بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال الناظم رحمه الله تعالى وساعة الملوك للاجناد وجيء بالكتاب والاشهاد وشهدت الاعضاء والجوارح وبدت السوءات والفضائح وابتليت هنالك السرائر وانكشف المخفي في الضمائر بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا يزال الكلام عند الناظم رحمه الله تعالى حول تفاصيل اليوم الاخر وما يكون في ذلك اليوم العظيم من اهوال فظيعة والشدائد عظيمة وامور كثيرة متنوعة جاءت تفاصيلها في كتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا صلوات الله وسلامه عليه وذكر الناظم رحمه الله تعالى شيئا من هذه التفاصيل فيما مضى من الابيات ولا يزال الكلام عنده عن تفاصيل اليوم او الايمان باليوم الاخر يقول هنا وساوت الملوك للاجناد وجيء بالكتاب والاشهاد اي في ذلك اليوم يتساوى الملوك والاجناد والرؤساء والرعية يكون الجميع يكون الجميع متساوين لا فرق بين رئيس ومرؤوس ولا فرق بين تاجر او غنيا وفقير لا فرق بين ملك وجند من الجنود لا فرق بين هؤلاء تتساوى الرؤوس وفي ذلك اليوم يقول الله تبارك وتعالى انا الملك اين ملوك الارض ويقول انا الملك انا الديان كما في بعض الاحاديث والمراد بتساوي الرؤوس اي بحسب الفروقات التي كانت بينهم في امور الدنيا اما فيما يتعلق بامر الدين فليس هناك تساويا بل بينهم فروقات بل بينهم فروقات وبينهم تمايز وتفاضل منهم السابق ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه ومنهم الظلمة والكفار والفسقة والفجار فبهذا الاعتبار ليسوا متساوين والتساوي الذي يعنيه الناظم رحمه الله تعالى اي باعتبار امور الدنيا التي كانوا عليها من ملك او زعامة او رئاسة او آآ اه حسب او نسب قال تعالى فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون في الحديث قال عليه الصلاة والسلام من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه والله تعالى يقول انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكى فالشاهد هناك تفاضل بين الخلائق باعتبار امر الدين ولزومه واما فيما يتعلق بامور الدنيا تنتهي بانتهاء الدنيا تنتهي بانتهاء الدنيا الملك او الزعيم او الرئيس او ما الى ذلك اذا مات انتهت هذه الامور كذلك الغني من له اه شأن في امر من امور الدنيا كلها تنتهي بموتها وليس هناك في الاخرة تفاضل بين الناس في هذه الاشياء والعبرة بالصلاح والاستقامة والتقوى ولهذا من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله امام عادل هذا هذا تفاضل وله اعتباره يوم القيامة. ولهذا كان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله قال وساوت الملوك للاجناد وجيء بالكتاب والاشهاد وجيء بالكتاب اي صحائف الاعمال كما قال الله عز وجل وضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا يجابي الكتب التي هي صحائف الاعمال وهي صحائف دون فيها كل ما عمله الانسان احصاه الله ونسوه فكل ما عمله الانسان مدون ومكتوب عملا عملا صغر او كبر كل ذلك مكتوب في كتاب احصي فيه عمل الانسان ويجاء بهذا الكتاب يوم القيامة ويرى كل ويرى كل انسان تفاصيله اعماله وخفايا اموره يرى ذلك كله في في كتابه قال وجيء بالكتاب والاشهاد اي جيء بالشهود ومن ذلكم قول الله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فيجاء في ذلك اليوم بالكتاب ويجاء ايضا بالاشهاد قال وشهد الاعضاء والجوارح وشهد الاعضاء والجوارح وبدت السوءات والفضائح قوله وشهد الاعضاء والجوارح اي على مقاري في السيئات ومرتكبي الاثام والجرائم فان جوارحهم تشهد عليهم وتنطق بما كانوا يعملون ينطقها الله تبارك وتعالى الذي انطق كل شيء كما قال عز وجل ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعونه حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون. وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة. واليه ترجعون وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين فان يصبروا فالنار مثوى لهم وان يستعتبوا فما هم من المعتدين فتشهد الاعضاء تشهد اليد وتشهد القدم وتشهد الجلود ينطقها الله تبارك وتعالى الذي انطق كل شيء فتنطق على اصحابها باعمالهم تقول اليد فعل كذا وكذا وكذا وتقول القدم فعل كذا وكذا وكذا وتقول الجلد فعل كذا وكذا تنطق متكلمة بكلام يسمع بما اقترفه الانسان تنطق يده وينطق جلده وتنطق رجله عليه بما كان يعمل قال وشهد الاعضاء والجوارح وعطف الجوارح على الاعضاء عطف تفسير فالاعضاء الجوارح هي الاعضاء وشهد الاعضاء والجوارح وبدت السوءات والفظائح ولهذا يقال لذلك اليوم يوم الخزي ويوم الفظائح لانه في في ذلك اليوم آآ كل اه مبطن او مخفي او كل ذلك ينكشف وينفضح ارباب الجرائم ايضا ينفضحون فهو يوم الفظائح وفي دعاء ابراهيم عليه السلام ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم فهو يوم خزي ولهذا يسأل الله تبارك وتعالى المؤمن ان لا يخزيه في ذلك اليوم الا الا يخزيه في ذلك اليوم قال وبدت السوءات والفضائح وابتليت هنالك السرائر ابتليت هنالك السرائر هنالك اي في ذلك اليوم والسرائر اي ما كان اه اه مخفيا غير معلن كل ذلك ينكشف ويظهر في ذلك اليوم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور وانكشف المخفي في الظمائر ايضا في ذلك اليوم الامور التي يخفيها الانسان في ظميره من نيات سيئة ومقاصد سيئة وبطانات سوء يضمرها في قلبه وحقد وغل وغير ذلك كل ذلك ينكشف في ذلك اليوم العظيم. نعم قال رحمه الله ونشرت صحائف الاعمال تؤخذ باليمين والشمال طوبى لمن يأخذ باليمين كتابه بشرى بحور عين والويل للاخر بالشمال وراء ظهر للجحيم صال ثم ذكر رحمه الله في هذه الابيات نشر الصحائف صحائف الاعمال واذا الصحف نشرت تكلم هنا عن نشر صحائف الاعمال وذكر ان الصحائف على قسمين بينها بقوله تؤخذ باليمين والشمال فقسم منها فيؤخذ باليمين وهي صحائف اعمال اهل الايمان وقسم منها يؤخذ بالشمال وهي صحائف اعمال الكفار فالمؤمن يأخذ كتابه بيمينه والكافر يأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره يأخذه بشماله من وراء ظهره قال ونشرت صحائف الاعمال تؤخذ باليمين والشمال قال طوبى لمن يأخذ باليمين كتابه بشرى بحور بحور عيني طوبى قيل في معناها الثواب العظيم وقيل بل هي الجنة وقيل شجرة في الجنة قد قال الله سبحانه وتعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مئاب قال طوبى لمن يأخذ باليمين اي لمن يأخذ كتابه بيمينه قد قال الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابي اني ظننت اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية في جنة عالية فيكون فرحا مسترورا بهذه النتيجة السارة والفوز العظيم الا وهو اخذه لكتابه بيده اليمنى اخذه لكتابه بيده اليمنى تكريما له وتشريفا فيفرح ويسر بذلك سرورا عظيما. وهذا هو الفوز المبين والفوز العظيم الذي يحصل به النجاة من النار. فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور وهذا هو الفوز الاكبر بهذا يوصف في القرآن الفوز المبين الفوز العظيم الفوز الاكبر او الفوز الكبير ومن اسف ان مفهوم الفوز في افهام كثير من الشباب والناشئة انحصر في اللهو واللعب ولا يكاد يفهم معنى الفوز ولا ينقدح في ذهنه عند ذكر الفوز الا اللعب واما الفوز الحقيقي والفوز الاكبر والفوز المبين والفوز العظيم فكثير منهم عنه غافل ولا يستشعر هذا الفوز العظيم والا فان من يستشعر هذا الفوز يعد له العدة ويتهيأ له قال فقال طوبى لمن يأخذ باليمين كتابه بشرى بحور عينه اي بشر بحور عين اي في الجنة فهي بشارة له في في الجنة وكرامة الله ورضا الله عنه وفوزه بنعيم في الجنة ومسارها اهذا من اوتي كتابه باليمين قال والويل وهو العذاب الشديد والنكال الاليم. وقيل واد في جهنم للاخذ بالشمال اي للاخذ كتابه بشماله. من وراء ظهره ولهذا قالوا والويل للاخذ بالشمال وراء ظهر فالويل له لمن يؤتى كتابه يوم القيامة بهذه الصفة بان يأخذه بشماله من وراء ظهره قال للجحيم صالي اي انه يصلى الجحيم ويدخل نار جهنم والعياذ بالله ففي هذه الابيات ذكر رحمه الله صحائف الاعمال وانها تؤخذ باليمين والشمال باليمين في حق اهل الايمان وبالشمال في حق اهل الكفر. نعم قال رحمه الله والوزن بالقسط فلا ظلم ولا يؤخذ عبد بسوى ما عمل فبين ناج راجح ميزانه ومقرف او بقه عدوانه عدوانها او بقه ومقرف او باقه عدوانه ثم قال رحمه الله والوزن بالقسط ذكر هنا الميزان ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فذكر هنا الميزان وهو ميزان حقيقي ينصب يوم القيامة له كفتان له كفتان ميزان حقيقي ينصب يوم القيامة وله كفتان كفة يوضع فيها الحسنات وكفة توضع فيها السيئات توضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة كما سيأتي في حديث عبد الله ابن عمرو قال الناظم والوزن بالقسط اي بالعدل القسط العدل فا تنصب الموازين يوم القيامة وهي موازين عدلة ودقيقة والوزن فيها بمثاقيل الذر كما قال ربنا عز وجل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فالوزن بمثاقيل الذر وهو وزن قسط عدل لا ظلم فيه ولا هضم فلا يخاف ظلما ولا هضما لا يخاف ظلما بان توضع عليه سيئات لم يعملها ولا يخاف هضما بان يؤخذ من حسنات عملها فلا ظلم بل توزن الاعمال الحسنات والسيئات قال والوزن بالقسط فلا ظلم فلا ظلم ولا يؤخذ عبد بسوى ما عمل قوله فلا ظلم ولا يؤخذ عبد بسوى ما عمل هو معنى قوله فلا يخاف ظلما ولا هظما فلا يخاف ظلما ولا فلا ظلم لا يظلم احد بان يؤخذ من حسناته او ان يعطى سيئات لم يعملها او نحو ذلك لا ظلم ولا هضم ايضا لا يهضم انسان عمله ولا يضيع عليه عمله فلا يخاف ظلما ولا هظما فلا ظلم ولا يؤخذ عبد بسوى ما عمل اي لا يحاسب الانسان ولا يجازى يوم القيامة الا باعماله الا باعماله ولا تزر وازرة وزر اخرى كل يجازى بما عمل بما عمل آآ آآ يجازى بالحسنات احسانا ويجازى بالسيئات ايضا عقوبة وخسرانه مثل ما قال عز وجل هل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ وقال عز وجل ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء قال فبين ناج راجح ميزانه ومقرف اوبقه عدوانها اي ان الناس على اثر الميزان او على اثر الوزن الذي يكون يوم القيامة ينقسمون الى قسمين قسم ناجى وهو من رجح ميزانه من رجح ميزانه اي بالحسنات كما قال الله تبارك وتعالى فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون اي الناجون الفائزون الرابحون وهو من ثقلت موازينه اي بالحسنات فبين ناج راجح ميزانه ومقرف هذا القسم الثاني اوبقه عدوانها مقرف اي مرتكب او مقترف اه اه للذنوب السيئات والاثام اوبقه عدوانها اوبقه اي اهلكه ولهذا تسمى الكبائر موبقات في الحديث قال عليه الصلاة والسلام اجتنبوا السبع الموبقات الموبقات اي المهلكات مقرف اي مرتكب للذنوب مقترف للمعاصي والاثام اوبقهوا اي اهلكه عدوانه عدوانه اي بارتكابه لها والوزن الذي يكون يوم القيامة هو وزن للاعمال وللعاملين وللصحائف كل ذلك يوزن الاعمال توزن والصحائف توزن كما في حديث عبدالله بن عمرو ابن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يصاح برجل من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منا مد البصر فيقال له اتنكر من ذلك شيء؟ فيقول لا. فيقال له الك حسنة؟ فيقول لا. فيخرج بطاقة فيها اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيقول ما هذه البطاقة مع هذه السجلات قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فثقلت البطاقة وطاشت السجلات ولا يثقل مع اسم الله شيء هذا فيه دليل واضح على ان الصحائف توزن صحائف الاعمال توضع في الميزان وايضا دل الدليل على ان العاملين يوزنون مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام انساق عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال والذي نفسي بيده انها لفي الميزان اثقل من جبل احد ساق كانت نحيلة ضعيفة فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انها في الميزان لاثقل من جبل احد فهذا دليل على ان العاملين يوزنون والاعمال ايضا توزن كل ذلك دل اه كل ذلك دل الدليل عليه ودليل ان الاعمال توزن قوله عليه الصلاة والسلام كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم نعم قال رحمه الله وينصب الجسر بلا امتراء كما اتى في محكم الانباء يجوز الناس على احوال بقدر كسبهم من الاعمال فبين مجتاز الى الجنان ومسرف يكب في النيران ثم تكلم هنا في هذه الابيات عن الصراط الذي ينصب على متن جهنم قال وينصب الجسر بلا انفراء ينصب الجسر ان يوضع الجسر وهو صراط على متن جهنم اي على ظهرها يوضع جسر اي صراط على متن جهنم قال بلا افتراء اي بلا شك ولا ريب هذا امر متحقق حصوله ويطلب من الناس ان يعبروا من فوق هذا الصراط وهو يوضع وهو ينصب على على متن جهنم وقد قال الله تعالى وان منكم الا واردها وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جديا فهو صراط حقيقي يمد وينصب على متن جهنم ثم يطلب من الناس ان يمروا على هذا الصراط قال كما اتى في محكم الانباء اي كما جاء في الاحكام في الانباء اي الاخبار المحكمة الثابتة الصحيحة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال يجوزه الناس يجوزه ان يعبره الناس ويمرون من عليه ويمشون من فوقه يجوزه الناس على احوالي بقدر كسبهم من الاعمال يجوز ان يعبره الناس يمرون عليه على احوال اي ليسوا في مرورهم عليه على حال واحدة بل متفاوتون الى ماذا يرجع هذا التفاوت في العبور على الصراط؟ قال بقدر كسبهم من الاعمال بقدر كسبهم من الاعمال فتفاوتهم في المرور على الصراط راجع الى تفاوتهم في الاعمال ولهذا منهم من يمر كالبر ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر آآ اجاويد الخيل ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يمر جريا ومنهم من يمر مشيا ومنهم من يمر زحفا ليسوا ليسوا متساوين في في مرورهم على الصراط الذي ينصب على متن جهنم ثم هم في المرور وعدمه قسمين قال فبين مجتازا الى الجنان ومسرف يكب في النيران قسمين القسم الاول مجتاز ان يعظم وهم من قال الله تبارك وتعالى عنهم فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز فقسم يزحزح عن النار ويكرم بالعبور من فوق هذا الصراط الذي ينصب على متن جهنم فيكون من من الناجين قال فبين مجتاز الى الجنان ومسرف اي اسرف على ذنبه بالاثام التي اوجبت وقوعه في النيران ومسرف يكب في النيران يكب في النيران والكبد يكون على الوجه فيكب في النيران يلقى فيها على على وجهه نسأل الله عز وجل لنا جميعا السلامة والعافية. اللهم سلم سلم نعم قال رحمه الله والنار والجنة حق وهما موجودتان لا فناء لهما ثم في هذا الفصل بين رحمه الله تعالى ما يتعلق بالجنة والنار ما يتعلق بالجنة والنار في هذا البيت الجامع حقيقة قال والنار والجنة حق وهما موجودتان لا فناء لهما فهذا بيت جامع اتى فيه رحمه الله تعالى على ما يجب اعتقاده فيما يتعلق بالجنة والنار ويتلخص ما ذكره رحمه الله تعالى في هذا البيت مما يجب اعتقاده فيما يتعلق بالجنة والنار في امور ثلاثة الامر الاول مستفاد من قوله حق والنار والجنة حق فهذا الامر الاول مما يجب اعتقاده في الجنة والنار ان نؤمن ونعتقد انها حق بلا افتراء والدلائل على ان النار حق والجنة حق كثيرة في كتاب ربنا وسنة نبينا صلوات الله وسلامه عليه يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة وجاءت ايات كثيرة في ذكر الجنة وصفاتها وما فيها من النعيم فاذا الامر الاول الذي يجب ان نعتقده في اه الجنة والنار ان نعتقد ان الجنة والنار حق ولهذا جاء في صحيح البخاري عن عبادة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمة القاها الى مريم وروح منه والجنة حق والنار والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اه الحديث متفق عليه آآ ايضا ما جاء في استفتاح النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الليل قال انت الحق وعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق فاذا هذا الامر الاول مما يجب اعتقاده في الجنة والنار انهما حق الامر الثاني في قوله وهما موجودتان وهما موجودتان اي الان الجنة والنار موجودتان الان مخلوقتان موجودتان الان ليستا تخلقان يوم القيامة وتوجدان يوم القيامة بل هما مخلوقتان وموجودتان ودلت الدلائل كثيرة على ان النار مخلوقة موجودة وان الجنة مخلوقة موجودة ومن ذلكم قوله تعالى عن الجنة اعدت للمتقين وقوله عن النار اعدت للكافرين فهي معدة ومهيئة وموجودة فهذا الامر الثاني مما يجب ان نعتقده في الجنة والنار الامر الثالث في قوله لا فناء لهما الامر الثالث في قوله لا فناء لهما اي ان الجنة والنار باقيتان لا تفنيان ابد الاباد واهل الجنة الذين هم اهلها باقون فيها مخلدون فيها ابد الاباد واهل النار واهل النار الذين هم اهلها ايضا مخلدون فيها باقون فيها ابد الاباء لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. نعم قال رحمه الله وحوض خير الخلق حق وبه يشرب في الاخرى جميع حزبه ثم ذكر في هذا البيت الحوض المورود لنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام قال وحوض خير خلقي حق وبه يشرب في الاخرى جميع حزبه وحوض خير الخلق حق اي مما يجب ان نعتقده ونؤمن به فيما يتعلق بيوم القيامة الايمان بالحوظ المورود والاحاديث الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام في الحوض متواترة وهي احاديث كثيرة جاءت في ذكر الحوض وصفته وان ماءه احلى من العسل وذكر كيزانه عليه الصلاة والسلام وذكر هيئته ومسافته وذكر امورا كثيرة تتعلق به وان من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا فمن الواجب اعتقاده فيما يتعلق باليوم الاخر الحوظ وانه حق وبه يشرب في الاخرى جميع حزبه اي جميع حزب النبي صلى الله عليه وسلم وهم اتباعه السائرون على نهجه المكتفون المكتفون لاثره الغيرة مبدلين ولا مغيرين فهؤلاء كلهم يشربون من الحوض المورود شربة هنيئة لا يظمأون بعدها ابدا قال وبه يشرب في الاخرى وبه يشرب وعد الفعل يشرب بالباء لان لانه ضمنه معنى الري ضمنه معنى الري بانهم آآ بهذا الشرب يرتوون ولا وبهذا الشرب يركبون ولا يظمأون لا يحصل لهم ظمأ ولهذا قال وبه يشرب في الاخرى جميع حزبه اي حزب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا فيه تنبيه الى ما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يباد اقوام عن الحوض فاقول اصحابي اصحابي فيقال انك لا تدري ماذا احدثوا بعدك انك لا تدري ماذا احدثوا بعدك فهذا فيه دليل على ان من احدث وغير وبدل لا يكون من اهل اه الورود للحوض حوض خير اه حوض خير الخلق صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله كذا له لواء حمد ينشر وتحته الرسل جميعا تحشر قال كذلك له لواء حمد ينشر وتحته الرسل جميعا تحشر في هذا البيت ذكر لواء الحمد لواء الحمد الذي ينشر لنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وتحته الرسل جميعا وتحته الرسل جميعا تحشر ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر وما من نبي يومئذ ادم فمن سواه الا تحت لوائي نعم قال رحمه الله كذا له الشفاعة العظمى كما قد خصه الله بها تكرما من بعد اذن الله لا كما يرى كل قبوري على والله افترى ثم في هذا البيت وابيات تأتي بعده تكلم عن الشفاعة بانواعها سواء الشفاعة العظمى او الشفاعات التي تكون يوم القيامة قال رحمه الله كذا له الشفاعة العظمى كما قد خصه الله به تكرما كذا له اي للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الشفاعة العظمى الشفاعة العظمى اي يوم القيامة وهي المقام المحمود الذي قال الله عنه عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فهذه الشفاعة العظمى له لنبينا عليه الصلاة والسلام وهي له خاصة دون غيره خاصة به عليه الصلاة والسلام وهي المقام المحمود الذي يغبطه عليه الاولون والاخرون الذي قال الله تبارك وتعالى عنه عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا والمراد بهذه الشفاعة شفاعته عليه الصلاة والسلام للخلائق بان يبدأ الله سبحانه وتعالى بحسابها ومجازاتهم لانهم في ذلك اليوم العصيب يأتون الى الانبياء كما في حديث ابي هريرة في الصحيحين وغيره يأتون الى الانبياء ويطلبون منهم ان يشفعوا لهم عند الله فيعتذروا يأتون الى ادم فيعتذر والى نوح فيعتذر والى ابراهيم فيعتذر الى عيسى موسى فيعتذر والى عيسى فيعتذر وكل واحد يحيل على الاخر صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين الى ان يحيلهم عيسى الى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها ثم يسجد صلى الله عليه وسلم تحت العرش يخر ساجدا ويحمد الله الله بمحامد قال عليه الصلاة والسلام كما في البخاري لا تحضرني الان جاء في بعض الروايات يعلمه يفتح الله بها علي فيحمد الله بتلك المحامد فيقول الله له ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطى فهذا المقام المحمود وهو الشفاعة العظمى وهو خاص بنبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال قد خصه الله بها خصه اه اه خصه اي النبي صلى الله عليه وسلم الله بها اي خصه بهذه الشفاعة فهي خاصة له تكرما من الله وتفضلا على نبيه الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه قال من بعد اذن الله اي هذه الشفاعة وكل شفاعة تكون يوم القيامة لابد فيها من هذا الشر ولابد فيها من هذا القيد وهو اذن الله قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال تعالى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له قال تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى ولهذا ذكر رحمه الله هذا القيد قال من بعد اذن الله من بعد اذن الله اي له ليس هناك احد يشفع ابتداء بل ليس هناك شفاعة الا من بعد اذن الله ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم لكل نبي دعوة مستجابة واني ادخرت دعوة شفاعة لامتي يوم القيامة وهي نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا فالامر بمشيئة الله وباذنه تبارك وتعالى قال من بعد اذن الله لا كما يرى كل قبري على الله افترى كل قبوري اي المتعلقين بالقبور المتعلقين بالقبور المعتقدين في المقبورين المتجهين الى اهل القبور السؤال والطلب وعرض الحاجات فهؤلاء عقيدتهم عقيدتهم في المقبورين في باب الشفاعة عقيدة شركية عقيدة باطلة ولهذا يتوجهون الى المقبورين متذللين خاضعين خاشعين باكين راجين طامعين يعرضون عليهم حاجاتها يطلبون المدد ويطلبون المغفرة ويطلبون العافية ويطلبون الصحة ويطلبون الولد وغير ذلك من المطالب والحاجات التي لا تطلب الا من الله سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله هذه عقيدة باطلة ابطلها الله سبحانه وتعالى في في كتابه ابطلها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته ولهذا حذر الشيخ من هذا من هذا الاعتقاد الباطل بقوله من بعد اذن الله لا كما يرى كل قبول على الله افترض وهذا من الافتراء على الله سبحانه وتعالى والقول عليه وعلى دينه وفي شرعه بلا علم بل بالباطل والظلم والزور ولهذا لما اعتقد هؤلاء في المقبورين هذه العقيدة تعلقوا بالمقبورين وكان من وراء تعلق هؤلاء بالمقبورين اشياخ ضلال وائمة باطل قد قال نبينا عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين ولهذا كان يغرس فيهم بعض اشياخ الضلال وائمة الباطل مثل هذه الامور كما يقول احد هؤلاء الاشياخ لتلاميذه ليس بشيخنا وليس بولي من يحول بينه وبين تلاميذه ذراع من تراب اي اي يقصد انني اذا دفنت ووضعت في تراب هذا التراب ما يحول بينكم وبيني بل تعالوا واعرضوا علي حاجاتكم وطلباتكم فغرسوا فيهم مثل هذه العقائد الباطلة وبقي هؤلاء متعلقين بهؤلاء معتقدين فيهم هذه العقائد الباطلة المصادمة لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكل المصادمة نعم قال رحمه الله يشفع اولا الى الرحمن في اصل القضاء بين اهل الموقف من بعد ان يطلبها الناس الى كل اولي العزم الفضلاء ذكر هنا الشفاعة الاولى وهي الشفاعة العظمى قال يشفع اي نبينا صلى الله عليه وسلم اولا الى الرحمن الى الله سبحانه وتعالى في فصل القضاء. بين اهل الموقف ان يطلب آآ من الله سبحانه وتعالى ويحمد الله ويثني عليه ويسأله تبارك وتعالى ان يبدأ اه فصل القضاء يقول الله له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيجيء الرب كما قال سبحانه وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانا له الذكرى قال من بعدي ان يطلبها الناس الى كل اولي العزم الهداة الفضلاء الناس اي في الموقف يطلبونها من اولي العزم واول ما يبدأون بادم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى كل واحد من هؤلاء يعتذر كل واحد من هؤلاء يعتذر كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة الى ان يحيلهم عيسى عليه السلام الى نبينا صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها قوله الى كل اولي العزم عرفنا ان آآ اولي العزم عددهم خمسة جمعهم الله سبحانه وتعالى في ايتين اية في الاحزاب واية في الشورى كما سبق بيان ذلك عند الناظم رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله وثانيا يشفع في استفتاح دار النعيم لاولي الفلاح هذا وهاتان الشفاعتان قد بلا نكران قال وثانيا في الشفاعات وهي شفاعة خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم وهي قال يشفع في استفتاح دار النعيم يشفع باستفتاح دار النعيم ان يشفع صلوات الله وسلامه عليه لاهل الجنة بان يفتح لهم بابها بان يفتح لهم باب الجنة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح وانا اول من يقرع باب الجنة وانا اول من يقرع باب الجنة ويقال ويقول له الملك بك امرت ان افتح والا افتح لاحد قبلك فهو عليه الصلاة والسلام الذي يستفتح باب الجنة وهذه شفاعة خاصة به اه خص عليه الصلاة والسلام بشفاعات خص بالعظمى كما تقدم وخص ايظا بهذه الشفاعة الا وهي انه اول من يستفتح باب الجنة قال وثانيا يشفع في استفتاح دار النعيم لاولي الفلاح بيقول الفلاح الفوز اهل الجنة هم المفلحون اولئك هم المفلحون يستفتح لاولي الفلاح ان يطلب ان يفتح لهم باب الجنة قال هذا وهاتان الشفاعتان اي الشفاعة التي هي لاهل الجنة بان يفتح لهم بابها. والشفاعة العظمى للخلائق كلهم قال قد خصتا به بلا نكران خصتان به اي بنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فهما شفاعتان خاصتان بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله وثالثا يشفع في اقوام ماتوا على دين الهدى الاسلامي واوبقتهم كثرة الاثام فادخلوا النار بذا الاجرام ان يخرجوا منها الى الجنان بفضل رب العرش بالاحسان ثم ذكر رحمه الله هذه الشفاعة الثالثة وهي ليست مختصة بنبينا عليه الصلاة والسلام بل يشاركه فيها الملائكة ويشاركه فيها الانبياء ويشاركه فيها الصالحين من عباد الله وهي الشفاعة في اقوام اقوام ماتوا على الهدى على دين الهدى الاسلامي هذه الشفاعة هي شفاعة لاقوام ماتوا على الاسلام وهذا فيه تنبيه ان الكافر الذي مات على الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى ليس له نصيب ولا حظ من الشفاعة ولهذا اه لما قال ابو هريرة كما في صحيح مسلم للنبي صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وايضا الحديث الذي تقدم معنا واني ادخرت آآ دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة وهي نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا فالمشرك ليس له حظ من الشفاعة فما تنفعهم شفاعة الشافعين فما تنفعهم شفاعة الشافعين ولو قدر وجود شفاعة لمشرك يوم القيامة وان كان اقرب قريبا للانسان فانها لا تنفعه. مثل ما جاء في صحيح البخاري عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال يلقى إبراهيم الخليل اباه يوم القيامة فيقول له الم اقل لك لا تعصني؟ فيقول اليوم لا اعصيه يقول له والده اليوم لا اصيل فيقول ابراهيم الخليل عليه السلام يا رب الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون واي خزي اخزى من ابي الا بعد فيقول الله تعالى اني حرمت الجنة على الكافرين اني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال لا انظر الى اسفل منك او الى قدميك فينظر فاذا بذيخ. والديخ ذكر الضباع اي تتحول هيئة والده على تلكها الهيئة ويؤخذ بقوائمه ويطرح في النار ويؤخذ بقوائمه ويطرح في النار فالشاهد ان الكافر لا تنفعه شفاعة ويخص من ذلك شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه ابي طالب وهي شفاعة في تخفيف العذاب لا في بقطع العذاب او لتوقف العذاب وانما هي في تخفيف آآ العذاب فعليه بعض الشيء لما قام به من جهود عظيمة في نصرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال يشفع في اقوام ماتوا على دين الهدى الاسلامي واوبقتهم كثرة الاثام اوبقتهم اي اهلكتهم كثرة الاثام اي الذنوب والكبائر فادخلوا النار بدا الاجرام اي كان دخولهم النار بهذه الجرائم التي يدون الكفر التي هي دون الكفر اذا الحديث هنا في الشفاعة عن اهل الكبائر ليس الحديث عن الكفار هؤلاء الكفار ليس لهم شفاعة وانما الحديث هنا عن اهل الكبائر الذين اوبقتهم كثرة الاثام فادخلوا النار باثامها آآ ان يخرجوا منها الى الجنان. بفظل رب العرش ذي الاحسان فهذه شفاعة ثابتة يشفع اهل النار من دخلها بان يخرج منها ومن استحق دخولها الا يدخلها. ولهذا مر ان الانبياء تقول اللهم سلم سلم وهذي شفاعة نعم قال رحمه الله والسادس الايمان بالاقدار فايقنا بها ولا تماري فكل شيء بقضاء وقدر له يشفع وبعده يشفع كل مرسل وكل عبد ذي صلاح وولي ويخرج الله من النيران جميع من مات على الايمان في نهر الحياة يطرحون فحما فحما فيحيون وينبتون كأنما ينبت في هيئاته حب حميل السيل في حافاته بكسر الحاء طبي حب حميد قال وبعده اي بعد نبينا عليه الصلاة والسلام يشفع كل مرسل اي كل رسول اه سواء الرسول الملكي او الرسول البشري لان الملائكة ايضا يشفعون كما قال تعالى وكم من ملك لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى والرسل من البشر ايضا يشفعون يوم القيامة بعد شفاعة نبينا عليه الصلاة والسلام وكذلك كل عبد ذي صلاح وولي او اهل الصلاح واهل الايمان والولاية والتقوى ايضا يشفعون يوم القيامة ويخرج الله من النيران جميع من مات على الايمان يخرج الله من النيران جميع من مات على الايمان. كما في الحديث الصحيح ان الله تعالى يقول اخرجوا من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان يخرج الله من النيران جميع من مات على الايمان ثم ذكر الناظم رحمه الله تعالى طريقة اخراج اهل الكبائر من نار جهنم ويشير هنا الى ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابي سعيد وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اهل الكبائر وقال ان النار تميتهم اماتة ان النار تميتهم اماتة فيتفحمون يكونون كقطع الفحم ثم يخرجون ظبائر ظبائر اي دفعات دفعات لان كبائرهم متفاوتة ولهذا يكون خروجهم متفاوت في الوقت يخرجون ظبائر ظبائر ثم يبثون في او يوضعون في نهر الجنة يلقون في نهر الجنة ويحيون بماءه اي بماء نهر الجنة يحيون قال عليه الصلاة والسلام في في الحديث الذي في البخاري ومسلم قال فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيف كما تنبت الحبة في حميل السيل الاحبة المراد بها واحدة الحبوب الذي يكون فيه في الصحراء والذي ينبت على اثر مجيء الامطار ونزول الامطار اه مشي الاودية بالماء والوادي اذا جاء يطفح بالماء اذا جاء الوادي يطفح بالماء فانه يحمل على متنه البذور التي تكون في طريقه يرفعها على متنه ثم يلقيها على جنبتيه فتنبت هذه الحبوب على دماء السيل تنبت هذه الحبوب بماء السيل و وتحيا بماله ومن لم يكن من اهل البادية اذا رأى النبات الكثير الذي على جنب الوادي لا يرد في ذهنه كيف جاء هذا النبات بل هذا امر يعرفه اهل البادية يعرفون ان السيل اذا جاء يطفح يحمل الماء البذور التي تكون متناثرة في الوادي يحملها فترتفع على متنه ثم يلقيها على على جنبتي الوادي وتحيا بمائه ولهذا بعض الصحابة كما في الصحيح لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك قال سبحان الله كأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش في البادية لان معلومة يعرفها اهل البوادي يعرفه اهل البوادي فقال سبحان الله كأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش في البادية. الشاهد ان الشيخ رحمة الله عليه اه البيتين الاتيين يشرح هذا المعنى يقول في نهر الحياة يطرحون اي ان اهل الكبائر عندما يخرجون ظبائر ظبائر من النار على هيئة الفحم متفحمين يطرحون في نهر الحياة اي نهر الجنة نهر الجنة يطرحون في نهر الجنة قال في نهر الحياة يطرحون فحما ما الذي يطرح في نهر الجنة قطع من الفحم يطرحون قطعا من الفحم لان لانهم تفحموا في النار واماتتهم النار اماتة فيطرحون في نهر الجنة قطعا من الفحم هذا معنى قوله في نهر الحياة يطرحون فحما فيحيون وينبتون يحيون وينبتون ما ما هي صفة هذه الحياة؟ قال كانما ينبت في هيئته حب حميل السيل في حافته. مثل يعني ينبتون هم في نهر الجنة مثل ما ينبت حب حميل السيل ومعنى حب حميل السير اي الحب الذي يحمله السيل على متنه ويطرحه على حافتيه فينبت هم ينبتون في الجنة ويحيون مثلها هذه الصفة. لانهم يؤتى بهم ويفرحون في النهر ونهر الحياة ونهر الجنة يلقيهم على جنبتيه فيحيون بمائه كما تنبت الحدة في حميل السيف الا ترون يقول عليه الصلاة والسلام انها تخرج صفراء ملتوية الا ترون انها تخرج صفراء ملتوى فهم يبدأ تبدأ الحياة تدب فيهم على جنبتي نهر الفردوس ومثل هذا قول آآ ابن ابي داود رحمه الله تعالى في في حائيته وقل يخرج الله العظيم بفضله من النار على الفحم تطرح على النهر في الفردوس تحيا بمائه كحب حميل السيل اذ جاء يطفح نعم قال الناظم رحمه الله تعالى والسادس الايمان بالاقدار فايقنا بها ولا تماري فكل شيء بقضاء وقدر والكل في ام الكتاب آآ بسم الله الرحمن الرحيم في هذه الابيات بدأ الناظم رحمه الله تعالى يتكلم عن الاصل السادس من اصول الايمان والركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر كما قال الله تبارك وتعالى ان كل شيء خلقناه بقدر قال تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والايمان بالقدر اصل من اصول الايمان العظيمة واسس واساس من اسسه المتينة وان يؤمن العبد لان الله عز وجل علم ما كان وما سيكون واحاط بكل شيء علما وانه كتب ما هو كائن الى يوم القيامة وان الامور كلها بمشيئة الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه تبارك وتعالى خالق كل شيء هذا هو الايمان بالقدر ولهذا قال العلماء للايمان بالقدر اربع مراتب لا ايمان بالقدر الا بالايمان بها المرتبة الاولى الايمان بالعلم علم الله سبحانه وتعالى الشامل المحيط بكل شيء وانه وسع كل شيء علما واحصى كل شيء عددا علم ما كان وما سيكون احاط بكل شيء علما والثاني الكتابة انه تبارك وتعالى كتب المرتبة الثانية الكتابة وهي ان الله سبحانه وتعالى كتب كل شيء باللوح المحفوظ وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستقر ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير في الحديث قال عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والمرتبة الثالثة المشيئة الايمان بمشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة وقدرته تبارك وتعالى الشاملة وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين بالقرآن الكريم ما يقرب من الاربعمائة موضع فيها ربط الامور بمشيئة الله يرزق من يشاء يخلق من يشاء يعز من يشاء يهب لمن يشاء يغفر لمن يشاء يرحم من يشاء قرابة الاربع مئة موضع في انواع الامور آآ بربطها بمشيئة الله سبحانه وتعالى وان كل شيء لا يكون الا بمشيئته من صحة او عافية او فقر او غنى او رزق او بداية او ضلال او هبة او غير ذلك او رحمة او مغفرة كل ذلك بمشيئة الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والمرتبة الرابعة الايمان بالخلق ان الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء الله خالق كل شيء الله خلقكم وما تعملون. الحمد لله رب العالمين فهذه مراتب الايمان بالقدر ولا يكون مؤمنا بالقدر من لم يؤمن بها قد جمعها احدهم في بيت فقال علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوينه فالشيخ رحمه الله في اه في هذا الموضع يتكلم عن هذا الاصل العظيم. قال والسادس الايمان بالاقدار. والسادس اي من اصول الايمان الايمان بالاقدار اي الايمان باقدار الله سبحانه وتعالى اي الايمان بان الامور كلها بقدر كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام كل شيء بقدر. حتى العجز هو الكيس. رواه مسلم كل شيء بقدره فايقنا بها ولا تماري فايقنا بها ولا تماري هذا مثل قول ابن ابي داوود في منظومته الحائية وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين والدين افيح الشيخ هنا يقول فايقن بها ايقن بها اي بالاقدار ومعنى ايقن اي كن فيها على يقين واليقين المراد به انتفاء الشك والريب فكن مؤمنا بها ايمانا لا شك فيه ولا ريب ولا تمارني لا تجادل فالقدر حق ثابت والامور كلها بقدر الله سبحانه وتعالى فكل شيء بقضاء وقدر كل شيء بقضاء وقدر كل شيء هذه عامة في كل ما هو كائن الى يوم القيامة كل شيء بقدره يعني مقدر ومكتوب اه آآ كما قال الله عز وجل وكل شيء فعلوه في الزبر. كان امر الله قدرا مقدورا فكل شيء بقضاء وقدر والكل في ام الكتاب مستقر. اي مكتوب. في ام الكتاب وكل والكل في ام الكتاب مستقر كما قال تعالى وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستقر نعم قال رحمه الله لا نوء لا عدوى ولا طير ولا عما قضى الله تعالى حولا لا غول لهامة لا ولا صفر كما بدا اخبار البشر ثم ذكر هنا آآ خصال ست ذكر خصالا ستا نفاها الشيخ رحمه الله في هذه الابيات آآ هذه الامور الستة اثباتها مما يتنافى مع حقيقة الايمان بالقدر ولهذا قال الكلام على خصال سد في نفيها الايمان بالقدر وفي اثباتها منافاة للايمان بالقدر قال لا نوءى ولا عدوى ولا طير ولا عما قظى الله تعالى حولا لانوا هذا الامر الاول الذي نفاه الشيخ رحمه الله وهو ما يعتقده اهل الجاهلية في الكواكب والنجوم ومن ذلك قول مطرنا بنوء كذا وكذا في الحديث قال الحديث القدسي قال الله تعالى اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر والكافر هو الذي يقول مطرنا بنوء كذا وكذا مطرنا بنوء كذا وكذا قال فلا نوء ولا عدوى ايضا نفى العدوى هنا والعدوى المنفية هي تلك العدوى التي يعتقد آآ اهل الجاهلية آآ في آآ في سريان المرض في الناس بطبعه مع نفي القدر مع نفي القدر وتدبير الله سبحانه وتعالى فهذا منفي ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا عدوى لا عدوى نفى ذلك صلوات الله وسلامه عليه قول ولا طير هذا فيه نفي التطير هذا فيه نفي التطير والتطير هو التشاؤم بالطير تشاؤم بالطير فكان اهل الجاهلية يتشائمون بالطيور في رواحها آآ في في مجيئها وفي اشكالها يتشائمون ولهذا قال لا طير اي نفي للتشاؤم والتشاؤم اه سواء كان بالطير او بغيرها كله باطل محرم والشريعة جاءت بنفي آآ نفي الطيرة والتطير والتطير نظرة مظلمة اذا سيطرت على الانسان اهلكته نظرة مظلمة اذا وجدت في الانسان اهلكته واقعدته عن كل خير وعن كل فضيلة اصبح مخذولا محروما متقاعصا جبانا اه آآ خاسرا ونظرته للامور دائما نظرة يأس وقنوط وكل ذلك اذا سيطر عليه اه اذا سيطرت عليه هذه اه النظرة المظلمة التي هي التطير والاسلام جاء بالفعل والمسلم يكون دائما متفائل وراجي وطامع والتفاؤل يحرك في الانسان الفضائل والخيرات بينما التطير يقتل الانسان يقتله قتلا ويهلكه والاسلام جاء بتحريم التطير والتحذير منه ولهذا قال الشيخ هنا ولا طيرة ولا عما قظى الله تعالى حولا الشيء الذي قظاه الله لا مفر منه لانه سبحانه لا راد لقظائه ولا معقبة لحكمه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قال ولا غولا ولا هامة ولا صفر. وايضا هذه امور كان يعتقد فيها اهل الجاهلية الغول جمع غيلان وهي الشياطين وكان اهل الجاهلية يعتقدون فيها يعتقدون فيها ولهذا يكون خوفهم منها مترتب عليه التجاء منهم اليها مثل ما يقول قائل نعوذ بسيد هذا الوادي من شر من فيه يلجأون يخافون منهم ويلجأون اليهم وهذا وهذي عقيدة باطلة قال الله تعالى وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ولهامة وهذا ايضا مما كان يعتقده الجاهلية والهامة نوع من الحشرات ومما قيل في حال اهل الجاهلية انهم يعتقدون ان الميت اذا مات تخرج آآ حشرة او دابة في رأسه وتقول اسقوني اسقوني فيعتقدون مثل هذه العقائد التي جاء الاسلام ابطالها ولا صفر ايتشاءمون من شهر صفر يتشائمون من شهر صفر فجاء الاسلام ايضا بابطال ذلك قال لا غولى ولا هامة ولا صخر كما بذا اخبر سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه اي اخبر في احاديثه الصحيحة صلوات الله وسلامه عليه اه التي ابطل فيها ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشؤم في ثلاث في المرأة والدار والدابة ينبغي ان يفهم حتى لا يقع اشتباه مع نفي النبي صلى الله عليه وسلم للتشاؤم والتطير فقوله عليه الصلاة والسلام الشؤم في المرأة والدابة والدار المراد بالشؤم ضد اليمن المراد بالشؤم ضد اليمن وهو عدم البركة والمراد هنا في قوله الشؤم في ثلاث في المرأة والدابة والدار المراد به في الامور المحسوسة المشاهدة امور محسوسة مشاهدة مثل ان تكون الدابة صعبة وعسر وليست مرنة او او تكون المرأة سيئة الاخلاق سيئة العشرة فظة سيئة التعامل تحول حياة زوجها الى نكد وايضا الدار تكون دارا غير مريحة لا لا يجود فيها الانسان راحة لضيقها لحاله فيها لسوء مثلا آآ جيرانه فيها او غير ذلك من الاعتبارات فلا يرتاح الانسان فهذا هو المراد بقوله عليه الصلاة والسلام اه الشؤم في ثلاث في المرأة والدابة والدار الشؤم المثبت هنا في الحديث في امور محسوسة يعني يجدها الانسان في داره او يجدها في امرأته او يجدها في في دابته اما الشؤم المنفي والتطير المنفي فتلك عقائد جاهلية عقائد جاهلية كان يعتقدها آآ اهل الجاهلية في مثل هذه الاشياء وهي عقائد ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان نعم قال رحمه الله وثالث مرتبة الاحسان وتلك اعلىها لدى الرحمن وهو رسوخ القلب في العرفان حتى يكون الغيب لما ذكر رحمه الله تعالى ما يتعلق بالايمان بالقدر وهو الركن الثالث من اركان الايمان يكون بذلك قد انهى الكلام على المرتبة الثانية من مراتب الدين وهي مرتبة الايمان وكان قبل ذلك تكلم عن المرتبة الاولى وهي مرتبة الاحسان اه مرتبة الاسلام ثم اتى هنا ليختم هذا الفصل بالكلام على المرتبة الثالثة من مراتب الدين وهي مرتبة الاحسان. فقال وثالث مرات وثالث مرتبة الاحسان وثالث مرتبة الاحسان وتلك اعلاها لدى الرحمن ذكر هنا المرتبة الثالثة وسماها مرتبة الاحسان والاحسان هو الاتقان والاجادة والاتيان بالامر على اتم احواله واكمل هيئاته وصوره وتلك اعلاها لدى الرحمن. اي هذه المرتبة هي اعلى مراتب الدين لدى الرحمن اي لدى الله سبحانه وتعالى فهي اعلى مراتب اعلى مراتب الدين وارفعها ثم عرف الشيخ رحمة الله عليه هذه المرتبة بقوله وهي رسوخ القلب في العرفان حتى يكون الغيب كالعيان والمعنى كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك اي ان الاحسان ان يجاهد المرء نفسه في عبادته لله وتقربه اليه بان يكون على هذه الصفة والحال العلية في عبادته لله بان يعبد الله كانه يراه. ولهذا قال العلماء الاحسان ركن واحد ليس للاحسان اركان وانما له ركن واحد وهو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك بهذه المرتبة ختم الشيخ رحمه الله في هذا النظم ملخصا اه جميلا بديعا بحديث جبريل المشهور الذي رواه آآ مسلم في صحيحه عن ابن عمر عن ابيه رضي الله عنهما قال بين نحن قعود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى اذا جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم اسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام قال ان تعبد الله كأنك تراه قال قال اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج بيت الله الحرام ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه ثم قال اخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال اخبرني عن الساعة؟ قال ما المسؤول عنها باعلم من السائل؟ قال اخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها وان ترى قاتل عالة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان قال فلبثت مليا ثم انطلق فقال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم فالشيخ رحمه الله تعالى في النظم السابق تكلم عن هذه المراتب العظيمة التي انتظمها واشتمل عليها حديث جبريل المشهور ثم عقد بعد ذلك فصلا تكلم فيه على ستة او ست مسائل تتعلق بمباحث الايمان ومباحث الدين نرجئ الكلام عليها الى لقائنا القادم ان شاء الله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله الله اليكم جزاكم الله خيرا هذا سائل يقول ذكرت في الحديث حوض النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم اصحابي اصحابي فما المراد بقوله صلى الله عليه وسلم اصحابي اصحابي وكيف نرد على اصحاب الشبهة الذين يسيئون الادب على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ويستدلوني بقوله صلى الله عليه وسلم اصحابي اصحابي انك لا تدري ماذا احدثوا بعدك جزاكم الله خيرا المراد بالحديث اه الذين ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وماتوا على الردة ولهذا جاء في بعض الروايات الحديث انهم آآ جاء عنه صلى الله عليه وسلم اه انه قال لا لا لما اه قال لم يزالوا اه مرتدين او على اعقابهم او او او كلمة نحو هذه لا اذكرها الان المراد بهؤلاء اي المرتدين الذين ماتوا على الردة واما من خذلهم الله من اهل العقائد الباطلة فقد حملوا الحديث على اشرف الصحابة وافظلهم وخيارهم ومقدميهم والعياذ بالله بينما الحديث المراد به واضح مبين في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو فيمن ارتده الذين قاتلهم ابو بكر الصديق رضي الله عنه ومن معه من الصحابة ومن خذلهم الله حملوا هذا الحديث على ابي بكر نفسه الذي قاتل اه قاتل المرتدين. بينما الحديث هو في المرتدين الذين ارتدوا على اعقابهم آآ بعد موت النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهم الذين قاتلهم ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله