الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية وقوله سبحانه الرحمن على العرش استوى في سبعة مواضع في سورة الاعراف قوله ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش وقال في سورة يونس ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. وقال في سورة الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وقال في سورة طه الرحمن على العرش استوى. وقال في سورة الفرقان ثم استوى على العرش الرحمن وقال في سورة الف لام ميم السجدة الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش وقال في سورة الحديد هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد في هذا الموضع وكذلك ما يليه ذكر الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ما يتعلق باثبات العلو لله جل وعلا وانه تبارك وتعالى العلي الاعلى كبير المتعال وعلوه دلت عليه انواع الدلائل والبراهين في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وبدأ رحمه الله تعالى ما يتعلق بذكر علو الرحمن سبحانه بدأ بسوق الايات التي فيها اثبات استواء الرب على عرشه المجيد والاستواء علو وارتفاع باجماع السلف رحمهم الله تعالى علو وارتفاع على العرش استوى على العرش اي علا وارتفع عليه علوا يليق بجلاله فايات الاستواء الدالة على ثبوت استواء الرب تبارك وتعالى على عرشه المجيد هي من جملة البراهين والدلائل على علو الله على خلقه فالاستواء علو وارتفاع والعرش هو سقف المخلوقات واعلاها واوسعها وقد وصفه الله سبحانه وتعالى في القرآن بانه عرش عظيم وعرش كريم وعرش مجيد. هذه كلها من اوصاف العرش ومما وصف الله سبحانه وتعالى به العرش فوصفه بالعظيم لانه واسع وهو اعظم المخلوقات واكبرها واوسعها ووصفه بانه كريم لجماله وبهائه وحسنه ووصفه بانه مجيد لسعته لان معنى المجد في اللغة السعة فهو مجيد اي واسع وهو اعلى المخلوقات قد قال عليه الصلاة والسلام اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الاعلى فانه اعلى الجنة ووسط الجنة وفوقه عرش الرحمن والعرش وما دونه خلق لله اوجده الله سبحانه وتعالى وخلقه جل وعلا والعرش وما دونه مفتقرون الى الله سبحانه وتعالى والله عز وجل الغني الحميد غني عن العرش وعما دونه جل وعلا واستواؤه جل وعلا على عرشه استواء عن غنى ليس مثل استواء المخلوق على ما يستوي عليه عن حاجة فالمخلوق عندما يستوي على شيء يكون محتاجا لما هو مستو عليه قال تعالى لتستووا على ظهوره اي الفلك والانعام واستواء الانسان على الفلك استواء عن حاجة فاذا غرقت غرق واستوائه على على الانعام استواء عن حاجة فاذا سقطت سقط واستواء الله تبارك وتعالى على عرشه عن غنى ليس عن حاجة فهو الغني جل وعلا عن العرش وعن ما دونه والعرش وما دونه مفتقرون الى الله سبحانه وتعالى من كل وجه والله غني غنى ذاتي عن كل مخلوقاته من كل وجه سبحانه وتعالى فاستواؤه على عرشه استواء عن غنى وليس عن حاجة فهو غني جل وعلا عن العرش وعن ما دونه والاستواء علو وارتفاع الاستواء علو وارتفاع لكنه علو مخصوص حيث قال استوى على العرش استوى على العرش ووصفة فعلية صفة فعلية والصفات الفعلية هي التي لها تعلق بالمشيئة تسمى صفات الافعال وتسمى الصفات الاختيارية لانها صفات لها تعلق بمشيئة والاختيار فهو علو مخصوص وهو فعل لله تبارك وتعالى من افعاله الاختيارية جل شأنه بينما العلو صفة العلو صفة ذاتية وليست صفة فعلية. اما علوه على العرش هذه صفة فعلية ولهذا ينبغي ان يعرف الفرق بين العلو الذي دل عليه اسمه العلي الاعلى المتعال وبين الاستواء الذي هو الذي هو علو على العرش فالعلو صفة ذاتية والاستواء صفة فعلية والاستواء صفة خبرية يعني لولا مجيء الخبر الكتاب والسنة بها لا سبيل الى العلم بها اما العلو فان العقل يدل عليه كما دل عليه الخبر يعني يمكن ان يستدله بالعقل ولهذا قال العلماء علو الله دل عليه الكتاب والسنة والاجماع والفطرة والعقل لكن بالنسبة للاستواء ما يقال دل عليه العقل لانه صفة خبرية صفة خبرية يعني لا مجال الى العلم بها الا من خلال الخبر ومجيء الخبر وهو الوحي كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه والله عز وجل ذكر استواءه على العرش في سبعة مواضع من القرآن ذكر سبحانه وتعالى استواءه على العرش في سبعة مواضع من القرآن وكلها اذا تأملتها موضعا موضعا تجد انها في مقام الثناء على الرب وذكر عظمته وكماله وجلاله وكبريائه في مقام الثناء على الرب بذكر صفاته وعظمته ونعوته جل وعلا ولو تتبعت المواضع السبعة التي فيها ذكر استواء الله تبارك وتعالى كلها تجدها مواضع في الثناء على الله وبيان كمال الرب وعظمة الرب بذكر صفاته فجاء ذكر الاستواء في اثناء ذكر صفات الرب الاخرى التي يثني الرب تبارك وتعالى بها على نفسه وهذا يفيدنا ان الاستواء شأنه والقول فيه كالقول في الصفات الاخرى التي وردت في السياق فباب الصفات واحد والقول فيها واحد وجميعها تمر كما جاءت ويؤمن بها كما وردت وانت اذا قرأت الايات تجد ان الاستواء ذكر مع غيره من صفات الله سبحانه وتعالى في مقام الثناء على الرب والتعظيم لله وبيان كماله سبحانه وتعالى بكمال صفاته فالاستواء صفة لله ثابتة له سبحانه وتعالى ثبوت الصفات الاخرى التي وردت في السياق نفسه وفي غيره من المواضع من كتاب الله تبارك وتعالى التأمل في هذه المواضع والتدبر فيها يفيد طالب العلم فائدة عظيمة في باب تعظيم الرب في باب تعظيم الرب تبارك وتعالى ومعرفة جلال الرب وكماله وانه المعبود بحق سبحانه وتعالى ولا معبود بحق سواه وجميعها سيقت برهانا على وجوب افراده بالعبادة واخلاص الدين له ولهذا ترى في الايات تقرير توحيد الالوهية الذي هو المقصود بذكر هذه البراهين من كمال الرب وعظمته بعظمة اسمائه وعظمة صفاته وعظمة افعاله جل وعلا مما هو آآ دليل بين وبرهان واضح على وجوب افراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة واخلاص الدين له قال رحمه الله تعالى وقوله الرحمن على العرش استوى في سبعة مواضع رحمن على العرش استوى في سبعة مواضع اي ان ذكر استواء الرب على العرش ان ذكرى استواء الرب على العرش ورد في سبعة مواضع من القرآن ستة منها قوله ثم استوى على العرش ثم استوى على العرش وواحد منها في سورة طه بقوله جل وعلا الرحمن على العرش استوى فهي ستة مواضع ذكر الاستواء استواء الرب تبارك وتعالى على العرش معدا بحرف على بحرف على وهو باجماع السلف معناه العلو والارتفاع وجاء ذكر الاستواء مضافا الى الله معدا بالا في موضعين من القرآن في موضعين من القرآن ثم استوى الى السماء وهي دخان جاء في موضعين ذكر الاستواء معدا بالا وهو ايضا باجماع اهل العلم بمعنى علا وارتفع وهو باجماع اهل العلم معناه علا وارتفع ولهذا قال بعض السلف استوى على العرش واستوى الى السماء اي علا وارتفع. قال هو سواء اي معناها العلو والارتفاع معناه العلو والارتفاع فجاء في سبعة مواضع من القرآن ذكر استواء الله تبارك وتعالى على العرش الموضع الاول في سورة الاعراف قول الله تعالى ان ربكم الله ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش اي الرب الذي اه تفرد بالربوبية والخلق والتدبير هو المعبود ولا معبود بحق سواه يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي اعبدوا من تفرد بالربوبية ومن تفرد بنعوت الجلال وصفات الكمال والعظمة ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام والله سبحانه وتعالى قادر على خلقها في لحظة واحدة. ولكن اقتضت حكمته جل شأنه ان خلق السماوات والارض في ستة ايام بدءا من يوم الاحد وانتهاء بيوم الجمعة كما جاء بذلكم كما جاء بتوضيح ذلكم الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ثم استوى على العرش ذكر جل وعلا استواءه على العرش معطوفا على خلق السماوات والارض بثم وثم اداة عطف تفيد التراخي والمهلة وتفيد التعقيب والترتيب وهذا فيه دلالة على ان استواءه تبارك وتعالى على عرشه بعد خلق السماوات والارض خلق السماوات والارض وما بينهما ثم استوى على العرش وليس معنى ذلكم ان عرشه المجيد لم يكن موجودا الا بعد وجود السماوات والارض ليس هذا معناه فالعرش موجود قبل خلق السماوات والارض بل جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض. بخمسين الف سنة وكان على الماء وكان عرشه على الماء وجاء ايضا في الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء اذا العرش موجود قبل ذلك لكن هذا الاستواء الذي ذكر هنا في في في في هذه الايات الاستواء الذي هو فعل مخصوص ثم استوى على العرش اي هذا الاستواء كان بعد خلق السماوات والارض استواء مخصوص على عرشه تبارك وتعالى آآ فعل فعله الله سبحانه وتعالى وكان بعد خلق السماوات والارض كما تفيده حرف ثم وفي هذا ابطال لمن يقول ان المراد بالاستواء الاستيلا الاستواء الاستيلة لان ثم تبطل قول هؤلاء استولى على العرش يعني ملكة استوى استوى استولى على العرش معنى استولى اي ملكه فهل يقول قائل ان ملك الله سبحانه وتعالى للعرش لم يكن الا بعد خلق السماوات والارض خلق السماوات والارض وما بينهما ثم ملك العرش هم يقولون الاس هو معناها الاستيلاء اي الملك فهل معنى ذلك ان استواء الله سبحانه وتعالى على العرش الذي معناه بزعمهم الاستيلا هل انما كان بعد خلق السماوات والارض لما اورد عليهم هذا الايراد وتبين لهم هذا الاشكال وهو ايراد قوي يبطل قولهم قالوا تحمل ثم على غير بابها تحمل ثم يعني بدل ان يرجعوا عن الخطأ الذي هم فيه قالوا تحمل ثم على غير بابها الاستواء حملوه على غير بابه وثم حملوها على غير بابه والعرش حملوه على غير بابه قالوا كناية عن الملك والرحمن حملوه على غير بابه فما بقي في الاية فعل ولا حرف ولا اسم الا وحمل على غير بابه ظلمات بعضها فوق بعض وهكذا تجد ان اصحاب الخطأ واصحاب الباطل يتمادون في الخطأ الا من يتداركه الله سبحانه وتعالى منهم برحمة فيتنبه ويعود ويرجع عن خطأه والا فان الاية واضحة المعنى ظاهرة الدلالة فهمها الصحابة وفهمها التابعون وما خاضوا فيما خاض به المتكلفون بل امروا النص كما جاء وامنوا به كما ورد ولما قال اولئك ان الاستواء هو الاستيلاء قيل لهم هاتوا شاهدا يدل على ان معنى الاستواء لغة الاستيلة فنقبوا وفتشوا وبحثوا شاهدا في دواوين اللغة وفي كتب الشعر وغيرها فما وجدوا دليلا وشاهدا الا بيت لسائر النصراني يقول فيه قد استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق. هذا كله بعد البحث الطويل ولهذا عامة كتبهم اذا ارادوا ان يستدلوا على ان الاستواء معناها الاستيلا قالوا قال الشاعر قد استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق يقول ابن تيمية رحمه الله لان الشاعر صاحب هذا البيت هو شاعر نصراني يقال له الاخطل فيقول ابن تيمية رحمه الله تبا لمن نبذ الكتاب قبحا لمن نبذ الكتاب وراءه واذا استدل يقول قال الاخطل قبحا لمن نبذ الكتاب وراءه واذا استدل يقول قال الاخطل في اللامية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ثم هذا البيت هذا البيت مع انه قيل انه مصنوع وقيل انه لا يعرف له قائل وقيل انه لشاعر نصراني وقيل انه محرف حوله امور كثيرة جدا على فرض صحة البيت على فرض صحة البيت وفرض صحة الاستدلال به فالبيت حجة عليهم لا لهم البيت حجة عليهم لا لهم لان السائر يمدح بسر وبشر قائد قد استوى بشر العراق بشر قائد قائد الخليفة عبدالملك بن مروان قائد من قواده فمدحه بشيء فعله وهو انه دخل العراق واستوى على على وارتفع على على العرش مدحه بهذا لو كان المراد بالمدح الاستيلا لكان الاحق بالمدح ليس القائد وانما الخليفة فالبيت اصلا حجة عليهم لا لهم. مع انه بيت وحيد فريد لم يجدوا غيره وهو حجة عليهم لا لهم ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءت عنه الفاظ اخرى تبين المعنى نفسه وهو العلو والارتفاع الذي اجمع عليه ائمة السلف واهل العلم قاطبة قال ان الله كتب كتابا فهو عنده فوق العرش فهو عنده فوق العرش. والله قال في القرآن يخافون ربهم من فوقهم وهنا في الحديث قال عنده فوق العرش فالعلو هو الفوقية الاستواء هو الفوقية والعلو والارتفاع على عرش اه على العرش كما اخبر الرب سبحانه وتعالى والواجب على المسلم فليؤمن بهذه الصفة وان يثبتها لله وان يمرها كما جاءت الرحمن على العرش استوى كما اخبر جل وعلا عن نفسه ومعنى استوى معروف علا وارتفع ولهذا جاء في الخبر ان رجلا فدخل على الامام مالك رحمه الله وقال يا ابا عبد الرحمن الرحمن على العرش استوى كيف استوى يا ابا عبد الرحمن الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما اراك يقول الا رجل سوء اخرجوه عني قال رحمه الله الاستواء معلوم اي معناه معلوم في اللغة نعرف معناه معناه لا يخفى استوى باجماع السلف على وارتفع والكيف مجهول لا نعلم كيفية استواء الرب ولا نخوض في الكيفية ومن خاض في الكيفية ابطل فنحن نثبت انه تبارك وتعالى استوى ولا نعلم كيف استوى لماذا؟ لانه اخبرنا جل شأنه انه استوى ولم يخبرنا. كيف استوى فالكيف مجهول لم يقل رحمه الله الكيف معدوم قال الكيف مجهول لان الله سبحانه وتعالى مستو واستواء له كيفية يعلمها سبحانه وتعالى لا نعلمها فقال الكيف مجهول اي لا نعلمه والسؤال عنه اي عن الكيفية بدعة والايمان به اي لست وواجب لان الله سبحانه وتعالى اخبر عن نفسه به وامتدح نفسه به واثنى على نفسه به فالايمان به واجب يجب علينا ان نؤمن به وان نثبته لله كما اثبته الله لنفسه وكما اثبته له رسوله صلوات الله وسلامه عليه كذلكم قول الله تعالى في سورة يونس ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش فيه اثبات استواء الله تبارك وتعالى على العرش نظير ما تقدم معنا في سورة الاعراف قال وقال في سورة الرعد الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش رفع السماوات اي جعلها بناء عاليا رفيعا بغير عمد اي لا امد لها اي لا عمد لها فهي بناء عالي والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون ورفعها سبحانه وتعالى وسميت سماء من السمو وهو العلو والرفعة بغير عمد اي بناها ورفعها دون عمد جل وعلا. والله على كل شيء قدير الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش ثم استوى على العرش عطف استواءه على العرش بعد رفع السماوات بحرف ثم الذي يفيد الترتيب التراخي والمهلة وقال تعالى في سورة طه الرحمن على العرش استوى وقال في سورة الرحمن ثم استوى على العرش الرحمن في سورة طه قدم الرحمن قدم الاسم قال الرحمن على العرش استوى وفي سورة الفرقان اخر الاسم قال ثم استوى على العرش الرحمن فليس سوى فعل اظافه الى نفسه تبارك وتعالى بهذا الاسم الرحمن والرحمن يدل على ثبوت الرحمة التي وسعت كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فذكر جل وعلا استواءه على العرش بالرحمة التي وسعت كل شيء ذكر سبحانه وتعالى الاستواء على العرش بالرحمة باسمه الرحمن الدال على الرحمة التي وسعت كل شيء ولهذا الرب جل وعلا مستو على عرشه المجيد يدبر امر امر ملكه جل وعلا كيف شاء خلقا ورزقا وعطاء ومنعا وقبضا وبسطا الاوامر نازلة منه جل وعلا كونية وقدرية يأمر بما يشاء ويحكم بما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه كل كل يوم هو في شأن تبارك وتعالى يدبر امر اه الخلق يصرف الكون كيف شاء بما شاء سبحانه وتعالى قال ثم استوى على العرش الرحمن وقال في سورة الف لام ميم السجدة الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش ثم استوى على العرش كذلكم هذه الاية فيها ذكر استواء الله تبارك وتعالى على عرشه معطوفا على خلقه للسماوات والارظ وما بينهما بحرف ثم والموضع السابع في سورة الحديد قول الله تعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش وايضا جاءت في مقام الثناء على الله من اول السورة كله ثناء على الله سبحانه وتعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلجأ في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. فالمقام كله مقام ثناء على الله سبحانه وتعالى بذكر استوائه على العرش وتأمل الاية وسيأتي تفصيل لاحقا لذلك ذكر فيها جل شأنه استوائه على العرش وهو استواء بذاته جل وعلا فوق عرشه فهو مستو على عرشه سواء يليق بجلاله وكماله وعظمته ثم ذكر في الاية نفسه انه مع خلقه قال وهو معكم اينما كنتم وهو معكم اينما كنتم فلا تنافي بين الاستواء والمعية لان الاستواء هو علو وارتفاع علو الرب سبحانه وتعالى نفسه جل وعلا وارتفاعه على عرشه والمعية معية للخلق بالعلم والاطلاع ولهذا كما قال الامام مالك رحمه الله قال الله فوق العرش وعلمه في كل مكان الله فوق العرش وعلمه في كل مكان فهو جل وعلا فوق عرشه سبحانه وهو مع خلقه بعلمه ولهذا تأمل الاية هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يجري في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير السياق السياق هنا كله في العلم السياق كله في العلم فالمعية هنا معية العلم والاطلاع وانه سبحانه وتعالى مطلع عليم محيط علما بكل خلقه لا تخفى عليه تبارك وتعالى خافية فهو عز وجل فوق العرش مستو عليه علوا يليق بجلاله وكماله وعظمته وهو مع خلقه بعلمه وهو مع خلقه بعلمه مطلعا يرى جل وعلا يعلم لا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية في الارض ولا في السماء اذا هذه ايات سبع كلها تقرر استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه المجيد استواء يليق بجلال الرب وكماله وعظمته سبحانه وتعالى والواجب اثبات هذه الصفة لله وامرارها كما جاءت والايمان بها كما وردت وهي صفة ثابتة في كتاب الله وفي سنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم واصل المصنف رحمه الله تعالى ذكر انواع الادلة على علو الله تبارك وتعالى على عرشه وهي انواع كثيرة اوصلها اه ابن القيم رحمه الله الى عشرين نوعا ويأتي الحديث عن هذه اه الانواع في لقائنا القادم ان شاء الله في درس الغد باذن الله تبارك وتعالى ونسأل الله الكريم اه لنا جميعا ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد انبه الى ان درس الواسطية يستمر آآ غدا الثلاثاء وايضا الاربعاء واما الاجازة التي هي مدة اسبوع لم يتبين لي فيها شيء لكن لا ادرس فيها الواسطية لان كثير من الاخوة سيسافر فان آآ مظيت في التدريس آآ اقرر كتابا مختصرا ننهيه في اسبوع الاجازة ثم نعود اه باذن الله تبارك وتعالى لتدريس الوسطية بعد الاجازة لكن غدا اه اه الذي هو الثلاثاء والاربعاء ليس في اجازة وبعض الطلاب يريدون ان يغيبون خلنا نشجعهم على الغياب. الاجازة تبدأ الاربعاء ونحن نستمر في الكتاب حتى اه اخر اه الوقت واذا بدأت الاجازة فعلا آآ يمكن ان يوقف الدرس كما ذكرت ويوم الخميس القادم ايضا درس الطحاوية كما هو باذن الله. اما الاسبوع القادم اندرس لم يتبين لي شيء الان. ان درست فاقرر متنا اه مختصرا لعلنا ننهيه في اسبوع ثم السبت ما بعد القادم نعود باذن الله تبارك وتعالى المواصلة في دراسة هذا الكتاب كتاب العقيدة الواسطية نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم. وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول السائل تفسير الاستواء اضافة الى العلو والارتفاع بالصعود والاستقرار. هل ثبت ذلك؟ نعم هذه الالفاظ كلها ثبتت والمعنى واحد المعنى واحد كلها تدل على معنى واحد والفاظ السلف المنقولة عنهم في هذا الباب على وارتفع وصعد واستقر. هذه العبارات الاربع كلها منقولة عن السلف لكن اكثر ما جاء عنهم آآ رحمهم الله ورضي عنهم من اطلاق في هذا الباب علا وارتفع نعم احسن الله اليكم يقول اذا كان لا يصح المجاز في صفات الله جل وعلا فبما نفسر قوله نحن وانا وما اشبه ذلك هذه آآ يذكرها الرب سبحانه وتعالى تعظيما بيانا لعظمة الرب الذي نزل هذا الوحي وحفظ هذا الوحي وله جل وعلا آآ الامر والنهي والحكم والتدبير سبحانه وتعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فهذا كله آآ في مقام التعظيم وهو اسلوب عربي معروف نعم احسن الله اليكم يقول هل يصح التعبير بان الله مستو على عرشه بذاته وانه ينزل بذاته الله جل وعلا مستو على عرشه بذاته ومن لم يقل انه مستو على عرشه بذاته لم تتمحص عنده العقيدة لم تتمحص عنده العقيدة ولم تتبين ومثل هذه الالفاظ التي وجدت عند السلف مثل بذاته والقرآن كلام الله غير مخلوق وكلمة باء ونحوها من الالفاظ هذه الفاظ تمحص العقيدة وتميزها عن عقيدة مبطلة عن عقيدة مبطلة فهي الفاظ تمحص العقيدة وتبينها ولهذا مما ينقل عن احد السلف انه اه امتحن رجلا اه ليتأكد من توبته الصادقة من اعتقاد الجهمية في نفي استواء الله قال تثبت ان الله مستو على العرش؟ قال نعم قال تثبت انه باء من خلقه؟ قال لا ادري ما بائن. قال قال هو جهمي يعني ما ترك العقيدة التي هو عليها فهذه الفاظ تمحص العقيدة نعم اه احسن الله اليكم يقول جاء في الحديث ينزل ربنا في الثلث الاخر من الليل الحديث يقول هل القصد النزول فعلا ام احاطته حيث اشكل علي هذا يأتي حديث النزول عند شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ويأتي ايظا ذكر معناه وهو معناه واضح والنزول معناه واضح لا يخفى لانسان يعرف العربية الفرق بينما نزل وصعد او نزل وجاء فهي كلمات واضحة المعاني فالنزول نؤمن به ونمره كما جاء. اما كيفية نزول الرب تبارك وتعالى فالله اعلم به ولا نقول ينزل كنزولنا لا نقول ينزل كنزولنا فهذا تشبيه باطل وكفر بالله بل نقول ينزل نزولا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى نعم اه تكرر السؤال كأن الاخ اه اه مسألة كمال الظد في الصفات المنفية لا الثبوتية الصفات المنفية كل نفي كل نفي هذه قاعدة كل نفي في في في صفات الله تبارك وتعالى فهو متظمن ثبوت كمال الظد متظمن ثبوت كمال ظد المنفي لله سبحانه وتعالى فنفع عن نفسه النسيان وهو يتضمن ثبوت كمال العلم نفى العجز لكمال القدرة نفى السنة والنوم لكمال الحياة والقيومية. نفى الظلم لكمال العدل وهكذا ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين