الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت حديث حسن وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فلا يبصن قبل وجهه ولا عن يمينه فان الله قبل وجهه ولكن عن يساره او تحت قدمه متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع والارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب منزل التوراة والانجيل والقرآن. اعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة انت اخذ بناصيتها. انت اول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك شيء اقضي عني الدين واغنني من الفقر. رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع الصحابة اصواتهم بالذكر ايها الناس اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون ما اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا بصيرا قريب. انما تدعون سميعا بصيرا قريبا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته متفق عليه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الاحاديث الاربعة كلها في اثبات معية الله عز وجل وقربه جل وعلى من عباده وانه احاط بهم جل وعلا علما وانه قريب منهم يسمع دعاءهم ويجيب نداءهم ويثيب عابدهم وقد اورد شيخ الاسلام رحمه الله هذه الاحاديث عقب ايراده احاديث مثبتة لعلو الله جل وعلا على خلقه مشيرا بذلك الى انه لا تنافي بين اثبات العلو والمعية او العلو والقرب وسيأتي عند شيخ الاسلام رحمه الله تحقيق لذلك وبيان الجمع بين النصوص الواردة في ذلك وانه لا تنافي بينها الحديث الاول من هذه الاحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت قال حديث حسن هو حديث رواه الطبراني في معجمه وابو نعيم في الحلية وغيرهما قال افضل الايمان وهذا فيه ان الايمان يتفاضل وان امور الايمان متفاضلة لها اعلى وادنى كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث الشعب الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق فالايمان له شعب وخصال عديدة داخلة في مسماه منها ما يكون في القلب ومنها ما يكون باللسان ومنها ما يكون بالجوارح وهي متفاضلة ليست في درجة واحدة وقوله افضل الايمان هذا نص في التفاضل بين شعب الايمان وان بعضها افضل من بعض وان ما يتعلق بالايمان بالله سبحانه وتعالى معرفة به وتوحيدا له واخلاصا واقرارا عظمته جل شأنه واستحضارا لاطلاعه وعلمه هذا اعظم الايمان واساس الايمان وقد قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فكلما كان العبد بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته جل وعلا ابعد والحديث فيه دلالة على عظم اثر الايمان والمعرفة بالله سبحانه وتعالى على العبد من حيث صلاح اعماله واستقامة احواله والبعد عما يسخط الله جل وعلا فافضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت اي سواء كنت في مكان خفي او في مكان او موضع معلن في غيب او شهادة او سر او علانية تعلم ان الله معك لا تخفى عليه منك خافية يسمع كلامك ويرى فعالك ويعلم بحالك لا تخفى عليه تبارك وتعالى منك خافية اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب واذا كان العبد بهذا الوصف وبهذا الاستشعار معية الله سبحانه وتعالى له كان ذلكم اكبر زاجر واعظم رادع بل قال الامام الشنقيقي رحمه الله اتفق اهل العلم على ان اعظم زاجر ان تعلم ان الله يراك اتفق اهل العلم على ان اعظم زاجر ان تعلم ان الله يراك وانه عليم بك مطلع عليك ولهذا ترى كثيرا من ايات القرآن تختم بهذا تختم بذكر ان الله عز وجل بكل شيء عليم بكل شيء خبير بكل شيء بصير بصير بما تعملون خبير بما تعملون كثير من الايات تختم بهذا المعنى لان هذا اكبر زاجر واعظم رادع للعبد فافضل الايمان ان تعلم ان الله معك افضل الايمان ان تعلم ان الله معك لان العبد اذا كان بهذه الصفة هدي الى كل خير ووفق باذن الله تبارك وتعالى لكل فضيلة فاذا قام بطاعة وعبادة قام بها على وجه الاخلاص والمراقبة لله سبحانه وتعالى لانه في عبادته يستشعر ان الله معه مطلع عليه. الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين واذا دعته نفسه يوما لمعصية او خطيئة او مخالفة امتنع من ذلك لانه يستشعر ان الله سبحانه وتعالى معه مطلع عليه فيكون هذا الايمان وهذا الاستحضار لمعية الله سبحانه وتعالى سائقا للفظائل وحاجزا عن القبائح والرذائل يسوق العبد الى الفضائل من اخلاص واحسانا ومراقبة وجدا واجتهادا في طاعة الله سبحانه وتعالى وفي الوقت نفسه يحجزه ويردعه عن الرذائل وهذا اكبر واعظ اذا قام في قلب العبد ووفق العبد لتحقيقه فقد وفق للخير كله ولهذا ورد هنا افضل الايمان ان تعلم ان الله معك ان تعلم ان الله معك حيثما كنت اي في اي مكان تكون في ليل او نهار في سر او علن في بر او بحر في حاضرة او بادية في اي مكان اينما تكون فالله جل وعلا معك. مطلع عليك لا تخفى من لا تخفى عليه منك خافية يعلم السر واخفى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ لما بعثه الى اليمن قال له اتق الله حيثما كنت اتق الله حيثما كنت وهذا بمعنى هذا الحديث اتق الله حيثما كنت اي انك اينما تكون فالله معك مطلع عليك يعلم بحالك وكذلكم في حديث جبريل المشهور قال الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فان لم تكن تراه فانه يراك اي ان تستحضر رؤية الله لك واطلاعه عليك وعلمه بك وهذا استشعار هو الذي يحقق للعبد مقام الاحسان الذي هو اعلى درجات الدين وارفع رتب الدين فالاحسان انما يكون اذا كان العبد بهذا الوصف الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان تعلم ان الله معك اينما كنت ان تعلم ان الله معك اينما كنت وقوله معك فيه اثبات المعية والمراد بالمعية هنا المعية العامة التي هي معية الاطلاع والعلم وانه جل وعلا لا تخفى عليه خافية كقوله قد سبق ان مر معنا يعلم ما ينجو في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير فقوله وهو معكم اي بعلمه واطلاعه وكذلكم هنا قوله ان تعلم ان الله معك اي بعلمك اي بعلمه معك اي بعلمه واطلاعه فاينما تكون كن على علم ويقين ان الله معك اي بعلمه واطلاعه وهو عز وجل مستو على عرشه المجيد بائن من خلقه جل وعلا وهو مع خلقه بعلمه لا يخفى عليه خافية وخالق هذا الكون عالم بكل ذراته ودقائقه الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فخلقه لهذه المخلوقات وايجاده لهذه البريات دليل على احاطة علمه بها فافضل الايمان واعلاه ايمان العبد واقراره بان الله سبحانه وتعالى معه مطلع عليه وهذا الحديث فيه ما يتعلق بالتوحيد العلمي توحيد العلم ان تعلم قال نظير ما في الاية الكريمة لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما فهذا توحيد علمي والتوحيد الذي خلق الله الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه نوعان علمي وعملي العلم هذا والعمل ان تعبد الله ان تعبد الله مخلصا له الدين وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون واذا صح من العبد علمه بالله ايمانا به وبعظمته وجلاله واطلاعه اورثه ذلك مراقبة وخشية لله واحسانا في عبادته وحسن التقرب اليه جل وعلا ثم اورد رحمه الله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة اذا قام احدكم الى الصلاة فلا يبصق قبل وجهه ولا عن يمينه فان الله قبل وجهه ولكن عن يساره او تحت قدمه متفق عليه وهذا الحديث فيه اثبات احاطة الله سبحانه وتعالى وكان الله بكل شيء محيطا وانه عز وجل محيط بكل شيء جل وعلا واثبات قربه جل وعلا من من العابد المقبل على الله عز وجل المحسن في عبادته وتقربه لربه جل وعلا وفي الحديث بيان لمكانة الصلاة وعظم شأنها ورفيع منزلتها وانها صلة بين العبد وبين الله وان العبد في صلاته ينبغي ان يكون على احسن هيئة واحسن حال واحسن صفة وان يكون بعيدا عن الخصال الذميمة والخلال المشينة بل يكون مقبلا في صلاته على ربه سبحانه وتعالى بخضوع وخشوع واستحضار لقرب الله جل وعلا منه واطلاعه عليه قال اذا قام احدكم الى الصلاة اذا قام احدكم الى الصلاة اي شرع في الصلاة ودخل في هذه العبادة فلا يبصق قبل وجهه ولا عن يمينه نهي عن البصر والبصق معروف وهو البزاق او التفال او التفل لا يبصق قبل وجهه اي امامه ولا عن يمينه اما قبل الوجه فالنهي عنه ذكر تعليله في الحديث قال فان الله قبل وجهه فان الله قبل وجهه لان المصلي اذا صلى فان الله جل وعلا كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام قبل وجهه والحديث على ظاهره الحديث على ظاهره كما اخبر عليه الصلاة والسلام فالمصلي اذا صلى فالله جل وعلا قبل وجهه ولا ينافي هذا العلو فالعلو ثابت ومر معنا اثبات العلو بالادلة التي ساقها رحمه الله تعالى ثم اتبعها بهذه الاحاديث التي هي ليست معارضة لما سبق ولا متنافيا مع ما سبق فالله سبحانه وتعالى قبل ووجه المصلي مع علوه سبحانه وتعالى مع علوه وهذا امر نشهده في اشياء مخلوقة امر نشهده في اشياء مخلوقة يقول المسافر القمر قبل وجهنا او القمر امامنا والقمر في السما عاليا والقمر في السماء عاليا والسماء نفسها تكون هي فوق الانسان وايضا تكون قبل وجهه تكون قبل وجهه فالشاهد ان اثبات ان الله سبحانه وتعالى قبل وجه المصلي لا ينافي علو الله بل هذا حق وهذا حق هذا ثابت وهذا ثابت هذا اثبته النبي عليه الصلاة والسلام وهذا اثبته ولهذا قال المصنف رحمه الله في كتابه الحموية قال الحديث حق على ظاهره الحديث حق على ظاهره وهو سبحانه فوق العرش وهو قبل وجه المصلي وهو سبحانه فوق العرش وهو قبل وجه المصلي بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات فان الانسان لو انه يناجي السماء على سبيل الافتراض لو انه يناجي السماء او يناجي الشمس او القمر لكانت السماء والشمس والقمر فوقه وكانت ايظا قبل وجهه لكانت السماء والشمس والقمر فوقه وكانت ايظا قبل وجهه فالحديث على ظاهره. قال فان الله قبل وجهه وقوله ولا عن يمينه ولا عن يمينه النهي عن التفل او البصق الى جهة اليمين لم يذكر في هذه الرواية لكن جاء في بعض الروايات في البخاري وغيره ذكر تعليل ذلك وهو ان على آآ يمينه ملكين ان على فان على يمينه ملكين فنهي ان يبصق على يمينه نوي ان يبصق على يمينه اي احتراما اه اه للملكين على يمين العبد على يمين المصلي قال ولكن عن يساره او تحت قدمه ولكن عن يساره او تحت قدمه وهذا ايضا محمول على ما اذا لم تكن الصلاة في المسجد اما اذا كانت في المسجد فلا يجوز ذلك. لان البصاق في المسجد خطيئة. كما صح بذلكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا فلا يبصق لا تحت قدمه ولا عن عن يساره اذا كانت الصلاة في اه في المسجد اما اذا كانت في اه في في صحراء او في بر او نحو ذلك فيبصق تحت قدمه اه او عن يساره اذا كان في فمه نخامة تؤذيه تشغله عن صلاته لا يبقيها بل ياه يا يا يا يبصقها اما تحت قدمه او يبصقها عن يساره كما اه وجه وارشد صلوات الله وسلامه عليه ولكن عن يساره او تحت قدمه و اه اذا كان اذا كانت الصلاة في المسجد فانه يجعل ذلك في منديل او نحو ذلك ولا يؤذي به اه المصلين لا يؤذي وانما يحرص على آآ العناية بهذا الجانب عدم ايذاء المصلين والحديث فيه ارشاد الى الى هذا المعنى. ارشاد الى هذا المعنى ودلالة عليه وكذلك من فوائد الحديث العظيمة جدا في باب الدعوة والتعليم والتوجيه انك عندما تنهى عن امر خطأ او شيء فيه مخالفة او عمل فيه نكارة ارشد من من تنهاه الى العمل الصحيح لا تقولوا راعنا وقولوا انظرن فلا تكتفي بنهي من تنهاه عن الامر الذميم وانما ضم الى ذلك دلالته على البديل الصالح والطريقة الصالحة والعمل الصالح والاسلوب الطيب وهذا يأتي كثيرا في الايات وفي الاحاديث ينهى عن الاشياء الذميمة هو يذكر في الوقت نفسه الاعمال الصالحة الطيبة. ولهذا قال لا يبصق قبل وجهه ولا عن يمينه نهى عن شيء ثم ذكر اه بديله قال ولكن عن يساره او تحت قدمه ولكن عن يساره او تحت قدمه ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى الحديث الثالث وهو حديث ابي هريرة وهو في صحيح مسلم كما ذكر ذلك المصنف رحمه الله وفيه الدعاء هذا الدعاء العظيم وهو دعاء يشرع ان يقوله المسلم اذا اوى لفراشه لينام كما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا اذا اخذنا مضجعنا يأمرنا اذا اخذنا مضجعنا فهذا الذكر او هذا الدعاء العظيم دعاء يقال عند النوم عندما يأوي المسلم الى فراشه لينام والنوم ورد آآ آآ عند عندما يأوي المسلم الى فراشه وردت اذكار وادعية عن النبي عليه الصلاة والسلام تقرب كما قال ابن القيم رحمه الله من الاربعين حديثا تقرب من الاربعين حديثا وهذا اشار اليه رحمه الله في بعض كتبه واذكر في لقاء سابق قديم في اشرت الى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى شجعت الى جمع الاربعين الاحاديث الواردة في اذكار النوم فاحد طلاب العلم من الجزائر اخبرني انه جمع هذه الاحاديث واعتنى بها عناية دقيقة لكن لا ادري ماذا صنع بها؟ الشاهد ان الاذكار الواردة في النوم الاذكار الواردة في النوم تبلغ اه هذا العدد اربعين حديثا وهي احاديث عظيمة جدا وينبغي على المسلم اذا اوى الى فراشه ان يكون له حظ ونصيب من هذه الاذكار والادعية اولا عناية بالفاظها عناية دقيقة كما جاءت عن النبي عليه الصلاة والسلام وثانيا محافظة عليها كل ليلة فان عليا رضي الله عنه قال في احد اذكار النوم ما تركته منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ولا ليلة صفين؟ قال ولا ليلة صفين وليلة صفين ليلة شدة قالوا ولا ليلة صفين؟ قال ولا ليلة صفين. فيعود نفسه على المحافظة عليها كل ليلة وثالثا يستشعر معانيها ودلالاتها ويحقق ما دلت عليه من الايمان والتوحيد فان من حافظ عليها ونام ينام على الفطرة ينام على التوحيد ينام على البراءة من الشرك ينام ولا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان. الى غير ذلكم من الاثار والثمار العظيمة التي جاء مصرحا بها في هذه الاحاديث التي يشرع المسلم ان يقولها عندما يأوي الى فراشه ويأتي من هذه الاذكار والادعية بما يتيسر له يجتهد في ان يأتي بما يتيسر له والشيطان حريص على صد العبد عن هذه الاذكار والدعوات وصرفه عنها لينام على غير ذكر لله سبحانه وتعالى هذا الحديث الذي اورده المصنف رحمه الله تعالى هو احد اذكار النوم التي يشرع للمسلم ان يقولها اذا اوى الى فراشه لينام قال يقول اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم اللهم رب السماوات السبع ورب اه العرش العظيم عندكم رب الارض اه اللهم رب السماوات السبع ورب الارض ورب العرش العظيم. اللهم رب السماوات السبع ورب الارض ورب العرش العظيم هذه توسلات الى الله سبحانه وتعالى بين يدي مطلوب عظيم بدأ هذه التوسلات بربوبية الله عز وجل لهذه المخلوقات العظيمة السماوات السبع والارض والعرش العظيم وهذه اكبر المخلوقات واعظمها واكبر هذه المخلوقات العرش ولهذا اتبع بهذا الوصف العرش العظيم لانه اعظم المخلوقات اكبرها اوسعها ولهذا جاء وصفه بالقرآن بذلك وبالمجد. قال ذو العرش المجيد في قراءة والمجد هو السعة لان العرش اوسع المخلوقات هو اكبرها فهذا توسل الى الله سبحانه وتعالى بروبيته لهذه المخلوقات العظيمة الكبيرة الواسعة السماوات السبع والارض العرش العظيم توسل الى الله بربوبيته لهذه المخلوقات العظيمة ثم قال ربنا ورب كل شيء ربنا هذا توسل الى الله عز وجل بربوبيته للعباد وقوله ورب كل شيء هذا تعميم بعد تخصيص خصص اولا الربوبية في السماوات والربوبية للارض وربوبية للعرش الربوبية للعباد ثم عمم ورب كل شيء فهذا تعميم بعد تخصيص وهذا فيه ان العبد عندما يتوسل بهذه التوسلات يستحظر عظمة الله جل وعلا وان هذه المخلوقات العظيمة الكبيرة كلها خاضعة لربوبية الله لتدبيره طوع تصريفه سبحانه وتعالى قال فالق الحب والنوى وهذا ايضا توسل الى الله سبحانه وتعالى بكونه فالق الحب والنوى والفلق الشق والنوى معروف وهو ما يكون به النبات من زروع واشجار النوى فالق الحب والنوى ما يكون به النبات من زروع واشجار. الحب اه البذور الصغيرة التي تنبت بها الزروع والنوى هو الذي تنبت به الاشجار مثل نواة التمر ونواة كثير من الفواكه في داخلها نواة اذا وضعت في الارض وهي قطعة يابسة جامدة يخرج يشقها الله سبحانه وتعالى وهي في الارض ثم يخرج منها الاشجار الكبار الظخمة والحبة حبة الشعير وحبة القمح والحنطة وغير ذلك حبة صغيرة يابسة واذا وضعت في الارض يفلقها يشقها رب العالمين ثم يخرج منها الزروع فهذا توسل الى الله سبحانه وتعالى بكونه فالق الحب والنوى وهذه اية من ايات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وكمال تدبيره فهذه النواة والحبة صغيرة اليابسة الجامدة يفلقها يشقها رب العالمين ثم تخرج الزروع الكثيرة والاشجار الكبيرة الظخمة وهذا من ايات الله الدالة على ربوبيته سبحانه وتعالى وعظمته فهذا التوسل الى الله توسل الى الله جل وعلا بكونه فالق الحب والنوى قال منزل التوراة والانجيل والقرآن منزل التوراة والانجيل والقرآن في المخلوقات قال رب وفالقا المخلوقات قال رب وفارقا وفي القرآن قال منزلا وفي هذا رد على من يسوي بين الجميع ويجعلها كلها مخلوقة كارباب الباطل والضلال الذين يقولون القرآن مخلوق تعالى الله عما يقولون فالقرآن كلام الله منزل ليس مخلوق ولهذا قال عليه الصلاة والسلام رب فالق وفي القرآن والتوراة والانجيل قال منزلا لان القرآن منزل من رب العالمين كلام الله وانه لتنزيل رب العالمين نزل بها الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. فالقرآن منزل غير مخلوق قال منزلة منزلة التوراة والانجيل والقرآن. ذكر هذه الكتب المنزلة الثلاثة. لان اعظم الكتب المنزلة خصت بالذكر لانها اعظم الكتب المنزلة التوراة المنزلة على موسى والانجيل المنزل على عيسى والقرآن المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام وذكرت هذه الكتب الثلاثة حسب ترتيبها الزماني في النزول. والا فالقرآن اعظمها وافضلها لكنها رتبت حسب الترتيب الزماني في النزول فبدأ بالتوراة فبدأ بالتوراة لان التوراة نزلت اولا ثم بعدها الانجيل ثم بعدها القرآن فذكرت هذه الكتب مرتبة حسب ترتيبها الزماني في النزول قال منزل التوراة والانجيل والقرآن ذكر انزال هذه الكتب عقب آآ ذكر التوسل الى الله بانزال هذه الكتب عقب التوسل اليه بكونه فالق الحب والنوى وفي ذكر هذين الامرين متواليين حكمة ولطيفة وهي ان الحب والنوى تخرج به الزروع والاشجار التي بها غذاء الابدان الذي التي بها غذاء الابدان ونزول هذه الكتب بها غذاء القلوب والارواح بها غذاء القلوب والارواح وهما غذائان يحتاج اليهما العبد الزروع الاشجار غذاء لبدنه والكتب المنزلة غذاء قلبه وروحه غذاء لقلبه وروحه وكما ان الانسان لا يعيش بدنه الا بالغذاء فكذلك لا يحيا قلبه الحياة الحقيقية الا بالوحي وقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذين الغذائين في قوله الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارظ بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون قال منزلا التوراة والانجيل والقرآن كل ما سبق من بدء هذا الدعاء توسلات الى الله توسلات الى الله سبحانه وتعالى وهذه التوسلات هي اعظم الوسائل اعظم الوسائل ان تتوسل الى الله جل وعلا باسمائه وصفاته وافعاله وعظمته هذه اعظم الوسائل هي عمل بقول ربنا جل شأنه قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايما تدعوا فله الاسماء الحسنى وعملا بقوله ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها تدعوه بها فاعظم وسيلة ان تتوسل الى الله سبحانه وتعالى باسماءه وصفاته ان تتوسل الى الله جل وعلا باسمائه وصفاته ولما جهل اقوام هذا التوسل زهدوا به واعرضوا عنه ولم يقبلوا عليه ولم يعتنوا به في ادعيتهم واخذوا يتوسلون بتوسلات يعظمونها ويفخمون امرها وهي توسلات مبتدعة محدثة لا دليل على مشروعيتها لا في كتاب الله ولا في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام كالتوسل بجاه المخلوقين او ذواتهم او غير ذلكم من التوسلات المحدثة فيشغلون اوقاتهم ودعواتهم بتوسل محدث ويدعون مثل هذه التوسلات العظيمة المباركة التي كان يتوسل بها نبينا عليه الصلاة والسلام ويرشد امته الى التوسل بها والعناية بها قال اعود بك من شر نفسي ومن شر كل دابة انت اخذ بناصيتها هذا هو المطلوب بعد ذكر التوسلات المتقدمة ذكر الحاجة والمطلوب وهي الطلب من الله سبحانه وتعالى ان يعيذه. اعوذ بك اعوذ بك والاستعاذة هي الاعتصام والالتجاء الى الله عز وجل بان يقيه شر الاشرار وكيد الفجار واذى المؤذين وكيد الكائدين يلتجأ الى الله فالاستعاذة اعتصام بالله والتجاء اليه سبحانه وتعالى اعوذ بك من شر نفسي من شر نفسي. هذه اللفظة من شر نفسي ليست موجودة في اه الحديث في صحيح مسلم ولا ايظا في مصادر الحديث مصادر التخريج للحديث وشيخ الاسلام رحمه الله اورد الحديث نفسه في مواضع من مصنفاته بدون هذه الزيادة فالاقرب والله تعالى اعلم ان كانت ثابتة في نسخ الواسطية لشيخ الاسلام انها من زيادات بعض النساخ من زيادات بعظ النساخ لانها ليست في الحديث والحديث احال فيه رحمه الله الى صحيح مسلم وهي ليست في صحيح مسلم ولا ايظا في مصادر اه التخريج الاخرى التي خرجت هذا الحديث لكن جاء التعوذ بالله عز وجل من شر النفس في اذكار النوم في دعاء اخر غير هذا الدعاء في الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر الصديق لما قال للنبي عليه الصلاة والسلام علمني دعاء ادعو الله به اذا اصبحت واذا امسيت قال له عليه الصلاة والسلام تقول اللهم اه فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه اشهد ان لا اله الا انت اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وان اقترف على نفسي سوء او واجره الى مسلم قال قله اذا اصبحت واذا امسيت واذا اويت الى مضجعك واذا اويت الى مضجعك فهو يقال في الصباح والمساء وعند النوم وهو حديث ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام التعوذ بالله من شر النفس عند النوم ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام ولكن ليس في هذا الحديث وانما في حديث ابي بكر فرظي الله عنه الذي اشرت اليه والنفس لها شر يستعاذ بالله من شرها نعوذ بالله من شرور انفسنا. فالنفس لها شر وهذا الشر الذي في النفس يوصل العبد الى المهالك لان ما ينجم من العبد من اخطاء ومخالفات وتعديات يضر بها نفسه او يضر بها الاخرين اما ان تكون ناشئة عن شر النفس او تكون ناشئة عن شر الشيطان فهما مصدرا الشر ومنبعه فتعود في حديث ابي بكر من مصدري الشر ومنبعه شر النفس وشر الشيطان وشركه ثم ذكر نتيجة هذين الشرين وما يؤولان به اليه قال وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم لان الانسان اذا طاوع شر نفسه او طاوع الشيطان فيما يدعو اليه الذي ينتج عن عن ذلك اما ان يلحق بنفسه سوءا او يلحق السوء بالاخرين او الامرين معا فتعوذ بالله سبحانه وتعالى من ذلك. الشاهد ان النفس لها شر ويشرع للمسلم ان يتعوذ بالله من شر نفسه عندما يأوي لا لفراش لينام لكن ليس في هذا الحديث وانما في حديث آآ ابي بكر رضي الله عنه قال اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيته. هكذا الحديث بدون هذه الزيادة. اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها. اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها وهذا التعوذ تعوذ بالله سبحانه وتعالى من شر جميع الدواب من شر جميع الدواب وكل دابة فرب العالمين اخذ بناصيتها وهي طوع تدبيره سبحانه وتعالى وتسخيره كما قال جل وعلا في القرآن ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم وليس المراد بالدابة ذوات الاربع كما هو يطلق اصطلاحا في بعض الكتب عندما يقال الدواب يقصد بها ذواته الاربع فليس المراد بالدابة ذوات الاربع وانما كل ما يدب سواء زحفا او مشيا على قدمين او اه على اربع فهذه كلها دواب كلها دواب والله خلق كل دابة مما فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على اربع كلها دواب فالحديث يتناول ذلك كله يتناولن ذلك كله من شر كل دابة ان تاخذه بناصيتها. يتناول الحشرات والزواحف والعقارب والحيات وغير ذلك ويتناول ايضا الوحوش والسباع وغيرها ويتناول ايضا الادميين وسرورهم واذاهم وعدوانهم يتناول كل هذه الدواب يتناول كل هذه الدواب اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها والدواب كلها رب العالمين اخذ بناصيتها والدراسية مقدمة الرأس فلا يتحرك متحرك من هذه الدواب الا باذن الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهذا فيه توسل الى الله سبحانه وتعالى بكونه اخذ ناصي جميع الدواب وانه على كل شيء قدير سبحانه وتعالى اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيته انت اخذ بناصيتها هذا فيه توسل الى الله سبحانه وتعالى اه انه جل وعلا على كل شيء قدير وانه سبحانه وتعالى آآ اخذ نواصي جميع الدواب لا يتحرك منها متحرك ولا يسكن ساكن الا باذنه سبحانه وتعالى فهذا فيه قوة الايمان والثقة بالله والتوكل على الله سبحانه وتعالى لان الدواب مهما كانت ومهما بلغت في قوتها او بطشها او شدتها او عظم اذاها فهي لا تتحرك الا باذن الله لا تتحرك الا باذن الله فيستشعر العبد ذلك ويقوي الثقة بالله والتوكل على الله سبحانه وتعالى ويعظم الالتجاء اليه وهذا فيه فائدة ان الاذكار المأثورة والدعوات المشروعة فيها فائدة عظيمة جدا من ناحية تغذية الايمان وتقويته في القلوب ولا سيما اذا استشعر العبد المعاني والدلالات فالعبد عندما يأتي بالاذكار سواء اذكار النوم او اذكار الصباح او المساء مع استشعار المعاني والدلالات يجد ان هذه الاذكار تجدد تجدد ايمانه وتقوي صلته وتوكله على الله وحسن الالتجاء اليه واخلاصه لله سبحانه وتعالى ففي كل مرة يجدد فيها الذكر لله يتجدد الايمان ويقوى التوحيد وتعظم الصلة بالله سبحانه وتعالى ويحصل التوكل عليه جل وعلا لانه لا يزال مع هذه الاذكار يتعلم ويؤمن ويقر بان له ربا وانه قدير وانه عليم وان كل شيء هو اخذ بناصيته وانه رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم ورب كل شيء الى غير ذلك كمن معاني الايمان وحقائق الدين التي لا تزال تتقوى في قلب العبد وتتجدد في في نفسه مع تجدد هذه الاذكار والعناية بها ثم قال عليه الصلاة والسلام اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء هذا توسل الى الله سبحانه وتعالى بهذه الاسماء الاربعة الحسنى لله سبحانه وتعالى وقد مرت معنا هذه الاسماء في صدر هذه الرسالة عندما اورد المصنف في الايات قول الله سبحانه وتعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. ومضى هنا الكلام عن معاني هذه الاسماء ومضى ايضا الاستدلال على معانيها بهذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث خرج مخرج التفسير والتوضيح لتلك الاسماء فاضافة الى التوسل الى الله سبحانه وتعالى بتلك الاسماء العظيمة استحضار المعاني والحديث فيه دلالة على ان اسماء الله ليست اعلاما محضة لا معاني لها بل هي اسماء دالة على معاني وصفات ما من اسم من من اسماء الله الا وهو دال على معاني وصفات ثابتة لله سبحانه وتعالى. ولهذا توسل نبينا عليه الصلاة والسلام هذا التوسل بهذه الاسماء لله وذاكرا مع كل اسم معناه وما يدل عليه وما يدل عليه قال اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وهذا فيه احاطة الله جل وعلا الزمانية فهو عز وجل اول ليس لاوليته ابتداء ليس قبله شيء واخر ليس لاخرية انتهاء ليس بعده شيء قوله وانت الاخر وهو انت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء هذه احاطة مكانية فهو الظاهر جل وعلا والظهور هو العلو الظاهر اي العالي على خلقه سبحانه وتعالى وبهذا فسر النبي عليه الصلاة والسلام اسم الله الظاهر قال ليس فوقك شيء فالظهور هو الفوقية فسره بالفوقية والمراد بالفوقية طوقية الذات والقدر والقهر كلها ثابتة لله والظهور ظهور الذات والقدر والقهر ظاهر جل وعلا له اه الظهور عق علوا بذاته وقدره وقهره سبحانه وتعالى قال اللهم انت الظاهر ليس فوقك شيء ففسر الظهور بالفوقية فسر الظهور بالفوقية بانه سبحانه وتعالى فوق مخلوقاته. قال ليس فوقك شيء اي هو جل وعلا فوق مخلوقاته فهو فوق عرشه والعرش هو سقف المخلوقات واعلاها وانت الاخ وانت الباطن فليس دونك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء وهذا فيه اثبات دنو الله سبحانه وتعالى من عباده وان هذا الدنو لا يتنافى مع العلو فهو جل وعلا عال في دنوه دان في علوه. وسيأتي توضيح ذلكم عند المصنف رحمه الله تعالى فهو عز وجل فوق عرشه وهو دان من عبادة جل وعلا فالبطون هو الدنو البطون هو الدنو وهذا الدنو لا يتنافى مع كونه على عرشه بائن من خلقه جل وعلا قال اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء فيه توسلات ما المطلوب قال اقضي عني الدين واغنني من الفقر اقضي عني الدين واغنني من الفقر قضاء الدين اداؤه والاعانة على اداءه والقيام به والدين هنا اعم من ان يكون المراد به الحقوق التي للانسان او للانسان على اه آآ التي على الانسان عند الحقوق التي عليه للناس الحقوق التي على الانسان للاخرين اعم من ذلك بل يشمل الاعانة على اداء حقوق الله وحقوق العباد حقوق الله وحقوق العباد لان حقوق الله امانة يجب على العبد ان يقوم بها وان يوفي بها وايضا حقوق العباد امانة يجب ان يؤديها لهم فهو يسأل الله سبحانه وتعالى ان يعينه على ذلك. اقض عني الدين يسأل الله ان يوفقه للقيام بالحقوق للقيام بالحقوق التي هي امانة في عنقه مطلوب منه ان يؤديها وان يوفيها وان يقوم بها اقضي عني الدين واغنني من الفقر واغنني من الفقر وهذا ايضا يتناول الفقر بمعنى قلة ذات اليد ويتناول ما هو ايضا اعم من ذلك الفقر في في الجوانب الاخرى قد يكون الانسان عنده فقر في العلم والمعرفة ويكون عنده فقر في جوانب اخرى. فالحديث يتناول ذلك كله يقضي عني الدين واغنني من الفقر والاتيان بهذه الدعوة عند النوم ايضا لها فائدة عظيمة لان الدين والفقر يؤرق الانسان ويقلقه لا يجهله يتمكن من النوم والراحة وكم من انسان بسبب الديون وشدة الحاجة يتقلب على فراشه الى ان يصبح الى ان يصبح ما يتمكن من النوم بسبب هذا الهم او هذا فاذا اكرمه الله سبحانه وتعالى ووفقه عندما يأوي الى فراشه ان يفوض امره الى الله ويسلم امره الى الله ويحسن التجاء الى الله طامعا راجيا مؤملا متوسلا الى الله سبحانه وتعالى فهذا من اعظم ما يكون عونا على النوم الطيب الهادئ اضافة الى ما يترتب على ذلك من خيرات عظيمة وتيسر ارزاق وفتح ابواب لا يعلمها العبد ويعلمها رب العالمين ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب والرزق بيد الله فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون ثم اورد رحمه الله تعالى قول النبي عليه الصلاة والسلام لما رفع اصحابه اصواتهم بالذكر رفعوا اصواتهم الذكر قال لهم عليه الصلاة والسلام موجها وناصحا ايها الناس اربعوا اي هونوا وخففوا على آآ انفسكم وارفقوا انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا الاصم الذي لا يسمع الاصم الذي لا يسمع والغائب الذي هو بعيد عن عن سامعه وهو داعيه ومناجيه قال انكم لا تدعون اصم ولا غائبا اصم ولا غائبا والنفي يتضمن ثبوت كمال الضد فقوله لا تدعون اصم اي تدعون سميعا تدعونا سميعا وقوله ولا غائبا اي تدعون قريبا مطلعا لا تدعون اصم ولا غائبا وانما تدعون سميعا قريبا ففي نفي الصمم ثبوت كمال السمع وفي نفي كونه غائبا ثبوت القرب. قربه سبحانه وتعالى من الذاكرين والداعين. مثل ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاه فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون قال فانكم لا تدعون اصما ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا انما تدعونا سميعا قريبا وهذا فيه دلالة على بطلان الدعاء الاموات ودعاء الغائبين وان ذلكم من الشرك الاكبر الناقل من الملة وكذلك دعاء صخور الاحجار وغيرها من افعال المشركين الدعاء والسؤال اذا توجه به الى ميت او توجه به الى جماد او توجه به الى حي غائب او توجه الى به الى حي غائب هذا كله من الشرك الاكبر من الشرك الاكبر لانه لا يدعى الاصم ولا يدعى الغائب وانما يدعى السميع البصير سبحانه وتعالى الحي القيوم وتوكل على الحي الذي لا يموت قال ان الذين تدعونه ان الذين تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته ان الذي تدعونه اقرب من الى احدكم من عنق راحلته. وهذا القرب هو القرب الخاص قربه من الداعين والعابدين وكما قرر المصنف رحمه الله في بعض كتبه لم يأتي القرب الا في الخاص القرب الخاص فمثل قوله آآ واذا سألك عبادي عني فاني قريب ان رحمة الله قريب من المحسنين فالقربى القربى الخاص قربه من الداعين وقربه من العابدين وقربه من المصلين والذاكرين واقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد هذا كله قرب خاص خاص بالذاكرين خاص بالداعين خاص بالعابدين يا يثيب العابد ويجيب الداعي ويعطي السائل ويغفر المستغفر ويتوب جل وعلا على التائب فان ان الذين ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته قال متفق عليه اي اتفق على اخراجه البخاري ومسلم رحمهما الله ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكيلنا الى انفسنا طرفة عين انه جل وعلا سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول هذا السائل ما وجه الاستعاذة من ان يقترف على نفسه سوءا او يجره الى مسلم وهو اخذ مضجعه لينام الايواء عندما يأوي الانسان الى الى فراشه عندما يأوي الانسان الى فراشه يكون ذلكم انهى يوما بعجره وبجره وخيره وشره وسينام ويستقبل يوما جديدا اخر فعندما يأوي الانسان الى فراشه هي فرصة عظيمة لمحاسبة النفس واصلاحها ولهذا عندما تتأمل في الاذكار التي وردت في النوم تجد قسما منها يتعلق بما مضى وقسما منها يتعلق بما سيأتي لماذا؟ لان النوم انتقال من يوم الى يوم النوم انتقال نوم الليل انتقال من يوم مظى وانتهى خيره وشره بعجله وبجره وسينتقل بعد النوم الى يوم جديد ففرصة عندما يأوي الانسان الى فراشه قبل ان ينام ليستيقظ ليوم جديد ان ينظر الى حاله في يومه الذي مضى وايضا ان يتبصر في في حاله في يومه الذي يأتي ففيما يأتي يطلب العون يطلب السداد يطلب التوفيق يطلب الاعانة فاذا تأملت في في الاذكار تجدها تشتمل هذا المعنى ولا يخلو من ينام من حالتين اما ان تكون نومته هي النومة التي لا يقوم بعدها الا يوم القيامة فكم من نائم كانت نومته هي النومة او يقوم بعدها لصبح جديد ولهذا قال في الدعاء ان امسكت نفسي فارحمها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين فتجد اذكار النوم تداوي الانسان وتعالجه يداوي الانسان وتعالجه تعظم التجاءه الى الله سبحانه وتعالى واذا تذكر الانسان ما مظى وانه في يوم طعم وشرب مظى يومه بالصحة والعافية والخير يحمد الله عندما يأوي الى فراشه الحمد لله الذي اطعمني وسقاني وكفاني واواني وكم ممن لا كافي له ولا مؤي فتجد الاذكار التي تقال عند النوم اه تأتي اه عظيمة في في موضعها واذكار النبي صلى الله عليه وسلم كل ذكر منها مناسب في الموضع الذي اه تقال فيه تمام المناسبة. نعم احسن الله اليكم يقول ما الفرق بين القرآن والحديث القدسي؟ وهل الحديث القدسي كلام الله لفظا ومعنى؟ القرآن والحديث كلها كلام الله والله سبحانه هو الذي تكلم بها الاحاديث القدسية هي التي يقول فيها عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى قال الله تعالى مثل حديث ابي ذر النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يا يا قال يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم مثل حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني فالذي يقول يا عبادي يا ابن ادم هو الله وهذا كلام الله كلام الله هو الذي قال ذلك سبحانه وتعالى ولا الحديث القدسي الاخر ما تقرب الي عبدي. هذا كلام الله ولا يزال عبدي يتقرب الي هذا كلام الله فالحديث القدسي كلام الله الفاظه ومعانيه هو كلام الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه. والقرآن كلام الله لكن القرآن تعبدنا بتلاوته تعبدنا بتلاوته اه الحديث القدسي ليس الشأن فيه كذلك. نعم احسن الله اليكم يقول السائل ابتليت بمعصية افعلها ثم اتوب منها فاندم ندما شديدا واعزم الا اعود وبعد يومين او ثلاثة اجد نفسي اقع فيها وانا لا اشعر ثم اندم واتوب وهكذا فهل هذا من علامات النفاق؟ نسأل الله الكريم ان يتوب عليك وعلينا اجمعين وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى تواب رحيم العبد لا يزال بخير ما دام يندم ويتوب ما دام يندم ويتوب قد قال عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون وليس من شرط قبول التوبة الا يعود العبد للذنب الا الا يقع العبد فيما بعد في الذنب كالعبد عرضة للخطأ لكن التوبة تكون مقبولة اذا اجتمع فيها اذا اجتمع فيها ندم على ما فات واقلاع عن المعصية فورا وعزم على ان لا يعود. يعزم ان لا يعود. لكنه ليس معصوم العبد فاذا عزم اذا ندم واقلع وعزم ان لا يعود توبته مقبولة ان شاء الله توبته مقبولة ان شاء الله فاذا ابتلي بالذنب فيما بعد قال الزمان او قصر فعليه ان اولا عليه ان يجاهد نفسه ان لا يقع ويسأل الله سبحانه وتعالى ان يعينه على الا يقع واذا ابتلي بالذنب مرة اخرى عليه ان يبادر الى التوبة النصوح الى الله عز وجل بشروطها بشروطها الثلاثة وهي اني يقلع عن الذنب وان يندم ندما شديدا على فعله وان يعزم عزم اكيدا على عدم العودة اليه فاذا اجتمعت هذه الشروط فهي توبة صادقة وتوبة النصوح وليس من الشرط الا يقع في الذنب لان الانسان عرضة ليس معصوما لكن اذا اجتمعت هذه الامور الثلاثة فالتوبة نصوح الشاهد اذا وفق العبد للتوبة فليحمد الله على هذه النعمة وهذا التوفيق وكم من انسان اسير لذنوبه لم يوفق للتوبة فالتوفيق للتوبة نعمة عظيمة فعلى من وفق للتوبة ان يجاهد نفسه على الا يعود للذنب مرة ثانية وان يأخذ ايضا بالاسباب التي تبعده عن الذنب مثل ما نصح ذلك العالم قاتل المئة نفس قاتل المئة نفس قال له اذهب الى بلدي كذا وكذا فان فيها قوما يعبدون الله فاعبد الله معهم بين له ان التوبة اذا كانت نصوحا تقبل وان عليه ايضا ان يأخذ بالاسباب التي تبعده عن العودة للذنب بان يذهب الى مكان الصالحين مكان اهل الخير مكان اهل الفضل يصبر نفسه معهم يحسن في مجالستهم حتى تبعد نفسه عنا المعصية والخطيئة. نعم احسن الله اليكم يقول السائل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث افضل الايمان هل في هذا دليل على زيادة الايمان ونقصانه؟ نعم الحديث ان الادلة الدالة على زيادة الايمان ونقصانه لان اذا كانت خصال الايمان متفاضلة اتصال الايمان متفاضلة بعظها افظل من بعظ مثل ما اشرت حديث الشعب قال الامام بظع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق فاذا كانت اذا كان الايمان شعب كثيرة وهذه الشعب متفاضلة ومن المعلوم ان اهل الايمان في تحقيق هذه الشعب والقيام بها ليسوا على درجة واحدة فاذا الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف بحسب حظ الانسان ونصيبه من شعب الايمان. نسأل الله الكريم ان يزيننا جميعا بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. ونسأله جل في علاه العليا باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يكون لاخواننا المسلمين في كل مكان معينا ونصيرا لان في مناطق كثيرة يمر المسلمين بازمات عظيمة جدا ومؤلمة للغاية فنسأل الله عز وجل ان يفرج هم المهمومين وان ينفس كرب المكروبين وان يكون لاخواننا المسلمين في كل مكان عونا ونصيرا وحافظا ومؤيدا وان يكف بأس الذين كفروا فالله اشد بأسا واشد تنكيلا اللهم انا نعوذ بك من شر الاشرار وكيد الفجار يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم احفظ اخواننا المسلمين في كل مكان يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اعنا واياهم ولا تعن علينا اللهم انصرنا ولا تنصر علينا اللهم امكر لنا ولا تمكر علينا اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سقيمة صدورنا. فاللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما اتعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا اولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين