الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال في العقيدة الواسطية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما مزيدا اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد بدأ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كتابه العقيدة الواسطية بهذا الاستهلال المبارك في الثناء على الله عز وجل وذكره جل شأنه بما هو اهله وبالتشهد والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وفي بدئه رحمه الله بالبسملة والحمدلة تأسن بكتاب الله جل وعلا وبالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام في مكاتباته ومراسلاته وكتاب الله عز وجل بدأ بالبسملة وبحمد الله جل وعلا والباء في بسم الله باء الاستعانة وفي البدء بالبسملة بدء بطلب العون من الله عز وجل ولهذا استحبت البسملة في مقامات كثيرة ليكون الانسان في تحركاته وافعاله مستعينا بالله تبارك وتعالى طالبا مده وعونه سبحانه متبركا بذكر اسمه جل وعلا والبداءة به والجار هو المجرور في قوله بسم الله متعلق بمحذوف يقدر بحسب حال المبسل او فعله فان كان فعله دخولا فالمقدر ادخل وان كان فعله كتابة فالمقدر اكتب وان كان قراءة فالمقدر اقرأ اقرأ باسم ربك الذي خلق ويحسن ان يكون المقدر مؤخرا لامرين ذكرهما اهل العلم الاول لافادة الجملة الحصر والثاني تيمنا وتبركا بالبداءة بذكر اسم الله عز وجل والاسم مشتق من السمو وهو العلو والرفعة وقيل من السمة وهي العلامة والاول اولى واصح وهو اللفظ الموضوع للدلالة على المسمى واسماء الله تبارك وتعالى كما اخبر جل شأنه كلها حسنى اي بالغة في الحسن كماله وتمامه وهي دالة على الله عز وجل ودالة على صفات كماله ونعوت جلاله ولهذا لاسماء الله عز وجل دلالتان دلالة من جهة العلنية ودلالة من جهة الوصفية فهي اعلام واوصاف اعلام باعتبار دلالتها على الذات وهي بهذا الاعتبار مترادفة واوصاف باعتبار دلالتها على الصفات وهي بهذا الاعتبار متباينة فان كل اسم يدل على صفة خاصة وقوله بسم الله الله علم على الله عز وجل وهو اسم مشتق من الهيأله الهة اي عبدا يعبد عبادة والتأله التعبد والمألوه المعبود فالله اسم دال على الوهية الله هو اسم دال على الالوهية فالألوهية صفته والله والاله اسمه جل شأنه ومعنى هذا الاسم كما قال ابن عباس رضي الله عنهما اي ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين رواه عنه ابن جرير في تفسيره ذو الالوهية والعبودية فذكر رضي الله عنه امرين يدل عليهما هذا الاسم وهما الالوهية والعبودية اما الالوهية التي يدل عليها هذا الاسم فهي صفات الجمال والجلال والكمال والعظمة التي اتصف بها سبحانه وتعالى فاستحق بها ان يؤله وان يخضع له ويذل وان يفرد بجميع انواع العبادة والا يصرف شيء منها لغيره واما العبودية التي يدل عليها هذا الاسم فهي فعل العبد الذي يقتضيه ايمانه بالوهية الله فيخظع له دون غيره ويذل له دون غيره ويفرده بالعبادة دون غيره ولا يجعل معه شريكا لانه الاله اي المألوم المعبود وحده الذي يجب ان ان يخص بالذل والخضوع وان تخلص له العبادة وان يفرد وحده بها دون سواه والرحمن الرحيم اسمعان لله عز وجل دالان على ثبوت الرحمة صفة لله عز وجل قيل الرحمن يدل على عموم الرحمة والرحيم يدل على ما اختص او اختص به المؤمنون منها وكان بالمؤمنين رحيما وقيل الرحمن دال على الصفة القائمة بالله والرحمة الرحيم دال على تعلقها بالمرحوم وكلا الاسمين يدلان على ثبوت الرحمة صفة لله عز وجل وسيأتي حديث وسيأتي ان شاء الله حديث مفصل عن هذه الصفة في موضعها من هذا الكتاب قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله الحمد هو الثناء على الله سبحانه وتعالى بما هو اهله لاسمائه الحسنى وصفاته العليا ولنعمه والائه التي لا تعد ولا تحصى فهو جل وعلا يحمد على الاسماء والصفات ويحمد على النعم والالام والمصنف رحمه الله تعالى بهذا الحمد الذي بدأ به جمع بين النوعين فذكر الحمد على الاسماء بذكر اسم الله الحمد لله وذكر الحمد على الالاء بذكر اعظم الالاء واجل النعم وهي بعثة الرسل وبعثة الرسول بالهدى ودين الحق والله عز وجل يحمد على اسمائه وصفاته يحمد على انه الله الرب العظيم الكريم المحسن الجواد والصفات العلى والنعوت الكاملة ويحمد على مننه والاءه وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى واعظمها الهداية لهذا الدين وبعث الرسل بالحق والهدى والدين الحق فهذه اعظم النعم واجل المنن والحمد هو اخبار عن محاسن المحمود مع حبه واجلاله وتعظيمه ولا يكون حمدا الا بالجمع بين هذين الامرين اما اظهار محاسن المحمود دون حب وتعظيم يسمى مدحا ولا يسمى حمدا فالحمد لا يكون الا عن حب وتعظيم لا يكون الا عن حب وتعظيم اما مجرد الثناء وذكر المحاسن فهذا يسمى مدحا ولا يسمى حمدا وعليه فحمد الله جل شأنه المراد به الثناء عليه سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكماله والثناء عليه بما من به على العباد من نعم متوالية والائم متتالية وافضال متعددة قال الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ارسل اي بعث والارسال هو البعث ارسل رسوله اي محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين سيد ولد ادم اجمعين صلوات الله وسلامه عليه الذي ارسل رسوله بالهدى والمصنف رحمه الله يحمد الله على هذه النعمة العظيمة يحمد الله على هذه النعمة العظيمة لان محمدا عليه الصلاة والسلام بعث في وقت اظلمت الارض بوقت اظلمت الارض فيه تمام الاظلام وخيم عليها الضلال في كل جوانبها وجميع ارجائها فلا يوجد فيها الا الظلال والظلم والبغي والعدوان والجاهلية المطبقة حتى انه جاء في الحديث ان الله سبحانه وتعالى نظر الى اهل الارض فمقتهم اجمعين والمقت شدة البغض والكره فمقتهم اجمعين الا بقايا من اهل الكتاب يعني لم يبقى على وجه الارض الا بقايا قلة قليلة جدا من اهل الكتاب وبقية الخلق في ظلال مخيم وجاهلية مطبقة فبعث الله سبحانه وتعالى محمدا عليه الصلاة والسلام في ذلك الوقت بالهدى ودين الحق. هذه نعمة عظيمة ومنة جسيمة وفضل كبير ينبغي ان يذكر ويشكر وان يحمد المولى جل شأنه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على هذه النعمة العظمى والمنة الجسيمة الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق. خلاصة ما بعث به صلوات الله وسلامه عليه امران الهدى ودين الحق هذا خلاصة ما بعث به الهدى ودين الحق والهدى هو العلم النافع الذي بعث به عليه الصلاة والسلام واوحي اليه ودين الحق هو العمل الصالح ودين الحق هو العمل الصالح هو عليه الصلاة والسلام بعث بالعلم والعمل بعث بالعلم الذي هو الهدى وبعث بالعمل الذي هو دين الحق بعث بالعلم والعمل والله سبحانه وتعالى خلق الخلق للعلم والعمل خلق الخلق للعلم والعمل اما خلقه لهم للعلم فيقول الله عز وجل الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لماذا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما واما خلقهم للعمل فيقول جل شأنه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وهو خلق الخلق للعلم والعمل ولهذا قال اهل العلم التوحيد نوعان علمي وعملي الله جل شأنه بعث محمدا عليه الصلاة والسلام وبعث النبيين من قبله بالامرين العلم والعمل الهدى ودين الحق الهدى ودين الحق واعظم الهدى معرفة الله سبحانه وتعالى ومعرفة اسمائي وصفاته وعظمته وجلاله وكماله هذا اعظم الهدى قال الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق اي بعثه العلم النافع والعمل الصالح وبتحقيق العبد لهما تتم النعمة عليه ان يكون من اهل العلم والعمل من اهل الهدى ودين الحق وفي سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم والمنعم عليهم هم الذين اكرمهم الله سبحانه وتعالى بالجمع بين الامرين. الهدى ودين الحق العلم النافع والعمل الصالح غير المغضوب عليهم ولا الضالين والمغضوب عليهم من عندهم علم لا يعملون به والضالون الذين يعملون بلا علم ولا تتم للعبد النعمة الا بالهدى ودين الحق. بالعلم النافع والعمل الصالح بالعلم النافع والعمل الصالح وبهذا بعث الله سبحانه وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وبه بعث الرسل من قبله قال ليظهره على الدين كله ليظهره على الدين كله وهذا وعد كريم من الله سبحانه وتعالى لهذا النبي عليه الصلاة والسلام بان امره من حين يبعث في علو ورفعة وامر اعدائه في سفول وانحطاط ولهذا منذ بعث عليه الصلاة والسلام ودينه في ظهور وعلو ليظهره على الدين كله وهذا انواع التحقق في زمانه عليه الصلاة والسلام خضعت له الجزيرة بكاملها وفي زمن الخلفاء من بعده امتد الاسلام في ارجاء المعمورة وصل الى الصين شرقا والى اقصى المغرب غربا وهي الاماكن التي كانت معمورة بالناس قد قال عليه الصلاة والسلام ان الله زوى للارض مشارقها ومغاربها وان ملك امتي سيبلغ مازوي لي منها ولا يلزم من ذلك بقاء ذلك لكن دينه عليه الصلاة والسلام لا يزال باقيا ولا يزال له اعوان وانصار وسيأتي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورا لا يضرهم من خذلهم الى قيام الساعة وقوله وكفى بالله شهيدا اي على صدق النبي عليه الصلاة والسلام وعلى نصر الله سبحانه وتعالى له وتأييد وعلى وتأييده له بالايات البينات والحجج الظاهرات وان دينه عليه الصلاة والسلام له الظهور وله العلو وله الرفعة وان كلمة الله هي هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى كفى بالله شهيدا على ذلك وهذا مأخوذ من اية في سورة الفتح قال جل شأنه هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ثم قال بعده محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واله عندك ايش واله وسلم تسليما مزيدا. واله وسلم تسليما مزيدا جمع المصنف رحمه الله تعالى بين الشهادتين في استهلاله وهذا وهذا منه رحمه الله عملا بما ثبت في سنن ابي داوود وغيره من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذمة كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذمة اي انها خطبة ناقصة ليست وافية فلا تسلم الخطبة من النقص الا بان تبدأ بالشهادتين قال كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كان يد الجذماء قال اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الشهادة هي اخبار العبد اخبار العبد بما قام في قلبه واستقر من ايمان وتوحيد وخضوع لله سبحانه وتعالى والشهادة لا تكونوا شهادة الا بالعلم والعمل والصدق شهادة لا تكون شهادة الا بالعلم والعمل والصدق اذ ان المرأة بدون العلم حاله يكون كحال النصارى وبدون العمل حاله تكون كحال اليهود وبدون الصدق حاله تكون كحال المنافقين فالنصارى يعملون ولا يعلمون واليهود يعلمون ولا يعملون والمنافقون يظهرون ما لا يبطنون فلا بد فيها من علم وعمل وصدق لابد فيها من علم وعمل وصدق اشهد ان لا اله الا الله وهذه هي كلمة التوحيد كلمة التوحيد لا اله الا الله ومعناها لا معبود حق الا الله سبحانه وتعالى لا نافية والا الله اسمها وخبرها محذوف تقديره حق دل على ذلكم قول الله تعالى ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير وهي قائمة على ركنين لا توحيد الا بهما النفي والاثبات النفي في اولها والاثبات في اخرها ولا يكون المرء موحدا الا بتحقيق هذين الركنين نفي العبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله وحده وعليه فلا يكون العبد من اهل لا اله الا الله الا اذا قالها مقرا بما دلت عليه من الوحدانية والبراءة من الشرك والخلوص منه عمل بما تقتضيه هذه الشهادة من توحيد واخلاص لله تبارك وتعالى فلا اله الا الله لها ركنان مر ذكرهما ولها شروط لا قبول لها الا بها ويا العلم واليقين والصدق والاخلاص والمحبة والانقياد والقبول وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت فانه لا ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما اقول والصدق والاخلاص والمحبة وفقك الله لما احبه وهذه الابيات للعلامة حافظ حكمي رحمه الله في منظومته سلم الوصول ويحسن مطالعة شرحه لها في كتابه معارج القبول ولها حق لها حق كما قال عليه الصلاة والسلام امرت ان اقاتل الناس حتى يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها الا بحقها وحق لا اله الا الله ان يطاع الله سبحانه وتعالى وان تمتثل اوامره وان تجتنب نواهيه وان يحذر العبد مما يسخط الله سبحانه وتعالى ويغضبه فلا يكفي القول المجرد لا يكفي القول المجرد فاذا قال الانسان لا اله الا الله ولم يأتي بحقها ان كان هذا الحق بتركه تنتقض لا اله الا الله لا اله الا الله بطل دين الانسان ولم ينتفع بعمل وان كان هذا الحق حقا واجبا او فرضا لازما يتعرض الانسان بتركه للعقوبة تعرظ بتركه للعقوبة حتى وان لم يأتي بناقض ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله من قال لا اله الا الله دخل الجنة يصيبه قبل ذلك ما يصيبه. يعني ان لم يكن اتى بحقها وما تقتضيه من خضوع وطاعة وامتثال لاوامر الله سبحانه وتعالى قال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وحده لا شريك له قوله وحده لا شريك له فيه تأكيد للا اله الا الله بركنيها النفي والاثبات فقوله وحده تأكيد للاثبات وقوله لا شريك له تأكيد للنفي فاكد بقوله وحده الا الله واكد بقوله لا شريك له لا اله وهذا التأكيد فيه اهتمام بمقام التوحيد الذي هو اعظم المقامات واجلها لا اله الا الله وحده لا شريك له قد كان عليه الصلاة والسلام يأتي بهذا التهليل مع هذا التأكيد دبر كل صلاة كما صح بذلكم الحديث في صحيح مسلم فكان يقول عليه الصلاة والسلام دبر كل صلاة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة الا بالله لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون فهذه ثلاث تهليلات ثلاث تهليلات يقولها عليه الصلاة والسلام دبر كل صلاة متبوعة كل تهليلة اما بتأكيد لها او بيانا لمعناها او تحقيق لمقصودها ومدلولها فقوله وحده لا شريك له هذا تأكيد قوله في التهليلة الاولى وحده لا شريك له تأكيد ما دلت عليه من النفي والاثبات وقوله ولا نعبد الا اياه بعد التهليلة الثانية بيان لمعنى هذه الكلمة وانها تعني ان يعبد الله وان يفرد وحده بالعبادة والا يعبد معه غيره وقول مخلصين له الدين بيان ان لا اله الا الله تعني الاخلاص اخلاص الدين لله وان يؤتى بالدين صافيا نقيا لا يراد به الا الله سبحانه وتعالى ولعلنا ندرك بذلك فضل هذا التهليل ومكانته العظيمة وانه ليس كلاما يقال فقط ادبار الصلوات دون استشعار للمعنى او معرفة بالدلالة وليس شيء من الاذكار الشرعية بهذا بهذا بهذه الحال او بهذا الوصف بل الاذكار الشرعية لها دلالاتها ومعانيها ومقاصدها ومراميها فالاتيان بهذا الذكر المبارك ادبار الصلوات فيه استذكار للتوحيد ومدارسة لمعانيه ودلالاته وتوسيع لمساحته ومكانته في قلبي المؤمن ورعاية وعناية به واذا استمر المسلم مع هذا التكرار لا يزال مع تكرر الايام وتكرر الليالي مرور هذه الصلوات مجددا توحيده وايمانه واخلاصه لله سبحانه وتعالى وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ان الايمان ليخلق كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم ومن اعظم روافد تجديد الايمان في القلوب ذكر الله سبحانه وتعالى بهذه الاذكار الموظفة الراتبة الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تجدوا شيئا من الاذكار سواء اذكار الصلوات او اذكار طرفي النهار او اذكار النوم او غيرها من الاذكار الا وفيها كلمة التوحيد الا وفيها كلمة التوحيد لا اله الا الله آآ مع ذكري مؤكدات او بيان للمعنى او نحو ذلك قوله اقرارا به وتوحيده اي اشهد شهادة مقر موحد اشهد ان لا اله الا الله شهادة مقر موحد والاقرار تصديق واذعان الاقرار تصديق واذعان الاقرار يتضمن العمل يتضمن معنى العمل اما مجرد اه التصديق دون عمل لا يسمى اقرارا الاقرار لا بد فيه من عمل من اذعان من انقياد فقوله اقرارا اي مذعنا منقادا خاضعا لله سبحانه وتعالى ممتثلا ما تقتضيه هذه الشهادة من خضوع لله وافراد له سبحانه وتعالى بالعبادة وامتثالا لامره اقرارا وتوحيد اي اشهد شهادة موحد اشهد شهادة موحد لان من الناس من يشهد شهادة مكذب كحال المنافقين قال الله تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد قالوا نشهد لكن هل هذه شهادة موحد هل هذه شهادة مصدق هل هذه شهادة مودع اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسول والله والله يشهد المنافقين لكاذبون كاذبون في ان ما قالوه بالسنتهم ليس ثابتا ولا مستقرا في قلوبهم فهي شهادة مكدر فهي شهادة مكذب وهذا النوع من الشهادة لا ينفع صاحبه ولهذا كان اهل هذه الشهادة في الدرك الاسفل من النار ولا تنفع الشهادة الا اذا كانت شهادة مقر موحد. ولهذا قال اقرارا به وتوحيده اي اشهد شهادة مقر موحد والتوحيد اصل يدل على الافراد مصدر للفعل وحد يوحد توحيدا فهو اصل يدل على الافراد وتوحيد الله سبحانه وتعالى افراد الله بخصائصه جل شأنه وحقوقه وهو انواع ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية هو توحيد الاسماء والصفات توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات توحيد علمي وتوحيد الالوهية توحيد عملي قال اقرارا به وتوحيدا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه واشهد ان محمدا عبده ورسوله والشهادة بان محمدا رسول الله هي قرينة الشهادة بالا اله الا الله ولا تقبل شهادة ان لا اله الا الله الا بقرينتها الا بقرينتها وهي شهادة ان محمدا رسول الله قال واشهد ان محمدا عبده ورسوله في هذا الشهادة للنبي عليه الصلاة والسلام بالرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم والرسل من قبله بعثهم الله ليطاعوا كما قال سبحانه وتعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فالرسل ارسلوا ليطاعوا فمن قال فمن شهد لهم بالرسالة لزمهم لزمه ان يطيعهم فان لم يطعهم لم تتحقق الشهادة لانهم بعثوا ليطاعوا فلا شهادة الا بطاعة لا شهادة الا بطاعة اما ان يقول اشهد انه رسول لكن لا اطيعه بل اعصيه ولا اتبعه بل لا لا لا اسلك الا طريقا غير طريقه وهديا غير هديه لا يكون من اهل الشهادة وان قال اشهد ان محمدا رسول الله الرسل بعثوا ليطاعوا وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فان لم تكن طاعة لم يتحقق المقصود الذي بعثوا لاجله لم يتحقق في العبد المقصود الذي بعث الرسل لاجله وهو الطاعة والاتباع والانقياد وقد جعل الله عز وجل طاعتهم من طاعته. ومن يطع الرسول فقد اطاع الله لان الرسول مبلغ عن الله فالذي يعصي الرسول يعصي الله والذي لا يؤمن بالرسول لا يؤمن بالله فالشهادة بان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي قرينة شهادة ان لا اله الا الله ولا تقبل لا اله الا الله الا بها لا تقبل لا اله الا الله الا بها قال واشهد ان محمدا عبده ورسوله عرفنا معنى الشهادة وحقيقتها وانها لابد فيها من طاعة ولهذا قال شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في تعريف شهادة ان محمدا رسول الله قال هي طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر فذكر امورا ثلاثة طاعة وتصديق وانتهاء كلها تتناولها وتقتضيها هذه الشهادة طاعة وتصديق وانتهاء لماذا هذه الثلاث لان النبي عليه الصلاة والسلام بعث بهذه الثلاث بعث باوامر وبعث بنواهي وبعث باخبار بعث باوامر وبنواهي وباخبار فلا يكون العبد من اهل الشهادة حقا وصدقا الا اذا الا اذا اطاعه فيما امر وصدقه فيما اخبر وانتهى عما نهى عنه وزجر وبهذا تتحقق الطاعة التي في قوله وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فالطاعة هنا تتناول فعل الاوامر وتصديق الاخبار والانتهاء عن النواهي قال واشهد ان محمدا عبده ورسوله جمع بين هذين الوصفين الكريمين للنبي عليه الصلاة والسلام العبودية والرسالة العبودية والرسالة اشهد ان محمدا عبده ورسوله اما العبودية فانه صلوات الله وسلامه عليه كمل مقامها احسن تكميل فكان عليه الصلاة والسلام اعبد الناس لله واتقى الناس لله واعلم الناس بالله كمل هذا المقام اتم تتميم فليس في عباد الله افضل ولا اكمل منه عبودية لله سبحانه وتعالى كمل هذا المقام ولهذا ذكره الله سبحانه وتعالى بهذا الوصف ذكره بهذا الوصف في مقاماته الشريفة قال جل شأنه في الاسراء وهو مقام شريف من مقاماته عليه الصلاة والسلام قال سبحان الذي اسرى بعبده وقال جل وعلا في مقام الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوه وقال جل وعلا في مقام التحدي وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة قريب اي صك وهذا مقام تحدي وقال في مقام زال الوحي وهو مقام عظيم الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب فذكره بهذا الوصف مقاماته الشريفة صلوات الله وسلامه عليه فهو عبد لله عبد لله كمل مقام العبودية خضوعا وذلا وانكسارا وطواعية لله حتى انه عليه الصلاة والسلام كان يقوم الليل حتى تورمت قدماه وقيل له في ذلك تفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال افلا اكون عبدا شكورا افلا اكون عبدا شكورا فهو عبد لله والعبد لا يعبد العبد لا يعبد فهو عبد لله والعبد لا يعبد ليس له شيء من حقوق الرب وخصائص الرب من ذل وخضوع وانكسار هذه كلها حقوق لله العبد لا يعبد ولهذا عليه الصلاة والسلام كان ينكر اشد انكار ادنى خلل في هذا الجانب سمع مرة رجل يقول ما شاء الله وشئت فغضب وقال اجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده سمع امرأة تقول وفينا رسول الله يعلم ما في غد قال لا يعلم ما في غد الا الله وقال عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد لاحظ قال فانما انا عبد اذا استشعر هذا هذا الامر المسلم انه عبد عليه الصلاة والسلام لا ينساق مساق من وقعوا في الغلو فيه باعطائه شيء من خصائص الله او حقوق الله سبحانه وتعالى ولهذا في ذكره عليه الصلاة والسلام بوصف العبودية سلامة من الغلو فيه سلامة من الغلو فيه ولهذا قال لنا قولوا عبد الله ورسوله قدم العبودية لان ذكره بهذا الوصف مع اقرار القائل بذلك بانه عبد يعطي يعطي القائل اذا كان يفهم ما يقول ويعي ما يقول يعطيه امنة من الغلو يعطيه امنة من الغلو اوعى فاذا ما دعي الى مغالاة فيه او اعطاءه شيء من خصائص الله او حقوق الله او نحو ذلك منعه اقراره بانه صلى الله عليه وسلم عبد فالعبد لا ليس له شيء من خصائص الرب ولا شيء من حقوقه ولهذا قال لا تقروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد لماذا قال فانما انا عبد؟ لماذا لم يقل؟ فانما انا رسول قال لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد. لماذا لم يقل فانما انا رسول لان ذكره بمقام العبودية هو الذي يدفع الغلو والاطراء الزائد عن الحج والمغالاة فذكره بالعبودية يدفع ذلك يدفع ذلك قال واشهد ان محمدا عبده ورسوله والرسالة ايضا وصف كمله عليه الصلاة والسلام تمام التكميل تبلغ البلاغ المبين وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولما يمت حتى انزل الله على عليه في ذلك تنصيصا وتبيينا قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فاتم الله به الرسالة واكمل به النعمة وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه صلوات الله وسلامه عليه وفي جمع المصنف رحمه الله بين العبودية والرسالة في في هذا التشهد اتباع للنصوص وعمل بتوجيه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وفي هذا الجمع سلامة من الغلو والجفاء وسلامة من الافراط والتفريط فذكر العبودية تكون به السلامة من الغلو وذكر الرسالة تكون به السلامة من الجفاء تكون به السلامة من الجفاء ودين الله سبحانه وتعالى وسط بين الغلو والجفاء وسط بين الافراط والتفريط فقوله عبد الله ورسوله هذه تعطي العبد توازن واعتدال لا غلو ولا جفاء عبد فلا اغلو فيه. رسول فلا اعصيه عبد فلا اغلو فيه ورسول لا اعصيه بل اطيعه فيكون سلم بهذا من الغلو والجفاء واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما مزيدا صلى الله صلاة الله على رسوله صلى الله عليه وسلم اصح ما قيل في معناها ذكره له وثناؤه عليه في الملأ الاعلى ذكره له وثناؤه عليه في الملأ الاعلى صلى صلى الله عليه وعلى اله والال اه له اطلاقان اطلاق خاص واطلاق عام والاطلاق الخاص المراد به القرابة وازواجه عليه الصلاة والسلام والاطلاق العام يتناول كل من اتبعه باحسان وسار على نهجه فهو من اله فهو من اله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وعلى اله وسلم وسلم هذا فيه اه آآ السلامة فيه السلامة لان السلام هو السالم من النقص والسلام اسم من اسماء الله تبارك وتعالى والتسليم هو دعاء للمسلم عليه بالسلامة من النقص من الاذى من نحو ذلك قال وسلم صلى الله عليه وسلم وعلى اله وسلم تسليما مزيدا اي تسليما لا يزال بازدياد بازدياد وكثرة وسلم تسليما مزيدا ثم قال رحمه الله تعالى اما بعد قوله اما بعد هذه كلمة يؤتى بها عند ارادة الشروع في المقصود يؤتى بها عند ارادة الشروع في المقصود فبعد ان حمد الله واثنى عليه وشهد بالوحدانية شهد لله بالوحدانية وللنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وصلى وسلم عليه صلى الله عليه وسلم واراد ان يدخل في مقصود هذا الكتاب اتى بهذه الكلمة ومعناها اي مهما يكن من شيء بعد مهما يكن من شيء بعد ثم يشرع فيما اراد ويبدأ فيما قصد ولاهل العلم رحمهم الله اقوال ذكرها الحافظ ابن حجر في الفتح في اول من عرفت عنه هذه الكلمة لاول من عرفت عنه هذه الكلمة. اول من قال اما بعد فذكر رحمه الله اقوالا عديدة في اول من قال هذه الكلمة وبدأ من ذكرهم بداوود عليه السلام ذكر داود يعقوب وايوب ذكر ايضا من غير الانبياء قس ابن ساعدة وسحبان وكعب وغيرهم ذكر اقوالا قال والاول اشبه والاول اشبه اي داوود عليه السلام وقال بعض اهل العلم انها المراد بقوله اتيناه الحكمة وفصل الخطاب لكن الصحيح فصل الخطاب هو الفرقان الذي يميز الحق من الباطل والهدى من الضلال يقول الناظم ترى الخلف اما بعد من كان بادئا بها عد اقوالا وداوود اقرب ويعقوب ايوب الصبور وادم وقس وسحبان وكعب ويعرب هؤلاء هم الذين ذكرهم اهل العلم اه في اه آآ كلامهم في اول من قال هذه الكلمة وتأتي هذه الكلمة اما بعد في آآ كلام الرسول عليه الصلاة والسلام كثيرا. وقد بلغ عدة من نقل ذلك نقل هذه الكلمة عن عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يزيد على الثلاثين صحابيا ما يزيد على الثلاثين صحابيا وكان يقولها دائما في خطبه يحمد الله ويثني عليه ثم يقول اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال رحمه الله تعالى فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة والكلام عن هذه الجملة وهذه البداية نرجئه الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يمن علينا جميعا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. نعم. احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما انتم غفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول هذا السائل اشكل علي ان الشهادة ان محمدا رسول الله تكون قرينة لشهادة لا اله الا الله فكيف يلقن او كيف يلقن نعم كيف يلقن الموتى لا اله الا الله دون الاخرى جاء في الحديث الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة وجاء ايضا في الحديث الاخر قال لقنوا موتاكم لا اله الا الله لقنوا موتاكم لا اله الا الله والاقتصار على هذه الشهادة بتلقين الميت هو المناسب للمقام لانه لم يبقى مجال للعمل لم يبق مجال للعمل فليس في اه اه من ادركته اه الوفاة وقارب الموت لان المقصود موتاكم ليس من مات قوله لقنوا موتاكم ليس المراد موتاكم اي من مات وانما من حضرته الوفاة هذا هو المراد المراد بموتاكم اي من حضرته الوفاة فلقنوا موتاكم لا اله الا الله اي من حضرته الوفاة من الموتى لقنوه لا اله الا الله. لقنوه لا اله الا الله فيناسب مع من حضرته الوفاة ان يكتفى بتلقينه شهادة ان لا اله الا الله ولهذا جاء في آآ الدعاء اللهم من احييته منا فاحييه على الاسلام ومن توفيته فتوفى على الامام لان الوفاة ليس فيها مجال للعمل ليس فيها مجال الا ان يموت الانسان على التوحيد والله اعلم احسن الله اليكم يسأل عن اكمل صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. اكمل صيغة هي الصيغة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم صحبه الكرام قالوا عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك فعلمهم الصلاة الابراهيمية المعلومة. نعم احسن الله اليكم يسأل عن حكم اذكار الصباح والمساء اذكار الصباح والمساء اذكار عظيمة لا يليق بالمسلم ان يفرط بها ويترتب عليها خيرات عظيمة وافضال كريمة ولهذا ترى في الاحاديث التي جاء جاءت عن النبي عليه الصلاة والسلام في الترغيب في هذه الاذكار والحث عليها وبيان فظلها الاثار العظيمة المباركة التي تترتب على حفظ العبد لهذه الاذكار ومحافظته عليها فينبغي على المسلم ان يواظب على هذه الاذكار وان يحافظ عليها وان لم يستطع ان يأتي بكل ما ورد لا يفرط بالاذكار جملة فليجعل منها له منها نصيب وان قل نعم احسن الله اليكم يقول هل يشمل على قول ابي العالية ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثناء الله على عبده في الملأ الاعلى ان ابا العالية تابعي هو يخبر عن شيء غيبي؟ لا لا يشفي. لان هذا بيان اه المعنى وهو مستفاد من عموم الادلة والشواهد في ان في كلام الرسول عليه الصلاة والسلام وجاء هذا المعنى جاء هذا المعنى من حيث الجملة في احاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ثناء الله على عبده في الملأ الاعلى قال ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته فهذا المعنى وارد في نصوص عديدة وذكرهم الله فيمن عنده نعم احسن الله اليكم قال يأتي في احاديث من قوله صلى الله عليه وسلم ليس منا فما معنى ذلك؟ معنى ذلك ان هذا الامر اذا فعل فان فان الفاعل ارتكب كبيرة من الكبائر لان النبي عليه الصلاة والسلام لا يقول ليس منا ولا ينفي الايمان الا في ترك واجب او فعل محرم وهذه قاعدة في هذا الباب يعني لا يقول عليه الصلاة والسلام ليس منا ولا يقول لا يؤمن الا في تركي واجب او فعلي محرم فمثلا قوله من غشنا فليس منا من غشنا فليس منا دليل على ان الغش كبيرة. لانه لا يقال ليس منا الا فيما هو كبير ونكتفي بهذا والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين