الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قوله الحمد لله معناه الثناء بالكلام على الجميل الاختياري على وجه التعظيم فمورده اللسان والقلب والشكر يكون باللسان والجنان والاركان فهو اعم من الحمد متعلقا واخص منه سببا لانه يكون في مقابلة النعمة والحمد اعم سببا واخص متعلقا لانه يكون في مقابلة النعمة وغيرها. فبينه عموم وخصوص وجهي يجتمعان في مادة وينفرد كل واحد عن الاخر في مادة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب بالعالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قول المصنف رحمه الله تعالى في مستهل كتابه الحمدلله الحمد ضد الذم وهو الاخبار بمحاسن المحمود الحمد ضد الذم هو الاخبار بمحاسن المحمود مع المحبة والتعظيم له الذم على الظد من ذلك الاخبار بمساوئ المحمود مع البغض له الاخبار عن مساوئ عفوا الاخبار عن مساوئ المذموم مع البغض له فهذا الفرق بين الحمد والذم من حيث اللغة. والمدلول اللغوي قال السارح رحمه الله ومعناه اي الحمد الثناء بالكمال الثناء بالكلام على الجميل الاختياري الثناء بالكلام على الجميل الاختياري على وجه التعظيم اي ان الثناء وحده من دون تعظيم ومحبة لا يكون حمدا وانما يكون مدحا وهذا هو الفرق بين الحمد والمدح اذا كان الثناء على المحمود عن تعظيم له ومحبة فهذا حمد واما اذا كان ثناء خاليا من التعظيم والمحبة فانه يسمى مدحا فانه يسمى مدحا وقوله على الجميل الاختياري قوله على الجميل الاختياري اي القائم بالممدوح او القائم بالمحمود سواء كان في مقابل نعمة او لم يكن سواء كان في مقابل نعمة او لم يكن وهذا يفيدنا ان الحمد يتناول كما سيأتي الثناء على المحمود لما اتصف به من صفات الكمال والثناء عليه ما تفضل به من النعم ومن به من العطايا فاذا الثناء بالكلام الجميل الثناء بالكلام على الجميل الثناء بالكلام على الجميل الاختياري المراد الاختيار اي القائم بالمحمود سواء كان في مقابل نعمة او لم يكن فمن لم يكن له فعل اختياري يقوم به لا يكون مستحقا للحمد فالحمد لما قام بالمحمود من فعل اختياري سواء كان ذلك انعاما او اوصافا قامت به ولهذا حمد الله سبحانه وتعالى نوعان حمد له عز وجل على كماله واسمائه وصفاته وعظمته وحمد الله تبارك وتعالى على مننه وعطاياه ذكر السارح فرقا بين الحمد والشكر قال مورده اي الحمد اللسان والقلب مورده اللسان والقلب فالحمد يكون باللسان اي ثناء بالقلب اعترافا وتعظيما ومحبة قال والشكر يكون باللسان والجنان اي القلب والاركان اي الاعضاء اما الشكر باللسان بالثناء على المنعم واما الشكر بالقلب فبالاعتراف بالنعمة واما الشكر بالجوارح فباستعمالها في الطاعة استعمال النعم في طاعة المنعم كما قال الله سبحانه وتعالى اعملوا ال داوود شكرا فسمى العمل شكرا قال فهو اي الشكر اعم من الحمد متعلقا اعم من الحمد متعلقا اعمنا الحمد متعلقا لانه يكون بالقلب واللسان والجوارح بينما الحمد يكون بالقلب واللسان دون الجوارح. فهو عم متعلقا واخص سببا لماذا؟ لان الحمد يكون على النعمة ويكون على الصفة القائمة بالموصوف صفات الكمال وعرفنا ان الحمد حمد الله يكون على اسماءه وصفاته ويكون على نعمه والائه سبحانه وعليه فان الشكر اخص سببا اخص سببا لان سببه النعمة اما الحمد سببه النعمة وكذلك ما قام الموصوف من صفات الكمال ونعوت الجلال قال والحمد اعم سببا والحمد اعم سببا لان الحمد يكون على النعمة ويكون على ما قام بالموصوف او المحمود من صفات الكمال ونعوت الجلال واخص موردا لانه لا يكون الا بالقلب واللسان فهو اخص موردا اذا الشكر اعم من جهة انواعه الشكر اعم من جهة انواعه والحمد اعم من جهة اسبابه الحمد اعم من جهة اسبابه قال فبينهما عموم وخصوص وجهي يجتمعان في مادة يجتمعان في مادة اي فيما اذا كان باللسان في مقابل نعمة تجتمعان في مادة مثال ذلك الحمد الذي يكون باللسان في مقابل نعمة. هذا يقال له حمد ويقال له شكر قال وينفرد كل واحد عن الاخر في مادة وينفرد كل واحد عن الاخر في مادة ينفرد الحمد فيما اذا اثنى على الله بذكر اسمائه وصفاته فيما اذا اثنى على الله سبحانه بذكر اسمائه وصفاته الحمد لله ذي الجلال والعظمة والكمال هذا يسمى حمد ولا يسمى شكرا وينفرد الشكر فيما اذا استعمل العبد النعمة في الطاعة اعملوا ال داوود شكرا استعمال النعمة في الطاعة يقال له شكر ولا يقال له حمد فاذا يجتمعان في مادة وينفرد كل واحد عن الاخر في مادة نعم قال رحمه الله تعالى قوله وصلى الله على محمد وعلى اله وسلم اصح ما قيل في معنى صلاة الله على عبده ماذا ذكره البخاري رحمه الله تعالى عن ابي العالية قال صلاة صلاة الله على عبده ثناؤه عليه عند الملائكة وقرره ابن رحمه الله ونصره في كتابيه جلاء الافهام وبدائع الفوائد. جلاء الافهام للامام ابن القيم كتاب افرده في الصلاة على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهو من احسن ما الف في هذا الباب تحقيقا وتأصيلا وتقريرا وارادة للادلة وبيانا لها نعم قال رحمه الله تعالى قلت وقد يراد بها الدعاء كما في المسند عن علي رضي الله تعالى عنه مرفوعا الملائكة تصلي على احدكم ما دام في مصلاه اللهم اغفر له اللهم ارحمه قوله قد يراد بها اي الصلاة الدعاء قد يراد بها اي الصلاة الدعاء واستدل بالحديث الملائكة تصلي على احدكم ما دام في مصلاه اللهم اغفر له اللهم ارحمه وايضا يستدل وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم لكن هذا الذي يراد به الدعاء هو صلاة الملائكة وصلاة المؤمنين صلاة الملائكة على النبي عليه الصلاة والسلام وصلاة المؤمنين على النبي صلى الله عليه وسلم يراد بها الدعاء اما صلاة الله جل وعلا على نبيه صلى الله عليه وسلم فان فانما هي الثناء عليه في الملأ الاعلى كما تقدم عن بالنقل عن ابي العالية نعم قال رحمه الله تعالى قوله وعلى اله اي اتباعه على دينه نص عليه الامام احمد هنا وعليه اكثر الاصحاب وعلى هذا فيشمل الصحابة وغيرهم من المؤمنين. الال له اطلاقان خاص وعام تارة يطلق ويراد به قرابة النبي عليه الصلاة والسلام وتارة يطلق ويراد به اتباع النبي صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله تعالى كتاب مصدر كتب يكتب كتابا وكتابة وكتبا. ومدار المادة على الجمع ومنه تكتم بنو فلان اذا اجتمعوا والكتيبة لجماعة الخيل والكتابة بالقلم لاجتماع الكلمات والحروف. وسمي الكتاب كتابا لجمعه ما وضع له اذا قول المصنف كتاب التوحيد قول المصنف كتاب التوحيد يراد بكتاب التوحيد اي مكتوب جامع بمسائل التوحيد لان الكتاب مصدر يراد به كتاب مصدر يراد به المكتوب والكتب الجمع فقوله كتاب التوحيد المعنى المكتوب الجامع لمسائل التوحيد ودلائله نعم قال رحمه الله تعالى والتوحيد نوعان. توحيد في المعرفة والاثبات وهو توحيد الربوبية والاسماء والصفات وتوحيد في الطلب والقصد وهو توحيد الالهية والعبادة قوله والتوحيد التوحيد مصدر للفعل وحد يوحد توحيدا وفي اللغة اصل يدل على الافراد ودين الله سمي توحيدا لان مبناه على الايمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى في ربوبيته والوهيته واسمائه تبارك وتعالى وصفاته وقوله نوعان توحيد في المعرفة والاثبات وهو توحيد الربوبية والاسماء والصفات وتوحيد في الطلب والقصد وهو توحيد الالهية والعبادة اي ان التوحيد الذي خلقنا الله لاجله ومقصود الخلق نوعان توحيد علمي وتوحيد عملي توحيد علمي اي المطلوب من العبد هو علم المطلوب فيه من العبد علم والاخر عملي المطلوب عمل وعبادة وتقرب وكل من النوعين مقصود للخلق قال الله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لماذا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما خلق لتعلموا اذا مقصود الخلق العلم والمقصود الاخر العمل كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالله خلقنا للعلم والعمل ولهذا التوحيد نوعان علمي وعملي وان شئت قل توحيد المعرفة والاثبات وهذا العلم وتوحيد الارادة والطلب وهذا العمل والتوحيد العلمي الذي هو توحيد المعرفة والاثبات يدخل تحته توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات ولهذا لا اشكال عندما تقول التوحيد نوعان او تقول التوحيد ثلاثة انواع لان الحاصل واحد التوحيد نوعان علمي وعملي ويدخل تحت العلم توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات باعتبار ان كلا منهما المطلوب فيه العلم والمعرفة والاثبات والاقرار والنوع الثاني العملي وهو توحيد الارادة والطلب نعم قال رحمه الله تعالى قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى واما التوحيد الذي دعت اليه الرسل ونزلت به الكتب فهو نوعان توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في الطلب والقصد الاول هو اثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وافعاله واسمائه وتكلمه بكتبه وتكليمه لمن شاء من عباده واثبات عموم قضائه وقدره وحكمته وقد افصح القرآن عن هذا النوع جد الافصاح كما في اول سورة الحديد وسورة طه واخر الحشر واول التنزيل السجدة واول ال عمران وسورة الاخلاص بكمالها وغير ذلك قوله كما في اول سورة الحديد قول الله اي قول الله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. وما بعدها من ايات وقوله وسورة طه اي في اولها الرحمن على العرش استوى وما بعدها من الايات وقوله واخر الحشر اي الثلاث الايات الاخيرة من سورة الحشر بدءا من قوله هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم والايتين بعدها وقوله واول تنزيل السجدة الله الذي خلق سبعة الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي شفيع افلا تتذكرون يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره خمسين في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم وقوله اول ال عمران الله لا اله الا هو الحي القيوم وسورة الاخلاص بكاملها قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم كله كفوا احد نعم قال رحمه الله تعالى النوع الثاني ما تضمنته سورة قل يا ايها الكافرون وقوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. واول سورة الكتاب واخرها واول سورة المؤمن ووسطها واخرها واول سورة الاعراف واخرها وجملة سورة الانعام. وغالب سور القرآن بل كل سورة في القرآن بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد شاهدة به داعية اليه فان القرآن اما خبر عن الله واسمائه وصفاته وافعاله واقواله فهو التوحيد العلمي الخبري. واما دعوة الى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد وخلع ما يعبد من دونه فهو التوحيد الارادي الطلبي. واما امر ونهي والزام بطاعته وامره ونهيه فهو حقوق التوحيد ومكملاته. واما خبر عن اهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الاخرة. فهو جزاء توحيد واما خبر واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو جزاء ومن خرج عن حكم التوحيد فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك واهله وجزائهم انتهى كلامه. بهذا البيان البين الذي نقله رحمه الله تعالى عن ابن القيم في كتابه مدارج السالكين يتبين عظم شأن التوحيد ورفعة مكانته وان التوحيد هو مقصود الكتب المنزلة كما انه الغاية التي لاجلها ارسلت الرسل والكتب المنزلة مقصودها لبها توحيد الله سبحانه وتعالى وقد بين رحمه الله تعالى اعني الامام ابن القيم رحمه الله بين ان القرآن كله في التوحيد ان القرآن كله في التوحيد تقريرا له وبيانا لفضله وعظيم مكانته وما اعده الله لاهله من اجور عظيمة وخيرات عميمة في الدنيا والاخرة وما اعده ايضا من عقوبة لمن ناقض التوحيد نعم قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام التوحيد الذي جاءت به الرسل انما يتضمن اثبات الالهية لله وحده بان يشهد ان لا اله الا الله لا يعبد الا الا اياه ولا يتوكل الا عليه. ولا يوالي الاله ولا يعادي الا فيه. ولا اعمل الا لاجله وذلك يتضمن اثبات ما اثبته لنفسه من الاسماء والصفات. قال تعالى والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. وقال تعالى وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد ايا فارهبون وقال تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وقال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون قوله واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون؟ فيها دليل على الرسل على الدعوة الى التوحيد وابطال الشرك نظير قوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقوله سبحانه وتعالى واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر اي الرسل من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله نعم قال رحمه الله تعالى واخبر عن كل نبي من الانبياء انهم دعوا انهم دعوا الناس الى عبادة الله وحده لا شريك له وقال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده وقال عن المشركين انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر نون وهذا في القرآن كثير قوله عن المشركين انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون؟ مراد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من ايراد هذه الاية في هذا السياق بيان ان هذه دعوة المرسلين دعوة لتوحيد الله واخلاص الدين له فالتوحيد هو زبدة الرسالات وخلاصة دعوة المرسلين نعش قال رحمه الله تعالى وليس المراد بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية وهو اعتقاد ان الله وحده خالق خلق العالم كما يظن ذلك من يظنه من اهل الكلام والتصوف ويظن هؤلاء انهم اذا اثبتوا ذلك بالدليل فقد اثبتوا غاية التوحيد وانهم اذا شهدوا هذا وفنوا فيه فقد فنوا في غاية التوحيد. فان الرجل لو اقر بما يستحقه الرب تعالى من الصفات ونزهه عن كل ما ينزه عنه واقر بانه وحده خالق كل شيء لم يكن موحدا حتى يشهد ان لا اله الا الله وحده فيقر بان فيقر بان الله وحده هو الاله المستحق للعبادة ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له والاله هو المألوه المعبود الذي يستحق العبادة وليس هو الاله بمعنى القادر بمعنى القادر على الاختراع فاذا فسر المفسر الاله بمعنى القادر على الاختراع واعتقد ان هذا المعنى هو اخص وصف الاله وجعل اثبات هذا هو الغاية في التوحيد كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية وهو الذي يقولونه عن وهو الذي يقولونه عن ابي الحسن واتباعه لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم. فان مشركي العرب كانوا مقرين بان الله وحده خالق كل شيء وكانوا مع هذا مشركين. قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قالت طائفة من السلف تسألهم من خلق السماوات والارض؟ فيقولون الله وهم مع هذا يعبدون غيره؟ نعم. قوله قول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ليس المراد بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية هو اعتقاد ان الله وحده خلق العالم كما يظن ذلك من يظنه من اهل الكلام والتصوف هذا الظن الذي ظنه هؤلاء ترتب عليه انحراف انحراف شديد في الدين والعقيدة حتى انهم فسروا لا اله الا الله بذلك قالوا لا اله الا الله معناها لا خالق الا الله او لا قادرة على الاختراع الا الله او لا غنية بنفسه عمن سواه الا الله. وظنوا انهم اذا اتوا بلا اله الا الله على هذا المعنى فهموهم منها او جعلوه هم معنى لها انهم حققوا التوحيد ولهذا اصبحت الاعمال الشركية التي تمارس عندهم من دعاء المقبولين والتعلق بهم والذبح لهم والنذر لا تنافي لا الا الله عندهم لان لا اله الا الله لا خالق الا الله لا قادر على الاختراع الا الله. هذا هو معناها ويقول نحن لا نقول في هذا هذه الاشياء التي نعبدها او ندعوها لا نقول انها تخلق او ترزق لا نقول ذلك وانما ندعوها من اجل ان تقربنا الى الله سبحانه وتعالى فانظر كيف وقع الانحراف العريض بل الشرك الناقل من الملة لما اساء القوم فهم كلمة التوحيد لا اله الا الله وظنوا ان غاية التوحيد هو اثبات ان خالق العالم واحد وهو الله سبحانه وتعالى واثبات ان خالق العالم واحد هذا هو ايمان بربوبية الله سبحانه وهو وحده لا يكفي ولا ينجي لا يكفي ليكون المرء به موحدا ولا ينجي من عذاب الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وانظر لمعرفة فساد هذا الفهم الذي وقع فيه هؤلاء كيف ان المشركين الاول كانوا اصح فهما منهم لما قال لهم قولوا لا اله الا الله استكبروا انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا اي معبوداتنا لشاعر مجنون وكذلك قوله فيما ذكره عنهم اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. فهموا ان لا اله الا الله تعني ابطال المعبودات المتخذة من دون الله سبحانه وتعالى قول الله عز وجل وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. المعنى ما يؤمن اكثرهم بالله ربا خالقا رازقا منعما متصرفا مدبرا الا وهم مشركون اي معه غيرة في العبادة فيؤمنون بربوبيته ويشركون معه في الالوهية التي هي العبادة باتخاذ الانداد والشركاء زعما منهم انها تقربهم الى الله زلفى نعم قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون؟ قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فانى تسحرون فليس كل من اقر بان الله تعالى رب كل شيء وخالقه يكون عابدا له دون ما سواه. داعيا له دون ما سواه راجيا له خائفا فمنه دون ما سواه يوالي فيه ويعادي فيه ويطيع رسله ويأمر بما ويأمر ويأمر بما امر به وينهى عما ويأمر بما امر به. نعم وينهى عما نهى عنه نعم آآ ليس كل من اقر بربوبية الله عبد الله واخلص دينه له فكم هم الذين يقرون بالربوبية ولكنهم لا يخلصون دينهم لله بل اتخذوا مع الله سبحانه وتعالى الشركاء والانداد. وقد تقدم قول الله عز وجل وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. بالله اي ربا الا وهم مشركون اي في العبادة نعم قال رحمه الله تعالى وعامة المشركين اقروا بان الله خالق كل شيء. عامة المشركين عامة المشركين اقروا بان الله خالق كل شيء اقروا بان الله خالق كل شيء وكما قال اهل العلم لفظة الشريك والشرك التي وصف بها هؤلاء تشعر باقرارهم تشعر نفس كلمة الشريكة التي او الشرك التي وصف لهم تشعر باقرارهم لكن المشكلة جاء للشركاء مع الله يقرون بان الله الخالق الرازق المنعم واشركوا معه غيره في العبادة نعم قال رحمه الله تعالى وجعلوا وعامة المشركين اقروا بان الله خالق كل شيء واثبتوا الشفعاء الذين يشركونهم به وجعلوا له اندادا. قال تعالى ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا لهم ملك السماوات له ملك السماوات والارض وقال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون وقال تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء. لقد تقطع بينكم لعنكم ما كنتم تزعمون. قول الله سبحانه وتعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم اي انعمنا عليكم به وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء الذين زعمتم انهم فيكم شركاء معنى انهم فيكم شركاء اي لهم فيكم قسط وحظ انهم فيكم شركاء اي لهم فيكم قسط وحظ في استحقاق العبادة فجعلتم لهم نصيبا من العبادة من دعاء ورجاء وذبح غير ذلك لقد تقطع بينكم لقد تقطع بينكم اي تلك الصلة وذاك التعلق والارتباط كله تقطع وتقطعت بهم الاسباب كما قال الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله ولهذا كان من اتباع هؤلاء من يسجد للشمس والقمر والكواكب ويدعوها ويصوم وينسق لها ويتقرب اليها ثم يقول ان هذا ليس بشرك انما الشرك اذا اعتقدت انها المدبرة لي فاذا جعلتها سببا وواسطة لم اكن مشركا ومن المعلوم بالاغترار من دين الاسلام ان هذا شرك انتهى كلامه انتهى كلامه اي كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى تأمل هذه المقولة لهؤلاء التي افسدت على خلق دينهم وعقيدتهم عندما قال هؤلاء ان من يسجد للشمس والقمر والكواكب ويدعوها ويصوم وينسك لها ويتقرب اليها ويمارس هذه الاعمال ثم يقول هذا ليس شركا لاني لا اعتقد ان هذه المخلوقات مدبرة وانما اعتقد انها وسائط بيني وبين الله تقربني الى الله سبحانه وتعالى. انظر كيف القوا هذه الشبهة فافسدوا فيها عقائد الناس والى زماننا هذا من يوجد من يستغيث يستغيث بغير الله ويذبح لغير الله وينذر لغير الله ويرى ان هذا ليس من الشرك يقول لاني انا لا اعتقد ان ان هذا الذي ادعوه ربا لا اعتقد انه ربا لا اعتقد انه خالقا. بل بعضهم يصرح من المعاصرين ان دعاء الحجر والشجر الذبح له والنذر كل ذلك ليس شركا الا اذا اعتقد فيه الربوبية الا اذا اعتقد فيه الروبية اذا اعتقده ربا خالقا فانه يكون شرك اما عبادته والذبح والنذر كل هذه ليست شركا يقول الشيخ عبداللطيف ابن المصنف عبد الرحمن ابن حسن يقول رحمه الله في اثناء كلام الله ولا يشترط في ذلك ان يعتقد ان له شركة في الربوبية لا يشترط في ذلك اي في من دعا غير الله وعبد غير الله واستغاث بغير الله ان يكون مشركا لا يشترط في ذلك ان ان يعتقد له شركة في الربوبية او استقلالا بشيء منها والعجب يقول كل العجب ان مثل هؤلاء يقرأون القرآن يقرأون كتاب الله ويتعبدون بتلاوته وربما عرفوا شيئا من قواعد العربية وهم في هذا الباب من اظل خلق الله وابعدهم عن فهم وحيه وتنزيله عن فهم وحيه وتنزيله وازيد امرا اخر جاء عن ميمون ابن مهران رحمه الله احد ائمة السلف قال كم من شخص كلاما معناه يقول كم من شخص يقرأ يصلي ويقرأ القرآن وهو يلعن نفسه يقرأ قول الله تعالى الا لعنة الله على الظالمين الا لعنة الله على الظالمين وانه لظالم يقرأها في صلاته الا لعنة الله على الظالمين فيلعن نفسه لانه هو نفسه ظالم واعظم الظلم دعاء غير الله استغاثة بغير الله ومن اعجب العجب ان بعضهم كما حدثني احد الافاضل سمع وهو ساجد في صلاته يستغيث بغير الله وهو ساجد في صلاته يستغيث بغير الله ويطلب المدد من غير الله سبحانه وتعالى. مدد يا فلان ادركني يا فلان من الاولياء المزعومين فانظر هذه الشناعة والمصيبة ما اعظمها يقول ميمون ابن مهران ان احدهم ليقرأ يصلي ويقرأ في صلاته ويلعن نفسه يقرأ قول الله الا لعنة الله على الظالمين وانه لظالم فبعضهم يكون متلبس بشيء من اعمال الشرك وهذا اظلم الظلم واشده وانكاه ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكيلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي يا معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم بارك لنا في اسماعنا قارنة وقوتنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واجعلنا مباركين اينما كنا اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب دنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا