الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتحي المجيد شرح كتاب التوحيد قوله وقول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. بالجر عطف على التوحيد ويجوز الرفع على الابتداء. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الاية الكريمة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فيها بيان عظم فيها بيان عظم شأن التوحيد ورفيع مكانته. وانه الغاية التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها. واوجدهم لتحقيقها وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. واللام في قوله ان يعبدون لام التعليل وتسمى ايضا لام كي. اي من اجل عبادتي هذا هو المقصد. والغاية من خلق وايجادهم. ثم حال الناس مع هذه الغاية على فريقين فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة قول السارح رحمه الله بالجر عطف على التوحيد ويجوز الرفع. اي وقول الله وقول الله تعالى بالجر بكلمة وقول عطفا على التوحيد اي عطفا على قوله كتاب التوحيد وقولي كتاب التوحيد وقول الله تعالى ويجوز الرفع في وقول على الابتداء وقول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. نعم قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام العبادة هي طاعة الله بامتثال ما امر الله به على السنة الرسل وهي كذلك كما قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اسم يجمع كمال الحب ونهايته وكمال الذل يجمع كمال الذل ونهايته وكمال الحب ونهايته. فالحب الخلي عن ذل والذل الخلي عن حب لا يكون عبادة وانما العبادة ما يجمع كمال الامرين اي كمال اه الحب وكمال الذل لله عز وجل. نعم قال رحمه الله وقال ايضا عبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. هذا تعريف عظيم جامع. قال له شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان العبادة في صدر كتابه العبودية. وعنه تناقل اهل العلم هو من احسن واجمع ما قيل في حد العبادة وبيان حقيقتها نعم قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومدارها على خمس عشرة قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية وبيان ذلك ان العبادة منقسمة على القلب واللسان والجوارح. والاحكام التي للعبودية خمسة. واجب مستحب وحرام ومكروه ومباح. وهن لكل واحد من القلب واللسان والجوارح. وقال القرطبي رحمه الله لكل واحد من القلب واللسان والجوارح. فبهذا يتبين ان مدار عبادة على خمسة عشرة قاعدة. لان القلب له خمس آآ من هذه الاحكام الواجب والمستحب والحرام والمكروه والمباح. وكذلك اللسان والجوارح فيكون وخمسة عشر خمس عشرة مرتبة او قاعدة. وفي تفصيل ما يندرج تحت كل واحدة من هذه الامور من امور يراجع كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى ويراجع ايضا معارج القبول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى وقال القرطبي اصل العبادة التذلل والخضوع وسميت وظائف الشرع على المكلفين عبادات لانهم يلتزمونها ويفعلونها خاضعين متذللين لله تعالى ومعنى الاية ان الله تعالى اخبر انه ما خلق الجن والانس الا لعبادته. فهذا هو الحكمة في خلقهم قلت وهي الحكمة الشرعية الدينية. قال العماد ابن كثير وعبادته هي طاعته بفعل المأمور وترك المحظور وذلك هو حقيقة دين الاسلام. لان معنى الاسلام الاستسلام لله تعالى. المتضمن غاية الانقياد والذل والخضوع انتهى. وقال ايضا في تفسير هذه الاية ومعنى الاية ان الله خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له. فمن اطاعه جازاه اتم الجزاء. ومن عصاه عذبه اشد العذاب. واخبره وانه غير محتاج اليهم بل هم الفقراء اليه في جميع احوالهم وهو خالقهم ورازقهم. وقال علي ابن ابي طالب قول ابن كثير رحمه الله واخبر انه غير محتاج اليهم الى اخر كلامه بناه على قول الله عز وجل ما اريد منهم من رزق وما اريد اي يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقوله جل وعلا ما اريد منهم من رزق. ما اريد منهم من رزق من رزق جاءت نكرة في سياق النفي. فتفيد العموم كل رزق واي رزق فالله سبحانه وتعالى غناه عن خلقه غنى ذاتي من كل وجه. وفقر العباد اليه فقر ذاتي من كل وجه لا غنى لهم عنه طرفة عين. لا غنى لهم عنه طرفة عين اين؟ وقد قال الله جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. ان يشأ ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز. نعم. قال رحمه الله تعالى وقال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في الاية الا لامرهم ان يعبدوني وادعوهم الى عبادتي. وقال مجاهد الا لامرهم وانهاهم اختاره الزجاج وشيخ الاسلام. قال ويدل على هذا قوله ايحسب الانسان ان يترك سدى قال الشافعي رحمه الله لا يؤمر ولا ينهى وقال في القرآن في غير موضع اعبدوا ربكم اتقوا ربكم فكم فقد امرهم بما خلقوا له. وارسل الرسل بذلك. وهذا المعنى هو الذي قصد بالاية قطعا قصد وهذا المعنى هو الذي قصد بالاية قطعا وهو الذي يفهمه جماهير المسلمين ويحتجون بالاية عليه. قوله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. معنى الا يعبدون اي لامرهم بعبادتي. الا لامرهم عبادتي الا لامرهم وانهاهم وهذا يدل عليه ان هذا هو المعنى المراد من الاية يدل عليه امور منها قول الله ايحسب الانسان ان تترك سدى اي دون ان يؤمر ولا ينهى هذا لا يكون فالله عز وجل لم اخلقه سدى ولم يوجده باطلا ولعبا وانما خلقه ليأمره وينهاه ومما ايضا يستدل المعنى المتقدم به الاوامر التي في القرآن بعبادة الله وتقوى الله وطاعة الله وتجنب ما نهى عنه سبحانه وتعالى اعبدوا ربكم اتقوا ربكم غير ذلك مما ورد في القرآن من اوامر بعبادة الله وتوحيده والبعد عن الاشراك به. نعم. قال رحمه الله تعالى قال وهذه الاية تشبه قوله تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ثم قد يطاع وقد يعصى. وكذلك ما خلقهم الا لعبادته. ثم قد يعبدون وقد لا يعبدون فاللام في قوله الا ليطاع وقوله الا ليعبدون لام التعليل وتسمى ايضا لام كي. وهي العلة الغائية. فمعنى قوله الا بدون اي لاجل عبادتي. ومعنى قوله الا ليطاع باذن الله. اي من اجل ان يطاع. هذا الذي ارسل لاجله الرسل. وذاك الذي لاجله خلق الخلق. والرسل قد يطاعون وقد لا لكن انما ارسلوا من اجل ان يطاعوا. والناس قد يعبدون وقد لا يعبدون. وهم انما خلقوا من اجل ان يعبدوا الله سبحانه وتعالى فاللام فيهما لام التعليل. وهذا المراد بقوله وهذه الاية تشبه هذه الاية اي قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون تشبه وما ارسلنا من رسول الا ليطاع من جهة ان اللام فيهما لام التعليل. نعم. قال رحمه الله وهو سبحانه لم يقل انه فعل الاول وهو خلقهم ليفعل بهم كلهم الثاني وهو عبادته. ولكن لو كان كذلك لكان فكلهم عبيد لله لم يوجد فيهم عاص لو كان المعنى انه فعل الاول وهو الخلق ليفعل بهم لكانوا كلهم عبيدا لله ولم يوجد فيهم من هو عاص له سبحانه ولكن المعنى ولكن ذكر انه فعل الاول ليفعلوا هم الثاني فيكون هم والفاعلين له فيحصل لهم بفعله سعادتهم نعم ولكن ذكر انه فعل الاول الذي هو الخلق ولكن ذكر انه فعل الاول الذي هو الخلق وما خلقته ليفعلوا هم الثاني الا ليعبدون فيكونون هم الفاعلين له لكن منهم من فعل ومنهم من لم يفعل منهم من وحد ومنهم من اشرك منهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة نعم قال ولكن ذكر انه فعل الاول ليفعلوا هم الثاني فيكونوا هم الفاعلين له. فيحصل لهم بفعله سعادتهم ويحصل ما يحبه ويرضاه منه ولهم انتهى كلامه ويشهد لهذا المعنى ما تواترت به الاحاديث. فمنها ما اخرجه مسلم في صحيحه عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى لاهون اهل النار عذابا لو كانت لك الدنيا وما فيها ومثلها معها اكنت مفتديا بها فيقول نعم فيقول قد اردت منك اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك احسبه قال ولا ادخلك النار ابيت الا الشرك الشاهد من هذا الحديث وهو في صحيح مسلم قوله اردت منك ما هو اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك احسبه قال ولا ادخلك النار فابيت الا الشرك وقول اردت منك اي ارادة شرعية دينية وليس المراد الارادة الكونية القدرية اردت منك اي شرعا ودينا وهذا هو المعنى في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون الا ليعبدون اي لامرهم بعبادتي فاراد منهم ذلك شرعا ودينا لكن منهم من عبد الله سبحانه وتعالى ومنهم من اشرك. نعم قال رحمه الله تعالى فهذا المشرك قد خالف ما اراده الله تعالى منه ما اراده الله تعالى منه اي شرعا ودينا لان ارادة نوعان ارادة كونية قدرية وارادة شرعية دينية. نعم. فقد خالف قد خالف ما اراده الله تعالى منه من توحيده والا يشرك به شيئا. فخالف ما اراده الله منه فاشرك به غيره. وهذه هي الارادة الشرعية الدينية كما تقدم فبين فبين الارادة الشرعية الدينية والارادة الكونية القدرية عموم وخصوص مطلق يجتمعان في حق المخلص المطيع وتنفرد الارادة الكونية القدرية في حق العاصي فافهم ذلك تنجو من جهالات ارباب بالكلام وتابعيهم يقول رحمه الله بين الارادة الشرعية الشرعية الدينية والارادة الكونية القدرية عموم وخصوص مطلق. يجتمعان في حق المخلص المطيع. المخلص الذي وحد الله واطاعه وعبده وفعل ما امر الله سبحانه وتعالى من اجتمعت فيه الارادتان. اجتمعت فيه الارادة ارادة الله الكونية القدرية وارادة الله سبحانه وتعالى الشرعية الدينية. قال رحمه والله تعالى وتنفرد الارادة الكونية القدرية في حق العاصي. من عصى الله كفرا او شركا او معصية او غير ذلك. هذا الذي وقع منه قد اراده الله كونا وقدرا قد اراده الله كونا وقدرا ولم يرده سبحانه وتعالى شرعا ودينا ولا يرضى لعباده الكفر. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين قال وتنفرد الارادة الكونية القدرية في حق العاصي ايضا يضاف وتنفرد الارادة الشرعية وتنفرد الارادة الشرعية الدينية في مثل ايمان الكافر. في مثل ايمان الكافر الكافر الذي مات على الكفر. فايمانه قبل موته على الكفر اليس مرادا شرعا ودينا؟ اراد الله عز وجل منه ذلك شرعا ودينا. لكن لم يرد ذلك كونه وقدرا لانه لو اراد ذلك كونا وقدرا لوقع الامر طبقا لما اراد سبحانه تعالى. فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء. فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء. قال فافهم ذلك. تنجو به من جهالات ارباب الكلام وتابعيهم لان من لم يفهم الفرق بين الارادتين يجعل الامرين امرا واحدا. ويجعل بعضهم كلما اراده الله كونا وقدرا محبوبا لله. وهذا من سوء الفهم وعدم التفرقة بين الارادتين الكونية القدرية والشرعية الدينية. نعم. قال رحمه الله تعالى قال وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. الطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الطاغوت الشيطان. وقال جابر رضي الله عنه الطواغيت طهان كانت تنزل عليهم الشياطين رواهم ابن ابي حاتم الذي جاء عن عمر وكذلك الذي جاء عن جابر رضي الله عنهما لا تعارض بينه. لان كل من ذلك تفسير للطاغوت ببعض افراده. فالشيطان الطاغوت والكهان طواغيت الشيطان طاغوت والكهان طواغيت. فكل من التفسيرين صحيح لان هذا فسره ببعض افراده وهذا ايضا فسره ببعض افراده. والطاغوت معناه اوسع من ذلك كما سيأتي. نعم. قال رحمه الله تعالى الا وقال ما لك الطاغوت كل ما عبد من دون الله. قلت وذلك المذكور بعض افراده وقد حده العلامة ابن القيم حدا فقال اعد وقال مالك وقال مالك الطاغوت كل ما عبد من دون الله. نعم. قلت وذلك المذكور بعض وافراده وقد حده العلامة ابن القيم حدا جامعا فقال الطاغوت كل ما تجاوز به العبد قبله. قال العماد ابن كثير الطاغوت الشيطان وزينه من عبادة غير الله. قال ابن كثير الطاغوت الشيطان وما زينه من عبادة غير الله. هم. قلت وذلك المذكور بعض افراده وذلك المذكور وذلك المذكور الاشارة الى ما جاء عن عمر وجابر ومالك وما نقل عن ابن كثير كل ذلك بعض افراده. كل ذلك بعض افراده. معنى ذلك ان كل من هذه التفسيرات صحيحة. كل من هذه التفسيرات صحيحة. لان كلا فسر الطاغوت ببعض افراده. نعم قال رحمه الله تعالى وقد حده العلامة ابن القيم حدا جامعا فقال الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون اليه غير الله ورسوله او يعبدونه من دون الله او يتبعون على غير بصيرة من الله او يطيعونه فيما لا يعلمون انه طاعة لله. فهذه طواغيت العالم. اذا تأملتها تأملت احوال الناس معها رأيت اكثرهم اعرض عن عبادة الله تعالى الى عبادة الطاغوت. وعن طاعة رسول الله صلى الله عليه سلم الى طاعة الطاغوت ومتابعته. واما معنى الاية فاخبر تعالى انه بعث في كل طائفة من الناس بهذه الكلمة ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وهذه كلمة التوحيد. ان اعبدوا الله واجتنبوا طاغوت لا اله الا الله. هذا هو مدلول كلمة التوحيد. لا اله الا الله مدلولها اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وبهذا ارسل الرسل. ما بعث الله من رسول الا وكان اول ما قومه به من الدعوة هي هذه الكلمة اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. نعم. قال رحمه الله تعالى فاخبر تعالى انه اعفى في كل طائفة من الناس رسولا بهذه الكلمة ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. اي اعبدوا الله وحده واتركوا عبادة ما سواه قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعرة الوثقى لا انفصام لها. وهذا معنى لا اله الا الله اي من لم يكن مؤمنا بالله كافرا بالطاغوت لا يكون من اهل لا اله الا الله. ولا يكون مستمسكا بلا اله الا الله وان قالها بلسانه لان لا اله الا الله تعني الايمان بالله والكفر بالطاغوت. لا اله الا تعني الايمان بالله والكفر بالطاغوت فلا يكون من اهلها الا بذلك. ولهذا قال جل وعلا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. والعروة الوثقى هي لا اله الا الله. العروة الوثقة اي المستمسك الوثيق الذي من اعتصم به واستمسك نجا وكان من المفلحين. فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. وهذا هو معنى لا اله الا الله. قوله وهذا هو معنى لا اله الا الله اي فمن قرب الطاغوت ويؤمن بالله. نعم. قال رحمه الله تعالى فانها هي العروة الوثقى قال العماد ابن كثير في هذه الاية وكلهم اي الرسل يدعو الى عبادة الله وينهى عن عبادة ما سواه فلم يزل سبحانه يرسل الى الناس الرسل بذلك منذ حدث الشرك في بني ادم في قوم نوح الذين ارسل اليهم وكان اول رسول بعثه الله تعالى الى اهل الارض الى ان ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم. الذي الذي طبقت طبقت الذي طبقت دعوته الانس والجن في المشارق والمغارب وكلهم كما قال الله ما ارسلناك الا رحمة للعالمين بالناس كافة نعم. وكلهم كما قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. اي ان هذه الاية وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون نظير ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. ومن نظائر هاتين من الايتين قوله جل وعلا واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر اي الرسل من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله. وكذلك قول الله عز وجل واسأل من ارسلنا من قبلك من اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون؟ نعم. وقال تعالى في هذه الاية جريمة ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فكيف يصوغ لاحد من المشركين بعد هذا ان يقول لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء. فمشيئة الله تعالى الشرعية عنهم منفية. لانه نهاهم عن ذلك على السن اصوله واما مشيئته الكونية وهي تمكينهم من ذلك قدر قدرا فلا حجة لهم فيها. لانه تعالى خلق النار لها من الشياطين والكفرة وهو لا يرظى لعباده الكفر وله في ذلك الحجة البالغة والحكمة القاطعة ثم انه تعالى قد اخبر انه انكر عليهم بالعقوبة في الدنيا بعد انذار الرسل. فلهذا قال فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة انتهى انتهى اي كلام الامام ابن كثير ابن كثير رحمه الله تعالى وقوله قول ابن كثير كيف يسوغ لاحد من المشركين بعد هذا؟ اي بعد قوله لقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ان يقول لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء. ما عبدنا من دونه من شيء والله سبحانه وتعالى اقام الحجة وازال المعذرة ببعثة الرسل لقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقول ابن كثير رحمه الله الله تعالى الشرعية عنهم منفية فمشيئة الله تعالى الشرعية عنهم منفية صوابا يقال فارادة الله. الصواب ان يقال فارادة الله الشرعية عنهم منفية لان المشيئة لا تكون الا كونية قدرية. المشيئة لا تكون الا كونية قدرية ليست منقسمة الى كونية قدرية وشرعية دينية. ولهذا قال العلماء الارادة الكونية القدرية هي المشيئة. الارادة الكونية القدرية هي المشيئة. فلا يقال فمشيئة الله الشرعية عنهم منفية وانما يقال ارادة الله الشرعية عنهم منفية اي لم يرد ذلك منهم تبارك وتعالى شرعا ودينا. وانما اراد منهم شرعا ودينا ان يعبدوه ولهذا بعث الرسل الى الناس وبعث خاتمهم صلى الله عليه وسلم الى العالمين بشيرا ونذيرا الى الناس كافة رحمة للعالمين. وطبقت كما قدم رحمه الله تعالى دعوته الانس والجن في المشارق والمغارب نعم. قال الشيخ عبدالرحمن قلت وهذه الاية تفسير الاية التي قبلها وهذه الاية تفسر الاية التي قبلها وذلك قوله فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فتدبر. الاية التي قبلها اي التي فيها احتجاج المشركين على شركهم بالمشيئة لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء فاحتجاج على كفرهم المشيئة مشيئة الله سبحانه وتعالى يرد ذلك آآ ما جاء في هذه الاية ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت اي ان الله اقام الحجة وازال المعذرة ببعثة الرسل. نعم. قال رحمه الله ودلت هذه الاية على ان الحكمة في ارسال دعوتهم اممهم الى عبادة الله وحده والنهي عن عبادة ما سواه وان هذا هو دين الانبياء والمرسلين وان اختلفت شريعته تهم كما قال تعالى لكل جعلنا منكم ودلت هذه الاية على ان الحكمة وفي ارسال الرسل دعوتهم اممهم الى عبادة الله وحده. والنهي عن عبادة ما سواه وان هذا هو دين الانبياء والمرسلين وان اختلفت شريعتهم كما قال تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. وانه لا بد في الايمان من عمل القلب والجوارح قال رحمه الله تعالى ودلت هذه الاية ولقد بعثنا في قل لامة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ان الحكمة في ارسال الرسل دعوتهم اممهم الى في الله. دعوتهم اممهم الى عبادة الله والنهي عن عبادة ما سواه هذه فائدة. الثانية وان هذا هو دين الانبياء. والمرسلين. وان اختلفت شرائعهم. اي ان الانبياء واحدة في التوحيد والاعتقاد كلهم دعاة الى توحيد الله. كما صح في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال نحن الانبياء ابناء علاد ديننا واحد وامهاتنا شتى المراد بقوله ديننا احد اي عقيدتنا واحدة. اصولنا واحدة. كلها دعوة الى توحيد الله والايمان به والايمان. بما امر عباده سبحانه وتعالى بالايمان به كلمة الانبياء في ذلك واحدة. لا اختلاف بين نبي واخر في ذلك ولهذا قال العلماء العقيدة لا يدخلها النسخ العقيدة لا يدخلها الناس لا في شريعة النبي الواحد ولا ايظا بين نبي ونبي لا يأتي نبي وينسخ عقيدة جاء بها نبي قبله ولا يأتي نبي بعقيدة ثم يأتي بما ينسخها. العقيدة ليس فيها نسخ. العقيدة واحدة ثابتة لكن ان النسخ يكون في الشرائع في الاعمال كما قال الله سبحانه وتعالى لكل جعلنا منكم ترعة ومنهاجا. قال ومن فوائد هذه الاية انه لابد في الايمان من العمل لابد في الايمان من العمل. من القلب والجوارح عمل القلب وعمل الجوارح. وهذا مستفاد من قول ان يعبدوا الله ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فلا بد من العمل ليس الامام مجرد تصديق يقوم في القلب او اقرار يقوم في القلب فلا بد من العمل عمل القلب محبة وخشية توكلا ورجاء خوفا وعمل الجوارح. طاعة وعبودية لله سبحانه على كما تقدم في ما نقله رحمه الله تعالى عن الامام ابن القيم في ان دار العبودية على خمسة عشرة قاعدة وهي منقسمة على القلب واللسان والجوارح منقسمة على القلب واللسان والجوارح. ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين سمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا