بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى مقدمة تعرف العبد بما خلق له وباول ما فرض الله تعالى عليه وبما اخذ الله عليه به الميثاق في ظهر ابيه ادم وبما هو صائر ليه اعلم بان الله جل وعلا لم يترك الخلق سدا وهملا بل خلق الخلق ليعبدوه وبالالهية يفردوه قال رحمه الله مقدمة يعرف العبد بما خلق له وباول ما فرض الله تعالى عليه وبما اخذ الله عليه به الميثاق في ظهر ابيه ادم وبما هو صائر اليه فهذه المقدمة جعلها رحمه الله تعالى بين يدي هذه المنظومة الطيبة النافعة تنبيها الى اهمية هذا الامر وعظم شأنه وانه الامر الذي خلق الخلق لاجله واوجدوا لتحقيقه ومثل هذه المقدمات التمهيدية مهمة للغاية لانه من خلالها يتبين لطالب العلم اهمية هذا الموضوع وجلالة شأنه فاذا ادرك اهميته زادت عنايته به وزاد اهتمامه به فبدأ رحمه الله عز وجل بهذه المقدمة منبها من خلالها الى اهمية هذا الموضوع الجليل موضوع التوحيد الذي هو مقصود هذا النظم والمراد بهذا النظم فجعل بين يديه مقدمة يبين بها اهمية التوحيد وانه اول ما فرض الله تبارك وتعالى على العبد فذكر اهميته من جهة ان العبد خلق لاجله قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وبين اهميته من جهة انه اول ما فرض الله سبحانه وتعالى على العباد لان التوحيد هو افرض الفرائض واوجب الواجبات واعظم الاوامر فاول ما تأمر به الرسل اممهم هو توحيد الله عز وجل واول الاوامر في القرآن الامر بالتوحيد قال الله عز وجل في اول امر في كتاب الله يا ايها الناس اعبدوا ربكم واول شيء نهى الله عنه في القرآن هو الشرك ضد التوحيد قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وكل الايات التي في القرآن المشتملة على الاوامر والنواهي تبدأ بالامر بالتوحيد والنهي عن الشرك كقوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا والايات بعدها قول الله عز وجل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا قوله تعالى قل قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وغيرها من الايات في هذا المعنى فالتوحيد هو اعظم الاوامر اعظم شيء امر الله سبحانه وتعالى به عباده هو التوحيد واعظم شيء نهى الله تبارك وتعالى عنه عباده وضده الشرك بالله سبحانه وتعالى التوحيد اعظم الاوامر وهو مقصود الخليقة خلق الجن والانس لاجله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وامر ثالث قال وبما اخذ الله عليه الميثاق في ظهر ابيه ادم وبما اخذ الله عليه اي على العبد به اي التوحيد الميثاق في ظهر ابيه ادم هذا يشير الى امر سيأتي تقريره عنده رحمه الله وذكر الادلة عليه في النظم وان الله عز وجل اخرج في عالم الذر ذرية ادم من ظهر ابيهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى فهذا ايضا مما يبين عظم شأن التوحيد يبين عظم شأن التوحيد ان الله عز وجل اخرج ذرية ادم من ظهر ابيهم واشهدهم على انفسهم عندما اخرجهم الست بربكم فشهدوا كلهم بذلك قالوا بلى شهدنا كما سيأتي عند الناظم رحمه الله تعالى هذا يبين لنا ان التوحيد هو اعظم الامور اجلها قال وبما هو صائر اليه ايضا التوحيد امره مصيري امر التوحيد امر مصيري من كان موحدا فمصيره الى الجنة ابدا اباد ومن مات والعياذ بالله مشركا فمصيره ومآله الى النار مخلدا فيها ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها فامر التوحيد وامر ضده امر مصيري اما جنة ارضها كعرض السماء والارض يخلد فيها الموحد ابد الاباد واما نار فيها من العذاب الشديد الفظيع ويخلد فيها المشرك ابد الاباد ولا يقضى على المشرك في النار فيموت ولا يخفف على المشرك من عذابها ولا ايظا يعادل الدنيا مرة ثانية ليصحح العمل بل يبقى في النار ابد الاباد فهذا يبين لنا عظم شأن التوحيد وما يترتب عليه من الثمار والاثار العظيمة للموحد في الدنيا والاخرة وايضا ما يترتب على ضده وهو الشرك بالله من الاخطار والاضرار العظيمة على المشرك في الدنيا والاخرة هذه مقدمة مهمة بين يدي هذا الكتاب او بين يدي هذا النظم قال رحمه الله اعلم بان الله جل وعلا لم يترك الخلق سدى وهملا اعلم ايها العبد وكلمة اعلم هذه يؤتى بها للتنبيه ولا سيما على الامور العظيمة المهمة الجليلة وتأتي في القرآن كثيرا تنبيها الى الامور المهمة التي تذكر بعد قوله اعلم ومن ذلكم قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك والايات في هذا المعنى كثيرة التي فيها الامر بالعلم بالله والوهيته واسمائه وصفاته يقارب الثلاثين اية في كتاب الله جل وعلا فاعلم فهذه يؤتى بها بين يدي الامور العظيمة المهمة تنبيها للسامع وشدا الانتباه ولهذا بدأ رحمه الله هنا بقوله اعلم اي ايها العبد بان الله جل وعلا لم يترك الخلق سدى وهملا. اعلم ان الله جل وعلا خالق هذه الخليقة وموجد الناس وبارئ البرية سبحانه وتعالى لم يترك الخلق سدا وهملا قال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي لا يؤمر ولا ينهى فالله عز وجل منزه عن ذلك لم يخلق الخلق عبثا او باطلا تنزه ربنا وتقدس عن ذلك ولهذا يقول اولو الالباب ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك اي ننزهك يا الله الله ما خلق الخلق باطلا ولا اوجدهم هملا ولا يتركهم سدى اي لا يؤمرون ولا ينهون بل بل هو سبحانه وتعالى خلق الخلق ليأمرهم وينهاهم اعظم واعظم شيء امرهم به توحيده واعظم شيء نهاهم عنه الاشراك به قال اعلم لان الله جل وعلا لم يترك الخلق سدى وهملا اي لم يتركهم دون ان يأمرهم وان ينهاهم بل خلقهم سبحانه وتعالى ليأمرهم وينهاهم ولذلك ارسل رسله وانزل كتبه بالاوامر والنواهي قال بل خلق الخلق ليعبدوه بل خلق الخلق ليعبدوه لم لم يخلقهم سدى ولا هملا بل خلقهم ليعبدوه وبالالهية يفردوه بل خلقه بل خلق الخلق ليعبدوه وبالاهية يفردوه هذا الذي لاجله خلق الخلق سبحانه وتعالى خلقهم ليعبدوه اي ليخصوه وحده بالعبادة ويفردوه تبارك وتعالى بالطاعة كما قال عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون جاء عن ابن عباس وغيره ان كل امر بالقرآن بالعبادة امر بالتوحيد فقوله الا ليعبدون اي الا ليوحدون اي الا ليفردون يفردوني وحدي بالعبادة فهذا الذي خلق الخلق لاجله قال بل خلق الخلق ليعبدوه وبالالهية يفردوه ذكر هنا امران ذكر هنا امرين مستفادين من اسم الله من اسم اه من اسمه تبارك وتعالى الله فالله هذا الاسم العظيم يدل على الالوهية التي هي صفة الجلال والكمال والعظمة التي بها استحق ان يعبد ويخضع له تبارك وتعالى ويذل ويدل هذا الاسم على العبودية التي هي صفة العبد واعماله التي يقتضيها ايمانه لان الله سبحانه وتعالى هو الاله كما قال ابن عباس رضي الله عنهما الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين الالوهية صفة الله وهي صفات الجلال والكمال والعظمة التي بها استحق ان يؤله وان يعبد وان يخضع له تبارك وتعالى ويذل ان يخص وحده تبارك وتعالى بالعبادة والعبودية التي اعمال العباد اعمال العبادة التي يقتضيها ايمانهم بالوهية الله ولهذا توحيد الالوهية يقال له تارة توحيد الالوهية باعتبار استحقاق الله عز وجل لذلك اختصاصه بذلك سبحانه فهو الاله الحق والمعبود بحق ولا معبود بحق سواه ويقال له توحيد العبادة وتوحيد الارادة توحيد القصد توحيد الطلب توحيد العمل الى غير ذلك من الاسماء باعتبار افعال المكلفين التي يقتضيها ايمانهم تبارك وتعالى الاله وانه سبحانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه فقوله رحمه الله تعالى في هذا البيت البيت العظيم الجميل بل خلق الخلق ليعبدوه وبالالهية يفردوه اشارة الى هذين الامرين نعم قال رحمه الله اخرج فيما قد مظى من ظهر ادم ذريته كالذر واخذ العهد عليهم انه لا رب معبود بحق غيره ذكر هنا رحمه الله تعالى في بيان اهمية التوحيد وعظيم مكانته ان الله عز وجل اخرج فيما قد مضى من ظهر ادم ذريته كالذر واخذ العهد عليهم انه لرب معبود بحق غيره ذكر هنا رحمه الله ما دل عليه قول الله سبحانه وتعالى في سورة الاعراف واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا ان قلنا عن هذا غافلين او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم ا فتهلكنا بما فعل المبطلون وكذلك نفصل الايات ولعلهم يرجعون وهذه الاية معناها كما قرره جماهير السلف اهل التفسير ان الله تبارك وتعالى اخرج ذرية ادم بعد خلقه لادم سبحانه وتعالى وايجاده له اخرج ذريته من ظهره جميع الذرية اختلف اهل العلم اين كان هذا الاخراج منهم من قال كما جاء عن ابن عباس انه اه في في في صعيد عرفة وقيل معاني او قيل ذكر اماكن اخرى الله اعلم فالله جل وعلا اخرج ذرية ادم اخرجهم كلهم اه من ظهره واشهدهم على انفسهم اشهدهم على انفسهم بماذا؟ الست بربكم الست بربكم اي المستحق لان اعبد وحدي وان اخص بالطاعة وحدي وان تفردوني بالعبادة قالوا بلى شهدنا فهذا هنا على التوحيد شهدوا كلهم واقروا بذلك لله تبارك وتعالى انه الرب المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وهذا الاقرار اقرار بتوحيد العبادة وانه لا معبود بحق الا الله سبحانه وتعالى كما يوضح ذلك ويدل عليه تمام السياق قال او تقول انما اشرك اباؤنا اقرار منى اقرار انه تبارك وتعالى الرب المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وانه لا يصرف شيء من العبادة الا له. اقروا كلهم بذلك وقالوا شهدنا وهذا ميثاق هذا ميثاق اخذه الله سبحانه وتعالى وعهد اخذه الله جل وعلا على الناس على ذرية ادم اجمعين عندما اخرجهم من ظهر ابيهم ادم قد يقول قائل هنا وما يدري الناس ان هذا العهد وهذا الميثاق والجواب يدريهم عن هذا العهد والميثاق امران الاول ان الله فطرهم فطرهم جميعا على على التوحيد جاء في صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار المجاشع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه انه قال خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابي هريرة كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه والامر الثاني الرسل رسل الله لان الرسل بعثهم الله سبحانه وتعالى ليذكروهم بهذا العهد والميثاق جاء ارسل الله عز وجل رسله ليذكروهم ليذكروا الناس بهذا العهد والميثاق وسيأتي هذا المعنى تقرير هذا المعنى عند الناظم رحمه الله تعالى وفي معنى الاية تقرير اهل العلم لها جاء احاديث عديدة ساقها المصنف رحمه الله بتوسع وتقص في كتابه معارج القبول وبهذه المناسبة احب ان انبه تنبيها اؤكد عليه الا وهو ان هذا الدرس والمذاكرة لهذه المنظومة فهي اعتبروها كالتمهيد والتوطئة لقراءة كتابه الحافل وسفره الطيب معارج القبول فهذا الدرس كالتوطئة والتمهيد لقراءة الكتاب ولهذا يحسن في هذه القراءة ان تكون اولا باول يعني عندما ننتهي من درس مباشرة تحاول ان تقرأ آآ ما قرره رحمه الله حولها حول الابيات التي سرحت. ان تمكنت من ذلك فبها والا بعد انتهاء الدورة وفي فرصة قريبة جدا تقرأ كتاب معارج آآ القبول للشيخ رحمه الله تعالى وهذه المذاكرة هي اشبه ما تكون بالتمهيد والتوطئة بين يدي قراءة آآ كتاب الشيخ رحمه الله نعالج اه القبول قال اخرجهم قال اخرج فيما قد مضى من ظهري ادم ذريته كالذر اخرج اي الله سبحانه وتعالى بما قد مضى اي في الزمان الذي قد مضى من ظهر ادم اخرج اي الله في الزمان الذي قد مضى عندما خلق ادم سبحانه وتعالى اخرج من ظهره ذريته اي كلهم اجمعين اخرجهم في عالم عالم الذر ولهذا قال رحمه الله اخرج ذريته كالذر اي كهيئة الذر اخرجهم ونثرهم في مكان واحد واشهدهم تبارك وتعالى على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى جاء في الصحيحين من حديث انس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقال يقال للرجل من اهل النار يوم القيامة ارأيت لو كان لك ما على الارض من شيء؟ اكنت مفتديا به؟ قال فيقول نعم فيقول قد اردت منك اهون من ذلك قد اخذت عليك في ظهر ادم الا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك بي اخرجه في الصحيحين وساق المصنف رحمه الله احاديث عديدة جدا آآ في هذا المعنى يمكن مطالعتها في كتابه معارج القبول قال واخذ العهد عليهم انه اي اخذ الله سبحانه وتعالى عليهم اي على هؤلاء اه الذراري الذين اخرجهم انه اي الله لا رب معبود بحق غيره وهذا يبين لكم معنى ما جاء في الاية الست بربكم اي الرب الذي يخص بالعبادة وتصرف العبادة له وحده ولهذا قال اخذ العهد عليهم انه لا رب معبود بحق غيره لا معبود بحق سواه هذا هو معنى لا اله الا الله نعم قال رحمه الله وبعد هذا رسله قد ارسل لهم وبالحق الكتاب انزل لكيد ذا العهد يذكروهم وينذروهم ويبشروهم لا يكون حجة للناس بل لله اعلى حجة عز وجل فمن يصدقهم بلا شقاق فقد وفى بذلك الميثاق وذاك ناج من عذاب النار وذلك الوارث عقب الدار ومن بهم وبالكتاب كذب ولازم الاعراض عنه والاباء فذاك ناقض كلا العهدين مستوجب للخزي في الدارين قال رحمه الله وبعد هذا اي بعد هذا الميثاق الذي اشار اليه في البيتين المتقدمين رسله قد ارسل وبعد هذا اي بعد ان اخذ الميثاق واخرج ذرية ادم من ظهره واشهدهم على انفسهم بعد هذا رسله قد ارسل لهم اي ارسل تبارك وتعالى رسله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه لهم اي لهؤلاء الذرية ارسل الله عز وجل رسله تترا رسولا من بعد رسول حتى ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم قال وبالحق الكتاب انزل ارسل الرسل لهم وبالحق الكتاب انزل اي على الرسل فانزل الكتاب وال في في الكتاب للاستغراب او للجنس تشمل جميع كتب الله فانزل الله تبارك وتعالى كتبه اي على رسله الكرام بعد الميثاق ارسل الرسل جل وعلا وانزل على الرسل كتبه لاجل ماذا؟ قال لكي بذا العهد يذكروهم لكي بذا العهد يذكرهم فالله جل وعلا ارسل الرسل لغاية ولغرض من ذلكم ان يذكروا الناس بالعهد الذي اخذ عليهم في عالم الذر العهد الاول يذكرهم به وقول الناظم هنا لكي بذا العهد يذكروهم في جواب سؤال من يقول وما يدري الناس عن هذا العهد وما وما يدري الناس عن هذا العهد يدريهم ان الرسل ذكروهم بهذا العهد واخبروهم بذلك وهم صادقون مصدوقون قال لكي بذا العهد اي العهد الذي اخذه الله عز وجل على الناس والميثاق الذي اخذه عليهم يذكرهم اي الرسل يذكر الناس بذلك وايضا وينذروهم ويبشروهم كما قال سبحانه وتعالى ورسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فارسل ارسل الرسل ليذكروا الناس بذاك العهد والميثاق وليكونوا مبشرين ومنذرين. مبشرين بالتوحيد وبالجنة لمن اطاع الله عز وجل وحده ومنذرين من النار ومن الشرك بالله تبارك وتعالى وان عاقبة المشركين النار والخزي في الدارين قال كي لا يكون حجة للناس بل لله اعلى حجة عز وجل اي ارسال الرسل وانزال الكتب لئلا يكون آآ للناس حجة وهذا واضح في الاية الكريمة رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل اي بعد ان ارسل تبارك وتعالى عليهم او اليهم رسله ولهذا من يدخل النار يوجه اليه هذا السؤال هل قامت عليك هذه الحجة لقوله تعالى وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وايضا في سورة الملك قال تعالى وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير نعم اذا القوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها؟ الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى لا يكون لاحد حجة بعد الرسل لا يكون لاحد حجة بعد الرسل. ولهذا قال كي لا يكون حجة للناس بل لله اعلى حجة عز وجل وهذا فيه اشارة الى قوله قل فلله الحجة البالغة فالله سبحانه وتعالى له اعلى حجة لله اعلى حجة عز وجل ثم ذكر ان الناس على قسمين حول هذا الميثاق او هذا العهد وهذا الميثاق ولزومه انهم على قسمين قال مبينا للقسم الاول فمن فمن يصدقهم بلا شقاق فمن يصدقهم بلا شقاق فقد وفى بذلك الميثاق فمن يصدقهم اي الرسل بلا شقاق اي بلا امتناع ولا معاندة ولا رد ولا رفض فقد وفى بذلك الميثاق من كان مصدقا للرسل مؤمنا بما جاءوا به متبعا لهم مطيعا لاوامرهم منتهيا عما ينهونه عنه من كان كذلك فقد وفى بذلك الميثاق وهذي وهذي وهذا بيان لحال اهل الايمان الذين اكرمهم الله سبحانه وتعالى ومن عليهم تصديق المرسلين والايمان بهم قال فقد وفى بذلك الميثاق ما ثوابه قال وذاك ناج من عذاب النار وذلك الوارث عقبى الدار فذكر القسم الاول وذكر ثوابهم عند الله قال ثواب هؤلاء الذين صدقوا المرسلين ووفوا بذلك الميثاق والتزموا عاقبتهم النجاة من عذاب النار ينجيهم الله سبحانه وتعالى من عذاب النار يوم القيامة وايضا يورثهم عقبى الدار اي الجنة يورثهم عقبى الدار اي الجنة ولهذا لما ذكر سبحانه وتعالى سوق اهل الجنة للجنة زمرا في اخر سورة الزمر قالوا وقالوا الحمد لله وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض. نتبوأ من الجنة حيث نشاء تبوأ من الجنة حيث نشأ فنعم اجر العاملين فذكر سبحانه وتعالى انهم ورثوا عقبى الدار اي ورثوا الجنة وهذا الورث للجنة هو ثواب الوفاء بذاك الميثاق والطاعة للمرسلين والتوحيد لرب العالمين سبحانه وتعالى هذا القسم الاول هذا القسم الاول من الناس القسم الثاني قال ومن بهم وبالكتاب كذب ولازم الاعراض عنه والاباء فذاك ناقض كلا العهدين مستوجب للخزي في الدارين. هذا القسم الثاني القسم الثاني من هم قال من بهم اي بالرسل وبالكتاب اي بالكتب كذب اي كان مكذبا للمرسلين مكذبا بكتب رب العالمين المنزلة على انبياءه على رسله عليهم صلوات الله وسلامه قال ومن بهم وبالكتاب كذب ولازم الاعراض عنه والابه اي كان ملازما للاعراظ معرظا عن كتاب الله لا لا يقرأه ولا يسمعه ولا يتدبره قال قال عز وجل ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى فهنا يقول ولازم الاعراب عنه والابا الابه والامتنان يمتنع القبول الحق الا ابليس ابى واستكبر فمن لازم الاعراب والابا وكان مكذبا بكتب الله عز وجل وبرسله فهذا ناقض كلا العهدين هذا ناقض كلا العهدين ما العهدان الميثاق الاول الذي اشار اليه رحمه الله في البيتين الاولين اخذ الميثاق في عالم الدرب والعهد الثاني يشير الى بعث الرسل وارسالهم فمن كذب بالكتاب ولازم الاعراب والابا فذاك ناقظ للعهدين ناقض كلا العهدين العهد الاول الذي هو الميثاق والعهد الثاني الذي هو الا اتباع المرسلين والامام بما بهم وبما جاءوا به وما عقوبة من كان كذلك قال مستوجب للخزي في الدارين كما قال تعالى واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين فعقوبة من من كان كذلك الخزي في الدارين اي في الدار الدنيا وفي الدار الاخرة اجارنا الله واياكم ووقانا ووقاكم نعم قال رحمه الله الفصل الاول في كون التوحيد ينقسم الى نوعين وبيان النوع الاول وهو توحيد المعرفة والاثبات اول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد اذ هو من كل للاوامر اعظم وهو نوعان ايا من يفهم اثبات ذات الرب جل وعلا اسمائه الحسنى صفاته العلى. نعم قال رحمه الله تعالى فصل انقسام التوحيد الى نوعين وبيان النوع الاول وهو توحيد المعرفة والاثبات هذا الفصل عقده رحمه الله ليبين من خلاله ان التوحيد الذي خلق الخلق لاجله واوجدوا لتحقيقه نوعان النوع الاول توحيد المعرفة والاثبات والنوع الثاني توحيد الارادة والطلب يقال للاول التوحيد العلمي ويقال للثاني التوحيد العملي فالتوحيد نوعان علمي وعملي وان شئت قل توحيد معرفة واثبات وتوحيد ارادة وطلب فهذان التوحيدان هما آآ هم هما الامر الذي لاجله خلق الخلق سبحانه وتعالى ويدل على ذلك ايتان الاولى في سورة في اخر سورة الطلاق والثانية في اواخر سورة الذاريات يدل على ان مقصود الخلق المعرفة والعبادة العلم والعمل ايتان الاولى في اخر سورة الطلاق اخر اية من سورة الطلاق وهي قوله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما والاية الثانية في اواخر الذاريات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون في الاولى قال خلق خلق لاجل ماذا لتعلموا والثانية خلق لتعبدوا فدل دلت الايتان ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لهذين التوحيدين التوحيد العلمي اه الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لماذا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما والنوع الثاني في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والتوحيد العلمي مستلزم للعمل والتوحيد العملي متظمن للعلم اي ان من عبد الله مخلصا له الدين عرف الله لان عبادة الله باخلاص الدين له فرع عن معرفته سبحانه والتوحيد العملي والتوحيد العلمي مستلزم للتوحيد العملي اي يلزم من اقر بان الرب الخالق الرازق المتصف بالصفات العلا هو الله ان يفرده تبارك وتعالى بالعبادة وان يخصه وحده بالذل والخضوع اذا هذا الفصل عقده الناظم رحمه الله تعالى وغفر له ليبين ان ان التوحيد نوعان اه نوع في اه اه المعرفة والاثبات ونوعا في يتعلق بالارادة والطلب ثم ينبه رحمه الله تعالى ان هذا الفصل سيكون خاصا بالنوع الاول الذي هو المعرفة والاثبات وسيأتي فصل قادم للحديث عن النوع الثاني وهو توحيد الارادة والطلب قال رحمه الله تعالى اول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد هذا اول واجب اول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد اول ما يجب على العبيد هذا الامر الذي خلق الخلق لاجله واوجدوا لتحقيقه اي التوحيد بنوعين العلم والعمل فهذا اول ما يجب اول ما يجب على العبيد ان يحققوا التوحيد بنوعيه العلمي والعملي قال اول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد اذ هو من كل الاوامر اعظم تسكن الراء اذ هو من كل الاوامر اعظم وهو نوعان ايا من يفهم قوله هنا اذ هذا حرف تعليم حرف تعليم لاولية آآ لاول لكون اول التوحيد اول واجب يعلل الشيخ رحمه الله كون التوحيد اول واجب بماذا؟ بقوله اذ هو من كل الاوامر الاوامر اعظم فهو من كل الاوامر اي التي يأمر الله تبارك وتعالى عباده بها اعظم اي انه اعظم شيء امر الله به كما ان ضده وهو الشرك اعظم شيء نهى الله عنه وقد اشرت فيما سبق الى ان ايات الاوامر والنواهي في القرآن تبدأ بالامر بالتوحيد والنهي عن الشرك التوحيد اعظم شيء امر الله به وضد وضده وهو الشرك اعظم شيء نهى الله تبارك وتعالى عنه اذا التوحيد اول واجب اول شيء يجب على العبيد واذا قيل لماذا هو اول واجب على العبيد؟ يأتي الجواب في البيت الثاني لانه اعظم شيء امر الله به لانه اعظم شيء امر الله تبارك وتعالى به ثم وضح ان التوحيد نوعان قال وهو نوعان ايا من يفهم وهو نوعان اي هذا التوحيد الذي هو اول الواجبات واوجب الواجبات واعظم الاوامر واجلها هو نوعان ايا من يفهم ما هما؟ بدأ بالاول وسيكون هذا الفصل كله عن النوع الاول وهو المعرفة والاثبات قال وهو نوعان ايا من يفهم اثبات ذات الرب جل وعلا اسمائه الحسنى صفاته العلا وهذا يسميه اهل العلم كما ايضا ذكر الشيخ في العنوان توحيد المعرفة والاثبات ويسمونه ايضا التوحيد العلمي لماذا لان المطلوب من العبيد بهذا النوع من التوحيد هو المعرفة والاثبات والعلم هذا هو المطلوب المعرفة والاثبات والعلم المطلوب من العباد ان يعلموا ان يعرفوا ان يثبتوا هذا هو المطلوب منهم ان يقروا بان اه الرب الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر هو الله وحده لا شريك لا شريك له الملك لهذا الكون وان يقروا باسمائه الحسنى وصفاته العليا العليا يثبتونها تبارك وتعالى له كما اثبتها لنفسه وكما اثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم اثبات ذات الرب جل وعلا اثبات ذات الرب اي اثبات آآ اثبات وجود الرب سبحانه وانه الخالق لهذه المخلوقات والموجد لهذه الكائنات والاقرار بذلك والملك لهذه المخلوقات السماوات والارض ولجميع المخلوقات الايمان بذلك والايمان ايضا باسمائه الحسنى وصفاته العلا وبهذا يعلم ان توحيد المعرفة والاثبات او ايظا ما يقال عنه التوحيد العلمي يدخل تحته توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات والنوع الاخر الذي سيأتي هو توحيد الارادة والطلب او التوحيد العملي هو توحيد العبادة هو توحيد العبادة ولهذا لا فرق بين من يقول التوحيد نوعان توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في الارادة والطلب وبين من يقول التوحيد ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد الالوهية لماذا؟ لان من قال التوحيد نوعان ادخل توحيد الربية وتوحيد الاسماء والصفات بالتوحيد العلمي او توحيد المعرفة والاثبات لان المطلوب في كل منهما هو معرفة واثبات وعلم والقسم الثاني التوحيد العملي وهو توحيد العبادة ويقال له توحيد القصد ويقال له توحيد الارادة يقال له توحيد الالوهية الى غير ذلك من الاسماء سيأتي الكلام عليها عند المصنف رحمه الله اثبات ذات الرب جل وعلا اسمائه الحسنى صفاته العلا اي واثبات اسماء الحسنى واثبات صفاته العلا و تقرير هذا الاجمال يأتي في الابيات القادمة يعني اجمل هذا التوحيد في هذا البيت وجمعه جمع هذا النوع اللي هو توحيد المعرفة والاثبات في هذا البيت في هذا البيت الواحد اثبات ذات الرب جل وعلا اسمائه الحسنى وصفاته العلى وما سيأتي الى نهاية الفصل كله شرح لهذه الجملة وتفصيل لها نعم قال رحمه الله وانه الرب الجليل الاكبر الخالق البارئ والمصور بري البرايا منشئ الخلائق مبدعهم بلا مثال سابق قال رحمه الله تعالى وانه الرب الجليل الاكبر الخالق البارئ والمصور وانه اي الله يدخل في توحيد الاثبات او توحيد المعرفة او التوحيد العلمي الايمان بانه الرب الايمان بان الله سبحانه وتعالى الرب والرب هو الخالق الرازق المتصرف الملك لهذا الكون فالايمان بانه الرب اي الايمان بهذا الاسم والايمان بوصف الله الذي يدل عليه اسمه ربه الربوبية الربوبية صفة الله والربوبية تشمل الخلق والرزق والتصرف والملك والتدبير فمن توحيد المعرفة والاثبات ايماننا بان الرب سبحانه وتعالى انه الرب سبحانه وتعالى الجليل اي الذي له صفات الجلال كما قال عز وجل ذو الجلال فالايمان بانه الجليل اي الذي له الجلال بصفاته قال تعالى ذو الجلال والاكرام قل اهل العلم الى هذين الاسمين ذي الجلال بالاكرام ترجع الصفات كلها الذاتية ترجع الى الجلال والفعلية ترجع الى الاكرام فجميع الصفات ترجع الى ذلك فقوله الجليل اي ذو الجلال وهذا يشمل كل صفات الله سبحانه وتعالى الذاتية فهو سبحانه وتعالى له الجلال في في صفاته لا ليس له الا صفات العظمة والكمال سبحانه وتعالى وصفاته الفعلية كلها اكرام وكلها فضل ومن سبحانه وتعالى قال ذو الجلال اه وانه الرب الجليل الاكبر اي من كل شيء كما يقول المصلي في في صلاته مكررا ذلك مرات الله اكبر اي من كل شيء قال تعالى في القرآن وكبره تكبيرا فهو سبحانه وتعالى الاكبر اي من كل شيء ومعنى قول المصلي والذاكر لله جل وعلا الله اكبر معنى ذلك اي اكبر من كل شيء قل اي شيء اكبر شهادة قل الله وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعدي ما يفرك اي من الاسلام ايفرك ان يقال لا اله الا الله وهل من اله غير الله ثم قال له ما يفرك؟ ايفرك ان يقال الله اكبر وهل شيء اكبر من الله فقوله عليه الصلاة والسلام وهل شيء اكبر من الله؟ هذا فيه تفسير بمعنى الله اكبر اي من كل شيء فالايمان من من الايمان من توحيد المعرفة والاثبات الايمان بانه سبحانه وتعالى اكبر من كل شيء جل وعلا قال وانه الرب الجليل الاكبر الخالق البارئ والمصور. ذكر هنا ثلاثة اسماء حسنى لله جل وعلا جاءت مجتمعة في اخر اية من سورة الحشر لقوله سبحانه وتعالى هو الله الخالق البارئ المصور فذكر هذه الاسماء الحسنى الثلاث الخالق البارئ المصور الخالق اين المخلوقات فهو سبحانه وتعالى الموجد لها قدرها وخلقها واوجدها سبحانه وتعالى كما شاء والبارئ المصور هما كما يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل كالتفصيل لاسماء الخالق بالتفصيل لاسمه الخالق لان معنى البارئ اي الموجد للشيء من العدم بارئ البرية اي موجدها اي موجدها من من العدم وخالقها بعد ان لم تكن هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا والمصور هو الذي يا يوجد فهذه الكائنات ويخلقها على الصورة التي اراد وصوركم فاحسن صوركم فيوجدها يخلقها على الصورة التي اراد ولقد خلقناكم ثم صورناكم فالتصوير هو ايجاده للمخلوقات على الصورة التي اراد سبحانه وتعالى فاذا البارئ المصور هما في التفصيل للخالق ثم هي في في في الترتيب الخالق البالغ المصور كما في القرآن وكما رتبها المصنف او الناظم هنا رحمه الله ايضا فيه مراعاة وجود المخلوقات لان اولا الخلق هو التقدير ثم البري وهو الايجاد من العدم ثم جعلها على الصورة التي ارادها الله سبحانه وتعالى قال وقال في البيت الذي بعده باري البرايا منشئ الخلائق مبدعهم بلا مثال سابق هذا فيه توضيح لمعنى الخالق الباري او المصور قال بالي البرايا اي موجب البرايا ومبدعهم خالقهم بعد ان لم يكونوا اوجدهم من من العدم باري البرايا منشئ الخلائق منشئ الخلائق موجدا الخلائق فهو الذي برأ برأ البرية اي الخليقة وانشأ الخلائق اوجدهم سبحانه وتعالى من العدم مبدعهم والمبدع هو الموجد للشيء بلا مثال سابق بديع السماوات والارض. المبدع هو الموجد للشيء بلا مثال سابق ولهذا لما قال مبدعهم ذكر ما يوضح ذلك وهو قوله بلا مثال سابق مبدعهم اي موجدهم تبارك وتعالى بلا مثال سابق نعم قال رحمه الله الاول المبدي بلا ابتدائي والاخر الباقي بلا انتهاء. ثم ذكر رحمه الله تعالى في في هذا البيت آآ ان الله تبارك وتعالى الاول بلا ابتداء والاخر بلا انتهاء الاول والاخر كما في قوله تبارك وتعالى في في في سورة الحديد هو الاول والاخر والظاهر والباطن. وهو بكل شيء عليم وتفسير ذلك جاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان يقوله عليه الصلاة والسلام اذا اوى الى فراشه لينام كان يقول عليه الصلاة والسلام اللهم رب السماوات السبع ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء ومليكه فالق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن ليس دونك شيء اقضي عني الدين واغنني من الفقر ففسر النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث او في هذا الدعاء الاول بالذي لا شيء قبله والاخر اي الذي لا شيء بعده ولهذا قال الناظم هنا الاول بلا ابتداء الاول بلا ابتداء اي انه سبحانه وتعالى اولي ليس لاوليته ابتداء ليس لاوليته ابتداء واخر ليس لاخريته تبارك وتعالى انتهاء فهو اول تبارك وتعالى اي بلا ابتداء واخر بلا بلا انتهاء اه الاول بلا ابتداء هذا يتعلق في الازل والاخر بلا انتهاء هذا يتعلق فيما لم يزل هو سبحانه وتعالى اول بلا ابتداء واخر بلا انتهاء وذكر ايضا انه المبدي في البيت الاول قال الاول المبدي بلا ابتداء المبدي اي الذي اه اوجد اه هذه هذه المخلوقات يبدئ ويعيد يبدأ هذه المخلوقات اي بدأ خلقها وايجادها بلا مثال سابق وبعد ثنائها يعيدها تبارك وتعالى مرة ثانية فهو سبحانه وتعالى المبدع والمعيد المبدع الذي يبدأ الخلق والمعيد الذي يعيده المبدل الذي يبدأ الخلق ويوجد الخلق بلا مثال سابق والمعيد هو الذي يعيد الخلق مرة ثانية قال الاول المبدي بلا ابتداء والاخر الباقي الباقي هذا تفسير للاخر وتوظيح لمعناه وفي القرآن يقول الله سبحانه وتعالى ويبقى اه كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام نعم قال رحمه الله الاحد الفرد القدير الازلي الصمد البر المهيمن العلي علو قدر وعلو الشأن علو قهر وعلو الشأن جل عن الاضبار والاعوان كذا له العلو والفوقية على عباده بلا كيفية ثم ذكر رحمه الله تبارك وتعالى جملة من الاسماء الحسنى لله تبارك وتعالى وايضا ما يخبر عن الرب تبارك وتعالى به مما تدل عليه اسماؤه وصفاته قال الاحد الفرد الاحد هذا اسم من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى والفرد يخبر عن الله تبارك وتعالى به وهو بمعنى الاحد فالاحد الفرد اي المتوحد تبارك وتعالى بصفات الجلال والكمال والعظمة المتفرد بخلق هذه المخلوقات وايجادها من العدم لا شريك له الواحد في اسمائه وصفاته تبارك وتعالى لا شبيه له ولا مثيل قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فالاحد اي الذي لا شبيه له ولا نظير ولا شريك له في الوهيته ولا في ربوبيته سبحانه وتعالى ولا في شيء من اسمائه وصفاته القدير الذي له القدرة الكاملة التامة على كل شيء كما قال سبحانه وتعالى ان الله على كل شيء قدير فالقدير اي الذي له القدرة الشاملة فهو تبارك وتعالى قدير على كل شيء فنؤمن باحاديته ونؤمن بقدرة قدرته تبارك وتعالى الشاملة التي يدل عليها اسمه تبارك وتعالى القدير ونؤمن بانه تبارك وتعالى الازلي اي بذاته تبارك وتعالى واسمائه وصفاته بلا ابتداء فهو سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال كاملا بذاته واسمائه وصفاته جل وعلا اول بلا ابتداء اخر بلا بلا انتهاء الصمد وهذا اسم من اسمائه تبارك وتعالى الحسنى وهو يدل على صمديته جل وعلا والصمد فهذا من الاسماء الحسنى الدالة على معان كثيرة لان من الاسماء الحسنى ما هو دال على معنى مفرد مثل العليم العلم السميع السميع البصير البصر ومنها ما هو دال على معان عديدة لا على معنى مفرد السيد والصمد والحميد والمجيد ونحو نحو هذه الاسماء الصمد يدل على صمدية الله تبارك وتعالى وفي ذلك يقول ابن عباس بمعنى الصمد قال هو السيد الذي قد كمل في سؤدده الشريف الذي كمل في شرفه العظيم الذي كمل في عظمته الحليم الذي كمل في حلمه العليم الذي كمل في علمه الى اخر كلامه رضي الله عنه فالصمد يدل على كمال الله تبارك وتعالى في اسمائه وصفاته كماله في علمه في قدرته في في بسمعه في بصره في جميع صفاته سبحانه وتعالى والعرب كانت تطلق على على اشرافها وذوي السيادة فيها بالصمد تنفق عليه الصمد والله عز وجل الصمد الذي كمل في في صفاته والصمد الذي تصمد اليه الخلائق بمعنى ترجع اليه سبحانه وتعالى وايضا يدل هذا الاسم على غنى الله عن المخلوقات ويدل ايضا على افتقار المخلوقات كل كلها الى الله سبحانه وتعالى في كل حاجاتها قال البر وهذا اسم من اسمائه تبارك وتعالى الحسنى وقد جاء في القرآن ان كنا ندعوه من قبل انه هو البر الرحيم والبر هذا الاسم يدل على سعة بره اي احسانا وفضله وعظيم انعامه جل وعلا البر العام للمخلوقات كلها بالايجاد والامداد ونحو ونحو ذلك من العطايا والمنن وايضا البر الخاص باولياءه واصفيائه بان هداهم للايمان وان وفقهم لهذا الدين وان جعلهم من اهل طاعته وعبادته ثم يكرمهم يوم القيامة بدخول جنته البر المهيمن وهذا اسم ايضا جاء في في القرآن في اية الحشر اه اه قال قال تبارك وتعالى اه هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن المهيمن هو الرقيب المطلع على العبادة الشهيد عليهم الذي احاط بهم علما سبحانه وتعالى واحصى كل شيء عددا ولا تخفى عليه تبارك وتعالى خافية في الارض ولا في السماء المهيمن العلي وهذا الاسم ايضا ثابت في القرآن وهو العلي العظيم ومن اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وهو يدل على علو الله تبارك وتعالى يقول الناظم رحمه الله مبينا معنى العلي وما يدل عليه قال علو قهر وعلو الشأن جل عن الاضداد والاعوان كذا له العلو والفوقية على عباده بلا كيفية فهذان البيتان شرح فيهما اسم الله العلي طرح فيهما اسم الله العلي وان هذا الاسم يدل على ثبوت معاني العلو الثلاثة لله تبارك وتعالى علو القدر وعلو القهر وعلو الذات هذه المعاني الثلاثة للعلو كلها ثابتة لله سبحانه وتعالى يدل عليها اسمه العلي والاعلى والمتعال هذه كلها تدل على علو الله ذاتا وقدرا وقهرا ولهذا قال رحمه الله بتبينه لهذا الاسم قال علو قهر هذا النوع الاول كما قال عز وجل وهو القاهر فوق عبادة وعلو الشأن علو الشأن اي علو القدر والمكانة علو علو قهر وعلو الشأن وعلو الشأن يدل عليه قول الله عز وجل وما قدروا الله حق قدره وقول الله تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارن فهو له علو القهر هذا الاول وله علو الشأن هذا الثاني جل عن الاضداد والاعوان وهذا تنبيه لطيف جدا في في توضيح علو الشأن لان من يجعل لله ضدا وشريكا وعوينا هذا ما قدر الله حق قدره لم يثبت علو قدر الله من يجعل مع الله الشركاء ولهذا قال الله سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون فالذي يجعل او يثبت مع الله الشركاء والانداد هذا ما قدر الله سبحانه وتعالى حق قدره نظير هذه في سورة اه قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوهم منه ضعف الطالب والمطلوب ثم قال ما قدروا الله حق قدره اي الذي يجعل مع الله الشركاء والانداد والاعوان والنظراء هذا ما اثبت لله علو القدر كما قال تعالى ما قدروا الله حقا قدره ثم ذكر النوع الثالث وهو في قوله كذا له العلو والفوقية على عباده بلا كيفية وهذا علو الذات علو الذات على المخلوقات وانه سبحانه وتعالى علي بذاته على مخلوقاته كذا له العلو والفوقية الفوقية بمعنى العلو الفوقية بمعنى العلو فهو سبحانه وتعالى له العلو والفوقية على عباده اي انه سبحانه وتعالى بذاته علي على مخلوقاته مستو على عرشه بائن من خلقه جل وعلا فهذا من من معاني العلو. اذا اسم الله العلي يثبت منه معاني العلو الثلاثة لله علو القهر وعلو الشأن وعلو الذات وعلو الذات وعلو الذات بينه في في هذا البيت الاخير قال كذا له العلو والفوقية على عباده بلا كيفية وقوله بلا كيفية هذا يقال في جميع الصفات في العلو وفي غيره تثبت لله كما جاءت وتمر كما وردت وقوله بلا كيفية اي نعلمها هذا هو المراد قوله بلا كيفية اي نعلمها اما علو الله سبحانه وتعالى له كيفية يعلمها هو سبحانه وكل صفاته لها كيفية يعلمها هو سبحانه وتعالى فلا تنفى الكيفية نفي وجود وانما تنفى الكيفية نفي علم علم نفي علم منا بها فنحن لا نعلم كيفية الصفات ولهذا قول السلف بلا كيف اي بلا كيف نعلمه فنفي الكيف نفي العلم بالكيفية وليس نفيا لوجود الكيفية لان ما لا كيفية له ماذا عدم ولهذا الامام مالك رحمه الله قال الكيف مجهول ولم يقل معدوم فرق بين الكيف مجهول والكيف معدوم قال كيف مجهول صفات الله لها كيفية وما لا كيفية له عدم لكن الذي ننفيه نحن ماذا ما الذي ننفيه؟ علمنا لماذا ننفي علمنا بالكيفية لان اخبرنا بالصفات ولم نخبر بكيفياتها ولهذا اثبات اهل السنة والجماعة للصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف ذات وجود نحن نثبت وجود الصفات اليد السمع العلو البصر النزول الى غير ذلك من صفات الله نثبتها نثبت وجودها اما كيفيتها لا نعلمها ننفي علمنا بالكيفية لان اخبرنا بالصفات ولم نخبر بكيفيتها نعم قال رحمه الله ومع ذا مطلع اليهم بعلمه مهيمن عليهم وذكره للقرب والمعية لم ينفي للعلو والفوقية فانه العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه لما ذكر رحمه الله تعالى ذات علو الله بذاته فوق مخلوقاته جل وعز وانه علي على خلقه وانه فوق المخلوقات مستو على العرش جل وعلا استواء يليق بجلاله لما ذكر ذلك قال ومع ذا اي مع الايمان بعلو الله وفوقيته سبحانه وتعالى مطلع اليهم بعلمه مهيمنا مهيمنا عليهم مع علوه تبارك وتعالى فهو مطلع على على العباد مطلع عليها كما جمع سبحانه وتعالى بين علوه و باطلاعه وعلمه بالعباد وانه معهم بعلمه جمع بين ذلك في ايات كثيرة بل تابعوا ايات الاستواء الواردة في في القرآن وهي في السبعة مواضع في سبعة مواضع اظنها والله اعلم كلها او جلها فيها الجمع بين الاستواء واطلاع الله على على على العباد هي سورة الرعد قال الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش ثم بعدها بايات قال الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد وفي سورة السجدة قال الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش ثم بعدها بايات قال ماذا لا في سورة السجدة في سورة ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم في سورة طه قال الرحمن على العرش استوى ثم ثم قال له ما في السماوات يعلم ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى فذكر الاس او ذكر الاطلاع على في سورة الحديد سورة الحديد قال قال سبحانه وتعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلز في الارض في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اي بعلمه واطلاعه سبحانه وتعالى اذا نحن نؤمن بان الله فوق مخلوقاته مستو على عرشه استواء يليق بجلاله ومع ذلك نؤمن بانه مطلع على عليهم وهذا معنى قول الناظم ومع ذا مطلع اليهم بعلمه مهيمن عليهم فهو مع علوه مطلع اليهم اي الى العباد يراهم لا تخفى عليه تبارك وتعالى منهم قافية يرى جل وعلا من فوق سبع سماوات دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ويرى جريان الدم في عروقها وكل جزء من اجزائها لا يخفى عليه تبارك وتعالى خافية في الارض ولا في السماء مطلع اليهم ان يراهم تبارك وتعالى اجمعين كل المخلوقات لا يخفى عليه تبارك وتعالى منهم شيء اه بعلمه اه مهيمن عليهم مطلع عليهم بعلمه مطلع عليهم ايضا برؤيته جل وعلا يراهم واحاط علمه تبارك وتعالى بهم احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا ومهيمن عليهم وقد مر معنا اه اسم الله تبارك وتعالى المهيمن ومعناه قال وذكره اي سبحانه وتعالى للقرب والمعية لم ينفي للعلو والفوقية وذكره للقرب والمعية لم ينفلوا العلو والفوقية وهذا فيه ان علو الله سبحانه وتعالى لا ينافي قربه ومعيته لا منافاة لان هذا حق وهذا حق وهذا ثابت وذاك ثابت العلو الفوقية ثابت في النصوص والقرب المعية ايضا ثابتة المعية سواء العامة التي هي معية الاطلاع والعلم كما هو مبين في البيت الاول المعية الخاصة التي هي التأييد والحفظ والتوفيق لا تحزن ان الله معنا انني معكما اسمع وارى هذه المعية الخاصة ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون فهذه المعية العامة والخاصة لا تنافي العلو وايضا القرب قربه من اوليائه سبحانه وتعالى واصفيائه قربه من العابدين وقربه من الداعين واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان هذا لا ينافي علو الله سبحانه وتعالى ولا فوقيته لان هذا حق وهذا حق قال فانه العالي في فانه العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه فانه العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه. جاء عن بعض السلف انه قال في في وصف الله قال العالي في في دنوه الداني في علوه اي ان علو الله سبحانه وتعالى لا ينافي قربه ودنوه من عباده كيف شاء سبحانه وتعالى فكل ما ثبت في النصوص فهو حق نؤمن به كما جاء ونثبته كما ورد قال فانه العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه. نعم قال رحمه الله حي وقيوم فلا ينام وجل ان يشبهه الانام لا تبلغ الاوهام كنه ذاته ولا يكيف ولا يكيف حجاب صفاته ثم ذكر رحمه الله هنا بعض اسماء الله وصفاته سبحانه قال حي وقيوم كما قال الله في اعظم اية في القرآن الله لا اله الا هو الحي القيوم الحي اي الذي له الحياة الكاملة الحياة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء الحياة التي آآ لها كمال الصفات والاسماء فالله عز وجل حي له الحياة الكاملة سبحانه وتعالى وقيوم قيوم اي قائم سبحانه وتعالى بنفسه ومقيم لخلقه ولهذا قال اهل العلم ان اسم الله تعالى القيوم يدل على كمال الغنى وكمال القدرة جمال الغنى لانه قائم بنفسه والقدرة لانه قائم بخلقه افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ولهذا قال اهل العلم ان اسماء الله ان صفات الله ترجع الى هذين الاسمين الى الحي ترجع الصفات الذاتية والى القيوم ترجع الصفات الفعلية قال حي وقيوم فلا ينام كما قال الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم فهو تبارك وتعالى حي قيوم آآ لا ينام اي منزه عن النوم قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام وجل ان يشبهه الانام وجل اي تنزه وتقدس سبحانه وتعالى ان ان يشبهه الانام اي ان يشبهه احد من المخلوقات ومنزها عن ذلك لا يشبه احدا من خلقه ولا يشبهه احد من خلقه فالتشبيه باطل بنوعين تشبيه نوعان تشبيه للمخلوق بالخالق وتشبيه للخالق بالمخلوق كل من التشبيهين باطل لا يشبهه الانام لا يشبهه الانام اي لا يشبهه تبارك وتعالى احد من من خلقه فهو منزه جل وعلا عن الشبيه والنظير جل وعلا قال وجل ان يشبهه الانام قال تعالى ليس كمثله شيء وقال تعالى هل تعلم له سم يا؟ قال تعالى فلا تضربوا لله الامثال وقال تعالى ولم يكن له كفوا احد لا تبلغ الاوهام كن هذاته ولا يكيف الحجى صفاته ايظا هذا امر ينبه عليه رحمه الله فيما يتعلق باوصاف الله عز وجل وذاته يقول الاوهام يعني الافهام والعقول لا تبلغ اي لا يمكن ان تصل الى معرفة كونه الذات لا يمكن ان تصل الى الى ذلك فالعقول قاصرة وكالة وعاجزة ان تبلغ قلها ذاته واذا كانت العقول عاجزة ان ان تبلغ كنها كثير من المخلوقات فكيف بخالقها ومبدعها سبحانه وتعالى رأى عبد الرحمن ابن مهدي كما اورد ذلك الذهبي في السير غلاما كان يخوض في كنه الصفات والكيفيات فقال له يا غلام دعنا ننظر في كيفية بعض المخلوقات فان بلغتها عقولنا انتقلنا الى الكلام في كيفية خالقها. وان عجزنا او عجزت عقولنا فنحن عن كيفية صفات خالقها اعجز وافق قال له اخبرني عن ملك من الملائكة له ست مئة جناح اين هذه الاجنحة انبهر قال له انا اهون عليك اخبرني عن ملك من الملائكة له ثلاث اجنحة اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع له ثلاث اجنحة جناح عن يمينه وجناح عن عن يساره. الثالث هذا اين؟ وكيف يطير فقال الغلام انتهيت عجز عن ان ان يعرف كيفية مخلوق من من مخلوقات الله سبحانه وتعالى فكيف به يتطاول ويقحم عقله القاصر في معرفة او محاولة معرفتي كيفية الخالق ولهذا قال لا تبلغوا الاوهام كنها ذاته وانا دائما اقول في هذا المقام يكفينا في هذا الباب قولنا الله اكبر هذي هذي تكفي في هذا الباب الله اكبر من كل شيء ومن ذلكم اكبر من كل شيء تقدره من الكمال في عقلك وفي ذهنك اكبر من ذلك سبحانه وتعالى مهما قدرت من الكمال والجلال والعظمة في الصفات وقدرته في ذهنك زعمت انه وصف لله الله اكبر من ذلك اكبر من كل شيء قال لا تبلغوا الاوهام كنها ذاته ولا يكيف الحجل هو العقل صفاته العقل ما يمكن ان يعرف كيفية صفات الله تبارك وتعالى لا يمكن للعقل ان يعرف كيفية صفات الله ولهذا الامام مالك رحمه الله لما قال له الرجل الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال الاستواء قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول على الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول هكذا قال باكثر الروايات عنه هذا الاثر روي عنه من قرابة عشرة من من تلاميذه اكثر روايات عنه بهذا اللفظ الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول الاستواء غير مجهول اي المعنى هو غير مجهول اي غير مجهول المعنى لا نجهل معناه معناه علا وارتفع واضح المعنى والكيف غير معقول ما معنى الكيف غير معقول؟ اي لا يمكن للعقول ان تبلغه وهذا معنى قول الناظم هنا ولا يكيف الحجاب صفاتا لان الكيف غير معقول الحجة التي يلعقون لا لا تعرف ولا يمكن ان تبلغ معرفة كيفية صفات الرب تبارك وتعالى والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اعطينا سؤال واحد كده كبير اهو احسن الله اليكم واثابكم الله هذا سائل يقول هل ثبت ان الجليل من اسماء الله تعالى فجزاكم الله خيرا لا الذي ثبت ذو الجلال ذو الجلال والاكرام اما الجليل هذا يخبر عن الله به وبعض اهل العلم الذين توسعون في في باب الاسماء يعدونه في اسماء الله لكنه لا يعرف عليه دليل واضح والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد. جزاك الله خير