون لهم سجود ركوع صرف انواع العبادات المماثلة لهذا لهم؟ هل هذا المراد يأتيك الجواب في تفسير النبي عليه الصلاة والسلام وبيانه لهذه الاية قال المصنف رحمه الله وتفسيرها الذي لا اشكال فيه طاعة العلماء والعباد في المعصية طاعة العلماء والعباد في المعصية اي في معصية الله سواء بتحريم ما احل الله او تحليل ما حرم وكل ذلكم معصية لله تبارك وتعالى قال تفسيرها الذي لا اشكال فيه طاعة العلماء والعباد في المعصية لا دعائهم اياهم لا دعائهم اياهم ليس المعنى اتخذوا احبارا ورهبانا اربابا من دون الله اي انهم يدعونهم ويستغيثون بهم من دون الله مثل ما يصنع عباد الاصنام ليس هذا المراد او انهم يسجدون لهم او نحو ذلك ليس هذا المراد المراد اه طاعتهم للعلماء والعباد قوله للعلماء احبارهم وقولا للعباد رهبانهم طاعتهم للعلماء والعباد في المعصية لا دعائهم اياهم. دعائهم اياه ماذا نوع من الشرك اخر لكن هنا المراد بهذه الاية لاتخاذ هؤلاء لهم احبارا اربابا من دون الله المراد به طاعتهم فيما يحلونه مما حرمه الله او يحلونه مما او يحرمونه مما احله الله قال هذا هو تفسيره الذي لا اشكال فيه لماذا لانه تفسير النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهو تفسير ازال فيه شبهة او اشكالا عند عدي ابن ابن حاتم قال كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لعدي ابن حاتم رضي الله عنه لما سأله فقال لسنا نعبدهم يعني لما سمع هذه الاية لما سمع هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله قال لسنا نعبدهم لسنا نعبدهم يعني ونحن على النصرانية لا نعبدهم ماذا قصد عدي عندما قال لسنا نعبدهم ماذا قصد عدي عندما قال لسنا نعبدهم اي لسنا نستغيث بهم وندعوهم من دون الله ونسجد لهم ونصرف لهم ما كان من هذا القبيل من العبادة. قال لسنا نعبدهم تبين له النبي عليه الصلاة والسلام ان مفهوم العبادة اوسع من هذا الفهم ان مفهوم العبادة اوسع من هذا الفهم قال لسنا نعبدهم فذكر لهن فذكر له اي النبي عليه الصلاة والسلام ان عبادتهم طاعة في المعصية لان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اليسوا يحلون الحرام فتحلونه ويحرمون الحلال فتحرمونه قال بلى قال تلك عبادتهم. الله اكبر قال تلك عبادتهم فافاد هذا النص القرآني مع الحديث المفسر له المبين له ان من الشرك الاكبر الناقل من ملة الاسلام شرك الطاعة. ان من الشرك الاكبر الناقل من ملة الاسلام شرك الطاعة شرك الطاعة باتخاذ الاحبار والرهبان اربابا من دون الله سبحانه وتعالى وقد بين شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من اهل العلم ان هذا الاتخاذ للاحبار والرهبان اربابا من دون الله يكون على حالتين الحالة الاولى ان يطيعهم ان يطيعهم بما يحرمون مما احل الله ويحرمون مما احل الله معتقدا ذلك معتقدا ذلك مؤمنا به بما يحلون وبما يحرمون معتقدا ذلك مؤمنا به فهذا شرك اكبر ناقل من الاسلام يحرمون الحرام يحرمون الحلال فتحرمونه ويحلون الحلال فتحرمونه فهذا اكبر شرك اكبر ناقل من ملة الاسلام والحالة الثانية ان يطيعهم في ذلك نوعا من العصيان مع اعتقاده في نفس الامر تحريم ما حرم الله وتحليل ما احل الله لكنه نوع من العصيان فهذا ذنب من الذنوب وكبيرة من الكبائر وليس ناقلا من ملة الاسلام مثله تماما مثل حال من يقرأ الاية التي تنهاه عن الحرام ولكنه ماذا لا يمتثل ليس اعتقادا منه عدم الحرمة ولكن نوعا من المعصية ففرق بين الحالتين كما نبه على ذلك اهل العلم نعم قال رحمه الله تعالى النوع الرابع شرك المحبة والدليل قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. الاية قال النوع الرابع من انواع الشرك الاكبر شرك المحبة والمحبة مكانها القلب النوع الرابع شرك المحبة والمحبة والمحبة مكانها القلب قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله المحبة مكانها القلب هذا موضعها واذا عمر القلب بمحبة الله محبة صالحة زاكية صادقة صلحت الجوارح كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب القلب اذا اذا عمر بمحبة الله تبارك وتعالى المحبة الصادقة صلحت الجوارح تبعا له لان الجوارح فرع عن مرادات القلوب والمحبة هي روح العبادة المحبة هي روح العبادة وركن من اركانها العظام التي عليها قيام العبادة وكلما عظمت المحبة لله عز وجل بصدق واخلاص صلحت حال الانسان واستقام له امر دينه ودنياه قال شرك المحبة والمراد بالمحبة هنا ليس المحبة الطبيعية وانما المراد بالمحبة محبة العبودية محبة العبودية التي تستلزم الذل والخضوع والانكسار للمحبوب التي تستلزم خضوعا وذلا وانكسارا للمحبوب فهذه المحبة صرفها لغير الله شرك بالله اكبر. ناقل من ملة الاسلام طرفها لغير الله شرك بالله اكبر ناقل من ملة الاسلام والدليل قول الله سبحانه وتعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله المراد بقول من الناس اي المشركين الذين يسوون غير الله بالله في المحبة يسوون غير الله بالله في المحبة قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله ان يسوون غير الله من الانداد بالله في المحبة فيحبون اندادهم محبة مساوية مماثلة لمحبة الله وهذا النص من النصوص التي تبين لكم ان الشرك هو التسوية ان الشرك هو التسوية تسوية غير الله بالله في شيء من خصائصه وحقوقه سبحانه وتعالى فمحبة العبودية التي تستلزم الذل والخضوع هذه من حقوق الله الخاصة به جل وعلا التي لا يجوز ان تصرف لغيره وصرفها لغيره تبارك وتعالى شرك بالله العظيم قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله قيل في معنى يحبونهم كحب الله اي يحبون اندادهم محبة مساوية ومماثلة لمحبتهم لله وقيل يحبونهم كحب الله اي كحب المؤمنين لله والاول هو الاقرب والاظهر يحبونهم كحب الله اي يحبونهم كحب كحبهم لاندادهم يحبون يحبونهم كحب الله اي يحبون الانداد كحبهم لله اي محبة مساوية لمحبة الله تبارك وتعالى فوجد منهم تسوية لغير الله بالله في المحبة وهذا شرك اكبر ناقل من ملة الاسلام قال والذين امنوا اشد حبا لله قيل اشد حبا لله من حب المشركين لاندادهم وقيل اشد حبا لله من حب المشركين لله وهذا اظهر لان حب المسلمين لله حب خالص وحب المشركين لله تبارك وتعالى حب فيه تسوية واشراك ثم ذكر بعد ذلك تبارك وتعالى عقوبة هؤلاء ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعه ان الله شديد آآ وان الله شديد العذاب العذاب فذكر تبارك وتعالى عقوبة هؤلاء وان مأواهم ومثواهم نار جهنم حيث فيها يقولون كما في اية اخرى تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين الشاهد ان من الشرك الاكبر شرك المحبة وذلك بتسوية غير الله بالله في المحبة والواجب على المسلم في هذا الباب باب المحبة ان يميل بقلبه بكليته حبا لله تبارك وتعالى ويكون هذا اساسا راكزا في قلبه ثابتا فيه ثم بعد ذلك يحب تبعا لهذه المحبة ما يحبه الله من الاشخاص والاعمال على وجه التبعية ولهذا قال ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في دعائه اللهم اني اسألك حبك وهذا الاصل وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك وهذا تبع نعم قال رحمه الله تعالى والنوع والنوع الثاني شرك اصغر وهو الرياء والدليل قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. قال رحمه الله تعالى الثاني شرك اصغر النوع الثاني شرك اصغر والشرك الاصغر يختلف عن سابقه الشرك الاكبر في الحكم في الحد والحكم يختلف عنه في الحد والحكم حد الشرك الاكبر عرفناه الا وهو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله وحقوقه جل وعلا الشرك الاكبر تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله وحقوقه. تفضل يا اخي تفضل ها النص ما موجود يمكن ساقط من نسختك او لعله ساقط من النص اللي بيدك قلم يفيد في مثل هذه الحالة لما يكون عندك سقط على طول اكتب ايش فايدة القلم قال رحمه الله تعالى والنوع الثاني شرك اصغر والنوع الثاني شرك اصغر والشرك الاصغر يختلف عن الشرك الاكبر في الحد والحكم اما الحد وقد عرفنا حد الشرك الاكبر الا وهو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله وحقوقه فهذا شرك اكبر ناقل من ملة الاسلام. هذا حد الاكبر والاصغر حده كما بين اهل العلم كل ما جاء في النصوص كل ما جاء في النصوص آآ انه سرك ولا يبلغ هذا الحد او كل ما وصف في النصوص بانه شرك ولا ولا يصل الى هذا الحد. حد ماذا؟ تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله وحقوقه فكلما اطلق عليه في النصوص بانه شرك ولا يبلغ هذا الحد لا يبلغ هذا المبلغ يسمى شركا اصغر فاذا يختلف يختلف الشرك الاكبر عن الاصغر في الحد ويختلف في الحكم فحكم الشرك الاكبر انه اه كافر كفرا اكبر ناقل من ملة الاسلام وانه اذا مات على ذلك يخلد يوم القيامة في النيران هذا حكم واما الشرك الاصغر فامره دون ذلك امره دون ذلك فصاحب الشرك الاصغر لا يخلد في النار لانه لا يخلد في النار الا المشرك شركا اكبر ناقل من ملة الاسلام لان الشرك الاكبر لا يجامع اصل الايمان لا يجتمع مع اصل الايمان. واما الشرك الاصغر يجتمع معه يكون اصل الايمان موجود ويوجد عند الانسان مع وجود اصل الايمان عنده يوجد عنده آآ شيء من الشرك الاصغر. اما الشرك الاكبر لا لا يجتمع مع اصل الايمان. اذا وجد الشرك الاكبر انهدم الايمان بالكلية انهدم الايمان بالكلية وبطل برمته بينما الشرك الاصغر يجامع اصل الايمان بحيث انه يوجد ويوجد اصل الايمان ولهذا لا لا يخلد في النار من يشرك الشرك الاصغر وبين اهل العلم خلاف هل لا يغفر او يغفر بين اهل العلم خلاف هل لا يغفر او يغفر ومن اهل العلم من يقولون انه لا يغفر بمعنى اخذا من عموم قول ان الله لا يغفر ان يشرك به بمعنى انه لابد ان يعذب بانه لابد ان يعذب اذا اذا لقي الله سبحانه وتعالى بالشرك الاصغر لم يتب منه لا بد ان يعذب عليه بالنار لكن لا يخلد لا يخلد فيها والقول الاخر انه شأنه شأن الكبائر شأنه شأن الكبائر ثمان العلماء بينوا رحمهم الله ان الشرك الاصغر افظع واشنع من الكبائر وهذا مستفاد من كلمة عظيمة لعبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال فيها لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. وهذا فقه عظيم فقه عظيم وبيان من هذا الصحابي الجليل رظي الله عنه الى ان الشرك الاصغر اكبر من الكبائر ولاحظ في كلامه الموازنة بين الامرين قال لان احلف بالله صادقا لنحلف بالله كاذبا لنحلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا لاحظ معي الحلف بالله كاذبا اجتمع فيه امران حسنة وسيئة اجتمع فيه امران حسنة وسيئة الحسنة ما هي حسنة التوحيد احلف بالله الف تعظيم لله جل وعلا فعدم صرف هذا التعظيم لغير الله التوحيد فهنا حسنة التوحيد لنحلف بالله كاذبا هذه سيئة هذه سيئة وهي ماذا كبيرة فهنا حسنة وسيئة الحسنة حسنة التوحيد والسيئة هنا كبيرة من الكبائر وهي الكذب ننتقل للقسم الاخر قال احب الي من ان احلف بغيره صادقا هنا حسنة وسيئة السيئة هي ماذا الشرك والحسنة الصدق فلما توازن تجد ان اه سيئة الشرك سيئة الشرك اشنع من سيئة الكبيرة هنا حسنة وايضا حسنة التوحيد اعظم من حسنة الصدق فالموازنة من الجانبين ارجح فيفهم ويستفاد من ذلك ان الصغائر اكبر من اكبر من الكبائر التي هي ليست شركا اكبر من الكبائر التي هي ليست شركا وقوله رحمه الله الشرك والنوع الثاني شرك اصغر وهو الرياء هذا تفسير الشرك اثار ببعض افراده تفسير له ببعض افراده وقد جاء في الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فسأل عنه فقال الرياء فقال الرياء والمراد بالرياء هنا ليس الرياء الخالص لان الرياء منه ما هو رياء خالص وهو رياء المنافقين وهذا شرك اكبر مر معنا بيانه في اه شرك النية عند المصنف فالمراد هنا بالرياء يسير الرياء ليس خالص الرياء المراد يسير الرياء وليس خالص الرياء لان اه اه لان آآ خالص الرياء شركا اكبر ناقل من ملة الاسلام كما سبق بيان بذكر دليله فاذا المراد بالرياء هنا ليس الرياء الخالص وانما المراد به يسير الرياء والرياء المعني هنا اذا وجد في العمل ابطل العمل الذي قارفه ابطل العمل الذي قارفه لا يبطل اعمال المرء كلها لان الذي يبطل اعمال المرء كلها ويفسدها جميع الشرك الاكبر كما قال الله سبحانه ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. الشرك الاكبر مبطل للاعمال كلها والشرك الاصغر مبطل للعمل الذي قارفه خاصة مبطل للعمل الذي قارفه خاصة فاذا وجد في عمل مرآة لا يقبله الله قال عز وجل انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه والرياء نوع من انواع الشرك الاصغر والا الشرك الاصغر يتناول افرادا كثيرة منها الرياء ومنها الحلف بغير الله ومنها قول ما شاء الله وشئت ولولا الله وفلان ولولا كلبة الدار لاتانا اللصوص لولا قطبان السفينة لغرقنا لولا مهارة قائد السيارة لمتنا لو لاحظت الطيار لا سقطنا لولا لولاك لولا الله واياك او انا بالله وبك او توكلت على الله وعليك او نحو ذلك من الالفاظ. ومثل هذا يسميه العلماء شرك الالفاظ يعني يقع الشرك في اللفظ يقع الشرك من الانسان في اللفظ لا في العقيدة يقع الشرك منه في الفاظه لا في عقيدته فمثل هذا شرك اصغر مثل هذا شرك اصغر لا ينقل صاحبه من ملة الاسلام. نعم قال والدليل قول الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فهذه الاية بعمومها تدل على الشرك الاقصى لان فيها النهي عن الشرك عامة كبيري وصغيره فلا يشرك بعبادة ربه احدا ففيها النهي عن الشرك عامة فيستفاد منها آآ تستفاد منها النهي عن الشرك الاصغر والتحذير منه وكثيرا ما يستدل السلف بايات هي في الشرك الاكبر على الشرك الاصغر اخذا من عموم اخذا من عموم الاية ولهذا امثلة عديدة اوردها شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد ونبه عليها في مسائله نبه عليها في مسائله ونبه ان هذا من طريقة السلف رحمهم الله في الاستدلال نعم قال رحمه الله تعالى النوع الثالث شرك خفي والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل وكفارته قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا وانا اعلم واستغفرك من الذنب الذي لا قال رحمه الله تعالى النوع الثالث شرك خفي شرك خفي قيل لهذا النوع من الشرك شركا خفيا قيل له ذلك لانه لا يطلع عليه الناس لانه لا يطلع عليه الناس وانما وانما هو امر في القلوب وفي النفوس هو خفي لا يطلع عليه الناس قيل هذا وقيل انه قيل له شرك خفي لانه يتسرب الى الانسان ويتسلل الى قلبه ويدخل الى نفسه بخفاء لانه دقيق دقيق يتسرب الى النفس والى القلب بخفاء وبدقة يوضح ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل وقال في الحديث الاخر لما لقي الصحابة وهم يتذاكرون فتنة الدجال قال الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من فتنة المسيح الدجال؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال الشرك الخفي. يقوم الرجل فيصلي فيزين لما يرى من نظر الرجل يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل لهذا قيل له شرك خفي ومن العلماء من جعله قسما ثالثا من العلماء من جعله قسما ثالثا للتنبيه عليه لانه خص بالذكر في النصوص عن نبينا عليه الصلاة والسلام مثل ما تقدم قل الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل اخفى من دبيب النمل ولكي يتضح لك الحديث النمل او النملة اذا مرت من جنبك وانت جالس اذا مرت من جنبك وانت جالس تشعر بها الان يمكن مرت نملة من قرب احدكم ما ما شعر بها ولا عرب فالنمل تذيبه خفي ولا ولا يشعر به الإنسان الا بماذا؟ دقة انتباه وانتباه مستمر اليس كذلك انتباه مستمر ومتواصل وتدقيق مستمر ينتبه لدبيب النمل والا اذا غفل الانسان ولو لحظة ربما تمر نملة ما يشعر بها هذا امر لا يعتنى به لكنه للتوضيح للتوضيح لخفاء هذا هذا النوع من الشرك غفاء هذا النوع من الشرك قال اخفى من دبيب النمل ولم يقل ايضا مثل دبيب النمل اخفى من دبيب النمل واذا كان خفاؤه بهذا القدر وبهذا المستوى اذا ماذا يتطلب الامر من الانسان ماذا يتطلب الامر من الانسان ولتستوعب الامر اكثر انظر ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الذين كانوا في خوف شديد من فتنة المسيح الدجال قال الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي قال الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي فتنة المسيح الدجال؟ قالوا بلى. قال الشرك الخفي قال الشرك الخفي فخاف النبي صلى الله عليه وسلم على الصالحين منه فكيف بمن هو دونهم خاف على الصالحين منه من من من الشرك الخفي على على الافاضل وعلى السادة وعلى الاخيار خاف عليه منه فقال الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من فتنة المسيح الدجال قالوا بلى قال الشرك الخفي وفتنة المسيح الدجال اشد الفتن اعظمها فخاف النبي عليه الصلاة والسلام على الصالحين من الشرك الخفي اشد من خوفه عليهم من فتنة المسيح الدجال قال والدليل عليه والدليل عليه اقرأ قوله صلى الله عليه قوله صلى الله عليه وسلم الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النملة السوداء على صفات سوداء في ظلمة الليل ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام بسند حسن في البخاري وغيره انه قال لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل فقالوا فقال الصحابة اوليس الشرك ان يجعل مع الله ند وهو الخالق يعني هذا واضح اوليس الشرك ان يجعل لله ند وهو الخالق يعني مراده ان هذا واظح جلي ولهذا بعظ العلما قالوا الشرك نوعان جلي وخفي اخذا من هذه النصوص وامثالها الشرك جلي وحبي يعني باعتبار ظهوره وخفائه ينقسم الى قسمين وباعتبار كبره وصغره ينقسم الى قسمين اكبر واصغر وبعضهم قسمه الى ثلاثة كما هنا قال شرك اكبر واصغر وخفي وايضا نبه العلماء فيما يتعلق بالشرك الخفي ان منه وخاصة اذا فهم الشرك الخفي اي الخفي على الناس منه ما هو خفي وهو اكبر مثل شرك المنافقين ومنه ما هو خفي وهو اصغر وهو يسير الرياء ونحو ذلك وهذا نبه عليه بعض اهل العلم ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله في المجلد الاول من مجموع فتاواه بل انه استظهر هناك رحمه الله ان الاصوب ان الشرك نوعان. اكبر واصغر وان الشرك الخفي ليس نوعا مستقلا وانما هو آآ امر يتعلق بالشرك باعتبار اخر من حيث الظهور والخفاء ومنه ما يتعلق بالاكبر ومنه ما يتعلق بالاصغر فمن الشرك الخفي ما هو اكبر مثل شرك المنافقين ومن الشرك الخفي ما هو اصغر مثل يسير الرياء واطال شيئا ما في بيان ذلك وتوضيحه في المجلد الاول من مجموع فتاواه رحمه الله تعالى قال وكفارته وهذه فائدة عظيمة وجليلة ختم بها المصنف رحمه الله الكلام على هذا النوع. قال وكفارته لا شك ان الناصح لنفسه يتولد عنده عندما يقرأ هذه النصوص ويقف على هذا النوع من الشرك وخفائه وانه اخفى من دبيب النمل لا شك ان الناصح يقع في قلبه خوف منه خوف منه فيقول ما السبيل الى اتقاء هذا الخفي والسلامة منه ما السبيل الى ذلك والسبيل كما بين العلماء امران الاول مجاهدة النفس على معرفة الشرك معرفتي الشرك ومعرفة انواعه وصغيرة وكبيرة ودقيقة وجليلة لان اتقاء الشيء فرع عن ماذا عن العلم به ومعرفته وقد قيل كيف يتقي من لا يدري ما يتقي كيف كيف يتقي من لا يدري ما يتقي فالذي لا يدري ما هو الشرك كيف يتقيه ولهذا لاحظ الصحابة لما خاف عليهم عليه الصلاة والسلام من الشرك سألوا عنه قالوا ما هو ما سكتوا سألوا عنه قالوا ما هو فسألوا عنه فقال الرياء اذا الامر الاول الذي به يتقى الشرك معرفته معرفة ان يعرف الانسان الشرك وانواعه ما يتعلق تفاصيله من اجل اتقائه والحذر منه صنيع حذيفة رضي الله عنه لما قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافته هذا الامر الاول. الامر الثاني الدعاء وحسن الالتزام الى الله سبحانه وتعالى. لان الامور بيده الامور بيده سبحانه وتعالى فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فالامر بيد الله سبحانه وتعالى مقلب القلوب جل وعلا قد كان من دعائه بل كثيرا ما يقول في دعائه عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت ام سلمة لما سمعته يكثر من هذا الدعاء قالت او ان القلوب لتتقلب قال ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فان شاء اقامه وان شاء ازاغه فان شاء اقامه وان شاء ازاغه وفي القرآن في دعاء آآ عباد الله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ومن دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام وفي الصحيحين اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ لا اله الا انت ان تظلني فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون والادعية في هذا الباب كثيرة جدا وهي مهمة وينبغي على المسلم ان يعنى بها وان يحافظ عليها وقول المصنف هنا وكفارته وتخصيص هذا الدعاء بالذكر هنا سبب ذلك انه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا السياق لما حذرهم من الشرك الخفي نبه على هذا الدعاء وعلمهم اياه كما في الادب المفرد وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل قالوا اوليس الشرك ان يجعل لله ند وهو الخالق قال عليه الصلاة والسلام لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل او والذي نفسي بيده لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل اولا ادلكم على شيء اذا قلتموه اذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره وانظر هنا جمال النصح منه صلوات الله وسلامه عليه اولا ادلكم شدهم الان لما خافوا من الشرك ومن خطورته وهذا الخفي منه حرصت النفوس على اتقاءه والحذر منه قال اولا ادلكم على شيء اذا قلتموه اذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره؟ قالوا بلى يا رسول الله فعلمهم هذا الدعاء قال تقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم واستغفرك لما لا اعلم وهنا يظهر ضعف العبد وافتقاره الى الله سبحانه وتعالى واحتياجه الى مد الله وعونه وتوفيقه وهدايته وتسديده والا اه سبحانه وتعالى العبد الى نفسه قال اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم وفي قوله واستغفرك لما لا اعلم ايضا فيه تنبيه على خفاء الشرك وخفاء جملة من صوره والنبي صلى الله عليه وسلم خاف على الصالحين منه فكيف بمن دونهم فكيف بمن دونهم؟ فهذه دعوة عظيمة يجدر بالمسلم ان يعنى بها قال اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم وليكن هذا الدعاء العظيم مسك الختام والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين