وانما وقع الخلاف معهم مع نبينا صلى الله عليه وسلم في توحيد الالوهية. وهو ان يفرج الله عز وجل بالعبادة. فقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ انها هذا شيء عجاب فهم كانوا لهم الهات كثيرة يدعون ويعبدون الله عز وجل. فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يحمله على كلمة لا اله الا الله وهو تحقيق والتوحيد لله عز وجل بالعبادة وافراده بالعبادة. فمن عرف وان الله هو الخالق الرازق المدبر المحميت فيلزمه ايضا ان يوحد الله بعبادته وان يفرده بالعبادة. وعجبا لمن ينطق بالشهادتين طاح مساوي يرددها صباح مساء ثم هو تراه بعد ذلك مستغيثا بغير الله عز وجل واقفا على قبور الاموات من الاولياء زعم يدعوهم من دون او يسألهم ويذبح لهم ويتقرب القرابين وهو يقول لا اله الا الله. فهذه الكلمة لا تنفعه حتى يحقق الاخلاص لله عز وجل في عبادته ويحقق ايضا شروطها واركانها فاننا الى الله قائمة على ركبين لا اله وان ينفي العباد عما سوى الله عز وجل والا الله يثبت العباد لله وحده فكثير من المسلمين يجهل معنى هذه الكلمة. بل يظن ان معنى الكلمة انه لا خالق ولا رازق ولا مدبر الا الله. وهذا الاعتقاد الفاسد هذا اعتقاد من جهة من جهة تفسير اله الا الله بهذا المعنى انبنى عليه اصول فاسدة اخرى وفروع فاسدة وهي انه اصبح الواحد من هؤلاء يدعو الاولياء والصالحين ويسألهم من دون الله عز وجل ثم يقول انا موحد بقوله لا اله الا الله فلا اله الا الله بهذا المعنى مع هذا مع هذا الصرف بالعبادة غير الله عز وجل لا تنفع صاحبها. ولذلك جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قد لما ارسل معاذ اليمن قال فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله اي يوحدوا الله وكانوا اهل كتاب واهل الكتاب يعرفون ان الله هو الخالق الرازق المدبر الا انهم كانوا يشركون بالله عز وجل وكذلك كفار قريش لم يكن خلافهم مع سلم ان يقروا بان الله هو الخالق الرازق المدبر بل هذا قد ذكر الله عز وجل ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فهم مقرون بان الله الخالق الرازق المحي المميت. وانما الخلاف معهم كان من جهة انهم يعبدون اللات والعزى وعبادتهم لم يكن من جهة اعتقادهم ان هذه الاصنام من مثل اللات والعزى كانت تخلق او كانت تنفع وتضر استقلالا وانما كان شركهم بها انهم يتقربون اليها كي تقربهم الى الله عز وجل. كما قال تعالى انما نعبدهم ليقربونا الى الله زلفى. فكانوا يعبدون هذه الاصنام من الاشجار والاحجار لاجل ان تقربهم الى الله عز وجل. وهذا هو الحاصل في هذه الازمنة من يعبد البدوي او الدسوق او العيدروس او يأتي الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويعبده من دون الله من سؤاله ودعائه والاستغاثة به لم يكن مقصدهم ان هؤلاء الصالحين او هؤلاء الاولياء يملكون النفع والضر من دون الله عز وجل وانما هم وسائط وشفعاء عند الله عز وجل وهذه حجة المشركين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك الله كفرهم وهكذا ايضا نقول لمن دعا او استغاث او سأل غير الله عز وجل وان كان يعتقد فيه انه واسطة نقول له قد اشركت بالله عز وجل الله يقول انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة والله يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء