قيل في بداية هذا اللقاء كلنا كلنا نعلم اننا في يوم من الايام سنرحل عن هذه الدنيا فلابد كل انسان ان يقدم شيء في هذه الحياة ويضع له بصمة يرضى الله عز وجل عنه في هذه الحياة. فلابد ان يكون الانسان رسالة ولابد ان يكون له هدف في هذه الحياة وهو اعظم هدف هي عبادة الله عز وجل. فيتحدث حول هذا الامر بارك الله فيك فضيلة الشيخ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد لا لا يخفى علينا جميعا ان هذه الحياة كتب الله عليها الفناء وان الانفس جميعا سيقبضها الله عز وجل كما قال تعالى كل نفس ذائقة الموت فما من نفس الا ستموت وكل ما على البسيطة من انس وجن ومن وحوش وبهائم وطيور كلها سيقبضها ربنا سبحانه وتعالى وسموت. نعم. الا ان الفرق بين وغيرهم ان المكلف فيحاسب ويبعث بعد موته ويسأله الله عز وجل عما قدم في هذه الحياة كما جاء في حديث البرز عند الترمذي وغيره قال لن تزولا ما عبدي يوم القيامة حتى يسأل عن اربع. نعم. وذكر منها عن عمره فيما افناه. فهذا العمر بايام ولياليه سيسأل عنه العبد يوم القيامة وستوقف بين يدي الله عز وجل يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية الله اكبر لا تخفى الخفايا وتصبح السريرة علانية ويصبح ما اسررت وما اخفيت ظاهرا جهارا عند ربنا سبحانه وتعالى. والعاقل الكيس الفطن هو الذي هو الذي يعمل في هذه الدار بما يرضي الله عز وجل. والذي يغتنم حياته ويغتنم صحته. نعم. قبل مرضه وحياته قبل موته. وفراغه قبل شغله وغناه قبل فقره. وشبابه قبل هرمه هذا هو الكيس الفطن لانك يا عبد الله لا تدري متى يفجأك الموت والموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل الله اكبر فقد تكون في صحة وعافية وسلامة وفي قوة بدن ورخاء وسعة من من المال والرزق والسعة. ومع ذلك يأتيك ملك الموت فجأة وملك الموت لا يعرف صغيرا فيرحمه ولا كبيرا فيعظمه ويوقره ولا ملكا ولا مملوكا ولا امير ولا مأمورا اذا جاء اجلهم ايستأخرون ساعة ولا يستقدمون؟ فاذا جاء الاجل لا يقدم ولا يؤخر. فانت يا من افرضت على نفسك المعاصي والذنوب تب الى الله عز وجل قبل الا يأتيك الموت وانت مقصر فتقول يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله. فتتحسر وتتحسف على ما فرطت على ما ضيعت في جنب الله سبحانه وتعالى وخاصة في هذه الازمنة يكثر ويعظم الغفلة من كثير من المسلمين. فكثير من المسلمين اصبح غارقا في شهواته غارقا في الملذات ناسيا انه سيبعث وانه سيسأل بين يدي الله عز وجل. فحري بنا جميعا ان نتوب الى الله الله عز وجل وان نعمر حياتنا بما يقرب الى الله عز وجل وان نستغل هذه الدنيا وكما تعلمون جميعا ان الموت هو بداية الاخرة الموت بداية الاخرة وان الحياة الحقيقية تعقب الموت اما تفوز بجنة عرضها السماوات والارض واما تشقى وتهلك في نار قعرها بعيد وحرها شديد. ولو ان الموت هو النهاية لاصبح الموت غاية لكل حي يتمناه الفقير. نعم. ويتمناه المريض ويتمناه المهموم ويتمناه المغموم لانه بموته ينتهي هذه الاشياء كلها الا ان الموت بداية النهاية بداية النهاية وبعد ينتقل العبد ويتقلب بعد ذلك فيما تقدم فيما قدم من عمل فمن قدم خيرا فسيقول قدموني قدموني فرحا بما بما يقبل عليه من مرضاة الله عز وجل وان كان قدم شرا عسى الله عز وجل فستقول جنازته يا ويلتا اين تذهبون بها؟ اين تذهبون بها؟ فمن قوم من هذا المنطلق اوصي الجميع ان يجعل الانسان بنفسه امرا يبقى له بعد موته اما وقفا واما سبيلا واما عملا صالح. واذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث. وذكر منها ولد صالح يدعو له فاحرص ان تربي ابناءك واولادك التربية الصالحة حتى تنال بركتهم بعد موتك وحتى تنال نفعهم بدعائهم وصدقتهم عنك الذي ليس بصالح اذا لم ينفع نفسه فلن ينفع غيره كذلك صدقة جارية تبقى لك موتك من اجراء نهر او حفر بئر او توريث مصحف او توريث علم ينفعك بعد الموت فان هذه الاعمال الصالحة الخاصة في هذه الايام المشاريع كثيرة واخواننا واخواننا يموتون جوعا في الشام وفي العراق فحري بنا ان نمد يد العون لهم وان نساعدهم ان نرفع الحصار عنهم وان نرفع عنهم هذا الكرب والهم والغم الذي نزل بهم. فهذا ايضا عمل صالح يحتاجه المسلم. كذلك ايضا علم ينتفع به بعد موته وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث ذكر منها ولد صالح يدعو له او صدقة جارية او علم ينتفع به بعد موته. نعم. فمن العلم ان ينشر كتب العلم ان كان ليس من اهل العلم وليس من طلابي وليس من من المؤلفين في ذلك الفن فبمجرد طباعته لكتب العلم ونشأ من الناس يدخل في هذا المعنى ممن ورث علما كذلك الصدقة الجارية من المياه التي تجرى او المسائل التي تبنى او الاوقاف التي تبنى من آآ يكون ريعها يعود على اهل الاسلام بالنفع فكلها من الاعمال التي ينفع الميت بعد موته واعلم يا رعاك الله انه لن ينفعك غيرك اذا لم تنفع نفسك انت في حياتك وما احسن ما قالوا يزيد الرقاشي راح يزيد الرقاشي رحمه الله تعالى وكان يخرج باكيا مذكرا نفسه يا يزيد ويلك من سيصلي عنك بعد موتك. الله ايزيد ويلك من سيحج عنك بعد موتك يا يا يزيد ويلك من سيتصدق عنك من ولدك وانت يا اخي اقول لك من سيصلي عنك بعد موتك ومن سيصوم عنك بعد موتك ومن سيصلي عنك بعد موتك ان صلى ولدك يوما او ان صلى ولدك بالدعاء لك وصلى وصام عنك اياما او تصدق او حج ان هذا فان هذا الامر سينقطع وينتهي فاجعل لك عملا لا ينتهي ولا ينقطع حتى يبعث الله عز وجل هذه البسيطة من وقف من وقف دائما ثابت يبقى اجره مئات السنين يصب في ميزانك وتنال بركته وانت في قبرك فهذا هو الكيس الفطن الذي عمل صالحا وفاز بمرضاة ربه سبحانه وتعالى والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني. احسن الله اليك فضيلة الشيخ جزاك الله