الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية وقوله سبحانه ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا وقوله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم وقوله نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهاتان الايتان اوردهما المصنف رحمه الله تعالى لاثبات صفات لله عز وجل اشتملت عليها الايتان وهي العفو والمغفرة والقدرة والرحمة وجميع هذه الصفات دلت عليها الايتان اللتان ساقهما المصنف رحمه الله تعالى الاية الاولى قوله جل وعلا ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفو عن سوء فان الله كان عفوا قديرا المقام هنا مقام حث على الاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات والتقرب الى الله عز وجل سرا وعلنا ظاهرا وباطنا بما يحبه جل وعلا ويرضاه قل العمل او كثر لان ان في قوله ان تبدوا شرقية تتناول القليل والكثير اي كل عمل تقوم به قل او كثر سرا كان او علنا فان الله سبحانه وتعالى عفو قدير اي يحب ذلك من عباده وهي من اسباب نيل عفو الله سبحانه وتعالى والفوز برحمته وغفرانه عز وجل ان تبدوا خيرا تبدوا خيرا اي تظهروه فيكون من الاعمال الظاهرة او تخفوه ان يكون من الاعمال الخفية والاعمال الباطنة نعلم جميعا ان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة فالله عز وجل يقول ان تبدوا خيرا او او تخفوه خيرا نكرة في سياق الشرط تفيد العموم اي خير يقدمه الانسان قولي او فعلي قليلا او كثير فان الله سبحانه وتعالى يثيب عليه ولا يظيع عند الله جل وعلا شيئا ان تبدوا خيرا او او تخفوه او تعفو عن سوء وهنا ذكر العفو وهو من جملة الخير لكنه خصه لعظيم شأنه وعظيم مكانته وجزيل ثواب اهله عند الله سبحانه وتعالى قال او تعفو عن سوء والسوء يتناول كل ما يسوء الانسان او يؤذي الانسان او يحدث للانسان به ظرر من قول او فعل او نحو ذلك او تعفو عن سوء. والعفو هو التجاوز والصفح عن المسيء عدم المؤاخذة على خطئه وتقصيره بان يعفو عنه ان يمحو الاثر فلا يبقي في نفسه عليه شيء متجاوزا وصافحا اه معرضا وغير معاقب ولا مجاز ان تعفو عن سوء فان الله كان عفوا قديرا ذكر جل وعلا العفو وحث عليه ورغب فيه في هذا المقام مقام فعل الخيرات وختم الاية بقوله فان الله كان عفوا وهذا فيه تنبيه الى ان العبد كلما عظم حظه من العفو وكان من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس عظم حظه ونصيبه من عفو الله والله سبحانه وتعالى يحب من عباده القيام مقتضيات اسمائه الحسنى القيام بمقتضيات اسماء الحسنى وموجباتها فهو جل وعلا محسن يحب المحسنين جواد يحب اهل الجود عفو يحب اهل العفو رحيم يحب الرحماء كريم يحب اهل الكرم في حب من عباده القيام بما تقتضيه اسماؤه جل وعلا ولهذا لما حث على العفو عن السوء ختم بقوله فان الله كان عفوا كان عفوا وضم الى اسمه العفو القدير فان الله كان عفوا قديرا. لان العفو تارة يكون من الانسان عن عجز يعفو لاجزه عن العقوبة وعدم قدرته لكن عفو الله سبحانه وتعالى عن قدرة عفو الله سبحانه وتعالى عن قدرة ولا يعجزه تبارك وتعالى شيء في الارض ولا في السماء فان الله كان عفوا قديرا والعفو اسم من اسماء الله اسم من اسماء الله تبارك وتعالى وهو عفو ويحب جل وعلا العفو ولهذا شرع لنا ان ندعو في ليلة القدر كما صح بذلكم الحديث عن عائشة بقولنا اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا فهو جل وعلا عفو يحب العفو يحب العفو يحب ان يعفو وعفوه جل وعلا عام وخاص هناك عفو عام وسع الخليقة كلها واسع الخليقة كلها فترى في الناس من يبغي ويظلم ويقول في الله قولا عظيما وترى حلم الله عليه وعفوه بل وفتحه له لابواب التوبة مهما كانت جريمته وجريرته ومهما كان ظلمه وبغيه فابواب العفو مفتوحة له مهما عظم الذنب وكبر الجرم وفي القرآن شواهد ودلائل عديدة على هذا اقرأ على سبيل المثال في سورة البروج قصة الذين خدوا الاخاديد واضرموا فيها النيران واخذوا يلقون فيها اهل الايمان واحدا تلو الاخر احاديد اجزت نيرانا ويلقون فيها اهل الايمان وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد ليس لهم جرم ولا ذنب الا الايمان بالله تبارك وتعالى ففي هذا المقام وذكر الله سبحانه وتعالى لتلك الاعمال دعا هؤلاء للتوبة وفتح لهم ابوابها قال ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا اي لهم مجال مع هذا الاجرام ومع هذه الشنائع فالله عفو من تاب تاب الله عليه مهما كان جرمه ومهما كان ذنبه واعد النظر متأملا في هذا الاجرام خده اخاديد في الارض واججوا فيها نيرانا وجلسوا ينظرون في اهل الايمان يلقونهم واحدا تلو الاخر تضطرم فيهم النيران والله يقول في هذا المقام ثم لم يتوبوا اي ان باب التوبة حتى لهؤلاء مفتوح فمهما عظم جرم الانسان وكبر ذنبه باب العفو مفتوح فالله جل وعلا لا يتعاظمه ذنب قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم فباب عفوه جل وعلا مفتوح ومن عفوه العام سبحانه وتعالى تمتيعه الباغي والظالم بالصحة بالعافية بالمال بالرزق ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة لكن يعفو سبحانه جل وعلا هذا عفو عام والعفو الخاص اي باهل الايمان بان يوفقهم سبحانه وتعالى للتوبة والانابة والثبات على الحق والهدى وملازمة الانابة الى الله والاقبال عليه سبحانه وتعالى ويعفو عن سيئاتهم ويغفر لهم ذنوبهم ويرفع تبارك وتعالى درجاتهم فهذا عفو خاص باهل الايمان يكرمهم الله سبحانه وتعالى به ويتفظل جل وعلا فهو عفو يحب العفو ويحب العافين عن الناس ولهذا قال والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ان الله يحب المحسنين اي من كان كذلك فهو محسن والله يحبه من كان يعفو عن الناس فالله عز وجل يحب من يعفو عن الناس يظلم ويعتدى عليه ويسافي حقه ثم يقابل ذلك بالعفو يقابل ذلك بالعفو وهو مظلوم واسيء اليه واعتدي عليه في عرض او في مال او في غير ذلك فيعفو يحب الله سبحانه يحب الله سبحانه وتعالى ذلك ويثيب عليه عظيم الثواب ويجزي عليه تبارك وتعالى عظيم الجزاء لانه يحب من عباده القيام بموجبات ومقتضيات اسماء فهو عفو يحب العفو ويحب العافين عن الناس ويحب تبارك وتعالى العافين عن الناس ولهذا في هذه الاية التي ساق شيخ الاسلام قال او تعفو عن سوء فان الله كان عفوا قديرا والقاعدة عند اهل العلم ان كل اية تختم باسم او اكثر من اسماء الله الحسنى فللإسم الذي ختمت به تعلق بالمعنى المذكور في الاية والتعلق هنا ظاهر من حيث ان من يعفو له الحظ والنصيب الوافر من عفو العفو عنه سبحانه وتعالى من عفو العفو عنه سبحانه وتعالى كلما عظم حظ العبد من العفو عن الناس تقربا الى الله وطلبا ثوابه بفعل هذا العمل الذي يحبه الله سبحانه وتعالى يفوز بعظيم عفو له يفوز بعظيم عفو الله سبحانه وتعالى والله عز وجل ارحم واعظم عفوا ورحمة وجودا واحسانا فمن يتقرب اليه جل وعلا بالعفو عن الناس وكظم الغيظ والصفح والتجاوز ينال من عفو الله سبحانه وتعالى اه نصيبا عظيما وحظا وافرا قال فان الله كان عفوا قديرا ثم اورد قول الله سبحانه وتعالى وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم وهذا جزء من اية نزلت في ابي بكر رضي الله عنه ومسطح بن اثاثة ابن بنت خالة ابي بكر له بابي بكر صلة قرابة وان كانت ليست آآ قرابة شديدة وانما له به صلة قرابة فهو اذن بنت خالة ابي بكر وكان مسطح ابن اساتة رضي الله عنه وارضاه من فقراء الصحابة ومن المهاجرين وممن شهدوا بدرا فهذه ثلاث فقير ومهاجر وشهد بدرا وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في اهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فكان رضي الله عنه وارضاه حصل منه ان خاض في من خاض في الافك الذي رميت به ام المؤمنين عائشة ولما نزلت براءتها بايات تتلى في كتاب الله في سورة النور بدءا من قوله ان الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم لما نزلت برائتها رظي الله عنها بايات تتلى في في كتاب الله عز وجل اقام النبي صلى الله عليه وسلم حد القذف وجلد من بدر منه خوظ في عائشة رضي الله عنها وكان ممن جلدهم النبي صلى الله عليه وسلم يصفح كان ممن جلدهم النبي عليه الصلاة والسلام مصطح ابو بكر رضي الله عنه كان ينفق على مصفح كان ينفق على مسطح لفقره ولقرابته لفقره ولقرابته لكونه فقيرا ولكونه ايضا من قرابته فكان ينفق عليه يتعهده بالنفقة يحسن اليه فلما نزلت البراءة لام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها حلف ابو بكر رضي الله عنه بالله الا ينفق على مسطح بعد هذا الذي قاله ابدا حلف بالله الا ينفق عليه ابدا يعني يقطع عنه النفقة ولا ينفق عليه وحلف بالله الا ينفق عليه فنزل قول الله سبحانه وتعالى ولا يأتل اولو الفضل ولا يأتل اولو الفضل منكم والسعة ان يؤتوا اولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم ولاحظ هذه الثلاث كلها مجتمعة في مصلح كلها مجتمعة في مصلح الذي حلف ابو بكر الا ينفق عليه ان يؤتوا اولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله. مسطح من اقربائه ومن المساكين ومن المهاجرين في سبيل الله. كل هذه الثلاث مجتمعة فيه وابو بكر رضي الله عنه حلف بالله الا ينفق عليه ابدا بعد ذلك الا ينفق عليه ابدا فلما نزل ولا يعتلي اي لا يحلف لا يأتلي اي لا يحلف اولو الفضل منكم والسعة اولو الفضل اولو الكرم والاحسان والجود والبذل والعطاء والسعة اي اليسار ممن وسع الله عليهم بالمال ويسر لهم المال لا يأتل اولو الفضل منكم والسعة ان يؤتوا اولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا واللام للامر وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ وهنا تأمل المقام مقام عظيم جدا ابو بكر رضي الله عنه الاتهام في عرظ بنته زوج النبي الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها امر مؤلم جدا وامر غير محتمل ولا يصبر عليه احد فلما نزلت هذه الايات وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم قال رضي الله عنه بلى احب ان يغفر الله لي مباشرة بدون تردد مباشرة وهذا فيه سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم لاوامر الله واوامر رسوله عليه الصلاة والسلام بدون تردد قال بلى احب ان يغفر الله لي فرجع الى مسطح نفقته من حيلة وزاد على ذلك قال والله لا انزعها عنه ابدا وزاد على ذلك حلف حديثا اخر قال لا انزعها عنه ابدا لماذا يريد هذا الامر الذي آآ الذي ذكره الله في قوله الا تحبون ان يغفر الله لكم الا تحبون ان يغفر الله لكم فقال بلى احب ان يغفر الله لي فعندما تكون همة الانسان وقلبه متجه الى هذا الامر العظيم الكبير ان ينال محبة الله الاضغاث والاضغان والامور هذي كلها تتبدد امام هذا المطمع الكبير لكن اذا ضعف القلب عن التعلق بهذا المطمع الكبير والمقصد العظيم الجليل ينشغل الاحقاد والاضغان والالام والى اخر ذلك. ويضعف عن العفو ولهذا مقام العفو ما ينهض اليه كل احد ولا تبلغه الا النفوس الكبار مقام لا ينهض اليه كل احد ولا تبلغه الا النفوس الكبار اما ضعيف النفس ضعيف الارادة ضعيف العزيمة ما ينهض قلبه ليعفو لماذا لان نفس الانسان تستشعر الاساءة التي وجهت نحوه نفس الانسان تستشعر الاساءة التي وجهت اليه تستشعرها وتستذكرها وايضا الانسان لا يريد ان يكون في مقام الضعف ومقام المساء اليه ولا يحتمل ذلك ولهذا يريد ان ينتقم يريد ان يرد العقوبة بالعقوبة والجزاء بالجزاء من الناس من لا يعفو ويعاقب المسيء بالعدل في حدود ساءته ومن الناس من لا يعفو ويعاقب المسيء باشد من اساءته ومن الناس من يعفو فالمراتب ثلاثة في هذا المقام المراتب في هذا المقام ثلاثة جمعها الله سبحانه وتعالى في قوله سبحانه وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين. فذكر تبارك وتعالى المراتب الثلاث الاولى وهي العدل وهي مباحة وجزاء سيئة سيئة مثلها وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم له خير للصابرين فالمرتبة الاولى المجازاة بالمثل وهي مباحة والمرتبة الثانية العفو فمن عفا واصلح فاجره على الله اجره على الله وهذه في في مقام الترغيب من اعظم ما يكون واذا ذكرت ان العطية على قدر المنعم وكرمه وفضله وانظر هنا هذا الترغيب فمن عفا واصلح فاجره على الله سبحانه وتعالى وكم هو جميل حقيقة احيانا في بعظ الخصومات التي تنشب بعض المصلحين يقول يا اخي اصبر اجرك على الله. هذه كلمة حقيقة عظيمة جدا عظيمة جدا ومأخوذة من هذه الاية الكريمة اي اجرك عظيم ان عفوت ان صفحت اجرك على الله والله سبحانه وتعالى عظيم في فضله في عفوه في كرمه في انعامه يحب العافين عن الناس يحب الكاظمين الغيظ جل وعلا قال فمن عفا واصلح فاجره على الله ثم قال انه لا يحب الظالمين وهذي المرتبة الثالثة وهي المجازاة بظلم يجازي من اساء اليه بان يظلمه ويتعدى عليه وهذا لا يجوز ولا يحل فاذا المراتب ثلاث المرتبة الاولى مباحة وهي المجازاة بالمثل والمرتبة الثانية مستحبة ومندوب اليها ومرغب فيها وهي العفو والمرتبة الثالثة محرمة ومنهي عنها وهي الظلم وهي الظلم والظلم لا يحل حتى من اعتدى على الانسان او ظلم الانسان لا يظلمها ان اراد ان يأخذ حقه ويعاقب بالمثل اما ان يظلم من ظلمه لا يجوز ان يظلم من ظلمه ان يتعدى الحد في حق من ظلمه لا يجوز الشاهد ان ابا بكر رضي الله عنه لما سمع قول الله تبارك وتعالى الا تحبون الا تحبون؟ الا تأتي للحظ والترغيب والحث الا تحبون ان يغفر الله لكم قال رضي الله عنه مباشرة حين سمع هذا الحظ وهذا الترغيب وهذا الحث قال بلى احب ان يغفر الله لي ومن حينها رجع الى مسطح نفقته وحلف بالله رضي الله عنه وارضاه ان لا ينزعها ابدا يعني ان يستمر في هذه النفقة وفي هذا البذل ابدا ان يستمر على ذلك ومصطح رظي الله عنه وارظاه هذا الذي كان منه هفوة وهو بشر يخطئ وكل بني ادم خطاء وهو مما شهد بدرا ولهذا ينتبه في هذا المقام ينتبه في هذا المقام الا يجترئ الانسان على مقام النبلا ومقام الافاضل ومقام الاخيار ومقام الصحابة رضي الله عنهم لان بعض الناس ربما يحصل عنده شيء من الجرأة فيسيء بكلمة او يصيب بدعاء او يصيب بشيء لا يمسك نفسه بسبب الجرأة التي تكون في بعض الناس ولهذا الامام الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه سير اعلام النبلاء في ترجمة مصفح قال رحمه الله قال كلام المعنى انتبه يا جري يعني يا جريء انتبه يا جري ان تنظر شجرا الى هذا البدر ان تنظر بعينك شذرا الى هذا البدر لهفوة بدرت منه غفرها الله له وهو من اهل الجنة غفرها الله له وهو من اهل الجنة. اي لا تحملك جرأتك ان تقول فيه او في غيره من الصحابة لامر حصل او خطأ او هفوة او نحو ذلك تاب منها وعفا الله عنه فتتجرأ على مقامه تتجرأ على مقامه وهو بدري رضي الله عنه ممن شهد بدرا الشاهد ان هذا المقام فيه حث على العفو وليعفوا وليصفحوا. ذكر في في في هذا المقام العفو والصفح العفو والصفح العفو عدم المؤاخذة العفو عدم المؤاخذة والصفح لعراق بحيث لا يذكرها اصلا وهو ابلغ من العفو وابلغ من العفو وليعفوا وليصفحوا ترقى من الادنى الى الاعلى واول ما يبدأ الانسان يعفو فاذا وفق لعالي المقامات صفح ومعنى صفح اي اعرض عن هذا الامر الذي اسيء به اليه فلا يلتفت بقلبه اليه ولا يذكره اصلا لكن هذه هذه ما يبلغها الا اصحاب النفوس الكبار التي شغلت قلوب بعالي المقامات ورفيع المطالب ما كل قلب يبلغ ذلك وهذا من الاحسان ومن اعلى رتب الدين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والله يحب المحسنين والا فان الانسان غالبا وفي الاعم عندما يساء اليه باساءة دون هذا بكثير تبقى معه الاساءة متزاحم قلبه في كل لحظة تزاحم قلبه في كل لحظة وكل دقيقة او دقيقتين تأتي في في باله ويبدأ تبدأ حسيكة في قلبه تتحرك ولا يكون في باله الا فلان واذا جاء الى فراشه يتقلب ساعتين ثلاث ساعات اربع ساعات في خطأ يسير جدا حصل من فلان تجده يتقلب على الفراش ويحمي الغيظ وحقد وحنق ضد هذا الذي اساء اليه ويصبح هو شغل قلبه الشاغل بدلا ان ينشغل بالمطالب العالية والفوز برضا الله ومحبة الله وذكر الله وتعظيم الله ويشغل قلبه ذلك يكن قلبه مشغول احيانا قضايا جدا يعني يحصل احيانا بين بعض الاحبة والاخوة والاقارب والجيران يحصل خصومة وهجر تستمر سنوات واذا فتشت في في في القضية واذا هي نزغة شيطان في امر يسير جدا في امر يسير جدا لكن القلوب ضعيفة ليست كبار فمثل هذه الاشياء تقف عندها تقف وتبقى هي هي والتفكير منصب عليها ومنشغل بها وليس في القلب معاني كبار تشغل القلب فتأتي هذه التوافة للقلب الفارغ من المعاني العالية فتشغل القلب وتعشعش فيه بينما القلوب الكبار مطلبها اجل ومقصدها اعظم وما يقوم فيها من عفو وصفح طمعا في فظل الله وعفوه وصفحه اعظم من الوقوف عند مثل هذه الاشياء النبي عليه الصلاة والسلام ذكر وايضا هذا ثبت في سيرته هو عليه الصلاة والسلام ذكر نبيا من الانبياء ضربه قومه حتى ادموه فقال اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون يقول ابن تيمية رحمه الله جمع ثلاث امور العفو وسؤال الله المغفرة لهم والتماس العذر لهم ضربوه حتى ادموه ويدعوهم الى التوحيد يدعوهم الى الايمان يدعوهم الى الاخلاص يدعوهم الى نجاة من النار ويرمونه حتى يسيل الدم منه فيقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. عفا عنهم وسأل الله ان يغفر لهم وتلمس لهم العذر. قال فانهم لا يعلمون فانهم لا يعلمون. هذا ما تنهض له الا القلوب الكبيرة شخص يساء اليه وهو في اعظم عمل واشرف مهمة داعية لتوحيد الله يعمل لانقاذهم من النار ومن سخط الله ثم يرمونه بالحجارة حتى يسيل الدم فيقول وهو يسلت الدم عن نفسه يقول اللهم اغفر لقومي في نفس الوقت اللهم اغفر لقومي فانهم عفوا سؤال المغفرة وايضا التماس الاعذار التماس الاعذار هذا يبلغه من يوفق لهذا المقام مقام الاحسان الاحسان في عبادة الخالق والاحسان في معاملة الخلق الاحسان في عبادة الخالق والاحسان في معاملة الخلق ولهذا ابو بكر رضي الله عنه وارضاه لما نزلت هذه الاية وقال الله الا تحبون ان يغفر الله لكم كل انسان يقول انا احب ان يغفر الله لي كل انسان يقول انا احب ان يغفر الله لي لكن النهي العملية الايمانية التي يترتب عليها اثارها قبل قليل يحلف الا ينفق عليه ومجرد ان تنزل هذه الاية تحول الى حلب اخر الا يقطع النفقة عنه الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ قال بلى احب ان يغفر الله لي احب ان يغفر الله لي فهذا مقام مقام الانبياء مقام الصديقين مقام المحسنين من عباد الله تبارك وتعالى ولا يبلغ هذا المقام الا من يكرمه الله كاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين المصنف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذا الباب حياته عجب امضى حياته بالجد والاجتهاد والنصح والتعليم والدعوة ومحبة الخير بذل العلم ونفع الناس امضى حياته في ذلك واوذي من خصومه اذى عظيما اوذي من خصومه اذى عظيما وادخل السجن مرات ومات في السجن رحمه الله تسلط عليه خصومه تسلطا عجبا وشاية كذبا وافتراء عليه وتزويرا في كلامه ووشاية عند السلطان امور عظيمة جدا حصلت له في حياته ومرة لما خرج من السجن رحمه الله اراد بعض اصحابه ان يعملوا على معاقبة هؤلاء الذين اساءوا اليه ونالوا منه وكلموا شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في ذلك فقال رحمه الله في سياق هذا المقام قال قد اظهر الله من نور الحق وبرهانه مارد به اف كالكاذب وبهتانه الان همة متجهة لشيء اخر يحدثونه عن معاقبة من اساء اليه من من اعتدى عليه من ظلمه لكن فكره وهمته وقلبه متجه لشيء اخر ليس منشغلا بهذا الامر قلبه وفكره ليس منشغلا بهذا هم يحدثونه عن شيء وهو يحدثهم في شيء اخر قال قد اظهر الله من نور الحق وبرهانه مارد به اف كالكاذب وبهتانه فلا احب ان ينتصر لي من احد فلا احب ان ينتصر لي من احد هذا يقوله بعد ان امضى في السجن ظلما وبغيا وعدوانا وقتا طويلا يقول مثل هذا الكلام رحمه الله يقول فلا احب ان ينتصر لي من احد بسبب كذبه علي وظلمه وعدوانه فاني قد حللت كل مسلم فاني قد حللت كل مسلم يعني كل مسلم في حل مما قام في حقه من ظلم كذب عدوان حللت كل مسلم ولم يستثني رحمه الله مع شدة العدوان والبغي والظلم والاذى الذي ناله وطاله وطال اصحابه واخوانه شيء يقرأ في ترجمة شيخ الاسلام رحمه الله لا يوصف قال وانا احب انظر القلب بماذا مشغول قال وانا احب الخير لكل المسلمين وانا احب الخير لكل المسلمين واريد لكل مؤمن واريد لكل مؤمن من الخير ما احبه لنفسي والذين كذبوا وظلموا فهم في حل من جهتي والذين كذبوا وظلموا فهم في حل من جهتي ثم ذكر لهم شاهدا حتى يؤنسهم لان قلوبهم قلوب اصحابه يعني متألمة مستاء جدا ويريدون ايقاع العقوبة بهؤلاء قال لهم وانتم تعلمون ان الصديق الاكبر وانتم تعلمون ان الصديق الاكبر في قضية الافك التي انزل الله فيها القرآن حلف لا يصل مصطح ابن اثاثة لانه كان من الخائضين في الافك فانزل الله ولا يأتل اولو الفضل منكم والسعة الى قوله الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ فلما نزلت قال ابو بكر بلى احب ان يغفر الله لي فاعاد الى مسطح النفقة التي كان ينفق هذا العمل الكبير الذي قام به رحمه الله تعالى ذكر فيه اسوته صديق الامة رضي الله عنه في هذه الحادثة العظيمة التي حصلت واراد ان يطيب خواطر اصحابه في حرصهم في تألمهم في ارادتهم ايقاع العقوبة ممن اساء في حق شيخ الاسلام ابن تيمية اعجب من ذلك انه رحمه الله لما خرج من السجن في احدى المرات كان قد حصل بين السلطان وبين بعض القضاة الذين اساءوا الى شيخ الاسلام وسعوا في قتله والفوا عليه وحرضوا حصل بين في نفس السلطان تجاههم بسبب بعض الامور شيء فدعا ابن تيمية عنده دعا ابن تيمية عنده يريد ان يستغل اساءتهم لابن تيمية رحمه الله فيستصدر منه فتوى في هؤلاء فدعاه واخذ السلطان يحث ابن تيمية ان يفتيه في قتل بعض القضاة فقط يريد فتوى في قتل بعض القضاة ممن كانوا قد اساؤوا لابن تيمية رحمه الله وسعوا في قتله وقال له محرظا قال له السلطان محرظا انهم قد اذوك وارادوا قتلك مرارا وارادوا قتلك مرارا يستحثه على ان يصدر فتوى فاخذ رحمه الله يعظم القضاة والعلماء اخذ يعظم القضاة والعلما وينكر ان ينال احدا منهم بسوء وقال اذا قتلت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم قال اذا قتلت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم وقال ردا على كلامه السابق من اذاني منه فهو في حل من اذاني منهم فهو في حل ولو قتلتهم ما تجد مثلهم ولهذا احد هؤلاء القضاة من المالكية بن مخلوف قاضي من قضاة المالكية وكان ممن الف على شيخ الاسلام قال ما رأينا مثل ابن تيمية قال ما رأينا مثل ابن تيمية حرضنا عليه حرضنا عليه فلم نقدر عليه وقدر علينا فصفح عنا وحاجز عنا وقدر علينا فصفح عنا وحاجز عنا لما دعاه السلطان وقال اعطني فتوى في قتل بعض القضاة وقال هؤلاء حرضوا عليك مرارا حاولوا قتلك اعطيني فتوى يقول فلما قدر علينا صفح عنا وحاجز عنا فهذه مقامات عالية جدا مقامات عالية جدا وعظيمة ولا تصل اليها كل القلوب والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى وحده نسأل الله الكريم ان يصلح قلوبنا وان يجعلنا اجمعين من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. نسأل الله الكريم ان يصلح قلوبنا جميعا وان يجعلنا من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. نسأل الله العظيم ان يصلح قلوبنا جميعا وان يجعلنا من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وعلى ظعف منا وقصور اجدها مناسبة في هذا المقام الذي اكرمنا الله سبحانه وتعالى فيه بقراءة هذا العلم وقراءة هذه المواقف ومنذ قراءة هذه السير مع ظعفنا وظعف قلوبنا وكثرة تقصيرنا نسأل الله ان يعفو عنا اجمعين اجدها فرصة لاقول اشهد الله واشهدكم انني عفوت عن كل من ظلمني بغيبة او نميمة او سخرية او مال او غير ذلك. واسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم جميعا من الكاظمين الغيظ العافين عن الناس وان يصلح قلوبنا اجمعين وان ينفعنا بهذا العلم الذي نتعلمه وان يجعله وان يجعله حجة لنا لا علينا انه تبارك وتعالى سميع مجيب نعم قال رحمه الله تعالى وقوله سبحانه ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وقوله عن ابليس قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين ثم اورد الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذه الايات في اثبات العزة صفة لله وسبحان الله ثمة لطيفة وهي ان العفو عفو العبد عن الناس مجلبة للعزة له كلما زاد العبد عفوا زاد عزا ولهذا صحفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا ولعل هذه لطيفة قد يكون قصدها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فالعفو لا يزيد من يعفو الا عزا لا يريد لا يزيد من يعفو الا عزا لان من ينتقم وتنبهوا لذلك من ينتقم ممن اساء اليه ماذا يريد بالانتقام من ينتقم ممن يسيء اليه ماذا يريد بالانتقام يريد الاسم يريد العز ما يريد ان يكون ذليلا يساء اليه يظلم يبغى عليه فيريد العز فينتقم منه طلبا للعز لكن من عفا من عفا وان كانت سورة العفو في الظاهر سورة العفو في الظهر نوع من من الذل الا انها هي العز حقيقة الا انها هي العز حقيقة ومن يعفو عن الناس في اي مقام في اي مقام مهما كان المقام لا يزداد بالعفو الا عزا وليتنا والله نعقل ذلك لا يزداد بالعفو الا عزا اما اذا اه عمل على الانتقام فهذا العمل الذي هو في الظاهر يطلب فيه العز لا يكسب عزا بل لا يكسب العز الا بالعفو. ولا يزداد عزا الا بالعفو وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا. يعني ان العفو كلما كان من العبد زاد عزا ورفعة وتوفيقا لانه عمل يحبه رب العالمين. يكفي في ذلك قول الله تبارك وتعالى الا تحبون ان يغفر الله لكم وايضا بالمناسبة بعض اهل العلم عد هذه الاية الا تحبون ان يغفر الله لكم عدها بعض اهل العلم ارجى اية في القرآن الخلاف بين اهل العلم معروف في ارجى اية في كتاب الله فبعض اهل العلم عد هذه الاية ارجى اية من جهة ماذا لان اه هؤلاء في في هذا المقام مقام اساءة اساءة شديدة وقذف ورمل الاعراض ثم تنزل الايات وليعفوا وليصفحوا يطلب الله من عباده ان يعفوا ويصفحوا فاذا كان رب العالمين يطلب من عباده في مثل هذا المقام ان يعفو ويصفع عمن ظلمهم فكيف الشأن بالرب العظيم العفو العفو سبحانه وتعالى. اذا كان في مثل هذا المقام الرب جل وعلا يطلب من المظلوم ان يعفو عمن ظلمه. ويعده على ذلك عظيم الثواب وجزيل الاجر فكيف الشأن بالعفو سبحانه وتعالى ولهذا عدها بعض اهل العلم ارجى اية اية في كتاب الله تبارك وتعالى اورد رحمه الله قول الله عز وجل ولله العزة ولرسوله والمؤمنين العزة صفة لله ثابتة بهذه الاية وبغيرها من الايات والف العزة للاستغراق اي جميع معاني العزة ثابتة لله جميع معاني العزة والعزة لها ثلاث معاني عزة القوة وعزة الغلبة وعزة المنعة فالله سبحانه وتعالى عزيز قوي جل وعلا لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى عزيز عزة قهر وغلبة وعزيز تبارك وتعالى عزة امتنان جل وعلا فالعزة ثابتة لله بكل معانيها العزة ثابتة لله تبارك وتعالى بكل معانيها وجميع دلالاتها فالله له العزة ومن اسمائه تبارك وتعالى العزيز ومن اسمائه العزيز فهو جل وعلا العزيز الذي له العزة وايضا العزة منه عزة الانبياء وعزة الصالحين وعزة المؤمنين هي من الله. فوالذي يعز من يشاء ويذل من يشاء قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير فما يكون لدى العباد ولدى الناس من عزة فهي من الله هو الذي يعز هو المعز المذل المعطي المانع الخافض الرافع القابض الباسط سبحانه وتعالى ولا تنالوا هذه العزة الا بطاعته لا تنال هذه العزة الا بطاعته والتقرب اليه وعبادته والذل بين يديه فكلما كان العبد اعظم ايمانا وطاعة وعبادة وذلا لربه سبحانه وتعالى فاز من العزة باوفر نصيب واعظم حق ولهذا قال ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين اي اي ان عز الرسول وعز المؤمنين ما من الله وتوفيق وعون من الله وتسديد لانبيائه واولياءه واصفيائه وعباده المؤمنين ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين فالله هو العزيز وهو المتصف جل وعلا بالعزة بجميع معانيها وهو تبارك وتعالى الذي بيده العزة يعز من يشاء ويذل من يشاء ثم اورد قول الله جل وعلا عن ابليس فبعزتك لاغوينهم اجمعين. حلف بعزة الله حلف بعزة الله وعزة الله صفة من صفاته صفة من صفاته ووالله عز وجل يحلف به ويحلف بصفاته والحلف بعزة الله جائز لان العزة صفة من صفات الله تبارك وتعالى كما في الاية المتقدمة ولله العزة فحلف بعزة الله وهذا فيه ان عنده معرفة بان العزة لله العزة لله تبارك وتعالى يعرف ذلك لكنه استمر في غوايته وعصيانه وحلف بعزة الله ان يغوي بني ادم اجمعين سبحان الله اهل الباطل يحلفون بالله على الباطل يحلفون بالله ويحلفون بعزة الله على الباطل كثيرا ما يحلف اهل الباطل على الباطل يحلف بعض الناس على الظلم يحلف على البغي يحلف على اغواء الناس واظلالهم وصدهم عن دين الله وقاسمهما اني لك ما لمن الناصحين وكثيرا ما يكون اهل الباطل بذلك يحلف بالله بعزة الله بعظمة الله بالايمان المغلظة واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت عجب يحلف بالله يمين شديدة يمين قوية جهد ايمانه ثم يذكر ضلالا وباطنا وبهتانا انظر هذا الحلف قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين يحلف بالله على اغواء بني ادم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين من اخلصهم الله وخلصهم ونجاهم يسلمون من اغواه فيقسم على ذلك ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين. يحلف بالله على اغواء بني ادم اجمعين فيجب على العبد ان يحذر اشد الحذر من هذا العدو الذي حلف هذا اليمين بعزة الله على اغواء بني ادم اجمعين وهو ماض على ما حلف عليه مستمر بالاغواء والاظلال وكم من خلق دخلوا الحفر على الكفر على الالحاد على الزندقة على الظلال على الكفر على المعاصي على الذنوب على الاثام على الغواية خلق اكثر الناس تسلط عليهم هذا العدو. يقول احد السلف عدو يراك ولا تراه شديد المؤنة عدو يراك ولا تراه شديد المؤنة انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم فعدوا بهذه الصفة شديد المؤنة ولكن هذا العدو ليس له سلطان على اهل الايمان. من يلجأون الى الله ويعتصمون بالله ويذكرون الله ليس له سلطان عليهم واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيرك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا وما يعدهم الشيطان الا غرورا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ان عبادي ليس لك عليم سلطان عباد الله الذين اعتصموا بالله ويلجأون الى الله ويذكرون الله ويحافظون على الاذكار ليس له عليهم سلطان اما الذي لا يذكر الله يشارك الشيطان في ماله ويشاركوا في اهله ويشاركه في ولده وشاركهم في الاموال والاولاد يشارك في طعامه يشارك في فراشه في نومه في اموره كلها وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم ولهذا شرعت الاستعاذة شرعت البسملة اذا دخل الانسان بيته وقال بسم الله وحمي من الشيطان اذا لم يقل بسم الله عند دخول بيته وعند تناوله لطعامه قال الشيطان ادركتم المبيت وادركتم الطعام لكن ذكر الله حماية وحصن حصين يقي الانسان من مشاركته الشيطان له في ماله في اهله ولهذا ايضا شرع للانسان اه آآ عند اتيانه اهله ان يسمي ويذكر الله سبحانه وتعالى حتى يقيه ويحميه من مشاركة هذا العدو له في طعامه في اهله في فراشه بسم الله اللهم جنب جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا استعيذ بالله سبحانه وتعالى اذا دخل المسجد يستعيذ واذا خرج من مسجد يستعيذ لان الشيطان قاعد لابن ادم باطرقه وهو عدو ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين. يقسم بعزة الله على الاغواء ومن سلم من هذا الاغواء فاز بالعزة من سلم من هذا الاغواء اغواء الشيطان وحماه الله سبحانه وتعالى من اغواء الشيطان فاز بالعزة في الدنيا والاخرة لان عزة المؤمن في طاعة الله والبعد عن طاعة الشيطان عزة المؤمن في طاعة الله سبحانه وتعالى والبعد عن طاعة الشيطان نسأل الله عز وجل ان يعيذنا اجمعين من الشيطان الرجيم وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما وان وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول هذا السائل احسن الله اليكم كيف يتخلص الانسان من هذه الاشياء التي يجدها في قلبه لمن ظلمه؟ وهل من دعاء ورد في ذلك يتخلص منها اولا بالعناية بالعقيدة العقيدة وشغل القلب بها فقها اه تبصرا وتأملا في معانيها ودلالاتها ومقاصدها فان العقيدة هي الاساس لحل كل اشكال والسلامة من كل اه بلاء وفتنة وهي اساس الصلاح والفلاح في الدنيا والاخرة ولا سيما ما يتعلق بالايمان بالله والمعرفة به وباسمائه وصفاته وعظمته وتعظيمه جل وعلا وقدره حق قدره وشغل القلب بمعالي الامور وعظيمها مع الاتجاه الى الله سبحانه وتعالى بالسؤال يسأل الله عز وجل ان يزكي قلبه. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها ومن الدعوات العظيمة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام وهي جمعت اكثر من عشرين مطلبا وقرأت في ترجمة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه كان يواظب كثيرا على هذه الدعوة ويعتني بها كثيرا كما في ترجمته التي افردها احد تلاميذه وهو البزار او البزاز فكان كثيرا ما يعتني بهذه الدعوة اللهم اعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي اللهم اجعلني لك ذاكرا لك شاكرا اليك اواها منيبا لك مخبتا لك مطواعا اللهم تقبل توبتي واغسل حوبتي وثبت واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة صدري كثيرا ما كان يدعو رحمه الله تعالى بهذه آآ الدعوة وهي فيها اكثر من عشرين مطلبا وفي كتاب آآ فقه الادعية اذكار افرد لهذه الدعوة آآ موضوعا آآ خاصا في اه شرح مضامينها وبيان دلالاتها وايضا نقل هذه الكلمة عن شيخ الاسلام رحمه الله في عظيم عنايته بهذا الدعاء العظيم المأثور عن النبي صلوات الله وسلامه عليه. نعم احسن الله اليكم يقول السائل شيخنا الفاضل حفظكم الله ذكرتم في درس الامس في قوله تعالى انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا انها جاءت في حق النبي صلى الله عليه وسلم وكيدهم في ارادة قتله الا يمكن ان يكون الاصلح في هذا المعنى ما جاء في سورة الانفال في قوله تعالى واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. نعم هذه الاية كما ذكر الاخ السائل هي صريحة هي اه موضوع القتل المكر بالنبي عليه الصلاة والسلام بغية قتله يثبتوك او يخرجوك او يقتلوك ويمكرون ويمكر الله فهي صريحة في في هذا الباب وكذلك الاية التي مرت معنا واوردها شيخ الاسلام فقوله انهم يكيدون كيدا اي الكفار المشركون ومن يقرأ آآ السيرة وايضا ما جاء مصرحا به في هذه الاية يعلم ان من كيدهم انهم ارادوا وعملوا وسعوا في قتل النبي عليه الصلاة والسلام ولكن اه الامر كما قال الله ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ومر معنا في الدعوة التي ثبتت عن النبي عليه الصلاة والسلام واشرت ان شيخ الاسلام رحمه الله كان كثيرا ما يدعو بها فيها اللهم امكر اللهم امكر لنا ولا تمكر علينا اللهم امكر لنا ولا تمكر علينا فالمكر اه مكر للعبد ومكر عليه والمكر للعبد هذا لاولياء الله واصفيائه بلطفه ومنه يهيئ لهم من الاسباب الخفية ما يكون به نجاتهم من المعتدين الظالمين والمكر عليه ان يبطل كيده وان يجعل كيده ومكره وبالا عليه نعم احسن الله اليكم يقول السائل اذا اراد شخص ان يعفو عن من ظلمه فهل يجب ان يعلمه بذلك ام الافضل الا يعلمه ويجعله لله خفية على كل حال اه اه ان اعلمه لمصلحة وفائدة آآ يرجوها بذلك تقربا الى الله سبحانه وتعالى ففي هذا خير وان لم يعلمه ايضا تقربا الى الله سبحانه وتعالى ففي كل ذلك خير ففي كل ذلك خير ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفو عن سوء فان الله كان عفوا قديرا. نعم احسن الله اليكم يقول هل يصح نقول ومر معنا في قصة شيخ الاسلام لما اخذوا يطالبون يلحون عليه في في هذا المقام ويحرضونه على اعداء اعلن هذا الاعلان ومن مقاصده رحمه الله تعالى في هذا الاعلان ان يربي طلابه ان يربي طلابه وان ينهض بهم لهذه المعاني تعاونا على البر والتقوى تعاونا على البر والتقوى نعم احسن الله اليكم. يقول هل يصح ان نقول يجب ان تتصف بصفات الله لا يقال هذا لا يقال هذا وانما اه مطلوب من العبد ان مثل ما قال الله ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وابن القيم رحمه الله آآ ذكر عبارات في في هذا المقام آآ تقال ذكرها في كتاب كتابه البدائع بدائع الفوائد قال العبارات في هذا اربعة منها قول الفلاسفة اتصاف بصفات الاله ان يتصف المخلوق بصفات الاله هذا لا يقال والعبارة الثانية قال عبارة ابو العباس الناسي من المعتزلة قال ان يتخلق اخلاق الاله ان هذا ايضا ما يقال وان كان جاء في حديث لا يصح العبارة الثالثة التعبد لله جل وعلا باسمائه و آآ العبارة الثالثة يقول عبارة القرآن ولفظ القرآن دعاء الله بها دعاء الله باسمائه دعاء المسألة ودعاء العبادة دعاء المسألة هو دعاء العبادة فالعبد عندما يتقرب الى الله بما تقتضيه اسماؤه مما احب من عباده تبارك وتعالى ان يفعلوه محسن يحب المحسنين جواد يحب اهل الجود عفو يحب العفو كريم يحب اهل الكرم رحيم يحب الرحماء. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء الى غير ذلك من المعاني نعم احسن الله اليكم يسأل عن اسم المليك هل هو من اسماء الله جل وعلا؟ نعم هذا ثابت في القرآن آآ في مقعد صدق عند مليك مقتدر ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ويقال ان آآ عثمان بن عفان رضي الله عنه مات وقد وقف على هذه الاية مات وقد وقف على هذه الاية وايضا في ترجمة شيخ الاسلام لا اذكر الان شيء قريب من من هذا المعنى اظنه وصل ايظا آآ في قراءته الى هذه الاية نسأل الله عز وجل لنا جميعا التوفيق والسداد والعون على كل خير اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حيتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانه اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد