بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين نعم الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن ال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال في رسالته انواع التوحيد وانواع الشرك واما النفاق فنوعان اعتقادي وعملي. فاما الاعتقادي فهو ستة انواع تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم او تكذيب بعض ما جاء به الرسول او بغض الرسول او بغض ما جاء به الرسول او المسرة بانخفاض دين الرسول او الكراهية لانتصار دين الرسول فهذه الانواع الستة صاحبها من اهل الدرك الاسفل من النار قال رحمه الله تعالى واما النفاق فنوعان بدأ هنا رحمه الله بالحديث عن النفاق وهو مما يضاد الايمان وهو كذلك كالشرك والكفر ينقسم الى قسمين اكبر واصغر وكنا ايضا عرفنا ان هذه الامور الثلاثة ينبغي ان يكون المسلم في غاية الحذر منها والخوف منها والوقوع فيها لانها اشد ما يكون خطرا على الانسان وضررها عليه اشد من ظرر اي امر اخر ولهذا وجب ان يكون خوفه منها اشد من خوفه من اي امر اخر من الموبقات والذنوب والمعاصي والاثام ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يشتد خوفهم من ذلك وهذا من علامات الايمان من علامات الايمان وقوته الخوف من النفاق والخوف من الشرك يقول عبدالله ابن ابي مليكة رضي الله رحمه الله ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه اذ ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه وعمر رضي الله عنه سأل حذيفة ابن اليمان قال هل ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين عمر رضي الله عنه المبشر من النبي صلى الله عليه وسلم بجنات النعيم خاف على نفسه من النفاق قال هل ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين قال لا ولا ازكي بعدك احدا قفل الباب والنقول عن السلف رحمهم الله تعالى في هذا المعنى كثيرة جدا وحال السلف في هذا الباب حال فاضلة شريفة حيث انهم في الاعمال بالاعمال يتممون ويكملون وفي الوقت نفسه يخافون كما قال الله سبحانه وتعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون قال الحسن رحمه الله تعالى ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن المؤمن يحسن في عمله وفي طاعته وعبادته لربه سبحانه وتعالى ويخاف في قلبه خوف خوف من رد الاعمال وعدم قبولها خوف من تقلب القلوب وزيغها خوف من الضلال ومن الفتن خوف من النفاق والشقاق والحور بعد الكور فهم يحسنون في الاعمال والطاعات وانواع القربات الى الله سبحانه وتعالى والقلوب منهم وجلة خائفة ويذكرون رجوعهم الى الله سبحانه وتعالى وقوفهم يوم القيامة بين يديه ومجازاته لهم على ظواهرهم وبواطنهم ولهذا كانوا من اشد الناس حرصا على اصلاح الظاهر والباطن على تنقية السرائر وتزكيتها وتتميم النفس بالاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة الى الله سبحانه وتعالى ويجأرون الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ويلحون عليه بالسؤال ان يعيذهم من النفاق والشقاق والكفر والشرك وانواع الضلال ويؤثر عنهم في هذا الباب شيء كثير ولعله ايضا يأتي معنا شيء من ذلك والنفاق في الاصل هو مخالفة الظاهر للباطن لا يتطابق ظاهر الانسان مع باطنه بمعنى انه يظهر شيئا ويبطن اخر وهل هو مأخوذ من النافقات التي جحر الفئران او من النفق السرب الذي يكون في الارظ او غير ذلك فمحصله على كل حال مخالفة الظاهر للباطن هذا هو النفاق مخالفة الظاهر للباطن بمعنى الا يكون ظاهر الانسان مطابقا لباطنه يظهر شيئا ويبطن اخر اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله نشهد انك لرسول الله هذا ظاهر والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون كاذبون في ماذا في ان ما قالوه بالسنتهم ليس مطابقا لما في قلوبهم فهذه شهادة باللسان مخالفة لما استقر في القلب فالمستقر في قلوبهم تكذيب الرسول وجحد رسالته صلوات الله وسلامه عليه وعدم الايمان بما جاء به هذا الذي استقر في نفوسهم ولكنهم يعلنون الايمان يعلنون الشهادة يصلون يقومون بانواع من الطاعات لكن الباطن خراب تباب اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون فهذه الحقيقة النفاق حقيقة النفاق مخالفة الظاهر للباطن والشريعة الاسلامية جاءت باصلاح عام شامل لبواطن الناس وظواهرهم قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها جاءت بتزكية النفوس وتطهير القلوب وعمارتها بالايمان وجاءت في الوقت نفسه بصلاح الظواهر بالعبادات والطاعات والكربات جاءت بهذا وهذا فالدين عقيدة وشريعة عقيدة في باطن اهل هذا الدين وشريعة في ظاهرهم اقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى ولزوم لشرعه ولما كان النفاق النفاق واهله اشد شيء خطرا على الناس من جهة كثرتهم ومن جهة عدم علم اهل الايمان بهم لانهم في الظاهر مع اهل الايمان وفي الباطن اعداء وخصوم مع اهل الكفر لما كان امرهم كذلك لما ذكر الله سبحانه وتعالى في اوائل سورة البقرة اقسام الناس ذكر اربع ايات في اهل الايمان وايتين الكفؤ في اهل الكفر وثلاثة عشرة اية او ثلاثة عشرة اية في اهل النفاق قيل في ذلك لكثرة هؤلاء لكثرة هؤلاء ولكونهم اشد ما يكون خطرا على الناس ولهذا يجب على العبد ان يكون على حذر من النفاق وخوف منه وعلى حذر من اهل النفاق الذين يتربصون باهل الايمان الدوائر وهم مظهرون التدين مظهرون او مدعون للاصلاح قالوا انما نحن مصلحون قالوا ان اردنا الا احسانا وتوفيق فالظاهر الاصلاح الاحسان التوفيق هذا الظاهر اما الباطن فشيء اخر ولهذا يجب على المؤمن ان يكون في حذر شديد من النفاق واهل النفاق ومما ينبغي ان يعنى به في هذا الباب الدعاء يدعو الله سبحانه وتعالى ان يعيدهم من الكفر ان يعيده من النفاق ان يعيده من الشرك ان يعيذه من الضلال ان يعيذه من الزيغ والدعاء المأثور في هذا المعنى كثير دعاء مأثور بهذا المعنى كثير احد الصحابة وهو اظنه حذيفة او غيره سمعه رجل يدعو متعوذا من النفاق يقول اللهم اني اعوذ بك من النفاق فقال له الرجل اين انت والنفاق يعني مثلك بعيد عن النفاق. اين انت والنفاق قال دعنا من هذا ثم ذكر ان القلوب تتقلب ذكر ان القلوب تتقلب وان الانسان يفتن في دينه ويحصل له في في قلبه الزيغ ولهذا المؤمن يكون دائما على هذه الحال مجتهدا في اصلاح اعماله وفي الوقت نفسه داعيا ربه بان يثبته وان لا يزيغ قلبه والا يضله وان يعيذه من النفاق والكفر والشرك بالله عز وجل يكون هذا دأبه والامر الاخر ان يعرف هذه الاشياء ان يعرف النفاق ما هو وما حقيقته وما انواعه وما الذي يضاد منه الايمان في اصله وما الذي ينافي كماله الواجب ليحذر من ذلك كله وليتقي ذلك كله ولهذا كتب اهل العلم في النفاق نصحا وتبيينا وتحذيرا للامة والمنافقون هم اشد الناس عذابا يوم القيامة منافقون هم اشد الناس عذابا يوم القيامة ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار النار دركات النار دركات دركة من تحتها دركة والمنافقون في اسفل الدرجات في الطبقة او الدركة السفلى من النار يأتي فوقهم في النار المشركون واليهود والنصارى وغيرهم من اصناف الكفار لكن في الدرك دركة السفلى من النار يكون اهل النفاق اهل النفاق واهل النفاق كانوا في الدنيا يصلون كانوا يتصدقون كانوا يقومون باعمال صالحة كثيرة كانوا يفعلون ذلك ولهذا يقولون يوم القيامة عندما يحال بينهم وبين اهل الايمان ويظرب بينهم وبين اهل الايمان بسور يقولون مخاطبين اهل الايمان الم نكن معكم الم نكن معكم اي نصلي ونصوم ونتصدق الم نكن معكم فهم كانوا في الظاهر مع اهل الايمان وفي الباطن مع اهل الكفر اعداء وخصوما لاهل الايمان ولهذا كانت عقوبتهم اشد لان خطرهم على الايمان واهله في كل زمان ومكان انكى وافظع فليس هناك اشد خطرا على اهل الايمان من المنافقين الذين يلبسون لباس الايمان ويتزيون بزي اهل الايمان ويشاركون اهل الايمان في مساجدهم ومحافلهم واجتماعاتهم يبادلونهم السلام ويلقونهم بالتحية ويظهرون الاخاء ويدعون الاصلاح والاحسان والتوفيق ولكن لكن الذي يضمرونه في بواطنهم امر اخر وشيء مختلف عن هذا تماما والنفاق نفاقان نفاق اعتقادي ونفاق عملي النفاق الاعتقادي هذا في القلب نفاق الاعتقادي في القلب والنفاق العملي في الجوارح والنفاق الاعتقادي مفرد من الملة وموجب للخلود في النار في الدرجات السفلى منها او في الدرك في الدرك الاسفل من النار والنفاق العملي مناف لكمال الايمان الواجب وليس ناقلا من الملة ولا موجبا للخلود في النار فالخلود في النار لاهل النفاق الاعتقادي اهل النفاق الخالص الذين لم يقم في قلوبهم ايمان بالله وبما امر الله سبحانه وتعالى به وانما قام في قلوبهم تكذيب للرسول صلى الله عليه وسلم تكذيب لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بغظ له وبغضا لما جاء به قام في قلوبهم فرح بانتصار الكفار وغيظ وحنق بانتصار اهل الايمان هذا الذي في قلوب اهل النفاق فالنفاق نفاقان نفاق اعتقادي مخرج من الملة ونفاق عملي ليس مخرجا من الملة وقد عرف المصنف رحمه الله تعالى كلا منهما قال فاما الاعتقادي هو الذي في القلب فهو ستة انواع واما الاعتقادي وهو الذي في القلب فهو ستة انواع قال تكذيب الرسول تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو النوع الاول من انواع النفاق الاعتقادي تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وتكذيب الرسول وصلى الله عليه وسلم يستلزم تكذيب الدين كله وعدم قبول شيء منه لانه اذا كذب اذا كذب من جاء بهذا الدين ومن قام بابلاغ هذا الدين فان ما جاء به مكذب به فتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم تكذيب بالدين قل له وقد مر معنا قول الله سبحانه وتعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله هذا في الظاهر والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذب كاذبون في دعواهم او ادعائهم بانهم يشهدون انه رسول الله والواقع الواقع ان قلوبهم مكذبة ولهذا كذبهم الله سبحانه وتعالى في هذه الشهادة وقال الله تبارك وتعالى ومن الناس من يقول امنا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون فاذا النفاق قائم على الكذب قائم على الكذب والتكذيب للرسول صلى الله عليه وسلم ولما جاء به الرسول وعليه فان من قام في قلبه تكذيب للرسول عليه الصلاة والسلام من قام في قلبه تكذيب للرسول عليه الصلاة والسلام فانه من اهل النفاق اهل الدرك الاسفل من النار ان مات على ذلك وان صلى وصام وزعم انه مسلم لا ينفعه ذلك ان كان قام في قلبه تكذيب للرسول عليه الصلاة والسلام النوع الثاني قال او تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا اقل من الاول ولكنه اخطر منه ولكنه اخطر منه من حيث كثرة وقوعه تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من لوازم الايمان بالرسول عليه الصلاة والسلام واعتقاد انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يؤمن بكل ما جاء به وان يصدق بكل ما جاء به فان قام في قلب انسان ما تكذيب لبعض ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا نفاق اكبر ان قام في قلب انسان ما تكذيب لبعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا نفاق اكبر من النفاق الاعتقادي الناقل من الملة وهو اخطر من الاول لكثرة وقوعه لكثرة وقوعه اذا مرض القلب في قلوبهم مرض اذا مرض القلب كذب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما لا يهواه ولا يميل اليه قلبه الممرظ السقيم هذا نوع من النفاق الاعتقادي النوع الثالث قال او بغض الرسول صلى الله عليه وسلم والبغض هو الكراهية ومن المعلوم ان الواجب في حق الرسول عليه الصلاة والسلام ان يحب محبة مقدمة على محبة النفس والوالد والولد والناس اجمعين لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده. والناس اجمعين وقال لعمر وقال عمر رضي الله عنه كما في البخاري والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه قال لانت الان احب الي حتى من نفسي. قال الان يا عمر فالواجب في حقه عليه الصلاة والسلام ان يحب محبة مقدمة على محبة النفس والنفيس والوالد والولد والناس اجمعين وقد قال الله سبحانه وتعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم اولى بنفسك منك واحرصوا على نفسك منك احرصوا عليك منك لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليهما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فمن قام في قلبه بغض لهذا الرسول عليه الصلاة والسلام وكراهية له فهذا نفاقه نفاق اكبر فهذا نفاقه نفاق اكبر ناقل من الملة ومن لوازم محبة الرسول عليه الصلاة والسلام محبة ما جاء به صلى الله عليه وسلم ولهذا ذكر النوع الخامسة من انواع النوع الرابعة من انواع النفاق الاعتقادي بغض ما جاء به الرسول بغض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فمن ابغض ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ولو عمل به فهو منافق نفاقا اكبر مثلا لو ان شخصا قام في قلبه بغظ للصلاة وكراهية لها ولا يفوت منها فريضة يحافظ عليها هذا منافق نفاقا اكبر لا تنفعه صلاته حتى وان لم يضيع في حياته كلها فريضة لا تنفعه اذا قام في قلبه بغض للصلاة وكراهية لها فنفاقه اكبر بعدا للصيام بغظ لنهي النبي عليه الصلاة والسلام عن الزنا وان لم يزني قط في حياته وان لم يزني في حياته قط اذا كان مبغضا النهي عن الزنا وتحريم الزنا مبغضا ذلك مبغضا للنهي عن شرب الخمر فهذا من النفاق الاكبر فهذا من النفاق الاكبر الناقل من الملة حتى وان عمل الانسان ان عمل بالمأمور مع البغض او ترك المنهي مع البغض فهذا من النفاق بل اكبر الناقل من الملة ولهذا الواجب ان تكون القلوب مقبلة ومنشرحة وراضية بدين الله سبحانه وتعالى بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا كما قال عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ثم ذكر النوع الخامسة والسادس من انواع النفاق العملي آآ من انواع النفاق الاعتقادي قال او الكراهية او المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم او الكراهية لانتصار دين الرسول هذا نفاق اعتقادي اذا كان انسان ما يسر ويفرح ويتلذذ بانخفاض دين الرسول بانخفاض دين الرسول او بهزيمة تحصل للمسلمين او نوازل تحل بهم يفرح بذلك يسر بالمصائب آآ الهزائم او نحو ذلك التي تحل بالمسلمين يفرح بذلك ويغتبط وايضا يفرح ويسر بانتصار الكفار على اهل الايمان ويسر بذلك اذا كان كذلك فنفاقه نفاق اعتقادي سواء كان سرورا بانخفاض دين الرسول عليه الصلاة والسلام او كراهية لانتصار دين الرسول اذا انخفض دين الرسول عليه الصلاة والسلام سر بذلك وفرح واذا انتصر دين الرسول عليه الصلاة والسلام ابغض ذلك وكره فهذا نفاق اعتقادي وقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذين الوصفين لاهل النفاق الاعتقادي في قوله سبحانه وان تصيبك مصيبة يقول قد اخذنا امرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون قال ان تصيبك حسنة تسوءهم ان تصيبك حسنة تسؤهم يعني ان يصب النبي صلى الله عليه وسلم واهل الايمان حسنة بانتصار او رفعة او غير ذلك تسؤهم اي يحزنهم ذلك يحزنهم ذلك ويؤلمهم وان تصيبك مصيبة اي تحل بالمسلمين نازلة او هزيمة او نحو ذلك يقول قد اخذنا امرنا من قبل يعني احتطن من ذلك من قبل ويتولوا وهم فرحون فرحون بالانخفاظ او بالهزيمة فهذان وصفان لاهل النفاق الاعتقادي المسرة بانخفاض دين الرسول او الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم قال فهذه الانواع الستة صاحبها من اهل الدرك الاسفل من النار نعم قال رحمه الله تعالى واما العملي فهو خمسة انواع والدليل قوله صلى الله عليه وسلم اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان واذا خاصم فجر واذا عاهد غدر نعوذ بالله من النفاق والشقاق وسوء الادب والله اعلم قال رحمه الله تعالى واما العمل اي واما النفاق العملي وهو كما عرفنا يتعلق بالجوارح جوارح الانسان فهو خمسة انواع وذكرها قال فهو خمسة انواع وذكرها والنفاق العملي والنفاق العملي هو في حقيقته ان يظهر الانسان علانية صالحة ان يظهر الانسان علانية صالحة ويبطن ما يخالف ذلك في غير العلانية ان يظهر علانية صالحة ويبطن خلاف ذلك في غير العلانية مثلا يظهر الصدق وهو ليس من اهله يظهر الوفاء وليس من اهلها يظهر الامانة ويتظاهر بالامانة وليس من اهلها وان شئت حلف لك على ذلك في ظهر شيئا وفي باطنه مخالف لذلك مخالف لذلك يظهر يظهر لك انه صادق يحدثك ويقول انا سافعل لك كذا او اقدم لك كذا والله العظيم انني صادق فيما اقول لك والذي مستقر في قلبي خلاف ذلك المستقر في قلبه خلاف ذلك ليس بصادق او مثلا يواعدك بشيء انني اتيك به والذي في باطنه خلاف ذلك الذي في باطنه خلاف ذلك خلاف الوفاء فيظهر الصدر يظهر الوفاء يظهر الامانة يظهر هذه الاشياء يظهر علانية حسنة طيبة ولكنه يبطن ويسر في قلبه خلاف ذلك يسر مكرا يسر خديعة يسر استهزاء فيسر من المعاني خلاف ما يظهره للناس ولهذا جاء عن الحسن البصري رحمه الله كلاما جميلا في هذا المعنى قال من النفاق اختلاف القلب واللسان واختلاف السر والعلانية واختلاف الدخول والخروج واختلاف الدخول والخروج فاذا النفاق النفاق العملي هو ان يظهر الانسان علانية طيبة على نية صالحة من صدق او وفاء او امانة او لزوم للعهد يظهر ذلك لكنه في باطنه وفيما استقر في نفسه على خلافك ذلك فهو كاذب اه غير امين خادع خائن هذا في الباطن لكن في الظاهر يظهر خلاف ما يبطن فهذا نفاق عملي هذا نفاق عملي وهو ليس من فروع الايمان وانما هو من فروع الكفر ليس من فروع الايمان وانما هو من فروع الكفر والنفاق وهو من علامات النفاق ليس من علامات الايمان ولا من علامات الخير وجود هذه الخصال في الانسان ليست علامة خير حتى وان كان يحصل بذلك بعض المكاسب الدنيوية من رئاسة مثلا او مال او جاه او غير ذلك ان حصل شيئا من ذلك بمثل هذه الامور ليست علامة خير ليستا ليست علامة خير فهذه من علامات الشر من علامات النفاق وقد قال العلماء يخشى على من وجد فيه هذه الخصال او اكثرها ان تنقله الى النفاق الخالص ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه واحدة منهن كان على شعبة من النفاق فيخشى على من توجد فيه هذه الخصال او يوجد فيه اه اكثرها ان تنقله الى النفاق الخالص الذي هو النفاق الاعتقادي الذي سبق بيانه وايضاحه عند المصنف رحمه الله تعالى قال واما العملي فهو خمسة انواع والدليل قوله صلى الله عليه وسلم اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان. انتهى هنا الحديث بذكر الخصال الثلاثة ثم الحق بها خصلتين مستفادتين من قوله صلى الله عليه وسلم اربع من كن فيه الى اخر الحديث ومن مجموع هذين الحديثين حديث اية المنافق ثلاث وحديث اربع من كن فيه مع هدم مكرر يتحصل هذه الخصال الخمس للنفاق والايات الخمس للمنافقين والاية هي العلامة قال اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب هذه العلامة الاولى اذا حدث كذب اي لا يصدق في حديثه قد قال عليه الصلاة والسلام لا يزال الرجل يكذب قال ان الكذب يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا الشريعة جاءت بذم الكذب والتحذير منه والامر بالصدق والدعوة اليه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين امر الله سبحانه وتعالى بالصدق ونهى عن الكذب وحذر منه وهكذا رسوله عليه الصلاة والسلام فالصدق من فروع الايمان والكذب من فروع النفاق الكذب من فروع النفاق وهو اية وعلامة على النفاق اذا حدث كذب اي كذب في حديثه واذا وعد اخلف اذا وعد اخلف سواء اخلف منحين ما وعد او استجد له الخلف فيما بعد هذا من ايات النفاق اذا وعد اخلف يشمل حالتين الحالة الاولى ان يعد ومن نيته ابتداء وهو يعد ان لا يفي ومن نيته ابتداء الا يفي بالوعد يقول لشخص ساتيك في الوقت الفلاني وهو في نيته وهو يقول سآتيك في الوقت الفلاني الا يأتي فهذه حالة يشملها اذا وعد اخلف والحالة الثانية ان يأدوا وبالنيته الوفاء ثم تتغير النية يتغير الى حيث عدم الوفاء هذه من ايات النفاق ولا يدخل تحت قوله اذا وعد اخلف ما اذا كان الانسان وعد غيره ثم حصل له امر اضطره الى عدم تحقيق ذلك هذا الدخول فيه لا يعد قلفا للوعد ولا يدخل في الذنب فالذم يتناول حالتين من يعد ومن نيته اصلا عدم الوفاء ومن يعد ثم يتحول فيما بعد الى عدم الوفاء من غير عذر اول الى عدم الوفاء من غير عذر فهذا من ايات النفاق وعلاماته والامر الثالث قال واذا اؤتمن خان واذا اؤتمن خان اذا اؤتمن على شيء من مال او او قول او رأي او غير ذلك خان الامانة كان الامانة فهذا ايضا من علامات النفاق العلامة الرابعة قال واذا خاصم فجر اذا خاصم فجر وهذا عندما يكون بينه وبين شخص خصومة يفجر في خصومته بمعنى انه يظهر من القول والكلام ما يجعل به خصمه هو المبطل او يجعل خصمه هو الظالم والحقيقة انه هو الظالم فيفجر في الخصومة وفي الحديث ابغض الناس الى الله الالذ الخصم فتجده يفجر في خصومته وربما يظهر ان خصمه هو الظالم وانه هو المظلوم فجورا هذا من ايات النفاق هذا من ايات النفاق لانه يظهر نفسه يظهر نفسه بانه مظلوم وهو في الحقيقة ماذا ظالم فهذا هذا من من ايات النفاق ان يبهر نفسه معتدى عليه هو في الحقيقة معتدي هذا من ايات النفاق اختلفت السريرة والعلانية ومثل هذا يصير الحق باطنا والباطل حقا الفجور في الخصومة قال واذا عاهد غدر اذا عاهد غدر والله سبحانه وتعالى امر بالوفاء بالعهد واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا اوفوا بالعقود امر سبحانه وتعالى بالوفاء في العهد حتى مع الكفار المعاهدين ومن قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة فامر سبحانه وتعالى بالوفاء بالعهد اذا التزم مع انسان او تعاهد معه على الا يفعل شيئا ثم نكث عهده فهذا من ايات النفاق ليس من علامات الايمان ولا من علامات اهل الايمان فهذه خمسة خصال فهي من خصال النفاق العملي هي من خصال النفاق العملي ويخشى على من وجدت فيه هذه الخصال ان تنقله وتفضي به الى النفاق الاعتقادي واذا كان العلماء قد قالوا ان المعاصي بريد الكفر فان هذه الاعمال وهذه الخصال بريد للنفاق الاعتقاد توصل او يخشى على من قارفها ان تغسله الى النفاق الاعتقادي الناقل من ملة الاسلام والواجب على المسلم ان يكون من ذلك كله على حذر النفاق الاعتقادي والنفاق العملي وان يتعوذ بالله تبارك وتعالى من ذلك كله ولهذا ختم رحمه الله تعالى هذه الرسالة الطيبة النافعة بقوله نعوذ بالله من النفاق والشقاق وسوء الاداب والله اعلم ابن القيم رحمه الله تعالى له كلام عظيم احب ان تقفوا عليه وتراجعوه في كتابه مدارج السالكين في المجلد الاول صفحة ثلاث مئة وسبعة واربعين وما بعدها صفحة ثلاث مئة وسبعة واربعين وما بعدها تحدث فيها في فصل عظيم عن النفاق وبين خطورته وانواعه وكان قبل ذلك تحدث عن الشرك وتحدث عن الكفر وفي كل ذلك يفصل تفصيلات نافعة عظيمة ويذكر تقسيمات مفيدة فلهذا يحسن الرجوع الى ذلك كله في كتاب مدارج السالكين فيما يتعلق باقسام التوحيد وما يتعلق اقسام الكفر والشرك وايضا ما يتعلق النفاق الخص من كلامه بعض المقتطفات المفيدة قال رحمه الله فصل واما النفاق فالداء فالداء العضال الباطن الذي يكون الرجل ممتلئا منه وهو لا يشعر فانه امر خفي على الناس وكثيرا ما يخفى على من تلبس به فيزعم انه مصلح وهو مفسد وهو نوعان اكبر واصغر فالاكبر يوجب الخلود في النار في دركها الاسفل وهو ان يظهر للمسلمين ايمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به لا يؤمن بان الله تكلم بكلام انزله على بشر جعله رسولا للناس يهديهم باذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه وقد هتك الله سبحانه استار المنافقين وكشف اسرارهم في القرآن وجلى لعباده امورهم ليكونوا منها ومن اهلها على حذر وذكر طوائف العالم الثلاثة في اول سورة البقرة المؤمنين والكفار والمنافقين فذكر في المؤمنين اربع ايات وفي الكفار ايتين وفي المنافقين ثلاثة عشرة اية لكثرتهم تنبه للتعليم لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنتهم على الاسلام واهله فان بلية الاسلام بهم شديدة جدا لانهم منسوبون اليه والى نصرته وموالاته وهم اعداؤه في الحقيقة يخرجون عداوتهم في كل قالب يظن الجاهل انه علم واصلاح وهو غاية الجهل والافساد فلله كم من معقل للاسلام قد هدموه وكم من حصن له قد قلعوا اساسه وخربوه وكم من علم له قد طمسوه وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه وكم ضربوا بمعاول الشبه في اصول غراسه ليقلعوها وكم عموا عيون موارده بارائهم ليدفنوها ويقطعوها فلا يزال الاسلام واهله منهم في محنة وبلية ولا يزال يطرقه من شبههم سرية من بعد سرية ويزعمون انهم بذلك مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ثم قال لبسوا ثياب اهل الايمان على قلوب اهل الزيغ والخسران والغل والكفران فالظواهر ظواهر الانصار والبواطن قد تحيزت الى الكفار فالسنتهم السنة المسلمين او السنة المسالمين وقلوبهم قلوب المحاربين ويقولون امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين رأس مالهم الخديعة والمكر وبضاعتهم الكذب والخطر وعندهم العقل المعيشي ان الفريقين عنهم راضون اي اهل الايمان واهل الكفر وعقلهم وعندهم العقل المعيشي ان الفريقين عنهم راضون وهم بينهم امنون يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون قد نهكت امراض الشبهات والشهوات قلوبهم فاهلكتها وغلبت القصود السيئة على اراداتهم ونياتهم فافسدتها ففسادهم قد ترامى الى الهلاك فعجز عنه الاطباء العارفون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون ثم قال رحمه الله تعالى لهم علامات يعرفون بها مبينة في السنة والقرآن بادية لمن تدبرها من اهل بصائر الايمان قام بهم والله الرياء وهو اقبح مقام قامه الانسان وقعد بهم الكسل عما امروا به من اوامر الرحمن فاصبح الاخلاص عليهم لذلك ثقيلا واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا احدهم كشات العائر كالشاة العائرة بين الغنمين تيعروا الى هذه مرة والى هذه مرة. ولا تستقر مع احدى الفئتين فهم واقفون بين الجمعين اي جمع اهل الايمان وجمع اهل الكفر ينظرون ايهم اقوى واعز ينظرون ايهم اقوى واعز قبيلا مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ثم اخذ رحمه الله يعدد من علامات النفاق وفي كل ذلك يورد الدلائل والشواهد على ذلك من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال احسن الناس اجساما واخلبهم لسانا والطفهم بيانا واخبثهم قلوبا واظعفهم جنانا فهم كالخشب المسندة التي لا ثمر لها قد قلعت من مغارسها فتساندت الى حائط يقيمها لئلا يطأها السالكون. واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم. وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون يؤخرون الصلاة عن وقتها الاول الى سرق الموتى فالصبح عند طلوع الشمس والعصر عند الغروب وينقرونها نغرا نقر الغراب اذ هي صلاة الابدان صلاة المنافقين قال اذ هي صلاة الابدان لا صلاة القلوب ويلتفتون فيها التفات الثعلب اذ يتيقن انه مطرود مطلوب ولا يشهدون الجماعة بل ان صلى احدهم ففي البيت او الدكان واذا خاصم فجر واذا عاهد غدر واذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان هذه معاملتهم للخلق وتلك معاملتهم للخالق فخذ وصفهم من اول المطففين اي سورة المطففين واخر والسماء والطارق فلا ينبئك عن اوصافهم مثل خبير ثم اخذ ايظا يعدد رحمه الله تعالى اوصاف اهل النفاق الى ان قال في خاتمة كلامه فهذه والله امارات النفاق فاحذرها ايها الرجل فاحذرها ايها الرجل قبل ان تنزل بك القاضية اذا عاهدوا لم يفوا وان وعدوا اخلفوا وان قالوا لم ينصفوا وان دعوا الى الطاعة وقفوا. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول صدفوا. اي اعرضوا واذا دعتهم اهواءهم الى اغراضهم اسرعوا اليها وانصرفوا فذرهم وما اختاروا لانفسهم من الهوان والخزي والخسران فلا تثق بعهودهم ولا تطمئن الى وعودهم فانهم فيها كاذبون وهم لما سواها مخالفون ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فظله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلف الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون فهذا فصل نافع وعظيم الفائدة في كتاب مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله تعالى قلت لكم مقتطفات يسيرة منه ويحسن بطالب العلم ان يقف عند هذا الفصل وقفة متأنية مستعيذا بالله تبارك وتعالى من النفاق وايضا يحسن مطالعة كتاب النفاق والمنافقين لابي بكر الفريابي وهو كتاب حافل بالنصوص والنقول والاثار عن السلف في النفاق والمنافقين ونسأل الله عز وجل ان يعيذنا جميعا من النفاق والشقاق وسيء الاخلاق وان يهدينا جميعا سواء السبيل وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات وان يجعلنا من عباده المتقين اولي الالباب الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب وان يجعل ما نتعلمه ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يوم لقاء الله تبارك وتعالى ربنا لا اتخزنا يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم والله تبارك وتعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول هذا السائل قول النبي صلى الله عليه وسلم اثقل الصلاة على المنافقين الصبح والعشاء هل يكون منافقا من تخلف عن الصلاة كسلا وتعاجزا لا كراهة وبغضا قال عليه الصلاة والسلام اثقل الصلوات على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء وثقل هاتين الصلاتين على المنافقين لان صلاة الفجر تأتي على اثر النوم وميلا للنفس بان تبقى على الفراش وتتلذذ بالنوم ولهذا شرع في صلاة الفجر خاصة ان يقال في النداء اليها الصلاة خير من النوم اي خير لك يا من تنادى اليها من هذا النوم الذي تستطيبه وتتلذذ به والعشاء لان الانسان تعب في يومه واحتاج الى الراحة واحتاج الى الراحة وايضا كان في ذاك الوقت المغرب آآ الفجر والعشاء يكون آآ تكون الدنيا ظلام تكون الدنيا ظلام والمنافق الخالص لا يصلي للذي يراه حين يقوم ويعلم تقلبه في الساجدين لا يصلي له وانما يصلي للناس فاذا كانت الصلاة لا يفتقد فيها لا يفتقد فيها ولا يفتقده الناس فيها فتكون ايضا من هذه الجهة ثقيلة على نفسه ثقيلة على نفسه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اثقل الصلوات على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء وبهذا الحديث يعلم ان هذه الخصلة وجودها في الانسان وجودها في الانسان من علامات النفاق مثل ما قال عليه الصلاة والسلام اية المنافق ثلاث من علامات النفاق واذا كان الانسان منافقا خالصا منافقا خالصا في اعتقاده وباطنه فكونه في صلاته على هذه الصفة امر طبيعي لان هذا ما يملي عليه نفاقه لان هذا ما يمليه عليه نفاقه الاعتقادي واما اذا لم يكن كذلك وفيه من هذه الصفات او فيه من من هذه العلامات فهذا يخشى عليه يخشى عليه ان تفضي به هذه العلامات الى النفاق الاعتقادي الذي هو بغض الدين او بغض ما بعض شرائع الدين او بغض بعض ما جاء به الرسول الكريم او نحو ذلك من اه صفات اهل النفاق الاعتقاد نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم يسأل يقول ما معنى قول الحسن البصري رحمه الله اختلاف الدخول والخروج بالدعاء في القرآن الكريم قال وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا واجعلني من لدنك سلطانا نصيرا فالمؤمن في دخوله وخروجه ماض على الصدق مع الله تبارك وتعالى والبعد عما يتنافى معه والبعد عما يتنافى مع الصدق فمدخله ومخرجه سواء لا يجعل مدخله حالا ولمخرجه حالا فيكون المدخل والمخرج مختلف ومن امثلة اختلاف المدخل والمخرج في المنافقين الخلص اذا لقوا الذين امنوا اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا فالدخول على اهل الايمان دخول بماذا باظهار للايمان والخروج منهم خروج الكفر واذا لقوا الذين اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم هذا اختلاف مدخل ومخرج لاهل النفاق الخالص وقد يكون اختلاف المدخل والمخرج في ما دون ذلك من النفاق والنفاق الاصغر بان يظهر الانسان الامانة يبطن سواها او يظهر الصدق ويبطن الكذب ونحو ذلك فهذا كله من اختلاف المدخل والمخرج نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم يقول هذا السائل هل ما ذكر في القرآن من صفة للمنافقين هو من النفاق الاعتقادي ما ذكر في القرآن من صفات المنافقين منه ما هو في ذاته نفاق اعتقادي ومنه ما هو نفاق عملي وكل ذلك من علامات اهل النفاق كل ذلك من علامات اهل النفاق ومن قام في قلبه شيء من الصفات والانواع للنفاق الاعتقادي فهو منافق خالص من اهل الدرك الاسفل من النار ومن قامت فيه شعب او شعبة من شعب النفاق العملي لا يكون بها منافقا خالصا لا يكون بها منافقا خالصا ومن المتقرر عند اهل العلم ان المسلم قد يقوم فيه شيء من شؤب النفاق او من شعب الكفر ولا يكون بذلك منافقا خالصا او كافرا كفرا اكبر ومن الامثلة في الكفر قوله عليه الصلاة والسلام لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض اثنتان بالناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت فمن وجد منه قتل لمسلم او لمسلمين او وجد منه نياحة او طعن في في نسب فهذه من شعب الكفر ولا يلزم من قيامها في المسلم ان يكون بها كافرا وقل مثل ذلك في النفاق او في شعب النفاق اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان قد توجد مثل هذه الشعب في من ليس من المنافقين الخلص والله سبحانه وتعالى ذكر صفات المنافقين ولا سيما في سورة التوبة وتسمى الفاضحة لان الله سبحانه وتعالى فضح فيها اهل النفاق وترى فيها ايات كثيرة مبدوءة بقوله ومنهم ومنهم ومنهم وتذكر صفات لهؤلاء وعلامات تذكر صفات لهؤلاء وعلامات منها ما هو متعلق بالقلب ومنها ما هو متعلق الجوارح والظاهر وابن القيم رحمة الله عليه في الكتاب الذي احلتكم اليه مدارج السالكين اطال النفس في تلخيص ذلك وذكر الدلائل عليه من كتاب الله عز وجل ولعلنا نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على رسول الله