الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن السلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في العقيدة الوسطية وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى عليم بالخلق وهم عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا. وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال. ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب. قال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة؟ فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكل لم يكن ليصيبه. جفت الاقلام وطويت الصحف. كما قال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء واذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات يقال له اكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد؟ ونحو ذلك فهذا التقدير قد قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكروه اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه لا يكون في ملكه ما لا يريد وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين. ويرضى عن الذين امنوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرظى لعباده الكفر ولا يحب الفساد والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم. وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وقدرتهم وقدرتهم وارادتهم كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال واحكامه حكمها ومصالحها الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يبين في هذا الموضع شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اصلا عظيما من اصول الايمان وركنا من اركان الدين الا وهو الايمان بالقدر وان الامور كلها بتقدير الله وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن كما قال الله سبحانه وتعالى ان كل شيء خلقناه بقدر كما قال جل وعلا وكان امر الله قدرا مقدورا كما قال جل وعلا الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى كما قال الله تعالى ثم جئت على قدر يا موسى والايات في هذا المعنى كثيرة والايمان بالقدر اصل من اصول الايمان ومن لا يؤمن بالقدر لا يؤمن بالله فالكفر بالقدر كفر بالله لان القدر قدرة الله عز وجل فمن لم يؤمن به فهو كافر بالله العظيم وتكذيبه بالقدر ناقض لتوحيده كما قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر نظام التوحيد القدر نظام التوحيد فاذا كذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا اذا كذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا فلا يكون العبد مؤمنا بالله عز وجل الا اذا امن باقدار الله سبحانه وتعالى وان الامور كلها واقعة وكائنة وفق ما قدر جل وعلا وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن في تقرير هذا الاصل العظيم يقول رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره تؤمن الفرقة الناجية اي تقر وتعتقد وتصدق بالقدر اي باقدار الله عز وجل عز وجل كلها وان الامور كلها بتقديره سبحانه وتعالى تؤمن بذلك الفرقة الناجية. اهل السنة والجماعة منبها بذلك رحمه الله تعالى الى ان الاخلال بهذا الاصل والاخلال بالواجب اعتقاده في هذا الاصل خروج عن هدي اهل السنة والجماعة هدي النجاة والفوز في الدنيا والاخرة فلا نجاة ولا فوز الا بالايمان باقدار الله سبحانه وتعالى قال بالقدر خيره وشره بالقدر خيره وشره اي بكل ما يقع بانه مقدر من خير او شر من حلو او مر من ايمان او كفر من هدى او ضلال الى غير ذلكم كل ذلكم بقدر ولا يمكن ان يقع في ملك الله سبحانه وتعالى شيء لم يقدره الله الملك ملكه جل وعلا ولا يقع فيه شيء الا بتقديره سبحانه وتعالى قال بالقدر خيره وشره والشر يقع في المفعول المقدر واما الله عز وجل فليس في افعاله ولا في صفاته ولا في اسمائه شر كما في الحديث والشر ليس اليك ووقوع هذه الامور التي هي شر مقدرة كائنة واقعة بتقدير الله سبحانه وتعالى وقوعها لحكمة ارادها سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى افعاله كلها عن حكمة ليس في فعله ما هو عبث تنزه وتقدس سبحانه وتعالى عن ذلك قال والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين فتحصن من ذلك ان الايمان بالقدر له اربع مراتب فان شئت ان تقول الايمان بالقدر يتضمن اربع مراتب او ان تقول كما قال شيخ الاسلام هنا الايمان بالقدر على درجتين وكل درجة تتضمن شيئين فالحاصل واحد ولكن ذكر المرتبتين الاوليين في درجة واحدة لما بينهما من ارتباط والاخيرتين في درجة واحدة لما بينهما كذلك من ارتباط والا فهي مراتب اربعة للايمان بالقدر العلم والكتابة والمشيئة والايجاد ولا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا بالايمان بهذه المراتب الاربعة التي لا ايمان بالقدر الا بالايمان بها علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين هذه مراتب الايمان بالقدر وهي اربع مراتب وبينها رحمه الله بيانا وافيا مع ما راعى فيه بهذا الكتاب من اختصار وايجاز الا انه ذكر تأصيلات نافعة واستدلالات متينة في تقرير هذا الاصل بمراتبه قال فالدرجة الاولى اي التي تنتظم شيئين فالدرجة الاولى اقرأ قال والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين. الاولى الايمان بان الله علم ما الخلق عاملون به. نعم الاولى ان الله تعالى علم ما الخلق عاملون ان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم ان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا اذا هذه المرتبة الاولى من مراتب القدر ان نؤمن بعلم الله سبحانه وتعالى الازلي الابدي المحيط بكل شيء وانه جل وعلا علم ما كان وعلم ما سيكون وعلم ما لم يكن ان لو كان كيف يكون فاحاط جل وعلا بكل شيء علما وعلمه تبارك وتعالى ازلي والازلي الذي ليس له بداية وعلمه تبارك وتعالى ابدي والابدي الذي ليس له نهاية فعلم الله سبحانه وتعالى ازلي ليس له بداية وابدي ليس له نهاية فالازل هو الدوام في الماضي والابد هو الدوام في المستقبل فعلم الله سبحانه وتعالى جل وعلا اه محيط بكل شيء علم ما الخلق عاملون علم ما الخلق عاملون اي جميع اعمال العباد احاط بها علم الله في كل حركة او سكون او قيام او قعود او حديث او سكوت كل ذلكم احاط به علم الله سبحانه وتعالى في الازل احاط به علم الله جل وعلا في الازل قال بعلمه القديم اي الذي ليس له بداية الذي ليس له بداية والله عز وجل بصفاته اول ليس قبله شيء الذي هو موصوف به ازلا وابدا الذي هو موصوف به ازلا وابدا اي العلم الذي هو صفة الله موصوف به جل وعلا ازلا وابدا وعرفنا معنى الازل والابد. فالازل الذي ليس له بداية هو الابد الذي ليس له نهاية وعلم جميع احوال وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال كل ذلكم علمه الله جميع احوال العباد اي ما يكون من العباد من طاعات والطاعة هي فعل المأمور وترك المحظور فكل طاعة تقع فعلم الله سبحانه وتعالى محيط بها علم بها سبحانه وتعالى في الازل وكذلكم المعاصي علمها الله سبحانه وتعالى واحاط بها علم الله والمعصية ارتكاب المنهي ارتكاب المنهي وعدم الانصياع للامر والارزاق الارزاق كل ما ينفع العبد هو رزق فعلم الله احاط بذلك فكل رزق للعباد فعلم الله سبحانه وتعالى محيط به كل لقمة وكل شربة ماء وكل شيء ينفع العبد فعلم الله سبحانه وتعالى محيط به وعلمه جل وعلا في الازل والاجال اي الامد المحدد ونهاية كل عبد ولكل اجل كتاب علم الله سبحانه وتعالى محيط به فالله عز وجل علم جميع احوال العباد من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال هذه المرتبة الاولى ثم ذكر المرتبة الثانية وهي الكتابة قال ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق ثم كتب الله في اللوح المحفوظ اللوح المحفوظ هو اللوح الذي خلقه الله سبحانه وتعالى واوجده ليكتب فيه جل وعلا مقادير الخلائق فخلق سبحانه وتعالى اللوح المحفوظ وخلق القلم واول ما خلق الله سبحانه وتعالى القلم امره ان يكتب فقال القلم ما اكتب؟ اي شيء اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجرى القلم بكتابة ما هو كائن الى يوم القيامة وقد كانت هذه الكتابة قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كانت هذه الكتابة قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما في حديث عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقاديره الخلق مقادير الخلق اي ما قدره عليهم سبحانه وتعالى من طاعة او معصية من ايمان او كفر من هداية او ضلال كل مقادير الخلائق كتبت في اللوح المحفوظ كتبت في اللوح المحفوظ وصف هذا اللوح بالمحفوظ لانه حفظه الله سبحانه وتعالى فلا يتطرق له اي شيء يخل به او بما فيه فهو محفوظ من الزيادة او النقصان او التغيير او التبديل او الحذف او غير ذلك حفظه الله سبحانه وتعالى فهو لوح محفوظ كتب الله سبحانه وتعالى فيه مقادير الخلائق قال رحمه الله فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب؟ قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة وهذا حديث ثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم مخرج في السنن وغيرها انه عليه الصلاة والسلام قال اول ما خلق الله القلم قال له اكتب ظبطت بالفتح فيهما في اول والقلم وظبطت في الرفع بالرفع فيهما اول ما خلق الله القلم مبتدأ وخبر قال له اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة على الرواية الاولى اول ما خلق الله القلم تكون هذه الاولية متعلقها الكتابة اي حين خلقه امره ان يكتب. فاول ما خلقه امره بالكتابة اول ما خلقه امره بالكتابة والرواية الثانية اول ما خلق الله القلم تفيد اولية خلقه تفيد اولية خلقه وتحمل هذه الاولية على هذا العالم الاولية هنا تحمل على هذا العالم لان العرش مخلوق قبل القلم لان العرش مخلوق قبل القلم ولهذا جاء في الحديث وكان عرشه على الماء وكان عرشه على الماء فعلى هذه الرواية تحمل الاولية اي هذا العالم اول ما اول ما خلق الله القلم اي في هذا العالم. اما على الرواية الاولى فان المعنى اي ان الله اول ما خلقه امره بالكتابة فقال القلم ما اكتب اي شيء اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجرى القلم بكتابة ما هو كائن الى يوم القيامة قال فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وهذا كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وان ما اخطأك لم يكن ليصيبك اعلم ان قوله فما اصاب الانسان ما اصاب الانسان اي مصاب يصيب الانسان في نفسه في ماله في اهله لم يكن ليخطئه لانه مقدر ومكتوب وما قدر وكتب لا بد ان يقع طبقا لما قدر الرب سبحانه وتعالى وكتب سبحانه وتعالى فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه ما اخطأه اي لم يصبه نجا منه العبد سلم منه فما اخطأه لم يكن ليصيبه لان الامور كلها بتقدير الله سبحانه وتعالى قال جفت الاقلام وطويت الصحف جفت الاقلام وطويت الصحف وهذا جاء في حديث ابن عباس الاقلام جفت اي بما هو كائن جفت اي بما هو كائن وذكر الاقلام بالجمع ذكر الاقلام بالجمع لان هناك القلم الذي كتب فيه ما هو كائن في كتب فيه في اللوح المحفوظ ما هو كائن الى يوم القيامة اول ما خلق الله القلم وهناك القلم الذي بيد الملك ويقول الملك عندما ينفخ او تنفخ الروح في الجنين يقال له اكتب يقول الله للملك اكتب يؤمر بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد وهناك ايضا الاقلام التي بايدي كتبت الاعمال تكتب اعمال العباد قال جفت الاقلام وطويت الصحف وطويت الصحف وهذا تأكيد ان الامور المقدرة ستقع وهي واقعة طبقا لما كتب كتب في القلم وما جفت فيه الصحف قال كما قال الله تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير والاية الكريمة هذه جمع فيها بين هاتين المرتبتين مرتبة العلم ومرتبة الكتابة اما العلم ففي قوله يعلم ما في السماء والارض واما الكتابة ففي قوله ان ذلك في كتاب ان ذلك في كتاب فجمع فيها بين هاتين المرتبتين اللتين جعلهما رحمه الله في درجة واحدة العلم والكتابة وقوله الم تعلم الاستفهام هنا للتقرير اي انه متقرر بعلم النبي عليه الصلاة والسلام ومتيقن عنده ان الله عز وجل احاط علما بما في السماء والارض واحاط علما بكل شيء وان الله سبحانه وتعالى كتب كل ما هو كائن في كتاب قال ان ذلك على الله يسير اي هذه الكتابة وهذا التقدير امر يسير على الله سبحانه وتعالى ثم اورد قول الله عز وجل ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير والاية فيها ذكر الكتابة وان ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم اي الناس الا في كتاب من قبل ان نبرأها اي ان نوجدها ونخلقها ان ذلك على الله يسير قال وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه هذا التقدير اي ما قدره جل وعلا على العباد وكتبه في اللوح المحفوظ التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا يكون في مواضع جملة وتفصيلا يكون في مواضع اي التقدير جملة متناولا الجميع ويكون تفصيلا اي فيما يتعلق كل مخلوق او كل انسان بخصوصه او كل سنة مثلا بخصوصها او كل يوم بخصوصه فهو يكون جملة وتفصيلا ثم وضح ذلك قال فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء كتب في اللوح المحفوظ ما شاء وهذا يسمى التقدير العام واليه الاشارة بقوله جملة هذا التقدير العام الذي يتناول الجميع وهو ما كتبه الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء ثم ذكر بعض التفاصيل قال واذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات يقال له اكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد كما جاء في حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع خلق احدكم في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك فيؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد هذي اربع كلمات يكتبها الملك والانسان جنينا في بطن امه والانسان جنين في بطن امه قال واذا خلق جسدا الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر بكتب اربع كلمات فيقال له اكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد وهذا التقدير يسمى التقدير العمري الاول التقدير العام وهذا يسمى التقدير العمري يعني الذي يتعلق بعمر كل انسان بخصوصه وهذا التقدير داخل في التقدير العام وليس امرا خارجا عنه فالذي يكتبه الملك في هذا التقدير الخاص بعمر الانسان المعين هو داخل في التقدير العام ليس خارجا عنه ولهذا يعد هذا التقدير تقديرا من بعد تقدير يعد تقديرا من بعد تقدير اي تقدير داخل في التقدير الاول الذي كتب في اللوح المحفوظ وهو على عبارة شيخ الاسلام هنا كالتفصيل له كالتفصيل له ذاك عام وهذا التفصيل خاص عمر كل انسان فيه بخصوصه وقوله ونحو ذلك اي من التقديرات وقوله نحو ذلك اي من التقديرات مثل التقدير السنوي في ليلة القدر فيها يفرق كل امر حكيم ان يكتب في ليلة القدر ما هو كائن الى ليلة القدر الاخرى يكتب في ليلة القدر ما هو كائن الى ليلة القدر الاخرى وكذلكم التقدير اليومي كل يوم هو في شأن فهذه كلها تقديرات داخله في التقدير العام الذي كتب في اللوح المحفوظ قال فهذا القدر قد ينكره غلاة القدرية قديما ومنكروه اليوم قليل قد ينكره ولاة القدرية قديمة غلاة القدرية مثل معبد اه الجهني غيره ممن بدأوا بدعة القدر كانوا ينكرون القدر بمراتبه الاربعة العلم والكتابة والمشيئة والايجاد ينكرون ذلك كله ويقول هنا شيخ الاسلام قد ينكره غلاة القدرية قديما قد ينكره غلاة قدرية قديما ومنكروه اليوم قليل بل بعض العلماء يقول ان منكروه انقرضوا بعض اهل العلم يقول انهم انقرضوا واصبح الذين ينكرون القدر ينكرون المرتبتين الاخيرتين المشيئة والايجاد المشيئة والايجاد ولا ينكرون العلم السابق ولا ينكرون العلم السابق والامام الشافعي رحمه الله يقول خاصموا القدرية بالعلم فان انكروه كفروا وان امنوا به خصموا اذا انكروا علم السابق كفروا بالله بانكارهم للعلم وان امنوا به خصموا ثم ذكر رحمه الله الدرجة الثانية وفيها مرتبتان المرتبة الثالثة والرابعة قال فهو مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهذي تعد المرتبة الثالثة من مراتب الايمان بالقدر الاولى العلم والثانية الكتابة والثالثة المشيئة النافذة هو القدرة الشاملة المشيئة النافذة اي الذي لا راد لها التي تقع طبقا لما شاء سبحانه وتعالى ومنه قولهم نفذ السهم في الرمية فهي نافذة اي واقعة متحققة لان الله سبحانه وتعالى لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه فمشيئته نافذة وقدرته شاملة اي لكل شيء. ان الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء فاذا شاء شيئا نفذ ووقع طبقا لما شاء لا راد لذلك وقدرته شاملة اي لكل شيء فهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء فهو مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة ثم وضح ذلك قال وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئته سبحانه. لا يكون في ملكه الا اما يريد وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات هذه المرتبة الثالثة من مراتب الايمان بالقدر الايمان بمشيئة الله وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن اي ان الامور كلها بمشيئة الله ما شاء الله كان اي طبقا لما شاء في الوقت الذي شاء على الوصف الذي شاء سبحانه وتعالى وما لم يشأ لم يكن وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئته. كل ما يقع في هذا الكون من حركة او سكون كل ذلكم بمشيئة الله سبحانه وتعالى وهذا يتناول كل كل حركة تقع من حركة ريح او مياه او اشجار او اناس او طير او غير ذلك كل ذلك من مشيئة الله كل ذلكم بمشيئة الله سبحانه وتعالى وكذلك ما يقع في هذا الكون من سكون كل ذلكم بمشيئة الله لانه لا يكون في ملكه الا ما يريد. الملك ملكه ولا يمكن ان يقع في في ملكه ماذا يريده ومعنى ما لا يريده اي كونا وقدرا لان الارادة تطلق ويراد بها الكونية القدرية وتطلق ويراد بها الشرعية الدينية فقوله ولا يكون في ملكه الا ما يريد اي الا ما يريده كونا وقدرا سبحانه وتعالى وانه سبحانه على كل شيء قدير على كل شيء قدير من الموجودات والمعلومات فقدرة الله على كل شيء على الموجودات الاشياء الموجودة الله قدير عليها احياء اماتة صحة مرضا الى غير ذلك قدير عليها تغييرا الى غير ذلك الله قدير على كل شيء من موجودات والمعدومات والمعدومات لان امره سبحانه اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وهذا الانسان لم يكن شيئا مذكورا كان عدما واوجده الله هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقدرته سبحانه وتعالى على كل شيء من الموجودات اي الاشياء الموجودة قدير عليها والمعدومات يخلق سبحانه وتعالى اه مخلوقاته من العدم يخلقها من العدم ويوجدها بعد ان لم تكن لم تكن شيئا فيوجدها ويخلقها سبحانه وتعالى وهو على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات ثم ذكر المرتبة الرابعة قال فما من مخلوق وهي مرتبة الخلق والايجاد فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. وهذه المرتبة الرابعة وهي مرتبة الخلق والايجاد كما قال الله سبحانه وتعالى الله خالق كل شيء وكما قال سبحانه والله خلقكم وما تعملون كما قال سبحان الحمد لله رب العالمين ما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. وهذا يتناول الذوات والصفات والافعال فالله خالق آآ الذوات وخالق ما يقوم فيها من حركات وسكنات وافعال فهو سبحانه وتعالى خالق قل لي شيء لا خالق غيره ولا رب سواه الى هنا يكون رحمه الله تعالى بين حقيقة الايمان بالقدر التي لا ايمان بالقدر الا بالايمان بها الا وهي مراتب القدر الاربعة العلم والكتابة والمشيئة والايجاد ولا يكون مؤمنا بقدر الله سبحانه وتعالى الا من امن بهذه المراتب للقدر لما بين ذلك رحمه الله واوضحه اشار الى امور لا تعارظ لا يعارظ الايمان بها واثباتها الايمان بالقدر خلافا لما يظنه من يظنه من اهل الظلال من مخالفة لها او معارضة لها للايمان بالقدر فلما بين الايمان بالقدر بمراتبه قال ومع ذلك ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته ومع ذلك امر العباد مع انه قدر المقادير وكتب كل شيء اللوح المحفوظ مع ذلك امرهم امرهم سبحانه وتعالى بطاعته وطاعة رسله فالعباد مأمورون بالطاعة ولا يؤمر بالطاعة وينهى عن المعصية الا من له مسيئة الا من له مشيئة وارادة ولهذا امرهم ونهاهم لانهم لهم مشيئة وارادة. خلقهم وخلق لهم مشيئة وارادة وهداهم النجزين وارسل رسله وانزل كتبه واقام الحجة على العباد سبحانه وتعالى قال ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته نعم امرهم مع ان الامور مكتوبة ومقدرة مع ان الامور مكتوبة ومقدرة ولا يدري احد من العباد ما كتب له ما يدري احد من العباد ما كتب له ولا يدري ما حاله في اللوح المحفوظ ولا يدري ما يختم له وما يكون عليه كل ذلك لا يدري امر غيب عن العبد مغيب عن العبد ولهذا كان الايمان بالقدر حقيقة كما جاءت به الرسل وكما انزلت به الكتب اقوى ما يكون لي تقوية صلة العبد بالله سبحانه وتعالى وحسن الالتجاء اليه سبحانه فالعبد يخاف من السوابق ويخاف من الخواتيم يخاف من السوابق لانه لا لا يدري ما الذي سبق في علم الله سبحانه وتعالى في شأنه وفي حقه وماذا يكون؟ والى اين يكون؟ لا يدري لا يدري ما الذي سبق له في علم الله من سعادة او شقاء من هداية او ضلال لا يدري عن ذلك وايضا الخواتيم الخواتيم لا يدري ما الخاتمة التي يكون عليها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع في سبق عليه الكتاب فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها فالعبد لا يدري ما السوابق ولا يدري ما الخواتيم وكان هذان الامران السوابق والخواتيم يخيفون السلف يخيفان السلف والصالحين خوفا عظيما والعبد اذا امن بالقدر امن بالقدر وان الامور كلها بتقدير الله سبحانه وتعالى وفي الوقت نفسه علم انه عبد مأمور وامره الله ونهاه وجعل له مشيئة تجد ان هذا الايمان يقوي صلته بالله يقوي صلته بالله فدائما يسأل الله الثبات وكان اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وفي القرآن ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ولدها في هذا المعنى كثيرا اللهم اهدنا فيمن هديت اللهم اهدني وسددني اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفة والغنى الامر كله بيد الله فتجد العبد الموفق اذا اكرمه الله سبحانه وتعالى وامن بالقدر كما جاءت به المرسلين وكما جاء في كتب الله سبحانه وتعالى قويت صلته بالله وايضا في الوقت نفسه في المصائب والاقدار المؤلمة يعلم حينها او حين وقوعها ان ما اصابه لم يكن ليخطئه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فيرضى ويسلم فالايمان بالقدر اذا اكرم الله سبحانه وتعالى العبد بتحقيق الايمان به كان سبب سعادته وفلاحه في الدنيا والاخرة بخلاف من يختل عنده هذا الايمان ويقع في شكوك المبطلين والظنون والاوهام التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان والصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا هذه الاعمال التي نعملها ونقوم بها هل هي شيء مستأنف؟ يعني لم يقدر ولم يكتب او قدر امر قدر وقضي قال بل قدر وقضي عليه الصلاة والسلام. قالوا ففيما العمل اذا كان قد قدر وقضي قالوا ففيما العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة نسأل الله ان يجعلنا اجمعين من اهل السعادة من كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة والعبد لا يدري لا يدري ما الذي قدر لا يدري ما الذي قده اذا ما ما ما المطلوب يتلخص في امرين اعملوا جاهد نفسك على العمل بطاعة الله فيما يرظي الله اجتهد في التقرب الى الله اجتهد في اصلاح نفسك بينك وبين الله اجتهد في البعد عن ما حرم الله وفي الوقت نفسي كل وقت وحين اطلب المدد والعون والتوفيق والتسديد والهداية والثبات اطلب ذلك من الله لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اذا كان الله لك معينا ومسددا وحافظا وفقت لكل خير واذا خليت ونفسك ونفسك ضعت فيحتاج العبد في في هذا المقام ان يجاهد نفسه على الاعمال الصالحات ويستعين رب الارض والسماوات سبحانه وتعالى ولهذا قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن احرص على ما ينفعك هذا بذل السبب واستعن بالله هذا طلب المد والعون والتوفيق من الله سبحانه وتعالى قال ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن عن معاصيه اذا هذا الامر بالطاعة والنهي عن معصية لا يعارض كون ذلك مقدر بل من تمام الايمان بالقدر ان نبذل الاسباب. فعلا للطاعات واجتنابا للمنهيات قال وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرظى عن الذين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرظى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرظى لعباده الكفر ولا يحب الفساد الله عز وجل خالق كل شيء ومقدر مقادير الخلائق وهذا لا ينافي انه لا يرضى لعباده الكفر مع انه اراده كونه وقدرا لكن لا يرضاه اي شرعا ودينا ولا يحبه سبحانه وتعالى ولا يحب الفساد ولا تنافي بين الامرين ولا تعارض بينهما الا عند من يخلط بين الارادتين الكونية القدرية والشرعية الدينية فالله عز وجل يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات. اذا الواجب على العبد ان يجاهد نفسه على فعل هذه الاعمال التي يحبها الله ويرظاها ويطلب من الله ان يعينه على فعلها والقيام بها قال ولا يحب الكافرين ولا يرظى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرظى لعباده الكفر ولا يحب الفساد اذا هذه الامور يجب على العبد ان يجتنبها وان يبتعد عنها وان يسأل الله عز وجل ان يعيذه منها ومن فعلها يتعوذ بالله من الكفر يتعوذ بالله من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء يتعوذ بالله من الشرك ويجاهد نفسه على تجنب هذه الاشياء والبعد عنها قال والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعباد فاعلون حقيقة والعباد فاعلون حقيقة اي ما يقوم به العبد من افعال سواء كانت طاعات او معاصي فهو الفاعل حقيقة مثل ما يوضح ذلكم لقوله العبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم لانه هو الفاعل حقيقة وتنسب هذه الافعال اليه سواء كانت افعاله طاعات او كانت افعاله معاصي هو الفاعل لها حقيقة فالفاعل الحقيقي للاعمال التي تقع من العبد هو العبد نفسه فالعباد فاعلون حقيقة وهذا الفعل يقع منهم بمشيئتهم قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فالعبد هو الفاعل حقيقة بفعل يقع منه بمشيئته مشيئتي اه العبد والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم اي ان مشيئة العبد تحت مشيئة الله والله خالق افعالهم لان الله خالق كل شيء خالق العبد وخالق افعال العبد خالق العبد وخالق افعال العبد اما من يقول ان افعال العبد ليست مخلوقة لله وانما هي مخلوقة للعبد فانه بهذا صار مثل عقيدة المجوس الذين يقولون بوجود خالق مع الله سبحانه وتعالى قال والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم قال وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم لان الامور كلها بمشيئة الله لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين قال وهذه الدرجة من القدر اي الدرجة الثانية بمرتبتيها المشيئة آآ الايجاد يكذب بها عامة القدرية يكذب بها عامة القدرية والمراد بالقدرية اي نفاة القدر المراد بالقدرية اي القدرية النوفات الذين يقولون بنفي القدر قال يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي عليه الصلاة والسلام مجوس هذه الامة وهذا جاء في حديث يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام صححه بعض اهل العلم سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيه قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. حتى سلبوا العبد قدرته واختياره يقول ويغلو فيه قوم من اهل الاثبات اي الاثبات للقدر اولئك نفاة اولئك نفاة الذين هم مجوس هذه الامة نفاة للقدر. قال يقابل هؤلاء قوم من اهل الاثبات يعني الاثبات للقدر فغلوا في اثبات القدر حتى سلبوا العبد قدرته ومشيئته فقالوا العبد ليس له مشيئة ولا قدرة فاثبتوا قدرة الله ونفوا قدرة العبد ومشيئته وهؤلاء يقال يقال لهم القدرية المجبرة يقال لهما القدرية المجبرة اولئك يقال لهم القدرية النفات لانهم يقولون بنفي القدر وهؤلاء يقال لهم القدرية المجبرة لانهم يقولون بالجبر يقولون بالجبر اي ان العبد مجبور على فعل نفسه ويرون ان العبد كالورقة في مهب الريح ليس له اختيار ولا مشيئة فغلوا في اثبات القدر حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها ويخرجون عن افعال الله حكمها ومصالحها اي ان الله عز وجل فيما يفعله في من افعال ليست ليست عن حكمة ولا عن مصلحة لما كان في عقيدتهم ان الفاعل الحقيقي هو الله الفاعل الحقيقي هو الله ليس العبد والعبد ليس له مشيئة ولا اختيار وتجد ان هذه الافعال التي يجعلون الفاعل الحقيقي هو الله افعال فيها السيء والخبيث فيها الفساد والضلال كلها يعتبرون الفاعل الحقيقي لها هو الله سبحانه وتعالى فاخرجوا عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها اي انه لا يفعل عن حكمة ولا لمصلحة تنزه الله وتقدس عما يقول هؤلاء الظالمون علوا كبيرا فافعال الله كلها عن حكم وتنزه وتقدس عن العبث وعن الباطل سبحانه وتعالى بل افعاله كلها عن حكمة وهو عز وجل الحكيم لا يكون فعل منه الا عن حكمة سواء علم العباد اه بها او لم يعلموا فافعال الله جل وعلا كلها عن حكمة فهذا الموضع فصل فيه رحمه الله بما يتناسب مع هذا المختصر ما يتعلق بالايمان بالقدر وهذه القطعة التي اثبتها هنا في بيان العقيدة في الايمان بالقدر مع وجازتها اتت على امهات هذا الباب واصوله وقواعده العظام فبين مراتب اه القدر التي لا ايمان بالقدر الا بها بعد ان بين مكانة القدر وعظيم شأنه ثم ختم بذكر مسائل نبه انها ليست معارضة ولا مصادمة للايمان بالقدر اه بمراتبه التي سبق اه بيانه لها رحمه الله تعالى نسأل الله عز وجل ان يجعل عاقبتنا جميعا آآ رشدا وان يصلح لنا شأننا كله وان يجعل كل قضاء قضاه لنا خيرا والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم لا حول لنا ولا قوة الا بك اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون عليه ما تهون علينا مصائب الدنيا والاخرة اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا. اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا. اللهم ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ وعلمنا اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. اللهم لا حول لنا ولا قوة الا بك اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ما شاء الله لا قوة الا بالله توكلنا على الله ربنا عليه وحده جل وعلا اعتمادنا واليه استنادنا اللهم فلا تكلنا الى انفسنا طرفة عين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اي سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك