الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال في العقيدة الواسطية وفي عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل انيته وعدد نجوم السماء طوله شهر وعرضه شهر من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها ابدا والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. يمر الناس عليه على قدر اعمالهم. فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف يخطف ويلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار. فيقتص لبعضهم من بعض. فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم. واول من يدخل الجنة من الامم امته. وله صلى الله عليه وسلم وفي القيامة ثلاث شفاعات اما الشفاعة الاولى فيشفع في اهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عن الشفاعة حتى تنتهي اليه واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة وهاتان الشفاعتان خاصتان له واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار فيمن استحق النار. وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضله ورحمته. ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة واصناف ما تضمنته الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثار من العلم المأثور عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد لا يزال فالكلام عند شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى متعلقا بالايمان باليوم الاخر الذي هو احد اصول الايمان الستة واحد اركان الايمان العظيمة وقد مضى ذكر بعض التفاصيل المتعلقة باليوم الاخر وعرفنا من خلال بيانه رحمه الله ان الايمان باليوم الاخر يتناول كل ما يكون بعد الموت بدءا من فتنة القبر وعذابه ونعيمه ثم ما يكون بعد ذلك من نفخ في الصور وبعث ونشور وحسر بين يدي رب العالمين وجزاء وحساب وصحف ودواوين وصراطا وميزان وجنة ونار الى غير ذلكم من التفاصيل فكل ذلكم الايمان به من الايمان باليوم الاخر قال رحمه الله تعالى وفي عرصة يوم القيامة او وفي عرصات يوم اه وفي عرصات القيامة الحوض المورود العرصة جمع عرصات وهي البراح من الارظ بين الدور يقال لها عرصة يقال لها عرصة ولا تزال تعرف في بعض المناطق بهذا الاسم الارض البراح التي تكون بين الابنية وبين الدور تسمى عرصة والجمع منها عرصات وقوله في عرصة القيامة اي في الموقف يوم القيامة يوم يقف الناس على ارض عفرة مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض يحشر فيها الاولون والاخرون في ذلكم الموضع يكون الحوض المورود يكون الحوض المورود وهذا فيه ان هذا الحوظ المورود يكون قبل الصراط الذي هو ينصب على متن جهنم ويكون المرور من فوقه كما سيأتي فهذا الحوض يكون في عرصة القيامة وذلك ان الناس يقومون من قبورهم يوم يقومون عطاشا اشتد بهم العطش وهم باحوج ما يكونون الى الماء فيكون في عرصة في القيامة الحوض المورود لنبينا عليه الصلاة والسلام وهو اعظم حوض يكون في ذلك الموقف قد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان لكل نبي حوضان ان لكل نبيا حوضا ترده امته ونبينا عليه الصلاة والسلام حوضه المورود اعظم حوض وقال في الحديث اني ارجو ان اكون اكثرهم تابعا ومعنى ذلك ان يكون وراد الحوض من امته اكثر من وراد الحوظ في من امم الانبياء وجاء في الحديث ايضا انه عليه الصلاة والسلام يذود عن هذا الحوض من ليس من امته كما يذود صاحب الابل آآ عن كما يذود صاحب الابل ابل الناس عن حوضه وذلك ان كل امة لها حوضها او لنبيها حوض ترده امته قال وفي عرصة القيامة الحوض المورود المورود الذي يرده الناس وهذا الورود على الحوظ ورود الناس في اشد العطش واشد الحاجة الى الماء ومن شرب من هذا الحوض شربة كما جاء في الحديث لم يظمأ بعدها ابدا يعني بعد ان يشرب منه شربة لا يظمأ لا يحس بعطش بعد ذلك اي ان العطش ينتهي بعد الشرب من هذا الحوض شربة واحدة ينتهي العطش ويكون شرب الماء فيما بعد وفي الجنة ليس الاشتداد العطش وتأذي النفس بعدم الماء وانما يشرب الماء تلذذا بعد ذلك يكون شربه للماء شرب تلذذ تذوق لا عن عطش لان العطش ينتهي باول شربة يشربها المؤمن من الحوض نسأل الله الكريم رب العرش العظيم من فضله قال وفي عرصة القيامة الحوظ المورود للنبي عليه الصلاة والسلام خصه رحمه الله بالذكر لانه اعظم حوض واكثر آآ الاحواض التي تكون يوم القيامة ورودا واعظمها شأنا وهو الحوض المختص بنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام جاء وصف هذا الحوض في السنة الصحيحة عن نبينا عليه الصلاة والسلام بعدة صفات منها ان ماءه اشد بياضا من اللبن فهذا من حيث اللون لون الماء فهو في بياض اه اشد من بياض اللبن ومن حيث الطعم طعمه احلى من العسل اي فيه حلاوة ولذة ومذاق جميل وحلاوته ولذته احلى من العسل وانيته عدد نجوم السماء في بعض الاحاديث كنجوم السماء فتكون اه انيته او كيزانه نجوم السماء اشراقة وتلألؤا وجمالا وايضا عدد نجوم السماء كثرة فهي كنجوم السماء في الاشراقة والاضاءة وفي العدد والكثرة فهي كثيرة جدا طوله شهر وعرضه شهر طوله شهر وعرضه شهر وجاء ايضا ان زواياه سواء فمعنى ذلك انه حوض مربع لان الذي طوله مثل عرظه وزواياه سواء مربى ليس مستطيلا ولا مستديرا وانما هو مربع طوله وعرضه طوله شهر وعرضه شهر وزواياه سواء يعني له زوايا والمستدير ليس له زوايا فهو من حيث الشكل مربع من حيث اللون الماء ابيض من اللبن من حيث الطعم احلى من العسل ومن حيث الشكل شكل الحوض طوله شهر وعرضه شهر اما من حيث نفع هذا الماء وبركة هذا الماء وما جعل الله سبحانه وتعالى في هذا الماء من خير فان من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها ابدا من شرب شربة من هذا الماء لا يظمأ بعدها ابدا. معنى ذلك ان ما يسمى بالعطش ينتهي ما يسمى بالعطش ينتهي بشربة واحدة. يشربها من هذا الحوض ينتهي اه العطش بعد ذلك ابد الاباد لا يحس المسلم بعد ذلك بعطش. لا يعطش ويكون كما اسلفت شربه للماء بعد ذلك ليس عن عطش او تأذن بافتقاد الماء او نحو ذلك وانما يكون شربه له من باب التلذذ وقد ثبت في الحديث ان اناسا يذادون عن الحوض اي يمنعون عن وروده ان اناسا يزادون عن الحوض اي يمنعون من وروده يأتون اشد ما يكونون حاجة من العطش ويرون الحوض امامهم وهم بحاجة شديدة الى الماء فيذادون يمنعون من الورود والعاقل الناصح اذا عرف الحوض وقيمته ومكانته وشدة الحاجة اليه وعرف ان اناسا يذادون من الحوض يأخذ الخوف من قلبه حيزا ويتنبه ما السبب حتى لا يقع في ما وقع فيه اولئك فكان سببا لذودهم عن الحوض فينصح لنفسه ما دام في دار العمل فيقول اصحابي اصحابي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك انك لا تدري ما احدثوا بعدك فدل ذلك على ان الذود عن الحوض سببه الحدث في الدين الحدث في الدين وهجران هدي سيد الانبياء والمرسلين وان يعمل الانسان بما يملي عليه هواه بما يملي عليه هواه يعمل به فمن كان كذلك معرضا عن هدي نبي عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام مقبلا على الاهواء والبدع والمحدثات فانه حري ان يذاد عنه لانه قال لا تدري ما احدثوا بعدك لا تدري ما احدثوا بعدك وجاء وجاء في بعض الروايات انهم لم يزالوا مرتدين منذ تركتهم انهم لم يزالوا مرتدين منذ تركتهم فيكون المعني بذلك من كان من الاعراب ومن هم في البوادي ممن بلغهم الاسلام وواصلهم واسلموا ولكن لم يتمكن منهم الاسلام لم يتمكن منهم الاسلام ولم تخالط بشاشته قلوبهم فارتدوا بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام وكلنا نعرف الموقف العظيم الذي يعرفه كل منصف وكل عدل للصديق الامة رضي الله عنه وارضاه في حربه للمرتدين في حربه للمرتدين وقتاله لهم وهو موقف من مواقفه المجيدة المشرفة التي كانت منه رظي الله عنه نصرة لدين الله ونصرة لسنة نبي الله عليه الصلاة والسلام فيكون المراد بمن يزاد عن الحوض بناء على ما جاء في الحديث من روايات من ارتد عن الاسلام ومات على الردة والعياذ بالله ومن كان معرضا عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام مقبلا على محدثات الامور لا يعمل الا ما يملي عليه هواه او ما كان من الامور المحدثات فلا تنهض نفسه للسنن بل تعرظ عنها ويقبل على البدع والاهواء ويكب عليها قال رحمه الله تعالى والصراط منصوب على متن جهنم الصراط الصراط معروف وهو الجسر الممتد الذي يصل بين طرفين يصل بين طرفين يعبر من فوقه ويسار من فوق ليصل الانسان من طرف الى طرف او من جهة الى جهة فالوصول الى الجنة والعبور اليها لا يكون الا من على الصراط لا يكون الا من على الصراط من فوق الصراط وهو صراط كما قال المصنف رحمه الله منصوب على متن جهنم متنها اي ظهرها فوقها فوق جهنم فيمد هذا الصراط فوق جهنم وتكون النار تحت من يمر تكون النار بعمقها وعذابها ولها بها تحت من يمر لا سبيل الا من على الصراط وجاء وصفه انه ادق من الشعر واحد من السيف فلك ان تتصور هذا الامر وكل منا سيمر به لكن من الخير للانسان ان يتصوره وان يتذكره وان يهيئ الاسباب ان يهيئ الاسباب ينصح لنفسه والا كلنا سنمر. كما قال ربنا جل شأنه مقسما على ذلك. وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقظيا ثم ننجي الذين اتقوا. نسأل الله عز وجل لنا اجمعين النجاة والفوز ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا فهو صراط حسي حقيقي ينصب على متن جهنم اي يوضع على متن جهنم حاد ودقيق حده كالسيف ودقته كالشعر ثم يكون المرور من فوقه فصراط هذا وصفه والعابر عليه من تحته النار فهو امر مهين ولا يكون عبور الا بعون من الله سبحانه وتعالى وتسديد ولهذا يتفاوت الناس في عبورهم على هذا الصراط كتفاوتهم في السير على الصراط المستقيم في الحياة الدنيا والله سبحانه وتعالى نصب للعباد في هذه الحياة الدنيا صراطا مستقيما وامرهم بالسير فيه وقال جل شأنه في كتابه وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ووضح ذلكم النبي عليه الصلاة والسلام بان رسم خطا مستقيما ووضع على جنبتيه خطوط قال هذا صراط الله وهذه سبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليها هذه السبل تفضي الى النار وهذا الصراط المستقيم يفظي يفظي بعبده الى الجنة ولهذا بعض الصحابة سئل عن الصراط المستقيم قال هو طريق تركنا النبي عليه الصلاة والسلام في بدايته او في اوله ونهايته عند باب الجنة او كلاما هذا معناه الصراط المستقيم هو الذي اذا اخذ العبد في السير عليه استمر سيرا ومشيا وعبورا وتجاوزا وتخطيا للعقبات الى ان يدخل باذن الله سبحانه وتعالى الى جنات النعيم فاذا ينصب على متن جهنم صراط مستقيم كما انه نصب للعباد في هذه الحياة صراط مستقيم الا ان الصراط المستقيم الذي نصب في هذه الحياة صراط معنوي والذي ينصب على متن جهنم صراط حسي ومن يكرمه الله سبحانه وتعالى بالسير على الصراط الذي نصب للعباد في هذه الحياة الدنيا يا يحقق الله سبحانه وتعالى له السير على الصراط الذي ينصب على متن جهنم يوم القيامة ولما كان الناس لما كان المسلمون متفاوتين في سيرهم على الصراط المستقيم في هذه الحياة الدنيا كانوا كذلك متفاوتين في سيرهم على الصراط الذي ينصب على متن جهنم. ولهذا قال المصنف يمر الناس على قدر اعمالهم يمر الناس اي يعبرون على هذا الصراط على قدر اعمالهم وهم كما لا يخفى متفاوتون في الاعمال منهم السابق بالخيرات ومنهم المقتصد ومنهم الظالم نفسه فهم متفاوتون في الاعمال فيكون المرور على الصراط على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر اي سرعة مرورة على الصراط المنصوب على متن جهنم كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يمر عدوا ومنهم من يمشي مشيا. لاحظ التفاوت والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر ذلك نصحا للامة وبيانا ان هذا التفاوت في العبور بهذه الصفات التي ذكرها وهذا التفصيل الذي فصله كل ذلكم من باب النصيحة من باب النصيحة للعباد حتى يتنبه الانسان لان المرور على هذا الصراط سيكون بهذا التفاوت العظيم ولو كان الناس في ميدان سباق لو كان الناس في مضمار السباق وفي تنافس وكل يريد ان يكون هو المقدم وقيل لهم ان هذا المظمار سيكون الناس فيه متفاوتين منهم كالبرق ومنهم لمح البصر ومنهم كالريح ومنهم كاجاويد الخيل لوجدت كل من يتأمل في هذه الاصناف نتمنى ان يكون اعلاها كلمح البصر كلمح البصر ويكون تجاوز وبلغ نقطة الفوز قال فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم يمر كالريح ومنهم من يمر فرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من عدوان ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يزحف زحفا ما معنى يزحف زحفا يعني يمشي على الصراط على اليته يمشي على الصراط على اليته هذا الزحف الزحف هو ان يمشي الانسان على اليته تكون اليته ملتصقة بالارض ويمشي هذا يسمى زحف يسمى زحفا فمن الناس من يكون مشيه على الصراط زحفا منهم من يكون مشيه على الصراط زحفا. منهم من يزحف زحفا هذي ادنى مراتب المشي هذي ادنى مراتب المشي فليس بعد هذه المرتبة من المشي التي هي الزهف الا السقوط في النار. نسأل الله العافية ليس بعدها الا السقوط في النار قال ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم يخطف جاء في الحديث ان آآ هناك مثل ما قال المصنف منهم من يخطف ويلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب عليه كلاليب الكلاليب الكلاليب هي الحديد المعكوف معكوف رأسه الحديدة التي طرفها ورأسها معكوف وتكون بيد احد فيستطيع بالعكف الذي فيها يسحب من اراد او ما شاء فالكلاليب هي حديد معكوفة الطرف او معكوف اعلاه قال فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم باعمالهم تخطفهم باعمالهم يعني يسبب اعمالهم اي اعمال هذه التي كانت سببا في ان يخطف ويلقى في النار اي اعمال هذي اعماله السيئة اعماله السيئة اضاعته في هذه الحياة تكون هذه الاعمال سببا لان يخطف نسأل الله العافية والسلامة سببا لان يخطف يلقى في النار قال رحمه الله تعالى تخطف الناس باعمالهم اي بسبب اعمالهم السيئة اذا كان الامر كذلك ونحن على يقين من ذلك فهل من الخير للانسان ان يبقى على اعماله السيئة؟ الى ان يصل ذلك اليوم والى ان يبلغ ذلك اليوم ويكون خاطر بنفسه هذه المخاطرة العظيمة التي لا مجال لها وقتها للرجوع وتصحيح المسار لان هذه الحياة عمل ولا حساب والدار الاخرة حساب ولا عمل قال فان الجسر اي المنصوب على متن جهنم عليه كلاليب. تخطف الناس باعمالهم باعمالهم والانبياء على جنبتي الصراط يقولون يا ربي سلم سلم وهذي شفاعة من الانبياء ان يسلم الله عز وجل من السقوط فمن مر على الصراط دخل الجنة من مر على الصراط دخل الجنة ولا دخول للجنة الا بهذا المرور ولهذا مرت معنا الاية وان منكم الا والدها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جزية طفلات اخرى قال جل وعلا كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة. فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور فمن زحزح عن النار هذه الزحزحة عن النار هي العبور على الصراط الزحزحة عن النار هي العبور على الصراط وهذا العبور على الصراط شأن الناس فيه على هذا التفاوت الذي مر معنا ذكره فيما ثبت عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه قال فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه فاذا عبروا عليه يعني تجاوزوا انتهوا من مرحلة الخطر الذي هو دخول النار تجاوزوا حصلت النجاة من زحزح عن النار اه وادخل الجنة فقد فاز من حصلت له الزحزة بعدها يعني بعد ذلكم اه اذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار جسر اخر جسر اخر بعد هذا الجسر قنطرة بين الجنة والنار ولهذا بعض بعض العلماء قالوا انه امتداد للصراط المنصوب على متن جهنم وانه طرفه من جهة الجنة ممتد وطرفه من جهة الجنة يقفون عليه قال ذلك بعض اهل العلم لكن الصحيح انه جسر اخر جسر اخر يحبس الناس عليه اذا عبروا فاذا عبروا وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض يقتص لبعض من بعض اي تقتص الحقوق اذا كان الانسان لاحد اخوانه حقوق عليه كانت كتب الله سبحانه وتعالى له نجاة من النار يكون على هذه القنطرة القصاص لبعضهم من بعض القصاص من لبعض من بعض ومن المعلوم ان القصاص يكون بماذا بالحسنات والسيئات والدرجات في الجنة تتفاوت بذلك ولكل درجات مما عملوا والانسان في ذلك الموقف بحاجة الى ادنى حسنة واقل حسنة ويسير الحسنات بحاجة اليها وكل يفر بحسناته يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه. لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه قال فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذا هذبوا ونقروا يعني هذبوا من هذه المظالم ونقوا اي طهروا حصل النقاء وحصل الطهارة لماذا لان هناك قيد لدخول الجنة هناك قيد لا بد منه لدخول الجنة ما هو طبتم فادخلوها الجنة دار الطيب المحض الجنة دار الطيب المحض. الطيب الخالص فاذا كان طيب به خبث لا يدخل حتى ينقى ولهذا العبد لا يزال يمر العبد الذي كتب الله سبحانه وتعالى له دخول الجنة لا يزال يمر آآ مراحل ينقى فيها حتى ان بعض من يدخل الجنة لا يكون تنقيته الا بان يدخل النار وينقاها في نار جهنم فترة للتطهير والتنقية لانه مرتكب الكبائر اذا دخلوا النار لا يكون دخولهم لها العذاب المؤبد وانما يكون دخولهم لها للتطهير والتنقية اما الكافر دخوله للنار ليس للتطهير لان الشرك لا تطهره النار فيبقى فيها ابد الاباد مخلدا فيها لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها قال فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة اذن لهم في دخول الجنة اي بعد هذه التنقية قبل الصراط الكفار اتيانهم للنار اتيانهم للنار من ارض المحشر والنار اذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا سمعوا لها تغيظا وزفيرا يأتي هؤلاء الذين هم اهلها اهل التأبيد والخلود في النار يأتون الى النار يمشون اجارنا الله واياكم يمشون على وجوههم يوم يحشرون يوم نعم يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس صقر يسحبون على وجوههم وجاء في حديث صحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال او بين ذلك صراحة قال يمشي الكافر على وجهه يمشي على وجهه يعني رجلاه فوق ووجهه على الارض ويمشي الى ان يسقط في النار فقال بعض الصحابة او يمشي الكافر على وجهه يوم القيامة او يمشي الكافر على وجهه يوم القيامة فقال عليه الصلاة والسلام اوليس الذي امشاه على قدمي في الدنيا قادر على ان يمسيه على وجهه يوم القيامة قالوا بلى وعزة ربنا فالكافر يأتي والعياذ بالله على هذه الصفة لانه نكس دينه فيأتي منكسا رأسه الى اسفل وقدماه الى اعلى ويمشي الى ان يصل النار و يحشر ويلقى في في نار جهنم على هذه الصفة على هذه الصفة يمشي على وجهه الى ان يلقى في في نار جهنم ثم يبقى فيها ابد الاباد ومن يأبر على الصراط ثم تخطفه اه الكلاليب ويسقط يكون هذا السقوط سقوطا تطهير وتنقية لان اعماله ما اوصلته سيره على الصراط ما اوصله الى ماذا ما اوصله الى النجاة ما اوصله الى النجاة الى مكان النجاة فسقط سقوطه هذا ليطهر يطهر من هذه الاعمال التي خطف اه الى النار بسببها فيطهر في النار وينقى ثم اه يخرج كما سيأتي اشارة المصنف رحمه الله تعالى الى ذلك في حال اهل الكبائر قال واول من يستفتح باب الجنة محمد عليه الصلاة والسلام وخازن الجنة يقول له بك امرت ان افتح والا افتح لاحد قبلك فاول من يستفتح يعني يطلب من الخازن ان يفتح الباب هو محمد عليه الصلاة والسلام فهو اول من يفتح له باب الجنة صلوات الله وسلامه عليه وهذا فيه كرامته عند الله ومنزلته العلية وانه خير الاولين والاخرين. وسيد ولد ادم اجمعين صلوات الله وسلامه عليه فهو اول من يستفتح باب الجنة واول من يدخل الجنة من الامم امته واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم ولهذا جاء في الحديث نحن الاخرون الاولون يعني اخر الامم ولكنها اول الامم دخولا جنات النعيم وهذا ايضا مما يكرم الله سبحانه وتعالى به هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام وقد قال الله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس كنتم خير امة اخرجت للناس ويكون دخول امته الى الجنة بحسب تفاضلهم بحسب تفاضلهم في الاعمال ولهذا فان اول داخل للجنة من امة محمد عليه الصلاة والسلام صديق الامة ابو بكر رضي الله عنه وارضاه وهو خير امة محمد عليه الصلاة والسلام بل هو خير الناس بعد الانبياء رضي الله عنه وارضاه قال وله صلى الله عليه وسلم ثلاث شفاعات وله صلى الله عليه وسلم ثلاث شفاعات والشفاعة هي طلب الخير للغير من الشفع وهو ضد الوتر ولما كان الغير يطلب الخير لنفسه وانضم لطلبه الخير لنفسه طلب غيره الخير له صار ذلك شفعا ولذا سميت الشفاعة شفاعة فالشفاعة هي طلبوا الخير للغير له ثلاث شفاعات له صلى الله عليه وسلم ثلاث شفاعات اما الشفاعة الاولى فيشفع في اهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان تتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم تتراجع الشفاعة حتى تنتهي اليه تتراجع الشفاعة اي كل واحد يرجعها الى الاخر يتراجعون الشفاعة وتتراجع الانبيا الشفاعة اي كل واحد يرجعها الى الاخر يقف الناس ذلك اليوم موقفا عظيما وزمنا طويلا يوم مقداره خمسين الف سنة والشمس كما مر معنا تدنو فيه من الخلائق فيذهب الناس الى الانبياء يطلبون منهم ان يشفعوا لهم عند الله في ان يبدأ الحساب ليعرف كل مصيره من هون ما يجدون فيذهبون الى الانبياء واول من يذهبون اليه ادم عليه السلام فيعتذر ويحيلهم الى نوح فيعتذر ويحيلهم الى ابراهيم فيعتذر ويحيلهم الى موسى فيعتذر ويحيل من عيسى فيعتذر ويحيلهم الى محمد عليه الصلاة والسلام فيقول انا لها ثم يذهب ويخر ساجدا تحت عرش الرحمن ويحمد الله جل وعلا بمحامد يعلمه الله اياها في ذلك الوقت ويثني على الله بثناء يعلمه الله اياه في ذلك الوقت ثم يقول الله له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع وحينئذ يجيء الرب سبحانه وتعالى هو جل وعلا بنفسه كما قال في القرآن وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله فيأتي جل في علاه للفصل بين العباد وهذا المجيء من كمال عدله لم يكل هذا الامر لاحد وانما يجيء جل وعلا للفصل بين العباد فهذه الشفاعة الاولى وهي الشفاعة العظمى التي يغبطه عليها الاولون والاخرون وهي التي اليها الاشارة في قوله تعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا اي هذا المقام العظيم مقام الشفاعة للاولين والاخرين في ذلك الموقف العظيم قال فيشفع في اهل الموقف حتى يقضى بينهم. حتى يقضى بينهم فاذا شفع عليه الصلاة والسلام باذني او بعد اذن الله له فيجيء الله سبحانه وتعالى للفصل بين العباد والقضاء بين الناس ومن ثم يعرف كل مصيره اما الى الجنة او الى النار فريق في الجنة وفريق بالسعير قال واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة فيشفع لاهل الجنة ان ان يدخل الجنة. وهو اول من يستفتح باب الجنة ولا يدخل احد الجنة الا بشفاعته صلوات الله وسلامه عليه. وهذه خاصة به كما ان الاولى خاصة به عليه الصلاة والسلام فهاتان الشفاعتان الشفاعة العظمى التي هي لاهل الموقف والشفاعة لاهل الجنة ليدخلوا الجنة خاصتان بنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار في من استحق النار وهذا يدخل تحته انواع من استحق النار اي ان يدخلها الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها وايضا خص بشفاعة وهي شفاعته لعمه ابي طالب في ان يخفف عنه في ان يخفف عنه والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يستثنى من ذلك ما خص به من اه قبول شفاعة نبينا عليه الصلاة والسلام لعمه ابي طالب ان يخفف عنه قال فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم النبيين والصديقين وغيرهم فالانبياء تشفع والصالحون من عباد الله يشفعون والملائكة تشفع وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى فهذه الشفاعة له ولغيره من الانبياء والصديقين الملائكة فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها في من استحق النار الا يدخلها. استحق الدخول فيشفع له ان لا يدخل ومر معنا شاهد ذلك قول الانبياء اللهم سلم سلم هذي الشفاعة اللهم سلم سلم هذه شفاعة آآ لئلا يدخل المستحق يشفعون قال ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها يشفع هو ويشفع الصالحون وتشفع الملائكة فيمن دخل ان يخرج منها فيخرج بشفاعة هؤلاء الشافعين اهل الكبائر اهل الكبائر يخرجون من النار. وجاء في الحديث في البخاري ومسلم وغيرهما انهم يخرجون ظبائر ظبائر. اهل الكبائر يخرجون من النار ظبائر ظبائر اي دفعات دفعات جماعات جماعات لا يخرج اهل الكبائر من النار دفعة واحدة كلهم وانما يخرجون دفعات دفعات لماذا لانهم في الكبائر متفاوتون كبائر بعظ اكثر من بعظ فيخرجون بعد التمحيص التطهير والتنقية فيخرجون على دفعات ظبائر ظبائر ومن اذن له الله سبحانه وتعالى الخروج جاء في الحديث ان النار تميته اماته ويكون كقطعة الحطب المتفحم يكون مثل قطعة الحطب يكون كالفحم وتميتهم النار اماتة ثم يلقون في نهر الفردوس يلقون في نهر الفردوس فيحيون بماءه. يقول عليه الصلاة والسلام فيحيون بماءه كما تنبت الحبة في حمير السير. الا ترون انها تخرج صفراء ملتوية بعظ الصحابة لما سمعوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا سبحان الله كأنه عاش في البادية. لان هذه معلومة يعرفها اهل البادية وذلك ان السيل اذا جاء للوادي السيل اذا جاء للوادي يكون في الوادي بذور حبوب فيحملها السيل وتطفح على ماءه ثم يلقيها على جنبتيه فتحيا بمائه وهؤلاء شأنهم كشأن هذه الحبوب يلقون في نهر الفردوس فيحيون بماءه يحيون بما ينبتون كما تنبت الحبة في حميد السيل ثم يأخذ كل منهم منزله ومكانه في في جنات النعيم قال ويخرج الله من النار اقواما بغير الشفاعة بل بفضله ورحمته بل بفضله ورحمته وجاء في بعض الروايات التي فيها ذكر الشفاعة ان الله سبحانه وتعالى يقول وبقيت شفاعة ارحم الراحمين شفاعة ارحم الراحمين والمراد بشفاعة ارحم الراحمين كما بين ابن القيم في اغاثة اللهفان اي ارادته سبحانه وتعالى من نفسه ان يرحمهم فيخرجهم بدون شفاعة احد بدون شفاعة احد لا الانبياء ولا الصالحين ولا يشفع كل يشفع الى ان يبقوا ناس يخرجهم الله سبحانه وتعالى برحمته جل وعلا قال ويبقى في نعم اه ويخرج الله من النار اقواما بغير الشفاعة بل بفضله ورحمته ويبقى في الجنة فضل ويبقى في الجنة فضل عن من دخلها عن من دخلها من اهلها يعني يبقى فيها متسع والله سبحانه وتعالى وعد الجنة ان يملأها ويبقى فيها متسع بعد ان يدخل اهل الجنة ويتكاملون دخولا بما فيهم من مر بمرحلة تطهير في النار فاذا دخولا يبقى في الجنة متسع والله وعد الجنة ان يملأها قال فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. وهذا ثبت في الصحيح ثبت في الصحيح ان الله عز وجل ينشئ خلقا يسكنهم فظل الجنة يسكنه فظل الجنة لان الله عز وجل وعدها ان يملأها وهي دار فظله دار فظله فينشئ خلقا ولم يعملوا آآ خيرا فيدخلهم فظل الجنة تكرما وتفضلا والجنة دار فظله. اما النار فاذا تكامل اهلها فيها لا يزال فيها ماذا متسع وتقول هل من مزيد هل من مزيد فلا ينسى خلقا يسكنهم آآ السعة التي بقيت في النار لان النار دار عدله فمر معنا في الحديث الصحيح ان رب العزة يظع عليها قدمه فينزوي بعضها على بعض فتقول قطن قطن يعني يكفيني يكفيني حسبي حسبي هذا بالنسبة للنار اما الجنة فيبقى فيها سعة فينشئ الله اقواما فيدخلهم الجنة لما ذكر رحمه الله هذه التفاصيل على سبيل الاختصار والاشارة والايجاز لان كتابه كتاب مختصر قال واصناف ما تظمنته الدار الاخرة مشيرا الى انه لم يتقصى بما ذكره وانما اشار الى بعض ذلك ولهذا احتاج الى ان يختم بقوله واصناف ما تظمنته الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في في الكتب المنزلة ايضا التفاصيل التي تتعلق بالجنة وهذا مبسوط في القرآن والسنة والتفاصيل التي تتعلق بالنار ايضا مبسوط في القرآن والسنة الايمان بكل ذلك هو من الايمان باليوم الاخر ثم ايضا اه تلك النهاية التي يشهدها اهل الجنة والنار عندما يبقى في النار اهلها الذين هم اهلها بعد خروج اهل الكبائر من من النار جاء في الحديث الصحيح انه يؤتى بكبش ويوضع بين الجنة والنار وينادى اهل الجنة فيستبشرون وينادى اهل النار فيستبشرون ثم يقال لهم هل تعرفون ذلك؟ فيقول نعم نعرفه هذا الموت فيذبح بين الجنة والنار وهذا يدل على ان الموت مخلوق من مخلوقات الله ونهايته تكون في ذلك الوقت بان يذبح بين الجنة والنار. يذبح الموت ويراه اهل الجنة وهو يذبح ويراه اهل النار وهو يذبح والله قال في القرآن الذي خلق الموت والحياة فالموت مخلوق مخلوقات الله ويؤتى بهذا المخلوق ويذبح بين الجنة والنار ويقال يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت فيبقى اهل النار في النار ابد الاباد كما قال الله تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا اما للظالمين من نصير قال رحمه الله وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء منبها بذلك الى ان هذا الاصل الذي هو الايمان باليوم الاخر بتفاصيله امر متفق عليه لدى جميع الانبياء وكل كتاب انزله الله جاء ذكر هذا اليوم فيه وذكرت فيه التفاصيل المتعلقة بذلك اليوم ولهذا عندما يساق اهل النار الى النار من جميع الامم يسألون عند الدخول وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاؤوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى فاذا الانبياء كلهم متفقون على الدعوة للايمان باليوم الاخر قد الف الشوكاني رحمه الله رسالة اسماها المقالة الفاخرة في اتفاق الشرائع على الايمان بالاخرة يعني هذا كله متفق عليه لدى جميع الانبياء. كل الانبياء ذكروا لاقوامهم ذلك وانذروهم من ذلك اليوم وذكروا لهم ما فيه من اهوال وشدائد وتفاصيل مبشرين ومنذرين قال وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء الاثار من العلم المأثورة عن الانبياء يعني هذا موجود لدى جميع الانبياء وموجود في جميع الكتب الايمان باليوم الاخر وتفاصيله موجودة في جميع الكتب المنزلة وموجودة في جميع في نبوة جميع الانبياء. ما من نبي بعثه الله الا ودعا الى ذلك اليوم وذكر ما فيه من اهوال وتفاصيل قال الكتب المنزلة من السماء كتب المنزلة من السماء المراد من السماء من العلو من الله والله يقول اامنتم من في السماء ولهذا احيانا يعبر يقال الكتب السماوية الكتب السماوية احيانا يقال الكتب المنزلة السماوية اي المنزلة من السماء اي من الله من الله الذي في السماء تبارك وتعالى اي في العلو قال وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم اي خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه من ذلك ما يشفي ويكفي من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده اذا هذا العلم علم اليوم الاخر والتفاصيل المتعلق به تطلب من ماذا تطلب من الوحي العلم الموروث وهذا فيه جواب على السؤال الذي ورد بالامس قالوا ان هناك شريط يوزع وفيه اصوات الى اخره ما يحتاج الناس اليه هذا كله ما يحتاج الناس اليه ومثل هذه الاشياء التي يتكلفها بعض الناس من اجل التخويف والتهديد هذا من قلة علمهم مكانة الكتاب والسنة وعظم اثريهما ولهذا قال في ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغى فمن ابتغاه وجده وحول هذا المعنى اوردت بالامس اية من كتاب الله تدل على هذا المعنى من يذكرها؟ هذا اختبار الان اختبار في مادة الامس ايش لا احسنت او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ففيه كفاية ففيه كفاية. ولهذا يقول المصنف رحمه الله وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذاك ما يشفي ويكفي يعني ما جاء في القرآن فيه الشفاء والله عز وجل قال وشفاء لما في الصدور وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا قل هو للذين امنوا هدى وشفاء فالقرآن وكذلكم السنة فيها الشفاء وفيها الكفاية. قال فمن ابتغاه وجده وهذا حث من المصنف على طلب هذا العلم المبارك في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام والعلماء رحمهم الله اعتنوا بافراد مصنفات تختص باليوم الاخر يجمعون فيها الايات والاحاديث التفاصيل المتعلقة بذلك وبعض تلك الكتب ما تخلو من اسرائيليات او احاديث موضوعة او قصص واهية واخبار لا تخلو من ذلك وبعضها تكون آآ محققة ومعتنى بها فمن ابتغى ذلك وجده في الكتاب والسنة والكتب التي قربت ذلك آآ اعتنت به آآ يستفاد منها في تذكر ذلك اليوم والمعرفة بالتفاصيل والمتعلقة به. نسأل الله عز وجل ان يكتب لنا جميعا النجاة والسعادة والفوز يوم الدين وان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر و ان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه وان يكتب لنا جميعا التوبة النصوح والثبات على الحق والهدى وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين اللهم وفرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقضي الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين وازمنتنا هذه من اه المسلمين من يمر بشدائد عصيبة واحوال آآ عصيبة آآ يمرون بها قتلا ونهبا واعتداء وظلما وبغيا يمرون بمصائب عظام فنسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا جل وعلا نسأله بانه الله الذي لا اله الا هو نسأله سبحانه وتعالى من بيده كشف الكربات وتيسير العسير ما نسأله وهو جل وعلا الذي يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ان يكشف ما باخواننا او ما مس اه اخوان المسلمين من ظرف اي مكان نسأله تبارك وتعالى ان يكون لنا ولاخواننا حافظا ومعينا نسأله تبارك وتعالى ان يكف بأس الذين كفروا والله اشد بأسا واشد تنكيلا نسأله تبارك وتعالى ان يحقن دماء اخواننا المسلمين. وان يحفظ انفسهم وان يحفظ اعراضهم وان يحفظ اموالهم وان يحفظ ديارهم وان يرزقنا واياهم الامن والايمان والسلامة والاسلام والعافية والمعافاة انه تبارك وتعالى سميع الدعاء اللهم انا نسألك بانك انت الله لا اله الا انت ان تكون لنا ولاخواننا المسلمين في كل مكان حافظا ومعينا. اللهم اعنا واياهم ولا تعن علينا وانصرنا واياهم ولا انصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد صلتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافت واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم من ارادنا او اراد امننا او ايماننا او اسلامنا او سلامنا بسوء فاشغله في نفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا له يا رب العالمين. اللهم انا نجعلك في نحور اعداء دينك ونعوذ بك اللهم من شرورهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام عسى الله ان يكف بأس الذين كفروا والله اشد بأسا واشد تنكيلا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم لا تسلط علينا من لا اللهم لا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين