الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية وقوله سبحانه ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقوله كل شيء هالك الا وجهه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اورد المصنف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ايتين من كتاب الله عز وجل فيهما اثبات الوجه صفة لله حيث اظاف الرب سبحانه وتعالى في الايتين الى الوجه الى نفسه فوصفة من صفاته جل وعلا وهو صفة ذاتية وقد عرفنا ان صفات الرب سبحانه وتعالى نوعان ذاتية وفعلية قد مر معنا بعض مر معنا بعض الامثلة للصفات الفعلية وبدءا من هذه الصفة اخذ رحمه الله يورد جملة من صفات الله تبارك وتعالى الذاتية فذكر اولا الوجه ثم اليدين ثم العينين وهذه كلها من صفات الرب تبارك وتعالى الذاتية والصفات الذاتية هي التي لا تنفك عن الذات ولا تعلق لها بالمشيئة كالوجه واليدين والعينين وغيرهما من صفات ربنا جل شأنه سبحانه وتعالى والوجه صفة عظيمة من صفات ربنا ثابتة في القرآن كما في هاتين الايتين وغيرهما من اية القرآن الكريم وثابتة في احاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي ذكر شيء منها فيما يورده المصنف رحمه الله تعالى من ادلة السنة على اثبات صفات الرب جل وعلا ولا يزال المسلمون يدعون الله ويسألونه جل وعلا متبعين ومقتدين برسولهم عليه الصلاة والسلام ان يكرمهم برؤية وجهه حيث ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث عمار ابن ياسر انه صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه قبل ان يسلم من صلاته يقول واسألك لذة النظر الى وجهك والى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة فسأل الله تبارك وتعالى لذة النظر الى وجهه وهذه اللذة والكرامة التي يكرم الله سبحانه وتعالى بها اهل الايمان يوم القيامة هي اعلى النعيم وافضل النعيم ان يفوز اهل الايمان اهل الجنة برؤية خالقهم سبحانه وتعالى والنظر الى وجهه الكريم سبحانه وتعالى وقد قال الله تعالى في القرآن وجوه يومئذ ناضرة اي حسنة بهية الى ربها ناظرة اي تنظر اليه باعينها وابصارها وحق لها ان تكون ناضرة اي حسنة بهية وهي تنظر الى الى الرب العظيم والى وجهه الكريم سبحانه وتعالى فالمؤمنون لا يزال يقوم في قلوبهم الطمع العظيم والشوق الكبير لرؤية وجه الله لرؤية وجه الله سبحانه وتعالى ويعدون ذلك اكمل النعيم واعظمه ولهذا لنمضي على هذا السؤال وهذه الدعوة المباركة ولندع كلام المشاغبين من اهل الكلام جانبا مما هو في الحقيقة يضيع وقت الانسان وعمره في اغتنام الخير والفضل فلندع كلام المتكلمين ومن ابتلي بان قرأ شيئا من كلامهم او درس شيئا من علومهم ليطرح ذلك جانبا وليستغل مع المؤمنين بسؤال الله تبارك وتعالى لذة النظر الى وجهه ولا يعوقه اهل الكلام بشبهاتهم الباطلة وارائهم الفاسدة ومنطقياتهم الذميمة عن هذه اللذة العظيمة والمكرمة الكبيرة التي يمن بها جل شأنه على اهل الايمان ومن كان لا يقوم في قلبه هذا الايمان وهذا الاعتقاد ان لربه سبحانه وتعالى وجها يليق بجلاله وكماله ثم يذهب مذاهب المتكلمين الباطلة الى تأويل الوجه بالتعوينات البعيدة فاين هذا الشوق الذي قام في قلب النبي عليه الصلاة والسلام وقلبي تابعيه باحسان الذي ورد في قوله اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك واين هذا الطمع واين هذه الرغبة العظيمة التي قامت في قلوب المؤمنين اذا كان اصلا لا يعتقد تبوت الوجه صفة لله تبارك وتعالى نعوذ بوجه الكريم من هذه العقائد الباطلة نعوذ بوجه الله الكريم من هذه العقائد الباطلة التي اهلكت اهلها وابعدتهم عن المعين الصافي والاعتقاد المبارك المستمد من كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولهذا انصح ان تترك هذه الاهواء وتلك الاراء وتلك العلوم القائمة على الكلام والتخرص والاراء والمنطقيات ولنشتغل بما اشتغل به المؤمنون من صحابة وتابعين تعظيما لكلام الله وتعظيما لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذ الاعتقاد من كلام الله عز وجل وكلام رسوله على حد القاعدة التي مرت معنا نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث والوجه صفة ثابتة لله عز وجل ومن حيث اللغة الوجه هو ما يستقبل من الشيء وجه الشيء هو ما يستقبلك منه ويواجهك من الشيء وهو يختلف بحسب ما ما يضاف اليه قد يظاف الوجه الى الزمان وقد يضاف الى الوجه الى المكان وقد يضاف الوجه الى الحيوان فالوجه بحسب ما اضيف اليه مثلا في الاية الكريمة وجه النهار وجه النهار اي اول النهار اول ما يواجهك من النهار اضيف الى الزمان وقد يضاف الى المكان قد يضاف الى الانسان قد يضاف الى الحيوان وتجد انه في كل ما اظيف اليه يكون بحسبه فاذا اظيف الوجه الى من ليس كمثله شيء اذا اضيف الوجه الى من ليس كمثله شيء ماذا يكون هذا الوجه ليس كمثله وجه اذا اظيف الوجه الى من ليس كمثله شيء وهو ربنا سبحانه وتعالى فهو وجه لا كالوجوه وجه يليق بالله وبكماله وبعظمته نثبته لربنا كما اثبته جل وعلا لنفسه وكما اثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام وفي الوقت نفسه ننزه وجه ربنا تبارك وتعالى عن مماثلة صفات المخلوقين او وجوه المخلوقين وقد قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال تعالى هل تعلم له سميا وقال تعالى ولم يكن له كفوا احد. وقال تعالى فلا تضربوا لله الامثال وانتم تعلمون فنؤمن بان ربنا جل شأنه سبحانه وتعالى له وجه كريم جل وعز والوجه مضاف اليه والاظافة تقتضي التخصيص فما اظيف الى الله سبحانه وتعالى من الصفات يخصه ويليق بجلاله وكماله وما اظيف الى المخلوقين من الصفات يخصهم ويليق بهم وما كان لازما للصفة من جهة اضافتها الى الله لا يكون لازما للصفة عندما تظاف للعبد وايضا العكس ما يلزم الصفة عندما تظاف الى العبد لا يكون لازما للصفة عندما تظاف الى الله سبحانه وتعالى اذ ما يضاف الى الله جل وعز من الاسماء والصفات يليق بجلال الرب وكماله وعظمته سبحانه وليس لله مثيل تنزه وتقدس عن المثال تبارك وتعالى قال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اثبت لنفسه السمع والبصر بعد ان نفى المثلية فدل ذلكم على ان ثبوت السمع والبصر لله عز وجل على وجه يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى لا يقتضي التمثيل وانما التمثيل ان يقول الممثل وجه الله كوجوهنا وسمع الله كسمعنا وبصر الله كبصرنا وهذا كفر بالله. الذي يمثل الله بخلقه كافر بالله ليس مؤمنا بالله التمثيل كفر من يمثل الله بخلقه كافر بالله ليس مؤمنا به فالله ليس كمثله شيء فنثبت الوجه لله عز وجل ولا نمثل هذه واحدة ونثبت الوجه لله سبحانه وتعالى ولا نكيف ولا نكيف اي لا نحاول بعقولنا القاصرة وفكرنا الضعيف ان ان نعرف كيف وجه الله لان الكيف مجهول وليس معدوما وانما مجهول نجهله ولهذا قال السلف رحمهم الله تعالى امروها كما جاءت بلا كيف اي بلا تكييف اياكم وان تخوضوا في شيء من صفات الله تبارك وتعالى بكيف فلا يجوز ان يسأل عن شيء من صفاته بكيف كيف استوى؟ كيف وجهه؟ كيف يده؟ كيف سمعه؟ هذه اسئلة باطلة محرمة وليست من اسئلة اهل الحق وانما هي من اسئلة اهل البدع ولهذا الرجل الذي قال لمالك رحمه الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال للسوا معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم قال اخرجوه عني ما اراه الا رجل سوء اخرجوه عني ما اراه الا رجل سوء يعني انا انها مثل هذا لا يسأل مثل هذه السؤالات صاحبه حق وانما يسأل مثل هذه السؤالات اصحاب الاهواء اصحاب السوء والباطل فصفات الله تبارك وتعالى لا يسأل عنها بكيف كما ان افعاله سبحانه وتعالى لا يسأل عنها بلما لا يجوز ان يقال لما فعل الله ولم لم يفعل ولم كذا في حقه قال تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ففي افعاله لا يقال لم وفي صفاته لا يقال كيف؟ الكيف الله اعلم به الكيف الله اعلم به فنثبت الوجه ولا نمثل ونثبت الوجه ولا نكيف واذا قال قائل واذا قال قائل كيف وجه الله نقول له قولك مثل قول ذلك الرجل الذي قال عنه الامام مالك ذاك رجل سوء اخرجوه عني قولك مثل قوله والوجه معلوم نقول لها الوجه معلوم لان نحن نفرق من حيث اللغة والمعنى بين وجه ويد وسمع وبصر نفرق المعنى واضح الوجه معلوم والكيف مجهول والايمان به اي الوجه صفة لله سبحانه وتعالى واجب والسؤال عنك عنه بدعة اي عن كيفيته بدعة ولهذا العلماء رحمهم الله قالوا ان كلمة الامام مالك تعتبر قاعدة في الصفات كلها اي لا يسأل احد عن كيف عن كيفية صفة من صفات الله الا وتكون هذه الاجابة من الامام مالك رحمه الله وافية في الاجابة عليه فهي قاعدة في جميع الصفات ولهذا يمكن ان نقعد قاعدة من كلام مالك نقول الصفات معلومة اي المعاني وكيفياتها مجهولة والسؤال عن كيفياتها بدعة والايمان بها؟ واجب. هذي قاعدة في جميع الصفات ماضية معنا في جميع صفات ربنا سبحانه وتعالى فاذا نثبت الوجه ولا نكيف ولا نحاول اصلا بعقلنا القاصر او فكرنا الظعيف ان نعرف كيفية صفة الوجه لان العقل مهما اوتي من الذكاء والفطنة والكياسة والنباهة والحذق وقدر اعظم ما يكون في تفكيره وخياله وهمه من الكمال والعظمة يعتقده وصفا لله فالله اعلم من ذلك والله اعظم من ذلك واكبر سبحانه وتعالى فاذا نثبت الوجه لله جل وعلا ولا نكيف نثبت الوجه لله تبارك وتعالى ولا نكيف ولا نعطل ايظا الوجه هذه الصفة العظيمة لا نعطلها شأن اهل الجحد والتعطيل الذين يجهلون صفات الرب سبحانه وتعالى وينفونها عنه جل وعلا فهذا ايضا باطل فكما ان التمثيل باطل فالجحد ايضا باطل. ويقال له التعطيل فكما ان التمثيل باطل ايضا مقابله وظده جهد صفات الله تبارك وتعالى ونفيها وعدم اثباتها ايضا هذا باطل وظلال والمعطل يعبد عدما وايضا نثبت الوجه ولا نحرف معناه كما يفعله اهل التعطيل لا نحرف معناه والمعطلة اشتغلوا في الايات والاحاديث المثبتة لوجه الله سبحانه وتعالى لوجه صفة لله تبارك وتعالى اشتغلوا في تحريفها وقالوا مقالات عديدة كلها خبط عشواء المحصل انه لا يريد ان يثبت الوجه وكلها خبط اسواء يعني بعضهم يقول ويبقى وجه ربك يقول وجه زائدة هذي زائدة يقول يعبرون عنها بصلة يعني زائدة يقول لك الاية ويبقى ربك اما الوجه هذه صلة زائدة ليس لها اي معنى واخرون يقولون الوجه اطلق الوجه واراد الذات ليس هناك صفة اسمها الوجه اصلا وهكذا تجدهم خلط اسواء يشتغلون في اه حرف الايات وصرفها عن معانيها ومدلولها مع ان الايات التي تأولوها تلك التأويلات هي نفسها ترد عليهم هي نفسها كما يأتي بيان ذلك وايظاحه وفي قوله كل شيء هالك الا وجهه قالوا الا ثوابه الوجه الثواب كل كل هذا الخبط خبط العشواء كله من اجل الفرار من اثبات الوجه صفة لله اذا كان اذا كان كما يزعم هؤلاء الوجه هو الثواب هل يستعاذ بثواب الله وفي الحديث في البخاري قال اعوذ بوجهك اعوذ بوجهك وفي دخول المسجد اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم فهل يستعاذ بثواب الله ام ان الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى وبصفاته جل وعلا فلا يستعاذ الا به وبصفاته سبحانه وتعالى فالشاهد ان القوم فرارا من اثبات الوجه صفة لله تبارك وتعالى اخذوا يخوضون خبط عشواء في التأويلات وانواع التحريفات وصرف آآ هذه الايات عن ظاهرها ومدلولها وكل يدلي بدلو وكل يأتي برأي وكل ما قالوه جنوح عن الحق وصرف للنصوص عن ظاهرها بينما الواجب امرار نصوص الصفات كما جاءت والايمان بها كما وردت كما هي قاعدة اهل السنة والجماعة التي فيها السلامة من افتي التشبيه والتعطيل وهما افتان مهلكتان ولا يسلم من هاتين الافتين الا من يكرمه الله سبحانه وتعالى بلزوم جادة اهل السنة وسلوك نهجهم والمعافى من عافاه الله سبحانه وتعالى والمصنف رحمه الله تعالى اورد دليلا لاثبات هذه الصفة من القرآن الكريم ايتين الاية الاولى قول الله سبحانه وتعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام جاء عن الشعبي رحمه الله انه قال اذا قرأت كل من عليها فان فلا تسكت حتى تقرأ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام قال ابن القيم رحمه الله وهذا من فقه السلف رحمهم الله لان المقام مقام عد النعم والالام فبأي الاء ربكما تكذبان مقام عد المدائح والثناء والالاء الاء الرب سبحانه وتعالى وموضع الثناء في هذه الاية ثناء الرب على نفسه ببقائه عز وجل مع المخلوقات مع فناء المخلوقات يتمدح يتمدح نفسه ويثني تبارك وتعالى على نفسه جل وعلا بذلك ولهذا قال الشعبي اذا قرأت كل من عليها فان فلا تسكت حتى تقرأ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام يعني لا تقف عند آآ كل من عليها فان دون اه اتمام للمعنى واكمال له بقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وفي الاية ان كل من عليها اي الارظ مآله الى الفناء ما له الى الفناء تان اي هالك الفناء هو الهلاك ولهذا كل شيء في الاية الاخرى قال كل شيء هالك الا وجهه كل من عليها فان اي كل من على الارض هالك ومآله الى الهلاك ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام اي ان البقاء للباقي سبحانه وتعالى الاخر الذي ليس بعده شيء جل وعلا وكل ما ما سواه جل وعلا هالك كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام يبقى وجه ربك ذكر البقاء مضافا الى الوجه. اولا فيه ثبوت الوجه صفة لله ثبوت الوجه صفة لله تبارك وتعالى حيث اظاف الرب سبحانه وتعالى الوجه الى نفسه وهي اظافة صفة ففيه اثبات الوجه صفة لله تبارك وتعالى والمراد بقاء الذات المراد بقاء الذات وعبر عن بقاء الوجه وعبر عن بقاء الذات ببقاء الوجه عبر عن عن بقاء الذات ببقاء الوجه ففي الاية ثبوت الوجه صفة لله تبارك وتعالى والبقاء لله سبحانه وتعالى البقاء لله سبحانه وتعالى ويبقى وجه ربك وليست كما يزعمه اهل الكلام الباطل انها صلة وانها زائدة لا معنى لها لان الله سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة اظاف الوجه الى نفسه ويبقى وجه ربك ثم اظاف الصفة الى الوجه ذو الجلال فالمذوى بالجلال والاكرام هو الوجه هو الوجه فقول ذو الجلال بالرفع في ذو صفة للوجه فكيف يقال انها اه صلة اي زائدة وقد نعتت وقد نعتت ووصفت بقوله ذو الجلال والاكرام فاظاف الوجه الى نفسه واضاف الصفة الى الوجه قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فقوله ذو الجلال والاكرام هي صفة لوجه الله سبحانه وتعالى ومن المعلوم ان الله سبحانه ذوى بالجلال والاكرام لوجهه كما في هذه الاية ولنفسه سبحانه وتعالى في قوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام فالمدوة في قوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام بالجلال والاكرام هو الله جل وعلا وهذا يؤكد المعنى السابق الجلال والاكرام صفتان للوجه والجلال والاكرام صفتان للرب سبحانه وتعالى فجاء القرآن وصف الوجه بذلك ووصف الرب سبحانه وتعالى اه جل وعلا بذلك ذو الجلال والاكرام والجلال العظمة الجلال العظمة ذو الجلال اي ذو العظمة والاكرام آآ اي المستحق ان يكرم او المكرم لاوليائه وانبيائه وعباده سبحانه وتعالى فعموما الجلال يعطي معنى التعظيم والاكرام يعطي معنى الحمد والمحبة يعطي معنى الحمد والمحبة فهؤلاء فهذان آآ وصفان لله سبحانه وتعالى ووصفاني لوجهه تبارك وتعالى الكريم قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام والامام بن كثير رحمه الله آآ في في تفسيره لهذه الاية الكريمة ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام قال عبر بالوجه واراد الذات يعني بالبقاء عبر بالوجه واراد الذات يعني ويبقى وجه ربك وليس مراده نفي الوجه ليس مراد نفي الوجه وانما بقاء الوجه بقاء الذاتي بقاء الوجه بقاء الذات فكل شيء هالك الا وجهه سبحانه وتعالى اه اي الا الله جل وعلا وذكر الوجه التي هي صفة الله سبحانه وتعالى العظيمة وبقاء الوجه بقاء الذات فبقاء الوجه بقاء الذات. هذا مراد الامام بن كثير رحمه الله وغيره من اهل العلم ممن يطلق مثل هذه العبارة في في هذا المقام قال كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام في هذا الايمان بتفرد الله والايمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى والايمان بان المخلوقات من كانت ومهما كانت فهي فانية وكل هالك اه ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وهذا فيه ان العبادة له وحده سبحانه وتعالى دون سواه وقد قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وتوكل على الحي الذي لا يموت قد مر معنا ان صديق الامة ابو بكر رضي الله عنه لما مات النبي عليه الصلاة والسلام خطب الناس وقال في خطبته من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت فهذا من دلائل الوحدانية ووجوب افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له وانه عز وجل المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ثم اورد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الاية الاخرى وهي قوله جل وعلا كل شيء هالك الا وجهه كل شيء هالك الا وجهه كل شيء مآله الى الهلاك ومصيره الى الفناء. كل شيء هالك الا وجهه استثنى سبحانه وتعالى وجهه الكريم عز وجل وعرفنا ان ذكر الوجه بالاستثناء هنا شامل لبقاء آآ الذات ذات الله سبحانه وتعالى وذكر اه الوجه مقتصرا عليه في الاية عظمة هذه الصفة وجلالة هذه الصفة ووجه الله الكريم سبحانه وتعالى فهذه من الايات اه القرآنية التي فيها اثبات الوجه وفي القرآن ايات اخرى وفي السنة ايضا احاديث اه صحيحة ثابتة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فيها اثبات الوجه صفة لله جل وعلا. ومن ذلكم ما ثبت في الحديث الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان الله لا نعم ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور حجابه النور. لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه سبحات الوجه اي بهاء الوجه وجماله لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه وصف الوجه بالسبحات وايضا ذكر البصر اه مضافا الى الوجه وجه الرحمن سبحانه وتعالى قال لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه هذا الحديث وايضا له نظائر عديدة مثل دعاء المسلم الثابت في سنن ابي داوود في دخول مسجد اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم فاذا كان كما يزعم اولئك ان الوجه الذات ما معنى العطف؟ اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم ما معنى ما معنى العطف هنا اذا كان الوجه هو الذات وليس لله صفة هي الوجه فما معنى العطف نعوذ بالله العظيم وبوجه كريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اه وعلى كل هذه الصفة ثابتة لله عز وجل في القرآن الكريم وثابتة في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ونسأل الله كريم رب العرش العظيم ان يكرمنا جميعا بلذة النظر الى وجهه الكريم والشوق الى لقائه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول السائل ما معنى هذه العبارة؟ الكرسي بين العرش كالمرقاة اليه الكرسي بين العرش كالمرقاة اليه آآ جاء في آآ الاثر الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما وله حكم الرفع لانه ليس مما يقال بالرأي انه قال رضي الله عنه الكرسي موضع القدمين الكرسي موضع القدمين وهذا يوضح معنى العبارة الاخرى فالكرسي موضع القدمين. نعم احسن الله اليكم يسأل هل يمكن القول بان صفات الله جل وعلا تتفاضل؟ اي الصفات الذاتية صفات الله سبحانه وتعالى تتفاضل والادلة دلت على ذلك. ولهذا جاء في اه في في الحديث اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وجاء في الحديث ان رحمتي سبقت غضبي ونحو هذه النصوص فيها دلالة على تفاضل الصفات نعم احسن الله اليكم يقول السائل في قول في قولنا في تعريف الصفات الذاتية انها لا تنفك عن ذاته فهل يفهم من هذا انها توجد صفات تنفك عن الذات المراد بالصفات الذاتية اي ملازمة لذات الله التي لا تنفك عن الذات وليس لها تعلق بالمشيئة وليس لها تعلق بالمشيئة واما صفات الافعال صفات الافعال فهي اه اه باعتبار النوع باعتبار النوع ملازمة للذات لم يزل ولم ولا يزال تبارك وتعالى متصفا بها وباعتبار احادها فهي متجددة مثل ما مر معنا في الحديث امس ان الله غضب اليوم غضبا لم يغضب يغضب مثله او قبله فباعتبار الاحاد متجددة وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث الا استمعوه وهم يلعبون نعم واحسن الله اليكم. يقول السائل ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم افلح وابيه ان صدق؟ وهل يجوز الحلف بغير الله قوله آآ افلح وابيه ان صدق لاهل العلم اه فيها اقوال لاهل العلم فيها اقوال وتخريجات عديدة لكن الذي حققه يعني عدد من اهل العلم ان هذه اللفظة اه شادة ان هذه اللفظة وابيه شاذة وليست ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم يقول ما معنى قوله تعالى ولله المشرق والمغرب فانما تولوا فثم وجه الله اه هذه الاية لاهل العلم من اهل السنة في معناها قولان الامام الشافعي وهو ايضا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ان المراد فاينما تولوا فثم وجه الله اي الوجهة التي وجهكم الله اليها وهي القبلة وآآ تقريرهم هذا مبني على آآ فهم آآ للاية في ضوء اللغة ودلالتها فاينما تولوا فثم وجه الله اي توجيهه لكم بالقبلة التي وجهكم اليها سبحانه وتعالى ومن اهل العلم ومنهم ابن القيم اه رحمه الله تعالى في كتابه الصواعق يرون ان الوجه هنا المراد به الصفة ولابن القيم رحمه الله تقرير واسع وبحث مطول في آآ تقرير ذلك ومناقشة من اه يرى ان المراد بالوجه آآ في الاية القبلة وعلى كل حال جميع هؤلاء اهل هذين القولين كلهم يثبتون الوجه صفة لله سبحانه وتعالى لكن البحث في هذه الاية تحديدا هل هي دليل على ثبوت الوجه او لا؟ قولان لاهل العلم نعم احسن الله اليكم يسأل عن صحة قول ان بعض الاشياء تبقى وان الله جل وعلا لم يكتب عليها الهلاك اهل العلم قالوا في قوله كل من عليها وكل شيء اه ان عموم كل في كل موضع بحسبه ان عموم كل في كل موضع بحسبه فلا يرد على ذلك اه ما ما استثني في مثل قوله ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وينظر في تفسير الامام ابن كثير رحمه الله لهذه الاية من سورة الزمر في اه ذكر آآ المستثنى في في في هذه الاية الا من شاء الله. نعم يسأل عن اسم النور هل هو ثابت لله جل وعلا الذي يظهر ان ان هذا الاسم ثابت لله عز وجل وممن اثبت شيخ الاسلام ابن تيمية اه غيره من اهل العلم اخذا من اه ادلة اه تدل على ذلك نعم احسن الله اليكم يقول كيف يفهم قوله ما انتهى اليه بصره من خلقه واضح على ظاهره بصر الله سبحانه وتعالى اه محيط اه اه محيط بجميع المبصرات يبصر جل وعلا ببصر يرى به جميع المبصرات يرى به سبحانه وتعالى جميع المبصرات اي المخلوقات والكائنات يرى سبحانه وتعالى ذلك كله نعم احسن الله اليكم يسأل عن قوله صلى الله عليه وسلم يقول اذا ثبت لا يسأل بوجه الله الا الجنة. هل هذا على الاطلاق ام على التقييد هذا فيه آآ ان ثبت الحديث وفي ثبوته كلام آآ فيه تعظيم وجه الله سبحانه وتعالى وانه لا يسأل به اه حاجات الدنيا والامور اليسيرة وانما يسأل به الامر العظيم وهو دخول الجنة والنجاة من النار فالحديث اذا صح يحمل على هذا المعنى تعظيما لوجه الله سبحانه وتعالى من ان يسأل به الاشياء اليسيرة بل يسأل بوجهه الله العظيم وهو النجاة من آآ النار ودخول جنات النعيم. ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد